http://www.4shared.com/office/810WTgO0/__-__.html
or
http://www.mediafire.com/view/07x7g37t7dqwafk/الكسـندر_ألـوف_-_فلاديمير_ناعوموف.pdf
يتذكرون اليوم، أيام تموز عام 1945، الأيام الأولى من السلام، أيام الصفاء المدهش، والتعبئة الاحتفالية. كانت هذه الأيام بالنسبة لنا نحن الذين عدنا من الجبهة بداية للحياة السلمية الآن. كانت ممرات المعهد الحكومي السينمائي لعموم الاتحاد تمتلئ بالحشود التي تضج، والتي كانت ترغب في دراسة فن السينما. لقد تجمع هنا مقاتلو الجبهة السابقون بأوسمتهم ومعاطفهم الحربية (دون كتافيات)، وكذلك من كان يعمل منذ شبابه في معامل ومصانع المؤخرة، والآن عندما حل النصر، أرادوا أن يمتلكوا أي فن.
كان يشرف على دراسة الإخراج المخرج السوفييتي البارز ايغور أندرييفيتش سافتشينكو. كان هذا الأستاذ الباهر والمبدع لفيلم "بوغدان خميلنيتسكي" مربياً رائعاً، ولم يمنح طلابه الوقت فقط، وإنما منحهم أكثر بكثير، منحهم قلبه وروحه.
لقد لاحظ سافتشينكو تماماً ومنذ الدروس الأولى في ورشته زميلين لنا- ساشا ألوف وفولوديا ناعوموف، الصديقين المخلصين أحدهما للآخر. أجل، لقد ولدت هذه الصداقة منذ أول أعوام الدراسة، رغم أنهما بديا إنسانين مختلفين. إن ألوف هو جندي ومحارب قديم، وكثيراً ما يشبه في مظهره الخارجي في ذلك الحين بوشكين الشاب كإنسان جذاب ومتحفظ. أما ناعوموف فهو أكثر الشباب فتوة في صفنا وهو شديد الشكيمة من حيث طبعه، وذو خيال جموح، وفنان موهوب، وممثل قدير، ربما هذا الاختلاف بالذات في السيرة والأمزجة الفنية قد دفع أحدهما نحو الآخر. ربما. لكن الأمر لا يكمن في الأسباب. إن الأمر الرئيسي – كان يكمن في أن هذه الصداقة هي حقيقية، ومخلصة. وتثير الاحترام، وأحياناً تثير الغيرة الحميدة أيضاً.
كان سافتتشبنكو يكرر لنا باستمرار، أن مخرج الأفلام يجب أن يملك أربع مواهب: موهبة المخرج، وموهبة الفن المسرحي، والرسم، والتمثيل. ولقد قاد العمل معنا حسب هذه الاتجاهات الأربعة. إنه ومباشرة منذ الصف الأول كان يجبرنا على كتابة سيناريوهات، وقصص قصيرة، وكان يدربنا على العمل الإخراجي. أما في الصف الثالث فقد كان جميع طلاب الورشة يعملون بمثابة معاونين ومساعدين للمخرج في تصوير فيلم "الضربة الثالثة". إن التصوير الطبيعي، وخاصة مشاهد الوقائع الكبيرة، كانت تؤدى في منطقة بيريكوب وسيفاش، حيث كان يخرج إلى هناك كل صفنا. وقد كان يملك كل واحد منا بالإضافة إلى الواجبات الإخراجية مهام تمثيلية. وفي الصفوف العليا، عندما كان سافتتشينكو يصور "تاراس شيفتشينكو" كان يعمل معه أولوف وناعوموف بصفة مساعدين قريبين. إنهما هما الذين أتيا بـ س.بوندارتشوك الشاب تماماً والطالب في تلك الأعوام إلى إيغور اندرييفيتش ليلعب دور تاراس شيفتشينكو. وقد تم تكليف طالبي الصف الرابع أ.ألوف وف. ناعوموف بعد موت ايغور اندرييفيتش سافنتشينكو السابق لأوانه والمفاجئ والذي هزنا جميعاً، إكمال لوحته "تاراس شيفتشينكو". لقد أنجزا بجدارة عمل معلمهما، محتفظين باهتمام بكل أفكاره. أصبح فيلم "تاراس شيفتشينكو" حدثاً كبيراً في حياة سينمانا.
