Saturday, March 18, 2017

رجاء بن سلامة - بنيان الفحولة





تعزو رجاء بن سلامة في كتابها «بنيان الفحولة: أبحاث في المذكر والمؤنث» الفضل في ريادة وتأسيس مفهوم «الجندر» أو ما تسميه «النوع الاجتماعي» لفرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي. ومع ذلك كان منهجها أقرب لحفريات فوكو. فقد تابعت ولادة معنى الجنس الثالث واللاجنسي في المدونات، ابتداء من القرآن وحتى «الأغاني» لأبي فرج الأصفهاني، مرورا بكتابات الجاحظ. واعتبرت أن القرآن حرّم بشدة المثلية الذكورية، ولكنه وعد الصالحين بولدان مخلدين. ورأت أن هذه الإشارة تدعم موضوع متعة الرجال بغلمان من الجنة.
مع أن السياق يشير لدور خدماتي لا يشمل البهجة الجنسية أو اللذة، ناهيك من أن كلمة ولدان تدل على يافعين وكلمة مخلدين تدل على أهل الجنة (من نشأ فيها بعيدا عن كل قيود وأعصبة الواقع الدنيوي) ثم إن العبارة غير نوعية ولا مخصصة، وتطلق على المذكر والمؤنث. ولا أعلم لماذا ترى ابن سلامة في هذا المشهد شيئا يتجاوز حدود الخيال الإسلامي لليوتوبيا. فهو مجرد وعد من الذات الإلهية بتوفير أساليب ووسائل الراحة للكبار، الذين اتبعوا توصيات الخالق وطبقوا كل تعليماته. وهي جزء من كم هائل من المشاهد فوق الطبيعية، سواء في القرآن أو الحديث والتي تأتي في إطار رموزي يتعمد المبالغة.

أو


No comments:

Post a Comment