حسين خليل وعلي مزرعاني - الحزب الشيوعي اللبناني في أوراق الأمير فريد شهاب
تصوير: https://www.facebook.com/musabaqat.wamaarifa
تعديل: أبوعبدو
إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما
حسين خليل وعلي مزرعاني - الحزب الشيوعي اللبناني في أوراق الأمير فريد شهاب
تصوير: https://www.facebook.com/musabaqat.wamaarifa
تعديل: أبوعبدو
إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما
يظل الشعر يترك بصماته الواضحة والجلية على النثر الذي يجري على أسلات أقلام الشعراء، فهؤلاء الذين يتحدثون شعراً، ويكتبون شعراً، ويفيضون شعراً ويحفظون، لا يستطيعون نزع جلودهم أو معاطفهم وهم يكتبون نثراً، فحسب الشيخ جعفر صاحب كتاب (كران البور) بغداد/1993 الشعري الفخم والمجاميع الشعرية الرصينة (نخلة الله) دار الآداب - بيروت 1969 و(الطائر الخشبي) بغداد/1972 و (زيارة السيدة السومرية) بغداد 1974، و (عبر الحائط في المرآة) بغداد 1977 و(اعمدة سمرقند) دار الآداب بيروت/ 1989 وغيرها من الاشعار المترجمة وخاصة لأنا أخماتوفا، والذي أستمتعنا بكتاباته الشعرية والنثرية، الذي كان ينشرها في مجلة (عمان) الأنيقة الرصينة التي تصدر عن أمانة عمان الكبرى العاصمة الأردنية، ما غادر الشعر وموسيقاه ولغته العالية الرشيقة وهو يقدم للقراء هذا البوح السيري الشعري الباذح والجميل، من خلال كتابه (رماد الدرويش) الذي يسرد من خلاله، حسب الشيخ جعفر صوراً ضاجة بالنشوة واللذائذ والمتعة، أيام ذهب للدراسة في موسكو، بداية سنوات الستين من القرن العشرين، أيام الشباب الضاج بالرغبات والمكتنز بالشهوات، وهو ينتقل من مجتمع منغلق محافظ في العراق، الى مجتمع يكاد يكون منفلتاً في أرتشاف لذائذ الحياة، المقبول منها وغير المقبول، معرجاً على ذكر أسماء بعض زملائه في معهد غوركي بموسكو، ذاكراً الأسم الأول مثل جيلي، وأراه الشاعر السوداني جيلي عبد الرحمن، أو غازي، وماهو الا الروائي والقاص العراقي المبدع الراحل غازي العبادي،فضلاً على شقيقه الدكتور صاحب جعفر أبو جناح، أو ماهود، وأظنه الفنان المبدع الدكتور ماهود أحمد. أو محمد، الذي هو كما أخمن محمد صالح العولقي، الذي أصبح وزيراً لخارجية اليمن الدمقراطية الشعبية، وقد سقطت به الطائرة يوم الثلاثاء الاول من مايس/ 1973 وثلاثة وعشرين من الدبلوماسيين اليمنيين، الذين كانوا سيحضرون مؤتمراً لسفراء اليمن في الخارج، فوق حضرموت، وكان من ضمنهم سفير اليمن في بغداد. وكذلك غائب الذي هو من دون شك الروائي العراقي المغترب والمتوفى في موسكو والمدفون في أحدى مقابرها: غائب طعمة فرمان.
لقد تأخر الشاعر حسب الشيخ جعفر طويلاً عن نشرها، ولعله كان متردداً لما قد يثير من حفائظ البعض، ولما فيها من أدب مكشوف وحسية عالية، وأراه أحسن صنعاً إذ أنتشلها من وهدة النسيان والخمود، ويا حبذا لو أعاد نشر هذه الفصول البهيجة الممتعة، لأن الطبعة الاولى والوحيدة من هذا السِفْر الِسَيري النفيس، الصادرة عام 1986، عن أحد المطابع الأهلية، قد جاءت فيها أخطاء فضلاً على صفحات بيض غير مطبوعة.
