Wednesday, March 28, 2012

محمد معروف - أيام عشتها 1949-1969




صادر عن "شركة رياض الريس للكتب والنشر"- بيروت كتاب "أيام عشتها" 1949 ـ 1969 الانقلابات العسكرية وأسرارها في سوري"للضابط السوري محمد معروف. ولد محمد معروف في متور من أعمال سورية سنة 1921. تخرج في الكلية الحربية برتبة ملازم في دير الزور. نقل إلى الفوج الأول في طرابلس وعين آمراً لمنطقة تلكلخوالتحق بالقوى الوطنية سنة 1945 بعد معركة مع الفرنسيين حيث حكم بالإعدام.
اشترك مع قوى البادية في حرب فلسطين كمعاون لقائدها ورئيس للشعبة الثانية.اشترك بانقلاب سامي الحناوي على حسني الزعيم وعين عضواً في المجلس الحربي الأعلى وآمراً للشرطة العسكرية. سرح من الجيش بعد انقلاب عسكري ودخل سجن المزة سنة 1950 ثم أبعد إلى لبنان. اشترك بالإعداد لانقلاب عسكري في سورية عام 1954 وحكم عليه بالإعدام.
عاد إلى سورية عام 1968 حيث اعتقل وزج في السجن لمدة عام كامل.توفي في 29/8/2009.قدّم لهذا الكتاب المحامي اللبناني نصري معلوف، وهو يضم 34 موضوعاً تروي أحداثاً شكلت مفارق مفصلية في تاريخ سورية الحديث، وشارك المؤلف في معظمها وعاين البعض الآخر.
أهم تلك العناوين التي لا يزال يشوبها الكثير من علامات الاستفهام: آل الأطرش في جبل الدروز ـ حرب فلسطين ـ الانقلابات في سورية ـ الاتحاد مع العراق ـ مقتل عدنان المالكي ـ حلف بغداد ـ مقتل غسان شديد ـ اكتشاف مؤامرة السراج على الملك سعود ـ الوحدة بين سورية ومصر ـ الوضع في لبنان ـ الانفصال ـ محاولة الانقلاب الفاشل في لبنان.





إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:

Monday, March 26, 2012

أحمد الشيخ - عاشق تراب الأرض







تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:


Thursday, March 22, 2012

إلياس خوري - يالو


الرواية: يالو
الكاتب: الياس خوري
الناشر: دار الآداب / 380 صفحة من القطع المتوسط/ ط 1 / 2002


