Friday, February 11, 2022

حنين بوظو - حبة بندق


حنين بوظو كاتبة وروائية من دمشق.. خرجت من سوريا ابان الحرب، وتنقلت في عدة بلدان بدأت بتركيا ودبي والسودان حيث افتتحت مطعماً خصصت قسماً منه لعرض الكتب واستعارتها، كما خصصت قسماً للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للاهتمام بفنونهم وكذلك للاطفال الايتام ومساعدتهم.. اضطررت لبيع المطعم بعد الاحداث التي جرت هناك وانتقلت الى اربيل التي اقمت بها عاما واحدا، ثم عدت مجددا الى تركيا والتي قررت ان تكون وجهتي الاخيرة

أو


إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

فاروق أحمد مصطفى - الموالد


يمثل كتاب الموالد دراسة للعادات والتقاليد الشعبية في مصر لفاروق أحمد مصطفى مرجعًا قيمًا لباحثي العلوم التاريخية بصورة خاصة والآثار والجغرافيا ومعظم تخصصات العلوم الإنسانية على نحو عام حيث يركز كتاب الموالد دراسة للعادات والتقاليد الشعبية في مصر لفاروق أحمد مصطفى على بعض الموضوعات التاريخية الهامة والتي تشغل اهتمام المؤرخين وباحثي التاريخ من مختلف الاتجاهات الفكرية.

أو


إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

بول سالم وآخرون - الشرق الأوسط الجديد


تصوير: https://www.facebook.com/musabaqat.wamaarifa
تعديل: أبوعبدو البغل

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

سامي سعد - السراديب, الشيخ يقول لا

 



جمال القيسي - شرفة أرملة

 


تطلق ضحكة مجلجلة، وتقول: أنت غبي، كنت أصطادك. أقول بخبث حقيقي: وهل الجميلات يصطدن من لا جاه له ولا قبيلة؟ ثم فلنعترف بأنك لست جميلة جداً، بل ولا جميلة حتى! صعقت واضطربت ملامحها. تصيح مستنكرة وقد أصابت كلماتي منها مقتلاً: لست جميلة؟!! قلت بكل صراحة: إطلاقاً. قالت كأنها تكلم نفسها: لم تقل هذه الكلمة قبل هذه الليلة!، لأني مرهق وحساس وحقيقي ولا أرغب بجرحك.

or


إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما



حسان علي حلاق - مؤتمر الساحل والأقضية الأربعة 1936



 

Tuesday, February 8, 2022

فاضل الربيعي - المسيح العربي، النصرانية في الجزيرة العربية



 

سامي اليامي - حكومة بنت إكحيلان


في الوقت الضائع من عمر القرية الذي نسي الناس فيه هموم قريتهم تلهفاً لمعرفة من يكون عشيق حكومة وزوجها القادم الذي لن يفصح عنه القصر سوى ليلة العرس بعد عام سوف يمر طويلاً وبطيئاً...

تحول كل مكان في قصر حكومة إلى ذكرى جميلة للحظات الحب التي نعيشها سيدة القرية مع عشيقها في الفترة التي إختارتها لممارسة الغرام الذي ينعش النفس في عز ظلمتها وضعفها وطغيان كآبتها عليها.

إنفصلت حكومة عن حياة القرية لتعيش عالماً مفعماً بالأمسيات الحالمة والليالي الحمراء، وأوكلت مهام القرية إلى وزرائها، ثم أغلقت أبواب قصرها أمام جايع وضائع وكل الأقارب والأصدقاء والمستشارين إلا بعض القائمين على خدمة القصر وسيدته، الذين لا يعكرون مزاجها بالأخبار التي لا تسر بال أحد، الذين يقولون لها دائماً أن كل شيء في القرية يسير على ما يرام.

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

سعيد ناشيد - الحداثة والقرأن

 


إنّ القرآن ترجمة بشرية للصور الوحيانيّة، التي لها مصدر إلهي وربّاني بالفعل، غير أنها ترجمة أنجزها الرّسول نفسه في خطاب وجّهه إلى الناس في تلك العصور القديمة الماضية وفق ثقافتهم وظروفهم ومدركاتهم. لهذا السبب، لا يجوز لنا بأي حال من الأحوال أن نقيِّم القرآن بمقاييس الحداثة السياسية والثورة العلمية وحقوق الإنسان، ولا يجوز لنا أن نتعامل معه كنصّ في العلم أو السياسة أو الأخلاق. وإذا فعلنا ذلك فإنّنا سنقترف جرماً كبيراً، وسنظلم القرآن ظلماً عظيماً. كما يحاول أن يفعل بعض الذين يقدّمون تفسيرات لبعض الاكتشافات العلمية عن طريق ربطها بالقرآن، مثل الحديث عن الذرّة والكواكب والاكتشافات الطبّية.. وغير ذلك. وهي اكتشافات معرّضة للتجاوز عن طريق اكتشافات جديدة تُخطّئها أو تنفيها، وتجعل القرآن الكريم الذي هو خطاب تعبّدي عرضة لتأويلات متهافتة تدّعي لنفسها العلم في حين أنها لا تتسق أبداً مع شروط العلم. بل هي تأويلات تضع القرآن في مواضع تقلّل من قيمته مدّعية تأكيد ما جاء فيه، وهو عمل لا يطلبه الخطاب القرآني نفسه. القرآن الكريم خطاب تعبّدي خالص. وهذا يكفي لمن يملك إيماناً سوياً وحسّاً سليماً.

