Thursday, May 28, 2015

رياض معسعس - حمام زنوبيا




«حمام زنوبيا» للصحافي السوري رياض معسعس عن «منشورات دار الجنوب»، في سلسلة عيون المعاصرة، تقديم توفيق بكار مزيج من قصص وخواطر وتأملات وأفكار من السجن السوري الطويل.
ليست رواية، أقرب الى الأفكار وربما تقربها الى الرواية سردية حيث لا أشخاص كثيرة فيها ولا أحداث كثيرة ولا تتبع التطور الدرامي من الألف الى الياء، بل يتم رصد النهاية في الصفحات الأولى. لذلك لا يمكن القول عنها إنها رواية. بل هي أقرب الى التأملات البعيدة لأحداث واقعية لكن بعيدة جرت في ذلك السجن الكبير.
ليل طويل، فلك عيش وتشريد شباب، ومظالم وكم أفواه ورشاوى ووشايات، وسياط عذاب، وأرواح تزهق.
المكان في صحراء القطر السوري، حيث يقص رياض معسعس من وقائع المعيش، ما عانى بنفسه في السجون، وما عانى من عذاب غيره من الخلق الكثير، وما أخبر به من بعد عن مصرع أصحابه على أيدي زبانية البغاة وأخرجها في ما يشبه الرواية. أورد الحكاية والأحداث بلسان المتكلم (أنا) في نوع من السرد الذاتي ومع أن القصة قصته فالمحدث في الرواية هو شخص سواه يدعى مالك حصيرة، فاعلاً ومفعولاً به من الأحداث مع أن رياض معسعس فيها بدء ومنتهى.
وأحياناً كالصامت ورجع الصدى في لعبة الضمائر الكثيرة، حيث كنّى عن أصحابه تغيير أسمائهم، ملتجئاً الى حمام زنوبيا، يحتمي في مغاوره، ويكاد لا يصدق أنه نجا. بل كأنه مات بعد وبُعث حياً.
فقير، يتيم، قتل أبوه، ثم أخوه في الحرب تلو الحرب دفاعاً عن البلاد. وماتت الأم من بعد عليهما غماً. فتى درس في كلية الآداب والنفس وعلى يد أستاذه في التاريخ فاتح ماضي. لكنه عمل في تركيب أعمدة الكهرباء وخطّ طريقه الى جوف الصحراء. جدّ كثيراً في أوقات العمل وتعرّف الى ماري عالمة الآثار وفي ساعات الفراغ يذهب معها الى حمام زنوبيا الأثري(...)
كان يمكن أن يدوم طيب العيش لمالك لولا الكنز اللعين، كنز مروان بن عبد الملك آخر ملوك بني أمية طمرته بنته عبدة بعد مقتله. تعلم مالك من أستاذه فاتح، إلا أن كشفه في الرواية من إبداع النص والداعي اليه تلك الشقراء الفرنسية ماري جاءت تدعي السياحة والغرام بحضارة سوريا العتيقة وحلت بالورشة ووقع مالك في هواها وساعدها على إخراج الكنز، فإذا بهما يسرقان من كنوز البلاد وكانت رحلة السجن، «الآلة الجهنمية السورية في فواجع الاغريق القدامى ودواليبه القاتلة» فعاقبوه ونقلوه الى سجن دمشق في قاووش ضيق مكتظ بمعتقلي السياسة السوريين والفلسطينيين وبتفنن في أساليب العنف ووسائله..
الإصدار ولو جاء متأخراً تعبير عن حالة، لها لغتها وبنيتها وليس بالشكل الروائي بالمقاييس المعروفة، وهو أقرب الى القصة الطويلة، مونودراما ملونة وكتابة بحرية أكثر، كتابة محمولة بأفكار ولغة تستعمل بعض الخيال من نوع الكشف عن الكنز المجهول.
