كتب شيوعيون كثيرون تجربتهم في السجون الناصرية حين تعرضوا للتعذيب الذي مات بعضهم تحت ضرباته وكان موتهم قد فضح الجانب الأسود من الحكم الناصري في خمسينيات وستينيات القرن العشرين وطبع العلاقة مع النظام الناصري بالمأساوية والشكوك، وان ساندوا هم الثورة بكل قوة. واتخذت كتابات المثقفين الشيوعيين أشكالا مختلفة ما بين المذكرات والرسائل والروايات والدراسات العلمية، وشكل ما أنتجوه ثروة فكرية وسياسية كبيرة للباحثين في تاريخ هذه المرحلة تؤشر لمنهج جديد في كتابة التاريخ السياسي والاجتماعي للبلاد.
ورواية «المحاريق» لـ «سيد اسحق» هي آخر ماجري انتاجه من هذه النصوص وهي أيضا وثيقة رغم كل الملاحظات عليها ويحكي فيها الكاتب الذي يتقمص شخصية «فوزي» أحد الرواة الكثيرين فيها قصة الاعتقال في سجن «المحاريق» بالوادي الجديد، ويتوقف بشكل عابر ومقتضب أمام الخلفيات التي جاء منها عشرات المعتقلين الشيوعيين من فلاحين وعمال وطلاب ومهنيين وأساتذة جامعات وشعراء يسمي بعضهم بأسمائهم مثل عبدالعظيم أنيس وفؤاد حداد إذ يخترق الشعر جدار الحزن والحيرة من رحم القهر في براعة لاقتناص السعادة ثم يحكي كيف تلقي المعتقلون المعزولون بعيدا في «المحاريق» نبأ مقتل المناضل «شهدي عطية الشافعي» في سجن «أبوزعبل» ويضئ لنا مأساة هذا الشهيد الذي كان قد كتب تقريرا سياسيا للحزب يتحدث فيه عن الانتقال السلمي الي الاشتراكية في ظل الناصرية وقصة تأييد منظمة «حدتو» الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني وهي واحدة من أكبر المنظمات الشيوعية في ذلك الحين لما سموه بالتوجهات الوطنية والاجتماعية لثورة يوليو، بينما كان المئات من مناضليها يتعرضون للتعذيب هي قصة أشهر من أن يعبر عليها الكاتب عبور الكرام بل وباستخفاف بالغ، رغم وفرة ما كتب عنها أدباً كان أو دراسات سياسية وفكرية. ويتوقف الراوي سريعا أمام إشارة صحيفة سوفيتية الي الاحتفالات علي ضفاف النيل بينما كان الشيوعيون يتعرضون للتعذيب والقتل في السجون.
تحكي الرواية أيضا عن انخراط بعض الشخصيات التي لم يكن لها علاقة بالعمل الشيوعي ولكنهم حين تعرضوا للاعتقال بالمصادفة أو الخطأ تكشف جانب الكرامة الانسانية فيها وأخذت تندمج في العلاقات الرفاقية داخل المعتقل الذي يمكننا أن نسمع فيه أصداء عالم كافكا العبثي الكئيب المقبض، والذي عبر عنه الكاتب في جمل لامعة قليلة.
فريده النقاش - الاهالي
ورواية «المحاريق» لـ «سيد اسحق» هي آخر ماجري انتاجه من هذه النصوص وهي أيضا وثيقة رغم كل الملاحظات عليها ويحكي فيها الكاتب الذي يتقمص شخصية «فوزي» أحد الرواة الكثيرين فيها قصة الاعتقال في سجن «المحاريق» بالوادي الجديد، ويتوقف بشكل عابر ومقتضب أمام الخلفيات التي جاء منها عشرات المعتقلين الشيوعيين من فلاحين وعمال وطلاب ومهنيين وأساتذة جامعات وشعراء يسمي بعضهم بأسمائهم مثل عبدالعظيم أنيس وفؤاد حداد إذ يخترق الشعر جدار الحزن والحيرة من رحم القهر في براعة لاقتناص السعادة ثم يحكي كيف تلقي المعتقلون المعزولون بعيدا في «المحاريق» نبأ مقتل المناضل «شهدي عطية الشافعي» في سجن «أبوزعبل» ويضئ لنا مأساة هذا الشهيد الذي كان قد كتب تقريرا سياسيا للحزب يتحدث فيه عن الانتقال السلمي الي الاشتراكية في ظل الناصرية وقصة تأييد منظمة «حدتو» الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني وهي واحدة من أكبر المنظمات الشيوعية في ذلك الحين لما سموه بالتوجهات الوطنية والاجتماعية لثورة يوليو، بينما كان المئات من مناضليها يتعرضون للتعذيب هي قصة أشهر من أن يعبر عليها الكاتب عبور الكرام بل وباستخفاف بالغ، رغم وفرة ما كتب عنها أدباً كان أو دراسات سياسية وفكرية. ويتوقف الراوي سريعا أمام إشارة صحيفة سوفيتية الي الاحتفالات علي ضفاف النيل بينما كان الشيوعيون يتعرضون للتعذيب والقتل في السجون.
تحكي الرواية أيضا عن انخراط بعض الشخصيات التي لم يكن لها علاقة بالعمل الشيوعي ولكنهم حين تعرضوا للاعتقال بالمصادفة أو الخطأ تكشف جانب الكرامة الانسانية فيها وأخذت تندمج في العلاقات الرفاقية داخل المعتقل الذي يمكننا أن نسمع فيه أصداء عالم كافكا العبثي الكئيب المقبض، والذي عبر عنه الكاتب في جمل لامعة قليلة.
فريده النقاش - الاهالي
No comments:
Post a Comment