Wednesday, October 12, 2011

صلاح صلاح - للأعداء أمهات أيضاً، رجل ،أمرأة أو أكثر

في ذكرى المبدع المرحوم صلاح صلاح
(أبو عبدو)

عرفاناً من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بما قدمه الراحل صلاح صلاح من مساهمات قيمة في الثقافة العربية، تقدم آخر عملين وجدناهما في أوراقه بعد رحيله، آملين أن نكون قد وفيناه جزءاً من حقه علينا''.
الكاتب أهدى الرواية الأولى إلى والدته، مستذكراً أبيات الشاعر محمود درويش: ''وأعشق عمري لأني إذا متّ أخجل من دمع أمي''. وفي اختصار مكثف لمضمون العمل، كتب صلاح صلاح على صفحاته الأولى: ''قال ممثل الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة إن الفلسطينيين لا يحبون أبناءهم، لذا يرسلونهم في عمليات انتحارية. إليه عذابات أم عربية فلسطينية، لا تحب أبناءها فقط بل حتى أمهات وأبناء أعدائها''.
تتناول الرواية الأولى خواطر امرأة فلسطينية، هي ''أم صبحي''، فيما هي تناجي نفسها حين لم يعد ابنها صبحي ذو الأعوام الأربعة عشر، إلى البيت ذات مساء، الأم تعرف من بعض سكان الحي أن ابنها شوهد في عربة للفدائيين، تدرك ما ينتظرها جراء ذلك، وتقبله راضية، لكن سؤالاً يقفز رغماً عنها إلى الخاطر الكسير: ''أليس صغيراً على ذلك''؟ وفق هذا السياق التراجيدي المفتوح على قدرية فجائعية تدور أحداث الرواية، التي تحتل الأم الفلسطينية محوراً رئيسياً في تداعيات أحداثها، حيث يمكن للأحداث المتتالية أن تظهر مقدار ما تتمتع به تلك المرأة المشحونة بالحب من قوة وعزيمة اسثتنائية الطابع، بالرغم من مناخ الضعف والإحباط الذي يهمين على تفاصيل عيشها اليومي. أطفال كتب عليهم أن يكبروا قبل أوانهم، وأمهات قدر لهن أن يتجرعن مرارة الخسارة والفقدان، وأن يتقبلن ما يعنيه ذلك من حذف بند المستقبل عن لوائح الأحلام والأماني. على هذه الخلفية التراجيدية نسج صلاح صلاح روايته مفرداً لها العديد من الأمكنة والمساحات الزمنية أيضاً، هي تبدأ من فلسطين لكنها تتمدد نحو أبوظبي، وبيروت على امتداد عقد من السنين، وتبقى خاتمتها مفتوحة على الاحتمالات المتعددة في المكان والزمان.
في الرواية الثانية، التي تضمنها الكتاب، نصغي إلى بوح رجل وامرأة أرهقتهما تفاصيل الحياة المعاصرة، تأتي الأحداث مروية على ألسنة الخاضعين لها، تختلف التفاصيل لكن وقعها على النفس البشرية يبدو واحداً، الإحباط أقرب إلى قدر مرسوم منه إلى حادث عرضي يمكن تفاديه. قسوة العيش تقصي مشاعر الشغف الذي يحمله العشاق في دواخلهم، وتنحرف بالحوار المنشود بينهم نحو البعد الداخلي، حيث يؤول الخطاب الثنائي إلى مونودراما وجلة تتهيب المشاركة، وتقنع بالانكفاء السلبي نحو الذات المجردة.
القارئ للكتاب لا يسعه إلا التأمل في عبارة يوردها الكاتب الراحل على لسان أحد شخصياته: ''كلنا موتى تحت الطلب، لكننا لا ندري متى، فها يعني ذلك أن نعيش كل حياتنا في حزن ونحرم أنفسنا من الفرح''!

 
 

الكتب المرفوعة:حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html

 

No comments:

Post a Comment