سحب وتعديل جمال حتمل
https://drive.google.com/file/d/0Bxu9nt7A-tWSNVJEM0NVVFd6MnM/view?usp=sharing
عبد الجبار السحيمي (1938، الرباط - 24 ابريل 2012، الرباط) هو اديب و صحافي مغربي. تابع دراسته بمدارس محمد الخامس. التحق بالعمل الصحفي منذ أواخر الخمسينيات. أصدر رفقة محمد العربي المساري مجلة القصة والمسرح سنة 1964 كما كان مديرا لمجلة 2000 التي صدر عددها الأول والوحيد في يونيو 1970. يشتغل رئيس تحرير ل جريدة العلم توفي يوم 24 ابريل 2012 بالرباط
انتقل إلى عفو الله فجر اليوم الثلاثاء بالرباط الأديب والإعلامي المغربي عبد الجبار السحيمي، الذي عانى في السنوات الأخيرة من مرض عضال أقعده عن الكتابة ومزاولة مهنته الأثيرة، وهي العمل الصحفي بجريدة “العلم”. وعلم من مصدر من عائلة الراحل أن الكاتب عبد الجبار السحيمي فارق الحياة فجر هذا اليوم عن سن تناهز 74 سنة٬ بعد صراع طويل مع المرض. وعرف السحيمي بكاتباته الأديبة المتميزة والقليلة، خاصة في مجال القصة، حيث أصدر مجموعتين قصصيتين هما “مولاي”، الصادرة عن “دار الخانجي” بالقاهرة سنة 1965، و “الممكن من المستحيل” سنة 1969 عن مطبعة الرسالة، والتي صدرت طبعتها الثانية سنة 1988 ضمن منشورات “عيون المقالات”، وسيدة المرايا وعاشق الحكاية سنة 2007 وعرف الفقيد بعموده الصحفي الرائع الموسوم بـ “بخط اليد”، الذي أصدره على شكل كتاب تحت عنوان ” بخط اليد: شظايا من ذاكرة الزمن المغربي” سنة 1996 ضمن “منشورات شراع” بطنجة، كما كان الراحل عبد الجبار السحيمي رائدا في مجال الصحافة الأدبية٬ حيث أصدر رفقة الكاتب محمد العربي المساري مجلة “القصة والمسرح” سنة 1964.
يعد الكاتب عبد الجبار السحيمي من الأقلام الصحفية المتميزة، ومن كتاب القصة المتميزين، لكنه للأسف لم يصدر كثيرا من الأعمال، وظل وفيا للعمود الصحافي وللمقالة الجيدة والرصينة، التي استنفدت كل طاقاته. لكتاباته سحر خاص، فهو يحسن التقاط الأشياء، ويجيد الوصف، ويختار عباراته بنقاء كبير، لا يسيء لأحد، يعمد إلى الإشارة والتلميح، ويسخر قلمه لخدمة مجتمعه ولخدمة القضايا، التي ناضل من أجل تحقيقها في صفوف حزب الاستقلال، الذي يعتز به كاتبا وصحافيا ومناضلا رفيعا.
خصصت مجلة “الثقافة المغربية” عددا خاصا للكاتب عبد الجبار السحيمي في بحر سنة 2010، ساهم فيه العديد من الكتاب والمناضلين، الذين عايشوا الكاتب وتتبعوا مساره المهني والإبداعي، ووقفوا على مواقفه التاريخية ومبادئه النبيلة، إذ قال عنه الإعلامي ووزير الإعلام السابق، محمد العربي المساري، بأنه “عرف بالبراعة في التعبير عن نبضات قلمه، كدت أكتب بنبضات قلبه، وعرف، أيضا، بمواقفه، التي تصدر عن نظرة ثابتة للحياة والناس. وحينما أشير إلى مواقفه، أقصد تلك التي يتخذها إزاء الصغير والكبير من الشؤون، التي تطرأ في الحياة، وإزاء الصغير والكبير من الناس، الذين يلقاهم في حياته اليومية. أكاد أقول إنه دائم اليقظة، وكأنه لا يستريح. ويعرف الأصدقاء، الذين احتكوا به، أن مواقفه كانت تعبر عن نظرة ثابتة وعن معايير لا تتغير.
يزكي ما قلته كل من عرفه عن قرب، خاصة حينما أؤكد أنه لا يصدر في آرائه ومواقفه عن نزوة، أو انفعال. وحين أقول إن آراءه ومواقفه ليست خبطات بوهيمية أو طلقات مجذوب. ولهذا حينما يتكلم، كثيرا ما تكون كلماته هي الأخيرة”.
أما الكاتب والروائي، أحمد المديني، فعدد في مقاله الكثير من محاسن الكاتب وصفاته المثلى وقال عنه “في الكلمات، وبها، عاش المساحة الوسيعة والوافرة من عمره. كتب، كما عاش وتكون ومارس السياسة والصحافة والحياة على هواه.
