Saturday, February 22, 2014

جمانة حداد - صحبة لصوص النار



دار النهار للنشر, بيروت  2006 | سحب وتعديل جمال حتمل | 248 صفحة | PDF | 15.1 MB

http://www.4shared.com/office/wQW5-hT8ba/__-___.html
or
http://www.mediafire.com/view/ie9lvao9kk532vd/جمانة_حداد_-_صحبة_لصوص_النار.pdf

قد ترتبك الأفكار، أو تتماهى في ظل عناوين ومفردات هي نسيج تعبيرات عن مخزون ثقافي لم يتأدلج في المعنى اللاّهوتي للكلمة ، إنما في البُعد التكويني للفكر الخلاّق. وقد يتوه الناقد أو المحاور مع ما يقرأ من سطور، فيفتح الباب لخياله، ليستجلي الصورة أو يستحضر المشهد، فتنقشع أمامه إغراءات البوح المنثور أو الفكر المتراكم برغم تزاحمه، آنئذ، في لحظة الاستمتاع. إلاّ ان خصب خيال الكاتب يجعل من مخيلة القارىء مسرحاً شاسعاً أو مرتعاً فسيحاً، إضافة إلى أنه قد يدثّره عند وسادة مفرداته بدثار يحمل في الشكل صياغات جميلة وهمسات دافئة، وفي المضمون خلفية ثقافية هادفة تبحث ولا تتوقف، تستجلي ولا تنتهي، تنحت ولا تتعب. ليسترخي بعد ذلك، طلباً للاستقواء على النهوض من جديد "صوب" مشوار جديد ورحلة يستعدّ لها بزاد من كسب معرفي يساهم في إنضاج وعيه واتساع مداركه. غلاف الكتاب
"صحبة لصوص النار" ، "مركِبٌ" أبحرت فيه جمانة حداد تبحث عن سمين يزيد في غذائها ويطعم جلساء مائدتها المعرفية، فجمعت بين دفتيه رؤى وأفكار على مدى أكثر من 240 صفحة حمّلتها جمانة حداد محتوى تسجيلاتها أو منقولات مسوداتها، من حوارات يندمج فيها الشكل مع المضمون، لتنقل مواقف وآراء شخصيات عالمية، وبيئات ثقافية متنوعة ومتعددة، "ضمتها" تحت عنوان ربما مستوحى من التراجيديا اليونانية: "صحبة لصوص النار" في كتاب صادر عن "دار النهار".
أخذت جمانة لقلمها وتمهيدها من هذه الصفحات ما يقرب ست صفحات بعد صفحات تقديم وتعريف بالكتاب، كانت كافية لتظهر مدى أهمية هذه الحوارات لثلاث عشرة شخصية منقولة عبر هذا الكتاب مع تظهير دقيق ومتقن، لهذه الشاعرة والكاتبة التي سطع نجمها وتألق في لحظة زمنية تداخل فيها الثقافي بالسياسي، والميثيولوجي بالمعاصر والحديث، ولم تترك جمانة حداد، مجالاً لتأثير حالة على حالة إلاّ بقدر ما تستوجبه رؤيتها الخاصة المستوحاة من مخزونها الثقافي، والذي من حقها أن تتباهى به أو تجعل لنفسها "أيكاً" تبيت بين سطوره أو غصناً تغرّد فوقه منفردة، كعازف البيانو "تغرباً" أو حاني " الناي" مشرقاً.
تقدم جمانة لتمهيدها بسطور وجدانية اللغة، هادفة المضمون، لتقول منطلقة من السؤال وأهميته وكيفية الوصول إليه والغاية منه، " كل سؤال بداية لعاصفة. كل نقطة استفهام سهمٌ. سهمٌ مسنّن وشجاع يوجّه إلى رأس "الآخر" ـ الكاتب. سهمٌ ينبغي أن يعود إلى السائل مثقلاً بخيانات البوح".
ومن أين نستفزّ هذا البوح وكيف "ننبشه" ليطفو على سطح اللسان؟ "الحوار في ذلك خلق" و " الحوار سفرٌ أوّلاً". هكذا تعنون لتوضيحاتها في التمهيد، فتقول تحت أيقونة "الحوار سفرٌ أولاً" : "زيارةٌ تقوم بها إلى عقل الآخر وقلمه وروحه وحياته ومزاجه، وربما مكبوتاته ولا وعيه".
ولا أنكر أن جديداً في الشكل، أخذني لبرهة هو أنها تمكنت أن تقدم اسلوباً روائياً جديداً من خلال المقدمات التي مهّدت بها لكل لقاء فجاء السرد في لغته التصويرية عدسة يتحول من خلالها القارىء إلى مشاهد، وهكذا صرنا رفقاء جلستها مع من تحاور.
ولا أخفي تساؤلي: إلى أي مدى من حق الكاتب أن يأخذ القارىء نحو ما يرغب هو وما يشتهي، وإلى أي مدى يمكن أن يكون الكاتب بعيداً عن الغرضية في توجيه القارىء، وسحبه إلى قناعاته هو وليس ناقلا للفكر وطارحا للرؤية طلباً للبحث حولها ومدى صوابية هذه الرؤيا وهذا الفكر ومناهل وروافد تكوينهما.