الحب والعنف والحرب في" يالو" لم يكن وقوفا على الأطلال، إنه حفر وتنقيب في الذوات
والزوايا المعتمة من التاريخ واللحظة الراهنة. اختلط الحكي بالحبر بالدم، بذاكرة تحوم من
نبع في طورعابدين إلى بيروت، وكأنها الحكاية الخرافة والواقع في آن. الروائي" الياس
خوري" يسجل ومن خلال روايته " يالو" بصمة ألق إبداعي أخرى تضاف إلى قلمه وموقعه المتميز
في آفاق القص العربي الحديث.
للحب مقام وللحرب والعنف مقام، للهوية والقوميات  مقام، ويبقى المقام الحَكم، للسلطان
الذي يسنّ شريعته منذ القديم وحتى القنينة – الخازوق – يقصف ويهتك، وينقض مقومات الحياة
والجمال، ووحدها الكتابة واللغة تنتصر بخطابها المترع بالدلالات، التي تأخذنا بعيدا عن
مسمى كتابة "واقعية تاريخية" رغم تثبيت بعض التواريخ ( الشهر والعام والمكان )، ورغم أن
القارئ(ة) سيجد إحدى صوره، وعذاباته، بين السطور.
* * *
مقام الحب في يالو:
 سيفهم " يالو" قصة حياته بعد أن يدوّن حكايته وحين كل خيط في حياته يذكره برائحة وميراث
الدم، ، تنبجس الصور في ذهنه بتفاصيل تخرج من جدران السجن، صور تنساب لا يعود القارئ
يعرف أي منها حقيقي، وأي هو المتخيل، حتى لتغدو الحياة حكاية، عجينة يشكلها الروائي
وبحذاقة يعيد نسجها كلمة كلمة على لسان السارد " يالو " الشخصية الرئيسية ومن أقصى
الهامش في درك المجتمع.
يالو يتعرف على نفسه، تاريخه، انتمائه العرقي، يحاول أن يفرز ذاكرته ويخلّص هويته من
رائحة الدم والاغتراب التي لفحت سيرة أجداده وقذفتهم في أصقاع العالم. يكتب سيرة حياته
كما طلب منه المحقق:
" أوكد لك يا سيدي القاضي أنني صرت إنسانا آخر، أعرف قصتي لأنني كتبتها وسوف أكتبها من
جديد إذا أردتم ولكنني أشعر وأنا في السجن أنه لم يعد لي علاقة بالماضي... لم أتعلم من
الماضي سوى الحب .. نعم يا سيدي، لقد بدأ يالو حياته عندما اكتشف الحب لكن هذا الحب أيضا
كان سبب موته، يعني يالو وقع عندما وقف، وتشرشح عندما أصبح بني آدم "
الحب الذي أعاده إلى إنسانيته، كان سبب سجنه. عندما تنشق رائحة عشقه والبخور المنبعث من
قامة " شيرين رعد " التي أحبها في ظرف ملتبس، بعدأن اغتصب نساء عديدات بغية السرقة وبعد
أن تورط في الحرب وأصبح " تيسا" وانضم إلى " كتيبة التيوس " في حي السريان، المصيطبة
بيروت، ضاع ولم يعد يفهم إذ اختلطت عليه الهوية وأحاديث جده الكوهنو أفرام السرياني،
الذي نجا من مذبحة " عين ورد" التي ارتكبها الأتراك والأكراد بحق السريان في بدايات
القرن العشرين " اسمي يالو، دانيال جلعو، ابن جورج جلعو ولقبي يالو. من حي السريان في
منطقة المصيطبة بيروت ... أمي غابي، غابرييل هابيل أبيض، أعيش مع أمي وجدي، وأبي لا
أعرفه .. أعرف أن جدي الكوهنو أفرام أبيض وافق على زواج أمي من أجل حل مشكلة كبيرة
..وكان جدي يقول أنهم هناك يحكون (سريويو) في الشوارع وصار عندهم راديو تلفزيون
بالسريويو، بس هذا لا يفيد لأن اللغة خارج أرضها تموت .. اسمي الكامل دانيال جورج جلعو
مواليد بيروت 1961 ... " ص 179 – 187
يالو ماثل أمام المحكمة بتهم السرقة والاغتصاب... يالو يحلم أن يعود إلى الحياة تائبا
ليعتني بأمه  غابي وليعيش حياة نظيفة كما جده الذي كان ينسخ أقوال ( مار أفرام السرياني)
حتى اختلطت عليه اللغات التي كان يجيدها ( السريانية – الكردية – العربية ). عينة من
الشباب الذي وقع ضحية الحرب، قاتلوا وهم لا يعرفون لماذا؟ كان لهم نصيب من خراب المرحلة
وسجونها ولم يعرفوا بعد لماذا؟!
الكائنات حين تفقد هويتها وحبها، تفقد  لون بشرتها وتتجعلك روحها وتقاسيم وجهها. هذا ما
آلت إليه أم يالو " غابي " المهووسة بالمرآة تتأمل وجهها، تطلب من ولدها أن يقول لها هل
حقا يرى وجهها؟ مقتنعة بأن المرآة قد بلعت وجهها، لأن علاقتها بالمرآة بدأتْ حين تعرفت
على الحب ووجهها وجسدها في علاقتها مع الخياط " الياس الشامي" الذي كان يختلي بها ثم
يطلب منها أن تنظر إلى نفسها وجمالها في المرآة، العشيق الذي هجرها، كما اختفى زوجها من
قبل. من خلال السجن يعيد تقييم حبه لأمه ولنفسه ولشيرين ويكتب من أجل الآخرين الذين
ضيّعوا حياتهم" أنا لا أحب القصص التي يكون أبطالها رجالا. بطلة قصتي ستكون غابي بشعرها
الطويل الذي يتذهب أمام البحر وعشيقها الخياط ووالدها الكوهنو، وابنها الذي ضيع حياته..
" ص 379
* * *
مقام الحرب في يالو:
في الأوراق المطلوب تقديمها للمحكمة، يلخص يالو سيرة حياته التي تبقى غامضة " حكاية يالو
يا سيدي اسمها الحرب .. " ص 290 . خاض في الحرب والدم حتى ركبتيه، الرائحة التي كانت
تزكم أنف الأم " أنا باكره ريحة الدم وانت الدم واصل لركابك .. " ويكتب تفاصيله مع هذه
المدينة من خلال رائحة البخور، رائحة الكنيسة رائحة جسد" شيرين" وصنوبر الحرش الذي أقام
فيه يحرس فيللا الخواجه " ميشال سلوم " ويحرس رغبات وجسد " رنده " زوجة الخواجه الغائب
كثيرا. تختلط الصور وبذاكرته عن جده " الكوهنو قال إنه حلم ليلة موته بأنه عاد إلى عين
ورد حيث رأى أمه تلف شعرها المبقع بالدم كوكينة حمراء ...كان شعر أمي كوكينة حمرا، وكانت
تضحك، يمكن ماماتت، يمكن خطفها الكردي، قال أفرام قبل أن يغمض عينيه على الضوء الأبدي .
" ص 80 .. السارد يقتنص دهشتنا عبر تفاصيله، يحبك الخطاب الباطني باللغة المحكية
اللبنانية في كثير من الصفحات، ببعض الكلمات السريانية في حديث الجد والأم.  يشيد الكاتب
" الياس خوري " جمله بانسياب شعري عميق وصور متلاحقة من السرد المنتبه المشدود الشبكي،
ونخلص إلى التباس وعتمة، كلما قبضنا على التفاصيل لنكمل الصورة فيشهق الفراغ فاجعا
وحزينا، لذلك يعيد يالو كتابة جديدة ليعود الى الصفر في النهاية " إذا لم أجد نهاية
القصة فكيف سأكتب؟ " 379. إنها كتابة المحو، أمام هزيمة الفرد والمجتمع حين انكسار
الموازين والرؤية – الحق والعدالة.
الرواية وقفة على أطلال الحرب من عمق الذات المكسورة، صرخة مخنوقة تحاول أن تنبش الفاجعة
الإجتماعية، أثارها السيكولوجية والانهيار الأخلاقي والسياسي، الذي أطاح بكثير من النفوس
التي لم تختر أن تكون أداة في هذه الحرب وجدت نفسها هناك بأكثر من صيغة. يصرح يالو أنه
اقترف الزعرنة، أخفى المتفجرات في الشقة، سرق وكان يحلم أن يشتري بيتا ليتزوج شيرين التي
أحبها، التي قدمته للمحكمة بتهمة مطاردتها واغتصابها. يعترف يالو ببعض الاتهامات ويصرح
للقاضي بأنه لا يعقل أن يقضي رجل نحبه في السجن لإنه "نام مع عدد من النساء " والبلاد
نخرها الفساد. لم يختر يالو مقامه من هذه الحرب الفاجعة، إنه ضحية، وأصبح له ضحايا!
* * *
مقام الحِرْش في يالو:
 يالو يخدم ويحرس الفيللا، يعيش علاقة جنسية مع السيدة الأربعينة " رنده " التي جعلته
يتعرف على جسده ورغباته في حرش الصنوبر الذي يقع تحت كنيسة مار نقولا اتخذت حياته مسارا
آخر. بدأ يتلصص على السيارات التي تأتي إلى الحرش، يتفرج على الأشخاص الذين يهربون من
المدينة ليمارسوا الجنس في السيارة. بدأ بالفرجة، وشعر بالمتعة، اقترف السرقة من أصحاب
السيارات، تورط في أكثر من اغتصاب، ثم وقع في حب شيرين التي ألتقاها في الحرش حين كانت
مع رجل آخر في سيارته " رأيت ياسيدي بعضهم كان يأتي في وضح النهار، وهؤلاء أقلية ولا شك،
أحدهم كان يأتي في العاشرة صباحا وهذا أوقح رجل في العالم، كان يأتي ويركن سيارته قرب
شجرة الجميز الضخمة ويضاجع المرأة وكنت أرى نهديها الكبيرين من خلال الاغصان .. كان ينام
معها على الكرسي داخل السيارة .. " ص 217
ويعترف أنه تورط في اخفاء متفجرات وقبض " مبلغ قدره 500 دولار أمريكي من أبو أحمد النداف
وكان معنا في ثكنة جورج عرموني وأغراني بالمال، وطلب مني أن أخبئ الأغراض في بيتي .."
أما تاريخ كتابته فيدونها في شهر شباط 1992 في السجن.
الحرش والفيللا والعلاقات الجنسية المسروقة، بوتقة الحدث، والبؤرة المصغرة لواقع فادح
أكبر، واقع متورط في حبه وحربه، لدرجة التباس الصورة بالأصل، الحقيقة بالتهيؤات. نطالع
تفاصيل  الشبق والمغامرات الجنسية في صفحات من أحاديث شيرين ويالو، في المطعم " حين
أعتقلوه في بيته الصغير، لم تخطر بباله شيرين، أعتقد أن المدام وشت به لأنه بدا يرى
الكراهية في عيون مدام رنده منذ مدة، حتى عندما كان ينام معها كان يشعر أنها لم تعد تنام
معه، بل تنام به" ص 95
* * *
مقام الهوية والذاكرة في يالو:
ينزلق المكان، والزمان مفتوح عل هاوية. تعود الذاكرة إلى طور عابدين ومذبحة أجداده كما
يرويها الجد " هابيل أبيض " مواليد عين ورد. كل حكاية أو واقعة يحكيها لشيرين أو للقاضي
أو للأوراق تبدأ من المكان الحالي بيروت ( الفيللا – بلّونة- الحرش- عين الرمانة –
المصيطبة- بيروت .. ) لتتقاطع مع شجرة عائلته الملتبسة عليه. يالو لا يعرف والده لأنه
اختفى قبل أن يولد.. ويكتب بالعربية لأنه لا يعرف لغة سواها، جده يتكلم السريانية والأم
ترد عليه بالعربية، جده نسي الكردية التي تعلمها حين أصبح كرديا وأطلق عليه اسم "أحمد"
حين  تبناه " الملا مططفى " في القامشلي شمال سوريا، بعد أن ذبح أهله السريان في عين ورد
التي طفح الجوري الأحمر على نبعها الذي غرق بالدم هناك حيث هام الأطفال، حتى أصدر الملا
مصطفى توصية بتبنيهم، وتسميتهم من جديد. " لا أعرف لماذا أكتب هذه القصة الآن يا سيدي،
رغم علمي أنها لا تهمكم ولن تضيف جديدا إلى التحقيق. فالجرائم تم الاعتراف بها كلها
ولكنني أكتبها من أجل يالو المسكين فتكون هذه هي المرة الأولى التي يستمع فيها إلى حكاية
جده كاملة " ص 305
من زنزانته الانفرادية وبعد حالات التعذيب والانتهاكات التي يخضع لها، يعود ليمسك القلم
ويغرق في سرد الحكايا للورق، يريد أن يعترف ليخلص من ميراث الدم. يعاود الكتابة عن جده
الذي هرب إلى بيروت وتعلم ودرس اللاهوت فيها " بعد عشر سنوات على المذبحة وبعد الهزيمة
العثمانية في الحرب العالمية الأولى وانحلال الدولة، بدأ بعض سريان مناطق طور عابدين
الذين لجأوا إلى القامشلي في شمالي سوريا، بالبحث عن أولادهم، وهنا تعرف جدي على خاله
عبد  المسيح أبيض ... في القامشلي استرد جدي اسمه الاصلي لكنه فقد هيوته، لانه صار كرديا
في نظر الناس وشعر بالغربة.. " ص 365 .
جده الكوهنو لم يستطع العيش مع خاله السرياني في القامشلي، فانطلق الى حلب ثم إلى بيروت
ومعه عنوان كنيسة القديس سيوريوس في المصيطبة بيروت. ينزاح الخطاب محملا بالدلالات،
بدهشة وقلق حكاياته المحيّرة، حين يأتي والده الكردي (الذي تبناه حين كان عمره 3 سنوات)
ويطلب منه العودة الى "عين ورد" ليرث أرضه وليزوجه من ابنة عمه " بقي الكوهنو واقفا محني
الرأس بين يدي الشيخ، أمره الملا بالجلوس فجلس هابيل على طرف الكنباية ودار بين الرجلين
حديث بلغة غريبة .. شربا الشاي ودخنا ... بكى الكوهنو وبكى الملا ثم حين وقف الملا
استعدادا للخروج انحنى الكوهنو مرة ثانية على يده وقبلها ... " مابين حرش " بلونة" في
بيروت وحرش عين ورد تنبعث ذاكرة ملطخة بالدم والعنف، تتقاطع بأعماق الإنسان والاغتراب
هوية ومكانا وتاريخا.
تسرد الرواية مغامرةها اللغوية فتخلّف حكاية للذاكرة.
* * *
مقام الزنزانة في يالو:
جلسات التعذيب والتحقيق والانتهاك في أبشع الصور، يتعرض إليها يالو، والمحقق يريد أن
يسمع منه ما لم يرتكبه، المحقق لم تعنه ولن تعنه قصة يالو الحقيقية، أصله وفصله أجداده
وعائلته. في الفصل الأخير من اعترافاته وحين الحكاية مكتوبة من أولها إلى آخرها يعطيها
للمحقق فيسخر منه ويرميها فوق المياة الآسنة، يتعذب يالو ولن يكون له حرية أن تمتد يده
إلى أوراق الحكاية التي تسقط وتموت ثانية. يقهقه المحقق " ما تآخذنا مسيو يالو، ما
تآخذنا عذبناك معنا، قصتك سخيفة وما بتستاهل، اكتشفنا عصابة المتفجرات، واعترفوا بكل شي
وانت ما إلك علاقة. انت مجرد واحد عرس وتافه وتهمتك ياللي رح تتحاكم عليها هي السرقة
والتعريس بنسوان العالم.. منشان هيك ماكان في لزوم لكل هاالاعترافات" ص 367
يملكون الجواب، إلا أنهم جعلوا يالو يجلس على" القنينة" في حفلة تعذيب لها مثيل في سجون
البلاد، حيث الكرسي الكهربائي والقنينة، الزجاج الذي يخترق القفا، وبدون أن تكون هويتهم
القومية- كردية أو سريانية أو عربية .. -  سببا لعقوبتهم بهذه البربرية. حكاية  يالو
سقطت في المياه الآسنة، لتلقتطها ذاكرة السارد لتعمدها بحبر الحقيقة والصدق، ولنلتقط نحن
القراء بعض خيوطها وصرخات الألم من الذاكرة وإلى حيث يالو الواقف على عرشه، على القنينة.
العذابات تمحي كيانه الشخصي، فيخلق ملكوته الآخر من حبر " أنا الآن أكتب عن يالو الذي
رفعتموه إلى أعلى القنينة واسميتموها العرش، يالو على العرش، كأنه ملك الموتى.. أراه
ميتا والميت لا يكتب لأنه يموت .... أنا دانيال أكتب، وسأكتب كل ما تريدونه عنه وعني وعن
جميع الناس، أما يالو فلا ... أنا جسد وهو روح، أنا أتألم وهو يطير، أنا نزلتُ عن
القنينة، أما هو فيجلس على العرش"
تنزف " يالو" وقائع الموت وسقوط مقومات الحضارة الروحية والمادية، وترتفع بقيمتها من
الخلق الإبداعي وتحتاج إلى وقفة أخرى وعلى مستوى آخر من لعبة الكتابة، لغتها في العشق
والموت.
* * *
الرواية والتأريخ وقبور عائلتي:
للكاتب أن يكرس أو ينفي عن الأحداث الروائية واقعيتها وتاريخيتها، وللقارئ(ة) حرية أن
يستلّ من الحبر خيوط ذاكرته وقبور أجداده وتاريخهم الذي لم يكتب كاملا.
ثمة ما استوقفني شخصيا في بوتقة هذه الرواية، وهو الحقيقة التاريخية في " يالو ". بين
خطوطها  وجدتُ ذاكرة لأجدادي وجداتي وحكاياهم الشفاهية! المتتبع لأحداث الرواية سيجد
الطريق ممتدا سردا متقدا من " عين ورد إلى القامشلي ... إلى بيروت إلى السويد ودول
مهجرية أخرى، وهذا ما يجعلني أرى عبر شبكة الذاكرة، الطريق التي قصها أفراد من عائلتي
"السريانية" التي تبعثرت في الجهات. بعضهم ترك قبورا في عين ورد، ومايزال بعضهم هناك
يحرس القبور ويعيش في آزخ " وبعضهم ترك قبورا في القامشلي والمالكية، وقبورا في بيروت
وأخرى في السويد وضواحيها. وفي الختام يحق لنا الإنتماء إلى صفحة الإدب الإنساني الشاسع
الحلم.
جاكلين سلام
شاعرة وكاتبة سورية – كندية

هامش: ولد الياس خوري في بيروت 1948 ، درّس في جامعتي كولومبيا ونيويورك في امريكا، وفي
الجامعتين اللبنانية والأمريكية في بيروت، ترجمت أعماله الى الانكليزية والفرنسية
والألمانية والسويدية.
صدر له العديد من الدراسات والقصص والروايات نذكر منها: عن علاقات الدائرة – الجبل
الصغير – مملكة الغرباء – باب الشمس – رائحة الصابون و يالو.





إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html



تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:

Wednesday, March 21, 2012

محمود محفوض - تاريخ حرستا




يتحدث الكتاب في تاريخ حرستا ودراسة تطورها عبر التاريخ ومعالم آثارها والأعلام الذين ظهروا فيها وهو الأول من نوعه في كافة أرجاء الوطن العربي إذ لم يبحث هذا الموضوع من قبل وهذا من أبرز صعوبات هذا البحث وحرستا هي جزء من غوطة دمشق ولا يمكن معرفة الجزء إلا بمعرفة الكل. وفي الكتاب تطور حرستا عبر التاريخ, معالمها الأثرية, الصناعات اليدوية فيها, اللهجة والعادات والتقاليد, أعلام حرستا, عائلات بلدة حرستا.