إذ يقول في مقدمة الكتاب الموسومة بـ(تواطئة حلم) (ثم إنني لا أدري أ أنشر هذا أم أتركه هاجعاً في غبار أوراقي، مثلما ظل مهملاً أكثر من عشر سنين من قبل؟؟).
ما أثار أنتباهي، أن غالبية الفتيات اللواتي تعرف عليهن، كان لامهاتهن دور في أدامة هذه العلاقة، فضلاً على أنهن كن بدون أزواج، تُرى هل كن مطلقات، أم أكلت الحرب الثانية أزواجهن؟ لا بل أن أم صديقته الاثيرة وحبيبة القلب (لينا) التي كانت تتمنع بعض الشي في تقديم جسدها على طبق الشهوات الجامحة المتقدة في جسديهما، والتي كانت تحاول كبح جماح الجسد اللائب، أقول إن أمها التي كانت تسمع الحوار الدائر بين الأثنين، بين الرغبة والتمنع، أراها تثور في وجه أبنتها المتحفظة، مشجعةً إياها على تلبية رغائب هذا الشاب ذي الوجه البتهوفني الضاجة، صارخة فيها :
(– فيم هذا التدلل كله؟ أنك تزعجينني. أذهبي من هنا.
وفتح بابي قليلاً. كانت أمها تهتف بي :
- أقفل الباب في وجهها. لا تدعها تدخل). ص159
وكأنما ثأراً من توبيخ إمها..
(تسللتْ تحت الاغطية في حذر، وتمددت متعمدة إلا تلامسني. كنا تحت غطاء واحد، وكانت حارة وجميلة جداً، وهي تعلم أنها الليلة لي. منذ أزعجتها أمها وطردتها وهي تعلم أنها لي. فأقتربت منها. ورحت ألامس وجهها بشفتي. كنت أُلامسها وأقبلها في هدوء وتعبد. فألقت عنها ثوبها بعيداً. أية لدونة فائقة لا أنتهاء لها؟ تلك الليلة كنت معها في أهنأ لذة على الارض). ص161
وأذا كان الروائي فؤاد التكرلي، يوغل في الوصف، والحرث في المعنى، مقدماً للقارئ مشاهد سينمائية من مواقف اللذة والأشتهاء في روايته المدوية (المسرات والاوجاع) فأن الشاعر حسب الشيخ جعفر، كان يأمر قلمه بالتوقف قبل الجوْس خَلَلَ المشاهد الحميمة، ولعله أذعن لأمر زميله الشاعر أبي نؤاس، الذي أوعز لنفسه المنتشية أن تقف قبل تصوير مواطن الأسرار، فلما وصلتْ الى موطن الأسرار قلتُ لها قفي.
في الكتاب الجميل هذا (رماد الدرويش) فضلاً على مشاهد الرغبات، صور جميلة ضاحكة عن ذلك الشاعر أحمد القفقاسي.. (كانت الثلوج تُدَوِّم راقصة متلوية. والزوبعة الثلجية تنتحب ملتاعة عند النافذة. وأنا في غرفتي أقرأ لوبادي فيجا (أو) كالديرون وأتجرع الشاي الحار. ونافذتي تُقْرَع بالحاح. فأظُنها الريح. وأني لأُصغي، فأسمع دقاً جلياً واضحاًُ. لقد أعتاد الناس أن تُطْرَق أبواُبهم عليهم، فأيُ شيطان يدق نافذتي في الطابق الخامس ليزورني في منتصف الليل الثلجي العاصف؟ فأترك كتابي لأفتح الكوة وأتطلع. في الزوبعة الثلجية المتلاطمة... أرى أحدهم عند نافذتي، متعلقاً بسلم الأطفاء، حاملاً معه ملف أوراق ضخماً وهو يهتف بي لأن أفتح النافذة. هذا هو أحمد القفقاسي يحل عليَّ ضيفاً من النافذة في منتصف الليل!!
