في عمله هذا يعيد وليد الشيخ كتابة صفحات من حياة (غسان نصار) من حزب الشعب الفلسطيني (الشيوعي سابقاً) في بيت لحم، الضفة الغربية، فلسطين والتي كتبها بعد عودته من الإتحاد السوفيتي وبقيت مخبأة، حتى اختار "الشيخ" منها خواطر ويوميات لهذا العجوز الذي بدأ يفكر بأشياء صغيرة. العنوان الذي اختاره الروائي لعمله هذا.
وهكذا وعبر تقنية الإسترجاع والتذكر، يستحضر الروائي ذكريات بطله غسان بحسب تسلسلها الزمني لشخصية كانت تتشكل وتتفكك، وتعيد تركيب نفسها في مختلف مراحل حياته. حيث لا فواصل واضحة بين الطفولة والشباب. وهو يقف الآن كي يفكر بأشياءه الصغيرة، ويعيد لذاكرته ما عاشه من لحظات لا تنسى.
ولكي يأتي النصر مقنعاً يعمد الروائي إلى المطابقة بين المعيش والمكتوب، بين الحياة والنص، ويستحضر الماضي ويثبته بين دفتي كتاب، فيكون بذلك شريكاً في صنع الحدث. وهو ما يمنح اللحظة الكتابية روحها، هي لحظة الكشف حين تكون الكتابة مشروعاً صادقاً لقضية شائكة ومتشابكة الأحداث من تاريخ القضية الفلسطينية وتداعياتها على حياة الناس.
في نهاية العمل نقرأ للروائي كلمات يقول فيها: "... أنا لا أعرف غسان نصار كما ينبغي، ربما أو بما يسمح لي بالتقرير عنه، بعد وفاته، لكني سألتزم بإرسال الأوراق التي اخترتها إلى شقيقه، وسأتحدث مع أية دار نشر، يمكن لها أن تساعد عائلة أرادت أن يساعدها الناس في الوصول إلى روح إبنها.
لا أستطيع الآن أن أقرر إن كانت الصفحات التي اخترتها من حياته، مقبولة، ولا يجرحه، أو تمس صورته لمن عرفه عن قرب، إن كان أصلاً قد حدث أن عرفه أحد عن قرب، فكيف يمكن للناس معرفة إنسان هو نفسه لم يستقر على معرفة ذاته، حتى فاجأه قلبه، وسقط عند أول درجات بيت العائلة".
أو
No comments:
Post a Comment