Sunday, July 24, 2011

الميلودي شغموم - اريانة



  يزخر الفضاء الروائي لدى الكاتب المغربي الميلودي شغموم, بتنوع ملحوظ على مستوى الموضوعة / الموضوعات الحكائية التي يقاربها في مختلف تجاربه السردية. ذاك التنوع الذي يقتضي استحضار الواقع في تشكلاته وتشاكلاته الممتدة تارة, والمضي بالمتخيل نحو التجريب والعجيب تارة أخرى, مما يضفي على النص الروائي حين اكتماله, لغة ودلالة, تلك المتعة الجمالية المطلوبة.
           وإذا كان قارئ أعمال الميلودي شغموم الروائية, لا يتوانى في استخبار دلالات الحكاية عبر ترصد الأحداث وتعقب الشخصيات, قصد الإلمام بمعالمها وعوالمها الكبرى, فإنه لا محالة واجد ضالته عندما يحط الرحال بمنجزه الروائي الجديد, الذي وقعه تحت اسم  ” أريانة “. و هي الرواية التاسعة في مسار تجربة الكتابة لديه.
         فماذا عن هذه الرواية ؟ وما القيمة الأدبية التي تضيفها ؟
         تقع الرواية المذكورة في مائة وأربعين صفحة تتخللها عناوين رئيسة بمثابة فصول هي : (أمارة / حليمة / أريانة / رابية / شمس البحر/ بهلول / داني ودانية/ مسعودة / مينة / فراشة / رامون / نجمة ) وهي عناوين يغلب عليها طابع التأنيث, من جهة, كما تتراوح مساحتها الورقية بين الطول والقصر, من جهة ثانية, فيما السارد, بوصفه فاعلا مشاركا في صنع أحداث الرواية, يتولى عملية ربط وضبط مجريات الواقع بما تفرضه من انصهار, تام أو جزئي, بالمكان وبالزمان, من ناحية, وبما تفرزه من علاقات  ومواقف إنسانية, سالبة أو موجبة, لا تخلو من إحالات دالة ورمزية, من ناحية ثانية.
أحمد زنيبر
لكتاب محمي بباسورد، الرجاء تنزيل أحدث نسخة من 
Acrobat Reader
لتتمكن من تصفحه. (أبو عبدو


Friday, July 22, 2011

(Repost) قتل أمة للسفير الأمريكي في تركيا هنري مورغنطاو 1913 - 1916



مذكرات السفير الأمريكي هنري مورغنطاو في تركيا بين 1914- 1916 عن أعمال التهجير الجماعي والإبادة بالجملة التي أصابت المسيحيين والأرمن بشكل خاص أيام الحكم العثماني، وما صاحب ذلك من تجويع وإذلال وانتهاك للأعراض ، وأهمية هذا الكتاب تتجلى في أن صاحبه يشغل موقعاً دبلوماسياً ممثلاً عن الولايات المتحدة الأمريكية في تركيا ، وبذلك فإن مذكراته أصبحت واحدة من أهم المراجع في قضية الإبادة التي ارتكبتها السلطنة العثمانية تجاه رعاياها المسيحيين



الدم المسفوك..مجازر ومذابح السريان ما بين النهرين

ملطوش من "صحوة العرب"


الدم المسفوك..مجازر ومذابح السريان ما بين النهرين
عميد الأدب السرياني عبد المسيح قره باشي
وثيقة هامة تتحدث عن المجازر السريانية " السيفو " سنة 1915 ، والكاتب شاهد عيان على تلك الحوادث المريرة .الجزء الكبير من الكتاب مكرّس لاضطهادات ومجازر المسيحيين في سنين 1885 - 1918 في المناطق الجنوبية من تركيا الحالية.يعتمد المؤلف أيضاً على شهادات عدد قليل من الأشخاص الذين نجوا وتحاموا في دير الزعفران (مدينة ديار بكر في تركيا اليوم )....

Wednesday, July 20, 2011

مريد البرغوثي - طال الشتات


(إلى أيمن)

