كانت الخلافة العباسية في آخر سنواتها تعاني ضعفا شديدا، وكان المستعصم بالله آخر الخلفاء العباسيين يتسم باللامبالاة، ولم يحاول تشكيل جبهة إسلامية، لمجابهة الغزو المغولي، ولم يبذل أي جهد، بل قام بتسريح جنوده، ولم يبقِ منهم سوى 12 ألف مقاتل، وأصبحوا يتسوّلون في الأسواق.
وعلى الجانب الآخر، فإن قبائل المغول نشأت في وسط بيئة قاسية، فمارست أعمال العنف والتحايل على أسباب العيش، واكتسبت صفات خلقية واجتماعية قاسية جعلتهم أخطر شعوب العالم الذين عرفهم التاريخ في ميدان القتل والتخريب والتدمير.
بدأ المغول يعدّون العدة لإسقاط الخلافة العباسية في بغداد بموجب خطة وضعها الإمبراطور منكو خان عام 649هـ-1251م، وأوكل مهمة تنفيذها إلى أخيه هولاكو،
ويشار إلى أن هولاكو بدأ بالزحف نحو بغداد بجيش كبير، وتمكن من غزوها عام 656هـ-1258م بعد معركة دحر فيها الجيش العباسي عند منطقة الدجيل قرب بغداد التي استباحها قتلا ونهبا وحرقا، وكان من ضحاياها الخليفة العباسي المستعصم بالله وعدد من أفراد أسرته وحاشيته.
تعرضت مدينة بغداد للغزو المغولي الذي دمّرها وأنهى صفحة مشرقة دامت نحو 5 قرون من الازدهار كانت في أثنائها حاضرة الدنيا وعاصمة الخلافة العباسية.
بدأت جحافل القوات المغولية الغازية بالوصول إلى مشارف بغداد في 29 يناير/كانون الثاني عام 1258، واجتاحتها في 10 فبراير/شباط بعد أيام من القصف والحصار، والمعارك غير المتكافئة.
أو
No comments:
Post a Comment