لا وقت للأيضاح. فتحت النافذة، وتناولت ملفه أولاً. ثم أعنتهُ ليهبط في غرفتي مع الرياح والثلوج. وأسرعت أوصد النافذة.
- ماذا جرى يا أحمد؟
- المناوِبَة اللعينة.
- تغامر برأسك هكذا، متسلقاً هذه الطوابق الخمسة كلها في الزوبعة الثلجية الرهيبة؟
- وما العمل؟ والمناوبة تترصدني عند المدخل؟
الأمر واضح الأن. لم يكن أحمد من القاطنين في المنزل. كان صحفياً من القفقاس يحاول كتابة رواية. كلما جاء موسكو حَلَّ ضيفاً على أصدقاء من طلبة المعهد الجنوبيين. وأحمد يتردد علينا حتى أخذنا نعدّه واحداً منا. وضاقت المناوبات ذرعاً بتردده علينا. غالباً ما كان يجيئ مخموراً بعد منتصف الليل فيزعجهن بطرقاته. كن يزجرنه حيناً ويحذرنه حيناً آخر.. ثم منعنه من الدخول. فلم يجد من سبيل غير سُلَّم الاطفاء ليتسلل حذراً الى أصدقائه. كنت أنظر الى ملفه وأضحك: كان هذا عمله الروائي يدور به على الناشرين. تناول أحمد ملفه، وأنسل، متلفتاً، الى غرفة زميل له) ص58. ص59
قلت أن الشاعر حسب الشيخ جعفر ما أستطاع خلع إهاب الشاعر وطيلسانه وهو يكتب نثراً، وهو يكتب كتابه هذا (رماد الدرويش) نثراً يقترب من الشعر عذوبةً و رقة، وليس كل من كتب الشعر كان شعره عذباً رقيقاً، فهناك من يصفع أسماعَنا وأنظارنا بما يشبه الحجر الصوان، لكن أقصد لغة الشاعر الشاعر، التي حباها الله لحسب الشيخ جعفر، فقدم لنا هذه السمفونية اللغوية الرائعة وأني لمحتار أن أختار نصاً أقدمه للقارئ، فهي من الكثرة أن تجعلك تقف خجلاً إزاء النصوص المختارة، وكل نص يطل عليك برأسه عارضاً بضاعته الراقية لكني إزاء تزاحم النصوص أرى أختيار هذه المدونة الراقية (ثم تقول مصيخةً سمعها- أيروقك صفير الزوبعة الثلجية؟ إنها تئن وتنتحب وتقهقه... إنها تنوح وتضحك. أتسمعها؟
- ما أجملَ أن أسمعها وأنتِ بين ذراعي!
- إنها تبكي للحزانى المتوحدين... لمن ينام وحيداً في هذه الليلة. وتضحك للأحبة المتعانقين.. للأحبة في أسرتهم الدافئة الضاحكة (...) ويخالها المتجمد في العراء فراشاً مريحاً. فأذا أغمض عينيه مرة، وكف عن الحركة... لن يفيق بعدها. أتسمع خيلها الصاهلة، المندفعة في جنون؟
- كنت أسمعها صفيراً ناحلاً فوق السطوح. وتدق عليَّ النافذة، فأتذكر لوسي جراي: طفلة وردز ورث الضائعة في سهوب العاصفة الثلجية. خرجت بقنديلها لتضيء الطريق لأمها العائدة من المدينة. فََضَلَتْ دربها تائهةً وحيدة. وظل الوالدان يناديان في كل مكان. وفي الصباح وجدا آثارها منتهية عند الجسر الخشبي المتهدم.
- هذه أغنية كئيبة. أكنتَ وحيداً تلك الليلة؟
- كنتُ وحيداً وحدة المنار المنطفئ في ليلة البحر العاصفة.