مريد البرغوثي شاعر فلسطيني على طريقته. اختار مبكراً أن ينأى بقصيدته عن الخطابية واللغة النضالية المباشرة. لم يكتفِ بما يحفظ لشعره مزاجاً خاصاً داخل الشعر الفلسطيني فحسب، بل راح يصنع لهذا الشعر نبرةً تؤمّن له حضوراً مميزاً في المشهد الشعري العربي برمّته. نبرة خافتة، ولغة دقيقة تتجنب الشاعرية الجاهزة والمتوقعة، وتبحث عن أخرى مبتكرة تقوم، غالباً، على استخراج المباغت وغير العادي من الميراث اللغوي المشترك بين الشاعر والقارئ.
يقول مريد البرغوثي إنه اهتدى مبكراً إلى هذه النبرة التي تقوم على تبريد اللغة وإبطاء المعنى أو تأجيله: “كلما كان التعبير الشعري مقتصداً وخافتاً كان وقعه أشد على القارئ. فالشعر عندي نوع من العمل، وأنا أتحاشى المفردات المستعملة ذات المعاني الجاهزة. القصائد التي تفعل ذلك تمارس بطالة شعرية، وترشو القارئ بلغة متوقعة وكسولة”.
ولأن صدور مثل هذا الكلام عن شاعر فلسطيني قد يكون غريباً بالنسبة الى بعضهم، يسارع صاحب “طال الشتات” (1987) إلى الإيضاح: “أنا أتخذ هذا الموقف لأني أريد أن أؤثر في الناس، أريد أن يبدو شعري بسيطاً وحيادياً بمعنى ما، ليكون تأثيره أكبر في القارئ. ليس لائقاً لصاحب قضية عادلة كالنضال من أجل الحرية ألّا يُحدث أثراً عندما يُسمع أو يُقرأ. القصائد التي تهتف وتستخدم الكلمات الساخنة هي أقل قدرة على التأثير. أقول هذا بالاستناد إلى خبرة معاشة. أنا أثق أكثر بالمجموعة
البشرية التي تتقن قراءة الشعر لا سماعه فقط. القراءة أقل منبرية وتثير إصغاءً مختلفاً وأكثر عمقاً”.
هل فلسطين كقضية مارست ضغطاً على الشعر الفلسطيني، وحرمته من أن يشهد تجريباً كبيراً في الممارسة الشعرية؟ “بسبب ذلك ابتعدتُ عن المعلّبات التعبيرية”، يقول البرغوثي مضيفاً: “أنا أبرّد اللغة لكي أكون أكثر إقناعاً، ولذلك عندما صدرت مجموعتي “قصائد الرصيف” (1980) لم يكتب عنها ناقد فلسطيني واحد. الآن يعود
الكل إليه كعلامة على تغيّر مفصلي في شكل القصيدة الفلسطينية، يستند الى الاقتصاد اللغوي والتقشف الخالي من أي زخرفة. ففي وقت كان فيه كل شيء ينبع من فوهة البندقية، تضمنت تلك المجموعة 45 مقطعاً شعرياً تتناول تفاصيل إنسانية وحياتية مهملة. وكان ذلك مؤثراً أكثر مما لو تحدثت مباشرة عن اللاجئين والمنفيين وقضايا النضال. أنا أحاول دائماً الوصول إلى أدقّ ما يمكن من كلمات إلى درجة دقة الجراحين، ولا أحتمل قراءة قصيدة أو مقالة إذا كانت مكتوبة بلغة فضفاضة ومبهرجة”.
بمناسبة ذكر النقد، يرى البرغوثي “أن فلسطين كقضية سياسية وفعل مقاومة، لم تمارس ضغطاً على التعبير الشعري الفلسطيني فحسب، بل أوقعت هذا الشعر ضحية نقاد راحوا يتعاملون مع هذا الشعر بما أسميه “النقد التضامني”، وهو نقد لم يطالب الشاعر الفلسطيني بأكثر من ذكر الأرض والقضية، وراح يُعلي من شأن المضمون الفكري للقصيدة على حساب جماليّتها، فتراجعت اقتراحات الشعراء وابتكاراتهم. وهذا ما جعل الكثير منهم لا يكتشفون أصواتهم وممارساتهم الشعرية الحقيقية بسبب هذا النقد الإيجابي، والمتواطئ مسبقاً، مع أي قصيدة مكتوبة عن فلسطين والمقاومة. أنا لا أدعو الشعراء إلى تجنّب الكتابة عن القضايا الكبرى، كل ما أطالبهم به ــ كما أطالب نفسي ــ أن يكتبوها جيداً”.
تعامل البرغوثي مع أشكال شعرية متعددة، حتى إنه استخدم النثر في مجموعته الأولى “الطوفان وإعادة التكوين” (1972). ويرى أن لا وصفة جاهزة لكتابة الشعر. “أنا أطيع بدايات قصيدتي، أطيع مسودتي، أذهب حيثما تقودني، لا أبالي إذا قادتني إلى البحور الخليلية أو إلى الاستغناء عن الموسيقى أو إلى النثر المحض، قد تقودني إلى قصيدة من سطرين فأتوقف، أو إلى كتاب كامل فلا أتوقف في منتصفه”.
عاش مريد البرغوثي تجربة فريدة ومأساوية على صعيد المكان. إذ حُرم من العودة إلى مسقط رأسه رام الله وهو لا يزال طالباً في في جامعة القاهرة، بعد هزيمة حزيران 1967 واحتلال اسرائيل للضفة الغربية. بعدها صار الانتقال من مكان إلى آخر سمة حياته: رُحّل من القاهرة إلى بيروت، ثم عاد إلى القاهرة، ومكث فيها حتى زيارة السادات الى إسرائيل، فكان أن رُحّل ثانية، ودام ذلك 17 عاماً أقام خلالها في بيروت وبودابست. وأنجز البرغوثي كتاباً موازياً في أهميته لفرادة حرمانه من طمأنينة الاستقرار ودعته، وهو كتاب “رأيت رام الله” (1997) الذي ترجم حتى الآن إلى 11 لغة، وحاز جائزة نجيب محفوظ.
يوضح البرغوثي أنّ الكتاب لم يكن تعبيراً عن الحنين. فالحنين، في رأيه، متاح للمسافر بإرادته إلى مكان يختاره وفي وسعه العودة اليه متى شاء. “إنه أمر عادي أن يشعر المهاجر من أجل تحسين دخله أو السائح بالحنين إلى بلده وبيته، لكن عندما تكون هناك قوة جبارة كجيش احتلال أو نظام ديكتاتوري، مثلاً، هي التي تمنعك من العودة، تكون إرادتك مكسورة وستشعر بالغضب لا بالحنين. الغضب شعور شخصي، أما الحنين فشعور عام. وعندما كتبت “رأيت رام الله” كنت أكتب عن ثلاثين عاماً تعطلت خلالها إرادتي وحُرمت من العودة إليها. سميت الكتاب “رأيت رام الله” لا “عائد إلى رام الله”، فأنا لفرط ما كنت مهدداً بترك الأمكنة، لم أعد أمتلك جرأة الاستقرار والتعلق بالأماكن. وحاولت في هذا الكتاب النثري الخالص أن أستخدم الدقة الجراحية عينها التي أطالب نفسي بها في الشعر. كما أنني كتبت الكتاب وفق منطق فردي ولغتي ومفرداتي ونبرتي الخافتة. في حالات كهذه، يُؤدبن بعضهم التجربة ويُشعرنها على أساس أن وضعاً إنسانياً كهذا يستدعي معنى جاهزاً له علاقة بما تثيره العودة من حنين”.
حسين بن حمزة - الأخبار

http://www.4shared.com/document/zxDuWcLH/__-__.html
الكتاب محمي بباسورد، الرجاء تنزيل أحدث نسخة من 
Acrobat Reader
لتتمكن من تصفحه. (أبو عبدو



(Repost) الناقد 043



الكتاب محمي بباسورد، الرجاء تنزيل أحدث نسخة من 
Acrobat Reader
لتتمكن من تصفحه. (أبو عبدو


جمانة حداد - سيجىء الموت وستكون له عيناك


ملطوش من "صحوة العرب"

"مئة وخمسون شاعراً، مئة وخمسون شاعراً انتحروا في القرن العشرين. مئة وخمسون صرخوا (أو همسوا): "كفى" وسبقونا إلى الضفة الأخرى، على رؤوس أصابعهم عبروا، كي لا يوقظوا خوفهم فينتبه ويحول. على رؤوس أصابعهم، لأن الحزن خفيف هو الحزن الخفيف. نعم، مئة وخمسون، في القرن العشرين، انتحروا. مئة وخمسون شاعراً وشاعرة، من ثمانية وأربعين بلداً، من جهات الأرض الأربع، احتقروا، بعشرين لغة مختلفة، وباثنتي عشرة طريقة مختلفة، هذه الحياة "الانتحارية". مئة وخمسون بطلاً وبطلة ازدروا العروش كلها، الباطلة منها وغير الباطلة، وارتموا في الهاوية. (جبن؟ شجاعة؟ لا يهم. ارتموا).

Tuesday, July 19, 2011

حماة مأساة العصر


ملطوش من موقع "صيد الفوائد", معالج لتقليل الحجم

يعد هذا الكتاب وثيقة هامة على ما حدث في مجزرة حماه. مع تحفظي الشديد على  النبرة الطائفية الطاغية عليه . ننشره هنا ليس لنبش الماضي ولكن لنذكر بأن هذا النظام لن يتردد في إرتكاب المجازر ضد شعبه للحفاظ على مصالحه.
قد يكون إستقرار سوريا كلها بين أيدي أهل حماه. فإما أن يجروا البلاد معهم إلى دوامة الحرب الأهليه, فيحققوا تماماً ما يريده النظام، وينقلبوا من مظلومين إلى ظالمين! أو أن يعضوا على جراحهم ويسموا عن مشاعر الإنتقام المتخلفة، لمصلحة سوريا كلها
و من يراجع تاريخ حماه يعرف تماماً أن خيارهم الأوحد هو الوحدة الوطنية....
(أبو عبدو)


الكتاب محمي بباسورد، الرجاء تنزيل أحدث نسخة من 
Acrobat Reader
لتتمكن من تصفحه. (أبو عبدوl
 

Monday, July 18, 2011

أحمد شرف - الفراق



أحمد عبد الحميد محمد شرف من مواليد قرية أشليم - مركز قويسنا - محافظة المنوفية في 13 فبراير 1947. حصل على بكالوريوس العلوم السياسية من كلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة سنة 1968. وكان عضوا بمنظمة الشباب الإشتراكي "ديسمبر 1965" وعضوا باللجنة المركزية لمنظمة الشباب الإشتراكي في 20/ 7 / 1966. من قيادات مظاهرات الطلبة في فبراير  1968 وقد أعتقل في سجن القلعة. خلال فترة تجنيدة بالقوات المسلحة تعلم الروسية وكان مترجما  فوريا بين القيادات المصرية والسوفيتية داخل قوات الدفاع الجوي. من قيادات الحركة الشيوعية وقد تم القبض علية في قضية الحزب الشيوعي المصري في 16 أغسطس 1979. كان عضوا في لجنة التنسيق السباعية بين الأحزاب والقوى السياسية المصرية التي تضم: حزب التجمع والأحرار والوفد والعمل والناصري والإخوان المسلمين والشيوعيين في الفترة من 1991 إلى 1997. لعب دورا رئيسيا في تأسيس وصياغة وثائق ملتقى الحوار العربي الثوري الديموقراطي وهو تنظيم حزبي وشعبي عربي مقره طرابلس - ليبيا. رأس لجنة تنظيم المؤتمر الشعبي الجماهيري الوحيد لياسر عرفات في مصر سنة 1990 في قاعة سيد درويش بالهرم. إنتخب لمدو خمس سنوات أمينا عاما للملتقى العربي لمقاومة الإستعمار والصهيونية ومقره حزب مصر الفتاة.
الكتاب محمي بباسورد، الرجاء تنزيل أحدث نسخة من 
Acrobat Reader
لتتمكن من تصفحه. (أبو عبدو

