Sunday, March 30, 2014

بيتي فريدان بالعربية: متى تستعيد المرأة ذاتها المصادَرَة؟



«اللغز الأنثوي» الذي صدر عام 1963 لم يفقد راهنيته في هذه البقعة. عمل المناضلة النسوية الأميركية انتقل أخيراً إلى المكتبة العربية (دار الرحبة ـــ دمشق، ترجمة عبدالله بديع فاضل) كأنّه يحاكي المرأة العربية وهمومها. ما صار منسياً في الغرب، نعيشه هنا بامتياز تحت وقع الإعلانات التلفزيونية التي تمجّد «ربة المنزل»
بعد مرور نحو خمسة عقود على صدور «اللغز الأنثوي» (The Feminine Mystiqueـــ 1963) للمناضلة النسوية الأميركية بيتي فريدان (1921 ـــ 2006)، لم يفقد راهنيته عربياً. الكتاب الذي صدر أخيراً في نسخته العربية (دار الرحبة ـــ دمشق، ترجمة عبدالله بديع فاضل) يلقي بظلاله على هموم المرأة العربية اليوم، فما صار منسياً في الغرب، نعيشه الآن هنا بامتياز، تحت وقع الإعلانات التلفزيونية التي تمجّد «ربة المنزل» وحدها. كانت المرأة الأميركية ـــ وفق بيتي فريدان ـــ تحسّ بأنها شخصية منحرفة وعصابية، لمجرد أنها لم تشعر بالنشوة، وهي تلمّع أرضية المطبخ. كان مجرد التفكير بأنّ الحياة يجب أن تنطوي على ما هو أكثر من تحضير فطائر الزبدة، والغسيل ناصع البياض، ترفاً فائضاً عن الحاجة، فما بالك بالذهاب إلى العمل خارج المنزل؟ ذلك أنّ ارتكاب هذه «الخطيئة»، ذنب لا يغتفر، ففيه «خيانة للأنوثة وتقويض للذكورة».
حقوق المرأة المهدورة ونضالها من أجل استردادها، هما المحوران الأساسيان اللذان يتبناهما هذا الكتاب، على ضوء استبيان استهلك جهد خمس سنوات من العمل، أجرته الكاتبة على زميلاتها في الدراسة بهدف معرفة مصيرهن بعد الدراسة. وإذا بها تقع على مآسٍ غير مرئية، كانت تعيشها المرأة الأميركية، على هيئة عقد نفسية، وذوات تائهة، وغضب مكتوم أو «مشكلة لا اسم لها». الحيرة بين أن تكون المرأة ربة منزل تجيد طبخ الحلزون بخبرة الطهاة، وتعتني بأنوثتها، وكيف تجعل الزواج أكثر إثارة من جهة، وكيف تشفق على النساء التعيسات اللواتي أردن أن يكنّ شاعرات أو فيزيائيات، أو مستقلات، من جهة ثانية.
أصبح المطبخ جنّة المرأة، بدلاً من متاعب الحياة المهنية. أما المشكلة التي لا اسم لها، فستتكشف تدريجاً عبر مشاعر الخواء والنقص والتلاشي، خصوصاً بالنسبة إلى نساء الضواحي البعيدات عن صخب المدن. وإذا بربة المنزل السعيدة، كما كانت تروّج لها المجلات والإعلانات التلفزيونية، تغرق في الاكتئاب، طالما أنّ الحل المقترح كان يتمثّل في الزواج المبكر، وهجر العمل خارج المنزل، نحو عالم يتكوّن من «غرفة نوم ومطبخ وجنس وأطفال». السؤال الذي ظلّ غائباً عن تفكير المرأة الأميركية حينذاك، هو سؤال الهوية، فهل هي المرأة التي تصدّرها الإعلانات، أم هي شخصية أخرى غير مكتشفة، شخصية لا تشبه أمها التي تنتمي إلى جيل مربيات المنازل، أو للجيل الذي كان يهتم بالجيولوجيا والشعر؟ وكيف تحقق هويتها الإنسانية، بصرف النظر عن التمييز الجنسي؟
 مع ظهور الحركات النسوية المبكرة، حطّمت المرأة جداراً صلباً من القيم التاريخية. لكن العبور إلى المستقبل، لم يجرِ من دون معوقات أو سخرية من هؤلاء الناشطات النسويات. فقد «كنّ ضحايا عُصابيات للحسد القضيبي». في كل الأحوال، التقطت الحركة النسوية البوصلة لرسم هويتها الجديدة، انطلاقاً من سؤال بسيط «من أنا؟ ما الذي أريده؟». هكذا تستعيد المؤلفة نظرية فرويد في التحليل النفسي، معتبرة إياها، خليطاً فيكتورياً من الفروسية والتعطّف، وجنسانية عرجاء لا أكثر، ولن تكون النظرة إلى المرأة أفضل، لدى علماء نفس آخرين، فصورة حائكة الصوف في «قصة مدينتين» لتشارلز ديكنز، ما زالت ماثلة بقوة، ليس في أذهان الرجال فحسب، بل في أذهان معظم النساء أيضاً. ليس مستغرباً أن تتحوّل إحداهن من دراسة علم الجراثيم في الجامعة، إلى دراسة الاقتصاد المنزلي. في النهاية، تقول إحداهن: «سأعود إلى البيت، وأعمل في مجمع تجاري إلى أن أتزوج». تراكم هذه الأفكار كان حصيلة زيف تربوي أفرزته المناهج الدراسية في الجامعات، يحضّ ــ في المقام الأول ـــ على استعادة المرأة أنوثتها، بناء على مقولة راسخة هي «إن المرأة المثقفة مسترجلة». جاء ذلك في موازاة تسليع الحياة اليومية إلى طاقتها القصوى تحت شعار «سنجعل التدبير المنزلي إبداعياً»، ما أطاح بهوية المرأة المهنية، وأبعدها عن استخدام عقلها في محاكمة ما يدور حولها من مكائد ذكورية يقودها مجتمع السوق. وإذا بالبيت هو غاية الحياة ومبتغاها، أو «معسكر الاعتقال المريح». تتساءل بيتي فريدان بعد تجوال طويل: «هل كانت المشكلة التي لا اسم لها، مشكلة جنسية في نهاية المطاف؟»، ذلك أنّ معظم النساء اللواتي شاركن في الاستبيان، كنّ يقمن بتلميحات غامضة أو إشارات واضحة تتعلّق بمغامراتهن الجنسية في مواجهة رتابة الحياة الزوجية، بتأثير الخيال الجنسي الذي تصدّره الروايات الشعبية والمجلات والبرامج التلفزيونية.
النهضة النسوية التي شهدتها أميركا مطلع القرن العشرين، تعرّضت لاحقاً لأكثر من انتكاسة، بسبب الحروب وتبدّل القيم وتغييب الهدف وتشويه صورة المرأة عمداً. وهذا ما وضع المرأة في قفص اليأس، كمحصلة لمصادرة الذات الأنثوية غريزياً وحياتياً.
لمواجهة هذا العطب، تنصح بيتي فريدان بتحطيم أسوار معسكرات الاعتقال المريحة وتخطي البيولوجيا وجدران البيت الضيقة للمساهمة في تشكيل المستقبل، وتقترح هنا استعادة «الذات المصادرة» داعيةً إلى تحقيق «الشجاعة في أن تكون فرداً» والانخراط في تفكير جديد ينسف المسلّمات التي جعلت المرأة تتكيّف مع قيودها تحت صفة «المهنة: ربة منزل».
يتحقّق ذلك بالكفاح من أجل الحق في هوية إنسانية كاملة تلغي معنى اللغز الأنثوي الذي أسهم في دفن ملايين النساء على قيد الحياة، كي تخرج المرأة من الفخ وخدعة تحقيق الذات بالزواج والأمومة. وتلفت بإلحاح إلى طبيعة التعليم التي حاولت أسر المرأة بمقررات تتعلق بصناعة السجاد وفن الطبخ والخياطة، وبات من النادر أن تهتم بالدراسات الفكرية العميقة.
وفي المقابل، لا تنكر أول رئيسة لــ«المنظمة الوطنية للنساء» وجود ناشطات كارهات للرجال علناً، في برامج لا تتجاوز الثورة الجنسية فحسب، وهي تروي سيرتها الذاتية وكيف اختطت طريقها وسط الأشواك كي تقول من دون تلعثم بأنّها كاتبة، وليست مجرد ربة منزل، وكي تجد هويتها الكاملة بعد عناء طويل.
لعل أهمية هذا الكتاب «عربياً» تتجلى في قدرته على الإضاءة على ما تعيشه المرأة في ظل التمييز الجنسي، بصرف النظر عن الجغرافيا. وهذا ما تحتاجه المرأة العربية اليوم، في ظل الفتاوى والقوانين التي تسعى ـــ من دون هوادة ـــ إلى إعادتها إلى الجاهلية الأولى، ووأدها في المهد.
الأخبار-الناطق غير الرسمي ل حالش

Saturday, March 29, 2014

سمير نقاش - عورة الملائكة



منشورات الجمل, كولون  1991  |  سحب وتعديل جمال حتمل | 329 صفحة | PDF | 5.73 MB

http://www.4shared.com/office/luYnO5xuba/__-__.html
or
http://www.mediafire.com/view/i3cfoc1qioqwcos/سمير_نقاش_-_عورة_الملائكة.pdf

سمير نقاش روائي وكاتب قصة قصيرة، وكاتب مسرحي عراقي، من مواليد بغداد عام 1938، هاجر إلى إسرائيل توفي عام 2004
ولد سمير نقاش في بغداد عام 1938، وهو أول واحد من ستة أطفال ولدوا لعائلة يهودية عراقية ثرية. التحق بالمدرسة في سن 4 أعوام، وبدأ الكتابة في سن 6 أعوام.
في عام 1951 وعندما كان عمره 13 سنة، هاجر هو وعائلته إلى إسرائيل، توفي والده عام 1953 اثر نزيف في الدماغ خلال وجود عائلته في "المعبراه"، ( وهو الاسم الذي كان يطلق على معسكرات اللجوء التي كان يوضع فيها اليهود الشرقيون القادمون إلى إسرائيل)، وهذا كان له تأثير قوي عليه، مما جعله يعقد العزم على مغادرة إسرائيل.
انتقل من 1958 إلى 1962 بين تركيا، إيران، لبنان، مصر، الهند، و المملكة المتحدة. و واجه فيها صعوبات جمة مما إضطره العودة إلى إسرائيل، حيث تولى وظائف مختلفة
ألتحق عام 1970 بالجامعة العبرية في القدس، وحصل على درجة البكالوريوس في الأدب العربي. وكان معروفًا في العالم العربي وبين الجالية العراقية في إسرائيل، ولكن تمت ترجمة واحد فقط من أعماله إلى العبرية.
فاز النقاش بجائزة من رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي للأدب العربي.
وفي عام 1990 أنتقل إلى مدينة لندن ليستقر فيها.
اللحظات المصيرية وتأثيرها على رواياته
تحت ضغط "قانون إسقاط الجنسية" الذي أصدرته حكومة توفيق السويدي في العام 1950 وسمحت بموجبه "لليهود الراغبين في ترك العراق" بالتخلي عن جنسياتهم العراقية في دائرة خاصة في مديرية الجنسية والسفر أنشئت لتنفيذ الطلبات التي يتقدم بها اليهود للتخلي عن الجنسية العراقية ومغادرة العراق إلى إسرائيل.
وكانت هذه اللحظة المصيرية موضوع واحدة مـن أفضـل روايات سمير نقاش هـي تلـك التي حمــلت عنــوان "نزولـة وخـيط الشيطان". "إني يهودي لكني لست بخائن... كيف أخون أرضاً ممتزجاً بثراها رفات آبائي وأجدادي؟!"، بهذه الكلمات التي تشكل جزءاً من مونولوغ داخلي ليعقوب بن عمام، الشخصية اليهودية العراقية في الرواية المذكورة، بدأ يعقوب بن عمام مونولوغه فجاءت كلماته صدى لمشاعر الكاتب الذي لم يستطع الاندماج في المجتمع الإسرائيلي فحاول الهرب من إسرائيل عبر الحدود اللبنانية، وهناك قبض عليه وسجن وأعيد إلى إسرائيل. وقد كانت هذه "المغامرة" موضوع رواية "الرجس".
عاش سمير نقاش حياةً مضطربة والتي كانت محور أعماله الروائية والقصصية والمسرحية العديدة. وفي عام 1991 أصدر رواية "عورة الملائكة" ، وكانت بغداد حاضرة من خلال ذاكرة بطل الرواية الذي كان تلميذاً متفوقاً في العراق. كان النقاش متزوجًا، وكان له ابنان وابنة واحدة.
وفاته
توفي سمير نقاش في 7 يوليو 2004 عن عمر يناهز 66 عاماً وفي داخله ألم بسبب تركه للعراق حيث كان يعتبر نفسه أنه مات عندما كان في الثلاثة عشرة من عمره، حيث كان يرى أن حياته الحقيقية تقتصر على تلك الأعوام التي قضاها في العراق وأن ما تلا ذلك هو مجرد ظلال لتلك الأعوام.


عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

 

غسان زقطان - استدراج الجبل



المؤسسة العربية للدراسات والنشر, بيروت  1999  |  سحب وتعديل جمال حتمل | 120 صفحة | PDF | 7.86kb
http://www.4shared.com/office/ODIHQ18uce/__-__.html
or
http://www.mediafire.com/view/pl9ordcon2duc61/غسان_زقطان_-_استدراج_الجبل.pdf

مجموعة الشاعر الفلسطيني غسان زقطان الأخيرة "استدراج الجبل"* هي استمرار وتتويج في الوقت ذاته لتجربة شعرية ذات نكهة خاصة في الشعر الفلسطيني. هذه التجربة قوامها الصدق والترجيع والدفء. وهي تبعاً لذلك تبحث عن الشعر خارج الخطابة والشعار والحماسة التطريبية وتجنح إلى فتح الأبواب بين الماضي والحاضر وبين الأماكن المفقودة والأماكن الموجودة عبر لغة البوح الأليف والتسارر الندي المشبع بغنائية الفطرة وإيقاعات التذكر والنسيان. لكن زقطان لم يصل إلى ما وصل إليه بشكل مباغت أو بضربة واحدة بل جاء ذلك نتيجة دربة وجهد بالغين وثمرة اشتغال يناهز العقدين على اللغة والصورة والمفهوم الشعري. ذلك أن بدايات الشاعر كانت كغيرها جزءاً من القول الشعري الشائع الذي كان يتوسل الموضوعات نفسها التي سادت في فترة السبعينات والتي كانت تتكئ في شكل أساسي على النضال والمقاومة وفقدان الأرض والبيت وعلى الشهادة والحنين ورثاء الماضي.
لكن غسان زقطان سرعان ما أدرك بحدسه وقوة موهبته أن هذه العناصر على أهميتها لا تستطيع وحدها أن تنقذ الشعر أو تصنعه بل انها تكاد تتحول إلى مشاع مشترك بين الشعراء وإلى عبء حقيقي على الكتابة بدل أن تكون جناح اللغة وفضاءها الواسع. لم يكن على الشاعر أن يغيّر موضوعاته ومرتكزاته الوجدانيـة بالطبع وهـو الــذي يعيش آلام الغربة والحنين والمنفى ويحمل على كاهله ليس مسرح طفولته المقتول فحسب بل صرخات الأسلاف وماضي الجماعة وقصاصات الأحلام المخنوقة في المهد. لم تكن المشكلة إذاً في الموضوع أو الأفكار ولا في طبيعة المعاناة التي لا يستطيع الشعراء تبديلها كالثياب او اقتراضها من الخارج او افتعالها في شكل قسري بل كانت تتمثل في التعاطي مع تلك الموضوعات وهذه المعاناة بوصفها شعاراً للتحريض ومنبراً للخطابة واجتراراً لما تم قوله من قبل. لهذا السبب راح زقطـان وبخاصـة في مجموعته "بطولة الأشياء" ينزع عن القصيدة قشورها الخارجية ولواحقها الزائدة وعناصرها الطربية التزيينية وصولاً إلى المعنى والنواة والجوهر. لم يكن عليه بالطبع أن يغادر موضوعاته أو أن يخجل منها ولا أن يغادر الغنائيـة التي وسمـت قصائده منذ البداية بل إن ما فعله هو الإقتراب من الشعري عبر جزئيات الحياة المنثورة في التفاصيل، حيث البطولة هذه المرة ليست للمعجز والخارق ونصف الإلهي بل هي لليومي والبسيط والمألوف الذي يصنعه البشر العاديون.
مجموعة "استدراج الجبل" هي في الكثير من زواياها استمرار لشاعرية زقطان التي تجمع بين الذكاء والفطرة، بين الرغبة في الإحتفاظ بتلقائية الأشياء وانبجاسها العفوي وبين النمنمة والتطريز الغنائيين. والمجموعة تنجح في ذلك الجمع إلى حد بعيد. وإذا كان المكتوب، كما يقال في التعبير الشائع، يُقرأ من عنوانه فإن عنوان المجموعة اللافت يعكس في حد ذاته مقدرة الشاعر على المخاتلة اللغوية وعلى التغرير بالموجودات والظواهر. فإسناد الإستدراج إلى الجبل هو أمر شديد الغرابة والإدهاش من جهة كما أنه من جهة اخرى يختزل حاجة الفلسطيني إلى التغرير بالحاضر المأسوي من أجل إنعاش ذاكرته وردّه بالتالي إلى جذوره الأم وتاريخه الأول. ثمة لعبة إستعارية هنا تنجح في الإستفزاز والإثارة بمقدار ما تنجح في المزاوجة بين الطرافة والمرارة، بين الطفولة التي تنصب الأفخاخ للجبال كما للعصافير وبين الكهولة التي تنوء بجبل أثقالها الكسيح. لا تعود الأماكن عند زقطان قميصاً نتزين به أو شعاراً نرفعه في وجه المرحلة بل هي قدر مصيري ومغالبة مضنية مع النسيان وانبثاق دائم للوجوه التي نخالها قد تلاشت: "كلما قلت أمضي / تنادي عليّ الوجوه التي كدت أنسى / وتأتي البيوت التي كنت فيها / وأحنيت رأسي على طوبها / أو ممراتها / ونوديت من مائها / حيث تحبو إلى أبد الآبدين الغرف".
يحفل شعر غسان زقطان بمجمله بما نستطيع تسميته: لعنة السلالة. ثمة اتصال رحمي بمياه الماضي التي تعوم فوقها طفولة الشاعر كالقشة الهالكة، واتصال مماثل بأرواح الأهل والأجـداد الذيـن تنعقد أرواحهم بعضها حول بعض كسلسلة ثابتة. دائماً هنالك الأب والأم والأخوة والأعمام والأخوال والأصدقاء القدامى والعجائز الطاعنون في السن والموتى الذين يخرجون من باب الواقع ليرجعوا من شباك اللغة وكواها المحفوفة بالشجن. هؤلاء الذين كان الشاعر في مجموعاته السابقة يسميهم بالإسم يتحولون في المجموعة الجديدة إلى موتى وأطياف وأصوات مبهمة. لكنهم أحياء في الوقت نفسه إلى الحد الذي يجعلهم يطلّون برؤوسهم عبر الكثير من القصائد والمقطوعات. كأنهـم ليسوا ماضي الشاعر فحسب بل هم جزء لا يتجزأ من حاضره ويومياته ورؤاه. هكذا نلمح ظلالهم وأطياف عودتهم في غير قصيدة من المجموعة، مثل: "الرسائل لم تنفتح بعد / والميتون يعودون من فرجة الباب / كي يسرقوا المزهرية / والشرشـف البرتقالـي / والأغطية". أو قـول الشاعـر في مكان آخر: "والنوم ظل الموت / أول أرضه البيضاء / والموتى معي / يتنزهون أمام بيتي / عزّلاً ومسالمين". وقوله في مكان ثالث: "ليدخل الموتى عراة في المنام / شيء سيشبه أن نعيد إلى التأمل / غرفة الماضي وروح المزهرية".
العلاقة مع الموت في هذه النماذج وغيرها ليست علاقة مع المنقضي والزائل ولا مع الكابوسي والمخيف بل هي علاقة مع المستتر الأليف ومع الجذر الذي يواصل حضوره في الفروع. فالموت هو غرفة الماضي التي تتجمع في مزهريتها روح الأسلاف. والموتى يعودون أحياناً ليسرقوا المزهرية لا نكاية بالأحفاد أو كرهاً لهم بل لكي لا تقع في براثن الأعداء ولكي لا يتم تهريبها هي الأخرى كما حدث لكل الأشياء المماثلة. هكذا يتحصن غسان زقطان بموتاه كما بأحيائه وسائر أشيائه وكائناته من أجل حماية دفاعاته الأخيرة ومن أجل أن لا تسقط حصون روحه تحت سنابك النسيان.
وما قصيدته "ترنيمة الإبنة" سوى تعويذة لغوية في وجه الإضمحلال وانقطاع السلالة. فالإبنة في القصيدة هي الثمرة الضرورية لشجرة الماضي وهي الصوت الذي ينبغي أن يجدد حبال الحنجرة المهترئة وهي الذاكرة التي ينبغي أن تعصم الشاعر من النسيان، بما يذكر من بعض وجوهه بترانيم الشاعرة التشيلية غبرييلا ميسترال لابنتها التي لم تولد.
والحقيقة ان قصائد المجموعة برمّتها شبيهة بالترانيـم التي تهدهد الأسرة المكسورة للطفولـة. فهي في قصرها وبعدها عن الحشو والإضافات والإطالة الفضفاضة تتحول إلى نوع من الصرخات المكتومة التي تتموج في هواء الماضي أو إلى تشييع من على قمة الأربعين، حيث يقف الشاعر، لذلك العالم الذي يحتله الأموات وتسبح فيه كائنات الفتنة المنقضية. إنها قصائد موشاة، مدروسة الإيقاعات والقوافي ومنتقاة المفردات والتعابير من دون أن تفارق شحنتها العاطفية المغمسة بالوجد والمرارة العارمين. إضافة إلى الصور المضخّمة بالروائح والأصوات والمرئيات وتبادل الحواس حيث "للذهاب رائحة" وحيث "الصوت يلمس الأشياء" وحيث "الدروب لها صوتها" و"الخيول التي تعبّر الأفق منقوشة في الهلال". والمجموعة برمّتها استعادة باللغة والصورة لعالم تكاد خسارته تكتمل لولا مخيلات الشعراء.
شوقي بزيع-الحياة

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com


حماة - مأساة العصر




http://www.4shared.com/office/AvsBOrBuce/_-__.html
or
http://www.mediafire.com/view/lupfl9cp6u6jup7/حماة_-_مأساة_العصر.pdf


عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

Friday, March 28, 2014

إن كنت سورياً هذه الأيام - فادي عزام



إن كنتَ سورياً هذه الأيام…
فأنتَ تحملُ الغطاء والكشفَ، اليقظة والمنام، الحلمَ والكابوس في زفرةٍ واحدة. تتجلّدُ بالهجير، وتذوب من برودةِ العالم.
إن كنتَ سورياً هذه الأيام.
ستكون رمزاً للخيمة والخيبة والخوف والخيانة والخرير…
خرير الجرحِ حين يتدفَّقُ من جسدِك العاصي وعينيكَ الفرات.
إن كنتَ سورياً هذه الأيام.
عليك أن تعود لتجلس في مدارس اللياقة، فالكلُّ يريد إعادةَ تأهيلِك، نُصحَك وإرشادَك، قولَك وقتلَك. معرفةَ صنفِك وتصنيفك، رصَّك وتشتيتِك، شدَّك والتشديدَ عليك
يلقنونَك الدروسَ كيف يصنعُ الله الجنان والأشياء من حكمةِ الأشلاء؟
كيف تطلبُ الضحيةُ الصفحَ من الجلاد؟
كيف يُحرقُ بالبلد باسم الولد؟
كيف تُباس اليدُ التي تقتل، والطلقةُ التي تصرع، والقذيفةُ التي تفتك
كيف تُتَّهمُ الأزهارُ بجريرة الخيانة
وكيف تجلدك عصى الفصاحةِ الثمانين وتزيدُ كي تنطقَ الشهادتين وتموتَ مرّتين ولا تُبعثَ أبداً.
إن كنتَ سورياً هذه الأيام.
سيأتي إليكَ المشفقون ليحظوا بصورة للذاكرة المعطوبة معك، ويحتمي منك أخوتُكَ في الخليج بالمزيدِ من النشيج. ويُشرق دمعُ الغريبِ على طفلكَ الذبيح ويرسلُك بقوارب عاريةٍ إلى مياهٍ يشتهيكَ قاعُها ويمجدُكَ الغرقُ، ويتقيأ العالم عليكَ بالمزيدِ من الخيام كي تنام… فقط تنام.
وحدَها السماء تمنحك فيزا مجانية كل لحظة، من دون حتى النظر إلى أوراقك الثبوتية
يكفي أن تهمّ بالحديث حتى تعُّرف بأنك سوريٌ من هناك، من الجحيم نفسِهِ وخصالِهِ الحميدة.
إن كنت سوريا هذه الأيام ويسألُك أحدُهم من أيِّ البلادِ أنت؟ فقل:
إنني من هناكَ… حظي العاثرُ والخارقُ معا جعلني أتلبَّسُ البلادَ حينَ لا مكان
أتشبث بالمكان حين تغدرني البلاد.
إنني من حيثُ سوريا نهايةٌ تليقُ بالتاريخ، وبدايةٌ تستحقُّ أن تُعاش.
من وفرة الألم، من الدّم حين ينجو من الدّبق، من العنجهيّة التي لا تُعرف حتى الآن أسبابُها.
من هناك حيث ستجدُ المرايا والضحايا والسّبايا والهدايا تحت جسر ‘السيد’ الرئيس.
من بلدٍ يتجدّدُ به الخروجُ إلى التيه وعبورُ موسى وصلبُ المسيحِ وأوجاع محمد ومحنةُ الحلاج، وقتلُ السهروردي، ونطعُ يوحنا، وحبَلُ مريم، وانتقامُ يوشعَ بن نون وأسرُ زنوبيا وكشفُ ثديي زينب وتدحرُجُ رأسِ الحسين في دراما معاصرة لم تعد تحتاجُ التاريخ.
أن تكون سورياً هذه الأيام.
عليكَ أن تعلنَ شهادةَ وفاةِ العالم، ويعلنَ العالمُ شهادةَ شُبهتِك.
فاجهر بها لتدانَ إدانةً كاملة
أنتَ المصيبةُ التي لم يَعرفْ لها الكونُ شبيهاً
أنت الضيقُ وإن اتسعْتَ
أنت المدانُ والدائنُ، أنت الدنُّ والدَّيدَن، أنت الدينُ والدنيا، أنت الدائرُ والمُندار..
وأنت اللا أحد…
أنتَ الفضيحةُ النافرةُ في وجه هذا العصر.
أن تكون سورياً هذه الأيام. ثمّةَ فخرٌ غريب يعتريكَ، لن يُدركَه الجاني والمجنيّ والمتفرج والمهرّج وكلّ من لم يتلوث بسوريا.
أن تكون سوريّا هذه الأيام
فالأشياء والمواقف والاتجاهات في مداها الأقصى
فإذا أحببت تُقتل، وإذا كرهت لا تَقبل بأقل من الأشلاء
إن سكتّ تُقتل وإن تكلمتَ تَقتل
تضع الضمة أو الفتحةَ على التاء وتتسلى بتبدل مواضعها بين التائين وتتوه.
وإذا أدمنْت سوريا لن يُشفيك الهروبُ منها، ولا البقاءُ فيها. إنّها ملحمةُ المكان ولُحمة الأنين مع الندمِ ولذّةِ الاستراق لحفيفِ الحقائق العارية أوالانصعاقِ بكهربائِها السّاكنة.
إنّها الروايةُ التي لم يتجرأ على كتابتها ‘دي ساد’
ولا على كثافتها فحلُ الشِّعر العنيف
إنها النصُّ الموشومُ على قفا اللّوحِ المحفوظ، لا تُقرأُ إلا عقباً على رأس.
أن تكون سوريا يعني أن تصارع ممالك النحو على المضاف إليه
سوريا الأسد أو سوريا الله. لا أحد يقبلها سوريا حاف.
تحتاج أن تكسر الصافي من كحولها
لتحفظ مذاقَ السُكر الخفيف في مقام الخمر الشفيف
لتسترق المعنى من خزانة النثر
لتمارس جحودَ الوزنِ في حضرة القافية
تتهجاها سوريا وتدخلها سور .. وتنادي لمن لا حياة فيه … يا …يا…يا.
يا سور، يا سوري يا سوريا
فتجيبُكَ زخّاتُ الرصاص.
أن تكون سوريّا هذه الأيام، شئت أم أبيت فأنت أكثر البشر معرفة بحقيقةِ الموت وأكثرهم جهلاً بأسرارِ الحياة.
أن تكون سورياً هذه الأيام.
يعني أن تكونَ الشيء ونقيضَه
فكلما أصبحت شيئاً دمَّركَ ضدُّكَ الذي فيك.
أن تكون سوريا هذه الأيام يعني أن تكون فلسطينيا على مدى الدهر.
ومصريا حتى الفرعون الأخير وتونسيا تجر عربة البوعزيزي في درب ابن مريم وتشتعل كل يوم، ويمنيّا ينبض قلبك مرة لصنعاء وأخرى لعدن، وليبيّا تحفظ وصايا عمر المختار، ومكيّا تحمل روح أبا ذر الغفاري ومعك عصاهُ ولعنتُه، بأنه عاش وحيداً ومات وحيداً وسيبعث وحيداً.
أن تكون سوريّا
يعني أن تكون ذلك القفلُ الذي أضاعَ مفتاحَهُ وغادرَهُ الباب وفرَّ منهُ البيتُ وتعاقبُ لأنك موصود!
لن تنجو مهما حاولتَ لن تنجو
فكيفما هربت، كيفما أنكرت أو أفصحتَ، كيفما اعتقدت أنك نجوت فإنها تتسلَّلُ إليكَ، لتنقض عليك في غفلة منك
تعتقلك بتهمتك الأبهى’سوري’ مهما ابتعدت
تأتيك سوريا، تدهشك بوقوفها ضدَّ أيِّ شيءٍ ومع أي شيء
يدهشك كيفَ نظامُها متشبثٌ وثورتُها باقية
كيف حاميها حراميها وكيف محرِّرُها مُستعبَدٌ فيها؟
حبرٌ كثير مهروقٌ على أبوابها
بحرٌ جديدٌ يولدُ من مِلحِها المهدورِ، من طُهرِ جرحها الفجِّ، من حريرِ ريقِها الموَّارِ بالأبجديات
من حفيف مشمشها الغاوي وهمس طلعها العالي، من مباغتة فيوض النسرين حين تحل المجزرة بمشتقات الورود، من سقسقة القبلات السرية تحت شرفات بيوتها الشحيحة
من أسماء أنهارها الحسنى
من فصاحة نداءاتها السريّة والصريحة
من بحيراتها العشر، وتلال فتنتها الألف.
من خصيبها وكثيبها
من ترانيمها حين يعانق حداء الكنائس تكبير المساجد وينخرطان في نوبة نحيبٍ مجيد.
من وهجِ نارِها من دمارِها من آسِ أسرارها من عارها وفخارها، من أضرحة الأئمة ومقامات القديسين، من أولياء صبرها من سمرمر طيرها، من جرادها الأكول من نعيمها المغموس ب’القمرالدين’
من مرمر أرواح أطفالها، من طواف البهجة في سدرة منتهاها، من حمأةٍ لا تكادُ تجفُّ حتى تتبلَّل دماً لم يتوقفْ عن تزكيةِ الوجودِ بروحِ الخلودِ
من فضيحة الدهر، من تجلي القهر، من لوثة عشقٍ تتفشى على شكل قسوة بأهبّة اللَّحمِ الذي يفلُّ الساطور، ومطرٍ حامضٍ يتقطَّرُ بلونِ البرقوق.
يا جليلة المقام وأنت تفكفكين طلاسمَ الريحِ بضحكات نسائِكِ الطيبات.
وأنت تُبطلين عملَ غيمةٍ مفخَّخَةٍ بالعطرِ وتنثرينها على شكلِ شآميةٍ عابرةٍ على حواف الضوءِ أو حلبيةٍ قادمةٍ من آخر النهارِ أو حمصيةٍ زاخرةٍ بكل أنواعِ الجِناسِ تنحي أمام قدميها اللغات
أو ديريةٍ تحجل على جسور العبور إلى أعلى هاماتِ النخلاتِ المُغرمةِ بالندى.
أو كردية يفيض قلبها بأغاني كاوا الحداد.
أو حموية تسيّر النواعير على نبض أشواقها، أو حورانية تعدد أسماء الشهداء ببيت عتابا، وتخبز للعالم معجزة الصبر أو ساحلية خرجت للتو رقراقة من موج أرواد، أو بدوية نسيت وشوم وجهها دقة دقة، على كتف فارس من الرقة. أوجولانية تستغني بمن جاؤوا عمن راحوا وتركوا أحلامهم على مناشر الغسيل، أو جبلية محبوسة بين أنين العنب وفواح التفاح.

أنا من بلدِ المليون حكايةٍ والمقال ِالواحد،
أنا من بلد تتحول جراحه إلى ضحكات، وكناياته واستعاراته وبلاغته إلى شعرٍ رديء.
أنا من بلدِ القسوة الكاملة، والحبِّ المنتهي الصلاحية، والطيبةِ الزاخرة بكل أنواع الموت الزاجل.
أنا من سوريا يا أخوتي، إيّاكم أن تشفقوا عليها ففيها من الحياةِ ما يكفي لإعادةِ إعمار العالم، ومن المقابرِ ما يسعكم جميعا.
أنا من البلدِ المعشوقةِ حتى أواخرِ الندم، المهجورةِ لآخر أعقابِ الشجى
من يخاصرُها سيطلعُ على زنديهِ العشبُ!
من يراقصُها سيخاصمُهُ الثباتُ!
من يضمُّها فليتجنب الريحَ لأنه سيغدو خفيفا تطيّره الزفرات!
من يقبّلها ستدبُّ المحنةُ به، يحطِبُ غابةَ أيامِهِ ولا تكفُّ إبر أكوازُ الصنوبرِ عن تسيّج أحلامه. ومن يرافقُها عليه التخفُّفُ من الطريدةِ والضحيَّة
عليه التدرب على كلِّ مشتقاتِ الموتِ وكلِّ اشتقاقاتِ الحياة وكلِّ انشقاقات ما ثبت
 فلا أحد يعرف معها هذه المهولةُ المتكبّرةُ الجسورةُ المعشوقةُ التي تسمَّى سوريا
بأيِّ لحظةٍ تكونُ البدايةُ أو كيف تحضرُ دفعةً واحدةً كلُّ النهايات.

يا بلدي يا سوريا
يا بلدي يا أنتِ’
أراكِ تُبطلينَ مفعول الذاكرة، وتعدّين لي وجبةً من ديناميت الغواية.
أراك تنسَيْنَ الغناء وتكتبين الكثير من نوطاتِ الشجر.
أراك تُمنعين نداءاتِ السحيقِ من الغابرِ وتشيحين الوجهَ عن العابرِ، وتجلخين الرائحة -التي غنمْتِها من بقايا الغزاة- على برداخ قلوب عشاقك وتحفظين لكارهيك سمومَهُم كاملة.’
أراك وطناً تأويه الشواردُ والشواهقُ من الطيور المنتوفةِ’الرّيشِ وآهاتٌ ساهماتٌ من النوعِ الرقراقِ تتطاير حولك، وعوالمُ متوحِّشة لم تستأنس بعدُ بكاميراتِ الأفلامِ الوثائقية، وبحارةٌ من سفينةِ المرارة، بملحِهم الشهي، غنّوا يوماً حماةَ الديار عليكم سلام، ويهزجون اليوم
جنّة جنّة جنّة…
أراك تركلين المشغولين بتخصيبِ الفكرة بقصائدِ الأنابيب
أرى بما يرى المستندُ بلحيتِهِ الكثَّةِ على عانتِكِ جموعاً تتدافش صوبَ الهاوية بين منحنى إبطك ومنزلَقِ قوسِ نهدِك، على حواشي فطنتِكِ الباذخة، بالقرب من مصبِّ مياهِكِ الوفير
ومنحنى النظرةِ الكسيرةِ التي تحفرُ بجسدِ الفكرةِ مجاري دمعِكِ الغزير…’
يا خصيبةُ يا مهيبةُ يا عجيبة يا بلدي.’
هزيني ودعيني استفيق فلقد نوّمني الدم
وأعيدينا إليك سوريين أقلّ وبشراً أكثر
سيرحل المجرمون جميعا،
سيرحل الضاحك والمضحوكُ عليه،
سيرحل مُفشي الألم، صانعُ العدم، مروِّجُ التُهم وموزِّعُ حصَّصِ الدم على البلاد.
وستقومين يا سوريا كأصبعٍ وسطى في وجه العالم
تقولين كلمةً لمن موّتك وأماتك وأكل البقلاوة على أُجاجِ دمِكِ:
أنا البلدُ الذي لا يموت… أنا البلدُ الذي يصعدُ شبابُه إلى سمائه راقصين
أنا البلدُ الذي لا يليقُ به الحدادُ
أنا فقط أفصّل بصبر الأمهات، كفنَ كلِّ جلاد.
"القدس العربي"

دوايت سوين - كتابة السيناريو للسينما



الهيئة المصرية العامة للكتاب, القاهرة  1988  |  سحب وتعديل جمال حتمل | 302 صفحة | PDF | 6.749 MB

http://www.4shared.com/office/YQEp2w_Nce/__-___.html
or
http://www.mediafire.com/view/l90aqzx5sgnir9a/دوايت_سوين_-_كتابة_السيناريو_للسينما.pdf

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

ج. دادلي أندرو - نظريات الفيلم الكبرى



 الهيئة المصرية العامة للكتاب, القاهرة  1987 |  سحب وتعديل جمال حتمل | 245 صفحة | PDF | 5.803 MB

http://www.4shared.com/office/9x6GXTJwba/___-___.html
or
http://www.mediafire.com/view/jbv7yix7za27yyy/ج._دادلي_أندرو_-_نظريات_الفيلم_الكبرى.pdf

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com
 

أحمد رائف - البوابة السوداء




الزهراء للإعلام العربي, عمان  1974 |  تعديل محسوبكم أبو عبدو | 699 صفحة | PDF | 27.8 MB

http://www.4shared.com/office/BB4xsDXoba/___-__.html
or
http://www.mediafire.com/view/2tp5gsf57vvdfyi/أحمد_رائف__-_البوابة_السوداء.pdf

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com
 

Thursday, March 27, 2014

جميل حتمل - حين لابلاد



دار الحوار, اللاذقية  1993 |  سحب وتعديل محسوبكم أبو عبدو | 98 صفحة | PDF | 1.346 MB

http://www.mediafire.com/view/gtrmm7va5bcxj9s/جميل_حتمل_-_حين_لا_بلاد.pdf
or
http://www.4shared.com/office/NJd0Iz7sce/__-___.html