أو


إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


Monday, February 7, 2022

رمزي الحافظ - الحلم اللبناني


تصوير: https://www.facebook.com/musabaqat.wamaarifa
تعديل: أبوعبدو البغل

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما



 

سعيدة تاقي - إني وضعتها أنثى


صدرت رواية "إنى وضعتها أنثى" للكاتبة المغربية سعيدة تاقى، عن دار الهلال، وفيها سرد يتتبع تحولات "مهدية" بطلة الرواية طوال أربعين سنة، انتقلت فيها من وصاية الأب إلى وصاية الإخوة الذكور، فوصاية الزوج ذى الميول المتشددة، إلى أن قررت أخذ زمام أمرها، والإنصات إلى نداء الروح فى رحلة نحو إسبانيا، حيث يعيش "عزيز" الفنان المعارض المنفى المكتوى بنار الغربة، وفشل الخيار اليسارى وضياع بوصلة الوجود.
هذه النواة الحكائية ترصد متغيرات الواقع الاجتماعى والفكرى لمدينة "تطوان" ذات الأصول الأندلسية المـوريسكية، منذ سبعينيات القرن الشعرين إلى العشرية الأولى من القـرن الحالى.
المـدينة التى احتضنـت التعــدد الإثـنى والحـضارى واللغوى والعمرانى فى صيغة متسامحة حدّ استيعاب الإسـبان الذين استقـروا بها بعد انحـسار الاستعمار الأجنـبى، المـديـنة التى لم تَسْلم فى واقـعـها الراهن من نـزعات الإقـصـاء والتعصب والعنف.

وتقول وجدان حامد سكرتير تحرير السلسلة، إن الكاتبة عبرت بلغتها الثرية والقوية الرصينة، وجملها المتناغمة عن تلك الأحداث المتشابكة، وعلاقات البطلة بشخصيات متعددة: شمس الضحى وزوجها، وحكايتها بعد وفاة والد مهدية، والبشير عم عزيز، وميجل ابن ماريا الذى يأتى لمهدية بأخبار عزيز فتسافر إلى أسبانيا تاركة وراءها "أبا زكريا"، حاملة معها ابنتها "تودد" تحفزها نشوة اللقاء الذى لم يتم؛ باحثة لابنتها عن واقع مغاير فتقول: "مهدية الطفلة كانت تزور خيالى وتقتحِـم خواطرى، كلّما فكَّرتُ فى غد "تودُّد".
لم تكن تطرأ على بالى لتعيدنى إلى طـفـولتى التى عـشـتُها بـوعى وشكّ، بل لتذكِّرنى بأَّننى سأضُعها أنثى.. وتذكِّرنى بأنّنى أملك بعيداً عن ذلك المجتمع الذى فررتُ منه واجبَ حماية أنوثة طفلتى، لتنمو كاملة الحقوق".


أو


إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

المركز العربي للدراسات الاستراتيجية - دور الجيش العراقي في حرب تشرين 1973



 

Sunday, February 6, 2022

سعيد نوح - الكاتب والمهرج والملاك


إنها سردية اجتماعية تتسم بكونها متطورة وموسوعية،تستوعب مجموع ما يرغب المجتمع في معرفته، وكأن الكاتب أراد أن يكشف عن اللاشعور الاجتماعي، و في ضوء هذا الفهم يلتقي الحلم الجماعي العتيق لأساطير الرواية باللاشعور السياسي المنبثق عن علاماتها المرجعية الظاهرة و المضمرة.
تسبغ الأسطورة الفضاء النصي للرواية، فحتى الشخصيات و الفضاءات التي تبدو واقعية نجدها مشوبة باللمعة لأسطورية، فشخصية المحروس من العين ليس مجرد ابن وحيد لزوجة ظلت خمسة عشر عاما تبحث عن طفل يجعلها سيد البيت، بل جاء كهبة منحها لها الشيخ أحمد حسن شاه الذي يقف مقامه شاهدا على الحياة الروحية لأهل الحكر، والذي يسبغ عليهم من بركاته وتجلياته الصوفية. في حين يأخذ فلفل أحد شخوص الرواية أسطرته من أمه المومس الفاضلة التي دفعها المجتمع دفعا لممارسة الرذيلة والتي هي أحد تجليات إفقار المجتمع المنظم الذي مارسه الحاكم المستبد.
كما تأخذ شخصية سلامة النمس أسطرتها من اختراعها لمشروب روحي له سطوة كبيرة على ساكني الحكر حتى أنه سُمي بقاهر الرجال ، ففي محاكاة ساخرة يكشف لنا الكاتب عن عوار المجتمعواهتزاز منظومة قيمه الأخلاقية، ويعري الثقافة الذكورية الفحلة التي لا تعترف إلا بالقوة والسيطرة وقهر مكوناتها الثقافية الضعيفة مثل المرأة والمسيحي والفقير
يخترق العجائبي والغريب بنية الرواية، لكن الغرائبية هنا تأتي مغايرة لما هو معروف، فالغرائبية تأتي من دهشة الواقع وكسر قوانينه في مغايرة للمقاييس النظرية الغربية (شعرية الفانتاستيك عند تودوروف وآخرين)، لأجل كل هذا، فإن الكاتب استوحى المدونة العجائبية في بعدها الشعبي المحلي أساسا مغايرا للشكل النمطي للغرائبي الماورائي.
تستوحي" الكاتب والمهرج والملاك الذي هناك" تقنية السرد في الليالي ،بحيث تشطر محكيها إلى شطرين:أولهما يمثل حكاية المجلس الدائرة أحداثها بين المؤلف الضمني( سعد الطالع عبود ) وأصدقاء مجلسه، والمهرج والملاك اللذان يقتحمان حكاياتهم، و تشكل المحكي الإطار للرواية. وثانيهما هو حكايات الحكر وساكنوه التي يحكيها السارد بوصفها قصة انفلتت من هيمنة المؤلف الضمني ومن ثم المؤلف الحقيقي، ويتعزز هذا التشابه بين العملين من خلال تشاكل عناصر فضاء الحكي (مجلس سهر الأصحاب ـ مجالس أهل الحكر وحكاياتهم ) وتداخل تسميتي المؤلفين الضمني والحقيق ( سعد الله الطالع عبود وسعد نوح ).
كذلك تنوعت مستويات اللغة في الرواية، ما بين لغة تكشف عن طاقات شعرية كامنة جاءت على لسان الملاك والمهرج، ولغة نثرية نوعت بين مستويات الفصحى والعامية في السرد والحوار على لسان بقية الشخصيات.
الكاتب والمهرج والملاك الذي هناك إضافة نوعية ولافتة لمشروع سعيد نوح الروائي الذي حفر لنفسه عميقا في الخريطة السردية الروائية العربية.