Sunday, July 17, 2011

منيف الحوراني - الانتظار على سفر



منيف الحوراني من مواليد 1962 أتم دراسة الهندسة في ألمانيا صدرت روايته الأولى (أرق الليلة الفاصلة) عام 1988.‏
والرواية تدور حول شاب فلسطيني، والمكان موجع عند الفلسطيني وقريب من القلب إلى درجة التوحد والتماهي.‏
ففي المنفى، يبقى الفلسطيني بينه وبين الناس، والأشياء، والأمكنة، مسافة تمكنه من عدم التورط في حبها، والانشداد إليها تماماً.. إنه في حالة الانتظار على سفر.‏

الكتاب محمي بباسورد، الرجاء تنزيل أحدث نسخة من 
Acrobat Reader
لتتمكن من تصفحه. (أبو عبدو

Saturday, July 16, 2011

الناقد 043


الكتاب محمي بباسورد، الرجاء تنزيل أحدث نسخة من 
Acrobat Reader
لتتمكن من تصفحه. (أبو عبدو



Thursday, July 14, 2011

الراعية المجنونة - محمد الحاج صالح



لإنتاج الغرائبي.. محمد الحاج صالح يبادل الأمكنة بين الحلم والواقع في قصص «الراعية المجنونة ».!!
 مع أن أكثر قصص «الراعية المجنونة» للأديب محمد الحاج صالح تميل الى المتوسطة في طولها غير أنه جرب«القصيرة » أيضاً التي توصف بـ «الجداً» في أربع، ختم أو ذيل بها هذه المجموعة الصادرة حديثاً عن وزارة الثقافة والتي تأتي بعد ثلاث مجموعات قصصية وروايتين. القصص: « هكذا كان اسمها، يوم في حياة مجنون، والحب عام 2060 فيما الروايتان هما: «امرأة من صوان، وصخرة الخلقين». لكن الحاج صالح وفي كل تلك القصص «الإحدى والعشرين» اللواتي ضمتها قصص «الراعية المجنونة» سيميل وضمن مايمكن ان نطلق عليه اسلوبية لهذا الكاتب باتجاه المزج بين الواقعي والغرائبي والذي ستوسم نصوص المجموعة كلها كما كانت سمة لكل ماكتب من قصة في السابق ويكفي تذكر عناوين مجموعاته الثلاث السابقة لنتبين أن الرجل قد اتخذ لنفسه القصصي هذا الاسلوب الذي سيفارق اسلوبه في الروايتين المذكورتين...!!! ‏ ومع هذا المزيج سيضيف الحاج صالح قليلاً من مزيج آخر لهذه الثنائية وهو السخرية ليتجه بكل هذه «الخلطة» ويسير بها على أطراف وحواف السوريالية كلما تيسر له ذلك...!! ‏ حتى أن القاص هنا سيحير المتلقي هل يروي واقعاً هو أقرب الى الكوابيس؟ أم أنه يروي كوابيس وأحلاماً بواقعية وقد ضاعت الحدود مابين الواقعي والحلم لصالح هذا الغرائبي الذي لم تخل منها قصة في المجموعة... ‏ ذلك أن الحاج صالح سيبني عمارة قصصه من «الأحلام» التي ستكون الخامة الأولى لقواعد هذه النصوص، الأحلام التي هي قاب قوسين أو أدنى من الكوابيس كلما اتجهت صوب الواقع ،أحلام تتنوع بين الشرود والتأمل والذهول أي أحلام اليقظة والتي هي غالباً أحلام عجز واحباط، وبين احلام وكوابيس ليلية وتخييل على شكل أحلام.. ‏ وضرورة الحلم في هذه القصص كما اعتقد تأتي لـ «تبرر» أكثر من مسألة في قصص الحاج صالح لعل أولها السرد الغرائبي والسخرية على اعتبار ان «الأحلام ليست على قد اليد» كما يذكرون في الأمثال وليس من سيطرة عليها اي هي هنا حل للهروب من الرقابة على أنواعها كلها فما يسرده هو أضغاث أحلام ليس للكاتب القدرة على التحكم بها وهو هنا يقوم بسردها وحسب...!! ‏ وهو القاص يبرر لنفسه أن يكتب عكس المتوقع أو ليتخيل كما يريد مادام الحلم يأتي دون قسر ولايستطيع أحد تقييده..!! ‏ ففي قصة «حلم »وهي آخر قصص المجموعة وهنا نسردها لقصرها يذكر: «كان الحلم مدهشاً استيقظت من نومي لملمت جوانحه راجعته في مخيلتي مرتين وأنا مندهش تماماً لغرابته وحدثت نفسي أنني سأكتبه قصة قصيرة وسيكون أجمل ماكتبت... ‏ فتحت عيني وأمسكت بالقلم وابتدأت الكتابة كتبت كلمة حلم لكن تسرب تماماً من ذاكرتي المثقبة... ‏ وكما أمنيته الحلم في كتابة قصة قصيرة قائمة على حلم سرعان مايتسرب من ثقوب الذاكرة ،هكذا أيضاً قصص المجموعة تقريباً كلها قائمة على قيمة هذا السراب الذي نركض خلفه طوال الوقت ولن نبلغه مهما ركضنا باتجاهه قصص هي كالأماني التي تهرب كالرمل أو تنزلق من بين الأصابع لكن حسنات هذا الهروب أو هذا الركض أنها تجعلنا كما في حالة الحاج صالح نكتب قصة حالة الهروب دون أن ندرك الأماني، فالحلم وإن لم نعرفه أو نعرف ماهيته في القصة السابقة الذكر والذي كان يريده الكاتب ليسجله أو يستوفي منه قصة ستكون أجمل ماكتب سرعان مايتسرب من ثقوب الذاكرة لكن رغم ضياع هذه الأمنية وتسربها فإن قصة الضياع كافية أو هي معطى فني لكتابة قصة...!! ‏ تقنياً هكذا اشتغل الحاج صالح في سرد قصص «الراعية المجنونة» وفي قصة « فتاة الغابة»مثلاً يذكر: «منذ طفولتي البعيدة كان حلم محدد يغزو نومي رغم أنني ولدت على شاطىء البحر فقد كان الحلم يبتعد كثيراً عن البحر كان حلما في الغابة.. » ‏ غير أنه ورغم تثبيته تفاصيل الحلم وهي هنا القصة الأولى في المجموعة بعكس القصة الأخيرة «غابة ونبع تتدفق منه مياه تعكس زرقة السماء وخضرة اوعصافير وفتاة في الغابة ألعب معها...» ‏لكن ورغم أن تفسير الوالدة للحلم كان غير تفسير الوالد الذي قال إنها أضغاث أحلام فيما الأم وجدت في الفتاة أو فتاة الغابة شيئاً من سيدنا الخضر، وأيامك ياولدي ستكون خضراء لكن لاتتزوجها حتى في الحلم فالزواج من غير الإنسان مكروه..!! ‏ وعندما ستزوره الى مكان عمله بعد سنين والذي سيتبادل الحلم والواقع الأمكنة خلالها ـ الزيارة ـ لن يكون بوسعه ان يدرك هل هو في الواقع ام أن الواقع كان في الحلم لكن في كل الأحوال فالحلم الذي كان مبرراً للسرد وانتج قصة كانت تقوم دائماً على ضياع الأماني وهي هنا اللقاء بهذه الفتاة التي سرعان ماتسربت بين الأصابع وكان ضياعها وهو هنا خسارة الحب أوضياعه الأشبه بكابوس...!!! ‏ إذاً في القصة الأولى من المجموعة ضاعت الأمنية التي ولدت بعدها ربما الشقاء وفي القصة الأخيرة ضاع الحلم ذاته والذي ولد بضياعه الكابوس ومابين القصة الأولى والأخيرة سنعايش الكثير من ضياع الأماني والأحلام ليبقى الشقاء والكوابيس كواقع مرير نعيشه أو نعيش فيه بكل هذه السوريالية من التبادل في الأمكنة بين الحلم والواقع..!! ‏ وكأن حياتنا بمجملها لاتعدو أكثر من أضغاث أحلام هذه الأضغاث التي ستوفر للحاج صالح المجال واسعاً للسخرية أحياناً كما في قصة الحمار السمكة، الأقنعة ومسافر، في قطار الليل وحتى فضاء لنباح آخر... ‏ لكن رغم كل هذه الأجواء الكابوسية التي تلف قصص محمد الحاج صالح ثمة قصديةتقريباً لدى هذا الكاتب على أن لايفرط بالشعرية في نصوص المجموعة كلها ولغة الشعر في السرد القصصي هنا لم تجهد النص أو تفسد السرد بل جاءت رافعة لمستويات القصص، تذكرنا بأسلوب رواد القصة في استخدام، أو الاصرار على اللغة الشعرية في السرد وهي عند الحاج صالح زادت في جماليات الغرائبي الذي وسم قصص المجموعة من هذه الشعرية نختتم:« رجل وصبيته وعائلة تقيم احتفالاً قرب النبع متوجة بالأغصان ترتدي سترة من الريحان تبتسم فرحة وشعرها يسترسل فوق وجهي تموج به فيدغدغني، أرى في عينيها صفاء روحياً، تمسك يدي بيدها نقف أمام آلهة الغابة ترسمنا شجرتين ‏
تشرين علي الراعي
 
