Tuesday, August 30, 2011

طلعت سقيرق - الكتاب الفلسطيني



الشاعر طلعت سقيرق والقصيدة الصوفية بقلم: د. رؤوف مصطفى
تعتبر تجربة الشاعر طلعت سقيرق في القصيدة المطولة التي صدرت في العام 1999 بعنوان " القصيدة الصوفية، واحدة من التجارب الرائدة بل المدهشة في القرن العشرين، حيث كانت وما زالت أول قصيدة عربية تنتهج السطر الواحد، وتاخذ موضوعا واحدا، وتفعيلة واحدة، وتجعل القارئ في حالة غريبة من حالات الوجد التي قلّ نظيرها.. والغريب أنّ هذه التجربة الرائدة والوحيدة في أدبنا العربي لم تأخذ حظهاالحقيقي والواقعي من الشهرة والانتشار، مع أنّ طبعتها الأولى نفدت خلال فترة قصيرة في العام 1999ورفض الشاعر نشرها مرة ثانية، كونه يريد حسب رأيه أن ينشر الجديد ويبتعد عن تكرار ما كان قد نشر من قبل..رغم ذلك انتشرت القصيدة بشكل واسع على الشبكة العنكبوتية وعدها الكثيرون قصيدة القرن العشرين دون منازع.. وحتى لا يبقى حديثي في مجال الحديث عن نص غير موجود امامنا.. اورد مقطعا من القصيدة، وهي مؤلفة من عشرين مقطعا.. يقول : " أحبكِ فوق ما في الحبِّ من حبٍّ وأسرد كلَّ تاريخي وموالي وأحوالي على درب ارتعاش اللوز في أفياء أغنيتي وفي أنواء ما في القلب من بلحٍ أعيد إليك أسرار انتباه المشط في شعر الحقول السمر في شعر الفصول السبع من صيفٍ إلى سيفٍ ومن طيفٍ إلى مطرٍ يداخلني فأنسى كلَّ أشعاري على عتبات أمنيةٍ مضت فانداحتِ الأحلام في كرةٍ يدحرج صوتها صوتي على صمتي ويكسرني شظايا من نداء الوجد تسبح في كرياتي وآياتي فهل أنت التي شدَّتْ على نهر الترانيم التي فاءت إلى قدسية العتبات راجعة من البلل الذي في الظل يا وجدي ويا قبلي ويا بعدي ويا سمعي ويا بصري ويا طلقات فردوس النبوات ارتميتُ الآن لم أشرب حليب الناي من شفتي ولم أدخل إلى ما كان من ودعٍ يلون ما تريد الروح من منفى إلى منفى ومن ضربات أحلامٍٍ ممزقةٍ على جسر الدموع وشهقة الآهات يا حبي ويا قلبي لماذا تدخلين الآن أيامي ويرقص وجهك السحريُّ في حبق الزمان يعيد إليَّ ذاكرتي ويسرقها فأنسى عند باب الذكر أنّ هواك في بدني حقول سرَّحتْ جسدي وراحتْ تزرعُ الحنّاء والأنواء في جلدي وفي لحمي وفي أفياء ما في القلبِ من بلحٍ أجرُّ إليَّ ضوءَ الوعد كي أبقى على سلكٍ من النسيان أو سككٍ من الفيضانِ حيَّرني هواك فرحت لا أدري لماذا كنتُ في صدري ومن في البابِ أوقد شعلة التذكار أشجاراً تردُّ ضلوعَ أشجاري وأمطاراً تهزُّ فصول أمطاري كأني يا حدود البحر يا فيء الفصولِ العشرِ مجنونٌ يحدِّث عنكِ ذاكرةً من النسيان أو فصلاً من الذوبان أو نهراً من الصمت الحنونِ أحنُّ يا وجهي وأبكي في دروب العشق أصعد سدّة التذكار مخنوقاً ومقتولاً ومذبوحاً أمدّ إليك ما في القلب من بلحٍ لأشرب شهقة الأمطار تغسلني فأرجعُ في يدي قلبي وفي عمري حدائق صوتكِ النامي على أنغام أحلى فيضِ أغنيةٍ كأني حينما أهواك أنسى كلَّ ما في العمر أهربُ من دمي وجداً فيهطل فيَّ حقل الروح مجنوناً يوزعني على وترين من حبقٍ وذاكرةٍ أعيد إليك أسبابي ونهر السرةِ العذراء سرَّحها حنينُ الوجد فانتبهتْ على فيض من الأنوار يأخذها وراحت تمطر الأشعار تضحك في توحدها على باب انتباه اللوز يا دنيايَ يا وجدي وقبل البدء في وحدي وقبل الغيم في مطري أريدك أنتِ يا صدري وليس سواك لي شدّي على كفي وخلِّي كلَّ ما في الأرض من مطرٍ يراجع فيك موالي يرتله إلى ما شاء يرسلهُ ويرقص رقصة الفيضان والتحنان يبدأ عزف ما في العزفِ من عزفِ.."...