أو


إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

Repost: علي السوداني - خمسون حانة وحانة

 


سحب وتعديل جمال حتمل
علي السوداني قاص عراقي ساخر مقيم في عمان منذ عام 1994 ، عمل لسنوات في صحيفة بغداد ، ونشر مقالات وقصص في عدة صحف عراقية وعربية ودولية ، وله عمود أسبوعي في جريدة الزمان اللندنية والرأي الأردنية ، وصدر له قبل "خمسون حانة وحانة" ، قصص المدفن المائي ، الرجل النازل ، بوككو وموككو ، ما تيسر له ، وكتاب مكاتيب عراقية.
مجموعة السوداني القصصية "خمسون حانة وحانة" بطبعتها الثانية ، والتي صمم غلافها الفنان التشكيلي جبر علوان ، تتكون من جزأين ، الأول دراسة نقدية طويلة استغرقت نصف الكتاب ، للناقد ناظم عودة بعنوان (السَّرْدُ والسُّخْرًيَةُ.... مرويات المجالس البغدادية الحديثة) ، في حين يتكون الجزء الثاني من خمسين قصة تتناول أحداث وقصص حانات مر بها المؤلف في عمّان وبغداد ودمشق والمنامة ، وحكايات أصدقاءه.

أو


إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما



Repost: أحمد حلمي العلاف - دمشق في مطلع القرن العشرين

 



من أجمل الكتب وأمتعها عن دمشق القديمة, فيه معلومات ممتعة عن الحياة في دمشق وقتها, وسير القبضايلات فيها
كتاب دمشق في مطلع القرن العشرين ، صورة للوجوه المختلفة عن الحياة الاجتماعية والفلكلورية في دمشق إبان تلك الفترة التي لم يبق منها اليوم إلا ظلال لا تكاد تلمحها إلا في الأحياء القديمة فسجلها المؤلف تسجيلاً حياً متحركاً يسمعنا فيه الصوت والنغمة واللهجة والحركة واللون.

أو


إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما



Saturday, February 5, 2022

سامي القريني - أرى آرارات


طرح الشاعر والروائي الكويتي سامي القريني، بين طيّات روايته «أرى أرارات» الصادرة عن دار رياض الريّس للكتب والنشر في بيروت، جملة من المفاهيم في عقل الإنسان وقلبه، بدءاً من الحبّ والحرية وما بينهما، الموت والحياة، ما قبلهما وما بعدهما، مروراً بالوطن والمواطنة والتوطين والهوية، ووصولاً إلى الأحلام التي خرجت من رحم الوهم.. علماً أن هذه الرواية هي الإصدار السادس للقريني، بعد مجموعة من الدواوين الشعريّة.
ومن خلال تأويل ما يختلج في أعماق نفس بطل الرواية «عارف آل عارف»، الذي رفع بهجرته وخروجه من الكويت سقف التمرّد في البلد، تدور الأحداث بسرعة في فضائين: تعدّد الشخصيات والوجوه، الدراما الداخلية بين الشخصية وذاتها. والثاني يستحوذ على هامش غير يسير من المسار الروائي.