ولأن معسعس صار أقرب الى الحرية أو الى حدود الحرية، صار يرتجل لغته، صوته، أدبه، حكاية بلده، ميتافيزقيته الجسدية وعذابه وعذاب الآخرين، ذاكرة بنص طويل تجادلي مع سيرة ذاتية في مكان ما ورياض معسعس من جيل المثاقفة وهو ساهم في تأسيس وإدارة العديد من المؤسسات الإعلامية العربية كإذاعة الشرق وإذاعة مونت كارلو من باريس وإذاعة الأمم المتحدة «مرايا» في الخرطوم، وإذاعة سبكتروم وقناة ام.بي.سي. اللندنية، وقناة العالم، وقناة ميدي سات وقنارة يورونيوز.
وهو كاتب مقال في أكثر من صحيفة عربية.
ثم أن كتابة الرواية أو ما يشبه الرواية تأتي عنده في منطقه شعورية مرحلية في سوريا اليوم التي تعيش حريتها كما الفكر والأوراق والفلسفة والأدب. لغة ممسوكة تجتمع في نص أدبي يستخدم هامشاً من النص الى السرد الروائي من دون توظيف كامل العناصر الروائية أو تلك التي تخدم الرواية كبنية فنية مستقلة.
لم يستطع أن يوظف الكاتب العناصر المكثفة من «الأنا» لخدمة الرواية. ربما ملامح سردية من سيرة ذاتية بلغة نثرية وتواريخ بعيدة ومشهراً ما يخدم السرد والنص والحوارات المقفلة عنصر الرواية. إذاً هي تعبير عن حالة تكرر المعلوم عن ممارسات النظام السوري القمعية وسجونه الظلامية وبإمكان العسعس أن يكتب قصة طويلة كما نسميها مونودراما سورية من ذلك المجهول الذي عاشه كثر في السجون السورية، ويكتب ما يكتب من أدب مضاف الى شبه سيرة وبمنطق لغوي ونص متحفظ قليلاً. ذلك أن المشهد السوري وما آل إليه تجاوز كل تلك الروايات، والأشياء الرمزية انتهت وضغط المساحة والوقت يجعل من فكرة «حمام زنوبيا» الرومنطيقية تكرر المعلوم والواقع الذي صار أكثر قساوة.
مع ذلك حمل «حمّام زنوبيا» لحظات تداخلت فيها اللعبة القصصية والمكان واللعبة الشعرية وخواطرها وتأملاتها الى معاناة معسعس من دون خلل في السياق أو تراكم الجمل على طبقات لغوية متينة في فضاء ملموم يملك أسرار اللعبة ومساحة التجربة من الكتابة عن مرحلة مرتبطة بتاريخ معيش في سوريا.
المهم أن رياض معسعس يعزز علاقته مع الكتابة وبألفة وعلاقة تفاعلية ويغامر في اللعبة الروائية ويبقى عليه أن يتوغل ويستمر في التجريب أكثر وهو يملك المخزون بكل تنويعاته وتجادلياته وتذكراته.
هنا مقاطع من الكتاب:
ألم سرى في معدتي. نصل جاد سافر في أحشائي وحز في لحمي. انطلق صوت من حنجرتي كالفحيح. انقلب الى أنين ثم الى نشيج لبكاء مكتوم. جفناي انكمشا وضغطا على العينين بشدة. شعرت برغبة شديدة في التقيؤ، تبعتها قشعريرة وكأن أسلاكاً شائكة بدأت تنسحب من نسيج جلدي، ووبر جسدي انتصب كإبر جلود القنافذ. نتأت محتوى جوفي في ركن الزنزانة. زحفت الى قضبان الباب الحديدي لأنذر السجان. لم يأت. أو أنه تعمد ذلك.
يداي انزلقتا على القضيب الحديد مع سقوط جسدي على الأرض كثقل بترت فيه حيال تحمله. الجدران رقصت من حولي. الزنزانة باتت في ناظري قارباً يتمايل. في رأس نفق مظلم سارع باتجاهي وابتلعني كقطار منطلق. جسدي ذاب في محلول الظلام والسكون واللاشعور.
حاولت الوقوف. الزنزانة ترنحت بي كقارب فوق أمواج. آلام معدتي ازدادت حدة. صوت شبيه بالاستغاثة خرج من حنجرتي بعد أن تقيأت جوفي.