- وأين كنت أنا عنك؟ لو كنت أعلم لطرقت بابكم على المناوِبةِ، وأيقظتها لتقودني إليك. لكنك لن تكون وحيداً بعد الأن) ص221.
ولوسي جراي طفلة الشاعر الرومانسي وردز ورث تعيد لذاكرتي ومسامعي كلمات أغنية (شادي) الجميلة المؤثرة، التي تشدو بها فيروز بصوتها الفيروزي الكنسِيْ المتبتل كأنه يدعوك الى صلاة للرب خالق الأكوان صلاة لروح هذا الشادي الذي أكلته الحرب الأهلية اللبنانية، أو جمده صقيع جبال لبنان في تلك الليلة الشاتية شديدة البرد.
في (رماد الدرويش) كتاب حسب الشيخ جعفر الذي ينحو فيه منحى السيرة الذاتية، ذكر لكثير من النسوة والفتيات اللائي مرّ بهن حسب أو مررن به: سونيا، تونيا، تمارا، نينا، تتيانا، ميرا، كاتيا، أو نظيرة تلك المرأة الاوزبكية الشابة، ذات الملامح الروسية والعينين الخضراوين والشعر الاسود. في وجهها سمرة خفيفة، وقوامها الريان يملأ الذراعين والتي كانت تحرجه بنظرات متأججة. لكن كانت (لينا) هي الملكة التي تربعت على عرش قلبه وحبه ورغباته، التي كانت تأمل الزواج به، لا بل كانت تعد نفسها زوجة له، وهي تسلمه جسدها، بعد تلك الليلة التي عنفتها أمُها لانها تمنعت عليه. وإذ يسأله عارف الساعدي في برنامجه الممتع (سيرة مبدع) الذي يقدمه من قناة الحرة/ العراق، وأمتعنا بساعتين جميلتين في ضيافة حسب الشيخ جعفر، عن من بقي في الذاكرة منهن، وهل إلتقى إحداهن فيما بعد؟ يقول، إنه سافر الى موسكو أكثر من مرة، والتقى بأكثر من واحدة، وفي المقدمة منهن (لينا) التي إلتقاها وأستعادا أيامهما الماضية الغاربة، كان ذلك قبل عقد الثمانينات، لكن تطاول الأيام وكرّها كانا سبباً في تغير الحال، فالشاب الفتي الذي كانه، تحول الى رماد، وليس رماداً فقط، بل رماد درويشي، يظل يحيا على وقع الذكريات الغاربة الهاربة.
الحوار المتمدن-العدد: 5769 - 2018 / 1 / 26 - 00:57
شكيب كاظم
إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما
إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما
إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما
مهند ومنذر, شكرا لكم على تأمين الكتاب وتصويره
كي لا ننسى..أمينة عارف الجراح:أجل.. أيامها كانت غنية
أجل إن أيامها كانت غنية، إنها أمينة عارف الجراح، ولدت عام 1920 من عائلة دمشقية عريقة، توفي والدها وهي صغيرة، وقد قامت برعايتها مع إخوتها عمّتُها التي كانت تسكن في حي الصالحية، بسبب زواج أمها.. ومنذ نعومة أظفارها هزها وهي الفتاة الشفافة واقع حيها الفقير، وطيبة أناسه الفقراء. كانت عمتها تعمل لأجل إعالة أطفال شقيقها، الذي وافته المنية باكراً، والذي كان قد انخرط في صفوف الحركة الوطنية السورية، وتعرض للسجن والاضطهاد.
كان لابد لهذا الواقع الذي عاشته هذه الأسرة الصغيرة أن ينعكس عليها، وأن تعاني مثلها مثل بقية العوائل في هذا الحي، من الحاجة والعوز.. بيد أن العمة التي كانت من النساء المتنورات في تلك الفترة، وقد رفضت الحجاب في ظروف كانت المرأة السورية تعاني من الجهل والأمية والعزلة، وكان مثل هذا الموقف الجريء مثار استهجان من الواقع الاجتماعي الذي كان سائداً في ذلك الوقت.