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

نقولا زيادة - أبعاد التاريخ اللبناني الحديث


تصوير: https://www.facebook.com/musabaqat.wamaarifa
تعديل: أبوعبدو البغل

أو


إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما



 

نقولا زيادة - المسيحية والعرب


تصوير: https://www.facebook.com/musabaqat.wamaarifa
تعديل: أبوعبدو البغل

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

Friday, February 4, 2022

سامي حجازي - الخرطوم نفر


تحكي رواية (الخرطوم نفر) عن الصبي حسين، الذي أنهى مرحلة تعليم الأساس للتو، وحسب العرف السائد في المجتمع القروي البسيط هناك، في مكان ما من الولاية الشمالية بالسودان. أن يتفرّغ للزراعة مكتفيا بذلك القدر من التعليم، ولكن كانت لعمّه الذي يقطن الخرطوم وفي زيارة خاطفه لتلك المنطقة، رؤية أخرى و نظرة مختلفة لمستقبل ابن أخيه. ليقوم بالتالي بصحبته إلى العاصمة الخرطوم، و إدراجه في مدارسها لمواصلة تعليمه مع أبنائه. يتفاجأ حسين الذي يشاهد العاصمة لأول مرة في حياته، بالعديد من الإختلافات بين مجتمع القرية البسيط، وتعقيدات الحياة و تنوّعها بالعاصمة الخرطوم، ولكنه يبدأ بالذوبان تدريجيا في الوسط العاصمي، مارا بمراحل عمره المختلفة من مراهقة وبلوغ، حتي دخوله إلي الجامعة.

أو


إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

عبد الماجد عليش - سوداني في القاهرة

 


تتجسد أهمية رواية الكاتب السوداني أبو ماجد عليش «سوداني في القاهرة» التي تقدم واقعا مختلفا محتشدا متشابكا يعكس المتغيرات التي لحقت بالمجتمع المصري والسوداني منذ الستينيات من خلال رحلة الراوي وشقيقته العانس من الخرطوم للقاهرة بحثا عن علاج يعيد لها النظر ويساعد كليهما علي مغالبة ندوب روح والهروب من مطاردة ساحتها أزمنة وأماكن علي أرض الواقع وتهويمات وكوابيس تطارد الراوي في صحوته ومنامه…وعبر الصوت السردي يعايش القارئ عالما روائيا يمتزج فيه الواقع اليومي بالخيالات والهلاوس والذكريات في زمن مستمر، لا هو ماض بعينه ولا حاضر بذاته، ولا يخص الراوي أو يقتصر علي أسماء وأماكن بذاتها ..فتاريخ وحاضر الراوي الذي لم يحدد له الكاتب اسما أو مهنة في صفحات العمل المائة والتسعين، فكانت بطاقة هويته إصابة بالحول ونظارة نظر سميكة وجروح وندوب ماض وخيالات وهلاوس وتقارير يرسلها لجهة مجهولة -ربما له هو شخصيا- وعذابات محاكمة سرية لأب ادخله معركة الوجود أو الفناء بدون إمداد بزاد واستعداد ثم انسحب عائدا لذاته، ومأساة الشقيقة التي لا تنفصم عن حالة القهر التي تعاني منها نساء هذا الجزء من العالم ولا عن المتغيرات التي لحقت بموطنها فتركت بصمة علي حياة وروح أهله- نساءً كن أم رجالا-، قابلة للتكرار والاستمرار أينما توافرت الظروف وتشابهت البيئة الحاضنة لها..
وعبر نفس الصوت السردي يقدم الكاتب كرنفالية حافلة بالمفارقات وعبثية الاحداث تعكس المتغيرات التي ألمت بالبشر في مصر والسودان بسبب متغيرات سياسية اجتماعية وتقلبات ثقافية صبغت لون الحياة وتلاعبت بمصائر الشخصية المحورية في العمل وشقيقته وبالشخصيات الثانوية التي تسهم في تحريك الحدث وإدارته بدهاء بالغ . فعبر هلاوس وتداعيات ذكريات الراوي الملبوس بإحساس المطارد ،وسطور تبدو منزوعة من تقاريره تتكشف مساحات محدودة من مأساة الشقيقة ومآسي النساء اللاتي قابلهن ليحصل علي متعة مُحرمة أو بزعم كتابة تقارير حول تطور الرغبات الطبيعية في موطنه(!!). فعبر صفحات تقاريره يكشف الراوي سيرتهن وسرائرهن بصورة تبدو عارضة وعفوية..و مع تصاعد الحدث وتتابع الصور العقلية وسطور التقارير تتشابك العلاقات والمواقف لتجسد توترات وعيوب ورداءة الواقع الذي ترسف بأغلاله شخصيات الرواية.

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما



Thursday, February 3, 2022

Repost: غالب هلسا - ثلاثة وجوه لبغداد

 


