Saturday, August 27, 2011

حسن سليمان - حرية الفنان



انتقل إلى رحمة الله الفنان التشكيلي المصري " حسن سليمان " تاركاً وراءه معاشِرَ أحبت فنه وعلمه ، فعن عمرٍ يُناهز الـ 80 عاماً وبعد فترةٍ طويلةٍ تقدر بالسنين بعيداً غن الفن والفنون رحل بسبب المرض صاحب 60 معرضاً داخل وخارج مصر ، وقد شُيِّعَتْ جنازته في مسجد " عثمان كِتْخِدا " ( جامع الكيخيا ) بميدان الأوبرا بـ " وِسْط البلد ". وقد أعاد المرحوم وصية معلمه " يحيى حقِّي " للحياة حين أوصى بعدم تشييعه في الجرائد إلا بعد جنازته ، لإيمانه وإيمان معلمه من قبله بأن ما قدمه الفنان في حياته - وحده - ما يُبقي ذكراه ، وكانت الوفاة في فجر الخامس والعشرين من أغسطس 2008

حدثت بعد الحرب العالمية الثانية ، ثورة فنية واسعة النطاق ، ضد أى قيد يفرض على الفن. ثم زاد ميل الفنان للتحرر والصراحة شيئا فشيئا .  وقد كانت هذه النزعة للحرية نتيجة لإحساس الفنان بالضياع ، ثم ما لبث أن أصبح هذا الضياع رمزاً للجيل الجديد ، من الفنانين والأدباء . وباختصار أصبح الفن الحديث تعبيراً عن صراع مرير ، لا ضد الموت أو القدر ، لكن للأسف الشديد ضد المجتمع . بهذه الكلمات العميقة التأثير بدأ الفنان التشكيلى المصرى الراحل حسن سليمان فى تقديم كتابه الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ، بعنوان " حرية الفنان " ، ضمن سلسلة الفنون فى مهرجان القراءة للجميع ( مكتبة الأسرة 2006 ) .
ويزيد قائلاً : إذ يواجه الفنان فى المجتمع الذى يعيش فيه أوضاعاً لا يرضى عنها ، هذه المواجهة قد تحد بطريقة ما من انطلاقته الفنية ، وذلك إن لم يدرك إدراكاً واعياً وعميقاً طبيعة هذه الأوضاع ، ويحدد موقفه منها . وهنا نجد المعنى الكامل لصراع الفنان مع نفسه ، ومع من حوله ، بحثاً عن الحقيقة ، وارتباطها بالمعنى الكبير للحرية .
فى السنوات الأخيرة ، مع بداية السبعينيات فى هذه القرن ، أعلن فلاسفة جدد ، نشأوا نشأة ماركسية ، وقامت فلسفتهم على أساس من المادية الجدلية ، أعلن هؤلاء الفلاسفة أن ماركس قد مات . ثم بدأوا يبنون صرح تفكيرهم على أنقاض الماركسية . بالضبط كما فعل الماركسيون القدامى حين بنوا فلسفتهم الجدلية على أنقاض هيجل . ولقد كانت طبيعة وظروف الفنان فى القرن العشرين من أهم ما دفع هؤلاء الفلاسفة لمثل هذا الاتجاه الفكرى ، إذ شعروا أن تطبيق الماركسية يمثل هذا الجمود لا يمكن أن يكون هو الحل . فالفنان يحاول جاهداً ، سواء وعى الصراع حوله ، أو لم يعه ، أن يجمع شتات نفسه ، يعتصره خوف على ذاته من مجتمعه وخوف على فنه من نفسه . وقد يندفع مناضلاًَ من أجل حياة أفضل لمجتمعه ، لكنه أبداَ لا يستطيع أن يغفل رغبة تظل تتأرجح فى أعماقه ، لعزلة يتحرر فيها من كل شئ ، حتى يحقق ذاته كاملة ، دون أن يشغله شئ ما .. معبراً عن كل ما يختلج فى أعماقه من صراعات وأمانى .  وفى اللحظة التى يشعر فيها الفنان بتناقض ما فى حياته .. انفعاله وصراعه مع نفسه . هذا التناقض طرفه الأول الإنسان البدائى الكامن فى داخله ، والذى يتحرق شوقاًَ للانفعال ، مندفعاً لتحقيق رغباته والدفاع عن نفسه .. والطرف الثانى يتمثل فى الإنسان المتحضر المتمدين ، تقيده أنظمة ومقايس صاغها العقل نتيجة لتجارب طويلة ضد الطبيعة وضد القوة الهابطة فى المجتمعات .. ومع هذا التناقض يولد احتجاج اضطرارى لإيجاد توافق .  فالإنسان ببساطة لا يعيش محققاً فقط احتياجاته – التى تتخذ باستمرار صوراً معقدة ومتطورة رغم ثبات جوهرها – بل يفرض قلقه عليه أن يبحث عن تبرير لانفعاله العاطفى فى مواجهته لتلك الاحتياجات ، وذلك كى يحقق لصراعه الطويل معنى ، وحتى لا يطغى تكوينه البيولوجى الذى يصرخ باحتياجته ككائن حى ، فيعوق كل ما يسمح بتكوين أسس تدفع تقدمه المطرد ككائن سام يتطور باستمرار .
والفنان إن لم يثق بمن حوله أو بمجتمعه ، لا يشعر بطمأنينة أو ألفة أو أمن ، يقيم حاجزاً بينه وبين الآخرين ويتجمد فنه فهو تركيبة عجيبة حساسة ، لدرجة أنه قد تفقده الثقة بنفسه إيماءة غير مقصودة أو وجه غير بشوش يعكس عدم مبلاة به ، فهو لا يستطيع العيش أمام مجموعة يشك فى أنها يعينها أمر غنائه .
الفنان إما أن يكون فناناً ، أو لا شئ على الإطلاق .. وفى حالة كونه فناناُ عليه أن يتحمل كل شئ .. وحدته .. غربته .. فتجرتبته ذاتية ومستقلة ، ولا يمكن لأحد أو لقوة التدخل فيها . والأعمال التى تبدع ، إما أن تكون فناً ، أو هى لا شئ . وفى إضفاتنا على العمل الفنى صفة الجودة ، لا إضافة فى ذلك ، ولا يتعدى الأمر حينئذ تحصيل حاصل . فإما أن يقبل العمل كما هو كاملاً ، أو يرفض كلية ، لكن تقبله يتحفظ هو عين الخطأ .
يحتوى الكتاب على عدة أقسام وهى كالآتى :-
- تحديد المواقف
- الانفعال بالحياة
- تمزيق الغلالات
- البحث عن مرفأ
- عن حرية الفنان
- النتيجة
- بعض الأعمال الفنية
وفى ختام الكتاب يعرض المؤلف لمقولة أمدموند بيرك " من وجهة نظرى أنه دائماً مع حدوث انفصال ما بين الحرية والعدالة ، يصبح كلاهما فى خطر " .
ويشير إلى أن فن القرن العشرين رغم تعدد اتجاهاته ، ترجع جذوره إلى إثنين من عمالقة الفن فى القرن التاسع عشر : ديلاكروا بانفعاله الرومانتيكى ، وسيزان بإحكام بنائه الهندسى .
نهى جمال الدين – خاص " فنون الخليج "

 http://www.mediafire.com/view/?q9bhxbj5aodwzy7


الكتب المرفوعة:حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html




No comments:

Post a Comment