http://www.mediafire.com/?gp8aqpxf7ahlf51



إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html





Friday, March 16, 2012

ديمة ونوس - تفاصيل


تسعةُ شهورٍ تحملُ المرأةُ جنينها ، تعيشُ حملَها ذاك لحظةً بلحظة ، بخوفها من آلامِ الولادة حيناً ، و تفاؤلها بمجيء كائنٍ ترسمه حسب أحلامها حيناً آخر .. برهبتها من أسرار هذا الكون العجائبي فيما تواكب نمو جنينها تارةً ، و فرحها بخصوبتها تارةً أخرى .. و تسعةُ تفاصيلٍ حملتها المجموعة القصصيّة الأولى للكاتبة ديمة ونوس ، الصادرة عن دار المدى للعام الجاري 2007 بعنوان تفاصيل ، حيث أودَعَتْ جنينَ الحياة في جوفِ كتابٍ تجاوز المئة صفحة بصفحة واحدة ، ليمثِّلَ كلُّ تفصيلٍ من تفاصيلها التسعة ، نموذجاً إنسانيّاً مشحوناً بمشاعر متنوّعة ، و أفكار عدّة ، و وقائع و هواجس و أشياء أُخَر تتضافر جميعاً مُشكِّلة الحياة بكاملها .
على طول المجموعة ، يتعثّر القارئ بإشارات علنيّة لروحِ فسادٍ تلفُّ واقعَ شخصيات ديمة ونوس ، أو بالأحرى تفاصيلها ، حيث النبرة الساخرة لا تفارق السطور .. و ربما لا تشير الكاتبة للفساد من باب النظرة من زاوية سلبيّة ، إنّما من أجل إسقاط الضوء على ما يجري في واقع الشخصيات المُقْتَبَس من واقعها نفسه ، ممّا يحرِّض على النهوض به إلى واقع يبتعد عن وحشيّة الحياة ، و يقترب إلى حياةٍ أكثر إنسانيّة ..
و توظّف الكاتبة شخوصها ليؤدّوا الأدوار المقترحة من قبل أفكارها ، عبر مواقف متنوّعة ، و أحوال مختلفة ..( جهاد ) مثلاً هو ابن السياسي السابق الذي سيظلّ عظيماً _ برأي ابنه _ مهما توالت السنوات على تقاعده و على موته حتّى ، لذا يريد أنْ يهيمن على كلّ شيء ، و أنْ يكون السياسي و التاجر و صاحب الشركات و المثقف و منتج الأفلام و الأغاني و مموّل المسرحيات ، و كلّ ذلك تحت شعار : ( دعم الاقتصاد الوطني ) .. فشخصية ( جهاد ) تطرح نموذجاً شاع للغاية ، و هو رأس المال الذي يريد ابتلاع كلّ شيء ، و قَرْنَ اسمه بكلِّ مُنْجَزٍ ، متجاهلاً أنَّ هذا العصر هو عصر الاختصاص ، و أنّه لا يمكن لأحد مهما امتلك من الثروات أنْ ينجحَ في أداء الاختصاصات جميعاً ، بل لن ينجح _ في حال محاولته اقتراف ذلك _ إلاّ بإضافة فشلٍ جديد لأمّته .
في حين تُرى ( مها ) صحفيّةً ملتزمة ، قضت سنوات عملها الصحفيّ كلّها متبنيّة لقضية الظواهر الطبيعيّة ، دون أنْ تتدخّل بأي قضية أخرى لا قولاً و لا كتابة ، لكنّها تخلّت عن قضيتها تلك ، مقابل منحها منصباً هي نفسها تعي أنّها ليست أهلاً له .. فتفصيلُ ( مها ) يطرح فكرتين واقعيتين : الأولى هي نظرية ( الشخص المناسب في المكان المناسب ) التي غالباً ما لا تُطبَّق في المناصب الإدارية ، و الثانية هي تلك الظاهرة التي تُسمّى بـ صحافة الكرسي ، و هي بمعنى من المعاني تعني اللاصحافة .. تقول القصّّة عن مها : " و لم تعد الزلازل و البراكين هي المواضيع الوحيدة التي تفجّر صوتها و تحرّره ، فالكرسي غالي الثمن ، و الحفاظ عليه يتطلّب تنازلات قاسية "ص31
و تعتمد الكاتبة في مجموعتها مبدأ الثنائيات ، و هذا بديهي أمام قصص تتناول الحياة ، فالحياة أرضٌ و سماء ، خيرٌ و شرّ ، بردٌ و حرّ .
و يتجلّى هذا المبدأ في شخصية ( جعفر ) ، و هو سياسي ، و شخصية ( همام ) المثقف .. فالأوّل كان خلال اعتلائه لمنصبه الرفيع يستمدّ من ( همام ) _ لا شعورياً _ الدعمَ لأفكار متأصلة فيه ، لكنّه اضطر أمام غواية المنصب أن يخرسها ، و الثاني هو نموذج المثقف الذي لا يستطيع أنْ يُسمّى حرّاً _ في ظلّ ظروف سياسيّة و أمنيّة معيّنة _ إلاّ بدعم إحدى الجهات العليا .. و لا يشكّل المثقّف و السياسي هنا أيّة ثنائيّة ضديّة أو مفارقة ، على العكس ، فهما عبارة عن ثنائية تكامليّة ، كثيراً ما يراها المرء مجسّدة في واقعه المُعاش ، إلاّ أنّ المفارقة تكمن في شخصيّة ( جعفر ) السياسي ، و شخصيّته بعد تجريده من منصبه ، فقد تحوّلت الشتائم و الرّكل إلى صمت و تأمّل عميق في السماء و الياسمين ، و حتّى في الدخان الذي يلفّ المدينة ، و هذه نقطةُ تفاؤلٍ تُسجَّل لصالح حبر ديمة ونوس ، إذ إنّ الحياة ستكون بخير لو أنَّ حال كلِّ سياسيّ متقاعد أو مجرّد عن منصبه يؤول إلى ما آل إليه حال جعفر : " لمح جعفر ابتسامة همام العذبة من وراء الباب االخشبي ، قبّل عينيه بحنان مفرط و دخل بارتباك كأنّه يتعلّم المشي للمرّة الأولى " ص20
و تُكمل المجموعة تقديمَ نماذج عبر تفاصيل بشريّة متعدّدة الألوان ، فها هي ( حنان ) تتدخل في شؤون السياسة و الإدارة و التجارة و تبادل الصفقات ، رغم أنّها امرأة لا تقرأ الجرائد و لا تعنيها أخبار الدنيا ، لكنّها تمارس تدخلاتها تلك ، تبعاً لمنصب الذي يكون عليه صاحبها ، و غالباً ما تعود صحبتها تلك عليها و على زوجها بالخيرات .. تأمر و تنهي و تقول للشيء كنْ فيكون ، فقط لأنّها جذّابة إنّها مثالٌ حيّ على سلطة العهر ، تلك السلطة التي تتحكم بمصائر الفقراء و الأغنياء بجبروتٍ أعمى .
لقد اهتزَّتْ أساسات الحياة ، و لم يعد يُعرَفْ الصالح من الطالح ، حيث الأقنعة آلهةُ العصر ، و الكلّ يختار القناع الذي يناسبه ، و ما أنسب الدين لاتخاذه قناعاً طاهراً ، يلوذُ المرءُ خلفه آمناً من الفضيحة ، مرفّعاً عن ارتكاب العيب ، مغبوطاً من الآخرين على وسع مطرحه في جنّات ربّه .. هذا ما أرادت الكاتبة إيصاله عبر تفصيل ( عمر ) ، النائب البرلماني الذي بنى مسجداً بعشرات الملايين ، في حين لم يشغل باله صباح افتتاحه إلاّ كيف سيستقبل أهم المناصب المدعوّة ، و ماذا سيقول في كلمته الافتتاحيّة ، أمّا القصد الروحي من بنائه لذلك المسجد ، فلا يلمحه القارئ في سطرٍ من سطور القصّة .
و لا يفوت الكاتبة أنْ تُفْرِد للفقر مساحة بين تفاصيلها ، فهي تُقدِّم نموذجين عن الفقر ، الأوّل هو ( سميح ) ، السائق العمومي الذي يموت جوعاً إنْ لم يُشِرْ له أحدهم و يطلب إليه إيصاله إلى مكان ما ، ليس لأنَّ المبلغ الناتج عن إيصال الزبائن كفيل بتأمين لقمته ، بل لأنّه يعيش على هموم الناس ، و يخون الفقر فيهم ، فيصوغه في تقارير ـ و يقوّله كلاماً و شتائم لم ترد أصلاً ، و يتقاضى أجره المُسْتَحَقّ على ما قدّمه من خدمات .. أمّا النموذج الثاني ، فهو ( محمد ) ، و عبره تطرح الكاتبة فكرة أحلام الفقراء ، فـ ( محمد ) هو السائق الخصوصي لسيدة ثرية ، و هنا يمكن للقارئ أنْ يتصوّر المفارقة الكامنة بين سائق السيارة و صاحبتها ، و ما يمكن أنْ تبعثه جولات تلك السيدة السياحية ، و مشاويرها للأسواق ، في نفس ( محمد ) المسكين ، الذي كان أكبر حلمٍ حلمه في حياته أنْ يتباهى بقيادة سيارة الـ (BM W ) على طريق دمشق-بيروت .. لكنّ أحلامه تفاقمت يوماً بعد يوم ، مع مرور السواق و المحال التجارية الضخمة ، إلى أنْ تنهي القصّة نفسها بنفسها : " كان يحلم باستبدال الزريبة التي يعيش فيها مع زوجته و أولاده ببيت حقيقي تدخله الشمس من شباك واحد على الأقل ، ثمّ صارت السيارة حلمه الكبير ، فامتلاكها يسهل عليه العمل و يزيد الربح ، صار بعدها يحلم بمنح أطفاله الستة حياةً كريمة .. ثمّ تخلّى عن الحياة الكريمة و السيارة و البيت و اختصر حلمه و حجّمه ، فصارت العودة إلى البيت مساءً بعد يوم شاقّ محشو بالإرهاق و مندّى بالعرق هي الحلم الأكبر الذي يحقّقه ( محمد ) على الأقلّ في كلّ مساء "ص101
و لفساد الإدارة تفصيلٌ يلعبه ( فؤاد ) ، فتصوّره القصّة ينتقل من كرسي إلى آخر ، حاملاً معه وباء فساده ، لكنّ الطرافة أنّه حين يُعيّن مديراً لهيئة مكافحة الفقر ، يمتثل له أحد الموظفين الذي يفوقه فساداً ، و يُعيدُه لمنزله إلى الأبد من خلال تقريرٍ صغير ، يصوغه ضدّه بما يُحرِّض على بثّ القلق فيما يتعلّق بأمن الوطن الذي هو أغلى من أيّ شيء ، حسبما ورد في التقرير .
و يستكمل جنين الحياة نموّه المنطقي عبر تفاصيل ديمة ونوس ، فالمرأة التقليديّة تفصيلٌ حقيقيّ منتشر كما ينتشر كلٌّ من السياسي المجرّد من منصبه ، و المدير الفاسد ، و الساقطة ، و الفقير ، و الصحفي الخائن لمهنته ، و مدّعي الإيمان ... و ( سهر ) هي التي تلعب دور تلك المرأة ، ففضولها محصور بالتلصص على جيرانها ، و باستقبال جارتها عند الصباح ، و بالإصغاء لدروس معلّمة الدين ، و تتويج زوجها ليلة الخميس بوصلة رقصٍ حارّة..
ربما نجحت تفاصيل ديمة ونوس بعرض مشاهد متنوّعة من الحياة عبر ملكة الكتابة ، محاولة إظهارها بصورة متكاملة ، إلاّ أنّ تفاصيلَ عديدة لاتزال تعيش رغبة المشاركة في لوحة الحياة التي لا يمكن لها أنْ تكتمل في أذهان القرّاء دون إضافات يمارسونها بما يحلو لهم من خطوط و ألوان .
نادين باخص - الحوار المتمدن




إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:


Tuesday, March 13, 2012

خلف علي الخلف - التنزيل


استدراج الشعر الي منطقة شبه مهجورة: التنزيل للشاعر السوري خلف علي الخلف
 إبراهيم قعدوني

