"سقيفة حُبّى" الذي صدر مؤخرا عن دار أطلس بيروت جاء ضمن مشروعي "مكتبة الجنس في حياة العرب" الذي أعمل عليه منذ أربع سنوات".
وحُبَّى من نساء العرب اللواتي دخلن تاريخهم وكنّ من أبطال أساطيرهم، لكن قصصها تناثرت في كتب التراث العربي.
من هي حُبَّى المدينة؟ هل هي امرأة حقيقية أم من نسج خيال الرواة؟
وإن كانت شخصية تاريخية فما هو الدور الذي لعبته في مجتمع المدينة/يثرب؟.
تحدثنا كتب الأمثال وبعض كتب الأدب في التراث الإسلامي، عن امرأة كانت تُرّضع كل طفل جديد يولد في المدينة فاستحقت أن تلقب بـ"حواء أم البشر"، بعض مؤرخي المدينة قالوا: إنها مرضعة الخليفة عمر بن الخطاب، وقالوا: إن أشراف المدينة كان يجتمعون في سقيفة حُبَّى يسألونها وهي تجيب، وقالوا: إن فتيان قريش وفتياتها كانوا يجلسون إليها فيتحدثون عندها بكل صراحة وشفافية عن أحوال الرجال والنساء وفنون النكاح وكانت هي تجيبهم دون حرج.. ويروي ابن طيفور في بلاغات النساء أن فتيان المدينة وكان بينهم ابن حُبَّى، تذاكروا يوما في أي حالات الرجال أحب الى النساء ان يأخذوهن عليه، فقالوا لابن حُبَّى: ويحك! علم هذا والله عند أمك، قال: إذاً آتيكم والله بعلمه.
فأي عِلم كان عند هذه المرأة ليأخذه أهل المدينة عنها؟
تناثرت قصص حُبَّى وأخبارها في كتب بطون كتب التراث، تارة تظهر حكيمة من حكيمات العرب، وتارة ناقلة لـ"كلام القدماء وأهل البدو"، في أخرى نجدها "مغنية مشهورة". بعض الرواة يجعل "حُبَّى المدينية من المغتلمات، وبعضهم يقول: إنها "كانت من كبار السحاقات"، وبعضهم رأى فيها "ماجنة".
نجدها مرة تتحدث لفتيات المدينة قصص مثيرة للشهوة الجنسية، ونجدها في أخرى تنصحهم وتعلمهم كل ما له علاقة بشؤون الفراش مع التركيز على وضعيات الجماع وفنون الشخير والنخير. تارة توبّخ الخليفة "عبد الملك بن مروان لقتله مصعب بن الزبير وتارة تستدي النصحية لمن يحتاجها من أشراف المجتمع.
أو
No comments:
Post a Comment