في صالة المستوصف سجناء آخرون كانوا يتقيؤون. في زاوية من الغرفة جلست الى جانب ثلاثة سجناء آخرين منتظرين الأدوية. الوجوه بدت شاحبة. أحدهم كان يحمل علامات تعذيب واضحة على وجهه.عيناه سكنتا هالة زرقاء بنفسجية من جراء الضرب. جسده النحيل كان مطوياً على ركبتيه. وكأنه كان يمسك أمعاءه من شدة الألم. سجين بجانبي بدا عليه إعياء أيضاً لكنه كان متماسكاً أكثر من الآخرين.
سألني همساً:
أنت من الأخوان؟
نظرت إليه مطولاً ثم قلت:
لا.
صمت قليلاً ثم سأل ثانية:
شيوعي؟
 لا.
صمت قليلاً ثم سأل ثالثة:
ناصري؟
أجبته بجفاء:
لست سياسياً.
صمت ثم سأل:
أمتّهم بجريمة؟
 لا، بريء.
نظر إليّ وقال:
لا تحزن إن الله معنا، كلنا أبرياء، وهم المجرمون.
الزنزانة المجاورة حلّ بها منذ أسبوع، سجين جديد. تعرفت عليه عبر مرآة صغيرة كانت بحوزتي. كان يمد رأسه قليلاً وأنا أضع المرآة خارج القضبان لأرى وجهه. عيناه غائرتان كبئرين مهجورتين. وجبهة عريضة علاها بعض الجروح. وسن مكسورة في مقدمة الفم.
ما اسمك؟
 رقمي هو 33
ما حكمك؟
 الإعدام.
ماذا فعلت؟
 قتلت ضابطاً
 متى التنفيذ
 لا أدري ولكن يبدو لي أنه قريب.
وأنت؟
 ما زلت قيد التحقيق.
في الصباح استيقظت على صراخ يأتي من صالة التعذيب. لا بد أنهم يحاولون انتزاع اعترافات من أحدهم. أو أنهم يقومون بجلسة تأديبية لمن أخلّ بالنظام. كما حصل معي عندما دفعت الحارس. الأصوات المنبعثة من الصالة كانت أصوات استغاثة، وشعور بألم مبرح من الضرب، أو من عنق زجاجة تلج شرج سجين يصرخ من ألم تشقق شرجه، بعد أن ضغط المحققون على كتفيه، حتى تصل الزجاجة الى النقطة الغليظة. اختفى الصوت فجأة. وسرى فيما بعد بين السجناء أن الرقم 33 قد مات تحت التعذيب.
الصباح كئيب كرائحة الموت. الرقم 33 يسكن عينيّ المطبقتي الأجفان.
لماذا كل هذا الظلم؟
 لماذا ترتكب كل هذه الجرائم؟
 لماذا بتنا نخاف سلطاتنا أكثر من العدو؟
 لماذا تعامل كما تعامل البهائم في المسالخ؟ وأسئلة كثيرة أسألها دون أن أجد لها جواباً.
طرق الحارس على القضبان الحديدية وصرخ قائلا:
انهض يا كلب. الضبع أرسل في طلبك.
كان الضبع اسماً يتردد على ألسنة السجناء. كان وحشاً في جلد انسان. لمجرد ذكر اسمه كانت ترتعد له الأوصال. والكل بات يعرف أن الضبع عندما يرسل في طلب سجين، ذلك يعني أنه سيعود على نقالة، أو فاقد الوعي بعد جلسة تحقيق ساخنة، أو يوضع في كيس ليدفن في مكان مجهول.
عينا المحقق الجاحظتان، كعيني فرس النهر، المحدقتان بي كعيني باشق يتأهب للانقضاض على عصفور، ويقلب فيهما كعيني ضب، أثارا في نفسي الهلع. شارباه رسما قوساً مخيفاً فوق شفتيه، وجهه كان وجه أسد مكشر الأنياب نفش عفريته كأنه يقاتل أسداً. جسده الممتلئ شحماً ولحماً، وقامته الطويلة كدب قطبي، أخفى الركسي الجالس عليه. أمامه وضع ملف سميك كتب عليه الرقم 17 بالقلم العريض.
