سيبدو الافتراضُ مجنوناً، ولكن ألا تضمرُ الحروب حنيناً للعنصرِ، إلى الوحدة والنقاء والعزلة؟ أليسَ قتلُ الآخرين «تصفيةً !؟»الحروبُ هي احتكاكٌ ميكانيكي بين جموع المتحاربين لترجمة رغبةِ المجموع في أن يصبح مفرداً، بل هي تطبيق عدوانيّ لشوقٍ غريزيّ إلى عالم فردوسي مصفى، حيث السكّانُ أشباهُ العنصر، والهدوءُ صدى الوحدة. من مناَ يتذكَر وجوهَ القتلى في الإبادات الجماعيَة، في «حلبجة» و«كرم الزيتون» و«صبرا وشاتيلا»، حيث تتشابكُ أيادي المئات والألوف في قفزةٍ مُشتركة من ضفَةٍ إلى ضفَة. خفقُ القلوب والأنفاس الموحَدةُ ربّما تلغيان مأساة التلاشي الفردي. القاتل في المجازر الجماعية يخسر لذة قتل كلِ فردٍ على حدة. المئاتُ في المجازر الجماعيَة تضمحلُ أسماؤُهم، في حين أنَ قتيلاً واحداً يصبحُ نجماً، الوحدةُ تدللُ ضحاياها.
دارا عبد الله
دارا عبد الله
No comments:
Post a Comment