غالب هلسا, أديب أردني.
ولد في إحدى قرى (ماعين) قرب (مادبا) في الأردن، يوم 18 ديسمبر 1932، وتوفي في اليوم ذاته من عام 1989 في دمشق عن سبعة وخمسين عاماً.
تقلب غالب في شتى البلاد العربية، من لبنان، إلى مصر، إلى العراق، إلى سورية، بالإضافة إلى وطنه الأردن، وكان قد تركه في سن الثامنة عشرة إلى بيروت للدراسة في الجامعة الأمريكية هناك.
لكن الشاب - الذي كان قد بدأ محاولة الكتابة في الرابعة عشرة من عمره - أُجبر على قطع إقامته في لبنان وعلى العودة إلى وطنه، ثم على مغادرته مرة أخرى إلى بغداد، ثم على ترك بغداد إلى القاهرة، حيث أنهى دراسته للصحافة في الجامعة الأمريكية.
وأقام غالب في القاهرة لثلاثة وعشرين عاماً متصلة، يعمل في الترجمة الصحفية، ويكتب قصصاً وروايات، ويترجم الأدب والنقد، ويؤثر ـ بشخصه وبأعماله وبثقافته ـ في جيل الروائيين والقصاصين والشعراء الذي أُطلق عليه ـ فيما بعد ـ : (جيل الستينيات).
وفي عام 1976، أُجبر غالب هلسا على ترك القاهرة إلى بغداد، التي غادرها بعد ثلاث سنوات إلى بيروت، حيث أقام إلى أن اجتاحت القوات الإسرائيلية العاصمة اللبنانية، فحمل السلاح، وظل في خنادق القتال الأمامية، وكتب عن هذه الفترة الهامة نصوصاً تجمع بين التحقيق الصحفي والقصة ثم رَحَل مع المقاتلين الفلسطينيين على ظهر إحدى البواخر إلى عدن، ومنها إلى إثيوبيا ثم إلى برلين.
وأخيراً حطّ به الرحال في دمشق التي أقام بها إلى أن توفي بعد سبع سنوات من وصوله إليها.
والعالم الروائي عند غالب هلسا عالم واحد، متنوع المناحي وعميق، لكنه محدد ومتواتر القسمات، يدور أساساً حول شخصية الراوي التي تأتينا أحياناً بضمير المتكلم، وأحياناً أخرى بضمير المفرد الغائب الذي ينبثق العالم الروائي منه.
وفي أحيان كثيرة تبدو شخصية الكاتب سافرة، بملامحها المعروفة من حياة الكاتب.
وفي أحيان أخرى يتخذ اسمه صريحاً.
غالب كاتب وشخصية روائية، سواء، هو ابن وفيّ وقادر على الإفصاح، لتلك الحقبة التي زلزلت البلاد العربية جميعها تقريباً، من أواخر الأربعينيات حتى أواخر الثمانينيات: بآمالها وآفاقها وخياراتها وشعاراتها ووعودها وتطلعاتها، ثم بالضربة الساحقة في 1967 والانهيار الذي تلاها.
والشهوة الحسية في كتابات غالب هلسا ليست بهيجة ولا فرحة، بل هي ليست تحققاً، إذ يستخدمها الكاتب في التعبير عن الخذلان والفشل والسقوط.

أو



الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية - الأحوال النفسية للأطقال والشباب في لبنان بعد حرب تموز 2006

 

أحمد سوسه - خضارة وادي الرافدين بين الساميين والسومريين



 

جمال عبد الرحيم - مدعو النبوة بين الإلحاد والجنون



 

نايل أبو شقرا - التحولات الإقتصادية والإجتماعية في مجتمع جبل لبنان، 1550-1900



 