وقفت أمامه مسمراً منتظراً وهو ينظر إليّ بصمت يقلب عينيه بين الملف وبيني. أخذ لفافة وراح ينفث دخانها في الهواء. ثم ضرب على الملف بعنف فجأة، قاصداً إرهابي من الوهلة الاولى، قائلاً بلهجة التعجب:
خائن وسارق!!.
قلت:
لم أسرق شيئاً.
صاح بي قائلاً:
ألم يعلّموك أن تقول سيدي عندما تتوجه إليّ.
سيدي، لم أسرق شيئاً.
وكاذب أيضاً. قالها بحدّة وغمز بعينه اليمنى مشيراً الى رجل بقامة الغوريلات المتوحشة يقف الى يميني. فصفعني بعنف ملء كفه على خدّي شعرت معه أن جدران الغرفة بدأت تتمايل، وأن شفتي راحت تنزف بغزارة.
قر بالحقيقة ونحن سنكون لطيفين معك. أين وضعت الكنز؟
 لو كنت أعرف أين هو لقلت لكم وارتحت.
جاءتني صفعة أخرى أشد عنفاً. شعرت بدوّار في رأسي، ثم تلقيت صفعة ثالثة ورابعة.
أين الكنز؟ أين الكنز؟
 أقسم بالآلهة، والأنبياء، ورحمة موتاي، بأني لا أعرف عنه شيئاً.
نزع عني القميص. وانهال عليّ ضرباً بقضيب خيزران قصم ظهري وترك دروباً فوقه. الألم جعلني أصرخ بأعلى صوتي مستغيثاً. من شدة الضرب والألم فقدت الإحساس. الوعي غاب عني. ماء بارد انسفح على وجهي. استيقظت مجدداً.
قل أين وضعت الكنز. وأين هو أليس.
ليت لي علما.
قضيب الخيزران انهال عليّ بعنف اشد. فقدت الإحساس مرة أخرى. بين الغيبوبة واليقظة سمعتهم يقولون:
لا تدعه يموت يجب أن نعرف مكان الكنز. ارتجفت تقوقعت خوفاً. دروب الألم ما زالت في جسدي، وتتوغل في عظامي. شعرت بيد شامة تلمس خدي. شامة بشحمها ولحمها. هل هو حلم أم حقيقة؟.
افتح عينيك يا كلب.
قالت: دعهم يعوون.
افتح عينيك يا كلب.
قالت دعهم يعوون.
لم يثب الى رشده بعد. من صوت الممرض عرفت أني في المستوصف. شامة لم تكن سوى طيف، جاءت لتواسيني.
سمعتهم يهمسون بأذن الممرض:
إعتن به، فالضبع يريد أن يعرف مكان الكنز
عندما انتقلت والدتي الى دمشق لتعمل خادمة في احد المستشفيات، بعد أن ضاق العيش في القرية، أدخلتني مدرسة اعدادية كان اسمها: جول جمال. توقفت قليلاً أتأمل اسم المدرسة، وأستخرج من أنفاق وكهوف الذاكرة التي عادت بي الى سنين مضت عندما كنت أرى صوره على واجهات محلات قريتنا في تلك الفترة الحالكة المريرة من حياتي ومن تاريخ هذه الأمة.
الآن أمرّ أمام هذه الأنابيب الممتدة كشريان الدم في الجسد في هذه الصحراء لتصب في مصفاة بانياس، ومنها الى حاملات النفط العملاقة. لم يتغير شيء، ما زال الذهب يذهب غرباً، والأسود يبقى لنا، لكن بتنا أسوأ حالاً، وأكثر فقراً، وأمر مذلة. لا غثا أصبنا ولا سمينا. الثروات النفطية الهائلة تقبع في مصارف الغرب وتضخم في حجم أرصدة الحيتان الكبيرة السيطرة على هذه الثروات الوطنية، وتزيد في رصيد البؤس والشقاء في بلادنا.