جميل ألفريد حتمل قاص موهوب, وصحافي مبدع, وسليل أسرة فنية أدبية مشهورة في دمشق وحوران. ولد عام 1956 في دمشق, وتلقى دراسته الثانوية في ثانوية العناية الرسمية, وظهر ميله الى الآداب والفنون في سن مبكرة, فقد أحاطه والده الفنان التشكيلي ألفريد حتمل (1934-1993) بالرعاية والتوجيه والاهتمام حتى نشأ نشأة أدبية وفنية متميزة.
فجع بفقد والدته وهو طفل صغير, فأحس بمرارة اليتم, وعصر الحزن والألم قلبه الطري.. ولكي يعوّض عن المرارة والأسى,اتجه نحو المطالعة, وقراءة الكتب الادبية والتراثية, ووجد في مكتبة خاله حكمت هلال الغنية والمليئة بآلاف الكتب والمجلات, فرصة سانحة لكي يعب منها ويرتوي.‏
أما على صعيد الحياة العملية,فقد بدأ جميل حتمل كتابة القصة القصيرة في سن مبكرة, واعتبر منذ ذلك الوقت أحد أهم الأسماء في جيل السبعينات في سورية.‏
آثاره الادبية‏
أصدر جميل حتمل في حياته اربع مجموعات قصصية هي:
-الطفلة ذات القبعة البيضاء « أهداها الى والده الفنان» ألفريد حتمل «الذي يرسم حياة وسط هذا الرماد, ونجوى وردة في قلبه المتعب» ويوسف «فرساً من صلابة وعشق» وجبرائيل « صمتاً- يخبىء حرارة إنسانية لاحد لها»
-وانفعالات «اهداها الى المرأة التي رمته في بحرها ثم جفت»
-وحين لابلاد «أهداها الى» ألفريد حتمل «ايضا»
-وقصص المرض قصص الجنون «أهداها الى النساء اللواتي رتب رحيلهن ليفتقدهن»
-اما المجموعة الخامسة «سأقول لهم» فقد صدرت بعد وفاته, وقد قامت المؤسسة العربية للدراسات والنشر في عمان بإصدار المجموعات الخمس في مجلد واحد عام ,1998 وقدّم لها الروائي الكبير عبد الرحمن منيف (1933- 2004).‏
تدور أكثر قصص جميل حتمل, إن لم أقل كلها, في مجموعاته الخمس, حول مأساة مرضه, ومعاناته, وفشله في الحب والزواج, وتشرده, وانكساراته, ودخوله المشافي والسجون, وشوقه الى الوطن ومرابع الطفولة, وبيته القديم.. وقد عكس في هذه القصص واقعه المؤلم بصدق وصراحة وعفوية, ودون تمويه, يقول واصفاً هذا الواقع:‏
ويعترف في قصة» الطفلة ذات القبعة البيضاء من القش «بحاجته الشديدة الى حنان الام ورعايتها, وبأنه الرجل الطفل المنهك المكسور المبعثر كزجاج, المليء بالاحزان والطموحات فيقول:» أنا الرجل الطفل, الرجل المنهك, المكسور كزجاج, المبعثر كزجاج, أنا الرجل المليء بالاحزان والطموحات, الرجل الذي لايسمعه احد, أو الذي لايعرف كيف يوصل صوته.
«ويتحدث في قصة» انفعال « بصراحة اكثر حين يقول:» انا الذي يعيش الانهيارات كاملة, وحتى انهيار الحياة ذاتها.. إنني اعيش الحياة لأنني ضعيف فقط, بل لأني املك حساسية, ربما تكون زائدة عن حدها..«‏إن من يقرأ قصص جميل حتمل يلاحظ سمة الحزن البالغ

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com


جميل حتمل - الطفلة ذات القبعة البيضاء


المؤسسة العربية للدراسات والنشر, بيروت  1981 |  سحب وتعديل محسوبكم أبو عبدو | 80 صفحة | PDF | 1.49 MB

http://www.mediafire.com/view/uvh5cv0amsh57ob/جميل_حتمل_-_الطفلة_ذات_القبعة_البيضاء.pdf
or
http://www.4shared.com/office/3Bt6G9Csce/__-____.html

جميل ألفريد حتمل قاص موهوب, وصحافي مبدع, وسليل أسرة فنية أدبية مشهورة في دمشق وحوران. ولد عام 1956 في دمشق, وتلقى دراسته الثانوية في ثانوية العناية الرسمية, وظهر ميله الى الآداب والفنون في سن مبكرة, فقد أحاطه والده الفنان التشكيلي ألفريد حتمل (1934-1993) بالرعاية والتوجيه والاهتمام حتى نشأ نشأة أدبية وفنية متميزة.
فجع بفقد والدته وهو طفل صغير, فأحس بمرارة اليتم, وعصر الحزن والألم قلبه الطري.. ولكي يعوّض عن المرارة والأسى,اتجه نحو المطالعة, وقراءة الكتب الادبية والتراثية, ووجد في مكتبة خاله حكمت هلال الغنية والمليئة بآلاف الكتب والمجلات, فرصة سانحة لكي يعب منها ويرتوي.‏
أما على صعيد الحياة العملية,فقد بدأ جميل حتمل كتابة القصة القصيرة في سن مبكرة, واعتبر منذ ذلك الوقت أحد أهم الأسماء في جيل السبعينات في سورية.‏
آثاره الادبية‏
أصدر جميل حتمل في حياته اربع مجموعات قصصية هي:
-الطفلة ذات القبعة البيضاء « أهداها الى والده الفنان» ألفريد حتمل «الذي يرسم حياة وسط هذا الرماد, ونجوى وردة في قلبه المتعب» ويوسف «فرساً من صلابة وعشق» وجبرائيل « صمتاً- يخبىء حرارة إنسانية لاحد لها»
-وانفعالات «اهداها الى المرأة التي رمته في بحرها ثم جفت»
-وحين لابلاد «أهداها الى» ألفريد حتمل «ايضا»
-وقصص المرض قصص الجنون «أهداها الى النساء اللواتي رتب رحيلهن ليفتقدهن»
-اما المجموعة الخامسة «سأقول لهم» فقد صدرت بعد وفاته, وقد قامت المؤسسة العربية للدراسات والنشر في عمان بإصدار المجموعات الخمس في مجلد واحد عام ,1998 وقدّم لها الروائي الكبير عبد الرحمن منيف (1933- 2004).‏
تدور أكثر قصص جميل حتمل, إن لم أقل كلها, في مجموعاته الخمس, حول مأساة مرضه, ومعاناته, وفشله في الحب والزواج, وتشرده, وانكساراته, ودخوله المشافي والسجون, وشوقه الى الوطن ومرابع الطفولة, وبيته القديم.. وقد عكس في هذه القصص واقعه المؤلم بصدق وصراحة وعفوية, ودون تمويه, يقول واصفاً هذا الواقع:‏
ويعترف في قصة» الطفلة ذات القبعة البيضاء من القش «بحاجته الشديدة الى حنان الام ورعايتها, وبأنه الرجل الطفل المنهك المكسور المبعثر كزجاج, المليء بالاحزان والطموحات فيقول:» أنا الرجل الطفل, الرجل المنهك, المكسور كزجاج, المبعثر كزجاج, أنا الرجل المليء بالاحزان والطموحات, الرجل الذي لايسمعه احد, أو الذي لايعرف كيف يوصل صوته.«ويتحدث في قصة» انفعال « بصراحة اكثر حين يقول:» انا الذي يعيش الانهيارات كاملة, وحتى انهيار الحياة ذاتها.. إنني اعيش الحياة لأنني ضعيف فقط, بل لأني املك حساسية, ربما تكون زائدة عن حدها..«‏إن من يقرأ قصص جميل حتمل يلاحظ سمة الحزن البالغ


عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

أنطوان شلحت - أسطورة التكوين, الثقافة الإسرائيلية المزورة



رياض نجيب الريس للنشر, لندن 1991 |  سحب وتعديل جمال حتمل | 122 صفحة | PDF | 2.22 MB

http://www.4shared.com/office/tgPQdFjRce/__-_____.html
or
https://drive.google.com/file/d/0Bxu9nt7A-tWSMFRaU1FVTDRfQlE/view?usp=sharing
or
http://www.mediafire.com/view/euehdx84hea45de/أنطوان_شلحت_-_أسطورة_التكوين,_الثقافة_الإسرائيلية_المزورة.pdf


