Thursday, June 30, 2011

براء السراج - من تدمر إلى هارفارد, رحلة سجين عديم الرأي


يروي الدكتور براء السراج قصة اعتقاله الممتدة لإثني عشر عامًا، وتفاصيلها التي يعيشها في السجون السورية. وبالتحديد سجن تدمر، ومن ثَمَّ سجن صيدنايا..
ويقول أنه لولا الثورة في سورية لما بدأ بكتابة هذه المذكرات في 25 آذار 2011، لكنه واجب وطني وإنساني فضح المجرمين أينما كانوا وحيثما حلوا

أو


 

سمير الحاج شاهين - صعلوك المدينة

شريف الراس - طاحونة الشياطين





شريف الراس من مواليد مدينة حماة السورية عام 1930، وخريج قسم الفلسفة بجامعة دمشق التي انتسب إليها عام 1952، وكان خلال دراسته الأول على قسم الفلسفة، وأعفته الجامعة من رسوم الدراسة وقدرها 75 ليرة سورية في حينها، وعمل في الصحافة منذ انتسب إلى الجامعة، فكتب في عدد من الصحف اليومية والأسبوعية، في سوريا، ولبنان والعراق والكويت والإمارات وسواها، وتميز بأسلوبه الساخر، حتى عُدّ "الكاتب الساخر الأول"، كما دعاه الكاتب المصري: محمود السعدني.
تُوفّي في العاصمة الأردنية عمّان صباح الأربعاء الماضي (17-5-2000م) عن عمر يناهز سبعين عاماً، بعد إصابته بجلطة دموية ، ودُفن في مقبرة "سحاب" جنوب عمّان
 (طاحون الشياطين) تفضح بعض الممارسات القمعية في سوريا
--------------------------------------------------------------------
شريف الراس  بقلمه
أنا عبد الله محمد شريف بن خالد بن حسن الرأس، المعروف باسم شريف الراس.
ولدت في مدينة حماة في يوم غير معروف، لأنه مذكور في سجلّي أنني ولدت في سنة 1930 (من غير تحديد اليوم أو الشهر) بينما أخي محمد أديب رحمه الله، وكان أكبر مني بسنتين مسجّل في ولادات سنة 1930.
أبي رحمه الله هو الحاج خالد بن حسن السكاف (تم تعديل اسم العائلة من السكاف إلى الراس سنة 1950، وإن  شهادة الدراسة الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية مكتوبة باسم: محمد شريف إسكاف). كان تاجر منتجات زراعية "بوايكي" حسب تعبير الدمشقيين و "عَلْوَجي" حسب تعبير البغداديين، حيث يُنزل الفلاحون عنده محاصيلهم الزراعية والألبان والأجبان فيبيعها لحسابهم بالجملة.
كان رحمه الله شديد التقوى والإيمان، حجّ إلى مكة ثلاث عشرة حجة، وعندما وفقه الله لبناء بيت سنة 1939 نذر الغرفة الملاصقة للباب مسجداً لأهل الحي، وكان يرفع الأذان فوق سطح البيت إلى أن مات، وكانت هذه الغرفة "مضافة" لرجال الحي (حي بيت الحوراني) وللفلاحين والبدو. وكان يتفرغ لها منذ صلاة العصر، فيحمص القهوة العربية ويصنعها، وبعد صلاة العشاء يوزع المصاحف على الحاضرين ليقرأ كل منهم صفحتين بالتتالي، وكان الشيخ عبد الله الصباغ إمام مسجد حارتنا (جامع رستم بك) مكلّفاً بالانتباه لتصحيح أخطاء أي قارئ. وبعد ذلك تبدأ السهرة العادية، ما عدا مساء الخميس إذ كانوا بعد الانتهاء من قراءة القرآن يقيمون حفلة مولد نبوي شريف، فتقرأ قصيدة البردة للبوصيري ثم ينشد الصوّيتة الأغاني الدينية والتواشيح والأناشيد في مدح الرسول، ويُختتم المولد بتوزيع كؤوس الشاي، وأحياناً كان يقام احتفال على طريقة المتصوفة النقشبندية، وكان أبي رحمه الله من جماعة الشيخ أبي النصر خلف (حمص) وكان شيخاه اللذان يقبّل أيديهما في حماة: الشيخ محمود الشقفة، والشيخ أحمد سليم المراد رحمهما الله.
في سنة 1940 أنشأ أبي، مع شيخه الشيخ محمود الشقفة ورجال كرام من أفاضل حماة المدرسة المحمدية الشرعية، حيث بنوا غرفها فوق سطح جامع الشرقية، فكان من الطبيعي أن ننتسب إليها أنا وأخوايَ إبراهيم وأديب اللذان ما لبثا أن تركا الدراسة بعد نيلهما شهادة الدراسة الابتدائية، وثابرت وحدي إلى الصف النهائي، وهو الصف التاسع (شهادة البروفيه - المتوسطة) كان المنهاج نفس منهاج وزارة المعارف، مضافاً إليه باهتمام شديد أربعة علوم: الفقه والتوحيد والقرآن والحديث، وبدلاً من جرس التنبيه المدرسي كان على واحد منا أن "ينبّه" بأن يهتف بأعلى صوته: إن الله وملائكته يصلّون على النبي.. يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً.
كان من أهم الأساتذة الذين فضّلوا علينا في هذه المدرسة الفقيرة والعظيمة والتي كان معظم طلابها من أبناء الفلاحين والفقراء: الشيخ محمود الشقفة، والأستاذ محمد فؤاد الشقفة، والشيخ محمد علي الشقفة، والشيخ محمد النبهان، والشيخ أديب هزاع، والأستاذ جميل الشقفة.
ثم أنشأ الشيخ محمود مع والدي ورفاقهم جمعية لبناء المساجد في قرى العلويين، وكان لهم نشاط ملحوظ، لكن جهدهم لم يثمر إلا في ترميم مسجد تكية أبي الهدى الصيادي في حماة (التي دمرها حافظ أسد بعد ذلك، بعد أن أرسل إليها مجرماً اغتال الشيخ محموداً طعناً بخنجر في بطنه، فمات رحمه الله عن أكثر من ثمانين عاماً).
توفي والدي رحمه الله في أواخر عام 1958، وكانت أمنيته أن أسافر إلى مصر للدراسة في الأزهر، لكنني كنت راغباً بالسفر إلى مصر لدراسة فن الرسم، فكان الحل الوسط أن أنتسب إلى جامعة دمشق عام 1952 - قسم الفلسفة.
وتوفيت والدتي أديبة بنت الشيخ رضا الصباغ رحمه الله بعد والدي بعشر سنوات، وكم آلمني أن غربتي في بيروت آنذاك (1968) حالت دون سفري إلى حماة لتشييعها، ذلك أنني منذ 1965 لم أتمكن من العودة إلى سورية أبداً. ماتت رحمها الله بتفتت الكبد، لكثرة ما بذلت من جهد في هذه الحياة الصعبة بعد أن أنجبت اثني عشر ولداً، ثلاث إناث وتسعة ذكور. وسافَرَتْ إلى الحج ثلاث مرات.. وكان الحلم الأكبر في حياتي أن أرتمي باكياً على قبرها إذا كتب الله لي أن أعود إلى الوطن، ولكن الطاغية حافظ أسد نسف قبرها وقبر أبي أثناء المذبحة، فطار الحلم.
انتقلت من المدرسة المحمدية الشرعية إلى ثانوية أبي الفداء، ودرست في الفرع العلمي ثلاث سنوات، ولكنني فشلت في امتحان شهادة الدراسة الثانوية فشلاً ذريعاً، فزعلت من "العلم" وقررت أن أشتغل معلماً، فتوظفت لدى مديرية المعارف معلماً في مدرسة قرية السقيلبية، وهي قرية مسيحية تبعد 60 كيلو متراً غربي حماة، على تخوم منطقة الغاب وجبال العلويين، وكان زميلاي في السكن والتدريس مصطفى بن مصباح الغنّامة، والشاعر رضوان الدرع الذي كان مأخوذاً إلى حد الهوس بالشاعرين أحمد الصافي النجفي، وإلياس أبي شبكة، وكان يحاول جهده أن يجرّنا إلى عالم الأدب مع إغراءٍ خاص بالتعلّق بالغناء البدوي، كان يغنّي مواويل ريفية عراقية.
كان أهل السقيلبية طيبين جداً معنا، وقامت علاقة صداقة وطيدة مع معظمهم ممن لا يمكن أن ننساهم أبد الدهر، بالإضافة إلى معزّة خاصة مع خوري القرية "أبو إبراهيم" إن ذكريات تلك السنة –على بساطتها وفقرها- أجمل وأنشط ذكرياتي، ربما لأنني كنت في ريعان الصبا وقتذاك (1950).
وفي السنة التالية استقلت وانصرفت لدراسة منهاج شهادة الدراسة الثانوية (الفرع الأدبي) في البيت، كانت أغنى سنة بالقراءة والمطالعة، توسعت بقراءة طه حسين والعقاد، وكتب كثيرة كنت أستعيرها من مكتبة جامع المدفن أو أستعيرها من المكتبات بالأجرة، وكان يطير عقلي نشوة واعتزازاً عندما نشرت لي جريدة "اليقظة" أول مقال في حياتي، كان تلخيصاً لأحد كتب الفيلسوف الإنكليزي المعاصر "هاكسكي".
يقع بيتنا في "حي بيت الحوراني" لذلك كان انتماؤنا "للجمعية الخيرية" التي كان عمادها المرحوم واصل حوراني، ثم انتماؤنا إلى حزب الشباب بعد ذلك انتماءً عفوياً طبيعياً، وهو الحزب الذي أصبح اسمه "العربي الاشتراكي" وأذكر أننا في سنة 1948 ذهبنا على شكل وفد يضم معظم شباب الحي إلى مركز الحزب في شارع المرابط، فأقسمنا اليمين على الانتماء رسمياً.
انتسبت للجامعة سنة 1952 وعندما اندمج "العربي الاشتراكي" مع "البعث العربي" إبّان محنة دكتاتورية الشيشكلي، صرت عضواً في حزب البعث العربي الاشتراكي، وكنت نشيطاً ومتحمساً ومقاتلاً ومبشراً، وفي سنة 1956 قدت المظاهرة الشهيرة التي أدت لاستقالة وزارة المرحوم سعيد الغزي، وفي سنة 1958 انفرط الحزب إكراماً للوحدة، وفي سنة 1962 جمع الأستاذ ميشال عفلق مؤتمراً قومياً للحزب في منزل الأتاسي بحمص (وقد أُعدم هذا الشخص بعد ذلك بتهمة التجسس لأمريكا) فقرر المؤتمر فصل الأستاذ أكرم الحوراني من الحزب.. فانتهى موضوعنا نهائياً، وبقيت منذ ذلك التاريخ منتمياً لعقيدتي في وحدة أمتنا العربية وفي الانحياز للفقراء والمضطهدين، وغير ملتزم بأي تنظيم سياسي.
كنت الأول على زملائي في دراسة الفلسفة، ولذلك كانت الجامعة تعفيني من رسوم الدراسة (75) ليرة كل سنة. وكنت في السنة النهائية من المرشحين للعمل في منظمة الأمم المتحدة بنيويورك كمترجم قدير باللغة الفرنسية، ولكنني انسحبت لأنني أعرف أن لغتي الفرنسية لا تؤهلني لربع عمل كهذا، ومع ذلك فقد أقنعني الأستاذ أنطون مقدسي بأن أقدّم أطروحة التخرج على شكل ترجمة لدراسة كتبها برغسون عن أستاذه رافيسون. وصدر الكتاب (مئة نسخة) عن مطبعة النواعير في حماة ولكن الواقع أن الأستاذ أنطون، بصفته المشرف تحمّل ثلاثة أرباع الجهد في الترجمة.
اقتحمت عالم الكتابة الأدبية من خلال مجلة الآداب البيروتية عندما نشرت لي تعليقاً نارياً رددت فيه على مقالةٍ لكاتب شيوعي مصري اسمه إسماعيل المهدوي، كان يدعو إلى القطرية وكنت أنادي بالوحدة (1954) ثم صرت أنشر في الآداب قصصاً قصيرة لاقت ثناءً وترحيباً من معارفي وأصدقائي، وفي سنة 1956 عندما صدرت جريدة "البعث" أسبوعية صرت أنشر فيها مقالة دورية بعنوان "لوحات من حياة الشعب".
ثم عملت مديراً لمدرسة التربية الاجتماعية (مدرسة الحزب في حماة) سنتين، كنت خلالهما ألقي دروس علم النفس في المدارس الثانوية الحكومية في حماة والسلمية.
وفي عام 1958 سافرت إلى الكويت للعمل، فحصلت على وظيفة في إدارة الميناء، ولكنني لم ألبث أن تركتها بعد أسبوع لأنني رفضت أن يكون رئيسي حاملاً شهادة الدراسة الثانوية وأنا أحمل ليسانس، وجاءت أخبار مقلقة عن تعرّض سورية لهجوم من تركيا فرجعت إلى دمشق.. حيث بقيت ستة أشهر أبحث عن عمل إلى أن قامت الوحدة وأُعلن عن وظائف شاغرة في مديرية الدفاع المدني، فتقدمت إلى المسابقة ونجحت الأول، ثم انتقلت إلى وزارة الثقافة رئيس شعبة الفنون الشعبية وبقيت فيها إلى يوم 8 آذار 1963 حيث كنت أول ضحاياها إذ اعتقلت في سجن المزّة أربعة أشهر لأنني كنت أشد الناس سفاهة في لعن طغيان جمال عبد الناصر، وكان صديق عمري الدكتور سامي الجندي (وزير الثقافة في عهد الثورة) قد أرسل إليّ قرار تسريحي من الوظيفة كأول سوري يسرّح في يوم 10 آذار. وربما كان ذلك أول أعماله الثورية، وعندما خرجت من السجن اشتغلت خطاطاً ومصمم كتب ومصلح بروفات طباعية وصاحب دار للإعلان ولصناعة أقواس النصر إلى أن تيسّر لي في الأسبوع الأخير من عام 1965 أن أغادر سورية إلى لبنان، ولم أكن أتوقع أن تطول المسألة كل هذه السنين.
عشت في لبنان أجمل عشر سنوات في حياتي، عملت صحفياً في مجلة الجديد (توفيق المقدسي) وفي مجلة الأحد (المرحوم رياض طه) ومدرّساً في المدارس الثانوية الخاصة لمواد الفلسفة وعلم النفس والأدب العربي، ونعمت بالحرية واشتريت بيتاً لأول مرة في حياتي وإنني لا أنسى ما حييت فضل صديقي المحامي الكويتي الأستاذ حمد يوسف العيسى الذي وظّفني مشرفاً على طباعة ما يجدّ من تعديلات على "موسوعة القوانين الكويتية" التي يصدرها لقاء راتب 500 ليرة شهرياً، على أن أكبر مردود مالي كان يأتيني من تأليف البرامج الإذاعية والمسلسلات التلفزيونية لشركات الإنتاج الفني الخاصة.
في سنة 1970 كنت أسكن بيتاً بالأجرة في شارع غنّوم في حي الرمانة ببيروت، سكن في جوارنا شاب عراقي ما لبث أن أصبح من أعز الأصدقاء، وهو الأستاذ نديم أحمد الياسين، وكان ملحقاً صحفياً في السفارة العراقية ببيروت، فوجّه لي دعوة لزيارة العراق، بصفتي صحفياً في مجلة الأحد، ضمن الوفد اللبناني إلى مهرجان المربد الأول، وفي بغداد والبصرة شعرت بأن "البعثيين" هنا يختلفون عن أولئك الأوغاد الذين في دمشق، كانوا يرحبون بي بحرارة وصدق واحترام، ورجوتهم أن يسعوا لي بجواز سفر فلبّوا طلبي، وبذلك فإنني عشت في بيروت ما بين عامي 1970 و 1975 بصفة مواطن عراقي، وعملت لمدة سنتين مراسلاً أدبياً لجريدة الثورة لقاء 60 ديناراً شهرياً.
وفي 25/10/1975 غادرنا لبنان إلى العراق نهائياً بسبب الحرب والمذابح، ومنذ يوم 26/10/1975 وأنا موظف في دار ثقافة الأطفال بوزارة الإعلام، وهو عمل أسفر عن وصولي إلى الحصول على الجائزة الأولى في تأليف كتب الأطفال من المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم (الجامعة العربية).
الرجال الذين تأثرت بسيرهم وتمنيت أن أكون مثلهم كثيرون، والأدباء الذين أعجبت بهم وتمنيت أن أكتب مثلهم كثيرون، ولكنني في النتيجة لم أكن إلا "أنا" أما ما لمسه النقاد في رواياتي الأخيرة مما سمّوه "النفس الإسلامي" أو التوجه الديني الأصيل فلا فضل فيه إلا لعفويتي في الكتابة حين أكتب، إذ أنني أترك يدي تكتب بحرية من غير تخطيط مسبق أو تدخّل تنظيمي من "العقل".



إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما




Wednesday, June 22, 2011

فارس زرزور - لن تسقط المدينة




فارس زرزور: روائي سوري كبير من مواليد دمشق 1930 يعد الأديب فارس زرزور من أبرز كتّاب الأدب الواقعي، ومن أهم كتّاب الرواية التاريخية في الأدب السوري المعاصر.
ولد ونشأ في حي شعبي في دمشق عام 1929م والبعض يرجح أنه ولد عام 1930.
نال الشهادة المتوسطة في عام 1947 وعين معلماً في محافظة الجزيرة. ثم نال الشهادة الثانوية في عام 1949، فانتسب إثرها إلى الكلية العسكرية، متأثراً برواية «كل شيء هادئ على الجبهة الغربية» للكاتب الألماني إريش ماريا ريمارك[ر]، وتخرج فيها ضابطاً.
لم ينل زرزور ما يستحقه من الاهتمام، وعانى كثيراً من المشكلات العائلية في السنوات الأخيرة من حياته بسبب ابنه المعوق ومرض زوجته، لهذا آثر العزلة وأهمل مظهره الخارجي وغدا لا مبالياً، فأعرض عنه كثير من زملائه ومعارفه، ونسيته الصحافة أو تناسته لما صار إليه.
توفي في دمشق وكانت وفاته مفاجئة، وتم تشييعه إلى مثواه الأخير في الرابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) من العام 2003، وسط إهمال الزملاء والأصدقاء، فضلاً عن إهمل اتحاد الكتاب العرب له، حيث لم يسر خلف جنازته من أدباء سوريا سوى اثنين فقط! هما عبد الرحمن الحلبي وخيري الذهبي، ويعتقد أن إهمال النقاد السوريين نتاج فارس زرزور الأدبي عائد إلى عبثية ومزاجية الكاتب، وعدم انضوائه تحت جنح شلة أو حزب رغم ميوله الاشتراكية والقومية الواضحة في أدبه، وابتعاده عن كل عصبية وتعصب.