إن هذا الموقف المتحرر من العمة، التي حرصت بكل ما تملك من قوة على تعليم أطفال شقيقها، ومن بينهم الطفلة أمينة وإرسالهم إلى المدارس، كان خطوة جريئة ومتقدمة، وكان له أكبر الأثر على تطور هذه الأسرة، وخصوصاً على الطفلة أمينة التي وجدت في عمتها الأم الرؤوم، والصديقة التي قدمت لها كل المساعدة لكي تجابه معارج الحياة، التي كانت العمة تعرف أنها لن تكون سهلة وخصوصاً بالنسبة للمرأة.
تشب الطفلة أمينة وتجتاز المرحلة الابتدائية لتدخل بعد ذلك المرحلة الثانوية، وهناك تعرفت على أستاذها نظيم الموصلي، الذي كان يدرس مادة التاريخ آنذاك، وكان أول من مارس التأثير على تكون وعيها الإنساني، من خلال دروسه التنويرية لمادة التاريخ، ومن خلال شرحه العميق للأسباب التاريخية للظلم الاجتماعي، وفيما بعد تعرفت على المناضلة الشيوعية الشابة فوزية الشلق، ووجدت نفسها تنجذب تدريجياً إلى صفوف الحزب الشيوعي السوري، وانخرطت مباشرة في النضال المعادي للفاشية وهي الشابة، وكانت من بين أعضاء جمعية التعاون الثقافي بين سورية والاتحاد السوفييتي، التي كانت تضم في صفوفها خيرة ممثلي الثقافة التقدمية والوطنية آنذاك، مثل كامل عياد، ونظيم الموصلي، اللذين تتلمذت عليهما، والأديب ليان ديراني ومنير سليمان وغيرهم.
كان نشاط هذه الجمعية موجهاً لمكافحة الفاشية والنازية، وفيما بعد تتعزز روابطها مع الحزب، بعد أن تعرفت بالمناضل الشيوعي المعروف آنذاك نجاة قصاب حسن، الذي لعب دوراً هاماً في تاريخ الحزب، ومنظمة دمشق على الأخص، في النصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي وأربعينياته، وتصبح زوجته ورفيقة حياته.
ومنذ ذلك الوقت، نذرت هذه الإنسانة الرقيقة حياتها من أجل حقوق المرأة، ومن أجل العدالة الاجتماعية للرجل والمرأة بآن واحد، وتتعرض هذه المناضلة الإنسانية للملاحقة مع زوجها، في الأعوام التي اضطهد فيها الحزب ولوحق مع بدء الحرب العالمية الثانية، وتعاني مع زوجها كل ضروب الحرمان وشظف العيش.. إلا أن كل ذلك لم يمنعها من ممارسة نشاطها الذي لا يكل في صفوف الحزب، وفي صفوف الحركة النسائية الديمقراطية، ونتيجة ذلك تسرّح من عملها في مجال التربية، وتلاحق.. بيد أن كل ذلك كان يزيدها إيماناً بأن مستقبل سورية سيكون أفضل، وأن مثُل العدالة والإنسانية لابد أن تنتصر.
إن كل هذا النشاط، وهذا الإخلاص للقضية الوطنية وللمسألة النسوية، أهّلها كي تكون ممثلة الحركة النسوية الديمقراطية في سورية بمؤتمر نساء آسيا وإفريقيا الذي عقد عام 1949 في الصين، حيث قامت بدورها بصورة رائعة وحصلت على تعاطف تضامني عاصف من مندوبات المؤتمر.
لم يقتصر كفاح هذه الامرأة الرائعة على النضال السياسي والاجتماعي فقط، وإنما شمل أيضاً نضالها في المجال التربوي، وخصوصاً أنها عملت فيما بعد مدرّسة في هذا المجال، وقد جهدت بكل ما تستطيع من قوة كي يأخذ التعليم في البلاد طابعه الإنساني والتربوي.