 تشكل هذه الدراسة "اسطورة التكوين " محاولة موضوعية رائدة لتوسيع دائرة الضؤ حول العنصرية في الثقافة الاسرائيلية التي تأسست على منابت الفكر الصهيوني القديم ، فالكتاب يسلط الأضواء على "أكاذيب الأدب الصهيوني " ، فيدعي أن الكاتب الاسرائيلي أمنون حيقر يقول الحقيقة عندما يعلن بوقاحة سافرة : "أننا اتينا الى هنا لأننا لم نلق أي شعب ، وبالتاكيد لم نلق شعبا أقام منذ مئات السنين "! ثم يصعد أكاذيبه عندما يقول "لم يقم العرب البتة في أرض اسرائيل ، ولم ينشئوا البتة حكما محليا ، لم يبنوا ثقافة او لغة او قومية مميزة " ! ثم يستطرد في أراجيفه " ...وفي تلك المناطق استثمر المستوطنون والشغيلة اليهود عملهم وجهدهم وحصافتهم وحولوها الى جنائن ومستوطنات مزدهرة "! ووصف المفكر الصيوني أحاد هعام أكاذيب الصهيونية قائلا : اعتدنا خارج البلاد تصديق ان العرب جميعا وحوش من الصحراء ، ولكنه خطأ فادح هذا الفهم فالعربي مثل بقية البشر ذو عقل حاد ومراوغ ! ...هكذا يعرض هذا الكاتب نماذج لغسل ادمغة الطلبة اليهود بواسطة العروض المسرحية ، حيث تتردد كثيرا عبارة "عربي منتن" او العربي الغريب دون ان يرى الآخرون أية غضاضة في ذلك ، اما استطلاعات الرأي العام الاسرائيلي فتؤكد وصف شخصية العربي بأنه " خاطف الأولاد والقاتل والمخرب والمجرم وراهي البقر وذو السحنة المخيفة وذو الندبة في الوجه والقذر والنتن الذي تنبعث منه رائحة كريهة" ، فيما اكد البعض ان العرب لهم" ذيول "! وفي قصة اخرى يعلن الكاتب باختصار ان العربي الصالح هو العربي الميت !
وتعمل الصحافة الاسرائيلية بوقا للمؤسسة الصهيونية ...هكذا تؤكد هذه الحقائق أن المجتمع الاسرائيلي هو كيان غير طبيعي ولا يعتمد على اسس متينة ، سواء من الناحية الاجتماعية او الحضارية او حتى الاقتصادية ، وأثناء حرب لبنان ومجازر المخيمات صبرا وشاتيلا قال الكاتب الساخر يهونتان عنيني " للمرة الاولى في حياتي أشعر بالخجل لكوني مواطنا في دولة اسرائيل ، دولة ينعدم فيها القلب والعقل وتتبقى العضلات والأكاذيب "! هكذا يستمر هذا الكاتب في تسليط الضؤ على عمق الكراهية والعنصرية الاسرائيلية لمجتمع موبوء بالكراهية للعرب فيصفه بأنه مجتمع ارثوذكسي يتسع نمط الغيتو والتقوقع اليهودي فيه ، ويكفر بكل ما يحيد قيد انملة عن أسفار التوراة .
يقول الكاتب عوز على لسان متدينة متطرفة " من المحتمل ان يستتب السلام عندما يجيز العرب لفرد مثل أريك شارون بأن يقضي عليهم بأقصى سرعة ممكنة وبان يدمر دولهم ! عندها يفهم العرب بأننا احسنا صنعا لهم بأن أبقيناهم على قيد الحياة !"
ويلخص عوز فلسفة الحرب الاسرائيلية في لبنان بمايلي :
*. كل من لم يستطع القتل فاجأه الجيران وقتلوه !
*. عندما نشن حربا اضافية مثل هذه الحرب ونقتل وندمر أضعافا مضاعفة ن فان عدونا سيضيق عندئذ ذرعا بالحروب .
*. خسارة أننا لم نفن وكر الثعابين هذا عن بكرة ابيه ( يقصد مخيم عين الحلوة ).
*. خسارة أن الكتائب ارتكبوا ذلك بأيديهم ( يقصد مذبحة صبرا وشاتيلا ) وليس نحن بأيدينا الناعمة !
*. يجب ان يفهموا أننا (أي اسرائيل ) دولة وحشية وأننا غير طبيعيين، ومن شأننا ان تاخذنا الهيستيريا على حين غرة لمجرد أن يقتلوا لنا ولدا واحدا فقط ، وينفلت عقالنا لنحرق كل حقول النفط في الشرق الوسط !
*. أحبوا السلام فقط كوسيلة لتجديد الحروب ، وخير السلام ما قصرت مدته .
*.أما انا فأقول لكم بأن الحرب المثلى تبرر كل غاية !
*. لو أن اباءنا البررة بدل ان يكتبوا مؤلفات عن الحب ، جاؤوا الى هنا في الوقت المطلوب وابادوا ستة ملايين عربي او حتى مليونا واحدا ، ما الذي كان سيحصل ؟ بالتاكيد كانوا سيكتبون عنا صفحتين او ثلاث صفحات غير حميدة في كتب التاريخ ، وستلحق بنا شتى النعوت ولكن بالمقابل كان بمقدورنا ان نصبح الآن شعبا تعداده خمسة وعشرون مليونا ، وكان كتابنا سينشغلون مثل غراس وهاينريخ بيل ( كتاب المان ) بكتابة الروايات الجميلة المؤثرة حول الشعور بالذنب المسيطر علينا ، وحول العار ومشاعر الندم ، وكانوا ربما سيحوزون على عدة جوائز نوبل للآداب !! وربما كانت الحكومة ستدفع تعويضات للعرب اللذين لم يكف الوقت لابادتهم !
الأنكى من ذلك ان جميع الآثام التي قام الكيان الصهيوني بارتكابها قد تم تبريرها تحت مسوغات "الجبرية" المطلقة والمساواة بين الجلاد والضحية ، وهذه المبررات ما زالت تضلل عاموس عوز وجميع الكتاب المؤدلجين صهيونيا والمحبطين بفعل "عقدة الذنب" تجاه الشعب الفلسطيني العربي ، ولا يغير من هذا حقيقة أن "عوز" حاول ان يستبطن شخصيات عربية بنزعة اخلاقية وبسمات انسانية ، الأمر الذي فشل فيه معظم الادباء الاسرائيليين المتعقلين اللذين يكتبون بروح "النقد الذاتي" ، فرحلة "عاموس عوز" ورغم كل سلبياتها ، هي محاولة يغوص فيها بحثا عن "الانساني" في الموروث الصهيوني الذي من شأنه ان يعين المجتمع على الخروج من ازمته "الأخلاقية"، والتي تمثلت في " فقأ دمامل " الاستعلاء الشوفيني والعنجهية العسكرية ، التي تمثلت في أبشع صورها عقب عدوان حزيران 1967 وما زالت للآن ولكنها تتستر تخت عبارات دبلوماسية جوفاء يتقن نتنياهو اطلاقها بين الحين والآخر .
كان هم "عاموس عوز" منصبا على وصف مجتمع موبوء وذلك عبر نقل انطباعاته الشخصية ، والتحقيق في روحية ناسه ومضمون عاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم ، فالادباء في المجتمع يعكسون ذروة المشاعر الانسانية من هذا المنطلق ، فقد ضغطت عقدة الشعور بالذنب ودفعت بعض الادباء الاسرائليين لطرح تساؤلات لا يتسع المجال الا لتلخيص بعضها فقط وهي :
*. بما أن العرب مقيمون في هذه البلاد منذ 1300 سنة ، فما هو حقنا (كاسرائيليين) بعد أن انقطعنا عنها لمدة ألفي سنة ؟!
*.ماهي القيمة الحسية والقومية التي تميزنا مقابل العلاقة الملموسة الجسدية والقومية المتواصلة التي تميز بها العرب في فلسطين ، والتي تأصلت لديهم منذ 1300 سنة ؟!
*.هل نتمتع بالحق الأخلاقي على الأراضي التي نقيم عليها ، سواء جرى اقتناؤها بالمال اليهودي ، ام كان الشراء مرتبطا بتشريد الأشخاص اللذين عملوا لقرون في زراعتها ؟! ويتم التغاضي هنا بقصد وخبث عن ألالاف الدونمات من الأراضي والقرى التي تم الاستيلاء عليها بالقوة وتشريد سكانها الفلسطينيين الأصليين !
*. هل كان تشريد الفلاح الفلسطيني العربي على مراحل من أارضه سببا في اقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه ؟ وبالرغم من الاجابة تبدو هنا بديهية وواضحة ، الا ان مجرد طرح هذا السؤال بهذا الشكل المباشر يبدو وكانه نوع من التغابي المقصود ، او ما يسمى بالتعبير الشعبي الدارج "تخويتا" سافرا !
وبعضهم أراح ضميره وعزا ضعف البنية السكانية في فلسطين للصراعات الداخلية المستمرة بين أهل القرى ، هكذا برر بصورةغير مباشرة "الاغتصاب" والاستيلاء على أراضي الغير ، فكان التساؤل "المنطقي" : لماذا لم يزد تعداد العرب طوال ثلاثة قرون عن ال300 ألف نسمة؟ وتعزى هذه الحقيقة "او الادعاء" (من وجهة نظر الكاتبة افنيري في كتابها "اسطورة التشريد" 1995) لافتقار الجماهير العربية الى الروابط القومية والوطنية بالأرض ، وتستمر في كذبها فتتساءل " الم يكمن السبب في النزاعات الدموية بين القرى العربية ، حيث حملت هذه النزاعات السكان للهجرة عن أراضبهم ؟"
ما زال نتنياهو يعيش بأوهام غولدامئير التي اعتبرت وجود الفلسطينيين "بدعة آثمة" ، وما زالت الغطرسة العسكرية والأوهام الصهيونية تعشعش في مخيلته الاستعلائية ، حيث يستمر بعرقلة فرض تحقيق سلام عادل ، وينفس شرور حقده بممارسات الاستيطان ومصادرة الأراضي ، ومحاولات مبتكرة لاذلال الفلسطينيين وتضييق سبل العيش عليهم !
الحقيقة التي يجب ان نعترف بها هي أن التزمت وشهوة التوسع والاحتلال والعنصرية من الجانب الاسرائيلي هي العقبات التي تعترض سبل اية تسوية سلمية تضمن لأصحاب الوطن الشرعيين حقهم في العودة لوطنهم ، فكيف يطلب من الجماهير العربية أن تسعى للتطبيع الاقتصادي والثقافي مع طرف حاقد استعلائي ؟! وبالتاكيد فالمعتدي الغاصب يسره جدا اعتراف الضحية بوجوده ، وقيامها بتعزيز أواصر التطبيع معه ...وللأسف فبعض العرب (سرا وعلنا) قدم للعدو الغاصب "هدايا التطبيع" مجانا مقابل الحد الأدنى من المنافع ، بل تكاد البوصلة العربية تفقد وجهتها التاريخية ، فنتحول (كعرب ومسلمين) لأعداء لبعضنا البعض بمختلف الذرائع والحجج الطبقية والاقليمية والطائفية ! يسجل للكاتب "أنطوان شلحت" اسلوبه الموضوعي الهادىء والراصد لأدق التفاصيل المتعلقة بوجهة النظر "الصهيونية" تجاه مأساة النزوح الفلسطينية ، وبلا خطابة حماسية وتعبيرات حانقة ، كما يسجل له رصده لردود فعل الكتاب والمثقفين الاسرائليين ، ولكنه بالمقابل لم يحاول الاجابة على بعض النقاط المثيرة للجدل ومنها الادعاء بأن عدد سكان القرى الفلسطينية لم يتجاوز ال300 الف طوال القرون الثلاثة التي سبقت سقوط فلسطين في العام 1948 (حسب المزاعم الاسرائيلية الواردة في الكتاب ) ! وان كنت اعتقد بعدم صحة هذا الرقم وخاصة مع غياب عمليات الاحصاء الدقيقة للسكان حينئذ وطوال القرون الماضية ، ومن غير المنطقي تماما أن لا يزيد عدد السكان مع مضي ثلاث قرون ... وربما قامت الكاتبة الاسرائيلية بتلفيق هذا الرقم بقصد لتبرير وجهة نظرها المتحيزة ! كذلك لم يتطرق الكاتب من قريب او بعيد لواقع الصراعات القلسطينية المزمنة بين سكان القرى الفلسطينية ، والتي بالغ الاسرائيليون باظهارها كحجة "كاذبة" لمحدودية عدد السكان ، ولا للصراعات السياسية والاجتماعية التنافسية بين العائلات الفلسطينية في المدن الفلسطينية الكبيرة ، ولا للحساسيات والتحاسد بين قاطني المدن وسكان القرى المحيطة بها ، كما أنه لم يتعرض للعديد من حالات التعايش الاجتماعي السلمي الحضاري الذي كان قائما بين السكان الفلسطينيين وبعض اليهود "الفلسطينيين" ، واللذين كانوا يعتبرون على قلتهم ومحدودية عددهم مواطنين أصليين في دولة فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني !
رواية "السيدة من تل أبيب" لربعي المدهون !
 ...وفيما تفوقت رواية " السيدة من تل أبيب" (2009) للكاتب الفلسطيني ربعي الدهون على الرواية الاسرائيلية بتطرقها الابداعي للعلاقات الانسانية مع الآخر " الاسرائيلي اليهودي" وبوضوح وعمق وتفهم ، يفاجئنا الكاتب الاسرائيلي المشهور "عاموس عوز" بالكذب والنفاق والتشويه كما يظهر جليا بروايتة الأخيرة "قصة الحب والظلام " ، والتي تتناول سيرته الذاتية ، حيث يعود فيها ليكرر موقفه العنصري التقليدي من العرب ، والذي يمثلهم بشكل نمطي ب"البدوي" الذي كان يبيع جدته الحليب والجبن ، متجاهلا (وهو الذي تربى بالقدس كأبن للمهاجرين اليهود الغربيين) الوجود العربي الحقيقي في المدينة المقدسة والشخصيات المقدسية البارزة ، وسكانها "المتحضرين" اجمالا ، ولم ير فيها غير الجالية اليهودية "الغريبة" و التي لا تنتم أصلا للمكان ولا للقدس العربية ...بالمقابل فقد كانت رواية المدهون أكثر تعاطفا وأمانة لحقائق التاريخ والجغرافيا (هذه الفقرة مقتبسة من حوار أجرته جريدة المجد الاردنية الاسبوعية مع الروائي ربعي المدهون –عدد 7كانون الثاني -2013) .
وحتى تكتمل معالجة هذا الموضوع البالغ الأهمية والحساسية فقد وجدت ضالتي في فيلم وثائقي لافت عرض أخيرا بمهرجان الفيلم الفرنسي-العربي في عمان :
الفيلم الوثائقي " أرضي "
أقوال الاسرائيليين ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين !
أما فيلم نبيل عيوش الوثائقي "أرضي" ، فيعتبر حقا من الأفلام الوثائقية النادرة التي حاولت أن تعطي بعدا حياديا غير مسبوق للقضية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي الغاشم ، فالفيلم الذي يشدك باسلوبه المتوازن ، يسجل تداعيات وذكريات الفلسطينيين القدامى اللذين طردوا من قراهم في شمال فلسطين في العام 1948 ، ولم يعودوا أبدا وعاشوا كلاجئين مسحوقين في مخيمات اللبنان البائسة ، حيث سجل المخرج ذكرياتهم وأسمعها كما هي لشبان اسرائيليين يعيشون حاليا في نفس القرى والبلدات التي كانت موطنا لهؤلاء النازحين ، وتكمن فرادة هذا الفيلم في رصده الدقيق لردود الأفعال وصدى هذه الذكريات لدى هؤلاء الشباب ، حيث أبدى ثلاثة منهم تعاطفا انسانيا وحزنا حقيقيا ، ولا شك أن المخرج الذكي قد استطاع ان ينجز عملا مميزا ، موثقا الصراع من زاوية جديدة تنسجم لحد بعيد مع قناعاته الانسانية والوجودية ( لكونه من اب مغربي مسلم وام يهودية تونسية !) . يتضمن الفيلم شهادة تسجيلية مؤثرة لشابة اسرائيلية تقر بالظلم الذي وقع على الفلسطينيين وبامكانية التعايش المشترك مع الفلسطينيين اذا ما ارادوا العودة لديارهم في دولة واحدة ثنائية تتسع لكلا الشعبين ، فيما أبدت شابة اخرى رفضها لفكرة العودة والتعايش ، منوهة لرفض العرب لقرار التقسيم ، ومؤكدة بأن وجود اسرائيل هو قرار دولي شرعي ، فيما اشار شاب ثالث لاشمئزازه من البدو العرب المحيطين بمنزله واللذين يطمحون بالاستيلاء عليه ! وتاثر يهودي امريكي مهاجر عجوز من مشاهد الذكريات ، ثم أشار لمفتاح قديم معلق على الحائط في حديقة البيت الفلسطيني الذي يسكنه حاليا ، والذي بدا كمنزل مهجور مطل بمنظر خلاب على مناطق جنوب لبنان ! ولكن باعتقادي فان النوايا الحسنة والطرح اللماح المبسط والتمويل الفرنسي السخي والتعاون الاسرائيلي الخفي ، كل هذه المكونات لم ولن تنجح في اقناع احد ( الا السذج المضللين !) ، فاسرائيل دولة محتلة غاشمة، وشعبها الصهيوني ( ولا أقول اليهودي ) لا يقبل أبدا فكرة التعايش واعادة الحقوق لاصحابها ، وهم يذيقون فلسطيني الداخل الاسرائيلي والضفة الغربية وغزة كافة صنوف الاذلال والحصار والتنكيل ، فكيف سيقبلون باعادة اللاجئين الفلسطينيين من منافيهم وهم لا يعترفون أصلا بحقوقهم المغتصبة والانسانية ؟!
مهند النابلسي  - موقع الركن الأخضر


عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

Wednesday, March 26, 2014

جمال أبو حمدان - مكان أمام البحر



دار أزمنة للنشر, عمان,  1993 | سحب وتعديل جمال حتمل | 77 صفحة | PDF | 1.23 MB

http://www.4shared.com/office/JvXqnq29ce/___-___.html
or
http://www.mediafire.com/view/jtaciqdy6nide3x/جمال_أبو_حمدان_-_مكان_أمام_البحر.pdf

