تحمل ابنة القدس وحارسة حكاياها الكاتبة سهاد حسين قليبو معها في حلها وترحالها أيقونة، ترصد لها وقتها وعمرها وجهدها، تجوب المدن حاملة «كتبها» لتقدم للشباب العربي أينما كانوا «زوادة» الوعي بأهمية المدينة المقدسية، وكيفية الرد على الادعاءات الصهيونية، بالعلم والمعلومة ومحبة المدينة المقدسة.
ظل المكان الأول زاد المبدع أينما ارتحل، فكيف هو الحال إذ تكون القدس هي مهد الطفولة؟.
القدس بيتي ولا يحلو النوم ولا يرتاح القلب إلا في مهد الطفولة جنة الأوطان، وسرها الذي لا يعلمه إلا من وطئت قدماه أرض المكان، القدس مدينتي، في القدس أمضيت طفولتي مع العائلة، إنها بيتي الأول والأخير، رغم تنقلي في بيوت كثيرة، وسفري إلى أماكن كثيرة، إلا أنني لا أجد طعما إلا لهذا البيت المقدسي، حيث كانت تعيش عائلتي الممتدة، نقضي الوقت مع الجد والجدة ، وكعائلة ممتدة مع الأعمام والعمات، والخالات والأخوال، في لقاءات تتواصل في صالون عائلتي.
تبذل الكاتبة المقدسية سهاد قليبو جهودا توثيقية وبحثية ومعرفية كباحثة متخصصة في شؤون مدينة القدس، ويأتي فوز الكاتبة سهاد قليبو بجائزة أحسن كتاب عن القدس بحثا ودراسة وتاريخا لعام 2008 وهي جائزة تكريمية من فلسطين عن كتابها «الإسلام والقدس وبنو إسرائيل واليهود» ضمن فعاليات إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 تقديرا لجهودها المعنية بالتوثيق الديني والتاريخي للمدينة.
سعادة الباحثة قليبو لا توصف: «لقد كرمت من مصر والأردن والعراق، وأخيرا كان التكريم من أهل بلدي ومسقط رأسي القدس، فالتكريم ليس جائزة وحسب، فافتتاح الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية 2009 في عمان بصدور الكتاب الذي أقيم في مركز الحسين الثقافي قبل نحو شهرين هو تكريم حقيقي، كما أجيز من جامعة الأزهر في القاهرة عن طباعته من الناحية الإسلامية، وقد تم ضمه لمكتبة الأزهر، والجائزة عبارة عن تقدير للعمل والبحث الذي جاء بعد خمسة أعوام من البحث والدراسة للآيات القرآنية والكتب المقدسة القديمة، ويهدف الكتاب البحث عن الحقيقة، فكان البحث عن الهيكل والقدس، استعانت المؤلفة بالعهد القديم وأحاديث المسيح عيسى عليه السلام والتي تؤكد أن القدس ليست ذاتها التي يتكلم عنها اليهود، فالكتاب يبين تاريخ بني إسرائيل ومنشأ كلمة اليهودية››.
الكاتبة سهاد حسين قليبو المقدسية النشأة والتنشئة نذرت نفسها للدفاع عن القدس، فهي سفير خاص لجامعة القدس (ومقرها القدس الشرقية) وبتكليف من بيت الشرق لم يعد مجرد أثر معماري تاريخي فحسب، بل صار رمزا للهوية العربية المقدسية.
أصدرت كتاب (القدس مدينتي) عن دار الهلال سردت ذكرياتها وخواطرها منذ وقوع عدوان5 حزيران1967 وهي ما تزال طالبة بمدرسة شميدت الألمانية، تزامن بدء العدوان مع يوم عيد ميلادها(5 حزيران) استبشرت يومها هي وزميلاتها بالنصر أنشدن بصوت كله إيمان بعودة فلسطين والشطر الآخر من القدس وردد معا كلمات (وطني حبيبي..وطني الأكبر(.
لم تكتف المؤلفة سهاد أن تنقل عن أبيها فقط رواية احتلال فلسطين، بل استعانت بكلمات والدتها (وجيهة نسيبة) وكلمات عمها حسن وأفراد عائلتها، لتسجل لحظات قاسية وهي تعود إلى فلسطين لقضاء إجازة الصيف مع الأهل في القدس، عن غرف التفتيش وأوامر الجندية الإسرائيلية بخلع الأحذية والثياب، وتدخل القدس وتصل إلى رأس العامود في طريقها إلى بيت الأسرة مارة برحاب الأقصى والصخرة، وعندئذ تحس بالسلام والأمان: «فالقدس بيتي ولا يحلو النوم ولا يرتاح القلب إلا في مهد الطفولة جنة الأوطان، وسرها الذي لا يعلمه إلا من وطئت قدماه أرض المكان».
وكانت أصدرت الباحثة (سهاد قليبو)، كتاب (الإسلام والعالمية والسامية)، تحدثت فيه عن: السامية، ميلاد الأنبياء إبراهيم وإسماعيل وإسحق، القدس والعولمة، القدس وثقافة السلام، الأقصى للمسلمين فقط، والتوراة تؤكد أن الهيكل المزعوم غير موجود في الحرم القدسي.
وتؤكد الكاتبة في أبحاثها أن «تاريخ القدس مليء بالأحداث المفصلية وقد عاشت القدس فترات حرجة في تاريخها ولا يوجد قوم في العالم إلا ووطئها ولكن ما استطاعت الثبات فيها وما ثبتت غير العروبة الراسخة في الأرض».
سميرة عوض
http://www.mediafire.com/?fctpbb36173x1kw