إدواردو أوتالورا مارولاندا - مادوليا


ن شقته في الطابق السابع في مبنى سكني يقع وسط العاصمة الكولومبية بوغوتا، اختار الكاتب إدواردو أوتالورا مارولاندا لنفسه تحديا إبداعيا يحاكي من خلاله تيار الواقعية السحرية، الذي أبدع فيه مواطنه الحائز جائزة نوبل للآدب غابرييل غارسيا ماركيز، فعلى الرغم من أنه لم يدخل قط إلى بيت للدعارة، وعلى الرغم من حساسيته من البيئة البحرية، إلا أنه كتب قصة تجري أحداثها في هذين المسرحين على وجه التحديد، وفي زمن لم يعشه قط. أما النتيجة، فهي رواية نشرت أخيرا في إسبانيا تحت عنوان «ماديولا» ( بري- تيكستوس، 136) الحائزة جائزة خوان مارش سنسيو للرواية القصيرة 2012 ونقلتها إلى العربية دار كنعان في دمشق، بينما التقط نصها مسرحيون كولومبيون شباب وحولوها إلى عمل مسرحي عرض على إحدى خشبات مسارح بوغوتا.
أوتالورا (بوغوتا، 1981) يعرف أن النقص في التجربة الحيوية قد لا يكون لصالح الكاتب الشاب، ولكنه يخاطر مبررا ذلك بالقول: «أغذي نفسي مما يمكنني أن أتخيله. لا حاجة لي للعيش فيه». في «مادوليا» يروي الأديب الشاب قصة رائعة لبائعة هوى متقدمة في العمر يبرعم الحليب من ثدييها من جديد بعد أن فاتها قطار العمر لإطعام فتاة بعينين يلفهما اللون الأبيض وجدت نفسها يتيمة منذ لحظة الولادة الأولى. رواية سوريالية تنطوي على تأثر واضح بأسلوب السرد الأدبي الذي انتهجه العديد من الأدباء الأمريكيين اللاتينيين، وعلى رأسهم غابرييل غارسيا ماركيز. «أردت الإجابة على سؤال ما الذي كان ليفعله- ماركيز- كي يروي حكاية؟»، كما يقول اوتلورا. «المرء يتشكل ككاتب انطلاقا مما يكتبه الآخرون»، على هذا النحو بدأ إدواردو يلعب لعبة محاكاة غابو، وراح يفك شيفرة بناء عباراته وجمله الساحرة. «وبينما كنت أمارس هذه التمارين، لمعت في ذهني شخصية مادوليا، مفسحة في المجال لتقاطع ظاهرتين: حب للغة وللشخصية الغريبة التي خطرت على بالي»، كما يتذكر إدواردو، الذي يصف بطلة الرواية بالغريبة لأنها أدخلته في مغامرة حدودها حدود الخيال، وإلى حالة جامحة من الابداع.
إدواردو أوتالورا، خريج الفلسفة والحاصل على درجة الماجستير في الكتابة الإبداعية، كان أستاذا للتنمية المستدامة في كلية العلوم الزراعية والأدب والتاريخ والفن، لكنه بات منكبا بالكامل حاليا على ما يحب وأصبحت لديه روايتان جاهزتان للنشر، لكنه يشعر بنوع من الأسى حيال واقع النشر في مسقط رأسه ويقول: «إسبانيا، على الرغم من الأزمة، تعد فرصة عظيمة للكتاب المتحدثين باللغة الإسبانية، وخارج هذا الإطار، فإنه ليست هناك بدائل كثيرة للكتاب الشباب الكولومبيين». وعلى الرغم من أنه انتقل من الشقة المتواضعة التي استلهم فيها مادوليا، إلا أنه لا يزال يفكر «بأشياء غريبة» مثل «ما الذي يمكن أن يحدث لو اختفى الرقم ثلاثة من لوحة مفاتيح الهاتف؟»، حوادث من هذا القبيل تولد عوالم الأديب الشاب، حيث يؤكد أن «هذه هي أمكنة الخيال التي لا يحدث ما يحدث فيها إلا مع كاتب ولا تتولد إلا في مخيلته».
نحن أمام رواية يقطر منها الأبيض مهما كانت زاوية النظر إليه، لكنه ليس بياضا حليبيا نقيا، بل كثيفا يلف الجميع ويدخله في حالة سكر عندما يلامسه». بهذه الكلمات يبدأ ملخص «مادوليا»، التي تنطوي على قصة «مثيرة للقلق» يلتصق فيها طفل حديث الولادة، لغياب شخصية الأم، بذلك الثدي السخي لعاهرة تقرر إطعامه، حكاية تجمع بين عناصر من الرومانسية، والترحال الروحي، والخيال والإثارة والتشرد، رواية قصيرة نسبيا لفتت انتباه أعضاء لجنة تحكيم جائزة خوان مارش سنسيو، وحظيت باحترامهم لاعتبارات تتعلق بـ»جودة جوهرية»، وهو الشرط النهائي لاختيار الفائزين بهذه الجائزة في عام 2013 التي أكملت 21 عاما من عمرها.
بصرف النظر عن المدارس الأدبية التي ربما تنتمي لها المخطوطات المقدمة لهذه الجائزة، والمعايير «المستقلة»، لكن «المتباينة»، التي يمكن أن تستوعب آراء لجنة التحكيم، تبقى مادوليا «قوية» من حيث لغة الاستعارة التي تحتضن الرواية بأكملها، وكانت بالتأكيد واحدة من أفضل الأعمال المرشحة للجائزة، ذلك أنها بحسب لجنة التحكيم، تتوافق مع شرائع الواقعية السحرية الاسبانية الأمريكية، وتمتلك عنصرا يميز قصة الكولومبي حتى عن الكتاب الكولومبيين الذين تغذى على تجاربهم الأدبية مثل غابرييل غارسيا ماركيز، لأنه ليست هناك حاجة للاستعارة الاجتماعية تقف وراء هذا النوع الأدبي، ما يعني أن هناك واجبا أخلاقيا ومطالبة بإيصال رسالة، وذلك لأن الوظيفة التي كانت ذات مرة تضطلع بها مدرسة الواقعية السحرية كقناة انتقال وتواصل في تاريخ سياسة القارة الأمريكية، من خلال استعارة يرى البعض أنها انتفت مع وصول الديمقراطية إلى هذه البلدان.
أما الشخصيات في هذه الرواية، فإنها تترك نفسها لترى بوضوح لأن مارولاندا لا يمتلك ذلك الميل إلى خلق مثل تلك الشخصيات التي إن بقيت بعيدة عن الصور النمطية، إلا أنها قطعا ليست نقطة الاستناد القوية والوحيدة في الرواية، فاستنادا إلى رؤية مؤلفها، فإن «قوة إغراء العبارات» تكمن في إظهار مدى جرعة الخيال فيها ضمن عملية الإبداع الأدبي اللامتناهية.
«مادوليا» تروي فصول أزمة تعصف في ميناء يمر في أزمة أصلا، أزمة تأتي، تحديدا، عن طريق الوفرة المتفجرة بسبب طفلة حديثة الولادة تلتصق، بسبب افتقارها لأم، بالثدي السخي لبائعة هوى تقرر تغذية الصغيرة. على هذا النحو يمضي كل حدث في هذه القصة، التي يفيض فيها كل شيء: الزمن، الشخصيات، الأبيض وحتى الأحمر، لكن قبل كل شيء، الكلمات. «مادوليا»، في الوقت عينه، رواية زاخرة بالمحتوى والوفرة، وفرة المعنى والمبنى على حد سواء.

