Saturday, February 18, 2023

دلال زين الدين - عمامة وجسد



توفّيت الروائية اللبنانية، دلال زين الدين، جرّاء الزلزال المدمّر الذي ضرب مناطق جنوب تركيا وشمال سوريا. حيث كانت دلال تقيم في مدينة أنطاكيا عاصمة ولاية هاتاي في جنوب تركيا،
تتطرق الكاتبة في هذه الرواية لمسألة “زواج المتعة” واستغلال الفتيات وتشكل بوحاً من نمط آخر... هي رواية لا تتلكّأ عن رفع الحجب عن سرديات متجذرة حول البطولة والصمود والكرامة والرجولة، لنكون إزاء سردية أخرى تشكّل المهانة عنوانها العريض.
على الرغم من أن "عمامة وجسد"، تحفل بالكثير من الأجساد النسائية، بيد أن الجسد المهان في عنوان هذه المادة، يحيل إلى جسد المجتمع الذي تتطرق الرواية إليه: إحدى قرى الجنوب اللبناني في ثمانينيات القرن المنصرم كما تشي الكثير من أحداث الرواية. إنها رواية رفع الحجب، كشف الأقنعة، أوهام البطولة لكنها تبقى بالدرجة الأولى رواية جسد المرأة المهان، وقد سقط في إلتباس الحب، بيد أن ما يشفع للراوية توغلها في هذا الفضح هو وعيها بحقيقة هذا الإلتباس كما بثّته في المتون الأخيرة من قصّها... "عندما تكون فقيراً معدماً، يسهل استدراجك لأي شيء مهما كنت عنيداً ومكابراً، فكيف إذا كان ذلك الشيء هو الحب".
الرواية هي نصّ الذاكرة، لحدث يحفر في الجرح عميقاً، وقد مضى على هذا الحدث خمسة وعشرين عاماً ونيف، عندما عقد الشيخ علي، وهو مسؤول حزبي على ليلى، ابنة الستة عشر عاماً... "بَدّي اعقد عليكي عقد شرعي"، قال الشيخ علي لليلى، لتجد نفسها لأول مرة وحيدة مع رجل غريب قرب مقبرة القرية، حيث الحب كما تمثلته تلك الفتاة في ما بعد، ولمدى العمر هو قرين الموت والأماكن المظلمة والمقفرة، والجثث التي تراقب بصمت، هو حب من نوع آخر كان تبادل القبل عبره "درساً في الغيبيات".

أو


 

No comments:

Post a Comment