لم يكتب كثيرا، لكن غزيرا بالأحاسيس والمعاني، وخاصة باللغة التي هي لغته، والأسلوب الذي هو أسلوبه، ونبرة هي صنوه، وذا هو الكاتب. كل من يعمد إلى دراسة النثر الحديث في أدب المغرب لن يجد بدا من الوقوف عند مذكراته في الصفحة الأخيرة في “العلم” وضع لها عناوين عديدة، أشهرها “خواطر طائرة”، لنقل إنه أستاذ هذه الكتابة اللمحة، واللقطة السانحة، واللفتة النابهة، والشحنة الدافقة، والنفثة الدافئة، هو أستاذها في نثرنا بامتياز. جاور الراحل عبد المجيد بن جلون في كتابة المذكرات، ذاك يطيل ويعقلن، وهو يوجز ويلمح ويرسم مثل أحد معبوديه، نزار قباني، بالكلمات.
وانضم إليه الراحل محمد زفزاف، يطل من قراءات فرنسية، ويصدر عن رؤية وجودية نوعا ما، رافقه إدريس الخوري ب”مذكرات تحت الشمس” يعرض أطراف جسده وأجساد الآخرين في الدار البيضاء، وهو يبحث عن لغة تقول كلام الناس لا الأدب. عبد الجبار كان جمع هذا الحمل كله، وبعده، ولم يقبل لا أن يتفلسف، ولا أن ينشئ كتابة قدوة، هي في الحقيقة تستعصي على التقليد، وإنما تعبيرا على السجية، يقول الذات بملء فيه وإحساسه، وهذه خاصية أساس ما أخطرها في بيئة أدبية كثيرا ما اختزلت الأنا في سطوة المجموع، ولم يحفل القول الأدبي لديها بالفرد إلا إن هو جاء لسان حال الكم الغفل، باسم الواقعية والالتزام ودور الكاتب في المجتمع، وما ينبغي وينبغي، ومثله من إرغام وإسفاف”.
وتضامنا معه في محنته الصحية واعترافا بإبداعه الأدبي، بادرت “دار توبقال للنشر” سنة 2010 إلى الاحتفاء بالكاتب عبد الجبار السحيمي بإصدار كتابين له وهما: مجموعته القصصية الثانية “الممكن من المستحيل” الصادرة طبعتها الأولى سنة 1969عن مطبعة الرسالة، وكتاب “بخط اليد: شظايا من ذاكرة الزمن المغربي” الصادر سنة 1996 ضمن “منشورات شراع” بطنجة.
وتضم مجموعته القصصية الأولى “الممكن من المستحيل”، الصادرة ضمن سلسلة “الأدب المغربي الحديث”، ستة عشرة قصة هي: المساء الأخير، وحمدان، وفي المدينة، والسجن الكبير، والأصباغ، وميلاد، والفرار، والشمس تشرق دائما، والزلزال، وفي منتصف الليل، والعربة، وحكاية حزينة، والميتون، والريال، ورصيف رقم 13، وكما هي العادة”.
ويضم كتاب “بخط اليد”، الصادر ضمن سلسلة “ملتقى”، مجموعة من المقالات، التي كتبها عبد الجبار السحيمي على مدى سنوات منها: مرض البراءة، ورجال الرئيس، ورشوة للوزير، وحين تشتعل الحرائق، ولم يفسد كل الهواء، وحرائق الجسد وبهاء الروح.
سعيدة شريف - مجلة اتحاد كتاب الانترنت
يعد الكاتب عبد الجبار السحيمي من الأقلام الصحفية المتميزة، ومن كتاب القصة المتميزين، لكنه للأسف لم يصدر كثيرا من الأعمال، وظل وفيا للعمود الصحافي وللمقالة الجيدة والرصينة، التي استنفدت كل طاقاته. لكتاباته سحر خاص، فهو يحسن التقاط الأشياء، ويجيد الوصف، ويختار عباراته بنقاء كبير، لا يسيء لأحد، يعمد إلى الإشارة والتلميح، ويسخر قلمه لخدمة مجتمعه ولخدمة القضايا، التي ناضل من أجل تحقيقها في صفوف حزب الاستقلال، الذي يعتز به كاتبا وصحافيا ومناضلا رفيعا.