or



نبيل المالح - كومبارس (1993




«كومبارس»: الحب ينتهي بصفعة من رجل الأمن
إبراهيم العريس
حين عرض المخرج السوري نبيل المالح فيلمه «كومبارس» في مهرجان معهد العالم العربي في باريس عام 1994 كانت سنوات عدة قد مرت عليه منذ حقق آخر أفلامه قبل ذلك الفيلم، ومن هنا كان استقبال «كومبارس» في تلك المناسبة الباريسية التي كانت مرموقة في ذلك الحين كبيراً وعابقاً بالفضول. وهكذا بعد ان شوهد الفيلم كان ثمة إجماع على ان صاحب «الفهد» و «السيّد التقدمي» وأحد أعمدة التجديد في السينما العربية انما يعود هذه المرة بفيلم جديد يسجل تحولاً نوعياً على مستوى التوجه والأسلوب، فـ «كومبارس» يقول في شكل موارب وفني حميم أشياء كثيرة عن القمع والاستلاب، عن عنف المجتمع وخضوع الأفراد، معتمداً لغة سينمائية شديدة الانضباط، لتصوير عالم مغلق لا يزيد عدد ساكنيه على الشخصين، فيما يقتصر وجوده الفعلي على ساعتين من الزمن.
 ساعتان وغرفة مغلقة وعاشقان وكاميرا تصوّر هذا كله. ذلك هو، باختصار، الشكل الحدثي لفيلم «كومبارس» الذي سجل عودة المخرج نبيل المالح الى السينما، لكن عودة السينمائي السوري كانت في حد ذاتها إعلاناً عن تحول نوعي على مستوى التوجه والأسلوب. فهذه المرة هناك قطيعة واضحة من «انفلاشية» عرفتها التجارب السابقة التي تميزت غالباً بتشعب الأماكن والمواضيع والشخصيات والأحداث، وبتركيبات لغوية كانت تعقّد حتى أبسط المواضيع («الفهد») أو تثقل الشريط بادعاءات لا طاقة له على احتمالها («السيد التقدمي»). في «كومبارس»، اختار المالح أسلوباً متقشفاً، ولغة سينمائية شديدة الانضباط والحصر، وتوليفاً وظائفياً دقيقاً. وأتى كل ذلك يومها ليكشف عن الخبرة التي اكتسبها المخرج خلال السنوات السابقة، حيث ان لغة «الحد الأدنى» التي اعتمدها في فيلمه الجديد – من الناحية الظاهرية على الأقل -، اشتملت على ثراء فاحش في رسم المناخ العام للفيلم، والكشف عن دواخل شخصيتيه الرئيستين.
 لذا كان يمكننا يومها المجازفة بالقول ان المالح تمكن - عبر رسم عالم مغلق لا يزيد عدد ساكنيه عن شخصين، وتاريخه عن ساعتين كما اشرنا - من ان يرسم صورة ذكية وأمينة لعالم من الخوف والرعب، تتواجه فيه أوضاع اجتماعية وسياسية بادية القسوة والتعقيد. ومن الواضح ان السينمائي استخدم لغة التقشف وأسلوب التكثيف لرصد أحدات وأجواء وعوالم تتجاوز ما يقوله ظاهر الفيلم والجانب المعلن منه، الى حد بعيد.
 في الغرفة المغلقة إذاً، وعلى مدى ساعتين من الزمن، تمكن نبيل المالح - على طريقة الإيطالي ايتوري سكولا في «يوم خاص» - من ان يقول أشياء كثيرة حول القمع والاستلاب، حول عنف المجتمع وخضوع الأفراد. غير ان الاكتفاء بمثل هذا الجزم، كان من شأنه ان يشكل ظلماً لفيلم لا تنحصر قوته في مضمونه (الثوري في شكل موارب إذا شئنا!)، بل تكمن أيضاً وبخاصة في أشكاله الفنية، وفي قوته التعبيرية. فرؤيته السينمائية تقوم على مبدأ تقاطع زمنين: ساعتا عرض الفيلم هما في الوقت نفسه الفترة التي يستغرقها الحدث الرئيس، أي اللقاء السري والمنتظر لعاشقين في شقة صديق، بعد ثمانية أشهر من اللقاءات العابرة في الشوارع والحدائق العامة.
 العاشقان في الفيلم هما سالم وندى، اللذان قدمهما نبيل المالح في شكل مكثف وسريع، كعاشقين عاديين جداً. هي أرملة شابة تعمل لتعيل نفسها، وهو عامل ميكانيكي يهوى الفن ويعمل في المساء كـ «كومبارس» في المسرح القومي. والشقة التي يلتقيان فيها، بقدر ما تعزلهما عن العالم الخارجي، بقدر ما تكشف حتمية انتمائهما اليه وارتباطهما به. فالشقة التي تحتضن عزلتهما، من ناحية مبدئية، تعكرها بين الحين والآخر زيارة بائعة أو طلّة مباغتة من رجال المخابرات، ما يعني ان العاشقين، الى حميميتهما يمارسان في الغرفة (وهذه نقطة بدت محيّرة في الفيلم يومذاك!) مجابهتهما مع العالم الخارجي... حيث نجد ان سالم بدأ يعيش حريته، فيقوم بأداء أدواره المسرحية، متحولاً من مجرد كومبارس، الى شخصية رئيسة أمام متفرجته الوحيدة، ومن متلعثم في الحياة العادية الى فصيح منطلق في خطابه. ولهذا الانقلاب، دلالة نفسانية لا يخفى بعدها السياسي. فالتلعثم انعكاس للاستلاب وتعبير عنه، ويأتي التخلص منه دليلاً على توصل الشخصية الى تحرر معين.
 وفي هذا الفضاء المغلق، يبدو العالم الخارجي الذي يهرب منه العاشقان اكثر حضوراً. يصل هذا الحضور الى ذروته في المشهد الأخير، حيث تنزل على وجه «الكومبارس» صفعة حقيقية من رجل الأمن تذهله وتعرّيه تماماً، هو الذي اعتاد ككومبارس على تلقي عشرات الصفعات فوق الخشبة. هذه الصفعة، على رغم ان الفيلم كله أعدّنا لتلقيها، لم تأتِ من الناحية التقنية بالقوة المفترضة. فحركة الكاميرا البطيئة، جرّدت عنف الصدمة من دلالتها الفيزيولوجية. لكنها حضّرت وحددت نهاية الفيلم بمعناها الفصيح، ووضعت حداً لذاك اللقاء الذي كان وعداً بين حبيبين. فوسط ذهول سالم وإحساسه بالعار، وتصرّف ندى كأنها لم تر شيئاً، ينتهي الزمن الموقت، وتترك ندى الشقة متماسكة أول الأمر لكي تنهار بعد ذلك أمام مدخل البناية. ثم تتابع سيرها وسط مدينة مزدحمة، قبل ان يخرج سالم هو الآخر ويسير وسط الزحام في اتجاه آخر، فيما تستقر كاميرا نبيل المالح على المدينة. المدينة الصاخبة المزدحمة التي بدت شبيهة بما كانت عليه مدينة بيروت عشية حربها الطاحنة. فماذا سيحدث بعد ذلك؟
 ربما لا شيء. ربما يواصل العاشقان لقاءاتهما على هامش العالم، وربما يتحول سالم من كومبارس الى ممثل ذي شأن - وهو يستحق ذلك على أي حال - لكننا لن ننسى، أثناء ذلك، ان الفيلم الذي عاد به نبيل المالح الى السينما السورية عرف كيف يعبّر عن آليات القمع الداخلي وعن ظواهر الاستلاب. المالح يقول استحالة ان تكون فرداً طبيعياً في مجتمع طاحن، من دون ان يرفع أي شعار، أو يستند الى أية ادعاءات سياسية من النوع المعتاد.
 بهذا المعنى، يمكن القول ان «كومبارس» أتى يومها فيلماً ناضجاً وجريئاً ومبتكراً، ولو أنه كان يحيلنا أحياناً الى أفلام سبق لنا رؤيتها، (مثل «يوم خاص» للإيطالي سكولا). لكنه بدا في الأحوال كافة عملاً سينمائياً من طراز جيد بخاصة ان المالح عرف كيف يجعل كاميراه تتجاوز «كلاوستروفوبية» المكان (أي انغلاقه الذي يبعث على الاختناق)، مستفيداً الى أقصى الحدود من إمكانات ممثليه. فهما نجحا في التعبير، بكل شفافية وإخلاص، عن حميميتهما الموؤودة، وعن حنانهما اللامتناهي. و «كومبارس» في النهاية، فيلم مخرج وممثلين. لا يهم وبعد ذلك كثيراً ان يتسم الحوار بشيء من الثقل. وأن تتعثر بعض المشاهد بذهنية تفقد الفيلم إيقاعه (مشهد دخول خطيبة صاحب الشقة وتصرفاتها). إذ بعد كل شيء أتت عودة نبيل المالح عبر هذا الفيلم في ذلك الحين، لتمثل عودة شيء من الأمل الى السينما العربية.
إبراهيم العريس
الحياة

http://www.filesonic.com/file/1285897681/Alkombars.part01.rar
http://www.filesonic.com/file/1285406241/Alkombars.part02.rar
http://www.filesonic.com/file/1285795971/Alkombars.part03.rar
http://www.filesonic.com/file/1285834121/Alkombars.part04.rar
http://www.filesonic.com/file/1285925111/Alkombars.part05.rar
http://www.filesonic.com/file/1285962281/Alkombars.part06.rar
http://www.filesonic.com/file/1285996691/Alkombars.part07.rar
http://www.filesonic.com/file/1286036001/Alkombars.part08.rar
http://www.filesonic.com/file/1286071141/Alkombars.part09.rar
http://www.filesonic.com/file/1286105311/Alkombars.part10.rar
http://www.filesonic.com/file/1286134521/Alkombars.part11.rar
http://www.filesonic.com/file/1286177701/Alkombars.part12.rar
http://www.filesonic.com/file/1286220211/Alkombars.part13.rar
http://www.filesonic.com/file/1286259971/Alkombars.part14.rar
http://www.filesonic.com/file/1286295491/Alkombars.part15.rar
http://www.filesonic.com/file/1286318861/Alkombars.part16.rar


Tuesday, June 21, 2011

أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها - هالة عبدالله




هاله العبد الله : في سبتمبر 2006 عندما رأيت العلم السوري يرفرف فوق قصر السينما في مهرجان فينيسيا، لم أفكر يومها أنه لا يحق لعيوني أن تدمع تأثرا وانفعالا لأنني لست مواطنة سورية صالحة بنظر الرقيب السوري.
كان وجود ذلك العلم يومها يعلن عن وجود فيلمي “أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها” في مهرجان فينيسيا.
خلال 75 عاما من عمر هذا المهرجان العريق، كانت هذه هي المرة الأولى التي يُختار فيها فيلماً سورياً للمشاركة. هذا الفيلم الذي سيحصل فيما بعد على جائزة اتحاد الوثائقيين الايطاليين في المهرجان نفسه.
بعدها تنقل الفيلم بين كبار المهرجانات في العالم وبين صغارها أيضا.. وعُرِضَ حتى الآن في أكثر من 55 بلدا. كان يلتقي في رحلته هذه بجمهور متنوع الثقافات والانتماءات وكان يُستقبل بفضول وبحرارة.. فهو الفيلم القادم من بلد بعيد لا يعرف عنه المتفرج سوى القليل النادر مما تنقله وسائل الإعلام.. وجهة نظر أحادية الجانب تحكي دوما عن لحظة راهنة سياسية، بينما كان يكتشف المتفرج على هذا الفيلم آسيويا كان أم أوروبيا أم أميركيا، أن هذا البلد غنياً بناسه، بماضيه، بثقافته، وأن هذه المنطقة جديرة بأن ينصت إلى صوتها بتأن وتأمل..
وبعد انتهاء عرض الفيلم كان الياباني أو الألماني أو البرازيلي يسألني ويناقشني حوله.. لم نكن نحكي سوى عن جمال شخصيات الفيلم وغناها، عن تقاطعاتها الإنسانية معهم، عن تاريخ المنطقة ومستقبلها، عن تجربة صناعة فيلم وثائقي بهذا الشكل وبهذه الشروط.
وعندما كان يطرح السؤال إن كان الفيلم قد عرض في سورية.. كنت أرده قبل أن يلتقي حتى بصداه.. قائلة بثقة: ليس بعد، وبأنني لا أتوق سوى لهذا العرض ولكن سفري ومرافقتي لحركة العروض التي لم تتوقف.. لم يسمح لي بعد بأن أنظم هذا العرض المشتهى..
عندما تدخل الشاشة في الأسود في نهاية كل عرض وللحظات قبل أن تضاء صالة السينما، كنتُ دوما أغمض عينيّ وأتخيلني في سورية.
كنت ألقي القبض على نفسي منتشية بحلم لقاء فيلمي بناسه الذين يعنونه أولا وثانيا وأخيرا.. السوريين الذين ولد معهم ومن أجل الالتقاء بهم.
نحن اليوم في عام 2010، فيلمي البكر دخل عامه الرابع، وفي هذا الأسبوع، الأسبوع الأخير من شهر فبراير، تحدد لأول مرة موعد لقاء له في صالة الكندي في دمشق.. تسارعت دقات قلب فيلمي والتمعت عيناه كمراهق يلتقي حبيبته لأول مرة بعد طول انتظار..
كان الموعد خلال تظاهرة سينمائية.. أعلنت عن نفسها منذ ثلاث سنوات.. تحت اسم “بين سينمائيات”.. تختار لكل عام مجموعة أفلام أنجزتها نساء مخرجات من المنطقة العربية ومن أميركا اللاتينية.. تتجول بها وتعرضها في بلاد المخرجات، وهو نشاط يعنى برفع صوت المرأة عاليا وبنشر اللغة الاسبانية بآن واحد.
تجولت هذه السنة أفلام هذه التظاهرة في معظم دول أميركا اللاتينية وفي مصر والأردن ولبنان، على حين أدارت لها ظهرها سورية.