ما الذي يجعلنا نُعجَبُ بنصٍ شعري؟ ربما تحتاج مقاربة هذا السؤال إلي مساحةٍ تتعدي هذه القراءة العاجلة، علي أنَّ الحدّ الأدني لتحقيق شرط الإعجاب يتوقف حسب ما أري علي قدرة هذا النص علي توسيع مساحة المشترك بينه وبين قارئه مستنفراً حواسه ووعيه وذاكرته وإرثه النفسي واللغوي والمعرفي مفسحاً المجال أمام تفاعلٍ خلاَّق بين النص والمتلقي، والذي يعتبر بدوره أحد أهم مميزات الفعل الإبداعي.
في مجموعة (التنزيل) وهي المجموعة الثانية التي يصدرها الشاعر السوري خلف الخلف بعد (نون الرعاة) ـ أثينا ـ 2004، يطالعنا الناحل بنشيده تارةً ونشيجه تارةً أخري ملقياً نرد أسفاره في وجه زمنٍ قاحل يحاصر ذاتاً منهكة بخصوبتها تقلب الوجود باحثةً عن وجهه المفتقد. يبدوالمشهد صحراوياً بامتياز، وتتكرر جدلية الوحشة والخلاص، التجريد والتجسيد في تصاعد درامي يمنح النص حيوات إضافية تدخل القارئ إلي ثراء مشهدها المحتدم حيث الهجرات والفجائع و الأنا الضالة.
أمام هذا الجدب تحضر اللغة الحافلة بالمجاز كخيارٍ يركن إليه الناحل الأعزل وهو يطارد برهته التي لا تأتي، لغة يمكن وصفها بالحارَّة والنزقة وربما ـ غير المصفَّاة ـ حيث يبدو النص في بنيته السطحية قائماً علي لغة فصحي وبلاغة أقرب ما تكون إلي التقليدية، الحقيقة التي تعكسها مناخات المجموعة ! إلاَّ أنَّ قراءةً عنيدة ستحيلنا إلي مستوي آخر ينطق بالجديد والآسر فعلاً والذي يتجسد في خروج النص علي البيان التقليدي ونسفه للمجاز المكرَّس مقترحاً علاقات طازجة لتأسيس الجملة الشعرية تخصه وحده وتشير إلي ثراء قاموسي يحسب لهذه التجربة، حيث أنّنا نتعقَّب بعض المفردات وهي تنتج دلالاتها الخاصة عبر سياقات النصوص ومن الملحوظ أن المجموعة تتمسك ببعض المفردات التي تتكرر في أكثر من نص، ما يشبه عملية توليد تراكمي للمعني وقصدية واعية في رسم الدلالات (الناحل، النبوّة، الموت...الخ).
أمَّا من ناحية الشكل فيمكننا تمييز ثلاثة أقسام رئيسية، ضمَّ القسم الأول خمسة نصوص طويلة نسبيا هي: (وريث البراري ـ صبوات السيف ـ ندب علي قبور الجهات ـ سَدْو الغياب) بينما ضمَّ القسم الثاني ستة نصوص وهي: (حجر الليل ـ العاشق ـ مات هناك ـ شمس الناحل ـ المِروَدْ والمكحلة ـ الجسد سؤال اليابسة) وهي نصوص قصيرة مقارنة بسابقاتها، بينما حمل القسم الثالث عنواناً رئيسياً وهو: (مآتم الذاكرة) مع عناوين فرعية للنصوص القصيرة التي جاءت بلون مختلف عن السمة العامة للنصوص السابقة من ناحية الاشتغال.
يستهل الشاعر مجموعته باقتباس للحلاج لو ألقي مما في قلبي ذرة علي جبال الأرض لذابت وإني لوكنت يوم القيامة في النار لأحرقت النار ولو دخلت الجنة لانهدم بنيانها .
إنها بمثابة توطئة لما سوف يأتي في المتن؛ نصوص زاخرة بالترحال والقسوة، تيه بشريّ ومكانات مذبوحة في مشهد تراجيدي/ جنائزي، حيث الأشياء مبعثرة وحيث الناحل بنشيده يحاول لملمة ما أمكن من طريق زمنٍ يلتهم كل شيء.
في نص (وريث البراري):
الناحلُ
علي ضفاف الأبد ينزع السلاسل، مرتجلاً مهده حافراً
قبره عند وسادته
يقرأ الرؤيا كما وردت علي لسان يوحنا
يسرق الكتاب من رُفة العرش، يفضُّ أختامهُ
ينفخ الشاعر في الناحل من روحه ويلبِسُه منطوقه ويخلع عليه أسفاره فيما يشبه حالة تطابق بين ذات المؤلف وذات النَّاحل الذي حين مشي علي الماء نقر الطيرُ خطاه ومحي الوقت آثاره، تائه في ملكوت هواجسه واغترابه يلوّح بمواويله الجريحة كحال معظم الذين شربوا من الفرات، فكأنه سقاهم أوجاعه مدسوسةً في الماء! ينوح الناحل متوجساً أنثاه، مسنداً أيامه إلي جرَّتها ممجداً رائحتها وهوالمزكوم بالفقد:
مثلكِ رائحة الأزل تفوح من أردان الخالق....
أجدل ضفائرك بأصابع الشغف وأهجو المدن التي أنجبتني
لم أفتح أزرارها، لم أمدّ يدي إلي أشجارها
غير أنها أخرجتني من ملكوت الفاطرِ، الذي تسبح باسمه
الديدان وعاشقة تنام علي حبلٍ من مسد .
للعنوان الذي اختاره خلف لمجموعته تعاقداته الداخلية في النصوص بلا شك، هناك قصدية مدروسة للعنوان يمكن الاهتداء إليها من سياق نصوص عديدة حيث تبدو جلية في نص (وريث البراري) والذي يشبه بطاقة التعريف بالذات الناطقة:
غير أن النشيد باغتني في صباي
علي ظلي هبط الوحي وسالت عليّ النبوة
فزمَّلتني العاشقات
إنها رؤيا الشاعر، يقارع بها خواء يتربصه وتناقضات تفتك بلحظته وتقوِّض مشروعه القائم أساساً علي هدم الراهن وبناء المتخيل/ المفقود، لذلك ها هو يلجأ إلي الغيب/ الميتافيزيقي كي يتحلل من تناقضات الواقع ويبتكر آلية دفاعية تساعده علي التكيّف.
يمكن القول بأن هذا العمل يبلغ ذروته الفنية في نصِّه الأهم (ندب علي قبور الجهات) والمهدي إلي الشاعر الراحل عبد اللطيف خطَّاب*:
يقف النص علي تخوم الملحمة إن لم نقل بأنه ملحمة تتداخل فيها الأصوات وتقف وراءها أنا ترصد الأشياء بعين النبوة تارةً وبعين النادب تارةً أخري، نص ذو ملمح مسرحي، واعٍ لهذياناته، حيث تتفاعل ثلاثة أصوات محورية في النص لصياغة نشيد فاتن يمسك بإيقاع مضمر أحياناً ومعلن أحياناً أخري، حيث يبدو الملمح الموسيقي غير الممنهج حاضراً في هذا النص وفي نصوص أخري أيضاً كما تلاحظ الجملة الشعرية الطويلة حتي يكاد النص أن يكون عبارة عن جملة شعرية واحدة تشكل مركز هذا النص .
الراوي/الشاعر وهو أول الأصوات التي تزيح الستارة:
أنا أول الأسلاف
الموغل في سفر الضني/ شبيه الأبديةِ / نسلُها / صوتُ أجراسها / حبيسُ الزمن/مُوقد الشموع/ المستضيء بدمها
أرتقي الزمن علي نحيبٍ يتمزق
ثم يتبعه صوتٌ آخر وهو الصوت الثاني الذي يشبه أنا ثانية، تقدم تعريفاً مغايراً لذات الراوي وللمشهد الذي يتم رصده:
أيها القادم كثغاء أغنامٍ بعيدة
كنايات تحلم بالخروج من قبرها
ماذا قرأت بأصابعك غير غريزة التناسل
من الذي أوحي إليك: الأيام تنتظر خطاك
تمشي بأصابعك والمدينة ليست جسداً/ الأيام هنا تحسو
زمنها علي مهلٍ ولستَ رسولاً لمملكة يحرسها الطين
لستَ مطراً لتذيب سيوفنا، والخديعة ليست صدأ لتزيله
عن سكاكين الأصوات
أمَّا الصّوت الثالث فهوصوت الندَّابات حيث تقص العذاري جدائلهن و تتعري الغبطة :
عليكَ
لتبكِِ البلادُ
لتندبِ الندَّاباتُ ويفضحنَ أسرارنا
لتشقَّ النسوة بياض وجوههن بالهلاهيل
لغيابكَ
فلتختبئ الخضرة في السهول
تصمت الأشجار
ويخفِِ النهر ألوانه
نص يتصاعد بلا توقف بأسلوبية عنيفة في التصوير ورصد طقوس العويل والنحيب في ريف الجزيرة السورية والتي تعود بمرجعيتها التاريخية إلي الطقوس البابلية علي الأرجح، كما لا يفوتنا التوقف عند المقترح البصري للنصوص، حيث لجأ الشاعر إلي تقنيات مختلفة في تقطيع العبارة والجملة والمقطع فيما يبدو انعكاساً للحالة الداخلية للشاعر ، حيث نراه يباعد بين المفردات في الجملة الواحدة، بينما يلجأ إلي المساحات البيضاء في أماكن أخري كما أنه أكثر من الاستعانة بالخطوط المائلة فيما يشبه تقطيعا وتوكيداً بصرياً للمعني، علي أنَّ هذا النص يبلغ ذروة هدوئه ويدخل في ما يشبه حالة تأمل واسترخاء فلسفي حين يتحدث عن الموت:
أيها الموت يا زمناً يضمره الآن
تنبت في حاشية الغرابةِ يداً تتبادلنا عند باب المصادفة
تدق كل ريحٍ عابرة، تخيطنا إلي العدم لتنسج لقبور
تتواردك الخواطر أرواحاً، تقطفها عاريةً كالسحاب
يا طعماً نتذوقه كالعبرات
ويمضي بنا قبل وصول الحواس
لقد استطاع خلف أن يستدرج الشعر من جديد إلي منطقة قد تكون شبه مهجورة في النص الشعري الرَّاهن وباشتغال ذكي وعين شاعرة تجمع الأزمنة وتكثفها في برهتها واعية لأهمية التأسيس لنص دافئ وذي أطراف متعددة تستخدم جميعها في مصافحة المتلقي، يحدث كل ذلك خارج أشكال التخندق النمطي، بمعني أن هوية المجموعة لا تميل إلي تكريس شكلاني ينتصر لشكل علي آخر (التفعيلة وقصيدة النثر) بل علي العكس نجد الشعرية حاضرة كاستحقاق رئيسي وكهاجس لمجمل النصوص.




إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html

Sunday, March 11, 2012

واسيني الأعرج - أصابع لوليتا




تعاين رواية "أصابع لوليتا"، للأديب  الجزائري واسيني الأعرج الصادرة حديثا ضمن سلسلة كتاب مجلة دبي الثقافية الشهرية، أجواء جديدة مفعمة بأحاسيس شاعرية التقطتها مخيلة روائي رحبة من بين ثنايا الحياة اليومية في بيئة قاسية.
تتباين موضوعات الرواية عن تلك القضايا والوقائع التي اشتغل عليها الأعرج في أكثر من رواية سابقة، حيث يجنح في "أصابع لوليتا"، إلى استدعاء صفحات من سيرته الذاتية ويعرضها بأسلوبية فطنة وكأنها تسرد صورا وأحداثا من الوجع الإنساني برمته.
تتغلغل الرواية بسلاسة إلى دواخليات القارئ وهي تنبش في ذاكرة على نحو يحيط بأشكال الوعي الشديد الصلة بالحوارات الذكية وهي تفسح مساحات واسعة من الرؤى التي تنحاز إلى ابعاد وهموم وتطلعات إنسانية رغم قتامة وسخونة الواقع.
تتوقف الرواية التي سطرها الأعرج بين باريس وتونس والجزائر في محطات عديدة يجري فيها توظيف مفردة المكان بشكل طاغ ولئن كان ذلك لا يمنع الروائي من الغوص في أعماق شخصياته العديدة التي تلقي بظلالها على الأمكنة والأحداث بجسارة ودون استئذان.
وزع الأعرج روايته إلى خمسة فصول جاءت تحت عناوين:"خريف فرانكفورت، انتظار على حافة النهر، رماد الأيام القلقة، صحراء الفتنة والقتل، فصل في جحيم التيه". يعتبر واسيني الأعرج من بين ابرز كتاب الرواية العربية الجديدة حيث قدم مجموعة من الإصدارات الروائية التي أثرت السرد العربي بألوان من المعالجات المبتكرة لأسئلة الواقع على غرار روايات: كتاب الأمير، شرفات بحر الشمال، طوق الياسمين، سيدة المقام وفي جميعها وضع بصمته الإبداعية الخاصة في استشراف الحدث على خلفية من اللوحات الإنسانية التي تأسر المتلقي بطلاوتها السردية وتفاصيلها الفريدة والممتعة
بترا





تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:

Thursday, March 8, 2012

مروان حبش - البعث وثورة آذار









إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html



تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:

Wednesday, March 7, 2012

أكرم حسن العلبي - خالد العظم, أخر حكام دمشق من آل العظم



خالد العظم الذي حكم في سورية وزيراً ورئيساً للوزراء ونائباً وسفيراً ورجل اقتصاد من الطراز الأول، ينحدر من آل العظم الذي كان لهم دور بارز في تاريخ الشام في العصر العثماني والذين ما تزال آثارهم ماثلة للعيان في دمشق وحماة والمعرة وغيرها.
وفي الخمسينيات، أصبح خالد العظم من أشهر رجال السياسة والاقتصاد داخل سورية وخارجها، وفاز بأعلى نسبة من أصوات الناخبين في دمشق في انتخابات سنة 1954م، وكاد يدخل قصر الرئاسة في المهاجرين لفولا أن تخالف الآخرون ضده ولم يكن له حزب ولا جماعة ولا أعوان يطبلون ويزمرون له كما كان للآخرين، لأنه كان يستمد قوته من الشعب مباشرة، وقد زادت شهرته في السنوات التي سبقت قيام الجمهورية العربية المتحدة سنة 1958م.
وقد نشرت مذكراته في بيروت في ثلاثة أجزاء، وهي تشكل المصدر الرئيسي عنه، وفيها معلومات مهمة عن تاريخ سورية والشرق العربي على مدى ستين عاماً، ولكن حجمها الكبير جعل الإفادة منها محدودة، والكتاب الذي بين يدينا يأتي ليكون دليلاً لهذه المذكرات أو فهرساً مفصلاً لها، في محاولة لتقديم صورة طبيعية صادقة عن هذا الرجل الذي تعد مذكراته ومذكرات السياسيين الآخرين، من أهم مصادر تاريخ سورية المعاصرة، وذلك بعد مرور أربعين عاماً بالتمام والكمال على وفاته.
وقد زود الكتاب بمجموعة كبيرة من الصور التاريخية عمن ورد ذكرهم فيه وذلك لربط الحاضر بالماضي، وتذكير أبناء سورية الذين ينعمون اليوم بنعمة الاستقلال والحرية، بمن ساهم في بناء بلدهم ومقاومة المستعمر وصنع الاستقلال وفوق ذلك فإن هذا الكتاب يعد تاريخاً لسورية في السنوات الستين في القرن العشرين.
النيل والفرات




تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:

Tuesday, March 6, 2012

أمين أبو عساف - ذكرياتي



إن الحقائق ملك للتاريخ, وليس من الامانة اخفاؤها .. ونظرا لأنني قد عاصرت احداثا كثيرة وهامة, اذ انتسبت الى الكلية العسكرية عام 1933 في عهد الانتداب الفرنسي, واحلت على التقاعد في اواخر عام 1958 بعد قيام الوحدة بين سورية ومصر

http://www.mediafire.com/?vcmtq257z3huqe2


إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


 

Saturday, March 3, 2012

ديمة ونوس - كرسي



"كرسي" الرواية الأولى الصادرة عن دار الآداب للسورية ديمة سعدالله ونوس، يوم واحد من الزمن وتداعيات وعودة الى الطفولة ومرحلة الدراسة والوظائف الكبيرة والصغيرة، درغام الراوي والمروي عنه يتحرك في مئة وثمان وستين صفحة بنشاط لا يفتر ليضمن أن يجلس على كرسي الى يمين معالي الوزير، الذي يبدو أنه من خلال تماشي النص وزيراً سورياً. الوزير لا علاقة له بالرواية إنما الكرسي الذي الى يمينه.. من سيجلس عليه ومن. المشكلة كلها هنا عند درغام القادم من ضيعة على الساحل، يغار أحياناً حتى من نفسه، ومن ابن عمه الذي سبقه الى الكراسي العليا.
رواية مكتوبة بحرفية كاتب كتب عشرات الروايات لا رواية واحدة، حيث تنحصر أحداث حياة برمتها في يوم واحد، وفي كتابة لهاثية، تقطع الأنفاس أحياناً، من دون فصول، سرد متواصل، تداعيات تستحضر الماضي، أغنيات يسمعها درغام كأنها فواصل وانتباهات للقارئ حتى يدرك أن ما يقرأه هو الحاضر، وأن تلك المشاهد التي تقفز على السطح ما هي إلا من شطحات درغام الذي يريد أن يمسك بالحياة من كل أطرافها.. ليس من مآس أو أحزان.. إنما سخرية من كل شيء، شخصيات تزحف على جباهها للحصول على كرسي الى جانب معالي الوزير أو في مواجهته.. ودرغام همه الأساسي الوصول الى هذا الكرسي مهما كان الثمن، فيتبرع ليصبح مخبراً لدى السلطة، لا يهمه قريب ولا غريب، بل حتى ابن عمه يقع في براثنه.. والرواية بخلفياتها العديدة تعري السلطة من كل جوانبها. سلطة ديكتاتورية، تستعبد الناس وتقلّبهم على بعضهم البعض، على طريقة: فرّق تسد.
درغام في الخمسين من عمره، لم يتزوج، لكنه كان يحلم أن تكون له أسرة، وأولاد يحتضنهم عند عودته الى المنزل، لكن كل ظروفه لم تسمح له بذلك، ترك ضيعته واختار دمشق، العاصمة، التي فيها تفتح له الأبواب فهو من النوع الذي مستعد لتقبيل الأرجل إن لم تكن الأيدي، لذلك تراه يترقب على مدار نهار كامل الوقت الذي سيذهب فيه الى العشاء بجانب معاليه، هنا: "ابتسم درغام فظهرت أسنانه المبعثرة في فمه وكأنها مرمية بشكل عشوائي، وكأنه يستطيع سحب سن من الأسنان ووضعه في مكان الآخر. سيصل باكراً وسيجلس على ذلك الكرسي ولن يتجرأ "خضر" على التفوه بكلمة واحدة، لكن كيف سيعرف درغام مكان الكرسي اللعين؟ لا بد أن تكون باحة المطعم الخارجية مليئة بالكراسي، فخضر (مدير مكتب الوزير) وجّه هذه الدعوة الى أكثر من خمسين إعلامياً. بسيطة، ستكون طاولة معاليه مليئة بباقات الزهور. نعم، فهذا أمر بروتوكولي لا يمكن الاستغناء عنه. إذاً سيكون وصوله المبكر هو الخطوة الأولى، ثم تكون للمظاهر حصة في الخطوات اللاحقة. كالبدلة الزرقاء والهيبة الوقورة، تذكر أمراً في غاية الأهمية، أخذ الدفتر الصغير والقلم الناشف البيك وكتب تحت تلك الملاحظتين: "زجاجة من نوع بلوليبل.. ليقدمها الى معاليه".
ياسين رفاعية





إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html



تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:

Wednesday, February 29, 2012

فرج بيرقدار - تقاسيم آسيوية


تأليف: فرج بيرقدار  تاريخ النشر: 01/01/2001 
الناشر: دار حوران للطباعة والنشر
دمشق - 6713079


إهدأ.. قليلاً.. أيها الرجل.. لا تنتهي.. لا تنتهي السبل. من (وقت من حجر) إلى (تقاسيم آسيوية) يبحر بنا فرج بيرقدار بأشعار تأخذ نسائمها من الهذبان والجمر والمكاشفات والورد والإيمان والترف والإفراج والرعشات والناي و الذهاب والإياب والبصائر والوحشة. وتمر النسائم بأنشوطات متقاطعة وبالهو والهي وبوجوه تائهة ودوائر مغلقة وأبواب موصدة خلفها متربصون من جميع الجهات.
(مقدمة الناشر)



إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html



تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:

Sunday, February 26, 2012

فرات ياسين - غراب آدم



"مرآتي تختزن الوجوه، آلة تصوير تومض في جانبها المرئي تلتصق شرائطها في الخلف، تظهر ينابيع ذاكرتي التي تدفقها مضخات الخوف منذ أن هاجمت طفولتي أولى لسعات الضرب لينظم عويلي إلى جمهرة الباكين الذين لم ينقطع نحيبهم منذ أن دفن آدم على أرضهم.. انزويت حزيناً في غرفتي أقفز بخيالي إلى الوطن.. الفرار خيارنا الوحيد الذي تركه لنا النظام ورئيسه بعد أن ترصدناه في كل مكان... ملأنا له الهواء والماء والأرض بالسم كي يموت ولم ينفع.. أخاطب من بعيد.. أستعيد صوت (سعدي يوسف) ليس فقط لمجيد الراضي، إنما لكل الأحياء والأموات في الموطن: إسماعيل وكريم وسرحان... والشيخ طاهر وولده سلمان، ومن غرقوا في البحار ودفنوا في كردستان وفي الفرات وفي دجلة والناصرية وكل مدينة وقرية في العراق، ومن ليس لهم قبور، والذين ينتظرون الموت وفي المنفى وإلى الوطن المجهول مصيره: "قد يقع الإنسان، في قبضة السجان، أو في قبضة الأزهار، بل ربما أوقف من سنينه، عشراً على الأحجار، يمنحها النسخ، كما تمنح أزهار الدجى الشطآن، وربما استنفذت الأشجار أعمارنا.. من أجل ألا نجهل الأشجار. لكني أريد أن أخبرك الليلة، وأنت لا تجهليني كنا معاً في ذلك البستان، أريد أن أخبرك الليلة بأنني في قبضته الذكرى سجين دونما سجان، وحين يبدو التل كالقيم كالتل، وترتعي في العشب المبتل والدالية الألوان والقطعان أغنية للبحر وللصحراء، أغور في الذكرى فتمتد على جبهتي القضبان".
فرات ياسين في روايته "غراب آدم" هو صوت قادم من ذاك الفرات المخضل بالدموع. صوت من تلك البقعة التي تعيش مأساة بإثر مأساة بإثر مأساة. من خلال سردياته هذه يحاول فرات ياسين إسماع صوتٍ مغاير للحزن إذ أن له في جنوب الفرات معنى آخر، حيث يحتل ذاك الحزن أكبر مساحات في أرواح أهله، وله عندهم أحلى وأجمل الأشعار والأغاني. وصوت حزن الروائي الآتي من هناك هو الأكثر صدقاً، فهو الآتي من بلاد تنتشر فيها القبور، حتى في أعراسهم يفنون عن افتراق المحبين. هل بالإمكان اعتبار "غراب آدم" مرثاة وطن؟! إلى حدٍّ ما، لأنه وعندما يغرق الوطن في الأحزان فعلى أهله السلام.
النيل والفرات


http://www.mediafire.com/?zltoj6e2qdnvve9




إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html
 








تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:

