Showing posts with label ميادة كيالي. Show all posts
Showing posts with label ميادة كيالي. Show all posts

Thursday, May 22, 2025

ميادة كيالي - هندسة الهيمنة على النساء


تجليس وتصويج ودوزان دواليب وتصغير حجم: أبو عبدو

لم يكن الزواج ، في الحضارات القديمة ، حافظاً للحب ، ولم يكن الحب حامياً للزواج ولا ضامناً لاستمراريته ، طالما أن فيه جهة تخضع لجهة . الزواج لا يزال إلى اليوم يحمل مفهوم التبعية من أجل مقابل ؛ سواء كان ذلك عبر توفير الحماية ، أم الحصول على الشريك العاطفي والكفيل الاقتصادي ، أو الحصول على الأبناء .
و إزاء ذلك ، حافظت التعددية على استمراريتها عبر التاريخ لمصلحة الرجل منذ بدء التشريع للزواج الأحادي للمرأة ، واشتمل ذلك على الزواج الشرعي القائم على الدين ، سواء بالتشريع للتعددية عبر عقد الزواج ، أم بالسكوت عن خيانة الرجل والتواطؤ معه ، مايعني في المجمل استمرار خضوع المرأة لسلطة الرجل الذي احتفظ ولا يزال بميزات أضحت حقاً مشروعاً ، أول اعترافاً يقارب الحتمية البيولوجية الممنوحة من السماء بدوره في قيادة الأسرة ، وامتلاك مفاتيح السلطة فيها ، والتحكم في مقدراتها .
ولا يمكن في ضوء ذلك ، إغفال حقيقة العلاقة الوطيدة التي ربطت الزواج بالدين من جهة ، فرسخت ، من ثم ، مفهوم العفة والتعفف والحلال وأن الطيبين للطيبات ، مقابل ترسيخ مفاهيم الزنا والفتنة والحرام وأن الخبيثين للخبيثات . من جهة أخرى جرت شيطنة المرأة ، بوصفها المحرك للفتنة ، والسبب للخطيئة الأولى ، ورفيقة الشيطان ، وحاملة الإثم ، وجالبة الدنس .
وحتى تتخلص النساء من سلطة الاجتماع والدين ، اللدين قاما بهندسة الهيمنة عليها ، يقترح هذا الكتاب جملةً من الحلول ، من بينها الاستعاضة بالزواج المدني عن الزواج الديني ؛ فالزواج المدني يعمل على حماية حقوق المرأة التي لاتضمنها تشريعات الأديان التي انبثقت مدوناتها الفقهية وانتعشت في تربة الهيمنة الذكورية ، وهذا يستدعي مواجهة حقيقية وجريئة تعتمد إعادة تأويل النصوص الدينية ، وتأويل التاريخ ، وإنصاف النساء ، لا لأنهن يشكّلن نصف المجتمع فحسب ؛ بل لأنهن مستقبل العالم .

أو


 

Monday, May 12, 2025

ميادة كيالي - المرأة والألوهة المؤنثة في حضارات وادي الرافدين



يضعنا هذا الكتاب في منطقة رصد علمية عالية لأكبر حدثٍ بشري طبعت أصابعه كلّ تاريخنا ببصمات الرجال المتباهين بفحولةٍ بيولوجية، سرعان ما تحولت إلى فحولةٍ حضارية ودينية وثقافية، أضعفت المرأة ونالت من قيمتها وأهميتها، وبذلك ضعفت المجتمعات، ووهنت الحضارات، وأُطلق الشروع في بناء غابةٍ جديدة داخل الحضارات والأديان، يعبث فيها الرجل على حساب تقدُّم البشرية ورقيّها، وتكون سبباً مهماً لتدهور أرى، اليوم، أنّ تشخيص التعسف الذكوري والانتصار لمكانة المرأة التي تليق بها، اجتماعياً وحضارياً، أصبح مقياساً لفهمنا الدقيق لتحضُّر أو تخلف المجتمعات، فحيثما نرى المجتمع (رجالاً ونساءً) قد فهم الدور الذكوري المتعسف، وانتصر لمكانة المرأة، عرفنا أنّ ذلك المجتمع يسير في الاتجاه الصحيح، وكلما ازداد رقيّ المجتمع وتحضره هنا تكمن أهمية الكتاب، تلك الأهمية التي تضعنا أمام الشرط الأول للحضارة، وهو تحرُّر المرأة، ثم تأتي، بعد ذلك، مستلزمات الحضارة من علمٍ وعملٍ وتعليمٍ وإنتاجٍ وغير ذلك. ومع سقوط هذه الحضارات، ازدادت مكانة المرأة وسقطت سجون الانقلاب الذكوري فيه. فالكتاب يعطينا المفتاح الأول، ويترك لنا فتح بقية الأبواب.

أو