http://www.filesonic.com/file/1275558341/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part01.rar
http://www.filesonic.com/file/1276598371/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part02.rar
http://www.filesonic.com/file/1275605191/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part03.rar
http://www.filesonic.com/file/1275624401/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part04.rar
http://www.filesonic.com/file/1276500971/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part05.rar
http://www.filesonic.com/file/1276521611/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part06.rar
http://www.filesonic.com/file/1276752321/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part07.rar
http://www.filesonic.com/file/1276780281/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part08.rar
http://www.filesonic.com/file/1276840291/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part09.rar
http://www.filesonic.com/file/1275778701/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part10.rar
http://www.filesonic.com/file/1275807261/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part11.rar
http://www.filesonic.com/file/1275835221/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part12.rar
http://www.filesonic.com/file/1275869551/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part13.rar
http://www.filesonic.com/file/1275892221/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part14.rar
http://www.filesonic.com/file/1275916871/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part15.rar
http://www.filesonic.com/file/1275942131/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part16.rar
http://www.filesonic.com/file/1275966071/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part17.rar
http://www.filesonic.com/file/1275989591/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part18.rar
http://www.filesonic.com/file/1276015271/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part19.rar
http://www.filesonic.com/file/1276044101/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part20.rar
http://www.filesonic.com/file/1276078821/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part21.rar
http://www.filesonic.com/file/1276101511/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part22.rar
http://www.filesonic.com/file/1276133151/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part23.rar
http://www.filesonic.com/file/1276155501/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part24.rar
http://www.filesonic.com/file/1276181311/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part25.rar
http://www.filesonic.com/file/1276202791/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part26.rar
http://www.filesonic.com/file/1276227451/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part27.rar
http://www.filesonic.com/file/1276248951/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part28.rar
http://www.filesonic.com/file/1276273781/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part29.rar
http://www.filesonic.com/file/1276297031/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part30.rar
http://www.filesonic.com/file/1276325271/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part31.rar
http://www.filesonic.com/file/1276349521/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part32.rar
http://www.filesonic.com/file/1276371231/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part33.rar
http://www.filesonic.com/file/1276402691/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part34.rar
http://www.filesonic.com/file/1276426671/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part35.rar
http://www.filesonic.com/file/1276454201/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part36.rar
http://www.filesonic.com/file/1276467251/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part37.rar


Monday, June 20, 2011

برهان غليون - نقد السياسة..الدولة والدين


(ملطوش من  نهضة العرب)
يثير النزاع القائم بين أنصار الدولة العلمانية وأنصار الدولة الإسلامية أسئلة متزايدة في الوعي العربي، ولم تعد هذه الأسئلة من مشاغل المثقفين وحدهم ولكنها أصبحت تطرح نفسها على كل فرد يعمل أو يريد أن يعمل في السياسة في منطقتنا.
ومن هذه الأسئلة ما يتعلق بماهية السياسة، وعلاقتها بالدين، ومنها ما يتعلق بمفهوم الدولة ذاتها ومعناها، ومنها ما يتعلق بمعنى الدين ومفهومه في مجتمعاتنا، ومنها ما يتعلق بالحركة الإسلامية المعاصرة وأسباب نشوئها وتطورها. فلماذا كان هناك نزاع بين الدين والدولة؟ وما هو مضمون هذا النزاع وآفاقه؟
للإجابة على ذلك يرجع الكتاب إلى الأصل التاريخي لهذا النزاع، فيكتشف محركة في روح التنافس، الذي بعثه ظهور الدولة بين منطق المراهنة على الولاء الروحي الأخلاقي-المنتج للجماعة-ومنطق المراهنة على الترتيب الإداري-السياسي المنتج للدولة. ففي هذا التنافس تبرز في نظر الكاتب جذور الثورة الدينية ورهانها على الأخوة الروحية في الرد على الدولة القهرية، والثورة السياسية ورهانها على المواطنية الحرة في مواجهة الردة الدينية، كما تبرز العلاقة الجدلية بينهما.
إن السبب الأكبر في فساد الأرضية النظرية التي يطرح من خلالها اليوم موضوع الإسلام في سبيل تجييره لصالح المعركة السياسية. وهذا هو ما يمنع البحث العلمي فيما يتعلق بالإسلام والدين عامة، ويقصر الموضوع على المناقشات والتعليقات والحوارات السياسية واتخاذ مواقع الدفاع أو العداء.
يسعى هذا الكتاب إلى تجديد رؤيتنا لموضوع السياسة وفتحه على عوالم اعتاد العلم السياسي المتداول أن يبعده عنها، فيقدم أفكاراً للتعامل مع أخطر الخلافات التي يواجهها مجتمعنا في الفكر السياسي، ويقوم بتشريح معنى الظواهر التاريخية ومضمونها، والكشف عن السياسي حيث لا يتوقع وجوده.
نيل وفرات .كوم



عبد الرحمن منيف - أسماء مستعاره



كتبت هذه القصص بين عامي 1969-1970 والتي كانت مرحلة تجريبية في حياة الكاتب عبد الرحمن منيف وامتحان أولي لممارسة الكتاب. حتى أن معظمها كتب قبل أي عمل روائي، في وقت كان مغرماً بقراءة القصة القصيرة.
كانت هذه القصص تعيش في عقله ووجدانه، وقد تعود بذورها، لحوادث رآها بنفسه ولأشخاص عرفهم وعايشهم وتركت لديه ذلك الخدش الموجع.
أجل نشرها مراراً للعودة إليها لتكون بشكل يرضى عنه أكثر، لكن لم يجر عليها أي تعديلات أساسية لقناعته أنه إذا بدأ فستتغير نهائياً ولحرصه أن تترك كما جاءت في الكتابة الأولى، وضمن ظروفها.
لقد قسم القصص إلى مجموعتين ورتب تسلسل القصص في كل مجموعة ووضع عنواناً للمجموعة الأولى "أسماء مستعارة" و"الباب المفتوح" للمجموعة الثانية. والذي لم يتحقق هو نيته بأن يحضر مقدمة مناسبة لتلك المجموعات بعد تصحيحات بسيطة ولكن لم تكتمل هذه الرغبة
سعاد منيف





Friday, June 17, 2011

(عمر اميرلاي - طبق السردين (1997



 
 في الفيلم التسجيلي «طبق السردين» (1997)، تتجول كاميرا عمر أميرلاي، وتتحرك ببطء متواضع نحو «سينما الأندلس»، المبنى الوحيد الذي نجا من الدمار الإسرائيلي، على بعد أمتار من الحدود مع الجولان المحتل. في الفيلم الذي يحمل عنوانه الفرعي «المرة الأولى التي سمعت فيها بإسرائيل»، يحاول السينمائي الراحل استرجاع الذاكرة عن القنيطرة التي دمرها الجيش الإسرائيلي إثر انسحابه منها بعد احتلال دام سبع سنوات. استرجاع الذاكرة يمارسه هنا أميرلاي بذاكرته الشخصية من خلال محاور عدة، أحدها من ذاكرة الطفولة المملوءة برائحة السردين المكروهة التي ارتبطت في ذاكرته بإسرائيل. والثاني من خلال استعادة مشاهد من شريط زميله المخرج محمد ملص «القنيطرة 74». يتساءل ملص الذي يظهر في الفيلم أيضاً «عما إذا كان فيلم القنيطرة عن الحرب أم عن سينمانا التي كانت معنية بأوجاعنا الداخلية».
يبدو السؤال هنا مدخلاً للفيلم في طرحه العلاقة بين الواقع والسينما. فلاش باك، ضوء البروجيكتور من خلال ثقب في الجدار، ضوء في الدمار، يعكس الطفل وأمه في منتصف المبنى المهدم، كشاهد على الذكريات الماضية في الحطام المعلق بين الماضي والحاضر. مشهد تواصل الأهالي عبر الحدود باستخدام مكبّر الصوت، يبدو غريباً على رغم واقعيته وحقيقيته. هل هناك صعوبة في التواصل بين الواقع والذاكرة والتوثيق الفيلمي؟

English Hardsubs




عاليه ممدوح - هوامش إلى السيدة ب



ولدت عالية ممدوح في بغداد عام 1949.
أصدرت جريدة الراصد في بغداد 1975-1980.
صدر لها مجموعتان قصصيتان وخمس روايات.
فازت روايتها المحبوبات بجائزة الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ.
بثت إثر فوزها بالجائزة رسالة قصيرة مسجلة "بالفيديو" للروائي نجيب محفوظ قال فيها: إن العراق كان مهداً لميلاد الشعر الحديث.
اعتبر قرار لجنة التحكيم أن رواية "المحبوبات" هي أنشودة للصداقة من أجل الحياة، إنها رواية المنفى التي تصوغ لغة المنفى لتقاوم بها شتى أنواع الاستلاب.. إنها رؤية جميلة في عالم يغيّب شاعرية البقاء.
وقالت عالية ممدوح في كلمتها: إن هذه الجائزة النفيسة هي لجيل عراقي كان عدد شهدائه ومشرديه وجائعيه أكثر من أولئك الذين يجلسون وراء مكاتب أنيقة... جيل كان انكساره أعظم من الذين تسببوا في هذا الانكسار.
وعلقت: إن هذه الجائزة تمنح لجنس الكتابة والإبداع العراقي وليس لجنس المؤلفة.
وأشارت إلى أن العراقي سيدون بكل الطرق الممكنة واللامعقولة ثقافة الفناء والاختفاء وأن كتابتها لا تحمل رسالة معينة وأن ما يأخذها هو فعل الكتابة نفسه، ومشروعها موجه للإنسان أولاً وأخيراًَ. ويذكر أنه فاز بالجائزة الأدباء العرب يوسف إدريس ولطيفة الزيات وادوارد الخراط وهدى بركات وسمية رمضان وبنسالم حميش وأحلام مستغانمي وحسن حميد.
يرى النقاد أن شعرية النص في سرد عالية ممدوح يكمن في امتلاكها لحظة حرية في الكتابة متداخلة مع صدق تعبيرها عن تجارب حية مدمّرة، أبعد ما تكون عن ترف الثقافة.
جهينة- أحمد علي هلال