جمال ابو جمدان
ولد جمال توفيق أبو حمدان في عمان عام 1944، حصل على ليسانس حقوق من جامعة بيروت العربية عام 1966، عمل معداً ومقدماً للبرامج الثقافية في الإذاعة الإردنية حتى عام 1966، كما عمل في مؤسسة عالية/ الخطوط الجوية الملكية الإردنية خلال السنوات 1971-1989 وتفرغ بعدها للعمل الثقافي والكتابة الإبداعية، وقد اعتمدت بعض أعماله الإبداعية لدراستها في مساقات التذوق الأدبي والأدب العربي الحديث في جامعات عربية وأجنبية، وترجمت بعض أعماله الكتابية إلى لغات أوروبية وشرقية، وأعدت دراسات جامعية (رسائل ماجستير) في أعماله الكتابية وخاصة المسرح في جامعات أردنية وعربية، وقد كتب أعمالاً مرئية تلفزيونية تزيد عن خمسمائة ساعة أردنية وعربية، ودرامية ثبت من محطات التلفزيون العربية، واختيرت روايته (شرق القمر غرب الشمس) لانتاجها في أول فيلم سينمائي أردني بمناسبة عمان عاصمة للثقافة العربية 2002، وعرست وزارة الثقافة يوم المسرح العالمي 2001 للاحتفال بتكريمه كرائد للمسرح الأردني، جصل على جائزة الدولة للإبداع الأدبي (مسرح) وجائزة رابطة الكتاب للمسرح، وللقصة، كما حاز على جائزة أفضل كتاب بالطفل في عام الطفل الدولي، وجائزة أفضل تأليف مسرحي (مهرجان المسرح الأردني الخامس)،جائزة أفضل تأليف مسرحي (مهرجان مسرح الشباب) وجائزة اللجنة الوطنية العليا لإعلان عمله عاصمة للثقافة العربية 2002 في مجال الرواية، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنية واتحاد الكتاب العرب.
مؤلفاته:
1.الخروج الثاني، بيروت: مركز الابحاث، 1968.
2.احزان كثيرة وثلاثة غزلانه (مجموعة قصصية) بيروت: دار مواقف، 1969.
3.قصائد حب من العالم (قصائد مترجمة) بيروت: مطبعة شعاركو 1972.
4.النهر (قصة للاطفال) عمان: مركز هيا الثقافي، 1979.
5.حكاية شهرزاد الأخيرة (في اللية الثانية بعد الألف) عمان: رابطة المسرحيين، 1982.
6.ليلة دفن الممثلة جيم (منودارما)/ عمان: دار أزمنة، 1993.
7.مكان أمام البحر (قصص) عمان: دار أزمنة، 1993.
8.نصوص البتراء، عمان وبيروت: دار أزمنة بالاشتراك مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1994.
9.الأيام والأثام (نص مسرحي) عمان: رابطة المسرحيين، (د.ت).
10.القضبان (مسرحية)
11.مملكة النمل (مجموعة قصصية).
12.البحث عن زيزيا (مجموعة قصصصية) أمانة عمان الكبرى، عمان، 2000
13.الموت الجميل (رواية) دار ازمنة، عمان،
14.الخروج الثاني.
15.نجمة الراعي (رواية)

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

Tuesday, March 25, 2014

حسن نجمي - جيرترود




المركز الثقافي العربي, الدار البيضاء  2011 | سحب وتعديل جمال حتمل | 314 صفحة | PDF | 6.01 MB
مع الشكر للسيد خالد فليحان على الدعم الفني

http://www.mediafire.com/view/dq9x15cpu583v8q/حسن_نجمي_-_جيزترود.pdf
or
http://www.4shared.com/office/ivshZ2wNce/__-_.html

في رواية "جيرترود" للمغربي حسن نجمي لا يتعلق الأمر باستعادة واقعية لسيرة شخصية أو أدبية للكاتبة الأميركية جيرترود ستاين، بل تراهن الرواية على بناء سيرة متخيلة، يشكل فيها الوثائقي والتاريخ الشخصي للبطلة مجرد خلفية لبناء نص سردي، يطرح أسئلة مقلقة وعميقة حول العلاقة بين الذات والآخر، من زاوية ثقافية أساسا.
يلتقط حسن نجمي واقعة زيارة جيرترود ستاين (1898-1946) لمدينة طنجة بشمال المغرب، التي كانت قبلة الأدباء والشعراء والفنانين العالميين، في بداية القرن الماضي، ليتسلل إلى العوالم المعقدة للعلاقة المفترضة بين رجل شرقي وامرأة غربية، والتي تصبح اختبارا لاحتكاك أكبر ربما، بين الشرق المقيد والغرب المهيمن.
منطلق القصة إذن علاقة عاطفية بين جيرترود السائحة الباحثة عن الشمس وعن حب "شرقي"، يضخ شيئا من العنفوان في يوميات رتابتها بإقامتها الباريسية، ومحمد المغربي البسيط، الذي لم يفكر يوما في أنه سيقطع مضيق جبل طارق في اتجاه أوروبا، لحاقا بامرأته الأميركية التي سيفضلها "طبعا" على ابنة عمه بختة، المحكوم عليها بالانتظار.
سيصبح محمد الشخصية الوسيط بين السارد، وهو شاعر شاب من أصدقاء الراحل محمد، والسيرة-الموضوع: جيرترود كشخصية وكإرث من التصورات والعلاقات. هي حكاية تمتح مادتها من رواية موزعة فصولها على أوراق متناثرة في صندوق يحوي أسرار حياة محمد الذي يضعه قبل أن يودع الدنيا في عهدة شاعر شاب سيكون عليه أن يفي بوعد إعادة تشكيل الحكاية.
مأساة علاقة بنى عليها المغربي كل آماله قبل أن تغرب شمس يوم كئيب على الباب المغلق لجيرترود في وجه العشيق الذي فقد جاذبيته، وربما قدرته "الشرقية" على المفاجأة، فيكون عليه أن يعود خائبا ليحصي خسائره في مدينته طنجة.
الحنين والانكسار ووجع المهانة... مورد السارد، الذي سيجمع شتات قصة صديقه، كما لو كان ذلك على سبيل الانتقام من ماضي محمد، وامرأة محمد. تتحول الرواية شيئا فشيئا إلى روايتين متساندتين منفتحة إحداهما على الأخرى، إحالة أحيانا، وتماثلا أحيانا أخرى.
وهو يستجمع فصول العلاقة بين جيرترود ومحمد، يطل السارد، بما أتيح له من مسافة وفرها له انخراطه في عالم العلاقة المستحيلة بين صديقه والكاتبة الأميركية، على أعطاب وعقد.. وأيضا لذائذ علاقته مع أميركيته هو...ليديا، موظفة السفارة الأميركية بالرباط، التي كانت تساعده في العثور على وثائق تتعلق بجيرترود ستاين وسيرتها الغامضة.
فلربما فتحت استحالة العلاقة الأولى أعين الشاعر الصحفي على الحدود التي تحاصر مستقبله هو الآخر في أحضان ليديا، خصوصا حين توضع العلاقة بين الرجل والمرأة على محك التباين الثقافي أحيانا، بل تجاذب المواقف السياسية أحيانا أخرى بما يكشف الهوة السحيقة بين عالمين متباعدين، لا يعرف بعضهما بعضا بما يكفي وربما لا يريدان ذلك.
يقتفي السارد ماضي صديقه على الورق، منتقلا إلى قلب العاصمة الفرنسية التي احتضنت يوميات الحب المعطوب. هناك سيطل -بعين حسن نجمي- الشاعر بالأساس، المعروف بحساسيته التشكيلية في مجمل أعماله، على الشبكة الواسعة لعلاقة جيرترود مع الشعراء والرسامين الكبار الذين كانوا يستوطنون بداية القرن العشرين عاصمة فرنسا: الشاعر أبولينير، الرسامان ماتيس وبيكاسو، الروائي هيمنغواي...
هي لعبة سردية يتسلل من خلالها الروائي إلى عوالم شخصيات يعشقها، فيستنطقها ويصنع لها حيزا في ثنايا سيرة متخيلة لشخصية حقيقية. ها هو يجعل الرسام ماتيس متنبئا بمصير محمد وهو يحذره "أرجو ألا تملأ نفسك بوهم ما. قد تتخلى عنك الأميركية في أي لحظة...كما لو أنها تفرغ من واجب" (ص 195).
شاعرية نجمي وحاسته التشكيلية، بدتا واضحتين في بناء فضاءات روايته، التي تنفتح على انزياحات تأملية، بعمق فلسفي وجمالي، يتعقب لغة الجسد بوصفه بؤرة التلاحم العاشق بين جيرترود/محمد و ليديا/الشاعر السارد، يستوقف ظاهرة الغياب والفقد ويجترح مرارة الاغتراب والتشظي في سيرة محمد.
يذكر أن رواية "جيرترود" التي تضمن غلافها "بورتريها" أنجزه الرسام الإسباني بابلو بيكاسو للكاتبة الأميركية هي الثانية في المتن السردي لحسن نجمي بعد "الحجاب" عام 1996، وقد صدرت عن المركز الثقافي العربي ببيروت.
أما في الشعر، فقد صدرت له مجموعة دواوين من بينها "لك الإمارة أيتها الخزامى"(1982)، "سقط سهوا" (1990)، "الرياح البنية" (1993)، "أبدية صغيرة" (2002)، "على انفراد" (2006) و"أذى كالحب" (2011).
نزار الفراوي-الرباط - الجزيرة

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

Wednesday, March 19, 2014

هام .... باتريك هارمن, بربارة ديلكور, أوليفييه كورتن - القانون الدولي وسياسة المكيالين (نسخة معدلة متوافقة مع الأجهزة المحمولة




تنويه: الكتاب في نسخته الأصلية منقول عن مدونة سور الأزبكية ودورنا اقتصر فقط على التنسيق والفهرسة وتخفيض الحجم وتخليص الصفحات من شوائب التصوير

http://www.4shared.com/office/er0YSp11ce/______-____.html
or
http://www.mediafire.com/view/i9adhgg7c59wmy3/باتريك_هارمن,_بربارة_ديلكور,_أوليفييه_كورتن_-_القانون_الدولي_وسياسة_المكيالين.pdf


إنشراح الشال - حكايتي مع صدام وحكايات أخرى (نسخة معدلة متوافقة مع الأجهزة المحمولة



تنويه: الكتاب في نسخته الأصلية منقول عن مدونة سور الأزبكية ودورنا اقتصر فقط على التنسيق والفهرسة وتخفيض الحجم وتخليص الصفحات من شوائب التصوير

http://www.4shared.com/office/2kF4j5gnce/__-_____.html
or
http://www.mediafire.com/view/bfef34lh2loul0x/إنشراح_الشال_-_حكايتي_مع_صدام_وحكايات_أخرى.pdf

هام .... ابراهيم عبد العزيز - أنا نجيب محفوظ, سيرة حياة كاملة (نسخة معدلة متوافقة مع الأجهزة المحمولة



تنويه: الكتاب في نسخته الأصلية منقول عن مدونة سور الأزبكية ودورنا اقتصر فقط على التنسيق والفهرسة وتخفيض الحجم

http://www.4shared.com/office/P8gitiR_ba/___-______.html
or
http://www.mediafire.com/view/7uocmoe1ohchzkm/ابراهيم_عبد_العزيز_-_أنا_نجيب_محفوظ,_سيرة_حياة_كاملة.pdf


م.س. ديماند - الفنون الإسلامية (نسخة معدلة متوافقة مع الأجهزة المحمولة



تنويه: الكتاب في نسخته الأصلية منقول عن مدونة سور الأزبكية ودورنا اقتصر فقط على التنسيق والفهرسة وتخفيض الحجم

http://www.mediafire.com/view/vkcqay3zu9zzg83/م.س._ديماند_-_الفنون_الإسلامية.pdf
or
http://www.4shared.com/office/ZDiPyAZGce/__-__.html


هام ...... غالي شكري - مذكرات ثقافة تحتضر (نسخة معدلة متوافقة مع الأجهزة المحمولة



تنويه: الكتاب في نسخته الأصلية منقول عن مدونة سور الأزبكية ودورنا اقتصر فقط على التنسيق والفهرسة وتخفيض الحجم


http://www.4shared.com/office/LxAMdWI7ba/__-___.html
or
http://www.mediafire.com/view/eqsam881grkbadk/غالي_شكري_-_مذكرات_ثقافة_تحتضر.pdf


هام ...... كمال مظهر أحمد - كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى (نسخة معدلة متوافقة مع الأجهزة المحمولة



تنويه: الكتاب في نسخته الأصلية منقول عن مدونة سور الأزبكية ودورنا اقتصر فقط على التنسيق والفهرسة وتخفيض الحجم

http://www.mediafire.com/view/k3n75recruknvdd/كمال_مظهر_أحمد_-_كردستان_في_سنوات_الحرب_العالمية_الأولى.pdf
or
http://www.4shared.com/office/ML5Yj5fnce/___-______.html

Tuesday, March 18, 2014

Illuminationsmedia - The Sculpture 100 (2008)


 PDTV | 832x468 | MP4/x264 @ 1506 Kbps | 57mn | Audio: English AAC 160 kbps, 2 channels | Subs: None | 687 MB
Genre: Documentary
 The Sculpture 100 is a journey through one hundred public sculptures made across one hundred years. In 1905, Thomas Brock and Aston Webb began work on their final grand celebration of Victoria Regina, the Victoria Memorial, at one end of London's Mall. A century later, Marc Quinn's Alison Lapper Pregnant sits triumphant on the fourth plinth in Trafalgar Square. This is a film about these, and ninety-eight other distinctive, significant, quirky, glorious public sculptures made for England in the century in between. Touring through England's great outdoor museum of public sculpture, this unique and beautifully-photographed film features works by, among many others, Jacob Epstein, Eric Gill, Henry Moore, Barbara Hepworth, Richard Deacon, Anish Kapoor and Rachel Whiteread. Some of the featured artworks are famous, but many more are over-looked, and a few are falling apart from neglect. Interviews with artists, including Antony Gormley, Anthony Caro and Tony Cragg, provide context as the sculptures tell their own stories of patronage, controversy and celebration.

