Wednesday, November 30, 2022

الهدم من الداخل - المخدرات, السلاح الخفي الذي يدمر المجتمع السوري



يُعد الإدمان  اضطراباً انتكاسياً مزمناً ومعقداً، أسبابه كثيرة وآثاره عديدة متشابكة، له تأثيرٌ واضحٌ على الدماغ ويؤثر في المزاج، ويسبّب سلوكاً قهرياً يُجبر صاحبه على البحث عن المادة الإدمانية، وعلى الاستمرار في استخدامها رغم الضرر النفسي والجسدي والاجتماعي الذي تسبّبه، وقد يصل به هذا الاستخدام إلى الإعاقة أو الوفاة المبكرة عند التأخر في الخضوع للعلاج أو الشفاء.
ويمرّ الطريق إلى الاعتمادية “الإدمان” عبر ثلاث مراحل؛ أولها: التعاطي والاستخدام غير المؤذي، ثم مرحلة الاستعمال المؤذي، ثم الاعتمادية. وتُصنَّف المواد المؤدية للاعتمادية في 6 زُمَر رئيسة: فصيلة المنشِّطات، والحشيش، والأفيونات، وفصيلة المهدِّئات والمنوِّمات ومضادّات القلق، ثم المهلوسات، وفصيلة المستنشَقات والمواد الطيّارة.
يسعى هذا البحث لتتبُّع ظاهرة انتشار المخدرات المتزايد في سوريا، ودراسة انعكاساتها على السوريين الذين يعانون من غياب الأمن وفقدان احتياجاتهم الأساسية، إلى جانب ارتدادات الحرب وآثارها النفسية والجسدية؛ في محاولةٍ لمعالجة قضية تهدّد المجتمع وأفراده بكل شرائحهم وتعطّل طاقاتهم، لاسيما وأن التدخُّل المبكّر يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل، إلى جانب تزويد الجهات المعنية -طبيةً كانت أو مجتمعيةً- بتصورات وتقديرات أولية يمكن أن تساعدهم في تصميم مشاريعهم، وتشجّع الداعمين والمنظمات الدولية على الاستجابة لها.
وقد اعتمد البحث منهجية تم تحكيمها قبل مرحلة الإعداد وبعدها، وأسهم فيها مجموعة من الأكاديميين والمتخصصين في الموضوع الطبي والاجتماعي، مستخدماً المنهج الوصفي التحليلي الذي ارتكز على: مصادر ثانوية تمثّلت في تحليل ما تم نشره من تقارير ودراسات وأبحاث حول الموضوع، وعلى مصادر أولية: هي نتائج تحليل عيّنة إحصائية عشوائية ذاتية المشاركة تم الحصول عليها من خلال استبانة إلكترونية محكَّمة أجاب عنها ما يقارب 500 سوري يتوزعون داخل سوريا بين مناطق سيطرة نظام الأسد وحلفائه ومناطق سيطرة المعارضة السورية، وخارج سوريا في بعض دول اللجوء، بالإضافة إلى نتائج مقابلات معمقة مع 27 من الخبراء والمطلعين في المجال الطبي والاجتماعي والعسكري داخل مناطق سيطرة المعارضة.

أو


 