إن الحديث عن تاريخ هذه الإنسانة المناضلة يضيق في هذه اللمحة الموجزة عن حياتها، بيد أن عطاءها الوطني والاجتماعي والإنساني، وحبها العميق للناس البسطاء، وشعورها العالي والمرهف بمثل العدالة، كل ذلك جعل منها نموذجاً للمرأة التي وهبت حياتها للوطن وللشعب، وأصبحت تراثاً إنسانياً يجب أن تتمثله الأجيال اللاحقة ويجب أن لا يُنسى.
Alnnour.com
Telegram: https://t.me/abo_abdu
or
https://drive.google.com/file/d/1lHVyExUQxstNuECQjhM4LNh_WA650BiA/view?usp=sharing
Telegram: https://t.me/abo_abdu
or
https://drive.google.com/file/d/1RPdHWsd98KmEPIVypEFL2lEo5MrNuRnp/view?usp=sharing
هذه الرواية ينشغل الروائي «موسى رحوم عباس» بالواقع اليومي البسيط جداً لمدينة الرقة وضواحيها قبل أن تدخل الحداثة إليها. وراح يقرأ هذا الواقع من خلال مقاربة تاريخية- اجتماعية مستفيداً من تخصصه في «علم النفس السريري» على فهم الحياة الاجتماعية، وتحليل تجلياتها اللا نهائية، فيندفع مصمماً إلى عالم الرواية، ليمارس فن السرد إلى جانب علم النفس. وهكذا يتخذ الروائي من شخصية «حسينوه» وتطورها خلال مراحل عمله الأدبي وتعرضها لتيارات فكرية كثيرة في محطات متعاقبة العمل على استكشاف نقاط التقاطع بين النفسي الفردي والسياسي الأوسع نطاقاً... «عالم متداخل متشابك يا حسينوه، شرنقة تنسج حولك وأنت داخلها بينما تظن أنك تعيش خارجها، هذا دمك يجري في عروق شيخ لا يقطع فرضاً، وأنت تحمل إرثاً من القهر بدايته هنالك في أعماق البحيرة التي أغرقت عالمك وطاحونتك، ولم يبق لك إلا طاحونة الذكريات. بقي لك أبو إلياس وأم فيصل، بينما غرقت بيروت والغدائيون وبرج حمود في ذاكرتك، ربما تفكر اللحظة في أنك ما تزال مرفوعاً على (الفلقة) وترتفع العصا وتنخفض على قدميك الخشنتين.. ص 145» وهنا تبدو الكتابة فعل تغيير وممارسة وأكثر جرأة في البوح والتعبير هما يتركه هذا الواقع من تجريحات وربما من اعوجاجات في بنية الروح الإنسانية، وهذا يعني أن «موسى رحوم عباس» من الكتاب الذين أرسو «دعائم مشروع تحديثي في الكتابة بكل أبعاده ومستوياته»..
