Wednesday, April 17, 2013

عائشة أرناؤوط - من الرماد إلى الرماد

تصوير ورفع جمال حتمل



يعتمد أسلوب الشاعرة "عائشة أرناؤوط " في مجموعتها الشعرية "من الرماد الى الرماد" على خصائص لغوية بمتحولات اجتماعية وجمالية مشتركة - مسوغة بلغة رمزية وبدلالة محددة وواضحة، ويقوم التعبير لديها على التهويم الأدبي، ويعكس موضوعات ذاتية بعيدة عن الحاجات الانسانية العامة، خارجة عن نطاق التصنيف الأسلوبي النقدي ومستعصية على الخضوع لنموذج وضعي ثابت.
ولابد للناقد الأدبي أن ينطلق من هذه النقطة لدراسة الأبنية الشعرية لدى الشاعرة، بحكم أنها تكون لفة خاصة على منظور التعبير وخصائصه، والقدرة على التوصيل، معتمدة على أن الخطاب الشعري في الواقع هو خطاب مزدوج يقوم على المستويين التعبير والمضمون وطبيعة العلاقات بينهما.
وعلى الرغم من أهمية فكرة التوصيل الجمالي ومحوريتها في التعبير الشعري لابد من الاعتراف بأن التواصل ذو طبيعة نسبية بين الشاعرة وقرائها، فالقاريء يتدخل في خلق القصيدة من خلال تصورها الأول ممارسا فعاليته من داخل الشاعرة ذاتها، فيتابعها بفهم خاص وذاتي، وأن تقبل القصيدة هو الذي يمنح القاريء استعدادا أوليا للقراءة قبل الدخول في النص، ثم ينمو هذا التقبل ليغدو لونا من المشاركة في اكتشاف وممارسة لذة النص التي قد تصل الى حد التماهي معه، وقد يجاري القاريء الشاعرة دون أن يكون قادرا على تحليل النص بالأدوات النقدية الاجرائية، ونظرا لصعوبة المادة الشعرية التي تقدمها المجموعة الشعرية فإن ذلك يفرض محاولة للشرح والتفسير لأن مجاراة الشاعرة لا يقدر عليها إلا القراء المتميزون، يختلف فهمهم باختلاف قراءاتهم ومستويات نضجهم الفني.
واذا كان التوصيل الشعري مرتبطا بالعناصر المعقولة وغير المعقولة في الشعر المعاصر، فإن كثيرا من القراء يتوهمون أن الشاعرة لا تعرف عقليا ما تدل عليه قصائدها، وسرعان ما ييأسون من التواصل معها، علما بأن الشاعرة شأنها شأن أي شاعر يستخدم في تعبيره التكثيف الشعري. وتعرف تماما ما تقول ولكن بطريقة الحدس لا بالطريقة العقلية التي تقوم على الوضوح والمباشرة.
ومهما يكن فإن التعبير الشعري في شعر "عائشة أرناؤوط" يقوم على دلالات مضمرة يتلقاها القاريء وكأنها ضباب كثيف يخفي تحته البعد الذهني الذي يستعص على التحليل إلا بالدراسة الجادة، التي قد لا تصل الى تطابق في النتائج بحكم أن التواصل الأدبي يضفي على الأثر معاني عديدة حسب ظروف التلقي ومستوى التواصل. ولا يجد القاريء عسرا في متابعة الشاعرة حين تكون الوحدة الكلية للقصيدة واضحة، مما يساعد على تمثل معناها الكلي مهما بلغت نسبة التكثيف والتشتت حدا من الغموض في قصيدتها "النرد" وهي مرثية لأخيها الفنان المبدع الراحل " عبدالقادر الأرناؤوط " لا تعوق الانزياحات الشعرية فهم القاريء المزود بحد أدنى من الثقافة.
عبداللطيف الأرناؤوط



http://www.mediafire.com/view/?37ph2lk46bh8973
OR
http://www.4shared.com/office/hFlSiqxn/__-____.html


إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


No comments:

Post a Comment