أسامة منزلجي - مذكرات تنيسي ويليامز


نسخة عالية الدقة  600 DPI

يبدو كتاب ( مذكرات تنيسي ويليامز )* في جانب منه، كما لو أنه محاولة لتصفية حساب مؤلمة مع الذات، مع التاريخ الشخصي، مع ماضٍ لا يمكن تغييره بأية حال.. إنها تصفية حساب نهائية، طالما حصلت في الشفق الصارخ والمؤسي للحياة، احتجاجاً، ليس على الموت المقبل وحسب، بل على الحياة نفسها، لأنها على هذا القدر الكبير من الهشاشة، وماضية حتماً نحو التبدد. فهو احتجاج على بذرة الفناء الثاوية في قلب الأشياء. وعلى الأشياء التي تتنكر بحكم الضرورة لنفسها ولحيويتها، وللجمال.. الجمال الذي هو قيمة عليا لشخص مثل ويليامز وقد استقطر رحيقه، أو سعى جاهداً، لذلك، حد الإشباع. وربما، حد الاستهتار بالقيم السائدة.. إنه كتاب غاضب، كُتب من قبل رجل لا يهادن وهو يعرض الحقيقة مثلما حصلت؛ عارية وقاسية ومثيرة للحيرة والحنق... كتاب، كان يدرك أنه سيشعل غيظ التقليدين والمحافظين والمنافقين، وقد فعل.
هل نقول أن ويليامز، في أثناء كتابته لمذكراته كان مازوشياً بدرجة ما، يُخضع ذاكرته لعملية جراحية بمبضع حاد، يغوص عميقاً، ليخرج كل ما خُبِّئ هناك، بلا أسف، أو ندم، أو خجل. إنه، إذن، في الجانب الآخر يمارس نوعاً من التطهر. للتخفف من ثقل آثامه. وآثامه هي فقط تلك التي يعتقد أنها المتجسدة بذلك الركام من إساءاته للآخرين: "أعتقد أن هذا الكتاب أشبه بتنفيس عن مشاعر تطهرية بالذنب. كل فن جيد هو عمل طائش. في الواقع لا أستطيع أن أؤكد لك أن هذا الكتاب سيكون عملاً فنياً. ولكنه حتماً سيكون عملاً طائشاً، بما أنه يعالج حياتي الراشدة".
في هذا الكتاب يتحدث تنيسي ويليامز عن حالات الفشل أكثر من تحدثه عن حالات النجاح. عن لحظات الألم والإحباط أكثر من تحدثه عن لحظات التألق والفرح. كما لو أنه يضع نفسه، على سرير المحلل النفسي مفضفضاً، وعارضاً لأسراره التي لم تعد أسراراً، بثقة عالية بالنفس، ومن غير اعتبار لردود أفعال الآخرين.
كان ويليامز يعيش على ذلك الصراط الدقيق بين الانشداد للحياة والانجذاب نحو الموت. بين الشغف بالعيش وتدمير الذات. وقد أبقاه حياً وبعيداً عن الانتحار إيمانه بعمله الإبداعي، وولعه العارم بالكتابة. كان على الرغم من تعاطيه للكحول والمخدرات، ومرضه، وشذوذه، وحماقاته ينكب على أوراقه ليكتب. كان الشيء الوحيد الذي يرعبه هو فقدانه القدرة على الكتابة. وكان يتابع إجراءات تحويل قصصه ومسرحياته إلى أعمال سينمائية، أو على خشبة المسرح بدقة وجدية وحماس.. لم يفرّط يوماً بعمله، ولم يفقد إيمانه بجدواه. ومن هنا قوته. كان يعي حدود موهبته وآفاقها، من غير غرور. وكان ما يشعر به في قرارته هو الكبرياء وليس التفاخر. وكان يعرف أن شرط وقيمة وجوده في هذا العالم متوقفان على مواصلته لعمله. وبقي يكرر هذا الأمر مراراً طوال صفحات الكتاب. في الوقت ذاته كان يغرف من متع الحياة التي يراها ترضي نهم جسده الشره. أحياناً بإفراط. وفي أغلب الأحيان بجرأة ومن غير تحفظ أو حساب للعرف الاجتماعي ومبادئ الأخلاق العامة السائدة. وهذا ما جعل منه غير مرغوب فيه، وحتى ممقوتاً عند كثر من الناس الذين عرفوه عن قرب. وقد أمضى وقتاً طويلاً في مجتمع البوهيميين: "على جواز سفري الاجتماعي يوجد ختم دنيا البوهيميين الذي لا يمحى، ولا أندم عليه".
في مقابل هذا ظل متململاً، وغير راضٍ، عن رصيده الإبداعي في مجال المسرح؛ هو المبدع الكبير في الكتابة المسرحية: "إنني محظوظ في مسائل العقارات، ومحظوظ في لعب الورق: وأيضاً، أحياناً، في الحب. لماذا، إذن، أعتبر نفسي متأنقاً لا نفع فيه؟ ربما لأن مغامراتي في مجال المسرح كانت فاشلة في الغالب".
هذا التقريع للجانب الإبداعي من الذات يبدو وكأنه ينم عن مازوشية خفية، مقنّعة. لكن الحقيقة، حسب اعتقادي تتعلق بأصالة موهبته، وسعة عوالم أحلامه. بعدم قناعته المستديمة بما أنجز، على الرغم من أن ما أنجزه بات من عيون فن الأدب المسرحي المعاصر في العالم. ويكفي أن نستذكر بعض عنوانات مسرحياته؛ ( عربة اسمها الرغبة. قطة على سطح من الصفيح الساخن. معرض الحيوانات الزجاجية. ليلة الإغوانا ).
يقول: "أعتقد أن الكتابة هي على الدوام سعي وراء طريدة متملصة، ولا تتوصل أبداً إلى اصطيادها". نشدان الكمال من شيم المبدعين الحقيقيين. والمفارقة أنهم يدركون، حقاً، بأن من المستحيل الإمساك بشيطان الكمال. بيد أن الغواية عظيمة وملحّة. ولا بد من الاستمرار للقبض على ما يسميه بـ "خاصية الوجود السريعة الزوال دائماً". ومنذ وقت مبكر، مذ التقى مع المسرح على السراء والضراء، جعل عمله الإبداعي في مقابل حياته، في علاقة تداخل وتوازٍ وتناظر في آن معاً. وقد حقق، في الغالب، ذلك التوازن القلق، والمهدد، لكن المستمر بين الاثنين. وعلى الرغم من أنه خاض مغامرة حياته بمزاجه النزق والصعب الخاص، إلاّ أنه يقر بأن الجوهر والمقصد، في النهاية، كان العمل/ الكتابة.. يقول:
"قد أكون آلة، أو آلة كاتبة. لعلي طابع على آلة كاتبة، وكاتب مكره. ولكن هذه هي حياتي، وما تحتويه هذه المذكرات ليس في الغالب أكثر من السطح الخارجي لحياتي الغنية، لأن حياتي الغنية هي عملي". وعمله وحده استوفى شروط البقاء والخلود.
لم يول تنيسي ويليامز اهتماماً كبيراً بالسياسة. وقد رأى أنه لا تكون لآراء الكاتب السياسية أهمية خاصة في عمله، مستثنياً من ذلك بريخت فقط.. يقول: "وأهم شيء هو مستويات حظه من الموهبة والصفات الإنسانية. وأشعر أن ميول الفنان الجنسية وانحرافاته الأخلاقية لا علاقة لها عادة بقيمة عمله". لكن هذا لا يعني أنه لم تكن له مواقف إنسانية ذات صبغة سياسية وأخلاقية.
في مكان ما من كتابه يتكلم عن الحلم بعالم أفضل: "وكل ما يهمّني هو اكتشاف نظام اجتماعي جديد ـ ليس شيوعياً طبعاً، وإنما أعتقد أنه شكل أكثر تنويراً من الاشتراكية". بيد أنه لا يقول لنا ما هو تصوره عن ذلك النظام الاجتماعي الجديد، وعن شكل الحياة الذي هو أكثر تنويراً من الاشتراكية. وأظنه هو الآخر لم يكن يعرف عنهما شيئاً كثيراً.
وفي مكان آخر يومئ إلى أن "أشد ما نحتاج إليه هو مبادئ أخلاقية جديدة". ومرة أخرى لا يسهب في القول عمّا تكون عليه تلك المبادئ.
عمل ويليامز، في مرحلة شبابه، في مهن شتى، وعانى الحرمان. لكن نجاحه في ميدان المسرح أنقذه ووفر له أسباب حياة مترفة نسبياً، فاقتنى العقارات. وأشبع، قدر ما استطاع، رغباته الحسّية. وسافر كثيراً، وأقام صداقات مع نخبة المثقفين، ومع آخرين ينتمون إلى عالم البوهيميين. ويعترف أخيراً أن أصحابه الحميمين، ونتيجة طبيعته النزقة، المتقلبة، لم يكونوا يطيقون العيش معه، أو مرافقته في أسفاره. وما كان يفتقر إليه ويجده عند غيره مما يحقق التوازن في الحياة: "وحدة العائلة، مركز اجتماعي محدد، العمل ضمن نظام، سلوك أكثر ضماناً في الوجود". ويردف: "أنا أعيش كغجري، أهيم على وجهي. لم يعد أي مكان يغريني بالتمسك به، ولا حتى جلدي".
إن ذروة نجاحه كانت في حقبة الأربعينيات والخمسينيات، ليبدأ بعد ذلك منحنى التراجع. وهنا يغالي إذ يعلّق على درجة التراجع تلك. لكنه، في أعماقه، كان يشعر بالعالم ينهار من حوله. كان يقترب من مرحلة الشيخوخة: "آه، إنني أتقوض منذ سنين عديدة لكن التقوض آنئذ كان أشبه بالصدع التحت ـ أرضي، تحت الشاطئ الغربي". وفجأة وجد نفسه، تحت تأثير الاضطراب العصبي، ونتيجة سلوك فظ، في جناح العنيفين في مستشفى بارنكل. واُحتجز ثمة ثلاثة أشهر. وفي هذه الفترة كان يعاني من جنون الارتياب، والإدمان والإحساس باقتراب الموت.
"لم يبق بالنسبة إليّ إلاّ أن أشعر بتيار الموت الذي يرتفع باطراد من تحتي، وأن أستجمع كل ما في دمي من شجاعة فطرية لمواجهته، وقد كنت أتحلى ذات مرة بالكثير منها".
أراد ويليامز أن يكون حراً دائماً لينجز حياته ويكون ذاته.. هذه خلاصة ما يخبرنا به في كتاب مذكراته. وهو كتاب آخر جدير بالقراءة حقاً.
*( مذكرات تنيسي وليامز ) ترجمة: أسامة منزلجي.. دار المدى ـ دمشق.. ط1/ 2006.

أو


 

إميلي فارس إبراهيم - الحركة النسائية اللبنانية


نسخة عالية الدقة  600 DPI

ولدت إميلي في أسرة محترمة ومثقفة ومعرفة بالعلوم والأدب. عمها فيليكس متحدث فصيح له كتابات راسخة. يعتبر رجل يعمل بجد. إميلي متزوجة من صموئيل إبراهيم، وأنجبت ثلاثة أطفال.
لم يمنعها زواجها المبكر من أن تصبح ناشطة متحمسة في الحركات الاجتماعية حيث اكتسبت ثقة وثقة زملائها من خلال مكافأة مجتمعها بمعرفة كبيرة.
على الرغم من أن زواج إميلي كان مثقلًا بثلاثة أطفال، إلا أنها استمرت في كرمها ونشاطها، لذا لم يقلل زواجها من أنشطتها الاجتماعية. حصلت على دعم زوجها لتحقيق رسالتها وتأكيد نفسها في المجتمع والسياسة والأدب.
التحقت إميلي بالمدرسة في بيروت في ذلك الوقت حيث كان هناك تأثير فرنسي كبير، لذلك قُدمت بقوة لاتجاه العاطفة الرمزية التي وضُعت من قبل العلماء التقليديين مثل لافونتين وموليير وراسين وكورنيل، ومؤلفين مثل هنري بوردو وبول بورجيه. أدى عرضها لهؤلاء الكتاب الفرنسيين إلى تجربتها الأولى في الكتابة باللغة الفرنسية.
فيما بعد تأثرت تجربة إميلي في الكتابة العربية بعمها فيليكس فارس. نشأت من الأحداث الأدبية الهامة التي حضروها معًا بالإضافة إلى الصالونات الأدبية الأخرى التي أقامها لها في منزلها.
أثر العديد من الكتاب اللبنانيين المشهورين في إحياء إبراهيم للأدب العربي، ومنهم:
جبران خليل جبران، وإلياس أبو شبكي، ويوسف إبراهيم يزبك، وأمين الريحاني، وأمين نخلة، وميخائيل نعيمي، الكاتبة الرائدة في الثلاثينيات مي زيادة.