الكتاب محمي بباسورد، الرجاء تنزيل أحدث نسخة من 
Acrobat Reader
لتتمكن من تصفحه. (أبو عبدو


علوية صبح - نوم الأيام


لكتاب محمي بباسورد، الرجاء تنزيل أحدث نسخة من 
Acrobat Reader
لتتمكن من تصفحه. (أبو عبدو

تتوحد نصوص علوية صبح في كتابها الأول "نوم الأيام" في لحظتين متداخلتين.
اللحظة الأولى، هي لحظة المرأة -الشاهدة. فالمرأة لا تكتب عن الأشياء إلا بوصفها أشياءها هي. الكتابة هي حوار مع الذات، والذات تتحول في الآخرين حين تشهد على نفسها معهم وفي زمنهم المكسور بالحروب والخوف والموت.
واللحظة الثانية، هي لحظة النص المفتوح على احتمالاته المتعددة. فهذه النصوص لا تختار شكلها المسبق. الشكل هو لحظة تماس التجربة بالكتابة، فيأتي الشكل وكأنه لا يبحث عن اكتماله، بل يختار التعبير الحي المباشر جاعلاً منه اقتراباً من القصة عبر الشعر، وتحويلاً للشعر إلى لغة قصصية خاصة.
في تداخل هاتين اللحظتين يقدم هذا الكتاب تجربته الخاصة. إنه ليس كتاباً عن المرأة أو عن الحرب. أنه ليس المتوقع الجاهز. إنه كتابة امرأة في الحرب. كتابة لإيقاع الداخل الذي يفتح الواقع على المنام ويكتب المنام كواقع، ويتحول من لغة الصفات إلى لغة الذات وقد تحولت إلى مرايا متعددة.
كأن الكتابة هي مساحات للسفر.
أو كان السفر هو الذي يقود الكتابة إلى متاحة الحلم

Tuesday, July 12, 2011

ناعوم تشومسكي - الدول الفاشلة..اساءة استخدام القوة والتعدى على الديمقراطية



ملطوش من "صحوة العرب" / مكتبة الاسكندرية

لطالما أكدت الولايات المتحدة المرة تلو الأخرى على حقها في التدخل العسكري ضد "الدول الفاشلة" في أي مكان من العالم. في هذا العمل المنتظر، والمكمل لكتابه الأكثر منيعا في العالم: "الهيمنة أم البقاء"، يقلب نعوم تشومسكي كل الطاولات، بتبيانه لنا كيف تحوز الولايات المتحدة ذاتها العديد من سمات وخصائص الدولة الفاشلة -ولذلك فهي تشكل خطراً متعاظماً على شعبها هي وعلى العالم.
الدول الفاشلة، بحسب تشومسكي، هي "الدول غير القادرة أو غير الراغبة في حماية مواطنيها من العنف وربما من الدمار نفسه"، والتي "تعتبر نفسها فوق القانون، محلياً كان أم دولياً". وحتى إذا ما كانت الدول الفاشلة تملك أشكالاً ديمقراطية، إلا أنها تعاني من قصور وعجز ديمقراطي خطير يجرد مؤسساتها الديمقراطية من أي جوهر حقيقي. وتشومسكي إذ يستكشف آخر المستجدات في سياسة الولايات المتحدة الخارجية والداخلية، فإنه يميط لنا اللثام عن خطط واشنطن لزيادة عسكرة كوكبنا، بما يفاقم إلى حد بعيد مخاطر نشوب حرب نووية، ويقيم لنا التداعيات الخطرة لاحتلال العراق، الذي أجج غضب العالم وسخطه على الولايات المتحدة، ويدعم بالوثائق سعي واشنطن إلى إعفاء نفسها من كل موجبات المعايير الدولية، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، واتفاقيات جنيف، وأسس القانون الدولي المعاصر، وبروتوكول كيوتو... كما يعاين لنا كيف أعد النظام الانتخابي الأميركي من أجل إقصاء البدائل السياسية الحقيقية وبما يقطع الطريق على قيام أية ديمقراطية ذات معنى.
بنبرته القوية، وأفكاره النيرة ووثائقه المحكمة، يقدم لنا كتاب "الدول الفاشلة" تحليلاً شاملاً جامعاً للقوة العظمى التي ادعت منذ أمد طويل أن لها الحق في قولبة الأمم الأخرى على هواها، والإطاحة بالحكومات التي تعتبرها غير شرعية، وغزو الدول التي ترى أنها تهدد مصالحها، وفرض عقوبات على الأنظمة التي تعارضها -كل ذلك في الوقت الذي تعيش فيه هي ومؤسساتها الديمقراطية أزمة خطيرة، وتدفع بسياساتها وممارساتها الرعناء العالم إلى شفير كارثة نووية وبيئية.
بتفكيكه ودحضه على نحو ممنهج ادعاء الولايات المتحدة بأنها الحكم على الديمقراطية في العالم، يعد كتاب "الدول الفاشلة" العمل النقدي الأشد تركيزاً والأكثر مطلوبية حتى الآن