بدأ منذ ذلك الحين اتحاد مدهش بين هذين المخرجين، غير المتشابهين، ولكن الضروريين أحدهما للآخر. لقد امتد هذا التعاون الإبداعي، الذي أغنى السينما السوفييتية والعالمية بأعمال فنية حقيقية لأكثر من ثلاثين عاماً. يتعذر علي أن أسمي أمثلة مشابهة في حياة سينمانا العملية. يقرن هذا التوضع الإبداعي بشكل عضوي بالخيال الجامح، والانفجارية في مزاج ناعوموف مع تعمق الوعي للمادة من قبل ألوف، المسرحي الحكيم، والمهني من الطبقة العالية. ربما هذه المقارنة ليست بصورة رمزية كثيراً، لكن لدي الرغبة أحياناً أن أقارن ممارستهما الإبداعية مع عمل الكمبيوتر، الذي يختار حلاً واحداً صحيحاً من عدد من الحلول المقترحة، وبعد ذلك يضيفون عليه سوية، ويتم إعداده وينقلونه إلى الشاشة.
إن إبداع هذين السينمائيين مرتبط بظهور الأفلام الرائعة، التي تتغنى بالتاريخ المجيد لشبيبتنا الكمسمولية، والروح الحماسية في أزمان الحرب الأهلية.
إن اللوحات التي اقتحمت من قبل الرومانتيكية، مثل "الفتوة القلقة" و"ﭘاڤل كورتشاغين"، و"الريح"، قد تميزت بحداثة الشكل، وبالتركيب التعبيري بصورة استثنائية، وتوزيع الممثلين الساطع، وبالانسجام الدقيق للمادة الواضحة، واندفاعية الإيقاع، والثقافة العالية للمونتاج. لقد أعاد المخرجون في هذه الشرائط إلى الحياة الأساليب السينمائية، المنسية من قبل الرفقاء، ولكن المتورطين في اللغة المنمقة وفخامة (تظاهرية) سينما تلك السنوات. لقد أعادوا للسينما البناء الحقيقي للحياة، والشفافية ودراماتية الصدامات، والأدب الاجتماعي الشجاع وأخيراً المجازية الفنية.
أفترض أن قيادة السينما آنذاك أرادت أن يكون المبتدئون أكثر تواضعاً وتماسكاً و... واستقامة في الرأي. إلا أن ألوف وناعوموف قد أظهرا نفسيهما ومن أول فيلم أنهما فنانان متحدان، ينسفان ما هو جمالي، وبصورة أدق القوانين الجمالية الكاذبة، التي أصبحت في تلك الأعوام معايير في السينما. لقد عانى أستوديو كييف السينمائي في بداية الخمسينيات أزمة صعبة: كانت تلك مرحلة معينة، بصورة محزنة، من ندرة الأفلام . إن الإخفاقات الإبداعية كانت تتتابع الواحدة تلو الأخرى. إنني أتذكر، كيف ردت "الثقافة السوفييتية" في تلك الأعوام بصورة حادة على منتوج استوديو كييف، بعد أن تمت تسميتها بـ "ورشة الأفلام المتوسطة". إن هذا الجمود كان قد نُسف تماماً بظهور "الفتوة القلقة" في عام 1955 لألوف وناعوموف. لقد تكلموا عن الفيلم كنجاح للسينما الأوكرانية، وكبشير للتغيرات، أما حول المخرجين أنفسهم فكأمل لستوديو كييف. أقارن الوقائع والتواريخ وأرى، أنه بعد "تاراس شيفيتشينكو" المدهش من حيث الموهبة والمهارة، المصور من قبل معلمنا المحبوب ايغور أندرييفيتش سافتيشينكو في عام 1951 والذي أصبح حدثاً حقيقياً في السينما الأوكرايينية والسوفييتية، سيصبح فيلم تلميذي سافتشينكو "الفتوة القلقة" الظاهرة الساطعة التالية البارزة وماركة لاستوديو كييف.
لم تذهب دروس معلمنا بالنسبة لألوف وناعوموف عبثاً. ففي هذا العمل المبكر للسينمائيين تجسد تعدد مؤهلات موهبتهما –قدراتهما المسرحية والإخراجية، والفنية والتمثيلية. إن هذه اللوحة وما تبعها "پاڤل كورتشاغين" و "الريح" كانت جميعها تتنفس الشباب والإيمان بالحياة، وحب الوطن.
