Wednesday, August 28, 2013

أمادو همباطي با - حكايات حكماء أفريقيا وأسطورة نجدو ديوال




الكثير من الأدباء والكتاب والمثقفين قرأوا وتفاعلوا مع الأساطير الإغريقية واليونانية والرومانية كذلك الأساطير الفرعونية والبابلية والآشورية والأساطير الهندية والصينية وغيرها من أساطير العالم لكن القليل منهم قرأ وعرف الأساطير الأفريقية ربما لأنها كانت إلى وقت قريب حكايات وأساطير شفهية أي تروى وتنتقل من جيل إلى آخر عن طريق الحكي بلا تدوين وكانت محصورة في لغات أفريقية غير متداولة على نطاق واسع. وما أن بدأت عملية تدوين تلك الحكايات والأساطير وكتابتها حتى سارع الكثير من دور النشر إلى نقلها وترجمتها ونشرها على نطاق واسع. وتؤكد عملية التدوين والنشر أن لهذه الأساطير خصوصية القارة السمراء وروحها وأن فيها من الخيال السحري والإبداع غير المسبوق ما يثري المشهد الأسطوريّ الكونيّ.
بين تلك الحكايات والأساطير التي دونت وترجمت «حكايات حكماء أفريقيا وأسطورة نجدو ديوال» التي صدرت حديثاً ضمن سلسلة «إبداعات عالمية» التي يصدرها «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب» في الكويت العدد 394 تأليف أمادو همباطي با ترجمة محمد بنعبود مراجعة عبود كاسحة.
يحتوي الكتاب بعد مقدمة المترجم وسيرة المؤلف الأفريقي على عشر حكايات تحت عنوان «حكايات حكماء أفريقيا»: خيارات الناسك الثلاثة الشيطان ومارتاكومبا الأزواج .. لماذا هم على هذه الحال؟ المبرر المقيت للضبع الأب الكذبة التي أصبحت حقيقة الشيطان والمعرض الكارثة دجينا نبارا الجني المقعد حفنة رمل الملك والرجل الأحمق درس الخضوع. والحكايات العشر في نحو خمسين صفحة من صفحات الكتاب البالغة 344 صفحة بينما أفردت باقي الصفحات لأسطورة نجدو وديوال وهي أسطورة تضارع في حوداثها ونسجها ووقائعها أسطورة ادويسيوس المشهورة في الآداب الغربية كما يمكن مقارنتها ببعض ما جاء في ليالي «ألف ليلة وليلة» الشرقية. ويقول المترجم المغربي محمد بنعبود في مقدمته عن هذ الأسطورة: «إن ما يميز أسطورة «نجدو وديوال» كثرة حوادثها وتسلسلها لتنسج في النهاية حكاية تقتعد الثنائية الخالدة في حكايات أفريقيا وباقي الأمم وخرافاتها وهي ثنائية الخير والشر وتقوم على لحظات أربع هي: 1 - يتمتع شعب برضا إلهه فتبرزه الأسطورة ينعم بحياة مترفة متمتعا بالخيرات كلها 2 - يطغى القوم ويجحدون النعم التي يرفلون فيها ويجردونها من أية دلالة ربانية 3 - يغضب الرب منهم ويقرر إنزال العقاب بهم فيسلط عليهم مخلوقا لا كالمخلوقات مشوهاً وشريراً وذا طاقات خارقة قادراً على تحطيم مساكنهم وحبس نعمهم مستلذا رؤيتهم يسامون ويقاسون الشقاء هو الساحرة الشريرة نجدو ديوال .. أم الكارثة 4 - يرأف بهم الرب من جديد ويبعث بفتى مبارك وهو باغوماويل ليدخل مع المخلوق الشرير رغم حداثة سنه في صراع طاحن ينتهي بانتصار الخير على الشر وإيقاف معاناة القوم لأنهم استوعبوا الدرس وقرروا ضمنا عدم العودة إلى معاقرة الشرور والآثام.