أو


 

Monday, November 28, 2022

فريد الخازن - الأحزاب السياسية في لبنان، حدود الديمقراطية في التجربة الحزبية


نسخة عالية الدقة  600 DPI

تمثل تعددية الأحزاب السياسية في الدولة الحديثة، من حيث المبدأ على الأقل، شرطاً أساسياً لضمان تداول السلطة من جهة، وبالتالي شرطاً أولياً لتحقيق الديمقراطية السياسية من جهة أخرى.
لكن هل كل تعددية حزبية تحمل بذور مشروع ديمقراطي بالتأكيد؟ وهل كل تجربة حزبية تدعي الديمقراطية في بنية هذه الأحزاب وفي سلوكها السياسي والتنظيمي.
يتضمن الكتاب خمسة فصول يتناول الفصل الأول عملية التطور التاريخي للأحزاب السياسية في لبنان، ويتناول الثاني تجربة الأحزاب السياسية خلال فترة الحرب، ثم يعالج الفصل الثالث الأحزاب السياسية وتجربة الديمقراطية، ويقدم الفصل الرابع قراءة نقدية لبعض التجارب الحزبية، ويتطرق الفصل الخامس إلى الأحزاب السياسية وافق التغيير في لبنان.

أو


 

رينيه دوسو - المسالك والبلدان في بلاد الشام في العصور القديمة والوسطى


نسخة عالية الدقة  600 DPI

هذا كتاب في طبوغرافية بلاد الشام أو ما يعرف باسم سوريا الكبرى منذ عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية القرن التاسع عشر
مارا بالعصور اليونانية تم الرومانية ثم العربية الإسلامية ثم فترة الحروب الصليبية.
وهو كتاب موسوعي بإمتياز يقول عنه عدنان البني. في كتاب "رواد علم الآثار السورية (1860- 1960)"؛ وزارة التقافة. دمشق.
 "هو أعظم هدية قدمها دوسو للعمل الأثري والتاريخي وللعاملين في هذا المجال.
ولا نعرف أحدا من الباحثين في حقل الآثار السورية والتاريخ السوري سواء في سورية أو في خارجها من عرب أو أجانب لم
يرجع إلى هذا الكتاب أكتر من مرة وفي مناسبة إكتشاف كل موقع جديد بلغ حجمه 300 صفحة واسثقيت مواده من أكثر من
 مصدر ومرجع منها أكثر من 300 مصدر من أمهات الكتب الجغرافية والمعجمية العربية الإسلامية معززاً ذلك كله بالمخططات
المفصلة وفى هذا الكتاب ألف مسألة تاريخية وجغرافية".
ولا تزال الكثير من النظريات والتصحيحات الواردة فيه سارية المفعول ليومنا هذا؛ في المقابل. تغيرت نظريات أخرى وتطورت
أو سقطت مع ظهور نتائج التنقيبات الجديدة والدراسات الأحدث التى ربما اورت خطأ دوسو فى ضبط أو تحديد بعض
المواقع الأثرية. مثل غيره من الباحثين الرواد (وقد كان دوسو مدركا لهذا الأمر. فقد استخدم كلمة "يمكن ويحتمل وربما" عندما
لا يكون متأكدا من أمر ما وأنه نظرية قابلة للنقض)؛ مثلما فعل عندما قال بوضع مَغرتريكا عند معرة النعمان.

أو


 

Sunday, November 27, 2022

عدنان فحص - علامات من العقلية اللبنانية والعربية


نسخة عالية الدقة  600 DPI

"ان القشرة العلمية التي يكتسبها الفرد العربي خلال سنوات التعليم لا تتغلغل الى لب العقلية الفردية او الجماعة كما يعتقد فريق من العلماء..."
من خلال عنوان الكتاب وبعض مضمونه يتجلى لنا اتجاه الدراسة التي اعتمدها الدكتور فحص في مؤلفه فالمعاناة اللبنانية، ترتبط الى حد بعيد بالذهنية الفردية وعدم التقيد بالمقاييس الاخلاقية والاجتماعية بدءا بالمواطن وصولا الى المسؤول والدولة، الامر الذي انعكس لا اخلاقية اجتماعية ومن ثم اقتصادا متفلتاً، لان الدكتور فحص يؤمن "بأن مستوى الانتاج في بلد ما يرتبط ارتباطا وثيقا بالتركيب النفسي الاجتماعي للمجتمع المنتج" هنا تدخل المقاييس الخلقية والاندفاع او التقاعس والجهل وقلة الثقة وقلة الحماس نحو البناء والتطور، ويصل الدكتور فحص الى ان التنمية الاقتصادية لا يمكن ان تقطع مراحلها الا في حال تشكيل وحدة وطنية متماسكة وبناء عقلية تعطي للشعب الانسجام والحماس الضروري..ويحدد المؤلف التخلف على انه حالة ذهنية تبدأ اساسا بالتخلف العقلي، وهذا التخلف يبدأ ي التفكير...فالذهن الفردي كما اثبتت الاحداث في لبنان ما زال في اكثريته مستعدا لقبول الخرافات واشاعات المهووسة ويتجلى ذلك في قبول فقراء المدينة والريف، السحر والتنجيم وكتابات الحب وكسر مفعول السحر واثارة الحقد والكراهية على شخص ما وكذلك قراءة الابراج..يضاف الى ذلك ان مظاهر العلم لدى المتعلمين "تحول دون تغلغل الروح العلمية الى جوهر الفرد وجوهر المجتمع، فيبقى طابع العلم سطحيا دون تفاعله مع الانسان".
مع ذلك تلعب الانانية والروح العشائرية دورا مضادا للتخطيط بالاضافة الى روح الفوضى وعدم التخطيط "البرمجة لدى الدولة خلق الحالة المسماة انهيار اقتصادي وعالم متخلف او عالم نامي".

أو


 

فايز قوصرة - جولة آثرية في جبل باريشا



جبل باريشا او جبل السماق
يقع في وسط الكتلة الكلسية السورية ويمتد على منطقة تقارب مساحتها 230 كم 2 يحده من الشمال سهل العمق - أنطاكية ومن الغرب جبل الأعلى و سهل الشلف، من الجنوب جبل الزاوية و من الشرق جبل الأعلى و سهل جلقيس في إدلب . ويتراوح الارتفاع الوسطي لهذا الجبل بين 400-500 معن سطح البحر
يضم عدة قرى منها باريشا رضوة ربعيتا خربة حسن بوزغار. وتقارب مساحته ٢٣٠ كم ممتد بين سهل العمق ومن الغرب سهل الشلف والجبل الأعلى.
سمي باريشا نسبة لمدينة باريشا المنسية فيه كما لقب جبل السماق لكثرة زراعة السماق في المنطقة
يمتد من غرب شمال معرة مصرين إلى الحدود مع تركيا ، يطل على سهل العمق شمال - غرب ، وغرباً على جبل الأعلى ، يفصل بينهما وهدة سردين المغلقة ، وشرقاً على سهل الحلقة / سرمدا صرفود وسهل إدلب ، وجنوباً على جبل الزاوية ، هو جبل قليل الارتفاع طوله 14 كم وعرضه 4 كم يمتد في مساحة 210 كم2 أعلى قمة فيه 657 م ؛ في باب عيان شمالاً . صخوره كلسية جافة ، عارية تقريباً من الأشجار .
زاره الكثير من الرحالة ، لكن أول من ذكره طومسون 1846م ، أما فوغويه أول من أشار إليه 1862 م في رسومه المنشورة في هذا الكتاب - عن بانقوسا ودرسيتا وكوكنايا وغيرها .
صحيح أنه مسكون في عهود مختلفة ، ولكنه كان قليل السكان في القرن التاسع عشر ، بالمقارنة مع جبل ريحا ، فحين زارته البعثة الأميركية 1899م وجدت سكانه أقلاء ، وفي عام 1905م وجدت قبائل تركمانية جاءت حديثاً لتسكن في بابسقا ودارقيتا .
هناك قرى قديمة ظلت مسكونة كـ قورقانيا وكفردريان . وقرى سكنت ثم هجرت كـ( ميعز ) لأسباب متعددة .
قدر عدد سكانه في القرن السادس الميلادي 20,000 نسمة بموجب معطيات البناء .