إضاءة
ولد إدواردو أوتالورا مارولاندا في بوغوتا (كولومبيا) عام 1981. عندما أنهى دراساته في الفلسفة، أدرك أن ميله لا يسير باتجاه صرامة البحث ولا صلابة الحجة والبرهان، وهكذا كرس اندفاع الكاتب وزخمه لإبداع مشاريع أدبية. وفي سيرورة سعيه إلى تكوين نفسه بهذا المعنى، عاد إلى مقاعد الدراسة وحصل على درجة الماجستير في الكتابات الإبداعية من جامعة كولومبيا الوطنية، التي تخرج فيها عام 2010، بينما يوزع وقته، حاليا، بين الكتابة والعمل مدرسا جامعيا، بينما تعد رواية «مادوليا» باكورة أعماله الروائية.
القدس العربي

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

Wednesday, February 2, 2022

دعد الحكيم - أوراق و مذكرات فخري البارودي- 2



 

دعد الحكيم - أوراق و مذكرات فخري البارودي- 1


 

Repost: From Israel to Damascus - Robert Hatem



From Israel to Damascus. The painful Road of Blood, Betrayal and Deception. This book has been written by Robert Maroun Hatem, known as Cobra. Cobra currently resides in France as a political refugee. In pursuit of honor, justice, and a free morale, Robert Maroun Hatem, broke the code of silence about the unacceptable, the world of tragedy, corruption, crime and darkness under which Lebanon exists (today)

or


إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما



 

أحمد مجدي همام - الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة


أبطال أحمد مجدي همام يضحكون من فرط همومهم وخساراتهم

يُقدّم الكاتب المصري الشاب أحمد مجدي همام مجموعته القصصية «الجنتلمان يُفضّل القضايا الخاسرة» على أساس أنها «تمارين» كتابية.
تختلف القصة عن الأخرى في قضاياها وأمكنتها وأزمنتها، إلاّ أنّها تتشابه في مناخها العام. فالأحداث في معظمها ذكريات أو مصادفات حصلت مع الراوي/ الكاتب (بن همّام كما يذكر في إحدى القصص)، لكنّ أبطالها هم الشخصيات الذين يتبدلون من قصة إلى أخرى.
تضم المجموعة تسع قصص هي: «كيف تثقب وجهك بقصيدة؟»، «الشطحة الأرمينية»، «الملط»، «نوفيللا عن أبي، أقصوصة عن أمي»، «حرامي ولاّعات»، «الحادثة النارجوشية»، «الرجل الذي أطرى عليه (زي وانغ)»، «الأستاذة»، و «الجنتلمان يُفضّل القضايا الخاسرة».

ويقول الكاتب إنّ قصصه جاءت بعدما قرأ نصائح كبار الكتّاب لتخطي محنة «الورقة البيضاء»، فاتجه بعدها إلى اختيار أسماء عدّة، وبشكل عشوائي من أجندة الهاتف، ليكتب عن كل واحد منهم ما تيّسر: مايكل عاطف، أيمن صلاح، محمود كويتي، شيكو، ماجدة ميخيتاريان، أحمد محرز...

قصصه «الجنتلمان يحبّ القضايا الخاسرة» إنسانية بامتياز، أبطالها هم أشخاص مثلنا، قد نلتقيهم في حياتنا، وقد يشاركوننا يومياتنا.
التفاصيل الصغيرة تشغلهم كما تشغلنا. ضحكاتهم لا تخفي هموماً تسكن قلوبهم وأذهانهم. شخصيات أحمد مجدي همّام «فكاهية»، ضاحكة، بمقدار ما تحمل من أحزان وخسارات وأحلام مجهضة.

أو


إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

أ. سميليانسكايا - الحركات الفلاحية في لبنان النصف الأول من القرن التاسع عشر



 

إسماعيل الرفاعي - أدراج الطين

 