Wednesday, February 22, 2012

خيري شلبي - منامات عم أحمد السماك



"كنت ماشياً في عز الليل في طريق أشبه بطريق يسمى الأوتستراد المعمول حديثاً في نواحي منشية ناصر، كان من الواضح أنني في حالة مزاجية منبسطة مع ذلك أشعر بأنني أشعر كالخائف، أغلب الظن أنني خائف أن تضيع في هذه الحالة، إنني أتمنى أن أظل هكذا إلى الأبد لا يغضبني شيء، ولا يفكر مزاحي أو يحرق دمي شيء مهما كانت قيمته... ترى هل وضعني الله الآن في هذه الحالة ليشير لي أنني يجب أن أكون هكذا على الدوام لكي أنجو من غضبه وعقابه؟ أم لعله قد هداني ومنحني هذه الحالة إلى الأبد فأوقفني بذلك عند حدّي وجنبني فلتان اللسان الزفر النشيم؟.... فوجئت بيد تتأبط ذراعي الأيمن، تلفت منزعجاً قال الذي تأبطني في غبطة: أرأيت الحيوان الذي أتمناه لك؟!... "حيوان"؟! أقتمتموه لي أنا؟! كيف يا بو العم؟! من أكون حتى تقيموا لي الحيوان! ومن أنتم عدم المواخذة! ولماذا يقيمونه لي أصلاً؟! أنا لم أمت بعد حتى يقام لي حيوان للعزاء!!...
ظهر على حنكه المغشوم بإبتسامة عجوز أنه يريد أن يقول لي: ما لهذا المعنى قصدت بالحيوان، ثم شوح بذراعه نافياً هذا المعنى، وأضاف: تعال أخرجك... مشيت معه مسلوب الإرادة، تخطينا الشارع الذي اتضح أنه الأوتستراد فعلاً، تجاوزنا مقابر فايتباي، صرنا في طريق صلاح سالم، عبرناه إلى الضفة المقابلة، وجدنا تحت أقدامنا سلماً من الحجر واضح أنه جديد لم تدس عليه أقدام من قبل، صرنا نهبط الدرج في منحدر متعرج قليلاً: صار طريق صلاح سالم يمر من فوق أكتافنا والسيارات تختر قنادون أن نشعر بها...
فوجئت بمنظر بديع في مواجهتي أصابني بالروع حتى كدت أقع من طولي: عبارة عن قبة متوسطة الحجم، محندقة، مطلية بالذهب البندقي الأحمر، وسبخ من الذب منكوت فيها طالع من أعلى القبة في إتجاه السماء، حيث يستقر فوقه هلال من الفضة المصقولة... وقفت أمامها مبهوتاً من شدّة الورع الذي شملني، كل شعرة في جسمي صارت ترتعش من الرهبة من عدم فهمي لمعنى أن تكون هذه
النيل والفرات





إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html
 

تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

Wednesday, February 15, 2012

علي الكردي - قصر شمعايا



قصر شمعايا
دار كنعان - دمشق 2010
150 صفحة/ قطع متوسط

قريبا من حى اليهود شبه المهجور فى دمشق القديمة حيث عاش لأكثر من عشرين عاما وقع الكاتب الفلسطينى على الكردى روايته الأولى "قصر شمعايا" التى تحكى سيرة لاجئين فلسطينيين سكنوا الحى فى خمسينيات القرن الفائت، بعد قرار من الحكومة السورية آنذاك يقضى بإسكان اللاجئين فى بيوت اليهود السوريين الغائبين.
ويروى الكاتب كيف حشرت عائلات اللاجئين فى هذا القصر الذى بناه الثرى اليهودى شمعايا أفندى فى العام 1885، وتحول إلى ملجأ مقسم ليتسع لعدد كبير من العائلات.
وتتبع الرواية مصائر هؤلاء الذين تركوا أراضيهم وأملاكهم فى فلسطين، بدءا من سيرة العذاب والفقر وقلة الحيلة، وصولا إلى مصائر وهجرات متتالية باتجاه دول الخليج أو الدول الاسكندينافية وسواها، لكن لبطل الرواية سيرة أخرى، هو الذى يبدأ دراسته فى الاليانس وهى واحدة من سلسلة مدارس يهودية عالمية - تحولت بدورها، وما زالت إلى الآن، إلى مدرسة للاجئين الفلسطينيين تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا)- ويمضى متأملا فى نسيج هذا المكان الاستثنائى، الذى جمع فى دائرة واحدة فلسطينيين ويهودا ومسيحيين ومسلمين.
ويتحدث الكاتب عن "تعايش أصيل" بين الجميع، ويشير خصوصا إلى قصص حب بين يهود وفلسطينيين، ولا سيما فى تلك القصة المسماة بـ"روميو الفلسطينى وجولييت اليهودية" حيث يعجز العاشق الفلسطينى عن الزواج من محبوبته اليهودية فيحرق نفسه، وتتبعه بتجرع السم حين يصلها النبأ.
ورغم إشاراته المتتالية إلى رحيل يهود تحت جنح الظلام خارج سوريا، إلا أن الشخصيات اليهودية التى تمر فى الرواية قليلة الحضور، ومن بينها ابن طبيب يهودى مشهور يهاجر إلى إسرائيل فيصبح طيارا يشارك فى الحرب ضد البلد الذى خرج منه، وحين تسقط طائرته ويقع فى الأسر تجرى مواجهته مع الأب الذى فضل البقاء حيث ولد. لكن الأب ينكر ابنه حين يواجهه أسيرا.
ومن أبرز شخصيات الرواية زميل دراسة للبطل الفلسطينى يهرب ويظهر فى باريس بعد أعوام طويلة من الهجرة، وهناك يتحدث كيف "نزعت أسماؤنا العربية، وفرضت علينا الذاكرة اليهودية الأوروبية". وهناك راشيل التى أحبت شابا فلسطينيا خذلها بسبب عدم قدرته على الاستجابة لزواج مستحيل، يهرب هو إلى مصر بحجة الدراسة، وتهاجر هى إلى الولايات المتحدة لتقضى فى حسرة ذلك الشاب.
لكن مصير بطل الرواية الفلسطينى يفترق عن مصير زملائه على اختلاف مشاربهم فى ذلك الحى، خصوصا صديقيه كاتب القصة، والفنان التشكيلى ففى الوقت الذى تابع هؤلاء دراستهم وشئون حياتهم، يمضى هو إلى العمل الفلسطينى المسلح، إلى أن يعتقل إثر عملية، ثم يطلق سراحه بعملية تبادل للأسرى مع إسرائيل. ليختار بعدها العمل فى مجال الصحافة والكتابة.
وإذا كان هناك من تقاطع بين شخصيات الرواية وشخصيات واقعية، فإن الكاتب على الكردى نفى ردا على سؤال لوكالة فرانس برس أن تكون الرواية سيرة ذاتية. وقال "قد يكون فيها شىء من السيرة الذاتية، ولكنها ليست سيرة".
"اليوم السابع"





إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html
 

تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

Sunday, February 12, 2012

ممدوح عدوان - حيونة الانسان



إن عالم القمع المنظم، منه والعشوائي، الذي يعيشه إنسان هذا العصر هو عالمٌ لا يصلح للإنسان ولا لنموّ إنسانيته، بل هو عالم يعمل على "حيونة" الإنسان (أي تحويله إلى حيوان). حول هذا الموضوع يأتي هذا الكتاب، ومن هنا كان عنوانه "حيونة الإنسان". ويقول الكاتب بأن الاشتقاق الأفضل للكلمة هو "تحوين الإنسان"، إلا أنه خشي ألا تكون الكلمة مفهومة بسهولة.
يتناول الكاتب موضوعه هذا بأسلوب يشبه أسلوب الباحث، إنما بعقلية الأديب ومزاجه وأسلوبه، وليس بعقلية الباحث ومنهجيته، فالكاتب لم يكن بصدد طرح نظرية أو تأييد أخرى، كما أنه ليس بصدد نقض نظرية أو تفنيدها، لهذا على القارئ أن يسوغ له عدم إيراده الدقيق لمرجعيات الاستشهادات التي أوردها في نصه هذا. وعلى كل حال، وبالعودة إلى الموضوع المطروح، فإن تصورنا للإنسان الذي يجب أن تكونه أمر ليس مستحيل التحقيق، حتى وهو صادر عن تصور أدبي أو فني، ولكن هذا التصور يجعلنا، حين نرى واقعنا الذي نعيشه، نتلمس حجم خسائرنا في مسيرتنا الإنسانية، وهي خسائر متراكمة ومستمرة طالما أن عالم القمع والإذلال والاستقلال قائم ومستمر، وستنتهي بنا إلى أن نصبح مخلوقات من نوع آخر كان اسمه "الإنسان"، أو كان يطمح إلى أن يكون إنساناً، ومن دون أن يعني هذان بالضرورة، تغيراً في شكله. إن التغير الأكثر خطورة هو الذي يجرى في بنيته الداخلية العقلية والنفسية. ويقول الكاتب بأنه إذا كان الفلاسفة والمتصوفون والفنانون والمصلحون يسعون، كلٌّ على طريقته، إلى السمو بالإنسان نحو الكمال الذي خسره، أو اليوتوبيا (أو المدينة الفاضلة) التي يرسمونها، أو يتخيلونها له، فهو، الكاتب، يحاول في كتابه هذا عرض عملية انحطاط وتقزيم وتشويه تعرض لها هذا الإنسان.
النيل والفرات
تاريخ النشر: 01/10/2007 
الناشر: دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع




الكتب المرفوعة:حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html

تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

Wednesday, February 8, 2012

نبيل سليمان - حجر السرائر



اغتيالُ الدستور، والأسئلة المحرجة.. «حجر السرائر» للروائيّ السوريّ نبيل سليمان
هيثم حسين - منارات