صراع فى الظلام..كيفية المواجهة فى اقبية التحقيق



"ملطوش من "صحوة العرب
http://www.mediafire.com/?317ldz1p1qjw8hv

سعدي يوسف، جبر علوان - ايروتيكا



مع أنني مشمئز من قصيدته الأخيرة عن الثورات العربيه إلا أني أحب هذا الديوان، وبالذات أعمال جبر علوان
(أبو عبدو)

ثورة الخبز فى تونس فى جانفى 1984


"ملطوش من "صحوة العرب

جبرا ابراهيم جبرا - الغرف الأخرى



جبرا إبراهيم جبرا (ولد في 1919 ، توفي في 1994) هو مؤلف و رسام، و ناقد تشكيلي، فلسطيني من السريان الأرثوذكس الاصل ولد في بيت لحم في عهد الانتداب البريطاني. انتج نحو 70 من الروايات والكتب المؤلفة والمترجمه الماديه ، و قد ترجم عمله إلى أكثر من اثنتي عشرة لغة. وكلمة جبرا آرامية الاصل تعني القوة والشدة
ولد في بيت لحم درس في القدس وانكلترا وأمريكا ثم تنقل للعمل في جامعات العراق لتدريس الأدب الإنجليزي وهناك حيث تعرف عن قرب على النخبة المثقفة وعقد علاقات متينة مع أهم الوجوه الأدبية مثل السياب والبياتي. يعتبر من أكثر الأدباء العرب إنتاجا وتنوعا اذ عالج الرواية والشعر والنقد وخاصة الترجمة كما خدم الأدب كاداري في مؤسسات النشر. عرف في بعض الأوساط الفلسطينية بكنية "أبي سدير" التي استغلها في الكثير من مقالاته سواء بالانجليزية أو بالعربية
قدم جبرا إبراهيم جبرا للقارئ العربي أبرز الكتاب الغربيين وعرف بالمدارس والمذاهب الأدبية الحديثة، ولعل ترجماته لشكسبير من أهم الترجمات العربية للكاتب البريطاني الخالد، وكذلك ترجماته لعيون الأدب الغربي، مثل نقله لرواية «الصخب و العنف» التي نال عنها الكاتب الأميركي وليم فوكنر جائزة نوبل للآداب. ولا يقل أهمية عن ترجمة هذه الرواية ذلك التقديم الهام لها، ولولا هذا التقديم لوجد قراء العربية صعوبة كبيرة في فهمها. أعمال جبرا إبراهيم جبرا الروائية يمكن أن تقدم صورة قوية الإيحاء للتعبير عن عمق ولوجه مأساة شعبه، وإن على طريقته التي لا ترى مثلباً ولا نقيصة في تقديم رؤية تنطلق من حدقتي مثقف، مرهف وواع وقادر على فهم روح شعبه بحق. لكنه في الوقت ذاته قادر على فهم العالم المحيط به، وفهم كيفيات نظره إلى الحياة والتطورات[2].
توفي جبرا إبراهيم جبرا سنة 1994 ودفن في بغداد



Thursday, July 7, 2011

لؤي حسين - الفقد, (حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي)