رشا عباس - أدم يكره التلفزيون



تنحاز رشا عباس في مجموعتها القصصية الأولى "آدم يكره التلفزيون" إلى الحياة. المجموعة التي فازت في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، تتميَّز بالوقوف على مناخات سردية مفعمة بالخصوصية، وتشتغل على التجاوز البلاغي، من خلال الانصراف إلى لغة شفوية تعتمد على الشفوي وما يتصل به من مفردات تتميَّز في وضعها ضمن سياقات تهكمية.. تجعل من القصة القصيرة بمثابة إعلان احتجاج على الإسهابات السردية التي توغل في الوصف.
هكذا تبدو نصوص رشا عباس القصصية "مادة أولية" للتعبير عن شخصيات غالباً ما تظهر على أنها حياتية، وتستمدّ شرعيتها من خلال وجودها وإيغالها بممارسة العبث في السلوك والحياة.
عالمٌ صغيرٌ ولكنه تعدّدي في الوقت نفسه، هو ذلك العالم الذي تنيط القاصة الشابة اللثام عنه؛ فهي على الأغلب "أنجزت نصوصها القصصية في الجامعة". وهذا ما يتبدَّى في المجموعة التي تظهر فيها الأكاديمية مكاناً رئيسياً للحدث، بالإضافة إلى بداية التماس مع أوساط المثقفين، وما يحمله هذا التماس من اكتشاف لجوهر البنى التي تتكون منها هذه الأوساط، بكل عبثية وحماقة تكتلها الذي يظهر للعيان.
في الجامعة يعثر الراوي على شخصيات استثنائية، من حيث قدرتها على المواربة والتنصل، واختلاق الأكاذيب. كلُّ ذلك ستجعل منه رشا عباس مادة صالحة للكتابة، من خلال تعامل فطري، وتصالح عال مع تلك الشخصيات التي تتمظهر وكأنها قد تسبّب الضيق.. إلا أنَّ تحويل الحكاية إلى مجموعة من الكتل اللغوية المتراصة ضمن العديد من الجمل الاعتراضية التي تغيّر وتيرة السرد بشكل فجائي، يجعل القارئ منساقاً باللعبة السردية، ومتصلا بها باستمرار؛ لما يوفره هذا الانسياق من لذة الاكتشاف.
النقطة الجوهرية في "آدم يكره التلفزيون" تتمحور في كونها تشتمل على لغة بريئة، وغالباً ما تتَّصف هذه اللغة بسذاجة تجعلها تشبه كتابات الأطفال بكل ما تؤمنه تلك الكتابات من إدهاش وغرابة. وهذا لا يلغي أنَّ المجموعة تحتوي الكثير من الخلل في بنى الجملة؛ الأمر الذي قد يشكل إضافة إلى مزايا النص من وجهة نظر مغايرة..
قيس مصطفى  



http://www.mediafire.com/view/?roqsls5rbyqrxeu



إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html

Wednesday, June 15, 2011

إقبال بركة - الفجر لأول مرة



إقبال بركة كاتبة وصحافية مصرية، عرف عنها مناصرتها لحقوق المرأة ووقوفها ضد تهميش دور النساء في المجتمع.
من كتبها ورواياتها: الحجاب - رؤية عصرية، الصيد في بحر الأوهام 1998، خواطر رمضانية، المرأة المسلمة في صراع الطربوش والقبعة 2000، الإسلام وتحديات العصر، عودة إلى الفضفضة 2001، المرأة الجديدة، هي في عيونهم، الفجر لأول مرة، ولنظل أصدقاء إلى الأبد، ليلي والمجهول، تمساح البحيرة، كلما عاد الربيع، يوميات امرأة عاملة، بحر الأوهام.
في حوار صحفي لها قالت إقبال بركة في سؤال لها عما إذا كان يقلقها الهجوم الشديد عليها فردت قائلة: "...كلا بل يثير في نفسي الضحك أحياناً لأني أعتبر الأسلوب الذي يلجأ إليه البعض في الرد عليّ يعد من قبيل الطفولة الفكرية والثقافية. أنا أعلن عن أرائي صراحة وأريد أن يبارزني الناس بالفكر والحجة والدليل والبرهان وليس بالسباب والأكاذيب. يرى كثيرون أن مواقفي هذه تدل على الشجاعة ولكن من وجهة نظري فهي نابعة من كوني إنسانة صادقة. وفي رأيي أنه لا يجب أن يخشى الكاتب أبداً المواجهة والخوض في الموضوعات الشائكة بشرط أن يكون مسلحاً بالعلم وبالإيمان الصادق بحرية وعظمة الإنسان ". (حوار صحفي أجرته د.ليلي فريد مع إقبال بركة).
في ندوة عقدتها لجنة الحريات في حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي قالت إقبال بركة في انتقادها للأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر: "إن الحرية صناعة مصرية لكننا مع الأسف نعاني من وجود وتر شاذ لا يحتمل حرية الفكر خاصة في ظل ذلك الاستبداد السياسي الذي نعيشه".
ويكيبيديا

Tuesday, June 14, 2011

سمير القنطار - قصتي



سمير القنطار: قصتي». رواية وثائقية للكتاب والصحافي حسان الزين صدرت حديثا عن دار الساقي تروي تجربة عميد الأسرى المحررين سمير القنطار، الذي اختار أن يُخرج تجربة 30 عاماً من الاعتقال في السجون الإسرائيلية من خلال عمل مشترك مع الزين
ترك القنطار الدراسة باكراً والتحق بالثورة الفلسطينية وقاد عملية نهاريا في فلسطين المحتلة في نيسان (ابريل) عام 1979 واعتقل. ثلاثة عقود في السجن الإسرائيلي. صار الفتى رجلاً، واختمر المناضل الذي خاض سلسلة اضرابات مطلبية من داخل زنزانته. حصّل مع رفاقه حقوقاً للأسرى. لوم يضيّع لحظة من حبسه. فانتزع لنفسه شهادة البكالريوس من جامعة تل ابيب المفتوحة.
يكتب حسان الزين تلك الحياة الموزعة بين «زمنين»، منذ وداع أبو العباس على شاطئ صور ولغاية لقاء السيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت. ويحكي سمير القنطار للكاتب معلومات وذكريات، يرويها للمرة الأولى، فيما هما يستعيدان القصة من بدايتها، هكذا تتحاور اصوات الماضي والحاضر، وتتصارع، في نص بضمير الـ «أنا».
يعيد الكتاب صياغة رواية عملية نهاريا بالتفصيل، وكيف اقتحمت المجموعة التي قادها القنطار منزل عائلة العالم الاسرائيلي داني هاران واختطفته وابنته عينات التي كانت في الرابعة من عمرها. ويروي القنطار تفاصيل نقل الرهينتين الى الشاطئ وكيف قُتِلا في تبادل النار مع الجيش الإسرائيلي الذي لاحق المجموعة إلى شاطئ البحر، كما يرد في مقابلة له مع صحيفة معاريف الإسرائيلية اثناء اعتقاله وكما صرح لمئات وسائل الاعلام التي اجرت مقابلات معه بعد اطلاق سراحه في 16 تموز (يوليو) 2008.

Monday, June 13, 2011

يوسف العطا - الخطوة الأولى


يوسف العطا كاتب سوداني,  من مواليد أرقي ، 1952م. . تخرج في جامعة الخرطوم عام 1977م من كلية الآداب. عمل في صحيفة الأيام 1978م 
1979م.وله عدة اعمال منها :
* نحن نزرع النخيل ( مجموعة قصصية صدرت عام 1979م عن المجلس القومي للآداب والفنون.
*الخطوة الأولى ( رواية قصيرة ) صدرت عام 1980م
*على هامش الأغاني ليوسف العطا السوداني. ( مخطوط )
*نساء على الفحم . رواية ( مخطوط ).
* تقويم أم درمان. شكل ومضمون جديد للتقويم الهجري والميلادي ( تحت الطبع).
*محطات: حكايات ومقالات. ( مخطوط)

تنويه بكتاب-----> ماري رشو - عباءة حب


عباءة حب
2011 - دار الفارابي

هكذا ذهبت إليك...
مثلما يهرب المسجون من أسره. والمجنون من حتفه. هكذا ذهبت إليك.
سجين أو مسجون. يبحثان عن ليلة مقمرة. ليلة مشمسة. ليلة تلغي الأمس. تنسي الغد. ليلة لا كالليالي. تمحى فيها الذاكرة. تسقط التفاصيل.سأكون في عيون الآخرين كأولئك النساء المومسات.
وأكون في عيون نفسي كصبية تمتحن للمرة الأولى.
كمؤمنة تقدم الصلاة لخالقها. كقربان في معبد تمنح فيه العذارى للآلهة. كامرأة تمارس طقوس العبادة بوجل.
كأنني ذهبت لأصلي. لأعترف كما يعترف خاطئ أمام الديّان.
لأقدم نفسي وجسدي كي يسفحا عني كل خطيئة.
أذكر كل خطوة. كل كلمة. أذكر اندفاعي ولهفتي. كنت أحمل اشتياقي كعصفور يتوق إلى الطيران. كنت هاربة من القفص الصغير مرة، ومن القفص الكبير مرة، ولم أكن أدري أن التغريد يعشق الحرية، وأن له أجمل الطقوس.
وكنت أخطو بارتعاش. برهبة تفوق الإجلال.
كنت أشتاق للدخول في عالمك. في محيطك. بين ذرات هوائك.
كي تأخذني إليك، وأغيب في رحلة طالما تقت إليها.
لا أذكر أكثر من هذا. لا أذكر إن تحقق الحلم. حدث ذلك كرفة هدب، وحين فكرت بمغادرتك. قلت في نفسي:
كأنني أتيت. كأنني لم آت. كل ما أذكره. غرفة وشرفة وكأس فارغ ومنضدة ومقعدين.