نقول هذا لأننا لا نعتقد أن جمانة حداد رغبت فقط أن تنقل إلينا مجرد أفكار، بل هي نقلت إلينا أدق التفاصيل في المشهد الشخصي لكل من حاورتهم وطريقة تفكيرهم وحركات أيديهم وتنقُل نظراتهم، وحتى طريقة تقطيعهم لجملهم وجلوسهم ورشفهم قهوتهم، في صيغة محببة ملفتة، شكلت في فهمنا دعوة للاقتداء بهم سلوكاً لنتحول فيما بعد إلى البحث عن مضمون أفكارهم، التي باتت تحمل شيئاً من الثانوية، انطلاقا من حب تقليد الكبار رغبة في المشهدية التي طالما أحببناها في مجتمعاتنا، ولسنا هنا بصدد الحديث عن هذه الناحية عندنا.
لا شك أن الكاتب ينطلق من خلال ما تراكم في ذاكرته من مكتسبات وجد انه من المفيد عرضها أمام عقل المتلقي ناصحاً أو عارضاً، لكنه في ذات الوقت تحول إلى داعية لفكر آخر وليس مناقشاً له من خلال فكره هو، رغم أنه يلبس عباءة فكر موروث تدعو الحاجة فيه إلى إغنائه وليس إبداله، مما أظهر سعيه بأن الفكرالآخر أكثر شمولية لمفهوم الحياة في العلاقة مع الآخر، وقاعدة الإغراء في هذا التقديم هي اتساع الحرية الذاتية في التعاطي مع المفاهيم الحية في المجتمعات البشرية.
إن ما حواه هذا الكتاب من حوارات ومنقولات فكرية لا شك يغني الذاكرة العربية بما تشتهي، بل بما هي بحاجة إليه من معرفة الآخر، وما رغبتنا في قول ما تقدم، إلا أن ننقل هذه المعرفة بصيغة التطوير وليس التبديل، بلغة الاغناء وليس الإفناء. نحن في أمس الحاجة إلى الخروج من الكتاب الواحد والرأي الواحد، على أن يكون المنطلق ليس فقط اللغة التي تترجم هذا الفكر، بل أن تناقشه من خلال موروثها والقيام بمقارنته وبالتالي صقله.
مضمون الكتاب
يحمل هذا الكتاب حوارات نشرت في ملحق النهار الثقافي ما بين العام 2003 و 2005، كما نال بصورة خاصة الحوار مع الكاتب البيروني "ماريو فارغاس يوسا" جائزة الصحافة العربية لسنة 2006 .
وتحت أيقونة " دروس نجني منها غنائم مهمة، وأخرى أقل أهمية". تشير جمانة، كيف تواصلت مع من حاورتهم، حيث أتيح لها أن تعرف تفاصيل "جوهرية وحميمة" عن حياتهم، روت أو نشرت بعضها واحتفظت بالبعض الآخر، وما تعلمته: من بول أوستر هو "كيف تكون الكتابة هوية"، ومن أمبرتو إيكو "النهم واتساع الأفق"، ومن بيتر هاندكه "فضائل الانسحاب من الحياة العامة"، ومن باولو كويلو "الإصرار على الحلم حتى عندما لا نصدقه"، ومن إيف بونفوا "التواضع واليساطة والحنان"، ومن أنطونيو تابوكي "الإيمان العنيد بالمصادفات"، ومن نديم غورسيل "دفء الحس الإنساني"، ومن الفريدة يلينيك "شراسة الصدق"، ومن مانويل فاسكيث مونتالبان "عشق الحياة الإبيقوري"، ومن ريتا دوف "معنى بناء الذات لبنة فوق لبنة"، ومن الطاهر بن جلون "الشفافية والتقشف".
تلفتنا جمانة حداد قبل أن تختم تمهيدها، إلى أن النّهل من عقول من تميّزوا في تقديم ثقافاتهم وأبدعوا في تجلياتهم أو كانوا مؤسسين لاتجاهات فكرية، لا يمنع غياب أجسادهم عن الأخذ من نتاج عقولهم. ولذا هي لا تخفي رغبتها في محاورة عقول قسم كبير منهم، وتتساءل: " هل أنجح يوماً في محاورة فرانز كافكا؟ وماذا عن رينه شار، أو اناييس نين، أو فيكتور هوغو؟ هل أتمكن أن أسأل بول تسيلان لماذ رمى بنفسه في نهر السين؟ وسيلفيا بلاث، لِمَ أصبح ألمها لا يطاق؟ ودوستويوفسكي، من هو ذلك المقامر الغامض الذي يشبهه الى هذا الحد؟ وأراغون، كيف تلمع عينا إلسا بعد ممارسة الحب؟ وبسّوا، بِمَ كان يفكر عندما اخترع ذاك الحشد الجميل؟.. نلاحظ هنا دعوة صريحة للغوص في حياة وفكر هؤلاء بعدما أشّرت لنا ولو بشيء من التأثير والإيحاء، أن نرى فيهم الصورة التي رأتها هي والتي نبهها عقلها إليها.
ولا تنسى جمانة حداد أن تؤكد أنه لا يأس مع الإيمان، إذا كُنت تؤمن بقضية مّا فلا بدّ من أن تواصل مسيرك نحوها، ولا تترك مجالاً لفكرك أن يوهنه حَرّ الصّيف أو تمنعه رطوبة الطقس من المتابعة، فتشير في خاتمة تمهيدها، إلى أن "هناك أيضا أولئك الذين لم يمنحوني المقابلات" فتسرد نحواً من خمسة أسماء أبدو أعذاراً "منعتها" من مقابلتهم ولكن على ما يبدو، لم "تقنعها"، وهي محقة بهذا.
علي دهيني

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html

1 comment:

  1. في هذا الكتاب صفحات ناقصة:230-231 و شكرا جزيلا على الجهد

    ReplyDelete