خصصت مجلة “الثقافة المغربية” عددا خاصا للكاتب عبد الجبار السحيمي في بحر سنة 2010، ساهم فيه العديد من الكتاب والمناضلين، الذين عايشوا الكاتب وتتبعوا مساره المهني والإبداعي، ووقفوا على مواقفه التاريخية ومبادئه النبيلة، إذ قال عنه الإعلامي ووزير الإعلام السابق، محمد العربي المساري، بأنه “عرف بالبراعة في التعبير عن نبضات قلمه، كدت أكتب بنبضات قلبه، وعرف، أيضا، بمواقفه، التي تصدر عن نظرة ثابتة للحياة والناس. وحينما أشير إلى مواقفه، أقصد تلك التي يتخذها إزاء الصغير والكبير من الشؤون، التي تطرأ في الحياة، وإزاء الصغير والكبير من الناس، الذين يلقاهم في حياته اليومية. أكاد أقول إنه دائم اليقظة، وكأنه لا يستريح. ويعرف الأصدقاء، الذين احتكوا به، أن مواقفه كانت تعبر عن نظرة ثابتة وعن معايير لا تتغير.
يزكي ما قلته كل من عرفه عن قرب، خاصة حينما أؤكد أنه لا يصدر في آرائه ومواقفه عن نزوة، أو انفعال. وحين أقول إن آراءه ومواقفه ليست خبطات بوهيمية أو طلقات مجذوب. ولهذا حينما يتكلم، كثيرا ما تكون كلماته هي الأخيرة”.
أما الكاتب والروائي، أحمد المديني، فعدد في مقاله الكثير من محاسن الكاتب وصفاته المثلى وقال عنه “في الكلمات، وبها، عاش المساحة الوسيعة والوافرة من عمره. كتب، كما عاش وتكون ومارس السياسة والصحافة والحياة على هواه.
لم يكتب كثيرا، لكن غزيرا بالأحاسيس والمعاني، وخاصة باللغة التي هي لغته، والأسلوب الذي هو أسلوبه، ونبرة هي صنوه، وذا هو الكاتب. كل من يعمد إلى دراسة النثر الحديث في أدب المغرب لن يجد بدا من الوقوف عند مذكراته في الصفحة الأخيرة في “العلم” وضع لها عناوين عديدة، أشهرها “خواطر طائرة”، لنقل إنه أستاذ هذه الكتابة اللمحة، واللقطة السانحة، واللفتة النابهة، والشحنة الدافقة، والنفثة الدافئة، هو أستاذها في نثرنا بامتياز. جاور الراحل عبد المجيد بن جلون في كتابة المذكرات، ذاك يطيل ويعقلن، وهو يوجز ويلمح ويرسم مثل أحد معبوديه، نزار قباني، بالكلمات.
وانضم إليه الراحل محمد زفزاف، يطل من قراءات فرنسية، ويصدر عن رؤية وجودية نوعا ما، رافقه إدريس الخوري ب”مذكرات تحت الشمس” يعرض أطراف جسده وأجساد الآخرين في الدار البيضاء، وهو يبحث عن لغة تقول كلام الناس لا الأدب. عبد الجبار كان جمع هذا الحمل كله، وبعده، ولم يقبل لا أن يتفلسف، ولا أن ينشئ كتابة قدوة، هي في الحقيقة تستعصي على التقليد، وإنما تعبيرا على السجية، يقول الذات بملء فيه وإحساسه، وهذه خاصية أساس ما أخطرها في بيئة أدبية كثيرا ما اختزلت الأنا في سطوة المجموع، ولم يحفل القول الأدبي لديها بالفرد إلا إن هو جاء لسان حال الكم الغفل، باسم الواقعية والالتزام ودور الكاتب في المجتمع، وما ينبغي وينبغي، ومثله من إرغام وإسفاف”.
وتضامنا معه في محنته الصحية واعترافا بإبداعه الأدبي، بادرت “دار توبقال للنشر” سنة 2010 إلى الاحتفاء بالكاتب عبد الجبار السحيمي بإصدار كتابين له وهما: مجموعته القصصية الثانية “الممكن من المستحيل” الصادرة طبعتها الأولى سنة 1969عن مطبعة الرسالة، وكتاب “بخط اليد: شظايا من ذاكرة الزمن المغربي” الصادر سنة 1996 ضمن “منشورات شراع” بطنجة.
وتضم مجموعته القصصية الأولى “الممكن من المستحيل”، الصادرة ضمن سلسلة “الأدب المغربي الحديث”، ستة عشرة قصة هي: المساء الأخير، وحمدان، وفي المدينة، والسجن الكبير، والأصباغ، وميلاد، والفرار، والشمس تشرق دائما، والزلزال، وفي منتصف الليل، والعربة، وحكاية حزينة، والميتون، والريال، ورصيف رقم 13، وكما هي العادة”.
ويضم كتاب “بخط اليد”، الصادر ضمن سلسلة “ملتقى”، مجموعة من المقالات، التي كتبها عبد الجبار السحيمي على مدى سنوات منها: مرض البراءة، ورجال الرئيس، ورشوة للوزير، وحين تشتعل الحرائق، ولم يفسد كل الهواء، وحرائق الجسد وبهاء الروح.
سعيدة شريف - مجلة اتحاد كتاب الانترنت