لؤي حسـين في "الفقد" , ذاكرة السجين لكن بمزاعم كثيرة
روزا ياسين حسن
الحوار المتمدن
في مقالته الجميلة: "يعلمنا السجن أننا سجناء"، يورد الكاتب والشاعر الجنوب أفريقي برايتن برايتنباخ فكرة أجدها أساسية في العلاقة بين طزاجة السجين كإنسان وتعفن السجن كمكان لسحق الإنسان، وهي أننا حين نخرج من السجن نكتشف أن الحكاية مختلفة تماماً. نكتشف أن هناك مناطق حُرقت من أنفسنا، حُرقت نهائياً، وليس من السهل أن نتابع الحياة معها: "ربما كان من أهم ما نستطيع فعله هو أن نبقى متحركين فاعلين. أن نسير أبعد من طعم ذلك الرماد الذي بقي في أفواهنا".
إذاً هي محاولة لإقصاء طعم الرماد، الذي قد يحتل يوماً كل طعوم حياتنا ما لم يتم إقصاؤه. وربما كان كتاب "الفقد"، الصادر أخيرا في شكل متزامن عن "دار الفرات" في لبنان و"دار بترا" في دمشق، للمؤلف لؤي حسين، محاولة لكتابة حكاية السجين، لا حكاية السجن، والذهاب بعيداً عن طعم الرماد ذاك، لدفن إحساس السجن وتجربته بعكس مألوف الدفن. أي ليس طمره بالتراب في أسفل روحنا إقصاءً لذاكرته، إنما على العكس، دفنه بنبش قبور الذاكرة، ونصب الجثة المتعفنة أمام العيون وعلى الملأ. ويجري النبش بفضح التعذيب بالكرابيج والكهرباء والشبح على السلالم، وبالحديث عن الظلمة المرهبة من تحت الطميشات، وبالكلام عن انكسارات السجين وندوب روحه التي لا تلتئم.
كان لا بد أن تملأ رائحة السجن الكريهة كل الأنوف، حتى تبارح أنف لؤي حسين. رائحة وسمت أوقاته، غير راضية أن تبرحه. وإذا كانت الذاكرة لا تحتفظ إلا بما تجده مهماً لاستمرار حياة صاحبها، كما يرى لؤي حسين، أو كما ترى طبيبته النفسية، فيبدو أن أهم مقومات حياة السجين تذكّره لتفاصيل السجن بحيثياتها، أو نسيانه أتفه التفاصيل الصغيرة: عالم السجن، أو سباحته كطيف محايد ماراً على الأوقات مرور الكرام.
ولأن الذاكرة سلاح ذو حدين، وخصوصاً حين يتعلق الأمر بالحرية، يستطيع السجين استخدامه بكل الطرق. وقد يكون حفر حكايات السجن عميقاً، كي لا تمحى عن سطح الذاكرة، وسيلة للسرد في ما بعد، أي تحويل كل تلك العذابات إلى حكاية، لمحو طعم الرماد. هذا بالضبط ما أصر على تكريسه عدد من المعتقلين في سوريا: حسيبة عبد الرحمن حين كتبت روايتها "الشرنقة"، ومالك داغستاني في روايتها "دوار الحرية"، وهبة دباغ في "خمس دقائق فحسب". وربما هناك عدد آخر من الكتاب - السجناء السابقين في طريقهم إلى ذلك. أما الكتابة عن السجن بأقلام كتّاب لم يكونوا يوماً في السجن، فتجنح إلى التكاثر أيضاً. وربما كانت رواية ما لم تعشه، أو رواية ما عاشه غيرك، تجعلك تبرئ ذمتك تجاههم، أو تحاول بشكل من الأشكال أن تساهم في تحمل قسط من الألم والظلم و... الشهرة.
رائحة السجن التي تصاحب السجين منذ نزوله إلى قبو السجن، هي رائحة موت عفن موبوء بكل القذارات. رائحة موت ملوث ليس لها من رائحة الموت الرباني قرابة. هكذا تمضي حياتك بعد الخروج من السجن وأنت تحاول التخلص من ذلك العفن الذي التصق بروحك عبثاً. الرائحة هوية، تفرق بين الأشخاص: فمن رائحتهم يُعرفون سجناء أو طلقاء في رأي لؤي حسين. رائحة السجن لا توصف، تُعرف وتشمّ فقط. لا تشبه شيئاً آخر في الحياة، اسمها بالخط العريض: رائحة السجن.
تطبيقاً لمقولة أن السخرية تترك مسافة للانقضاض على البلية، وهي محاولة الالتفاف عليها، يسير قلم لؤي حسين بلغة تجنح إلى السخرية في سرد تفاصيل السجن، كثافة الزمن المتلاشية، والمختبر البشري العريض الذي قيِّض له عيشه، أو أجبر على عيشه كما كل السجناء. رغم أن الطاغي في الكتاب كان فلسفته الخاصة عن السجن، "إيديولوجيته" الخاصة التي هي ضد الإيديولوجيا. ومن خلال هذه النظرة المتفلسفة والناقدة، يرصد سنوات سجنه السبع، لكن تلك النظرة الساخرة لا تحميه من إقحام آرائه المنجزة في جمل مبتورة من دون سبب أحياناً، مما قد يجعل القارئ يعتقد أنها فرصة لعرض تلك الآراء لا غير، كالحديث المقحم عن الغرب ومعاييره المزدوجة والعراق والإمبريالية بأذرعها الأخطبوطية والصهيونية والعولمة و... الخ.
لكن من ناحية أخرى، وقت كتبت فريدة النقاش كتابها "السجن- الوطن"، كأول تجربة سجن تسجَّل بقلم امرأة عربية عاشت التجربة، رأت أن السجن أصبح جزءاً من الوجدان الوطني العام. وبما أن البلاد الرازحة تحت نير الديكتاتورية تتشابه للغاية، فقد أصبح السجن جزءاً من الوجدان العام في سوريا أيضاً. وأن تكون في موقع التنزيل والبطولة، في وجدان الناس العام، ثم تتحدث بصدق عن سلبيات تلك التجربة التي حملتك على أكتافها منتصراً إلى الخارج، فهذه شجاعة. أن تتحدث بصدق خارج تأليه ذاتك وخارج صورتك كـ"سوبرمان" سبق أن كان في السجن، فهذه شجاعة أيضاً.
تحدث لؤي حسين بشجاعة عن بعض ما قد يصنفه الكثيرون: أخطاء لا تغتفر في تجربته. أخطاء من وجهة نظر منجزة عن الخطأ (خطئهم). تحدث عن ضعفه كما قوته، عن مهاجع المدعومين الذين كان منهم، عن وضعه الخاص في "الداخل"، وعن الانكسار الذي قد يجتاح المرء في فترة التحقيق والتعذيب الوحشية. والأجمل تلك القبلة التي أشعلت باب السجن الحديد الفاصل بين جسدين شابين مشتعلين في أقبية السجن الباردة. تحدث عن السجين كإنسان، لديه من الضعف والهشاشة في داخله ما يجعله إنساناً، وليس سوبرمان كما طالب به الكثيرون، وحاكموه بناء على ذلك أيضاً.
يجيء رأي لؤي حسين عن زمن السجين مغايراً تماماً للوجودي الديني فكتور فرانك، الذي يرى أن نوع التحول الذي يصيب السجين إنما يتم نتيجة القرار الداخلي الذي يتخذه السجين نفسه، وليس مجرد نتيجة يصيرها بسبب تأثيرات المعسكر. السجين هو الذي يقرر فقط في أي اتجاه سيصير، نفسياً وروحياً وجسدياً. إنها هذه الحرية الروحية التي لا يمكن أحداً أخذها منه. أما بالنسبة الى كاتب "الفقد" فيبدو السجين مفعولاً به، لا يعيش سجنه بل يمضيه، لأن علاقته مع سجنه علاقة زمن وتعداد وليست علاقة تعايش. ويكتشف بعد مضي سنوات السجن، الثقيلة البطيئة كسلحفاة عجوز بليدة، أن كل شيء تغير داخله، كل شيء، وأن الروح لم تعد كالروح: انفعالية وحية. مسحة اللامبالاة طاغية رغم المحاولات العديدة لجعلها مبالية وطازجة. العفن هناك يأتي على كل ما تبقّى. السجين بعد أن يخرج في "الفقد"، وربما في كل فقد آخر، يقلد العشاق ولا يكونهم، لأن هناك شيئاً، بل أشياء، انعطبت في أقاصي روحه، ولا مجال لإصلاحها.
ربما كان قراء كثيرون مثلي يتلهفون إلى تفاصيل كثيرة أخرى لم يأت لؤي حسين على ذكرها. أعتقد أن الكثيرين كانوا يتمنون لو انحسرت موجة الفلسفة الذاتية والتنظير التي وقع الكاتب فيها في كثير من المواضع، ولو اختصر قليلاً من استطراداته التي تصل حد الشطط في بعض الأماكن من الكتاب، ولو إن لؤي حسين تعمق أكثر في تفاصيل المعتقل، تفاصيل سجين - إنسان دون فلسفات.
تستمر الكتابة عن السجن. هذا أجمل ما في الأمر. إنها تجربة لا تنتهي بكتاب، ولن ينجزها كاتب بالتأكيد. هي تجارب متعددة، بتعدد مسارات الطغاة، متنوعة بتنوع أساليب تعذيبهم وقمعهم، وعميقة عمق أقبية السجون.

أو



خطيب بدله - حكى لي الأخرس

 

Wednesday, July 6, 2011

علي عزت بيجوفيتش..الاسلام بين الشرق والغرب


 ملطوش من موقع نهضة العرب

لرئيس علي عزت بيجوفيتش (الرئيس السابق للبوسنة, وقائدها السياسي, وزعيمها الفكري والروحي) صاحب اجتهادات مهمة فى تفسير ظاهرة الإنسان فى كل تركيبيتها. وهذه التركيبية, المرتبطة تمام الارتباط بثنائية الإنسان والطبيعة, هى نقطة انطلاقه والركيزة الأساسية فى نظامه الفلسفى... إنه ليس "مجتهدا" وحسب, وإنما هو "مجاهد" أيضا, فهو مفكر ورئيس دولة, يحلل الحضارة الغربية ويبين النموذج المعرفي المادي العدمي الكامن فى علومها وفى نموذجها المهيمن, ثم يتصدى لها ويقاوم محاولتها إبادة شعبه.
ولكنه فى ذات الوقت يستفيد من اجتهادات المفكرين الغربيين المدافعين عن الإنسان, ولعل إيمانه بالإنسان (الذى ينبع من إيمانه بالله وإدراكه لثنائية الطبيعة البشرية) هو الذى شد من أزره إلى أن كتب الله له ولشعبه النجاة, وهو الذى مكنه من أن لعب هذا الدور المزدوج.. دور المجاهد والمجتهد, ودور الفارس والراهب.
وتتميز كتابات على عزت بيجوفيتش بالوضوح والتبلور. وقد قام الأستاذ محمد يوسف عدس بترجمة أهم كتبه "الإسلام بين الشرق والغرب" إلى العربية بلغة فصيحة, وخطاب فلسفى مركب, فجاءت عملا فلسفيا راقيا يتسم بالدقة والجمال.
عبد الوهاب المسيري.