طبعا كانت تفعيلة / مفاعلتن / هي تفعيلة القصيدة من اولها حتى آخرها..وعليّ أن أذكر هنا ما كتبته القاصة حنان درويش في مقدمة القصيدة " بعد إطلاق ديوانه المفتوح زمنياً ((ومضات)) في بطاقات شكلت عملاً رائداً متميزاً في نشر الشعر ووصوله إلى الناس، يضع الشاعر طلعت سقيرق خطوة غير مسبوقة في التميز والانفتاح على عالم شعري لا مثيل له من خلال قصيدته المتفوقة حقاً ((القصيدة الصوفية)) هذه القصيدة التي تعتبر بحق قصيدة القصائد دون منازع.. فهل وضع الشاعر سقيرق الدرجة الأعلى في الشعر، أم ما زال هناك جديد يمكن أن يقنعنا بأن ميلاد قصيدة مثل ((القصيدة الصوفية)) ما زال ممكناً.. سؤال يبقى قيد انتظار جواب ؟؟.. " طبعا صدر للشاعر ديوان " خذي دحرجات الغيوم " عام 2003 عن وزارة الثقافة في سورية، ثم " قيثارة الوجد " ضمن ديوان " نقوش على جدران العمر " في العام 2008.. لكن هل تجاوز الشاعر طلعت سقيرق القصيدة الصوفية أم بقي كما قالت الاصة حنان درويش رهين تأثيرها وطغيانها ؟؟.. هناك من يقول لم يستطع الشاعر تجاوز قصيدته الصوفية، وهناك من يرى أنه تماثل معها أو جاراها، ولم يقل أحد انه استطاعة أن يتجاوزها في تجربة السطر الواحد الفريدة.. أما الشعراء الاخرون فقد عجزوا تماما عن كتابة ما يماثل هذه القصيدة بأي شكل.. وربما تكون قصيدة الشاعر الراحل محمود درويش " الجدارية " والتي صدرت بعدها بقليل قريبة بعض الشيء منها مع الاختلاف في الموضوع وتوزيع التفعيلة، وأسلوب كل شاعر..وطبيعي أنّ سربيات سميح القاسم تبتعد عن ذلك كل الابتعاد..
يبقى السؤال لماذا لم تعط هذه القصيدة حقها من الانتشار ؟؟.. كتب عنها الكثير، وتحدث عنها كثيرون، لكن لم يتح لها أن تكون في مكانها الحقيقي بالنسبة للشعر العربي في القرن العشرين.. ولا يبالغ من يقول إنها كانت قصيدة القرن العشرين في كل شيء.. السطر الواحد، الموضوع حيث الغزل يرقى إلى درجة عالية رائعة.. كسر الشكل النمطي لقصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية، وطبعا قصيدة النثر وغن كانت تعتمد التفعيلة بعيدا عن النثر.. ملحمية النفس ووصوله إلى الأعلى..؟؟.. لا شك انّ قراءة قصيدة من هذا النمط متعب، لكنه ممتع..وقد تعود القارئ العربي ومثله الناقد طبعا على الكسل والركون إلى ما هو منجز معروف.. وربما لأنّ الشاعر لا ينتمي لحزب أو منظمة سياسية تعمل على إعطاء العمل حقه، حيث الشاعر ينتمي لها.. وتبقى التخمينات كثيرة.. لكن الأهم ربما أن القصيدة بقيت بعيدة عن اخذ مكانها الذي تستحقه.. عليّ هنا ان اذكر أيضا " الديوان المفتوح زمنيا" للشاعر طلعت سقيرق والذي صدر على مدار سنوات، وكان يصدر على شكل بطاقات تشبه بطاقات المعايدة، وكل بطاقة تحمل قصيدة للشاعر وموتيفة للفنان فتحي صالح..ومثل هذا الديوان يبقى غريبا عجيبا في شكل الإصدار وجمالية الشعر الذي يحمل، إلى جانب انه التجربة الوحيدة في العالم التي تأتي كديوان لا يضمه كتاب، بل يتوزع في بطاقات.. وظني أن هذه التجربة تحتاج إلى حديث آخر


http://www.mediafire.com/view/?47uf23yyr6gdkzb
 
 

الكتب المرفوعة:حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


 

No comments:

Post a Comment