(Repost) فرج بيرقدار - خيانات اللغة والصمت



حين تخون اللّغة, وحين تتورّم العبارة وتتدلّق في القلب حمم من نار….حين تسمع النشيج من بعيد, ولا تدري بأيّ مناديل البلاغة يمكنك أن تكفكف كلّ تلك الدّموع…حين تخجل من كلّ ضعف نفسك ومن كلّ صغر الدّنيا…و حين تكون الكلمة سوطا يجلد الكبرياء المذبوحة, حين تعتريك رغبة خانقة لتجثو على ركبتيك وأنت تشهد السماء على ما يحدث…سأخمّن أنّك قرأت بالتأكيد كتاب – خيانات اللّغة والصمت – للشاعر والمناضل الكبير فرج بيرقدار الصادر حديثا عن دار الجديد ببيروت….
كيف يمكن أن يقدم مثل هذا الكتاب المخيف…هل هوّ مذكرات ؟؟ هل هوّ إدانة ؟؟ هل هوّ خلاصة الشعر حين يخمّر في فجاج الجرح الغائر ؟؟
لا أدري…هذا الكتاب الملهم, خجلت أن يكويني وحدي, فرأيت أن يشاركني الأحبّة قراءته…حتي لا ننسى…وحتي نرفع للسجاّن …كلّ سجاّن فوق الأرض عريضة – ترفّع – ليعلم أنه لم يكن ليستحقّ شفقة ضحيته, لولا جبروت الشعر وقلب الشاعر….
كمال العيادي

فاروق البقيلي - الجواهري..ذكريات أيامي



محمد مهدي الجواهري (1899 -1997) شاعر العرب الأكبر(متنبي العصر)، وهو من العراق ولد في النجف، كان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف، أراد لابنه أن يكون عالماً دينيا، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. ترجع اصول الجواهري إلى عائلة عربية نجفية عريقة، نزلت النجف الأشرف منذ القرن الحادي عشر الهجري، وكان أفرادها يلقبون ب"النجفي" واكتسبت لقبها الحالي "الجواهري" نسبة إلى كتاب فقهي قيم ألفه أحد أجداد الأسرة وهو الشيخ محمد حسن النجفي، وأسماه "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " ويضم44 مجلداً، لقب بعده ب"صاحب الجواهر"،ولقبت أسرته ب"آل الجواهري" ومنه جاء لقب الجواهري. قرأ القرآن وهو في سن مبكرة ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة والنحو والصرف والبلاغة والفقه. وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان أبو الطيب المتنبي.
نظم الشعر في سن مبكرة‏ وأظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ،‏ كان في أول حياته يرتدي لباس رجال الدين، واشترك في ثورة العشرين عام 1920 ضد السلطات البريطانية.
صدر له ديوان "بين الشعور والعاطفة" عام (1928). وكانت مجموعته الشعرية الأولى قد أعدت منذ عام (1924) لتُنشر تحت عنوان "خواطر الشعر في الحب والوطن والمديح". ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة (الفرات) وجريدة (الانقلاب) ثم جريدة (الرأي العام) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين.
استقال من البلاط سنة 1930، ليصدر جريدته (الفرات) ثم ألغت الحكومة امتيازها وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية، ثم نقل إلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير، ومن ثم نقل إلى ثانوية البصرة، لينقل بعدها لإحدى مدارس الحلة. في أواخر عام 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي لكنه سرعان مابدأ برفض التوجهات الياسية للانقلاب فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً.
بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام)، ولم يتح لها مواصلة الصدور، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة. كان موقفه من حركة مايس 1941 سلبياً لتعاطفها مع ألمانيا النازية، وللتخلص من الضغوط التي واجهها لتغيير موقفه، غادر العراق مع من غادر إلى إيران، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام). أنتخب نائباً في مجلس النواب العراقي نهاية عام1947 ولكنه استقال من عضويته فيه في نهاية كانون الثاني 1948 احتجاجاً على معاهدة بورتسموث مع بريطانيا العظمى، واستنكاراً للقمع الدموي للوثبة الشعبية التي اندلعت ضد المعاهدة واستطاعت إسقاطها. بعد تقديمه الاستقالة علم بإصابة أخيه الأصغر بطلق ناري في مظاهرة الجسر الشهيرة، الذي توفى بعد عدة أيام متأثراً بجراحه، فرثاه في قصيدتين "أخي جعفر" و"يوم الشهيد"،اللتان تعتبران من قمم الشعر الوطني التحريضي.
شارك في عام 1949 في مؤتمر " أنصار السلام" العالمي، الذي انعقد في بولونيا، وكان الشخصية العربية الوحيدة الممثلة فيه، بعد اعتذار الدكتور طه حسين عن المشاركة.
شارك في تأبين العقيد عدنان المالكي في دمشق عام 1956 وألقى قصيدته الشهيرة، التي كان مطلعها:"خلفت خاشية الخنوع ورائي وجئت أقبس جمرة الشهداء"ومنح في إثرها اللجوء السياسي في سوريا. عاد إلى العراق في صيف عام 1957 حيث استدعي حال عودته ألى مديرية التحقيقات الجنائية حيث وجهت له تهمة المشاركة في التخطيط لمؤامرة لقلب النظام الحاكم في العراق، فرد عليهم مستهزءاً: ولماذا اشترك مع الآخرين وأنا استطيع قلب النظام بلساني وشعري" وأطلق سراحه بعد ساعات.
كان من المؤيدين المتحمسين لثورة 14 تموز 1958 وقيام الجمهورية العراقية ولقب ب"شاعر الجمهورية" وكان في السنتين الأوليتين من عمر الجمهورية من المقربين لرئيس الوزراء عبد الكريم قاسم، ولكن إنقلبت هذه العلاقة فيما بعد إلى تصادم وقطيعة، واجه الجواهري خلالها مضايقات مختلفة، فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ سبع سنوات، وصدر له فيها في عام 1965ديوان جديد سمّاه " بريد الغربة ".
كان من أبرز المؤسسين لاتحاد الأدباء العراقيين ونقابة الصحفيين العراقيين، بعد قيام الجمهورية وانتخب أول رئيس لكل منهما. وقف ضد انقلاب 8 شباط 1963، وترأس "حركة الدفاع عن الشعب العراقي" المناهضة له. وأصدرت سلطات الانقلاب قراراً بسحب الجنسية العراقية منه، ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة، هو وأولاده(ولم يكن، لا هو ولا أولاده، يملكون منها شيئاً).
عاد إلى العراق في نهاية عام 1968 بدعوة رسمية من الحكومة العراقية، بعد أن أعادت له الجنسية العراقية، وخصصت له الحكومة، بعد عودته، راتباً تقاعدياً قدره 150 ديناراً في الشهر، في عام 1973 رأس الوفد العراقي إلى مؤتمر الأدباء التاسع الذي عقد في تونس. تنقل بين سوريا ،مصر، المغرب، والأردن، ولكنه استقر في دمشق ب سوريا ونزل في ضيافة الرئيس الراحل حافظ الأسد. كرمه الرئيس الراحل «حافظ الأسد» بمنحه أعلى وسام في البلاد، وقصيدة الشاعر الجواهري (دمشق جبهة المجد» يعتبر ذروة من ذرا شعره ومن أفضل قصائده
غادر العراق لآخر مرة، ودون عودة، في أوائل عام 1980. ‏تجول في عدة دول ولكن كانت اقامته الدائمة في دمشق التي امضى فيها بقية حياته حتى توفى عن عمر قارب المئة سنه، في سوريا وجد الاستقرار والتكريم، ومن قصائده الرائعة قصيدة عن دمشق وامتدح فيها الرئس حافظ الاسد، (سلاما ايها الاسد..سلمت وتسلم البلد). (شاعر العرب الأكبر)، اللقب الذي استحقه بجدارة في وقت مبكر في حياته الشعرية، وارتضاه له العرب اينما كان واينما كان شعره، رغم أن الساحة العربية كانت مليئة بالشعراء الكبار في عصره. فقد حصل على هذا اللقب عن جدارة تامة واجماع مطلق ويؤكد السيد فالح الحجية الكيلاني الشاعر العراقي.في كتابه الموجز في الشعر العربي -شعراء معاصرون(ان الجواهري لهو متنبي العصر الحديث لتشابه أسلوبه بأسلوبه وقو ة قصيده ومتانة شعره)
لهذا طبع شعر الجواهري في ذهن الناشئة من كل جيل مفاهيم وقيما شعرية إنسانية لا تزول. اما التجديد في شعره فجاء مكللا بكل قيود الفن الرفيع من وزن وقافية ولغة وأسلوب وموسيقى وجمال وأداء.
اخر لقاء تلفزيوني مع الشاعر الكبير الراحل كان في تلفزيون الشارقة عام1992، أثناءزيارته لدولة الإمارات العربية لاستلام جائزة سلطان العويس في الإنجاز الأدبي والثقافي،والتي استحدثت لكي تكون لائقة برموز الأدب والثقافة العربية وكان الجواهري أول الحائزين عليها. وفي هذا اللقاء قرأ لأول مرة قصيدته في رثاء زوجته أمونه... وقد حاوره المذبع سفيان جبر في برنامج [ لقاء الأسبوع] وقد بث اللقاء عشرات المرات وعلى مدى سنوات. توفي الجواهري في إحدى مشافي العاصمة السورية دمشق سنة 1997 عن عمر يناهز الثامنة والتسعين، ونظم له تشييع رسمي وشعبي مهيب، شارك فيه أغلب أركان القيادة السورية، ودفن في مقبرة الغرباء في السيدة زينب في ضواحي دمشق، تغطيه خارطة العراق المنحوتة على حجر الكرانيت، وكلمات:"يرقد هنا بعيداً عن دجلة الخير.."
أقيمت تكريماً له احتفالية ضخمة في إقليم كوردستان العراق عام 2000 بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده وتم وضع نصبين عملاقين له في مدينتي أربيل والسليمانية نفذهما النحات العراقي المغترب في سويسرا سليم عبد الله.
ويكيبيديا