أو


 

Saturday, November 26, 2022

فايز قوصرة - جولة في متحف معرة النعمان



متحف معرة النعمان أو خان مراد باشا: تتقاطع خطوط التاريخ لتنتج لنا بناءً رائعاً يعتبر درة معمارية في تاج الحضارة العربية ويتميز هذا المبنى بالشموخ والعمق التاريخي لمدينة معرة النعمان التي تساير التاريخ منذ نشوئه.
بنى هذه المنشأة مراد جلبي أمين الخزائن السلطانية وذلك بُعيد دخول العثمانيين إلى سوريا وذلك عام /974هـ1595م/ وكانت الغاية من المبنى هو محطة استراحة وفندق وتكية إطعام للمسافرين وأبناء السبيل وغيرهم كما ورد في النص الوقفي الذي يعلو قنطرة المدخل الرئيسي للخان والنص هو : (قد بنى هذه الواحة لوجه الله حامي الدفاتر الديوان السلطانية مراد جلبي فغني منع فقير أو دوابة شتى فعليه لعنة الله والملائكة والناس بطرق شتى سنة / 974 هـ /)
والمبنى بمجموعه محكم الصنع ومتقن للغاية حتى ليحسبه الرائي من حجر واحدة وكأن بانيه قد فرغ من بنائه لتوّه ولكي يسلم هذا المشروع العمراني الخيري ويقوم للغاية المنشأ لأجلها. فقد أوقف الباني عليه المباني العديدة والإنشاءات المائية كأوقاف واسعة له ودارّة عليه تفي بنفقاته وتفيض ألا وهي ثماينة عشر زورا(بستاناً) واثنتين وعشرون طاحونة مائية بحوض العاصي وخمس وثلاثون ناعورة للسقاية، ومزرعة الفرزل (الحراكي) شرقي المعرة وخاناً كبيراً هو خان السبل على طريق حماة – حلب.
كما أنه يوجد به مكتبة أثرية تعود إلى العهد الإسلامي باسم مكتبة ابن الشحنة، وهي مكتبة خطية وأثرية.

أو


 

Thursday, November 24, 2022

حازم صاغية - موارنة من لبنان


نسخة عالية الدقة  600 DPI

نشرت موضوعات هذا الكتاب في جريدة "السفير" خلال الفترة الممتدة بين حزيران (يونيو) وأيلول (سبتمبر) 1988 وهي عمليا
الفترة التي شهدت حمى الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية اللبنانية وهو المقرر "عرفا" لماروني لبناني.
لم يسبق أن شهد لبنان تصارعاً على الرئاسة كما هذه المرة إذ فاق عدد المرشحين الموارنة لها عدد أعضاء المجلس التيابى البالغ 99 نائبا. وإذ تحدد موعد جلسة الانتخاب فى 18 آب (أغسطس) 1988 فى مبنى المجلس النيابى (قصر منصور) الواقع بين شطري
بيروت ظهر الانقسام الحاصل فى لبنان. فد حضر إلى المجلس 38 نائباً وتغيب 38 ولم يتم الاتتخاب
ويوم 22 أيلول (سبتمبر) 1988 دعي  النواب لانتخاب الرئيس العتيد في المبنى الأساسي للمجلس النيابي في ساحة النجمة الواقع في وسط بيروت إلى الجهة الغربية ولكن الانتخاب لم يتم أيضا
 ‎‏ هدفت هذه الموضوعات إلى التعريف بأهم الشخصيات المارونية التي أ*لنت نيو. لمنصب الرئاسة أو التى أعلنت رغبتها فيه
أو التي دفعت إليه أو التي هدفت كسب الاهتمام الإعلامي فقط أو التي لم تمانع في أن يرشح الآخرون.
وتكتسب هذه الموضوعات المستخلصة من مقابلات شخصية ومن معلومات منقولة عن رواة معاصرين وكتب مرجعية وكتب
مذكرات تكتسب أهميتها كونها استطاعت تقديم صورة واضحة تماماً عن العقل المارونى وحدود اهتماماته.
وغنى عن القول. أن هذه الموضوعات (الكتاب) لم تتقصد التفضيل لشخصية على أجزي: كما وأنها لم تتقصد تهميش أو تغييب
شخصيات قد تكون في دائرة النخبة المارونية.

أو


 

رحاب كمال الحلو - انقسام موارنة لبنان وكل الحق عالطليان


نسخة عالية الدقة  600 DPI

يتناول هذا الكتاب الواقع السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط، في النصف الثاني من القرن الثالث عشر، وانعكاساته على المجموعات الدينية والإثنية، خاصة على الموارنة الذين تنازعتهم القوى الصليبية الحاكمة آنذاك، والتي انقسمت إلى معسكرين متخاصمين متحاربين يقودهما كل من الجنويين والبنادقة، فانقسم الموارنة بدورهم وفق الواقع الجغرافي ووفق تابعيتهم لحكامهم الصليبيين، فخضع موارنة "جبيل" لمشيئة الجنوية وخضع موارنة الشمال لمشيئة البنادقة، وأصبح لكل منهما بطريرك، فكان انقسام الموارنة سياسياً وقسرياً وليس عقائدياً و "كل الحق عالطليان!".

أو


 

Tuesday, November 22, 2022

فايز قوصرة - آثارنا في لوحات فوغوية



 

سعود المولى - من فتح إلى حماس، البدايات الإخوانية والنهايات الوطنية



نسخة عالية الدقة  600 DPI

يكشف سعود المولى من خلال كتابه هذا عن بدايات حركتَي فتح وحماس، ثمّ التحوّلات الفكرية والسياسية التي شهدتها الحركتان في الاتّجاه عينه، ملامسًا فيه مذهب فلسفة التاريخ. وإذا كانت التحوّلات الكبيرة في الوثيقة السياسية لحماس لم تبلغ حدود التبدّلات الجذريّة التي أخذتها القيادة الإخوانية الشابة في غزّة قبل ستة عقود، يوم قرّرت تأسيس فتح، فإنّ خياراتها السياسية المتجددة من شأنها أن تفتح الباب أمام منعطفات جديدة ستتحكّم بها مجريات السياسات الكبرى في منطقة الشرق الأدنى.
كما أن الكتاب الذي يستعيد أحداثًا وحركيات شديدة الأهمية عن نشأة حركتَي فتح وحماس -بعضها يُنشر للمرّة الأولى نتيجة جهد شخصي للمؤلّف الذي عايش العديد من الآباء المؤسّسين لهما- طوتها الأحداث الكبيرة التي عرفتها المنطقة، يُظهر مدى تأثير الظروف السياسية واللاعبين الكبار على الخيارات العقائيدية والسياسية للحركات السياسية، وخير تعبير عن ذلك الفكرة التي تزعّمها أبو جهاد ورفاقه ذات يوم: "إذا بقينا ننادي بالإسلام، فإننا نعرّض أنفسنا لنقمة جمال عبد الناصر وغيره من الزعماء العرب، بل والعالم أجمع، أما إذا نادينا بتحرير فلسطين، فإنّ جميع العرب سيقفون إلى جانبنا".
دكتور سعود المولى حاصل على الدكتوراه في الحضارة الإسلامية والدراسات الإسلامية من جامعة السوربون في العام 1984. صدر له عن دار سائر المشرق إضافة إلى هذا الكتاب، كتاب السلفية والسلفيون الجدد من أفغنستان إلى لبنان (2016) كما أنه ترجم كتاب لورنس لويير السياسة الشيعية العابرة للأوطان، الشبكات الدينية والسياسية في الخليج 2014. إضافة إلى العديد من الكتب والإصدارات الشيّقة.