مرعي مدكور - يوم الزينة



«يوم الزينة».. رواية تكشف القرية المصرية بشكل جديد
القاهرة - إيهاب مسعد-RNA
شهدت الفترة الأخيرة ظهور روايات ومجموعات قصصية ترصد القرية المصرية بأشكال مختلفة؛ فالبعض قدم الجديد والبعض قدم أشياء مستهلكة بمعنى تكرارها في بعض الأعمال ومن الروايات التي قدمت الجديد في عالم القرية المصرية ذلك العالم الذي ما زال مليئا بالأسرار التي لم تكتشف بعدُ.. رواية «يوم الزينة» للدكتور مرعي مدكور الذي سلط الضوء على مظاهر القرية المصرية وخصوصيتها ولم يقم بالوصف فقط بل اتبع أسلوب التصوير الدقيق لهذا العالم بكل ما فيه، فهذه الرواية ليست عن القرية بل هي رواية القرية المصرية.
والرواية صادرة عن دار الهلال بالقاهرة وتقع في 105 صفحات من القطع المتوسط.
وفي تقديمه للرواية يقول الدكتور مرعي مدكور: «هذه الرواية رغم بساطتها الشديدة تؤكد على أن مصريتنا باقية في تقاليدنا وأخلاقنا وعراقتنا و «اللمه» الحميمية على «دور سيجة» أو مجاملة في عُرس أو حفل طهور أو فزعة رجل لنصرة مظلوم: غريبا كان أو قريبا».
وتنقسم الرواية إلى أربعة فصول مرتبطة ببعضها تدور حول القرية المصرية وتقدم لنا شخصية رئيسية لم يشأ أن يسميها المؤلف، لكن من خلال الأحداث هي شخصية البهلول أو المعتوه والحدث الرئيسي هو يوم الزينة عنوان الرواية.
ففي الفصل الأول وعنوانه مربط الفرس قدمه المؤلف بضمير الغائب؛ فالرواي الذي يحكي الأحداث ليس موجودا بل هو المؤلف فتبدأ الرواية بشخصية أم عابد التي تمتلك فتالة، وهي أداة كبيرة تستخدم في صنع الشعرية وهي طعام قديم في القرية المصرية ما زال موجودا في بعض القرى.
والذي يدير هذه الأداة هو شخصية المعتوه الذي لا ينطق إلا كلمة واحدة هي «يا بيب يا» في كل المواقف، وهذا المعتوه يمتلك قدرات جسدية كبيرة فهو يأكل ويشرب ولكنه لا يمتلك القدرة على التفكير ويدير هذه الفتالة التي تأتي إليها النساء لصنع الشعرية فيقوم المعتوه بالنظر إليهن وتضربه أم عابد.
وأحيانا يسير مع بعض النساء ليحمل لهم هذه الشعرية إلى بيوتهن ويصف المؤلف شوارع القرية وبيوتها فيقول: «تبدو البيوت الطينية الواطئة مثل ظهور جمال نائمة في صفين طويلين لا يفصل بينهما سوى درب صغير لا يدخله جمل ولا يتسع لمرور أكثر من اثنين بجوار بعضهما في المسافة بين فتحة كل بيت».
ويواصل المؤلف وصف علاقات هذا المعتوه مع الناس فالشباب يأخذونه في المسابقات خاصة في الألعاب التي تعتمد على القوة البدنية فيربحهم، والبعض الآخر يسخر منه ويجعلونه يشرب المخدرات ويضربونه ثم ينتهي هذا الفصل بنهاية مأسوية وهي مقتل المعتوه.
والفصل الثاني من الرواية عنوانه «يوم الزينة» وهو الحدث الرئيسي للرواية والمقصود به مسابقة عامة في الثقافة والرياضة بين قرية هذه الرواية وقرية أخرى مجاورة لها، وتخرج القرية برجالها وشبابها ونسائها لمشاهدة المسابقة لذلك يسمى يوم الزينة.
وقدم المؤلف هذا الفصل بضمير الغائب والمتكلم الذي هو أحد المشتركين في هذه المسابقة.
وعندما تبدأ بعض ألعاب المسابقة يحدث شغب بين القريتين فتظهر شخصية جديدة وهي شخصية «غانم العربي» ذلك الرجل الذي يحمي البلدة الذي يجلس مع مسؤول البلدة الأخرى ويتم التصالح وتقدم الولائم، وبعد أن يأكل أهل القرية ويعودون للمشاركة في المسابقة ويتهيأ الجميع وهناك ثلاث ألعاب كان يربحهم المعتوه ولكن يحدث أمر غريب وهو إصابة أهل القرية بوجع شديد في البطن من جراء أكل أهل القرية المنافسة لهم فيرجعوا إلى بلدهم منهزمين منكسرين.
أما الفصل الثالث فعنوانه «أم عابد» وهي التي ربت المعتوه؛ حيث كانت تعمل خادمة لدى أم المعتوه الذي توفي والده وقد حدث في منزلهم حادث كبير وهو حريق البيت فأصيبت الأم بالجنون وأصيب الطفل بالعته، وطرده أعمامه هو وأمه وأم عابد التي أخذته وجاءت إلى هذه القرية وساعده أهل القرية في إقامة الفتالة.
ويربط المؤلف بين ذلك الفصل وفصل يوم الزينة فيأتي بإيقاع أن أم عابد تحكي عن المعتوه يوم الزينة فتقول: يأتي الشباب ويأخذون المعتوه فيجعلونه يستحم ويلبسونه ملابس جديدة؛ لأنه يربحهم بعض الألعاب في المسابقة لما يمتلكه من إمكانات جسدية كبيرة وعندما ترجع أم عابد من يوم الزينة إلى منزلها تكتشف سرقة الفتالة.
ونصل إلى الفصل الرابع وعنوانه «حاميها» وهو عمدة القرية وهيمنته ورجاله وهم الخفراء على القرية فيرى في منامه أحلاما غريبة ويأتي بالغجرية التي تفسر الأحلام وتقول عن قط أسود ينظر إلى حريمه وتقصد به المعتوه الذي يدخل إلى البيوت ويتركه الجميع على اعتبار أن المعتوه من أهل الله ذلك المفهوم الشائع في القرى المصرية.
لذلك يدبر له العمدة للتخلص منه فيدخله التجنيد ولكنهم يطردونه لأنه معتوه، فيفكر العمدة في حيلة أخرى للتخلص منه فقلنا في الفصل الأول كان المعتوه جالسا مع متعاطي المخدرات فيأتي رجال العمدة ويأخذون المعتوه ويضعونه في السجن، وبعدها يجد الأهالي المعتوه مشنوقا في إحدى الشجرات وينزل منه الدم ولم يقل المؤلف أن الذي قتله العمدة وإن كانت الأحداث تؤكد ذلك.
ونلاحظ في هذه الرواية أن المؤلف لم يقدم شخصية المعتوه لذاتها بل قدمها ليكشف من خلاله عالما غامضا لم يكن معروفا من قبل، فوصف من خلاله القرية ومنازلها وأهلها فرصد كل ذلك بتفاصيل التفاصيل واستخدام ألفاظا وتعابير جديدة.
وأيضا جاءت لغة السرد بعيدة عن الانفعال وهي مغامرة من الكاتب الذي أراد أن يكون هناك تلقائية في التعبير، وقد استخدم المؤلف السرد الدائري بمعنى أن النهاية جاءت بأكثر من طريقة سواء كانت عن طريق الرواي أو أم عابد أو الأهالي أو غير ذلك.
والمؤلف الدكتور مرعي مدكور كاتب وروائي مصري تتنوع أعماله الأدبية بين القصة القصيرة والرواية وأدب الأطفال، ويعد من أساتذة الصحافة وخبرائها في مصر ويدرس في أكاديمية أخبار اليوم للإعلام، صدر له العديد من الأعمال القصصية منها: عين طفل والليالي الطويلة والذي علم الحزن القمر وغيرها من الأعمال الأخرى.

