أدى نمو حركة التحرر الوطني بعد الحرب العالمية الثانية في بلدان آسيا وأفريقيا، التابعة والمستعمرة، إلى تحرر معظم هذه البلدان من الظلم الاستعماري. وكانت الجمهورية العربية السورية من أوائل بلدان المشرق العربي التي حصلت على الاستقلال. لكن تاريخ سورية اللاحق أصبح تاريخ نضال عنيد للحفاظ على الاستقلال المنتزع وتوطيده، وضد محاولات الدول الأمير بالية الاستعمارية العظمي لربط سورية بالأحلاف والمعاهدات العسكرية العدوانية، وذلك من أجل إبقاء الدول حديثة الاستقلال تحت سيطرتها، وجعل هذا الاستقلال في سمة شكلية. وبالتالي القضاء عليه. والحفاظ على المواقع القديمة، والاستيلاء على بلدان جديدة، وتوسيع ركيزتها الاجتماعية بجر البرجوازية الوطنية إلى جانبها، وإقامة أنظمة عسكرية مطلقة، وتنصيب الأزلام المطبعة لها على رأس السلطة وبكل الوسائل والطرق الوحشية والبربرية. تهدف مؤلفة هذا الكتاب إلى إلقاء الضوء على سمات تطور سورية خلال أعوام ١٩٤٥ - ١٩٦٦ ، وعلى توزع القوى الطبقية - السياسية وصراعها، والتطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الحاصلة، والتي أدت إلى تطور البلد من أراض تحت الوصاية والتبعية إلى بلد وطني تقدمي مستقل.
أو
No comments:
Post a Comment