أو


 

Sunday, November 20, 2022

محمد سويد - أفلام الحرب الأهلية، السنما المؤجلة



يقدم هذا الكتاب رؤية تحليلية نقدية موثقة لواقع الانتاج السينمائي اللبناني خلال سنوات الحرب الأهلية. عبر ربطه لهذا الإنتاج
بتاريخ سينما كانت تقف دائما عند نقطة البحث عن البداية وعبر استعراضه للأفلام زالاتجاهات والمنظورات السينمائية المختلفة التى تبلورت خلال الحرب
مسالة هوية السينما اللبنانية. هي علامة الاستفهام التي يطرحها هذا الكتاب. فالسينما في لبنان انطلقت دائماً من مشاربع الولادة
والريادة. جوردانو بيدوتي حاول إعطاء الولادة. وعلي العريس القيام بالريادة. وجورج نصر النهوض بهوية لبنانية. وطرح ضياع
الهوية في الستينات وحرب السبعينات والثمانينات, مسألة البدايات من جديد.والبدايات قامت على مايشبه التطلع إلى آفاق المستحيل

أو


 

Saturday, November 19, 2022

فايز قوصرة - جولة أثرية في كفر البارا وضواحيها


في وسط جبل الزاوية وإلى الجنوب من مدينة ادلب بـ/33 /كم تقع مدينة كفر البارة الأثرية (كابروبيرة- كفر أوبرتا- بارا) وهي أكبر مجموعة خرائب أثرية سورية من الفترة الرومانية والبيزنطية في شمال سورية والتي تعود بفترتها الزمنية بين القرنين الثاني والثالث عشر الميلاديين وكانت تابعة إدارياً لأفاميا، تتنوع المباني الأثرية فيها وأهمها الفيلات السكنية والأديرة والكنائس والمدافن الهرمية والمعاصر..فمن الشمال تقع قلعة أبو سفيان كحصن كبير ذو موقع استراتيجي وهناك ثمانية كنائس أهمها كاتدرائية كنيسة الحصن الفخمة البناء والغنية بالزخارف البديعة وتتوزع الكنائس على أحياء المدينة الأثرية، وهناك عدة أديرة كبيرة أهمها ( دار الرهبان- دير سوباط- حصن البريج )

أو


 

Friday, November 18, 2022

كليفورد هوارد - عبادة الجنس


نسخة عالية الدقة  600 DPI

عبادة الجنس عنوان مثير لكتاب لكن الاكثر اثارة هو ما يقدمه مؤلفه كافورد هوارد وهو يحاول ان يوصل فكرة ان الاديان عن بكرة ابيها سماوية ووضعية ترجع الى طقوس وشعائر قام بها الانسان القديم منذ ان استطاع ادراك الظواهر الطبيعية من حوله هذا لا يعني انه يقول ان الاديان السماوية بحد ذاتها هي اديان تعود طقوسها الى ممارسات جنيسية كان يقوم بها الانسان قديماً لكنه يحاول تفسير بعض الممارسات والعادات التي لا نزال نمارسها حتى يومنا هذا

أو


 

