عندما يذكر حسيب كيالي بين كتاب العربية يشار إليه على أنه واحد من مؤسسي فن القص في اللغة العربية وخاصة في سورية بوصفه رصيفاً، أو شريكاً لابراهيم عبد القادر المازني الذي يمكن أن يدعى بالكاتب – الأسلوب وربما كانا من أهم الكتاب في اللغة العربية اللذين يمكن لك أن تميز كتاباتهما دون توقيع حسيب كيالي أستاذ ومعلم وهو الوحيد في سورية الذي صنع مدرسة خاصة به وترك تلاميذ يعلنون كل يوم بأنهم "أبناء حسيب كيالي".
ولد في إدلب في شمال سورية عام 1921 وتوفي عام 1992.
تلقى تعليمه الابتدائي في إدلب والثانوي في حلب وتخرج في جامعة دمشق مجازاً في الحقوق. توفي في دبي عام 1993.
عمل في الترجمة والصحافة والإذاعة.
من مؤلفاته:
1- مع الناس – قصص بيروت 1952
2- أخبار من البلد – قصص ، بيروت 1954
3- مكاتيب الغرام – رواية ، بيروت 1956
4- الناسك والحصاد، مسرحية شعرية ، دمشق 1969
5- أجراس البنفسج الصغيرة – رواية ، بيروت 1970
6- رحلة جدارية – قصص ، دمشق 1971
7- من حكايات ابن العم – قصص 1992
8- نعيمة زعفران – رواية 1993
وأعمال كثيرة أخرى.
"على الكاتب أن يكلف نفسه مشقة الإفهام، وليس على القارئ أن يكلف نفسه مشقة حل الرموز والأحاجي. فالأدب كاللغة وسيلة من وسائل الاتصال بين الناس" هكذا قال الياس أبو شبكة منذ الثلاثينيات من القرن العشرين، وربما حتى الآن، والمهمة ما تزال المهمة ماثلة؛ كيف الوصول إلى مزيد من قدرة الاتصال بالناس، وأي تجريب أدبي- لغوي يمكن أن يؤدي هذا الهدف؟!
السؤال ما يزال مطروحاً، والإجابة عليه بمزيد من محاولات التجريب.
حسيب كيالي مثال لهذا التجريب، أو التجديد، فقد كانت لغة الناس اليومية، وبكل "فصاحتها" وكل طرق بيانها، وكل ما فيها من ظلال وعفوية وبراءة وخبث وسخرية وألم وتلميحات ذكية هو ما أضافه حسيب كيالي إلى القصة السورية القصيرة ولغتها تحديداً.
خلص حسيب كيالي السرد القصصي من بلاغته القديمة، والمشهد القصصي من دراميته وجديته وعبوسه ، واللغة من معاطفها البالية المترهلة، مثلما أدخل القصة القصيرة رحابة الحياة اليومية بناسها البسطاء، لكن الأذكياء على طريقتهم، والساخرين، لكن بلغتهم ولهجاتهم ومشكلاتهم، بعفويتهم ضحكهم النقي، بتحايلاتهم ومكرهم اللماح في السلوك والحديث، ولهذا فلا عجب أن يكون عنوانا مجموعتي حسيب كيالي الأوليتين "مع الناس" و "أخبار من البلد" فهكذا تصبح القصة عيشاً مع الناس، وإخباراً عن البلد الذين يحتاج إلى قلم، أو لسان، يخبر عنه. إضافة إلى اللغة الشعبية ومعها، وربما من خلالها، قدم حسيب كيالي "السخرية" عيناً ينظر من خلالها إلى الواقع، والسخرية هي الجانب المرح من الإنسان، الجانب الذي يدرك الوجه الآخر للحياة، الوجه الذي يقول إن الحياة ليست مأساة فقط، بل ثمة جانب مرح لطيف يستحق الحياة والابتسام، السخرية والضحك يخففان من غلوائنا ومن عبوسنا، ويهدآن من مخاوفنا، مثلما يطامنان من غرورنا، وربما يكون هذا الجانب "السخرية" إلى جانب اللغة من أهم إضافات حسيب كيالي إلى الأدب القصصي العربي.
"محمد كامل الخطيب"
أو
No comments:
Post a Comment