http://rapidgator.net/file/bf5c38844ab50dda0cbb3dfa4f2e8369/sculpture.part1.rar
http://rapidgator.net/file/bd9258e326bb45015f73ac8b233ced27/sculpture.part2.rar
http://rapidgator.net/file/b04e393bcc8c05ec8f4877cf9746a45a/sculpture.part3.rar

سحبان سواح - صباح الخير أيها الحزن



المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع, بيروت 1992 |  سحب وتعديل جمال حتمل | 89 صفحة | PDF | 5.60 MB

http://www.mediafire.com/view/a5w1c889z8z0llx/سحبان_سواح_-_صباح_الخير_أيها_الحزن.pdf
or
http://www.4shared.com/office/HecVQAyLba/__-____.html

 
سحبان السواح
سحبان السواح (1946 -) كاتب وروائي ومفكر سوري ، خريج قسم اللغة العربية من جامعة دمشق 1974 وعضواتحاد الكتاب العرب في دمشق منذ عام 1976، وعضو اتحاد الصحفيين العرب في دمشق منذ عام 1980. ينشر مقالاته في عدد من المجلات والصحف في سوريا وخارجها ويكتب المسلسلات. وهو أخو المفكر والباحث فراس السواح.
أعماله
ساهم في تأسيس مجلة الحياة المسرحية مع سعد الله ونوس ، وأسس مجلة كتب عربية ومجلة ألف التي يرأس تحريرها. ينادي دوما بالحرية ونبذ التعصب ، كما يحاول دوما ترسيخ الفكر العلماني من خلال مجلة ألف التي يشرف على تحريرها. له أربع مجموعات قصصية هي:
1.«الموت بفرح» عن اتحاد الكتاب العرب 1976.
2.«طعم الملوحة» عن دار الكلمة للنشر والتوزيع بيروت 1980.
3.«حب في الستين» عن دار المنارة دمشق 1989.
4.«صباح الخير أيها الحزن» عن دار (مجد) المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر في بيروت 1991.
5.إضافة إلى عدد من المسلسلات السورية الناجحة منها "الوصية - مع الأسف "


إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


Monday, March 17, 2014

جمال ناجي - الحياة على ذمة الموت



المؤسسة الغربية للدراسات والنشر, بيروت 1993 |  سحب وتعديل جمال حتمل | 147 صفحة | PDF | 6.51 MB

http://www.4shared.com/office/CQcO9HjAce/__-____.html
or
http://www.mediafire.com/view/e92g7d7pypxlpuo/جمال_ناجي_-_الحياة_على_ذمة_الموت.pdf


الحياة على ذمة الموت ، هي الرواية الرابعة للأديب جمال ناجي أنجزت في العام 1993 وتدور أحداثها حول الاقتصاد والعولمة ونتائجها في وقت مبكر، غير أن جل فكرتها تتركز حول فلسفة النفوذ الذي يؤدي إلى الصراعات المكشوفة والمستترة بين الشخصيات الروائية.
ملخص الرواية
تتحدث عن شخصية ( نوفل ) الذي تمتد سلطاته المستمدة من قدراته المالية المتعاظمة، إلى حد تأثيره على القرارات الرسمية من خلال أتباعه في المناصب العليا، غير أن تلك القوة الاقتصادية بنيت على أسس غير سوية، حيث استثمرت أموال الغير بطرق غير مشروعة، يساعده في ذلك الشاب ( عزت ) الذي يكبر ويتطور في شركة نوفل إلى أن يصبح الرجل الثاني فيها، ويتميز عزت بالذكاء والحنكة، إلى حد ان نوفل يعتبره امتدادا له في الحياة، حيث يتمكن من التلاعب بأسعار العملات واسهم البورصة وسواها لصالح نوفل، غير أن انكشاف حقيقة أعمال نوفل ومن معه تؤدي إلى اختلال ثقة الناس فيه، ثم إفلاسه وهربه من البلاد، واختلال الأوضاع الاقتصادية العامة والعملة الوطنية وقيام التظاهرات ضد الفساد الذي يمثله نوفل وآخرين ممن يتعاطون هذه الأعمال، كذلك فساد الجهات الرسمية التي سمحت بحدوث هذا الخلل.
دراسة الرواية
لا تكتفي الرواية بعرض هذه الأفكار والأحداث، انما تربط هذه الأحداث بما يجري في عالمنا ويمتد إلى مجتمعاتنا، كما تغوص في الأسباب النفسية التي أدت إلى انحراف هذه الشخصيات الروائية، وإلى فساد البيئة الاقتصادية والمالية وما يصيب العقل الجمعي من جشع يقود إلى الهلاك.
وقد عد بعض النقاد هذه الرواية إحدى نذر العولمة التي تزحف بسرعة إلى المجتمعات العربية.


إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html



Saturday, March 15, 2014

فادي عزام - تحتانيات




(ما يشبه السيرة الذاتية)
ولدت في سوريا. مدينة السويداء . قريتي أسمها تعارة.
وصلتها الكهرباء  حين كنت في السابعة. من يومها وأنا أقدر قيمة النور.
تعلمت حرف الأبجدية على ضوء الكاز والفانوس. من يومها وأنا أرى بالحروف نور يشرق كلما أظلمت الدنيا.
قبل السابعة حصل كل شيء في داخلي. معنى الإضاءة، ومعنى الطبيعة ومعنى أن تولد بريا. ثم تدجن المدرسة، والحزب، والطائفة. للخروج من هذه الأماكن. كانت الحروف والكلمات وحدها تحلق خارج جدران الأماكن المغلقة. وعلى مشارف الأربعين لم يتغير الكثير.
الكلمات تجعل منا أحرارا فكلما تخرب مكان او زمان يلجأ المعذبون إلى الكلمات. تمنحهم العزاء والامل. أعرف قيمتها لأني عشت طفولة في عتمة باهرة. سرمدة هي بعض من عتمتي وحكايتها كتبت على ضوء شمعة بيضاء وفانوس شاحب..
كلما كبرت العبارات. ضاق المكان. وكلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة. كان علي أن أغادر أقصى مكان غامض سمعت عنه .
إنها دمشق. جئتها شابا في الثامنة عشرة تواقا للحب، للحرية، للحياة. عشر سنوات في دمشق. عرفت إنها هي المكان الوحيد في العالم لا يعبأ بالآن. ثابتة على هيئة لغز. والكل يركض، يلهث، ويعدو، ويحارب، ويهاجر، وهي تنتظر الجميع هناك حيث سيصلون.
 فأين وصلت ستكون دمشق بانتظارك.
مدينة هائلة ساحرة محاطة بشرنقة من السحر، عليك ان تعشق وتسجن وتجوع وتتسكع في دمشق وإلا لن تعطيك المدينة مفاتيح أسرارها.. وستبقى مجرد أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ.
إنهار ربيع دمشق السريع عام 2001. فرحلت إلى دبي.
مدينة اخرى مناقضة بكل شيء لدمشق. فدبي مدينة للوهم ودمشق وهم لمدينة.
لكن دبي أعطتني جواز سفر لمدن أخرى. لندن، أمستردام، لشبونة، وبراغ.. حتى دخلت باريس ذات خريف خفيف المطر وفي أحد الشوارع الجانبية التقيت بامرأة  مزيج من عتمة السويداء، ونور دمشق، ووهم دبي. فتزوجنا  فمنحتني مكانا لأثبت به. فكانت سرمدة.
أحب أن أسميها مروية كثيفة لبعض عصارة الحياة في تلك الذاكرة العميقة للمكان الذي ولدت به.
فادي عزام - 2011
 
 
 