لكن ومع ذلك فإنني لا أكاد أخطئ، إذا قلت، إن ألوف وناعوموف قد أصبحا من بين أولئك الذين كانوا من بين الذين أطلّوا على النشاط الإخراجي وصاروا عرضة للمجادلات الضجوجة والممطوطة. لقد ناقش أفلامهما السينمائيون والمشاهدون. فعلى سبيل المثال امتدت النقاشات حول فيلم "پاڤل كورتشاغين" في الصحافة المركزية أكثر من عام. إن هذا مفهوم على أية حال. هناك فن تافه ومربح، ولا يملك علاقة فيما يتعلق بالبحث الروحي عن العصر. إن أفلام ألوف وناعوموف ليست كذلك – إن سخاءها الفني غير الاعتيادي وحماستها المدنية موجهان كليهما مباشرة إلى عقل وشعور وضمير الإنسان المعاصر.
كان يشرف على دراسة الإخراج المخرج السوفييتي البارز ايغور أندرييفيتش سافتشينكو. كان هذا الأستاذ الباهر والمبدع لفيلم "بوغدان خميلنيتسكي" مربياً رائعاً، ولم يمنح طلابه الوقت فقط، وإنما منحهم أكثر بكثير، منحهم قلبه وروحه.
لقد لاحظ سافتشينكو تماماً ومنذ الدروس الأولى في ورشته زميلين لنا- ساشا ألوف وفولوديا ناعوموف، الصديقين المخلصين أحدهما للآخر. أجل، لقد ولدت هذه الصداقة منذ أول أعوام الدراسة، رغم أنهما بديا إنسانين مختلفين. إن ألوف هو جندي ومحارب قديم، وكثيراً ما يشبه في مظهره الخارجي في ذلك الحين بوشكين الشاب كإنسان جذاب ومتحفظ. أما ناعوموف فهو أكثر الشباب فتوة في صفنا وهو شديد الشكيمة من حيث طبعه، وذو خيال جموح، وفنان موهوب، وممثل قدير، ربما هذا الاختلاف بالذات في السيرة والأمزجة الفنية قد دفع أحدهما نحو الآخر. ربما. لكن الأمر لا يكمن في الأسباب. إن الأمر الرئيسي – كان يكمن في أن هذه الصداقة هي حقيقية، ومخلصة. وتثير الاحترام، وأحياناً تثير الغيرة الحميدة أيضاً.
كان سافتتشبنكو يكرر لنا باستمرار، أن مخرج الأفلام يجب أن يملك أربع مواهب: موهبة المخرج، وموهبة الفن المسرحي، والرسم، والتمثيل. ولقد قاد العمل معنا حسب هذه الاتجاهات الأربعة. إنه ومباشرة منذ الصف الأول كان يجبرنا على كتابة سيناريوهات، وقصص قصيرة، وكان يدربنا على العمل الإخراجي. أما في الصف الثالث فقد كان جميع طلاب الورشة يعملون بمثابة معاونين ومساعدين للمخرج في تصوير فيلم "الضربة الثالثة". إن التصوير الطبيعي، وخاصة مشاهد الوقائع الكبيرة، كانت تؤدى في منطقة بيريكوب وسيفاش، حيث كان يخرج إلى هناك كل صفنا. وقد كان يملك كل واحد منا بالإضافة إلى الواجبات الإخراجية مهام تمثيلية. وفي الصفوف العليا، عندما كان سافتتشينكو يصور "تاراس شيفتشينكو" كان يعمل معه أولوف وناعوموف بصفة مساعدين قريبين. إنهما هما الذين أتيا بـ س.بوندارتشوك الشاب تماماً والطالب في تلك الأعوام إلى إيغور اندرييفيتش ليلعب دور تاراس شيفتشينكو. وقد تم تكليف طالبي الصف الرابع أ.ألوف وف. ناعوموف بعد موت ايغور اندرييفيتش سافنتشينكو السابق لأوانه والمفاجئ والذي هزنا جميعاً، إكمال لوحته "تاراس شيفتشينكو". لقد أنجزا بجدارة عمل معلمهما، محتفظين باهتمام بكل أفكاره. أصبح فيلم "تاراس شيفتشينكو" حدثاً كبيراً في حياة سينمانا.
بدأ منذ ذلك الحين اتحاد مدهش بين هذين المخرجين، غير المتشابهين، ولكن الضروريين أحدهما للآخر. لقد امتد هذا التعاون الإبداعي، الذي أغنى السينما السوفييتية والعالمية بأعمال فنية حقيقية لأكثر من ثلاثين عاماً. يتعذر علي أن أسمي أمثلة مشابهة في حياة سينمانا العملية. يقرن هذا التوضع الإبداعي بشكل عضوي بالخيال الجامح، والانفجارية في مزاج ناعوموف مع تعمق الوعي للمادة من قبل ألوف، المسرحي الحكيم، والمهني من الطبقة العالية. ربما هذه المقارنة ليست بصورة رمزية كثيراً، لكن لدي الرغبة أحياناً أن أقارن ممارستهما الإبداعية مع عمل الكمبيوتر، الذي يختار حلاً واحداً صحيحاً من عدد من الحلول المقترحة، وبعد ذلك يضيفون عليه سوية، ويتم إعداده وينقلونه إلى الشاشة.
