يعيش الفنان يوسف ليمود متنقلاً بين مصر وسويسرا منذ بداية التسعينات، وربما أتاح له هذا الحضور المتقطع، أو هذا الغياب الذي يشبه الحضور نظرة أعمق للمشهد وقراءة مختلفة لمسارات التغيّر الذي طرأ على هيئة المدينة. هذه المدينة المهولة التي يلقي بنفسه في خضم صخبها، في كل مرة يعود إليها، والتي حاول أخيراً مراقبة ألمها وتشوهها عبر صور فوتوغرافية، نشرها في صفحته على الفايسبوك. وإنّ أكثر ما يلفت الانتباه في تلك الصور هو ذلك الهدوء المخيم، الصمت الذي يلف مدينة متعددة الأوجه لا تكف عن الحركة. المدينة التي ثارت على خضوعها، وملأت الدنيا هتافاً وتحدياً، ها هي الآن تلوذ بالصمت. شعور الإحباط، انكسار الحلم، الرؤية المشوشة للواقع، مشاعر نستطيع أن نقرأ تجلياتها بين ظلال هذه الصور بمقدار ما نرى بين أطلال هذه الخرائب الخشبية التي صاغها ليمود في عمله الفني.
أو

No comments:
Post a Comment