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


هام.....بدر الدين السباعي - المرحلة الإنتقالية في سوريا, عهد الوحدة 1958-1961


نسخة عالية الدقة  600 DPI
سحب وتعديل جمال حتمل

ولد بدر الدين السباعي في حمص عام 1918. وقبل أن أن ترى عيناه النور كان والده عامل نول النسيج قد رحل عن هذه الدنيا. وعندما بلغ من العمر سنتين ونصفاً أدركت المنية والدته. فاحتضن الميتم الاسلامي في حمص الطفل بدراً ورعاه، إلى أن نال الشهادة الابتدائية (السرتفيكا).
ولا نعلم بالدقة كيف عاش بدر الدين حياة اليتم والشقاء، وتعلم في مدرسة التجهيز وهو يعيش في كنف أخته إلى أن نال الشهادة الثانوية (البكالوريا). انتسب بدر الدين السباعي إلى دار المعلمين الابتدائية بدمشق وحصل بعد سنة على أهلية التعليم الابتدائي. علّم في مدارس حمص وكانت عنده ميول مسرحية. وقد قام بإخراج تمثيلية شاءت المصادفة أن تسقط (حطَّة) أحد الممثلين الهواة على الأرض. وفي زحمة التمثيل داس أحد الممثلين سهواً على الحطة. فاستغلت القوى المحافظة في حمص هذه اللقطة وزعمت أنّ مخرج التمثيلية بدر الدين السباعي تعمد تدريب أحد الممثلين على الدوس على الحطة، التي حوّلوها إلى عمامة، و(ياغيرة الدين). وخرجت مظاهرة في حمص تطالب بالاقتصاص من المعلم بدر الدين السباعي. وزارة المعارف (التربية حالياً) اضطرت تحت ضغط التيار المحافظ إلى نقل المعلم بدر إلى مدرسة في ريف حمص تعمدت أن يكون سكانها مسيحيين. (هذه المعلومات أفادتنا بها زوجته الدكتورة نجاح الساعاتي)، وهنا استغلّ المعلم بدر أوقات الفراغ وسجّل طالباً في معهد الحقوق. وفي تلك الأثناء كلّفه مسؤول منظمة حمص طبيب الأسنان نسيب الجندي أن يتفرغ لقيادة المنظمة، فبقي في هذه المهمة مدة من الزمن. وبعد أن نال الإجازة في الحقوق، شدّ الرحال إلى فرنسا لنيل الدكتوراه. وكان بدر أثناء التعليم والتفرّغ قد قتّر على نفسه وتمكّن من جمع كمية من المال تكفي مع التقتير نفقات الحياة في فرنسا. وهناك شارك بدر بنشاط في العمل الوطني السياسي في إطار الطلاب الشيوعيين الذين يدرسون في فرنسا. (نقلاً عن الدكتور مصطفى أمين (صفحات من تاريخ الوطن)، دمشق 2006، ص 61).
بعد عودة الدكتور في الحقوق بدر الدين السباعي من فرنسا شارك المحاميان الشيوعيان عبد النافع طليمات وبشير السبيتي في مكتب للمحاماة اختطّ طريق الدفاع عن الفقراء وعدم أخذ أي دعوى لظالم أو مستغِل. وكانت النتيجة أن المكتب عاش في حالة من الفقر والعوز.
انتسب بدر الدين السباعي إلى الحزب الشيوعي في أواخر الثلاثينيات في فترة نجهلها. وسرعان ما أصبح في قيادة منظمة حمص. ويذكر ظهير عبد الصمد أن قيادة الحزب في سنتي 1940 - 1941 في حمص تألفت من الدكتور نسيب الجندي، عبد المعين الملوحي، سري السباعي، بدر الدين السباعي، توفيق شوحي، نوري حجو الرفاعي، نديم أبو جنب. كما كان بدر عضواً في وفد حمص إلى مؤتمر الحزب الشيوعي أواخر عام 1943 وأوائل عام 1944 إلى جانب نسيب الجندي, وصفي البني، خالد البني، موريس صليبي، أنور حداد، ظهير عبد الصمد، نظير بطيخ، نديم عدرة. أما في عام 1943 - 1944 فيذكر يوسف الفيصل أن قادة منظمة الحزب الشيوعي في حمص هم: الدكتور نسيب الجندي، ظهير عبد الصمد، موريس صليبي، نوري حجو الرفاعي، بدرالدين السباعي، أنور حداد، وغيرهم. وقد نظّم شيوعيو حمص عدة جولات فلاحية في ريف حمص الشرقي كان المسؤول عنها والمشارك فيها بدر الدين السباعي. وهكذا استمر بدر نشيطاً في قيادة منظمة حمص حتى تاريخ سفره لنيل الدكتوراه في باريس.
                    ***
أول إرهاصات النتاج الفكري لبدر الدين السباعي خاطرة نشرها في مجلة (الطريق) البيروتية بتاريخ 31 كانون الأول 1944 وتحت عنوان: (أمية بن خلف، افعل ما بدا لك). وأمية هو مالك بلال وسيده الذي عذّبه. وضمن إطار بارز كتب بدر:
(... من هؤلاء الحفاة العراة و من هؤلاء الأبطال الخالدين والذين ضحّوا بهنائهم وأرواحهم، وتحملوا الألم المرير في سبيل عقائدهم ومبادئهم. من هؤلاء الآباء السالفين نتعلم صلابة العقيدة، والثبات على المبدأ، والتضحية في سبيل الحق والواجب).
                ***
يمكن تقسيم النتاج الفكري لبدر الدين السباعي إلى مرحلتين:
الأولى تبدأ بعد عودته من باريس حاملاً شهادة دكتوراة في الحقوق، وتنتهي مع طغيان (المخابرات السلطانية) عام 1959 وهجومها الظالم على كل ما هو انساني وتنويري في سورية، التي عاشت مرحلة الحياة الديموقراطية وتفتح جميع التيارات ونشاطها في خمسينيات القرن العشرين. ولهذا اضطر بدر الدين السباعي إلى مغادرة البلاد والالتجاء إلى موسكو حيث قام بتحضير رسالة دكتوراه في الاقتصاد حول الرأسمال الأجنبي في سورية.
المرحلة الثانية تبدأ بعد عودته من موسكو، فقد نشط في ثلاثة ميادين:
_ ميدان البحث والتأليف.
- ميدان الترجمة من الروسية لكتب (سوفييتية) تعالج، في معظمها، قضايا الماركسية من المنظار السوفييتي.
- تشجيع مترجمين تقدميين يتقنون اللغة الروسية على ترجمة عدد من أمهات النتاج السوفييتي في ميادين الاقتصاد والمجتمع والتاريخ والفلسفة.
                 ***
عام 1950 ترجم السباعي ونشر في دمشق عن دار اليقظة العربية كتاب (إلى اين يسير الاستعمار الأمريكي؟) تأليف هنري كلود. وبعد ثلاثة أعوام (1954) ترجم السباعي ونشر لكلود كتاباً ثانياً صدر عن دار القلم في بيروت تحت عنوان: (من الأزمة الاقتصادية إلى الحرب العالمية الثانية).
أوائل خمسينيات القرن العشرين افتتحت نجاح الساعاتي صيدلية في حمص. ولم تكن الصيدلانية نجاح الساعاتي بعيدة عن الحزب الشيوعي،  وأخوها زياد من الشيوعيين المعروفين.. في آب 1952 جرى عقد قران بدر الدين السباعي من الصيدلانية نجاح الساعاتي. وقد قامت نجاح، قبل ذلك، بمساعدة مكتب المحاماة (المفْلِس) للشيوعيين الثلاثة: طليمات، وسبيني، وسباعي. ولا بد هنا من الإشارة إلى الدور الهام لنجاح الساعاتي في شدّ أزر بدر مادياً ومعنوياً.
عام 1956 قامت لجنة ثقافية في حمص مؤلفة من: بدر الدين السباعي، نجاح الساعاتي، الطبيب الشيوعي زياد ساعاتي (شقيق نجاح)، فاروق الحسيني، وجميعهم من حمص ومعهم المتنور زهير الصابوني وهو من حلب وعمل نائباً عاماً في قضاء حمص، والمتنور زهير الخاني من دمشق وكان مديراً للجمارك. وقد نظّمت هذه اللجنة سلسلة من المحاضرات عُقدت في بيت نجاح وبدر. ومع قيام هذه اللجنة تأسست (دار ابن الوليد) للتأليف والترجمة والنشر، وهي شركة مساهمة كانت الصيدلانية المليئة مالياً ممولتها الأساسية، وبالتالي المسؤولة عن الدار. كان هدف بدر الدين السباعي من تأسيس الدار نشر مجموعة من الكتب التقدمية لتثقيف الأجيال الصاعدة المتطلعة إلى الثقافة.
افتتحت دار ابن الوليد نشاطها بإصدار كتاب (معركة التروستات) للفرنسي هنري بيري وترجمة نجاح الساعاتي، التي أضافت إلى نسبتها نسبة زوجها السباعي.
وتتالت إصدارات دار ابن الوليد، وما وصل إلينا منها:
- (مخاطر أزمة ومخاطر حرب) تأليف هنري كلود، ترجمة بدر الدين السباعي، حمص دار ابن الوليد 1956.
- (الصين في طريق الاشتراكية)، ترجمة بدر الدين السباعي، نجاح ساعاتي سباعي، حمص دار ابن الوليد، 1956.
- (أصول الحرية)، روجيه غارودي ترجمة بدر الدين السباعي دار ابن الوليد 1956. وقد أعيد طبع هذا الكتاب في بيروت عام 1973.
- (الحرب والشعوب) بدر الدين السباعي، حمص دار ابن الوليد 1957.
- (الاشتراكية الخيالية والاشتراكية العلمية)، فريدريك إنجلز، تعريب عبد النافع طليمات، تدقيق بدر الدين السباعي، حمص دار ابن الوليد 1957.
- (الإنسان قاهر الطبيعة) تأليف م. إيلين، ترجمة بدر الدين السباعي، نوري حجو الرفاعي، حمص دار ابن الوليد (؟؟19).
- (دور الفرد في التاريخ)، بليخانوف، ترجمة بدر الدين السباعي، حمص دار ابن الوليد
- (معطيات تكميلية لمؤلف لينين عن الاستعمار) فارغا ومندلسن، ترجمة بدر الدين السباعي
- (إغاثة الأمة بكشف الغمّة، أو تاريخ المجاعات في مصر)، تأليف تقي الدين أحمد بن علي المقريزي المتوفى سنة 845 هجرية. إصدار دار ابن الوليد. وقد قام الدكتور بدر الدين السباعي بوضع مقدمة مطولة لكتاب المقريزي بتاريخ 11 / 9/ 1956، سننشرهافي كتاب يصدر لاحقاً.
- وكانت دار ابن الوليد تنشر أسماء الكتب التي ستطبعها، ولا نعلم هل رأت هذه الكتب النور أم لا؟.. فاجتياح (المباحث السلطانية) لما حققته النهضة العربية أباد الأخضر واليابس، وعاد بالبلاد (ثقافياً وديموقراطياً) القهقرى سنين عديدة.
                 ***
بعد عودة بدر الدين السباعي من موسكو حاملاً شهادة الدكتوراه في الاقتصاد، استأنف نشاطه الفكري في تزويد المكتبة الماركسية العربية بجملة من الكتب والدراسات، وأسس في دمشق، بالتعاون مع زوجته نجاح، دار الجماهير كاستمرار لدار ابن الوليد في حمص. وجاء زمن أُطلق عليها: دار الجماهير العربية، أو دار الجماهير الشعبية.                
 إن أفضل ما قدّمه الدكتور بدر الدين السباعي للمكتبة الماركسية العربية كتابه: أضواء على الرأسمال الأجنبي في سورية) الصادر عام 1967. وتلاه كتاب (المرحلة الانتقالية في سورية: عهد الوحدة 1958 ـ 1961)، الذي صدر في بيروت عن دار ابن خلدون 1975.
الدراسة الهامة الثالثة لبدر الدين صدرت عام 1977 تحت عنوان (أضواء على قاموس الصناعات الشامية) . هذا القاموس ألّف الجزء الأول منه محمد سعيد القاسمي، ووضع الجزء الثاني جمال الدين القاسمي بالاشتراك مع خليل العظم. وبقي القاموس مخطوطاً إلى عام 1960 عندما نشر في باريس. وكان المؤلفون قد وضعوا الكتاب في أواخر القرن التاسع عشر، وتضمّن وصفاً لأربعمئةوسبع وثلاثين صناعة أي حرفة، زال القسم كبير منها أو استُبدِل بصناعات جديدة. والواقع أن دراسة النشاطات الاقتصادية والمظاهر الاجتماعية في قاموس الصناعات الشامية تقدم لنا مادة غنية عن الحرف ومشكلاتها في القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين. وجاء الدكتور بدر الدين السباعي فقدّم لنا قراءة ماركسية عن النشاطات الاقتصادية الواردة في القاموس.
العمل الفكري الثالث الجبار، الذي قام به بدر الدين السباعي هو ترجمة العديد من الكتب من الروسية إلى العربية تحت عناوين وسلاسل:  (أسس الاشتراكية العلمية) (أسس الاشتراكية العلمية في الاقتصاد الاشتراكي في البلدان النامية). (في الفلسفة).. وغيرها.                 
والعمل الرابع للسباعي هو الإشراف على مختصين يتقنون اللغة الروسية لترجمة مواضيع اقتصادية واجتماعية وفلسفية وتدقيقها من قبل بدر الدين، ثمّ نشرها في كتب صدر معظمها عن دار الجماهير. وأتى في مقدمة الأسماء، التي قامت بالترجمة: توفيق إبراهيم سلوم، فؤاد مرعي، عدنان جاموس، ومن ثمّ نجاح الساعاتي السباعي، أكرم سليمان، سعيد يوسف. ولم يكن هدف هؤلاء المترجمين، وبعضهم بحّاثة، الأجر المادي الضئيل، بل نشر الأدبيات الماركسية الصادرة عن (السوفييت).
                   ***
بعد استعراض أعمال السباعي هذه، لا بدّ من طرح السؤالين التاليين:
 أين تقف أعمال الماركسي بدر الدين السباعي في مسيرة (النهوض العربي) قبل نكسته الأخيرة؟
وهل ذهبت جهود الماركسي بدر الدين السباعي وأمثاله أدراج الرياح؟
  للإجابة عن هذين السؤالين لا بدّ من الإشارة إلى أنّ انتشار الماركسية في المشرق العربي هو أحد الحلقات الرئيسية للنهوص العربي في أواخر القرن التاسع عشر والجزء الأكبر من القرن العشرين. وهذا الانتشار الماركسي مرّ في أربع مراحل وهي:
 - الماركسية في العقود الأولى للنهضة العربية (حتى 1918).
 - انتشار الماركسية بعد ثورة أكتوبر في روسيا، وفي ظلّ النضال الوطني (حتى1945).
 - الماركسية في مرحلة صعودها بعد الاستقلال وانتصار الاتحاد السوفييتي على النازية
(1945)، والتغيرات الاقتصادية الاجتماعية في أمهات الأقطار العربية (حتى سبعينيات القرن العشرين). وكان الاتجاه نحو الماركسية هو السمة الغالبة لأقسام عريضة من التيارات القومية البورجوازية الصغيرة. وقد أصبح (الفكر الاشتراكي العلمي) يشكل الإطار العام لتطور الفكر الثوري العربي. وفي هذه المرحلة ظهر النتاج الفكري لبدر الدين السباعي الهادف إلى نشر الماركسية وتثبيت دعائمها في العالم العربي.
– الماركسية في مرحلة الانحسار المتزامن مع إخفاق التجربة الاشتراكية العالمية، واهتزاز البنى الاجتماعية العربية (الربع الأخير من القرن العشرين). وفي هذه المرحلة أخذت التيارات الإسلامية (أو الاسلاموية)، التي تراجع دورها في السابق، في الصعود لاحتلال حقول العمل السياسي والفكري وبالتالي الاقتصادي.
   ونشير هنا إلى تحوّل أقسام كبيرة من البرجوازيات الصغيرة العربية، من برجوازيات مناهضة للإقطاعية وداعية إلى العقلانية والعلمانية والديموقراطية والتنوير, إلى برجوازيات مهيمنة تبتعد عن العقلانية وتتنكر للتنوير ومنطلقات النهضة العربية، وتنهج طريق الاستبداد لترسيخ حكمها واستمرار نهبها للبلاد والعباد، دون أن تنسى استغلال الدين بأساليب متنوعة.
وفي خضمّ هذا التراجع العالمي والعربي لصالح عُتاة الاستعمار الأمريكي ودعاة الجمود والتحجر والانغلاق في العالمين العربي والاسلامي تبدو الإجابة (بنعم) عن السؤال المطروح: هل ذهبت جهود الثوريين (ومنهم السباعي) أدراج الرياح؟.. إجابة ملء الفم في هذا (الليل البهيم).. إنهم يرددون صباح مساء: لقد تبددت الأفكار المنادية بتحرر الانسان من ظلم (أخيه) الانسان المستغل الظالم.. وجاء عهد (الدولار النفطي) الذي يغذي طرفي النزاع الحالي.
  ولكن أليس التاريخ سلسلة حلقات مترابطة يأخذ بعضها برقاب بعض؟..  وما وصلت إليه البشرية اليوم من تقدم هو حصيلة جهود الآلاف من المبدعين، بناة الحضارة الانسانية من مختلف الأمم والنحل. وهنا يُطرح السؤال: هل عجلة التاريخ ستتوقف عن الدوران لصالح الطبقات المستغِلة؟.. وهل سيستسلم المضطهَدون والمظلومون إلى (يوم يبعثون)؟
  من يتمعّن في تطور التاريخ البشري يرى أن ثورة العبيد بقيادة سبارتاكوس لم تذهب أدراج الرياح. فقد كانت ولا تزال منارة للمنادين بالحرية، وملهماً للنهوض والتحرر في هذا الكون الفسيح.. ويوسف العظمة، الذي تصدى لجحافل الجيوش الاستعمارية بجسده الأعزل، هل ذهبت دماؤه هدراً؟
   وجهود الثوريين، سواء في عالمنا العربي أو في العالم، ستكون نبراساً للاجيال المقبلة لمتابعة معركة الحرية، حرية التحرر من الاستغلال والاضطاد والاستعباد... أليس العربي الماركسي بدر الدين السباعي من هؤلاء الثوريين؟
   والآن (نحن محكومون بالأمل)، كما خطَّ يراع سعد الله ونوس. وفي اعتقادي أن (الأمل)، الذي نشَده ونوس، علينا أن نضعه في الإطار التاريخي لتطور البشرية، الذي يشهد الانتكاسات والتراجعات، وأحياناً الكوارث، ولكنه يسير على الرغم من المحن صعداً نحو الأعلى، نحو الخير والتقدم.
عبد الله حنا

أو