ي الرواية التي تحمل العنوان أعلاه (فازت بجائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها التاسعة، وصدرت ضمن منشورات دائرة الثقافة والإعلام- الشارقة)، يكتب الشاعر والتشكيلي السوري إسماعيل الرفاعي سيرة روائية، أو رواية سيرية، كما هي حال أي رواية أولى لكاتبها. رواية تحكي محطات من حياته وحياة «أشخاص مضوا صامتين دون أن يفطن إليهم أحد أو ينصت إليهم أحد» كما يقول الراوي في ختام القسم المسمى «أدراج الطفولة»، حيث قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أقسام هي إضافة إلى هذا القسم «أدراج دمشق» و«أدراج السماء». وهو يصرح في لحظة سردية باسمه كمؤلف إضافة إلى كونه «الراوي العليم».
الرواية محتشدة بأسماء شخوص وأمكنة وحوادث، ولكنها رواية الشخص الواحد - البطل الواحد، ولكنه البطل المهزوم والمأزوم في حال من التذكر والهذيان ليرسم عالما يهرب، عالمه هو بكل ما فيه ومن فيه من عوالم، وهو ينتقل بين قريته «الميادين» وبين «دمشق»، مستحضرا بشرا وشجرا وطبيعة وبيوتا طينية.
اللافت الأول في رواية الرفاعي هذه هو لغتها، اللغة الشرسة في مواقع والرومانسية الشفيفة في مواقع، وهي شراسة تلائم عالم القرية الذي يرسمه الكاتب بما فيه من أسماء لمواد وأمكنة ذات طبيعة ريفية «فلكلورية»، وعالم الشخوص الذين لا يهمه كثيرا رسم ملامحهم بالتفصيل، فيكتفي بسرد حكاياتهم الطريفة والبائسة في آن.. ويركز على ذوي الأسماء الغريبة من هؤلاء الأشخاص ليعزز حال الغرابة والدهشة في طبائعهم وسلوكياتهم، فليس المهم هو التفاصيل بل جوهر الشخصيات في بؤسها وتشردها وجنونها. وهي أيضا لغة بسيطة وعلى قدر الشاعرية من حيث قاموسها وتركيبها.
منذ الجملة الأولى يضعنا الكاتب أمام مأساة بطله، مأساته هو ربما حين يخاطب نفسه «حين تأتي الساعة التي تنزلق فيها إلى سراديب الموت.. ماذا ستحمل سوى خيبتك المريرة وجسدك المتهتك؟ سيفعل بك الموت ما فعلته بك الحياة. سيتفسخ جسدك شيئا فشيئا، ويلتهمك الدود الذي خزنته طوال تلك السنين. وأية أشباح ستملأ ذاكرتك حين تغادر حاملا حقائبك الفارغة ومتاعك البالي؟». ثم يعود إلى قريته ليتذكر طفولته فيها.
في عالم الراوي يبرز الوالد القوي والثري الذي لن يلبث أن يفقد ثروته وتجارته، والوالدة القوية والشقيقة التي فقدها مبكرا والأخ الصعلوك والعاشق والمعشوق الذي ينتهي في معسكرات الفدائيين في الأردن، متسببا بوفاة والده حين ذهب ليزوره فرفض مقابلة والده مقررا أن خياره مع «الثورة» قبل أن يكتشف أنها لم تكن ثورة، لكن اكتشافه هذا جاء بعد وفاة والده ووالدته، ليعيش «الراوي» حال اليتم المبكر.
وفي عالم الراوي الطفولي جدود وجدات، وقائع كالخرافة، وخرافات كأنها الواقع. إنه رصد يختار عناصر من عالم الطفولة الذي يعرفه الريف العربي في الغالب. عالم «كان يا ما كان حتى سلة الزبيب يتكشف عالم خرافي.. غامض يفرد فيه السحر أجنحته على البر والبحر». عالم من «ألف ليلة وليلة» حيث «ست الحسن» و«السيف الذي يقطر الدم منذ دهور». هنا الجن الذين ينقسمون بين الخير والشر. التعاويذ والشعوذات في عالم جداتنا وربما أمهاتنا أيضا. ألعاب الأطفال وشقاوتهم وعلاقتهم بالعصافير والنهر والسماء. علاقات الفتيان بالفتيات في الحدود المتاحة حيث كان «الحصول على قبلة يعد كنزا كبيرا.. يظل مذاقها عالقا في الفم لأشهر طويلة».
وفي القسم الثاني نطالع دمشق التي انتقل إليها الراوي طالبا جامعيا في كلية الفنون. نطالع دمشق و«صباحاتها الباردة وزحامها الشديد.. الركض خلف الباصات المهترئة والبيت المحشور في أحد أزقة اليرموك. الوجوه العابرة والنساء العابرات. الليالي الطويلة وآلة الأكورديون الصاخبة.. الجيتار الخشبي. قناني العرق والأغطية القذرة. والوقوف أمام المرآة في الصباحات الذاوية فارغا من نفسك وغائبا».
إنها حال من تكريس البؤس الطفولي وامتداد له. هناك طفل بملامح تعكس المغامرة والرعب من العالم في الوقت نفسه، وهنا شاب بين شبان منهم «الشاعر الموهوب والشاعر الموهوم»، يصارعون قسوة العيش ويختار كل منهم طريقته في التعبير عن نفسه وعن فنونه أو «جنونه». شخصيات متناقضة وغرائبية بقدر ما هي واقعية. طالب مواظب «يحمل في جعبته علبة ألوان خبأها سنين طويلة في خزانته دون أن يغامر باستخدامها»، وطالب شاعر يفرد على سطح المطبخ كتبا يقرأ من كل كتاب فقرة ليلفت انتباه جارته الأرملة. وثمة أمكنة واقعية معروفة مثل حانة الفريدي «التي تغص بالمثقفين العاطلين عن العمل والشعراء العاطلين عن القصيدة».
ويختتم الرفاعي روايته بوداع الأم واحتضان قبرها، ثم يتجول في المنزل الذي عاش فيه طفولته، يقف أمام لوحات له على الحائط، وتحديدا أمام لوحة زرقاء غسقية «فيها نساء يحملن أطفالا وقد غرقت ملامحهن في ضوء يصعد من داخلهن، وكان ثمة امرأة تلتفت نصف التفاتة، يقف على كتفها طير، ويتشبث بثوبها طفل.. تقف وسط اللوحة وهي تهم بالرحيل»، فأي رحيل هو؟ هي رواية جيل تمزق وتشرد، في محاولة لاستعادة زمن قيل إنه كان جميلا، لكنه زمن أنتج شخصيات مثل شخصية (كاسر) الذي كان «متنوع المواهب و.. يمضي الليالي الطويلة عاكفا على الكتابة، ولا نص لديه.. يتحدث عن مشاريع إبداعية كبيرة من روايات وقصص وأشعار. وكان يكتب ويكتب دون أن تعثر في جعبته على أثر متكامل. موهبته فريدة.. إلا أنه صمت تماما»! الجيل الذي ولد مع هزيمة حزيران فأصيب بالهزيمة والإحباط اللذين يمتدان على مساحة الوطن العربي. لذلك فالكتابة هنا تجمع الغرائبية والواقعية إلى السخرية المريرة.
عمر شبانة

او

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما



ناصر مؤنس - مهرج زرادشت, ليس لعبة...ليست كتابة