إن إبداع هذين السينمائيين مرتبط بظهور الأفلام الرائعة، التي تتغنى بالتاريخ المجيد لشبيبتنا الكمسمولية، والروح الحماسية في أزمان الحرب الأهلية.
إن اللوحات التي اقتحمت من قبل الرومانتيكية، مثل "الفتوة القلقة" و"ﭘاڤل كورتشاغين"، و"الريح"، قد تميزت بحداثة الشكل، وبالتركيب التعبيري بصورة استثنائية، وتوزيع الممثلين الساطع، وبالانسجام الدقيق للمادة الواضحة، واندفاعية الإيقاع، والثقافة العالية للمونتاج. لقد أعاد المخرجون في هذه الشرائط إلى الحياة الأساليب السينمائية، المنسية من قبل الرفقاء، ولكن المتورطين في اللغة المنمقة وفخامة (تظاهرية) سينما تلك السنوات. لقد أعادوا للسينما البناء الحقيقي للحياة، والشفافية ودراماتية الصدامات، والأدب الاجتماعي الشجاع وأخيراً المجازية الفنية.
أفترض أن قيادة السينما آنذاك أرادت أن يكون المبتدئون أكثر تواضعاً وتماسكاً و... واستقامة في الرأي. إلا أن ألوف وناعوموف قد أظهرا نفسيهما ومن أول فيلم أنهما فنانان متحدان، ينسفان ما هو جمالي، وبصورة أدق القوانين الجمالية الكاذبة، التي أصبحت في تلك الأعوام معايير في السينما. لقد عانى أستوديو كييف السينمائي في بداية الخمسينيات أزمة صعبة: كانت تلك مرحلة معينة، بصورة محزنة، من ندرة الأفلام . إن الإخفاقات الإبداعية كانت تتتابع الواحدة تلو الأخرى. إنني أتذكر، كيف ردت "الثقافة السوفييتية" في تلك الأعوام بصورة حادة على منتوج استوديو كييف، بعد أن تمت تسميتها بـ "ورشة الأفلام المتوسطة". إن هذا الجمود كان قد نُسف تماماً بظهور "الفتوة القلقة" في عام 1955 لألوف وناعوموف. لقد تكلموا عن الفيلم كنجاح للسينما الأوكرانية، وكبشير للتغيرات، أما حول المخرجين أنفسهم فكأمل لستوديو كييف. أقارن الوقائع والتواريخ وأرى، أنه بعد "تاراس شيفيتشينكو" المدهش من حيث الموهبة والمهارة، المصور من قبل معلمنا المحبوب ايغور أندرييفيتش سافتيشينكو في عام 1951 والذي أصبح حدثاً حقيقياً في السينما الأوكرايينية والسوفييتية، سيصبح فيلم تلميذي سافتشينكو "الفتوة القلقة" الظاهرة الساطعة التالية البارزة وماركة لاستوديو كييف.
لم تذهب دروس معلمنا بالنسبة لألوف وناعوموف عبثاً. ففي هذا العمل المبكر للسينمائيين تجسد تعدد مؤهلات موهبتهما –قدراتهما المسرحية والإخراجية، والفنية والتمثيلية. إن هذه اللوحة وما تبعها "پاڤل كورتشاغين" و "الريح" كانت جميعها تتنفس الشباب والإيمان بالحياة، وحب الوطن.
لكن ومع ذلك فإنني لا أكاد أخطئ، إذا قلت، إن ألوف وناعوموف قد أصبحا من بين أولئك الذين كانوا من بين الذين أطلّوا على النشاط الإخراجي وصاروا عرضة للمجادلات الضجوجة والممطوطة. لقد ناقش أفلامهما السينمائيون والمشاهدون. فعلى سبيل المثال امتدت النقاشات حول فيلم "پاڤل كورتشاغين" في الصحافة المركزية أكثر من عام. إن هذا مفهوم على أية حال. هناك فن تافه ومربح، ولا يملك علاقة فيما يتعلق بالبحث الروحي عن العصر. إن أفلام ألوف وناعوموف ليست كذلك – إن سخاءها الفني غير الاعتيادي وحماستها المدنية موجهان كليهما مباشرة إلى عقل وشعور وضمير الإنسان المعاصر.
إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html
No comments:
Post a Comment