لا يَخفى أنّ الدستور هو أساس لإقامة العدل؛ الذي هو بدوره أساس الملك أو الحكم، لكن ماذا لو أنّ الدستور المُراد تشريعه تعرّض لمحاولات التسميم والاغتيال؟ هل يعود بالإمكان التمهيد لإقامة حكم عادل دون أساس متين؟ هل يمكن الاعتبار من دروس التاريخ وتجاربه في مسألة التمثيل بالدستور عبر نسف مكوّناته وبُناه؟ انطلاقاً من هذه الأسئلة، يعاود الروائيّ السوريّ نبيل سليمان في روايته «حجر السرائر»، «كتاب دبي الثقافيّة، الحوار» التنقيب في التاريخ ليستكشف بعض خباياه، معتمداً على وقائع تاريخيّة ومعلومات مستقاة من مصادر مختلفة، يبني روايته معتمداً على التخييل الروائيّ لخلق عوالمه، دون أن يزعم أنّه يكتب مخبوء التاريخ أو مكتومه أو مفضوحه أو ملعونه.
يصوّر الروائيّ فترة حرجة من تاريخ سوريا في بداياتها التأسيسيّة، تلك الحقبة التي تلت الاحتلال، وكانت تعجّ بالأحداث والمنعطفات الهامّة التي شكّلت مستقبل البلاد فيما بعد. كما أنّه يعود بالذاكرة والأحداث إلى أيّام الاحتلال الفرنسيّ، مستذكراً بعض المحطّات في حياة الشخصيّات الروائيّة التي تقدَّم على أنّها حوامل بذور التغيير، وجراثيم الانقلابات، وعدوى المؤامرات، وجريرة التكتّلات الباحثة عن هويّة وانتماء.
الشخصيّات التي مثّلت الدستور أو تلك التي تمثّلت له، تسيّر الأحداث في «حجر السرائر» التي يحاول فيها نبيل سليمان، استجلاء بعض الحيثيّات والوقائع التي رافقت مرحلة التأسيس للدستور في سوريا عقب الاستقلال. حيث يفترض حوادث تاريخيّة متخيّلة في فترة تاريخيّة محدّدة، فترة الانقلابات في سوريا، يوائم بين الروائيّ والمتخيَّل، يستعين بشخصيّات مؤثّرة تاريخيّة، يخلق معها شخصيّات روائيّة، يشركها في اللعبة، يمنحها الامتياز التاريخيّ والروائيّ، ويُضفي عليها الواقعيّة التاريخيّة. يمحو الحدود الفاصلة بين التخييل والواقع، بتغليفه المجريات والمتغيّرات بما يوحي بواقعيّتها المحتملة ولا واقعيّتها في آن. يتقاطع الروائيّ في التنقيب في تلك المرحلة الهامّة من تاريخ البلاد مع عدد من الروايات والأعمال الدراميّة التي تطرّقت إلى تلك الفترة التي يبدو انّها ستظلّ خزّاناً للحكايات والأعمال الفنّيّة والأدبيّة، لما تحتمله من اجتهادات وتأويلات، ولما تنطوي عليه من ألغاز وأسرار لا يني الحديث عنها متجدّداً.
تبدأ الرواية بمشاهد مستحضرة من حياة المحامي (رمزي الكهرمان) وزوجته (درّة حفظي). ينشغل (رمزي) وارث الأساطير ومورثها وأحد أعضاء لجنة صياغة الدستور، والمقاوم للاحتلال، المنفيّ السجين، بالعمل على وضع دستور عصريّ للبلاد، لكنّه لا يستطيع إكمال مهمّته، لأنّ خيانة زوجته الجميلة له، بالتواطؤ مع عشيقها وابن عمّها (خطيب حفظي)، تضع له نهاية مروّعة. يقضي مسموماً في مشهد دراميّ مؤثّر. بعد سلسلة من عمليات النبش والمتابعة، يستدلّ المحقّق إلى أنّ الزوجة (درّة حفظي) قد اضطلعت بالمهمّة مع عشيقها، فيلقى القبض عليها، وتودَع السجن، لتقضي فيه عشرين سنة.
وبعد تلك السيرة التاريخيّة المسترجعة، يكون هناك قطع زمنيّ، لا يلتفت الروائيّ إلى سدّ ذلك الزمن المديد بين عملية الاغتيال والسنوات التي تمرّ. إذ نجده ينتقل إلى السجن وقدّ مرّت عدّة سنوات، تحضر السجينة (درّة حفظي) بين يدي آمر السجن، وبمصادفة غريبة، تلتقي أحد المساجين المميّزين، (حسني الزعيم)، تلفت نظره، تحوز على إعجابه، يعدها بأنّه سيطلق سراحها حين يستلم رئاسة الجمهوريّة. وبعد مضيّ خمس سنوات يفي بوعده لها. تتحرّر السجينة القاتلة، لتلعب دوراً هامّاً في تسيير شؤون البلاد لفترة محدّدة قصيرة. حينذاك تكون ابنتاها (نديدا) و(ابتهال) قد كبرتا وتزوّجتا. ترافق درّة الزعيم المنقلِب إلى حين الانقلاب عليه، ثمّ تتوارى عن الأنظار، تبقى مختفية لا يعلم أحد مصيرها، تنشط التكهّنات والتخمينات حول مظانّ تواجدها، لكنّ الخبر اليقين يتأخّر سنوات حتّى ينكشف.
يمازج الكاتب بين الواقعيّ والأسطوريّ في روايته، نراه يستطرد في توصيف الأحجار الكريمة، يذكر مفاعيلها السحريّة، يستنطق ما تشتمل عليه من درر وجواهر، وما تنطوي عليه من مفاتيح ومغاليق تفيد لتطبيب الأرواح والأجساد ومعالجتها. أحجار كثيرة يذكرها الروائيّ، كأنّه يهيّئ قارئه للتدبّر والتمعّن في القوى السحريّة الشافية التي تتمتّع بها، حيث أنّها تتكفّل بحماية ومداواة حامليها، بالموازاة مع قيامها بالكثير من الأدوار الخارقة. تحضر أنواع كثيرة، يكون لكلّ منها تسمية، تتوافق تلك التسمية مع المفاعيل التي تنهض بها. يشرح خواصّها وميّزاتها الخارقة. يُبقي حجراً واحداً من دون تسمية، تجتهد الشخصيّة الرئيسة نديدا باكتشاف اسم مناسب لتسمّيه به. نجد أنسنة للحجر الذي يطالب بالتسمية، ولا يرضى أن يبقى مكتوماً مجهولاً.
تتعدّد محاولات التسمية، تحرص (نديدا) أن تكون التسمية مبتكرة فعّالة ملائمة، تستعين بثقافتها ومَن حولها، تحاور الحجر في ما تنتويه، لكنّها تؤجّل البتّ في الموضوع، تؤجّل حسم القرار، وإصدار الحكم أو النطق به. تطعن بكلّ ما قد يشغلها عنه. (نديدا) المحامية التي تتمتّع بمزايا استثنائيّة، تكون نموذج المرأة العصريّة، المثقّفة الفاعلة في مجتمعها، تمارس مهنة المحاماة، تنشأ في عائلة قانونيّة، تقرّر أن تكون السبّاقة في كلّ شيء، لا تلتفت إلى أقاويل الناس التي تنال من سمعتها، لا يثنيها عن التعلّم شيء، تغامر في سبيل آرائها، ولا تخشى المخاطرة. تكون المرغوبة المشتهاة، وفي الوقت نفسه تكون مرهوبة الجانب. تصرّ على أن تطلّق نفسها من زوجها الصحفيّ الشمّام (رباح أبو شلّة)، بعدما تنجب منه ابناً تسمّيه (رمزي)، على اسم والدها المغدور الذي تحرص على أن تدعوه مع عمّها بالشهيد.
تعود (نديدا) للعيش في بيت عمّها المحامي الذي لم ينجب أولاداً، تدرس العديد من الموادّ القانونيّة، تقدّم مقترحاتها القانونيّة لتغيير تلك الموادّ، تسعى لاستكمال ما كان والدها قد بدأه، باعتباره أحد أعضاء لجنة صياغة الدستور، قبل أن تغتاله زوجته بتسميمه. حتّى أنّ الرواية تسلك سبلاً قانونيّة، تغوص في ذكر الموادّ الدستوريّة، كيف كانت وكيف ينبغي أن تغدو.
يصوّر الروائيّ ارتهان الشخصيّات للحتميّات المرسومة، كأنّها تنقاد لتنفيذ ما يخطَّط لها. يعرض تصرّفاتها وخلفيّاتها، ثمّ يصف ماضيها وحاضرها، وكيف يكون ذاك الماضي مستمرّاً وفاعلاً. يحرص على أن تكون التسميات دقيقة معبّرة، تقدّم وفق متوازيات ونظائر روائيّة، يستحضر اللقب مع الاسم، وأحياناً يسبقه، باعتباره أكثر تدليلاً عليه، لأنّه يأتي بعد معايشة وواقعيّة. بالتزامن مع التوصيفات والتسميات يرد التسميم، كأنّ الروائيّ يوحي بروابط لامرئيّة سحرية بين التسمية والتسميم، لا من جهة الجناس اللفظي فحسب، بل عبر الجناس الفعليّ المتعدّي، إن جاز التعبير.
يتفعّل حجر السمّ مع حجر الشفاء والسرّ والخلاص. فالتسميم يبقى ملح الرواية الذي يتشعّب في معظم الفصول، يبقى المؤثّر الأكثر ترميزاً ودلالة. القانون يتسمّم بالتجاوزات والاختراقات. البلاد تتسمّم بالانقلابات. (درّة) تسمّم زوجها المحامي. تسمّم حياة مَن تصادفه. كلّ واحد يسمّم حياة الآخر بتصرّفاته الرعناء وسلوكيّاته الطائشة. قادة الجيش يسمّمون البلاد بالانقلابات والتوتّرات. الأحزاب تسمّم البلاد بالشعارات الجوفاء. المتطفّلون المجيّرون يسمّمون الأفكار. تكون السموم الفكرية أشد شراسة وأذى من تلك السموم التي تقتل أفراداً معيّنين، لأنّها تقتل وتفني وتسمّم جماعات برمّتها، كما تحمل معها بذور التسميم العامّ القاتل.
ولعلّ الخطاب الفكريّ الأهمّ المعلن والمضمر، الذي يرد بالتوازي مع حوامل هامّة، هو تحذير الروائيّ المتكرّر من أن تكون الطائفيّة السمّ المستقبليّ الذي يحذَر منه على ألسنة شخصيّاته. وهو بالضبط العلّة التي تتكفّل بالتسميم الممنهج، والمتخبّط، والمجنون. تحضر الاغتيالات والتصفيات والدسائس كسموم مجّانية متفشّية في البلاد. يحضر تسميم الرمز، تسميم الاسم، فرمزي المقتول تسميماً يظلّ رمزاً للعدالة المغدورة، والدستور المُضحَّى به. (درّة) القاتلة تبقى السمّ المتنقّل، والاسم غير المتوافق مع الفعل الإجراميّ المقترف. (بدر الدين) يحمل السموم وينثرها أينما يحلّ ويرتحل. الصحفيّ الشمّام يعتاش على السموم. (نديدا) تتحدّى السموم، بفعل طاقة الاسم غير المحدّد حتّى النهاية، وبفضل قوّة السريرة، وسحرها الكامن، وطاقتها المتجدّدة الثائرة. بفضل وفعل وطاقة الحجر الذي تحمله معها، والذي يمنعها من الغرق دوماً، وينتزع لنفسه التسمية الأنسب في النهاية: حجر السرائر. يكون التعريف بالتسمية سبيلاً للإنقاذ والخلاص. ثمّ الأمل المنشود بتسمية ابنها من (رباح) برمزي، كأنّها تعيد إحياء الرمز المسمّم، وتتحدّى إبقاءه وتفعيله وتكبيره، برغم ما يتعرّض له من تشرّد وتشريد بين أسرتي أبيه وأمّه.
  الأبوّة والبنوّة:
تنبني الرواية على عدّة ثنائيّات. تكون الأبوّة والبنوّة الثنائيّة الأبرز. يحضر صراع الأجيال وتلاغيها، كما يحضر تكاملها المنشود وتساميها على الانخراط في المكائد المدبَّرة. يكون كلّ اسم مقرون مع أب فعليّ أو رمزيّ، ربّما يغدو الابن أباً بطريقة ما. يتناوب الأب أو الأم على النهوض بالدور مع الابن أو الابنة.
(نديدا) التي تعيش في كنف عمّها وزوجته (افتخار)، تأخذ منهما الكثير لأنّها ابنتهما بالتربية، لكنّها تكون ابنة (رمزي) القانونيّ المغدور و(درّة حفظي) القاتلة. تأخذ حبّها وافتتانها بالقانون وحرصها عليه من والدها، كما تأخذ دهاءها وسطوتها واستبدادها الأنثويّ من أمّها. وبرغم ما تزعمه من تحقير لأمّها إلاّ أنّها تبقى امتداداً لها بطريقة أو أخرى، لكن دون أن تتورّط في القتل أو الاغتيال، بل تكون المحامية التي تسعى إلى تطبيق العدالة المغيّبة المحجوبة. (نديدا) الابنة تغدو الأمّ الحائرة التائهة في زحمة مشاغلها. لا تقوم بواجباتها كأمّ لابنها على أكمل وجه، فيتوه ابنها ويبتعد عنها. ثمّ تكون أمّاً رمزيّة لأختها (ابتهال) التي ينحسر دورها كثيراً، تبقى على هامش الأحداث، تتحرّك في ظلّ زوجها (سنان) الضابط القوميّ السوريّ. تحضر (افتخار) كأمّ بديلة تفتقد الأمومة الحقيقيّة، تحاول الاستعاضة عنها بتربية نديدا وابتهال، ثمّ أبناءهما.
الصحفيّ رباح يكون الابن المشاكس للصحافة، والأب غير المثاليّ لابنه. يكون الابن المطيع لوالدته، والأب العاقّ لأخيه مطيع. ثمّ يكون هناك الضابط الانتهازي بدر الدين الذي يتنقّل بين القوى، ينحاز للحاكم أيّاً كان، يتحدّى أخاه الذي ينهض بدور قيادي في تنظيم إسلاميّ، يبقى بدر الدين أتماز غير منتمٍ لأيّ تيّار، يغازل الأقوى وينساق وراء السلطة، تعميه القوّة، يتّخذها وسيلة للبطش والقتل. يكون الابن الشرعيّ للسلطة، يسعى جهده ليستلم السلطة بانقلاب محتمل، ليغدو الأب غير الشرعيّ. ينوي قتل الأب ليتنصّب أباً. وذلك كلّه بطرق غير شرعيّة.
«حجر السرائر» رواية مثقّفة، تحمل هموماً عامّة، تنتصر للقانون وسلطته، تحثّ على الدعوة إلى تفعيله وتحديثه. تمتلك جرأة فكريّة وفنّيّة من خلال الخوض في التاريخ لتحفيز رغبة تفعيل الجميل فيه، وتعرية الفاسد والشرير، والبحث عن القانون الذي ينبغي تسييده ومحاربة مَن يسعون إلى تقييده أو تسميمه. تفضح الممارسات التي كانت تستهدف النيل من السلطة التشريعيّة، وتظهر تداخل السلطات السافر، عبر التعدّي المكشوف من قبل السلطة التنفيذيّة على السلطتين التشريعيّة والقضائيّة. بحيث أوقفت الدولة على رغبات ومنافع البعض على حساب التضحية بالقانون والقضاء.
عبر الفصول الثلاثة، التي تتكامل فيما بينها، لتقدّم المشهد بشموليّة واتّساع، وعبر تنويع في أساليب العنونة ولغة السرد التي تزاوج بين الفصيحة والعامّية في الحوارات، ثمّ تتوافق مع خلفيّات الساردين، وتنسجم مع أفكارهم وأطروحاتهم، تثرى «حجر السرائر» بالكثير من التحليلات والرؤى للبنى السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة الناشئة، يرسم الروائيّ دمشق عقب الاستقلال، دمشق الانقلابات، دمشق المتغيّرات، يرسم الحِراك السياسيّ والاجتماعيّ والصحافيّ الذي كان دائراً فيها، يذكّر بالكثير من الأحداث والوقائع التي غيّرت وجه البلاد ووجهتها.
تكون السياسة هي الأرضيّة التي تتحكّم بخلفيّة الرواية وتسيّر أحداثها. يتتبّع المحطّات التي تمّ فيها اغتيال الدستور في البلاد. وكيف أنّ الأحكام العرفيّة والقوانين الطارئة تكفّلت بتسميم البلاد، وتسميم حيَوات المواطنين. يروي انتصارات القادة على الشعوب، والفرق في النظر إلى تلك الحالات التي وصفوها بأنّها انتصارات، في حين أنّها هزائم منكرة، سمّيت بعكس ما هي عليه لتبقى مسمّمة للمستقبل، كما كانت قد سمّمت الحاضر الذي بات ماضياً مستمرّاً بفعل الفاعلين، المعروفين منهم والمجهولين.