Wednesday, November 16, 2022

هام.....بدر الدين السباعي - المرحلة الإنتقالية في سوريا, عهد الوحدة 1958-1961


نسخة عالية الدقة  600 DPI
سحب وتعديل جمال حتمل

ولد بدر الدين السباعي في حمص عام 1918. وقبل أن أن ترى عيناه النور كان والده عامل نول النسيج قد رحل عن هذه الدنيا. وعندما بلغ من العمر سنتين ونصفاً أدركت المنية والدته. فاحتضن الميتم الاسلامي في حمص الطفل بدراً ورعاه، إلى أن نال الشهادة الابتدائية (السرتفيكا).
ولا نعلم بالدقة كيف عاش بدر الدين حياة اليتم والشقاء، وتعلم في مدرسة التجهيز وهو يعيش في كنف أخته إلى أن نال الشهادة الثانوية (البكالوريا). انتسب بدر الدين السباعي إلى دار المعلمين الابتدائية بدمشق وحصل بعد سنة على أهلية التعليم الابتدائي. علّم في مدارس حمص وكانت عنده ميول مسرحية. وقد قام بإخراج تمثيلية شاءت المصادفة أن تسقط (حطَّة) أحد الممثلين الهواة على الأرض. وفي زحمة التمثيل داس أحد الممثلين سهواً على الحطة. فاستغلت القوى المحافظة في حمص هذه اللقطة وزعمت أنّ مخرج التمثيلية بدر الدين السباعي تعمد تدريب أحد الممثلين على الدوس على الحطة، التي حوّلوها إلى عمامة، و(ياغيرة الدين). وخرجت مظاهرة في حمص تطالب بالاقتصاص من المعلم بدر الدين السباعي. وزارة المعارف (التربية حالياً) اضطرت تحت ضغط التيار المحافظ إلى نقل المعلم بدر إلى مدرسة في ريف حمص تعمدت أن يكون سكانها مسيحيين. (هذه المعلومات أفادتنا بها زوجته الدكتورة نجاح الساعاتي)، وهنا استغلّ المعلم بدر أوقات الفراغ وسجّل طالباً في معهد الحقوق. وفي تلك الأثناء كلّفه مسؤول منظمة حمص طبيب الأسنان نسيب الجندي أن يتفرغ لقيادة المنظمة، فبقي في هذه المهمة مدة من الزمن. وبعد أن نال الإجازة في الحقوق، شدّ الرحال إلى فرنسا لنيل الدكتوراه. وكان بدر أثناء التعليم والتفرّغ قد قتّر على نفسه وتمكّن من جمع كمية من المال تكفي مع التقتير نفقات الحياة في فرنسا. وهناك شارك بدر بنشاط في العمل الوطني السياسي في إطار الطلاب الشيوعيين الذين يدرسون في فرنسا. (نقلاً عن الدكتور مصطفى أمين (صفحات من تاريخ الوطن)، دمشق 2006، ص 61).
بعد عودة الدكتور في الحقوق بدر الدين السباعي من فرنسا شارك المحاميان الشيوعيان عبد النافع طليمات وبشير السبيتي في مكتب للمحاماة اختطّ طريق الدفاع عن الفقراء وعدم أخذ أي دعوى لظالم أو مستغِل. وكانت النتيجة أن المكتب عاش في حالة من الفقر والعوز.
انتسب بدر الدين السباعي إلى الحزب الشيوعي في أواخر الثلاثينيات في فترة نجهلها. وسرعان ما أصبح في قيادة منظمة حمص. ويذكر ظهير عبد الصمد أن قيادة الحزب في سنتي 1940 - 1941 في حمص تألفت من الدكتور نسيب الجندي، عبد المعين الملوحي، سري السباعي، بدر الدين السباعي، توفيق شوحي، نوري حجو الرفاعي، نديم أبو جنب. كما كان بدر عضواً في وفد حمص إلى مؤتمر الحزب الشيوعي أواخر عام 1943 وأوائل عام 1944 إلى جانب نسيب الجندي, وصفي البني، خالد البني، موريس صليبي، أنور حداد، ظهير عبد الصمد، نظير بطيخ، نديم عدرة. أما في عام 1943 - 1944 فيذكر يوسف الفيصل أن قادة منظمة الحزب الشيوعي في حمص هم: الدكتور نسيب الجندي، ظهير عبد الصمد، موريس صليبي، نوري حجو الرفاعي، بدرالدين السباعي، أنور حداد، وغيرهم. وقد نظّم شيوعيو حمص عدة جولات فلاحية في ريف حمص الشرقي كان المسؤول عنها والمشارك فيها بدر الدين السباعي. وهكذا استمر بدر نشيطاً في قيادة منظمة حمص حتى تاريخ سفره لنيل الدكتوراه في باريس.
                    ***
أول إرهاصات النتاج الفكري لبدر الدين السباعي خاطرة نشرها في مجلة (الطريق) البيروتية بتاريخ 31 كانون الأول 1944 وتحت عنوان: (أمية بن خلف، افعل ما بدا لك). وأمية هو مالك بلال وسيده الذي عذّبه. وضمن إطار بارز كتب بدر:
(... من هؤلاء الحفاة العراة و من هؤلاء الأبطال الخالدين والذين ضحّوا بهنائهم وأرواحهم، وتحملوا الألم المرير في سبيل عقائدهم ومبادئهم. من هؤلاء الآباء السالفين نتعلم صلابة العقيدة، والثبات على المبدأ، والتضحية في سبيل الحق والواجب).
                ***
يمكن تقسيم النتاج الفكري لبدر الدين السباعي إلى مرحلتين:
الأولى تبدأ بعد عودته من باريس حاملاً شهادة دكتوراة في الحقوق، وتنتهي مع طغيان (المخابرات السلطانية) عام 1959 وهجومها الظالم على كل ما هو انساني وتنويري في سورية، التي عاشت مرحلة الحياة الديموقراطية وتفتح جميع التيارات ونشاطها في خمسينيات القرن العشرين. ولهذا اضطر بدر الدين السباعي إلى مغادرة البلاد والالتجاء إلى موسكو حيث قام بتحضير رسالة دكتوراه في الاقتصاد حول الرأسمال الأجنبي في سورية.
المرحلة الثانية تبدأ بعد عودته من موسكو، فقد نشط في ثلاثة ميادين:
_ ميدان البحث والتأليف.
- ميدان الترجمة من الروسية لكتب (سوفييتية) تعالج، في معظمها، قضايا الماركسية من المنظار السوفييتي.
- تشجيع مترجمين تقدميين يتقنون اللغة الروسية على ترجمة عدد من أمهات النتاج السوفييتي في ميادين الاقتصاد والمجتمع والتاريخ والفلسفة.
                 ***
عام 1950 ترجم السباعي ونشر في دمشق عن دار اليقظة العربية كتاب (إلى اين يسير الاستعمار الأمريكي؟) تأليف هنري كلود. وبعد ثلاثة أعوام (1954) ترجم السباعي ونشر لكلود كتاباً ثانياً صدر عن دار القلم في بيروت تحت عنوان: (من الأزمة الاقتصادية إلى الحرب العالمية الثانية).
أوائل خمسينيات القرن العشرين افتتحت نجاح الساعاتي صيدلية في حمص. ولم تكن الصيدلانية نجاح الساعاتي بعيدة عن الحزب الشيوعي،  وأخوها زياد من الشيوعيين المعروفين.. في آب 1952 جرى عقد قران بدر الدين السباعي من الصيدلانية نجاح الساعاتي. وقد قامت نجاح، قبل ذلك، بمساعدة مكتب المحاماة (المفْلِس) للشيوعيين الثلاثة: طليمات، وسبيني، وسباعي. ولا بد هنا من الإشارة إلى الدور الهام لنجاح الساعاتي في شدّ أزر بدر مادياً ومعنوياً.
عام 1956 قامت لجنة ثقافية في حمص مؤلفة من: بدر الدين السباعي، نجاح الساعاتي، الطبيب الشيوعي زياد ساعاتي (شقيق نجاح)، فاروق الحسيني، وجميعهم من حمص ومعهم المتنور زهير الصابوني وهو من حلب وعمل نائباً عاماً في قضاء حمص، والمتنور زهير الخاني من دمشق وكان مديراً للجمارك. وقد نظّمت هذه اللجنة سلسلة من المحاضرات عُقدت في بيت نجاح وبدر. ومع قيام هذه اللجنة تأسست (دار ابن الوليد) للتأليف والترجمة والنشر، وهي شركة مساهمة كانت الصيدلانية المليئة مالياً ممولتها الأساسية، وبالتالي المسؤولة عن الدار. كان هدف بدر الدين السباعي من تأسيس الدار نشر مجموعة من الكتب التقدمية لتثقيف الأجيال الصاعدة المتطلعة إلى الثقافة.
افتتحت دار ابن الوليد نشاطها بإصدار كتاب (معركة التروستات) للفرنسي هنري بيري وترجمة نجاح الساعاتي، التي أضافت إلى نسبتها نسبة زوجها السباعي.
وتتالت إصدارات دار ابن الوليد، وما وصل إلينا منها:
- (مخاطر أزمة ومخاطر حرب) تأليف هنري كلود، ترجمة بدر الدين السباعي، حمص دار ابن الوليد 1956.
- (الصين في طريق الاشتراكية)، ترجمة بدر الدين السباعي، نجاح ساعاتي سباعي، حمص دار ابن الوليد، 1956.
- (أصول الحرية)، روجيه غارودي ترجمة بدر الدين السباعي دار ابن الوليد 1956. وقد أعيد طبع هذا الكتاب في بيروت عام 1973.
- (الحرب والشعوب) بدر الدين السباعي، حمص دار ابن الوليد 1957.
- (الاشتراكية الخيالية والاشتراكية العلمية)، فريدريك إنجلز، تعريب عبد النافع طليمات، تدقيق بدر الدين السباعي، حمص دار ابن الوليد 1957.
- (الإنسان قاهر الطبيعة) تأليف م. إيلين، ترجمة بدر الدين السباعي، نوري حجو الرفاعي، حمص دار ابن الوليد (؟؟19).
- (دور الفرد في التاريخ)، بليخانوف، ترجمة بدر الدين السباعي، حمص دار ابن الوليد
- (معطيات تكميلية لمؤلف لينين عن الاستعمار) فارغا ومندلسن، ترجمة بدر الدين السباعي
- (إغاثة الأمة بكشف الغمّة، أو تاريخ المجاعات في مصر)، تأليف تقي الدين أحمد بن علي المقريزي المتوفى سنة 845 هجرية. إصدار دار ابن الوليد. وقد قام الدكتور بدر الدين السباعي بوضع مقدمة مطولة لكتاب المقريزي بتاريخ 11 / 9/ 1956، سننشرهافي كتاب يصدر لاحقاً.
- وكانت دار ابن الوليد تنشر أسماء الكتب التي ستطبعها، ولا نعلم هل رأت هذه الكتب النور أم لا؟.. فاجتياح (المباحث السلطانية) لما حققته النهضة العربية أباد الأخضر واليابس، وعاد بالبلاد (ثقافياً وديموقراطياً) القهقرى سنين عديدة.
                 ***
بعد عودة بدر الدين السباعي من موسكو حاملاً شهادة الدكتوراه في الاقتصاد، استأنف نشاطه الفكري في تزويد المكتبة الماركسية العربية بجملة من الكتب والدراسات، وأسس في دمشق، بالتعاون مع زوجته نجاح، دار الجماهير كاستمرار لدار ابن الوليد في حمص. وجاء زمن أُطلق عليها: دار الجماهير العربية، أو دار الجماهير الشعبية.                
 إن أفضل ما قدّمه الدكتور بدر الدين السباعي للمكتبة الماركسية العربية كتابه: أضواء على الرأسمال الأجنبي في سورية) الصادر عام 1967. وتلاه كتاب (المرحلة الانتقالية في سورية: عهد الوحدة 1958 ـ 1961)، الذي صدر في بيروت عن دار ابن خلدون 1975.
الدراسة الهامة الثالثة لبدر الدين صدرت عام 1977 تحت عنوان (أضواء على قاموس الصناعات الشامية) . هذا القاموس ألّف الجزء الأول منه محمد سعيد القاسمي، ووضع الجزء الثاني جمال الدين القاسمي بالاشتراك مع خليل العظم. وبقي القاموس مخطوطاً إلى عام 1960 عندما نشر في باريس. وكان المؤلفون قد وضعوا الكتاب في أواخر القرن التاسع عشر، وتضمّن وصفاً لأربعمئةوسبع وثلاثين صناعة أي حرفة، زال القسم كبير منها أو استُبدِل بصناعات جديدة. والواقع أن دراسة النشاطات الاقتصادية والمظاهر الاجتماعية في قاموس الصناعات الشامية تقدم لنا مادة غنية عن الحرف ومشكلاتها في القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين. وجاء الدكتور بدر الدين السباعي فقدّم لنا قراءة ماركسية عن النشاطات الاقتصادية الواردة في القاموس.
العمل الفكري الثالث الجبار، الذي قام به بدر الدين السباعي هو ترجمة العديد من الكتب من الروسية إلى العربية تحت عناوين وسلاسل:  (أسس الاشتراكية العلمية) (أسس الاشتراكية العلمية في الاقتصاد الاشتراكي في البلدان النامية). (في الفلسفة).. وغيرها.                 
والعمل الرابع للسباعي هو الإشراف على مختصين يتقنون اللغة الروسية لترجمة مواضيع اقتصادية واجتماعية وفلسفية وتدقيقها من قبل بدر الدين، ثمّ نشرها في كتب صدر معظمها عن دار الجماهير. وأتى في مقدمة الأسماء، التي قامت بالترجمة: توفيق إبراهيم سلوم، فؤاد مرعي، عدنان جاموس، ومن ثمّ نجاح الساعاتي السباعي، أكرم سليمان، سعيد يوسف. ولم يكن هدف هؤلاء المترجمين، وبعضهم بحّاثة، الأجر المادي الضئيل، بل نشر الأدبيات الماركسية الصادرة عن (السوفييت).
                   ***
بعد استعراض أعمال السباعي هذه، لا بدّ من طرح السؤالين التاليين:
 أين تقف أعمال الماركسي بدر الدين السباعي في مسيرة (النهوض العربي) قبل نكسته الأخيرة؟
وهل ذهبت جهود الماركسي بدر الدين السباعي وأمثاله أدراج الرياح؟
  للإجابة عن هذين السؤالين لا بدّ من الإشارة إلى أنّ انتشار الماركسية في المشرق العربي هو أحد الحلقات الرئيسية للنهوص العربي في أواخر القرن التاسع عشر والجزء الأكبر من القرن العشرين. وهذا الانتشار الماركسي مرّ في أربع مراحل وهي:
 - الماركسية في العقود الأولى للنهضة العربية (حتى 1918).
 - انتشار الماركسية بعد ثورة أكتوبر في روسيا، وفي ظلّ النضال الوطني (حتى1945).
 - الماركسية في مرحلة صعودها بعد الاستقلال وانتصار الاتحاد السوفييتي على النازية
(1945)، والتغيرات الاقتصادية الاجتماعية في أمهات الأقطار العربية (حتى سبعينيات القرن العشرين). وكان الاتجاه نحو الماركسية هو السمة الغالبة لأقسام عريضة من التيارات القومية البورجوازية الصغيرة. وقد أصبح (الفكر الاشتراكي العلمي) يشكل الإطار العام لتطور الفكر الثوري العربي. وفي هذه المرحلة ظهر النتاج الفكري لبدر الدين السباعي الهادف إلى نشر الماركسية وتثبيت دعائمها في العالم العربي.
– الماركسية في مرحلة الانحسار المتزامن مع إخفاق التجربة الاشتراكية العالمية، واهتزاز البنى الاجتماعية العربية (الربع الأخير من القرن العشرين). وفي هذه المرحلة أخذت التيارات الإسلامية (أو الاسلاموية)، التي تراجع دورها في السابق، في الصعود لاحتلال حقول العمل السياسي والفكري وبالتالي الاقتصادي.
   ونشير هنا إلى تحوّل أقسام كبيرة من البرجوازيات الصغيرة العربية، من برجوازيات مناهضة للإقطاعية وداعية إلى العقلانية والعلمانية والديموقراطية والتنوير, إلى برجوازيات مهيمنة تبتعد عن العقلانية وتتنكر للتنوير ومنطلقات النهضة العربية، وتنهج طريق الاستبداد لترسيخ حكمها واستمرار نهبها للبلاد والعباد، دون أن تنسى استغلال الدين بأساليب متنوعة.
وفي خضمّ هذا التراجع العالمي والعربي لصالح عُتاة الاستعمار الأمريكي ودعاة الجمود والتحجر والانغلاق في العالمين العربي والاسلامي تبدو الإجابة (بنعم) عن السؤال المطروح: هل ذهبت جهود الثوريين (ومنهم السباعي) أدراج الرياح؟.. إجابة ملء الفم في هذا (الليل البهيم).. إنهم يرددون صباح مساء: لقد تبددت الأفكار المنادية بتحرر الانسان من ظلم (أخيه) الانسان المستغل الظالم.. وجاء عهد (الدولار النفطي) الذي يغذي طرفي النزاع الحالي.
  ولكن أليس التاريخ سلسلة حلقات مترابطة يأخذ بعضها برقاب بعض؟..  وما وصلت إليه البشرية اليوم من تقدم هو حصيلة جهود الآلاف من المبدعين، بناة الحضارة الانسانية من مختلف الأمم والنحل. وهنا يُطرح السؤال: هل عجلة التاريخ ستتوقف عن الدوران لصالح الطبقات المستغِلة؟.. وهل سيستسلم المضطهَدون والمظلومون إلى (يوم يبعثون)؟
  من يتمعّن في تطور التاريخ البشري يرى أن ثورة العبيد بقيادة سبارتاكوس لم تذهب أدراج الرياح. فقد كانت ولا تزال منارة للمنادين بالحرية، وملهماً للنهوض والتحرر في هذا الكون الفسيح.. ويوسف العظمة، الذي تصدى لجحافل الجيوش الاستعمارية بجسده الأعزل، هل ذهبت دماؤه هدراً؟
   وجهود الثوريين، سواء في عالمنا العربي أو في العالم، ستكون نبراساً للاجيال المقبلة لمتابعة معركة الحرية، حرية التحرر من الاستغلال والاضطاد والاستعباد... أليس العربي الماركسي بدر الدين السباعي من هؤلاء الثوريين؟
   والآن (نحن محكومون بالأمل)، كما خطَّ يراع سعد الله ونوس. وفي اعتقادي أن (الأمل)، الذي نشَده ونوس، علينا أن نضعه في الإطار التاريخي لتطور البشرية، الذي يشهد الانتكاسات والتراجعات، وأحياناً الكوارث، ولكنه يسير على الرغم من المحن صعداً نحو الأعلى، نحو الخير والتقدم.
عبد الله حنا

