(ليالي عربية) رواية تسلط الأضواء على دور المثقفين في الثورات، وفيها يبدو "خرير الذهبي" ينحي باللأئمة على المثقفين، ويحملهم مسؤولية إخفاقهم في الإتصال بالناس، حيث يقدم لنا شخصيات مثقفة مهزومة ومعزولة عن الناس، لأن خطابها الموجه غلى الناس كان متعالياً وغير مفهوم، ولذا لم يترك في الناس أي تأثير: "ثلاثون عاماً، وأنتم توزعون المنشورات، وتنادون باسم الشعب، والشعب عنكم بعيد، قبل أن توزعوا المنشورات اجعلوه قادراً على قراءتها".
وفي الرواية، تكلَف إحدى الشخصيات المثقفة بمهمة توعية الفلاحين إلى أهمية الثورة، وأهمية الجمعيات التعاونية التي تحميهم من سيطرة الإقطاعيين والسماسرة، ولكن جهدها يذهب سدىً لجهل الفلاحين، وعدم قدرتهم على إستيعاب مزايا الثورة.
"ليالي عربية" حب أكثر من رواية، هي قصة إغتراب المثقف عن واقعه، وجهل الناس وعدم قدرتهم على إستيعاب الخطاب الثوري...
ماذا حدث تلك الليلة؟ كيف قضى الأصحاب ليلتهم الهائجة، وماذا دار بينهم من أحاديث وحكايات؟
ليال عربية....
ليال عربية....
"ركعوا جميعاً على ركبهم... وثنيين مذعورين أمام ذلك القادم لا يعرفونه
ركعوا جميعاً في ذعر...
تباركت أيها القادم.. ليعل اسمك عالياً.. من أنت؟
ليتمجد اسمك.. من أنت؟
طمئن قلوبنا المذعورة، وأخبرنا من أنت.
قلوبنا تهفو، وعيوننا ترنو، نحاول معرفة كنهك.. أيها العظيم.. تعطف وأخبرنا.. من أنت؟
وبهدوء أخذت ضربات المعول تعلو، وأكوام الرمال تمحي، والصلوات تضج، والخوف يرعش ضربات القلب المذعورة."
No comments:
Post a Comment