Sunday, June 12, 2011

ياسين رفاعية - مصرع ألماس



صبي الفرّان، بائع الكعك، المولود في حارة ( العقيبة) الشعبيّة الدمشقيّة العريقة _ لن أذكر تاريخ ميلاده ، فهو لن يغادر الطفولة،وإن تكلل رأسه بالشيب _من أين تسرّب كّل هذا الحزن إلى روحه،ولماذا رأى الحزن في كّل مكان،وهاله مبكّرا أنّ العالم يغرق ؟!
لم تكن الشام، شام الياسمين،والمشربيات،والبيوت التي يستظّل أهلها تحت أشجار النارنج،ويأتنسون في العصاري حول النوافير ، والبحرات في البيوت الأليفة،ويخرجون جماعات في السيرانات ليبتهجوا بالغوطتين ..بلاد حزن في طفولة ياسين،فمن أين طفحت نفس الفتى الدمشقي بكّل هذا الحزن، وهيمنت الرؤية المتشائمة بغرق هذا العالم على روحه؟!
في قصصه الأولى التي يعترف بأنه كتبها ببراءة، وعفوية،وبقليل من الخبرات الفنيّة،لا ينغلق ياسين على نفسه، وكأنه هو الفرد الأحد، الذي يرى الدنيا من خلال ذات منغلقة متشرنقة منطوية على هواجس شخصيّة.
(المطر) القصّة الأولى في مجموعته( الحزن في كّل مكان)، يكتبها ( صعلوك) حبّيب، تمتحن حبيبته إخلاصه للحّب بأن تطلب منه الدعاء بهطول المطر على الأرض المجدبة، فيكون أن يستجاب دعاء القلب المحّب الطاهر، فتتيقن الحبيبة من صدق حب حبيبها لها . يركض الحبيب الشاب مبتهجاً، مشاركاً الناس فرحهم بانتهاء زمن القحط.
ياسين كأنما يردد مع الشاعر الصعلوك :
فلا نزلت عليّ ولا بأرضي
سحائب ليس تنتظم البلادا
إنه غيري كبطل قصّته، ولأنه كذلك فقد حمل حزن الآخرين وهمومهم مبكّراً، هو الذي شارك الفقراء من أترابه، ومّمن هم أكبر منه، شقاء العمل في الفرن، وبيع الكعك،والجوع، و..انتظار مطر ينتظم البلاد جميعها، والعباد جميعهم .
ياسين رفاعيّة كاتب أخلاقي، منذ قصصه الأولى، ولذا فهو حزين لانعدام العدل، وافتقاد روح المشاركة.
القاص الذي لفت الانتباه بمجموعتيه القصصيتين الأوليين، قفز بعد سنوات، من كاتب دمشقي، سوري محلّي، ليحقق مكانةً مرموقةً كقاص على مستوى عربي، بمجموعته القصصية الباهرة ( العصافير)، التي حلق فيها بأجنحة الشعر، وبالشفافيّة الإنسانيّة العميقة، وبقوّة الخيال،وباستبصار يغوص في عمق النفس الإنسانيّة.
بعد العصافير، أضاف ( الرجال الخطرون) وهاجسه امتهان كرامة الإنسان العربي، والقمع الذي يسحق آدميته ويشوّه روحه، ويقهره، ويستبيح حياته ويحولها إلى جحيم.
ولأن ياسين رفاعية نبع حكايا لا ينضب، وخبرات إنسانيّة وتجارب معيشة، ولأنه طوّر ثقافته ومعرفته بأسرار الفّن القصصي، وتلافى نقص التعليم في المدارس الثانوية والجامعة، فقد فجّر طاقاته في أعمال روائيّة رياديّة، أولها رواية( الممر)، رواية الحرب الأهليّة المجنونة التي مزّقت لبنان واللبنانيين، ودمّرت المدينة التي أحّب : بيروت .
بروحه المتسامحة، كتب روايته ( الممر) ، بروح الإنسان المحّب الذي يرفض أن يقسّم المواطنون إلى مسلم ومسيحي، وأن يقتتلوا على الهويّة.
بطل الرواية المحّب المتسامح، وضعت على صدره الفتاة المسيحيّة التي أنقذها صليبا،هو الذي ضحّى بحياته، ماشياً على طريق السيّد المسيح ، مصلوباً افتداءً للناس ...
بعد ( الممّر) يقدّم ياسين رفاعيّة رائعته، نعم رائعته : (مصرع الماس)، رواية الكبرياء، والشرف، و(الزقرتيّة )، رواية موت البطل الذي بموته يعلي من شأن البطولة ، ويبقيها معلماً يرنو إليه الناس، ليكون قدوة لهم في حياتهم .
رواية مكثّفة، متقنة، غزيرة الشاعريّة، هي رواية ( الحارة) وناسها، بل هي رواية الإنسان في كّل مكان،لأنها رواية قيم، والمحلّية هنا ليس انغلاقاً ، ولكنها تواصل بين البشر ، فالخصائص الإنسانيّة موجودة في نفوس البشر أجمعين وإن اختلفوا لغةً ، وجغرافيا ، وظروف حياة .
ياسين رفاعية، في بعض أعماله الروائيّة، والقصصية،متح من تجربته الحياتيّة، كما في رواياته ( وميض البرق) التي نتعرّف فيها على أشخاص التقيناهم في الحياة، وعرفناهم بالأسماء والملامح، ولكنهم في الرواية يعيشون حياةً مختلفةً، تتميّز بانكشاف أعماق لا تراها العين في سلوكها اليومي. هي ليست مذكرات، ولا سِيَر، ولكنها روايات التجربة الشخصيّة فيها توظّف لقول فنّي بديع يستمتع به القرّاء، ويقبلون عليه، هم الذين لم يتعرفوا على بعض ملامح عبد الله الشيتي مثلاً ،أو غيره من رفاق ياسين .
شخصيّاً لم أقرأ في السنوات الأخيرة رواية فيها كّل هذا الموت، والحب، ولوعة الفراق، كما في رواية ( الحياة عندما تصبح وهماً ).
بطل الرواية يغسّل زوجته، يقلّب جسدها، يتأملها ، يحوّل لحظة الفراق إلى حالة تأمّل محموم في سؤال الموت ولغزه . هذه الرواية امتداد معاصر ل( حي ابن يقظان)، وربّما أكثر حميميّة، لأن الروائي هنا يقدّم ( الحياة)، والعلاقات الإنسانيّة لبشر من لحم ودم ، في زمن ومكان معروفين، وليس أسئلة فلسفيّة مجرّدة .
رغم هيمنة الموت، وثقله، ورهبته، فإن ياسين وأمل _ زوجته ورفيقته الشاعرة والإنسانة، وهما بطلا الرواية، ومبدعاها معًا_عاشقا الحياة، يلقنانا أسرار الأشياء البسيطة، التي لا تلفت الانتباه ، ويدعواننا لعدم المرور عليها مروراً عابراً ، يلحان علينا أن نعرفها ، نتأملها ، نحبها، نستمتع بها قبل فوات الأوان .
أمل في الرواية، التي هي زوجة الكاتب، أقصد أمل جرّاح، التي بدأت معاناتها مع مرض القلب منذ مطلع الصبا، ومفتتح رحلة الحياة الزوجيّة_ فكأنما الحياة تغرق ياسين بالحزن محققةً نبوءته كما في قصصه الأولى، وتلاحقه في كّل آن ومكان من دمشق إلى بيروت إلى لندن _ أمل عند الخروج من المستشفى، والعودة إلى البيت، تقبّل خشب الباب، تربت على الهاتف كأنه طفلها ، الهاتف الذي ياما سمعت أصوات الأحبّة عبره، تتلمّس أصابعها الطاولة بوّد وشوق. وهل علاقتنا بالطاولة بسيطة ؟ أليست تجمعنا حولها، تتحاضن أيدينا عبر فضائها ؟! تتشمم أمل الصحون ، تريح رأسها على الثلاّجة : أيها الناس التفتوا للأشياء البسيطة ففيها بعض أرواحكم، وأنفاسكم، وذكرياتكم ، لا تسرعوا في عيش الحياة ، اشربوها على مهل بتلذذ لتهنأوا باللحظات، جرعةً جرعة ، قطرة قطرة.
ياسين ابن الحياة ، المتعطّر دائماً،النظيف الأنيق دائماً ، الذي يمشي وئيداً على رؤوس أصابعه ، هذا الياسين رفاعية داعية لحّب الحياة ، مترهّب في حبّها، رغم كل بلاويها، ومصائبها التي صبّتها على رأسه ، أثقلت بها منكبيه .
صبي الفران، بائع الكعك، التارك للمدرسة اضطراراً وهو في الإعدادي ينجز كّل هذا الفن! هذه أعجوبة .
الحضور الكرام
مررت على ذكر بعض أعمال صديقي الكبير ياسين رفاعيّة، وقفزت على كثير مّما أبدع في القصّة القصيرة ، والرواية ..وهل أنسى ( رأس بيروت ) و( امرأة ناعمة ) والرواية الشجاعة الجريئة ( أسرار النرجس) الرواية الكاشفة ، النابشة في عمق العلاقات، التي كتبها ياسين بمبضع الجرّاح الذي يفقأ العفن المتكيّس في عمق الجسد والروح ، بجسارة ، وخبرة ، ونقد فاضح للشذوذ المغطّى بأكاذيب وتواطآت اجتماعيّة منافقة .
التوقّف عند كّل عمل يحتاج وقتاً طويلاً، وما يخفف شعوري بالتقصير أنني كتبت الكثير عن روائع ياسين القصصية والروائية .
أنا لا أتذكّر مهما بذلت من جهد متى بدأت صداقتنا، ياسين وأنا، ولكنني متيقن جدّاً أنها بدأت كالحب من طرف واحد، منذ قرأت مجموعتيه الأوليين، وعندما صدرت (العصافير) كانت بيننا صداقة، وهكذا كبرت صداقتنا مع دفق رواياته ، ومجموعاته القصصية، وكتاباته للأطفال. وبالمناسبة هو طفل كبير ولذا لا عجب أن يقّص على الأطفال أحسن القصص .
ياسين رفاعية إنسان من ياسمين، وعطر،هوأنيق دائماً ،في أوج حزنه تراه أنيقاً، معطرّاً ، حليقاً ، بطلّة مهيبة ، فكأنما أمل تحرسه وتعنى بأناقته، وهي في العالم الآخر، هي ابنة الشام، زارعة الورد على شرفة ( عشّهما) في رأس بيروت، أمل سيّدة الياسمين .
هو راوية ، وممثّل بارع مدهش، يستحوذ على الانتباه، ويدخل إلى القلب بحكاياته التي يعيد روايتها في كل مرّة بأسلوب جديد، وأداء جديد ، وغايته أن يسعد من حوله ، هو خفيف الدّم .
مرّات أقول : خسره المسرح وربحه الأدب ...
ياسين عاشق للمرأة، جذاب، ساحر، يصيبني وغيري بالغيرة ، وأنا والله لا أحسده ، وإن عتبت عليه دائماً لأنه لم يلقن قلبي أسرار العشق.
حتّى سيارته يدللها، يؤنثها، يعطّرها، فإذا بك في عالم من العطر، تريح رأسك لا على الكرسي ولكن كأنما على صدر أنثوي .
كنت أخجل عندما يصعد إلى سيّارتي، وأرتبك أمام نظراته الزاجرة ، التي تتهمني بأنني أعذّب السيّارة ، أهملها.
لا تنظروا إلى شيبه الناصع الذي يكلل رأسه إن رأيتموه مع فتاة عشرينيّة، باستغراب، فهو ما زال فتى دمشقيّاً، بقلب من ياسمين، لا يكّف عن الحّب ، يواصل نشيده في الأيّام لتصير أجمل وأحلى ، وقابلةً للعيش .
بعد أن عرفّته بصديقي حنّا مقبل، وبصديقتي وأختي ريموندا فرّان ، عمل في ( القدس برّس) فقلب نمط الحياة في المكتب الفسيح، جعله أصص ورد، وفّل، وقرنفل و..مع كل صباح يرّش الأوراق، والأزهار، ثمّ يعطّر الجو و..يأخذ مكانه على كرسيه ليشرع في الكتابة بكامل أناقته، وعطره ...
ياسين رفاعيّة وهب نفسه وحياته للكتابة، حتى صار اسمه علمًا من أعلام الإبداع الروائي والقصصي في بلاد في كل بلاد العرب .
صبي الفرّان الذي حقق هذا كّل هذا المجد، ألا يستحق أن نحتفي به، ونكرّمه، ونأتيه من كّل بلاد العرب،لا من سوريّة وحدها ؟!
أنا شخصيّاً فخور بصداقتي لك يا أخي ياسين، وأرى اليوم روحي أمل ولينا ترفرفان هنا في هذا المكان:الأم ، والابنة، معنا، الشعر والبراءة والشباب، لتباركاك وتحفّا بك. وها حضور الإبن بسّام وإن من بعيد، والأخوة والأخوات والجيران، وحارة العقيبة ، حارة الناس الطيبين الشجعان الذين كان لهم شأن في ( الثورة) على الفرنسيين .
أخي وصديقي المبدع الكبير ياسين رفاعيّة: ها هي فلسطين تحتفي بك اليوم رغم ألمها وفجيعتها، ممثلة ببعض خيرة مبدعيها : أنت الذي كتبت لها، وحملت همّها .
معاً في بيروت كتبنا يا ياسين، وتنقلنا تحت قصف الطائرات المغيرة . لم تختبئ، ولا هربت، ولا انزويت في بيتك، بقيت في بيروت ولم تغادرها، متسلحاً بالكلمة الشجاعة، مع زملائك الكتّاب، والصحفيين،والمقاومين . تنقّلت معرّضاً نفسك لخطر حقيقي، وفي بيتك المضياف قاسمتنا خبز أسرتك رغم ضنك الظروف.
أعرف يا ياسين أن كلماتي اليوم فقيرة، متواضعة ، متقشّفة، فاغفر لي تقصيري ...
يا ياسين :عرفتك وفيّاً ، ولا أدلّ على وفائك من عنايتك بالفنّان الكبير نهاد قلعي ، وعونك له ماديّاً ومعنويا، وإخراجك له من حالة العزلة والنسيان .
أمّا بيتك الكريم فيكفي أنه البيت الدمشقي، بكرم وأخلاقيات الحارة، حارة العقيّبة المضيافة ، بيت ياسين وأمل ، بيت الحب، واللقمة الطيبة ، والحفاوة ، والصداقة...
ختاماً أقول لك : ياسين رفاعيّة أنا أعتّز بأنني صديقك، وأنني قرأت لك، وأنني كتبت عنك قبل ثلاثة عقود، وأنك رقيق كالياسمين، ورهيف ولامع كنصل خنجورة (ألماس) ، وأنك رقيق، طيّب، حنون كمشربيات حارات الشام العتيقة.
أتمنّى لك عمراً من العطاء، لتتغلّب على الحزن، ولوعة فراق الأحبّة، وكمد الحياة، وأحزانها
رشاد أبوشاور