http://www.mediafire.com/?5p3u4hf2w61spvv


إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html
 

تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

Tuesday, February 7, 2012

أماني فريد - مصرية في ربوع الشام



أماني محمود فريد سليمان.
( 1922 - 2005 م)
ولدت في القاهرة، وتوفيت فيها.
عاشت في القاهرة والإسكندرية ولبنان والسعودية وتركيا ومعظم دول الوطن العربي وأوربا.
حصلت على الثانوية العامة (البكالوريا) من مدرسة السنية الثانوية 1937، ثم التحقت بالمعهد العالي للتربية بالزمالك (كلية البنات - جامعة عين شمس حاليًا) وتخرجت فيه 1940.
عملت مدرسة لغة عربية، ومواد اجتماعية بمدرسة بورسعيد للبنات، ثم بمدرسة حلوان الثانوية، ثم مدرسة العباسية الثانوية، فكلية البنات بالإسكندرية، ثم استقالت لتعمل محررة صحفية بدار الهلال بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، كما أسست مجلة بنت الشرق لدعم جهود المرأة.
كانت عضوًا في نقابة الصحفيين، واتحاد كتاب مصر، وجمعية هدى شعراوي.
كان لها حضورها الثقافي الأدبي والاجتماعي، حيث شاركت بمؤتمر دعم القضية الفلسطينية ممثلة للمرأة المصرية 1947، واعتصمت مع درية شفيق 1954 للمطالبة بحقوق المرأة السياسية، وقد كان لها صالون أدبي نسائي، وعلى صداقة مع إبراهيم ناجي، وعلي محمود طه، وروحية القليني، وجميلة العلايلي، وتعد صافيناز كاظم إحدى تلميذاتها.

الإنتاج الشعري:
- لها ديوانان هما: «فكر وروح» - مكتبة الأنجلو المصرية - القاهرة (د.ت)، و«قلب يتحدث» (د.ن) - القاهرة 1985.

الأعمال الأخرى:
- صدر لها كتابان: «ذكريات» (د.ن) (د.م) 1952، ولها قصص منها: «أقاصيص الغروب» بالاشتراك، و«ملائكة وأمواج ورجال»، و«همسات ولفتات» وفي أدب الرحلات «حول العالم» - جزآن - و«مصرية في أمريكا» مكتبة الأنجلو المصرية - 1997، و«المرأة الألمانية كما عرفتها»، و«مصرية في ربوع الشام»، و«أوربا بين الجد واللهو»، و«المرأة المصرية والبرلمان» 1947 - ولها أيضا «أيام وذكريات» - مكتبة الأنجلو المصرية - 1999، هذا وقد حصلت على عدد من الجوائر في مجال الدراسات الإنجليزية.
شاعرة وجدانية شفيفة تعكس نفسًا شعريًا متدفقًا لا يخلو من سيولة وعذوبة، تتفاعل مع حالات وجدانية متباينة بلغة متماسكة ورصينة.






إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

Monday, February 6, 2012

سامي محريز - مقهى جسر الحمام






إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

Friday, February 3, 2012

بهيجة حسين - البيت


لقاء لم يكن على البال مع احد اعمال المبدعة بهيجة حسين دفعنى بشدة الى الغوص فى أعماق هذا العمل وهى رواية "البيت" الصادرة عن دار الثقافة الجديدة بالقاهرة 1999 وتعتبر من حيث الحجم رواية قصيرة (إذا جاز التعبير) فهى تحتوى على حوالى 100 صفحة من القطع الصغير، ولكن بعد ان اتممت قراءتها شعرت انها كان من الممكن أن تتحول لعمل ملحمى ضخم يحكى تفاصيل العلاقات الإنسانية فى القرية المصرية على غرار روايات ماركيز، وتحكى القصة مأساة بطلها طبيب أرمنى "الدكتور روبين" الذى هرب من المذبحة التى جرت لشعبه بواسطة الجيش العثمانى الى عمق الريف المصرى ليهب سنوات عمره فى علاج الفلاحين الفقراء حيث امتزج بكل كينونته فى التفاصيل الدقيقة لحياة الفلاحين التعسة فى مرحلة ما بين الحربين العالميتين حيث الفقر المدقع والأوبئة والجهل والأفكار الغيبية والقهر الواقع عليهم.
تأخذك الكاتبة سريعا الى عالمها الخاص حيث تبرز موهبتها الحقيقية كحكاءة قادرة على رصد التفاصيل اليومية البسيطة مستخدمة لغة جديدة فى العمل القصصى تبحر بك الى غور الحياة الريفية فتشعر انك امام شخوص حقيقية حية هى تجميع لذكريات الطفولة وما استطاعت الكاتبة الإحتفاظ بها فى اللاوعى حتى قررت البوح بما ترسب فى ذاكرتها من أحداث الطفولة مع مخزون عميق لحواديت الجّدات التى لونت بها عملها وأكسبته عمقا ومصداقية لا نجدها الا لدى القليلين الذين غاصوا فى أعماق الريف وأذكر منهم محمد روميش فى رائعته "الليل الرحم" وعبد الحكيم قاسم فى "أيام الإنسان السبعة"، ولكن يبقى لكاتبتنا حرصها على الدقائق الصغيرة للعلاقات الإنسانية التى ميزت هذا العمل.
فى الرواية أكثر من خيط للصراع قد يكون أبرزها ذلك الصراع بين الأترك العثمانيين فى امبراطورية الرجل المريض ورعاياها من الأرمن وأيضا بين بقايا الأتراك فى مصر والفلاحين من جهة أخرى، ورغم جذورها التركية القريبة من العرق التركى " ورد هانم وحلمى" ولكن انحيازها كان واضحا ضد العنصر العثمانى ولم تخف كرهها وعداءها لهم، كما ان هناك خيوط صراع عديدة من بينها ذلك الصراع بين المجتمع الذكورى القروى والمرأة المستلبة المستكينة، حقا كان هناك رجال عديدين يحملون فى قلوبهم طيبة طاغية ولكن هذا لا يمنع الطابع الأبوى والبطريركى عنهم، انهم النسخة المصرية الريفية من العلاقة بين الرجل والمرأة.
لقد اذهلتنى بهيجة باستخدامها لغة شديدة الرقة والعذوبة، وبقدرتها الغير عادية على الإمساك بالتفاصيل وكأنها تحدق فى عيون ابطالها، وبوصفها الدقيق للأشياء والأماكن عن عشق حقيقى، وكأنها تأخذك من يدك وتدخل بك الى هذه الأمكنة، من عيادة الدكتور روبين الى بيت الحاج عبدالرؤوف وبيت فهمى وبقية البيوت وحتى وصفها بالغ الدقة لوباء الكوليرا او الموت الأصفر وكأنها عانت منه وما زالت تتذكر كل التفاصيل الصغيرة.
تبقى بعض الملاحظات العامة على الرواية الخصها فيما يلى:
- عاب العمل التنقل السريع بين الشخصيات مصاحبا للتنقل بين ضمائر المتكلم مما يؤدى الى تشتيت القارئ وافلات شخصيات الرواية منه.
- التكثيف الشديد فى رسم شخوصها بدون اعطاء مساحة مناسبة من البناء الدرامى للشخصيات وتعويد القارئ عليها مما يحولهاا كأشباح خاطفة وشخصيات مبتسرة ويؤدى الى ارباك شديد للمتلقى.
- تحميل الرواية رؤى سياسية مباشرة والافاضة فى وصف تسجيلى للمذابح ضد الأرمن يمكن ان يتحمله عمل اكثر ضخامة او شكل اخر للابداع.
- اسقاط الحاضر على الماضى، فوصف الدكتور روبين بأنه كافر ( رغم صدور ذلك من تركى) وقوله" ابعد يا كافر من هنا..الهانم مش حتنكشف على كافر"، فإن ذلك يظل مستغربا فى ريف مصر فى تلك الفترة الزمنية.
على ان ذلك لا يقلل اطلاقا من قدرة الكاتبة ولا ابداعها لعمل ممتع ومشوق يلبى جميع اساسيات العمل الروائى مع نظرة فلسفية عميقة لقضية الموت والحياة، وكيف ان الموت حدث ضرورى لتجديد الحياة، وهى تكتب ببساطة وتلقائية كأنما تتحدث مع نفسها، وأظن من واقع تلك الرواية انها ما زالت تمتلك مخزونا عميقا من الذكريات التى يمكن ان تبوح بها وتفتح لنا دواليبها لتمتعنا ولكن عليها ان تغزل الثوب على مهال حتى تكتمل روعة الدانتيلا الجميلة التى تزين اطرافه.
رياض حسن محرم - الحوار المتمدن




إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/