أو



 

Tuesday, November 15, 2022

إميلي فارس إبراهيم - أديبات لبنانيات


نسخة عالية الدقة  600 DPI

ولدت إميلي في أسرة محترمة ومثقفة ومعرفة بالعلوم والأدب. عمها فيليكس متحدث فصيح له كتابات راسخة. يعتبر رجل يعمل بجد. إميلي متزوجة من صموئيل إبراهيم، وأنجبت ثلاثة أطفال.
لم يمنعها زواجها المبكر من أن تصبح ناشطة متحمسة في الحركات الاجتماعية حيث اكتسبت ثقة وثقة زملائها من خلال مكافأة مجتمعها بمعرفة كبيرة.
على الرغم من أن زواج إميلي كان مثقلًا بثلاثة أطفال، إلا أنها استمرت في كرمها ونشاطها، لذا لم يقلل زواجها من أنشطتها الاجتماعية. حصلت على دعم زوجها لتحقيق رسالتها وتأكيد نفسها في المجتمع والسياسة والأدب.
التحقت إميلي بالمدرسة في بيروت في ذلك الوقت حيث كان هناك تأثير فرنسي كبير، لذلك قُدمت بقوة لاتجاه العاطفة الرمزية التي وضُعت من قبل العلماء التقليديين مثل لافونتين وموليير وراسين وكورنيل، ومؤلفين مثل هنري بوردو وبول بورجيه. أدى عرضها لهؤلاء الكتاب الفرنسيين إلى تجربتها الأولى في الكتابة باللغة الفرنسية.
فيما بعد تأثرت تجربة إميلي في الكتابة العربية بعمها فيليكس فارس. نشأت من الأحداث الأدبية الهامة التي حضروها معًا بالإضافة إلى الصالونات الأدبية الأخرى التي أقامها لها في منزلها.
أثر العديد من الكتاب اللبنانيين المشهورين في إحياء إبراهيم للأدب العربي، ومنهم:
جبران خليل جبران، وإلياس أبو شبكي، ويوسف إبراهيم يزبك، وأمين الريحاني، وأمين نخلة، وميخائيل نعيمي، الكاتبة الرائدة في الثلاثينيات مي زيادة.

