من الكتب الهامة والمثيرة للجدل في أدب السجون, تسطر فيها الراحلة مي الحافظ مذكراتها في الاعتقال السياسي تلامس الرواية جانبًا كان قد غاب عن سمة هذا الأدب، كون الإنسان (المعتقل) هو السوبرمان الأسطوري القادر على صنع المعجزات من خلال تحديه لظروف الاعتقال السياسي، في حين هذا العمل الأدبي جعل من الإنسان المعتقل إنساناً حقيقياً، يضعف، ويستمد قوته من أسباب تحديه للجوع والقهر ووسواس الانهيار جامعاً حب الحياة، مكتسباً من تجربة الاعتقال حداً من التعامل مع المرحلة السياسية وشرطها التاريخي نقطة انطلاق نحو رؤيا جديدة تكوِّن وعيه وتجربته. هذا العمل الأدبي إضافة جديدة ومتميزة لأدب السجون والمعتقلات، ولعله من الأعمال النادرة التي لامست شخصية المعتقل (المحاصر بأسباب القهر) من خلال إنسانية الإنسان وليس من كونه بطلا أسطوريا.
عند صدور الرواية كانت محل انتقاد من الكثيرين من رفقاء درب مي واعتبروا ان فيها شيء من التجني و"الاستخفاف" بتاريخهم النضالي.
أو
No comments:
Post a Comment