أيقظني أليس من سفري في ماضي ذكريات الطفولة الأليمة قائلاً:
أين سافرت يا صاح؟ ومالي أراك متجهماً لمجرد أني كلمتك عن أنابيب النفط؟
 لا شيء، مجرد ذكريات عبرت أفق خيالي.
ارتفعت درجة الحرارة. وصلت الشمس الى أعلى درجات السماء. أليس خلع القميض والشال عن كتفيه. رسوم وشم ملأت ظاهر ذراعيه مفتولتي العضلات. خنجر معقوف. نبلة تخترق قلباً يقطر دماً. وردة. جمجمة وعظمتان.
لاحظني أتفحص هذه الرسوم باستغراب. رمقني بنظرة ثم قال بفخر واعتزاز:
هذه مخالفات السجن.
قلت بدهشة:
دخلت السجن؟!!!
انقبضت قليلاً. لاحظ ارتباكي. حاول طمأنتي بقوله:
لا تخف لم أقتل.
ابتسم قليلاً قبل أن يقول وقد لاحظ أني أنتظر الجواب:
اتهمت بالمحرمات.
أقمت بعملية تهريب مخدرات؟
 معاذ الله.
هل اغتصبت قاصرا؟
 ليست من شبمي.
هل سطوت على مصرف؟
 يا ليت.
تعاملت بالسياسة إذن؟
 لم أمتهن الكذب والاحتيال والفساد.
تنهد بعمق وقال بصوت فيه الكثير من الأسى:
آه من أولاد الحلال. أحدهم كتب تقريراً الى الجهات المختصة قال فيه بأني أتعامل بالسياسة وأني شتمت الرئيس بقصيدة.
صمت قليلاً ثم قال:
هنا في هذا البلد يمكنك أن تشتم الأنبياء والرسل، لا أحد يعيرك اهتماماً، أما أن تقول كلمة في الرئيس فتلك الفاحشة الكبرى، ويحق عليك القول، وتساق كالنعجة الى المسلخ.
ورغم أني أكدت لهم مراراً وتكراراً بأني أعمل ضمن القانون، وأني لم أهج الرئيس، وإنما كانت قصيدة عبّرت فيها عن مرارتي لأوضاع بلدنا، إلا أنهم أشبعوني ضرباً وتعذيباً لأقرّ بصحة ما جاء في التقرير. وكان القصد أيضاً تلقيني درساً في الرعب لأكون عبرة لمن أعتبر. لكل من تسول له نفسه المساس بالذات العظمى. ولم يفرجوا عني إلا بعد أن قضيت عدة سنين في أقبية سجن قلعة دمشق، وبعد عشرات جلسات التحقيق والضرب والتعذيب. حتى أني عندما خرجت من هذا السجن اللعين لعنت فيه أمي التي ولدتني في هذا البلد. ومنذئذ هجرت الشعر والنقد والكتابة.
صمت قليلاً. أخرج لفافة جديدة. عب من جوفها ونفث دخانها في الهواء بمرارة واضحة وكأني فقأت دمل آلامه، ثم نظر إليَّ وقال:
أرجو أن يبقى هذا الكلام سراً بيننا.
ثم تابع بقوله:
دعنا من السياسة لعن الله السياسة والسياسيين. الامبرياليين منهم والشيوعيين، اللينينيين والتسالينيين، الماويين والتروستكيين، الاشتراكيين الواقعيين وغير الواقعيين، القوميين والشعوبيين، الانفصاليين والوحدويين، والبعثيين القوميين منهم والقطريين، لعنهم الله أجمعين.
لماذا كل هذا الحقد عليهم؟
 لأنهم جميعاً كاذبون، منافقون، وصوليون، لولبيون، حلزونيون، يتلونون كالحرباء، ويحتالون كالثعالب، ويمكرون كالقرود، وينهشون لحمنا كالضباع.
صمت قليلاً ثم قال:
كلمنا عن النساء فهن وإن كان كيدهن عظيم إلا أنهن أقل خطراً من التعامل بالسياسة والسياسيين، وبالشعر والشعراء، وبالثقافة والمثقفين(...).
يقظان التقي (المستقبل


إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما



No comments:

Post a Comment