ياسين رفاعية - رفاق سبقوا

Saturday, June 11, 2011

تنويه بكتاب-----> عبد الناصر العايد - سيد الهاوما



تتخذ رواية ' سيد الهاوما' من القرن الخامس الهجري الذي يقابل القرن الحادي عشر الذي يعتمده الراوي في إسناد أحداث روايته، فيأخذ من حياة قائد الحشاشين حسن الصباح مجالاً حيوياً للرواية التي تبتكر فضاء متخيّلاً، ترتبط إحداثياته بحيوات افتراضية تشهد مولد قائد الحشاشين، رسمها المؤلف فوق أنقاض حدث تاريخي لا تكاد حجارته المبعثرة تبين عن ملامح أبطاله الذين حركوا التاريخ المتعب، وحكوا جلده الشائخ، ونثروا حجارة ناتئة في أرضه الملساء.
وأمام شخصية إشكالية تسللت من التاريخ إلى الحاضر في إهاب مذهبي، تختلف الرؤى، رؤية المتن الصارمة في اتجاه كلّ مَن يشق عصا الطاعة على الجماعة التي ما زالت حواضرها الأساسية ترتدي لبوس المتن، أمام شخصية إشكالية يفتح عبد الناصر العايد صُرة المتخيل كسارد محايد لأحداث محتملة.. تشرح الموجز التاريخي الذي تناول حياة الحشاشين، في معالجة فنية تمتزج فيها علوم الجغرافيا بالطبوغرافيا، وتلتبس فيها الأحداث بالأسطورة، ويتوسّل الروائي السردي بالشعري. في خطاب روائي في المقام الأول، ولكنه يستدرج الأمكنة و الأزمنة والأفكار إلى محكمة، يرتبها الراوي مستمداً من شخصية إشكالية فرصة قراءتها من جديد

الجدير بالذكر أن اتحاد الكتاب العرب في سوريا قد منع رواية الكاتب السوري عبد الناصر العايد «سيد الهاوما» من الطباعة، بعدما وجدت لجان القراءة فيها «تحريضا على الفتنة»، و«تمجيدا للعنصر الفارسي وتبخيسا للعناصر الأخرى»، وبسبب «النفَس العنصري في الرواية» وكذلك «تناول شخصية حسن الصباح بطريقة مسيئة»، وفق ما اعلن العايد لوكالة فرانس برس.
وأبلغ الكاتب بتلك الملاحظات لدى مراجعته رئيس اتحاد الكتاب العرب حسين جمعة.
وفي حديث مع وكالة فرانس برس رد الكاتب عبد الناصر العايد على هذه الملاحظات قائلا «إذا كان هناك من تهمة لهذه الرواية فهي عروبيتها»، وأوضح «الرواية تتحدث عن صورة العربي في العقل الفارسي».
وشرح الكاتب «الأمور ملتبسة لدى رئيس الاتحاد بحيث أنه لا يميز بين صوت الراوي والصوت الروائي، فأنا حاولت في العمل أن أتقمص شخصية الصباح، وفي عقله أرى أن هذه هي صورة العربي في تلك الفترة من التاريخ، حيث صورة العربي جاهل ومتوحش وقاتل».

وكانت عناصر من اجهزة الامن السورية بلباس مدني قامت باعتقال الروائي السوري عبد الناصر العايد  في  شباط الماضي لمدة إسبوع, ثم أطلق سراحه "من دون توجيه أي اتهام" له


روبير سولي, رنده بعث - الطربوش


تحية إلى السيده رندة بعث
(أبو عبدو)



"هل نجد بالنسبة لنا ما هو أفضل من الالتباس؟ لا يا حبيبي، لم يجبرنا أحد على ترك مصل ولكن الهواء بات خانقاً. مصر لم تعد ذاتها. تركنا ونحن نسير على أقدامنا، بملء إرادتنا، دون طربوش ولا دف. من كان يتصور نهاية لهذه؟ لا لن يحصل لنا شيء لن يحصل ما دام السلطان يحب لافونتين. كان الكونت هنري توثا يردد بين علامتي تعجب باللاتينية قائلاً: نحن لا شيء!.. أما أبي فإنه لخص الموقف بطريقة أدق: "لسنا سوريين ولا مصريين، نحن روم كاثوليك"." بين الواقع والخيال تدور أحداث رواية الطربوش ليجسد روبير سوليه من خلالها حكاية الانتماء الضائع، المشهد الأول في هذه الأحداث يتحرك عن شخصية ميشال بطركاني الذاهب إلى مدرسته والواقف أمام السلطان في المدرسة اليسوعية يلقي بانفعال بالغ قصيدة الشاعر الفرنسي جان لافونتين، هذه الحادثة تستأثر بمشاعر التلميذ في حينها لتظل هذه الحادثة بظلالها اللطيفة مأثرة في نفس شارل وتصوراته حتى في أحلك الأزمات والتي لاحت في نهاية الرواية، وعندما أصبح وجود هذه العائلة في مصر مهدد لأن ضباط يعتمرون القبعات سيتولون السلطة عما قليل، فتسقط موضة الطربوش، وتحل نهاية عالم، وتكون لـ"سوريي" مصر، بداية مؤلمة لهجرات أخرى. والكاتب "روبير سلويه" المولود في القاهرة عاش في مصر سبعة عشر
عاماً. وهو حالياً رئيس تحرير جريدة "لوموند" الفرنسية بعد أن كان مراسلها في روما وواشنطن. وروايته هذه "الطربوش" هي أولى رواياته.
نبذة النيل والفرات




إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html




روبير سولي - مصر ولع فرنسي



روبير سوليه : محرر بصحيفة «لوموند» الفرنسية ولد في مصر في عام 1946 من أسرة من الشوام هاجرت إلى مصر منذ عهد بعيد، وتعلم في مدرسة الليسيه الفرنسية المصرية ثم في الجيزويت، وبعد المدرسة ترك مصر لكي يستكمل تعليمه في فرنسا حيث عاش وعمل صحفياً في جريدة (لوموند) الفرنسية لأكثر من عشرين عاماً قبل أن يفكر في العودة إلى مصر مرة أخرى، حيث عاد في عام 1984 بعد عشرين عاماً من الغياب، إذ طلب من إدارة صحفية (لوموند) تغطية افتتاح مستشفى عين شمس الذي ساهم الفرنسيون في بنائه. ومنذ تلك اللحظة بدأت مرحلة جديدة في حياة سوليه، حيث قام بجولة مع منظمة اليونسيف في أنحاء البلاد التي كان يعرفها، وبدأ بالدلتا وقراها التي كان يذهب إليها في طفولته وصباه عندما كان عضواً في الكشافة، وكان يتجول في البلاد بالدراجة، ثم بدأ روبير في كتابة الرواية حيث كتب أربع روايات هي (الطربوش)، (فنار الإسكندرية)، (المملوكة)، (مزاج)، ثم خرج سوليه من عباءة الرواية لينطلق إلى رحاب أكبر وينشر العديد من الدراسات الأخرى من الكتب التاريخية إلى دراسات اجتماعية وسياسية كلها عن مصر، ولكنها كانت كلها حقيقية وأحداثها موثقة ولا تحمل أي رؤية من الخيال. ومع مرور السنوات أصبحت مصر ليس فقط حب الطفولة ولكن أيضاً صارت هدفاً للدراسة، فنشر سوليه (مصر ولع فرنسي)، (علماء بونابرت)، (الرحلة الكبرى للمسلة)، وشارك في كتب أخرى مثل (حجر رشيد)، (رحلات في مصر)، ثم لخّص حبه كله لمصر فكتب (قاموس المحب عن مصر) حيث اختار في قاموسه كل ما ربطه بمصر حتى تلك الأشياء التي لم يحبها، بل وكانت تثير غضبه مثل: التطرف والفوضى المرورية والقذارة، حيث إنه يحب مصر ويريد أن يراها دائماً في أفضل حال. وقد كتب روبير سوليه كل أعماله باللغة الفرنسية لأنها لغته الأولى، وترجمت كتبه إلى العديد من اللغات المختلفة




إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


 

الناقد 041