يختصر المؤلف أمادو همباطي با الأصل الأسطوري لحكاية نجدو ديوال من خلال نظرية بلاد ماندي حول نشأة الكون إذ لم يكن ثمة شيء سوى كائن وكان هذا الكائن فراغاً بلا اسم وأوحد لكنه كان فراغاً حيًّا حاضناً في ذاته مجموع كل الموجودات الممكنة. كان الزمن اللانهائي واللازمني هو مسكن هذا الكائن الأوحد. اتخذ لنفسه عينين أغمضهما فانتشر الظلام ثم فتحهما فولد النهار. تجسد الليل في ليورو القمر وتجسد النهار في نانغي الشمس . تزوجت الشمس والقمر فولدا دومونا الزمن الزماني الإلهي سأل دومونا الزمن اللانهائي بأي اسم سيناديه أجاب هذا: نادني جينو الخالد .
أراد جينو أن يكون معروفاً أراد أن يكون له مُخاطب حينئذ خلق بيضة عجيبة تحوي تسعة أجزاء دسَّ فيها الحالات التسع الأساس للوجود. بعد ذلك سلَّم البيضة إلى الزمن الزماني دومونا وقال له: احضنها بصبر وسيخرج منها ما سيخرج. حضن دومونا البيضة العجيبة وسماها بوتشيندي. عندما فقست هذه البيضة الكونية ولد منها عشرون من الكائنات الرائعة التي شكلت مجموع الكوني المرئي وغير المرئي ومجموع القوى الموجودة والمعارف الممكنة كلها. لكن يا للأسف لم يبدُ أيّ من هذه الكائنات العشرين مؤهلاً لأن يصبح المخاطب الذي أراده جينو لنفسه. آنذاك انتزع جزءا من كل واحد من المخلوقات الموجودة خلط تلك الأجزاء ثم نفخ في الخليط فانبعث شرارة من نَفَسِه وولد كائن جديد هو نيدو الإنسان.
تسلم نيدو الإنسان الأصلي الذي هو تركيب من كل عناصر الكون العلوية منها والدنيا ووعاء حقيقي للقوة الأسمى كما أنه ملتقى كل القوى الموجودة الجيدة منها والسيئة في الميراث جزءاً من القوة الخالقة الربانية المتمثلة في هبة العقل والكلام.
شرح جينو لنيدو مخاطبه القوانين التي شكلت انطلاقاً منها عناصر الكون كلّها ثم عينه حارساً ومدبراً لكونه وكلفه السهر على التجانس الكوني ولهذا السبب يعتبر ثقيلاً أن تكون إنساناً.
بعد أن تعلّم نيدو من خالقه نقل لاحقاً لنسله مجموع معارفه وكانت تلك بداية السلسلة الكبرى للنقل الشفوي التلقيني.
وَلَد نيدو الإنسان الأصلي كيكالا وكيكالا هو ما يعادل آدم تقريبا لكن وفق الموروث كذا قد يكون تعاقب العديد من «آدم» وكيكالا هو رمز القدم وبالتالي رمز الشيخوخة والحكمة . كيكالا إذن كان أول رجل أرضي وستكون ناغارا زوجته التي أنجب منها هابانا كوبل «كلٌّ يعمل لنفسه» ثم ولدت «كلٌّ يعمل لنفسه» مذراة الطريق التي رزقت طفلين يمثل أحدهما وهو الرجل العجوز غوركو ماودو طريق الخير وتمثل الأخرى وهي «العجوز الضئيلة الشيباء ديويل نايبويل أي طريق الشر وقد انحدرت منها سلالتان بنزوعات مختلفة: إذ ولد الرجل العجوز نيدو ماودو الرجل الجدير بالاحترام الذي ولد بدوره أربعة أطفال: السماع الأعظم والنظر الأعظم والكلام الأعظم والتدبير الأعظم. أما أخته «المرأة الضئيلة الشيباء» فولدت هي أيضاً أربعة أطفال: البؤس والمصير السيئ والبغضاء والمكروه.
يلفت المؤلف إلى أنه انطلاقا من «مذراة الطريق» التي أعقبت هي نفسها «كلٌّ يعمل لنفسه» تحددت سبل الخير والشر فأصبح الرجلُ العجوز تجسيداً للخير وأصبحت العجوز الضئيلة الشيباء تجسيداً للشر.
في الأسطورة المنشورة في الكتاب نجد أن نجدو ديوال أم الكارثة هي تجسيد أسطوري لديويل نايويل «العجوز الضئيلة الشيباء».
(البناء)


إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html

1 comment:

  1. Looking for the best online English Classes in Oman? Register at Ziyyara to take best online English language classes in Oman.
    Contact no:- +91-9654271931
    Visit On:- spoken english oman

    ReplyDelete