Thursday, March 24, 2011

فيصل حوراني - المحاصرون


تحية إلى روح الأديب فيصل حوراني الذي توفي اليوم صباحا

جاءت الرواية في 200 صفحة من القطع المتوسط .. وفي تقديمه للرواية أورد حوراني : "هذا النصّ هو إعادة إنتاج للرواية التي عنوانها (المحاصرون) والتي نشرتها العام 1973، وكانت أول نصّ أدبي أكتبه ، ثم لم أعد نشرها . وإعادة الإنتاج هذه اقتضتها دوافع فنية في المقام الأول".
بهذا الاستهلال قدّم فيصل حوراني الرواية .. ليوضح لنا أنه قام بإعادة كتابة لذات الرواية .. حرص فيها الكاتب على التطوير الفني، "والرواية بلغتها السهلة السلسلة تأخذ القارئ إلى حيث نصبت شباكها .. فما ان تبدأ بقراءة الرواية حتى تأتي عليها كاملة .. وللحقيقة فإن الكاتب نجح في استدراج قارئه لتوريطه في سياقاته .. وفي تناوله لمرحلة تاريخية محددّة بشرطي الزمان والمكان ، حاول الكاتب ملامسة وجع التجربة لتعبرّ هذه التجربة الفردية التي عرضها الكاتب عن الأنا الجمعية الفلسطينية التي تعرّضت للاستلاب والتغريب والإهانة.
تدور الرواية حول خالد بطل الرواية ومركزها، والشخوص الآخرين - على قلتهم - وظفوا لخدمة هذه الشخصية المحورية..
وخالد الذي يقع في الأسر ورغم ما يعانيه من فعل التعذيب والإهانة والاستهداف يبقى صامداً ولا ينهار .. لتختتم الرواية بفكرة الإرادة الفلسطينية الصلبة التي ترفض الإذعان والرضوخ مهما دارت الدوائر ..
كما نجح حوراني في أن يسرد على لسان خالد كافة التفاصيل التي عصفت بالتجربة الفلسطينية الغضّة .. رغم ضيق الزنزانة ووحشية العزل وانفراديته إلاّ أن الذاكرة تشكل بتداعياتها وهمومها وآلامها ، عبر حالة هذيانية وقائعية تجعلنا نتعرف وبوضوح إلى خالد وبداياته وهواجسه ويومياته وتفاصيل العمل الحزبي والضغوط النفسية التي يمّر بها المعتقلون .. ومن هنا فإن عنوان الرواية (المحاصرون) استطاعت كشف الغطاء عن أولئك الذين وقعوا في الأسر وإشكالية العلاقة مع السجان .. وإعادة كتابة الرواية لتصدر في هذه الأيام جاء في وقت باتت فيه الأنا الكلية الفلسطينية محاصرة ومهددة وبالتالي فإنَّ الرواية قدّمت الفلسطيني عبر تاريخ الذاكرة الفلسطينية ليسيل الزمان منذ العام 3791 إلى حاضرنا الكاوي وتبقى الروح المقاومة صابرة وصادقة ومتوهجة .

*ولد فيصل حوراني في قرية المسمية (قرب غزة) سنة 1939م.أتم دراسته الثانوية في دمشق، وحصل على ليسانس فلسفة واجتماع وعلم نفس في جامعة دمشق سنة 1964م عمل عملاً يدوياً حتى عام 1958، ثم عمل في التدريس حتى عام 1964م ثم عمل في الصحافة حتى سنة 1971م حين تفرغ للعمل في أجهز منظمة التحرير الفلسطينية، ومنذ عام 1979 عمل باحثاً في مركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت. نشر شيئاً من أعماله في الصحف والمجلات العربية، وحضر مؤتمرات أديبة وثقافية وسياسية في بلدان عديدة.

أو

No comments:

Post a Comment