يقول اندريه مارلو في مقدمة كتابه اللامذكرات: «لقد عشت في المجال القلق، مجال الذهن والتخيل، مجال الفنانين، ثم في القتال ثم في التاريخ».. هذا التوصيف البليغ لنفسة يوجز لنا مسيرته، فهو الذي خبر الحروب ودرس الحضارات وفنونها وتجلياتها، وهو الكاتب وناقد الفن والباحث في آثار الشرق وكنوزه، ووزير ثقافة ديغولي من طراز فريد جمع بين رؤيا الفنان وحنكة السياسي، وهو أحد أساتذة القرن العشرين الذين تركوا بصمات رؤاهم ومواقفهم على أجيال من البشر في الغرب والشرق، ومن يقرأ كتابه الرائع (اللامذكرات) أو المذكرات المضادة، يكتشف تلك الروح القلقة التي تترنح بين التوق الملهم لكشف أسرار الفنون عبر تاريخ الحضارات، وبين الرؤية الغربية العقلانية القائمة على تمجيد الفرد وصرامة المعايير الرياضية التي تتحكم بالفكر والفن والتوجهات السياسية والعلاقات الإنسانية، كما يكشف الكتاب عن مواقفه ورؤيته للحروب التي خاضها، بخاصة في جزء الكتاب المعنون: أشجار جوز التنبرغ..