أو


 

Monday, November 14, 2022

محمد على القوزي - في تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر



توصف الكتابات التاريخية الحديثة والمعاصرة المنشورة باللغة العربية والمتعلقة بتاريخ أفريقيا السوداء وأعني بها المنطقة التي تقع في وسط القارة وجنوبها بالنادرة، ذلك أن اهتمام معظم المؤرخين العرب انصب على تاريخ مصر والسودان وشمال القارة. فجاء إنتاجهم غزيراً ودقيقاً حول هذه المنطقة، في حين كانت ندرة الكتابات حول وسط القارة وجنوبها تلقي ستاراً من الضباب جعل من دارسي تاريخ هذه المنطقة يعانون الكثير للوصول إلى شيء من المعرفة عنها.
لذلك كان هذا الكتاب محاولة لإلقاء بعض الضوء على هذه المنطقة التي تشبعت بأحداث لم يخل الاستعمار من دور مهم في اختلاقها. سواء من عمليات استعمارية مباشرة بدأت في القرن السادس عشر وصولاً إلى الاستعمار المقنع الذي ما زالت بسببه تعاني القارة الإفريقية الكثير من عدم قدرتها على استغلال مواردها بالطريقة الفضلى.
وقد تعرضت فصول هذا الكتاب إلى دور الدول الاستعمارية وشركاتها التجارية، وجحافل بعثات التبشير التي غزتها باسم الدين خافية وراءها رغبتها باستثمار الخيرات الاقتصادية للقارة.

أو


 

Sunday, November 13, 2022

فايز قوصرة - أضواء جديدة في تاريخ معرة مصرين ذات القصور



على بعد 11 كيلومتراً شمال شرقي مدينة إدلب، الواقعة شمال غربي سورية، تقع مدينة معرة مصرين ذات المعالم التاريخية الأثرية. التجول في حارات وأزقة تلك المدينة يمكن أن يشير للمارة إلى حقب تاريخية مرت على المدينة، التي لا تزال محتفظة بطابعها التاريخي رغم ما مر عليها من حروب وأزمات.
“معرة مصرين” هو اسم حديث حملته المدينة، التي كان يُطلق عليها سابقاً معرة نسرين أو كورة قنسرين، وهي مركز لناحية تضم مناطق عدة، بينها مزارع كفريحمول والمشهد والخناز، وتتبع لها قرى باتنتة، بيرة كفتين، تلتونة، حربنوش، حزانو، كللي، زردنا، رام حمدان، معارة إخوان، كفتين، كفرجالس، كفربني كفريا

أو


 

سميرة مبيض - كيف أرى الثورة السورية


أن تكون ابن التنوع السوري في زمن الحرب، حين تَهجُر الجموع مسار الوسط نحو الأطراف المتطرفة يعني أن تجد نفسك في معظم الأوقات وحيداً ضد كل ما يدفع الجميع للتخندق في الزوايا.
ابنة الجيل الرابع لأجداد هجروا من لواء اسكندرون منذ مئة عام نحو دمشق المُستقبلة لهم برحب وسعة، أجيال تعاقبت بترسيخ الجذور في أرض الحاضر وتوارث العبرة من تاريخ تخللته حقبات ظلم شديدة و لكن الحاضر لم يكن عادلاً هو الآخر و أنَّى بالعدل مقامٌ في أرض حَكَم و تحكَّم فيها الظلم و تأصَّل.
هذه التعددية الثقافية، غِنى في الحال الطبيعي، لكنه سرعان ما يتحول لمسؤولية كبرى في مجتمع حكمته الفتنة طويلاً و تُحركه حروب تاريخية لم تحط أوزارها يوماً. ربما تكون الجذور المتفرعة في مجمل الأرض السورية والمُدركة لمعظم الثقافات القائمة عليها هي ما حكمت رؤيتي للثورة السورية من جهاتها الداخلية الأربع.
لا يعني ذلك أن الأمر أقل تعقيداً فالرؤية المتكاملة هي الرؤية المركبة دوماً لكن ذلك يعني أن نرى المخاوف جميعها وأن نرى أن الطُرق التي يعتقدها كل طرف خلاصاً ومخرجاً لا تتقاطع فيما بينها و أن نرى أن الطريق السليم غير ممهد بل أن أرضه صخرية تُرمى عليها كل يوم أشواك و ألغام و أنقاض و عظام بشرية و قطع متخشبة من بقايا سفن غارقة.

or


 

Saturday, November 12, 2022

القائمة السوداء - الانتهاكات التي ارتكبها أبرز قيادات النظام السوري, وسبل جلبهم إلى العدالة



بعد شلالات الدماء التي غطت الأراضي السورية، ونزيفها من أجساد السورين، راح ضحيتها أكثر من مليون من الأطفال والشيوخ والنساء والرجال على مدى تسع سنوات عجاف، مليئة بالقهر والألم والمعاناة والعذابات والنحيب والبكاء، وتهجير ونزوح الملايين داخل سورية وخارجها، وقد صُبغت الأرض السورية بقاني الدم الأحمر المهراق من أجساد السوريين، بفعل براميل وغازات الموت الأسدية، وصواريخ بوتين الفراغية والانشطارية والعنقودية والفسفورية، وسكاكين وسواطير حلفاء نمرود الشام من الشيعة الحاقدين الذين جنّدتهم إيران الرافضية الصفوية، التي كانت تتقرب إلى إلههم بذبح أطفالنا وبقر بطون نسائنا.  
وبعد انتظار طويل، وقد خامرنا اليأس من طي هذا الملف الدامي، أطلقت منظمة “مع العدالة”، بالتعاون مع مركز حرمون للدراسات المعاصرة، الاثنين 4 تشرين الثاني 2019، النسخة العربية من كتاب (القائمة السوداء: الانتهاكات التي ارتكبها أبرز قيادات النظام السوري وسبل جلبهم للعدالة)، وذلك بحضور عدد من السياسيين والمثقفين السوريين والأتراك، ووسائل إعلام عربية وتركية، في صالة المنتدى التابعة للمركز بمدينة إسطنبول التركية.
الأستاذ وائل السواح المدير التنفيذي لمنظمة “مع العدالة” تحدث عن الغاية المرجوة من إنجاز هذا الكتاب الذي يوثق انتهاكات النظام، على الرغم من وجود العديد من الإصدارات والتقارير والأرقام التي وثقت هذه الجرائم، وقال: “الحقيقة نحن لسنا ساذجين لكي نتصور أن العدالة ستتحقق في القريب العاجل، وفي الوقت نفسه لا يمكننا القول إن العدالة بعيدة المنال، ولن نفقد الأمل والعزيمة. نحن واقعيون، ونعترف بأن العدالة لن تتحقق غدًا، وعمليّون بشكل يدفعنا إلى العمل ليل نهار حتى نكون جاهزين بما لدينا من وثائق وأرقام وأدلة وشهادات، عندما تأخذ العدالة مجراها”.

أو