ساخراً في جريدته المخطوطة «الكلب».. متألماً في «الله والفقر»
في مدينة أنطاكية في لواء اسكندرون، ولد «صدقي بن علي علام إسماعيل» في السادس والعشرين من أيار عام 1924. عاش بداية حياته في أنطاكية، وتابع دراسته في مدن سورية، بعد أن تسلَّل، في العام 1937، مع أخيه وبعض رفاقه إلى الحدود بين سورية وتركيا، ليستقرَّ في دمشق في العام 1940.
وكانت قصة صدقي إسماعيل، المأخوذة عن مجموعته القصصية «الله والفقر» التي صدرت في دمشق عام 1970، مِفصلاً مهماً، من حيث الإعلان الصارخ عن آلام وأوجاع الفقراء في مجتمع يحكمه الاحتلال والتخلف وقسوة العيش؛ التي جعلت من العادات البالية في المجتمع تزعزع ما هو أصيل.
وجسَّد صدقي إسماعيل ذلك الإنسان الفقير الطيب، طاهر القلب واللسان، والذي يتعرَّض للقهر والظلم، فيواجه الطغيان الاجتماعي بقلبه النظيف، كما يواجه الاحتلال الفرنسي بشهامة غريزية فطرية في حقبة العشرينات من القرن الماضي. رسم الكاتبُ الراحل شخصيَته من روح المجتمع، في واحدة من أشهر مؤلفاته القصصية، لتستوحي الدراما السورية سلسلةً بعنوان «أسعد الوراق» للمخرج علاء الدين كوكش، حيث برع الفنان الراحل هاني الروماني في تجسيده دور تلك الشخصية في سبعينات القرن الماضي ولاقت تلك الشخصية قبولاً وانتشاراً في قلوب الناس، لتعيد الدراما صياغتها من روح قصة صدقي إسماعيل الأصلية، وتحمل سلسلة بالعنوان نفسه «أسعد الوراق» الموسم الفائت للمخرجة رشا شربتجي، حيث جسَّد بطولته الفنان تيم حسن.
يعدّ صدقي إسماعيل، الذي توفي في 26/9/1972، نموذجاً عن كاتب متعدّد المواهب. فثمانية وأربعون عاماً عاشها وهو يكتب القصص والرواية، كما اشتغل في الدراسات الفكرية، وله «رامبو، قصة شاعر متشرد»، التي صدرت في دمشق 1952، وكتب رواية «العصاة» الصادرة في بيروت 1964، وله كتاب عن «العرب وتجربة المأساة» صدرت في العام 1963.
وألّف الكاتب الراحل في المجال المسرحي؛ فله «سقوط الجمرة الثالثة»، و«الأحذية»، و«أيام سلمون»، و«عمار يبحث عن أبيه».
وابتدع الراحل «جريدة الكلب»؛ حيث فجّرها ثورة في عالم النشر آنذاك، كتبها بخط يده، وصاغ كلَّ مقالاتها شعراً في مطلع الخمسينات، ولم يتسنَّ له أن يرى جريدته مطبوعة علانية، حيث طبعت بعد عشر سنوات من رحيله، ونظم كلّ ما فيها شعراً ساخراً لاذعاً، يستعرض فيه من حياته وتجربته ومشاهداته.
ولم يكن لصدور جريدته موعد محدد؛ حيث يُعدّ منها نسخة أو نسختين، لينقلها بعد ذلك منه من يحبّ، يتناول فيها الأحداث والأوضاع العامة بسخريته الفريدة وتعليقاته المعروفة، فيتوزّعه القارئون من الأصدقاء في المدن السورية. وفي إجابة عن سؤال لمراسل مجلة الأسبوع العربي البيروتية عام 1963 حول سبب اختياره تسمية جريدته «الكلب»، أجاب الراحل ساخراً: «لأنَّ الكلب هو الكائن الذي يحقّ له أن ينبح دون أن يلزمه أحد بشيء»، وكان شعارها: «جريدة مختصة بالشعر.. تصدر مرتين كل شهر.. إنَّ خير القراء من لايضوج.. ذَنَب الكلب دائماً معووج».
تخرج صدقي إسماعيل في دار المعلمين بدمشق عام 1948، ونال الإجازة في الفلسفة من جامعة دمشق، ودبلوم التربية عام 1952، وعمل مدرساً في حلب ودمشق، وعُيِّنَ أميناً للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في العام 1968، كما أسهم في العام 1969 في تأسيس اتحاد الكتاب العرب، وتولّى رئاسته حتى العام 1971، ورئاسة تحرير مجلة الموقف الأدبي، وكان عضواً في جمعية القصة والرواية.
(عبد الحسيب زيني)
إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html
تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/
No comments:
Post a Comment