تدور أحداث الرواية في منزل يوسف التاجي ، حيث تتكشف معظم الأحداث ، وهي تحكي قصة امرأة تبحث عن طريقها في وسط هذا العالم المضطرب. وباستخدامها الأداة الأدبية “القرين” ، تروي رواية متاهة مريم قصة تلامس في أحد مستوياتها العواطف الإنسانية. وفي الوقت ذاته ، فإن المتاهة الداخلية من الأحلام والذكريات التي تجد مريم الشابة نفسها فيها ، تجد صدى أكبر في قضايا الحياة المصرية الحديثة. ويجد الموضوع الذي تتناوله منصورة عز الدين في روايتها صدى في قصصها القصيرة السابقة ، وهي تنسج حكاية مجازية حزينة لا ينكشف معناها الحقيقي أمام القارئ إلا في نهاية الرواية. وبدقّتها وسلاستها اللغوية ورؤيتها الشخصية المتميّزة ، تعتبر متاهة مريم إسهاماً فريداً في الرواية المصرية المعاصرة
Telegram: https://t.me/abo_abdu
or
https://drive.google.com/file/d/1KbjloDm6R49ElpzK9-7bNqt-nTr2Je3Y/view?usp=sharing
في هذا الكتاب يكشف "روبير مارون حاتم" المعروف أكثر باسم "كوبرا" ظلَ "إيلي حبيقة" اللبناني الماروني، أوراق سرية تتضمن كما يقول: "... حقائق الحرب في لبنان، التي سميَت في بعض الأحيان حرب أهلية وأحيان أخرى حرب الآخرين على الأرض اللبنانية، الذي يعني الحرب المداورة من قبل غرباء بأيدي عناصر لبنانية دخيلة. مهما كانت تسميتها، فهي حرب قذرة نتيجتها هزيمة نكراء للمسحيين. إن الإبادة الحاصلة للبنانتبرهن بأنه من الآن وصاعداً لا مكان للحياد في المرحلة الراهنة.
يجب إعادة الأمور إلى نصابها على يد شرفاء محترفين، نحن بحاجة لشرفاء وأقوياء لا يضلَلون بوعودوأوهام كاذبة..."الجدير بالذكر: أن هذا العمل "... هو الطبعة المنقحة (المراجعة والكاملة) لروايتين مطبوعتين عام 1999 واحدة بالعربية لدى المؤلف، المطبوعة في إسبانيا "طريق الخيانة، من إسرائيل إلى دمشق والثانية بالإنكليزية المنشورة من قبل Pride International Publication دار برايد العالمية للمطبوعات (الولايات المتحدة) من إسرائيل إلى دمشق، مسيرة الدم والخيانة والخيبة".
Telegram: https://t.me/abo_abdu
or
https://drive.google.com/file/d/12fCOqAW0VC1b3NZ1CuoJKo3odyFVYPrN/view?usp=sharing
Telegram: https://t.me/abo_abdu
or
https://drive.google.com/file/d/17JdL0x5jmRIOXs7XyTkBWoOcU7R5sH7R/view?usp=sharing
or
http://www.mediafire.com/file/qf3gep2dp6w9fe9/Abuabdo-243.pdf
يسعى الروائي تيسير خلف، في عمله "موفيولا"، إلى استعادة حقبة مجهولة من تاريخ فلسطين والعالم العربي، هي حقبة ما بين الحربين العالميتين، من خلال شخصيات تاريخية معروفة لعل أهمها الحاج أمين الحسيني (المفتي).
ويستخدم الكاتب سيرة حياة مخرجين سينمائيين فلسطينيين، هما إبراهيم حسن سرحان، ومحمد صالح الكيالي، كي يبني عالمه الروائي معتمداً على تقنية "الموفيولا"، الآلة القديمة لمونتاج الأفلام.
ومن خلال هذه التقنية نجح خلف في بناء معمار روائي يعتمد منطق الشريط السينمائي، في محاولة منه للاستفادة من موضوعه في خدمة بنية الرواية.
وتبدأ الرواية من مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، حيث يقيم المخرج إبراهيم سرحان منذ خروجه من مدينته يافا، ويعيش في المخيم مجهولا منسيا يعمل في السمكرة، والحقيقة أن هذا المصير كان يلاحقه طوال حياته، لكنه يتحقق في نهاية المطاف، أما مشهد النهاية فهو جنازة إبراهيم سرحان في المخيم عام 1987، وقت حرب المخيمات.
وبين هذين الحصارين يفرد الروائي شخصياته بدءا من السينمائيين الفلسطينيين الرائدين إبراهيم وبدر لاما، ومروراً بمفتي فلسطين ورحلته إلى العراق، ثم إلى أوروبا، ليصل إلى قصر الدوتشي موسوليني ثم الفوهرر هتلر، وصولا إلى هروبه من معتقله الفرنسي بعد هزيمة الألمان في الحرب، ووصوله إلى القاهرة، حيث يتسلم مكتب فلسطين في الجامعة العربية التي سرعان ما يغادرها إلى زاوية قصية من الصمت وانتظار الموت.
أما المخرج محمد صالح الكيالي فيلتقي بالمفتي في إيطاليا وألمانيا، ويعمل لفترة من الوقت ثم يعتقل عند عودته، ويحاول أن ينجز أول فيلم وثائقي عن قضية فلسطين، فينجح بشكل جزئي، قبل أن يتعلق بالحلم الناصري، ويموت ميتة مأساوية في ليبيا في اللحظة نفسها التي تطأ فيها أقدام الرئيس المصري أنور السادات مطار بن غوريون عام 1977.
وفيما يجتر المخرج إبراهيم سرحان ذكرياته في مخيم شاتيلا البيروتي بعد رحلة سينمائية مليئة بالخيبات والأحلام المجهضة، يتعرف على مخرج ثوري "أرعن" يحاول أن يتطفل على خصوصياته، بعد أن يعرض على أهالي المخيم "فيلما ثوريا" لا يعني لهم شيئاً.
وثمة قصص كثيرة بين جنبات هذه الرواية التي اعتمدت تقنية التسجيل والتوثيق، فهناك الضابط الفلسطيني ذو الكفل عبد اللطيف، الذي هبط ورفيقه حسن سلامة مع مجموعة من الضباط الألمان بالمظلات في فلسطين عام 1944 لكي ينطلقوا في تأسيس مقاومة شعبية ضد الإنجليز والصهاينة، وقصص تحمل في طياتها ثنائيات الخيبة والأمل، ويجمعها الفقد والخسارة ومفتي فلسطين الذي يبدو كأنه محور الرواية، والخيط الذي يربط جميع الشخصيات.. بما في ذلك المخرج إبراهيم لاما.
ما يدهش في هذا العمل الروائي كمية الوثائق التي يحشدها الكاتب في روايته، بالإضافة إلى الأفلام التي تبدو حاضرة في كل ثنايا العمل، إذ أشار فعليا إلى هذه المراجع التي بنى عليها عمله، وهي مذكرات الحاج أمين الحسيني، وذو الكفل عبد اللطيف، والأرشيف الشخصي للمخرج محمد صالح الكيالي، وأرشيف المركز القومي للسينما في مصر، ومعهد "لوتشييه" السينمائي الإيطالي، وغير ذلك من أوراق ووثائق شكلت فسيفساء جميلة، أكسيرها "موفيولا الحياة" في مواجهة ظلامية النكبات وقساوتها.
نضال العيسى - .skynewsarabia.com
يبذل المارُّ في الأحياء الصغيرة الداخلية لحي السبع طوالع والتي أطلق عليها العديد من الأسماء، جهـداً كبيراً كي لا تغوص قدماه في الماء الآسن المترشح من نهر بردى، الذي يخترق الحي والذي قامت على طرفيه البيوت القديمة، المتينة منها والمتداعية في خط طويل متعرج وفق سير النهر.
كانت أبواب بيوت إحدى الضفتين تبعد عن المياه عدداً من الأمتار، وترتفع قليلاً عنها، بينما تشرف بيوت الضفة الثانية على النهر مباشرة دون أن يفصلها عنها سوى ممر ضيق للمشاة، وأبوابها تقع في أزقة خلفية تنتهي بالأحياء الأخرى التي تمتد على طول النهر، وتنتهي مع النهر عند (باب توما) حسب ما ورد في صحيفة الثورة،
الذي ينطلق لوحده من إسار تلك الأحياء، ليفيض في غوطة دمشق، وكان يصل بين الضفتين عدد من الجسور الخشبية المتداعية، لا يتجاوز عرض الواحد منها متراً واحداً.
https://drive.google.com/file/d/1FIhftQxFTw8nDX81GLpTJZFmCr2bCOri/view?usp=sharing