تنويه بكتاب-----> ابناء رفاعة الطهطاوي, مسلمون وحداثيون - غي سورمان...ترجمة : مرام المصري



 يقول غي سورمان في مقدمة كتابه "أبناء رفاعة الطهطاوي: "إن هذا الطالب الشاب في العلوم الدينية في القاهرة "رفاعة" تمّ إرساله في سن الخامسة والعشرين إلى باريس من قبل باشا مصر، بصحبة خمسة وعشرين أميراً شاباً؛ كانت مهمتهم تتمثل في اكتشاف تفوق الغرب التقني والعلمي، كما استطاع المصريون معاينة هذا إبان حملة "بونابارت" قبل سنوات. وفي نهاية إقامته، من سنة 1826 إلى 183، استنتج رفاعة بأن التوليف ما بين الإسلام والتقدم ممكن، وأنه لا شيء، أو نزرٌ قليل، في القرآن يمكن أن يعترض على تحديث العالم الإسلامي. إن عمله اللاحق، حينما كان رجل دولة، سينفّذ محاولة التوليف، هذه. من خلال إدخال اكتشافات الغرب إلى العالم العربي-الإسلامي، دون التخلي عن حرفية الوحي القرآني وروحه. ومن حينها سيعتبر رفاعة في مجموع العالم الإسلامي كمؤسس لما سنسميه بـ"النهضة العربية" هذه النهضة سيتجاوز تأثيرها، لدى المسلمين، محيط العالم العربي، إذا أخذنا بعين الاعتبار كون مصر كانت، ولفترة طويلة، تعتبر صورة التنوير بفضل شؤدد ورفعة ثيولوجييها (علماء الدين)، وفنونها وثقافتها وتقدمها التقني.
إن هذه النهضة بدت وكأنها نجحت. لقد أن تقود العالم العربي-الإسلامي نحو الحداثة والديموقراطية إلى حدود سنة 1950؛ ولكن تحرير الاقتصاد المتدرج وعمليات التنمية الاقتصادية للمجتمعات الإسلامية توقفت حينها بفظاظة، وفي كل مكان تقريباً، استولى العسكريون على السلطة، فتبنوا القومية ثم الاشتراكية كأيديولوجيا. ولحد الآن لم يستفق العالم الإسلامي، أبداً، من هذه الضربة".
ويتابع المؤلف متسائلاً ومجيباً: "هل يمكن القول بأن الفكر الإصلاحي لدى رفاعة قد مات؟ لا، أبداً، في كل المجتمعات الإسلامية يقوم مفكرون، يفتخرون به بشكل دائم، ويجهدون أنفسهم على البحث عن توليفة بين الإسلام والتقدم. إن "أبناء رفاعة" هؤلاء، هذا التعبير ليس من عندي، وإنما هم من اخترعه، ينتمون إلى حركات سياسية ودينية مختلفة؛ البعض منهم قريبون من الماركسية، والبعض ليبراليون، وآخرون محافظون. كما يوجد أيضاً إسلاميون لا ينادون بالعنف، والذين يحترمون رفاعة لأنه لم يَخُنْ إيمانه أبداً، إذ يكتب رفاعة: "معتقدات الباريسيين مثيرة للاشمئزات (رفاعة يخلط بين باريس والغرب) لأنها تضع الحكماء وعلماء الفيزياء فوق مرتبة الأنبياء، إنها تنفي العناية الإلهية كما تنفي ما وراء الطبيعة"."
بعد تلك المقدمة، بالإمكان استجلاء ما وراء الكتاب من استشفافات. إنها محاولة للدخول في المجتمعات الإسلامية والغاية وكما يقول الكاتب "بشكل جيد"، وهو يصف ذاك الدخول رحلة عند المسلمين، التي ستكون تحت رعاية رفاعة، مضيفاً بأن شرفه الفكري يقوده وستكون رحلة المؤلف بين أحضان المسلمين وليس الإسلام، وهو يقترح، وكمبدأ، مع الفيلسوف الجزائري "محمد أركون" أن الإسلام هو مجموع تجارب كل المسلمين منذ بداية تاريخهم، بما فيها علاقاتهم مع غير المسلمين خلال هذه المسيرة، سيقوم المؤلف بالتمييز ما بين المسلمين والإسلامويين، أي ما بين الورع المعيش من جانب وما بين النضال السياسي من الجانب الآخر، فالكاتب لن يصبغ صفات شيطانية، كما يذكر، على أي طرف. إذ أنه يتبنى فكرة وجود التطرف في كل مكان مضيفاً بأن الايديولوجيات الأوروبية في القرن العشرين قدمت للبشرية من التدمير أكثر ما سيولده الإرهاب القادم، وأن هذا الإرهاب يمكن أن يكون إسلاموياً، ولكن لا يمكن أن يكونه بالضرورة، فهو يرى أن بعض الإسلامويين ليسوا عنيفين، والعديد من الإرهابيين ليسوا إسلامويين على الإطلاق!
إلا أن الكاتب يخرج الفلسطيني من دائرة الإرهاب الإسلامي (التعبير الغربي) بقوله: "هكذا فإن "الاستشهاديين" الفلسطينيين؛ لِنُذكّر أن طرقهم استخدمها الفوضويون الروس، واليابانيون والتامول في سريلانكا". ملخصاً ما يطمح إليه من طروحاته هذه "وأما بالنسبة لمليار وأكثر من المسلمين، الذين نتقاسم معهم هذه الأرض وهذا الزمن، فهم في غالبتهم يبحثون، كما نحن، عن سلام من أجلهم ومن أجل أبنائهم، وعن حياة أفضل وأكثر حرية".
أفكار الكاتب تلك تقودنا إلى المضي في عمق التفاصيل لمعرفة كيف يحلل الآخر قضايا العرب والمسلمين، وفي الآن نفسه، للبحث عن مناخات أفضل نستطيع من خلالها تحليل قاضايانا بموضوعية، أولاً للرد على هذا الآخر، أيضاً، بموضوعية، في محاولة لتصحيح مسارات خاطئة، وثانياً لتصحيح أوضاعنا، وثالثاً وهو الأهم، الالتقاء مع هذا الآخر فإن الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية ولن يلغينا على الإطلاق.
نبذة النيل والفرات
 
اسم المؤلف غي سورمان
ترجمة : مرام المصري
عدد الصفحات 303
سنة النشر 2004
اسم الناشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر
 

ذكريات سجن تدمر والأعمال الأدبية


ذكريات من السجون السورية


فرج بيرقدار - حمامة مطلقة الجناحين


"
دخلت إلي السجن محفوفاً بديوانين من الشعر. لكن تهريب حمامة مطلقة الجناحين من داخل السجن ونشره، لتتم ترجمته إلي العديد من لغات العالم، ساهم  كثيراً بالتعريف  بك كشاعر وكسجين. أفلا تشعر بوطأة هذا الديوان؟ أو ربما ألا تشعر بوطأة قصائد السجين علي روح الشاعر؟
جزء كبير من قصائد هذه المجموعة كتبته في سنوات الجمر التدمرية، أعني في سجن تدمر الصحراوي، حيث كانت الظروف أشبه بصحراء تشهق رملاً ولا تزفر حتي سراباً. أحب هذه القصائد كما أحب جسدي، ولكني عندما أدعي للمشاركة في مهرجان أو أمسية ما، لا أفضِّل أن أقرأ منها. قصائد جارحة ولا تزال قادرة علي فصد الروح والذاكرة، وأنا بحاجة إلي شيء من النقاهة.. وإلي شيء من التأمل والبحث في أعماقي عن لغة مختلفة ومناخات مختلفة، وأشعر أني لم أصل إلي ما أريد علي نحو أرضي عنه.
بهذا المعني بتُّ أتضايق من الحواجز التي أقامتها قصائد السجن في البداية من أجل حمايتي وتوازني، ولكني أشعر الآن بأنها حواجز للمنع والحصار.
أعيد نشر ديوان حمامة مطلقة الجناحين  بعد أن قمت بتدقيق هذه النسخة ففي النسخة التي هربت من المعتقل على أوراق السجائر الكثير من الأخطاء الناجمة عن عدم إمكانية قراءة بعض الكلمات وبعض الجمل أحياناً"



Thursday, June 30, 2011

براء السراج - من تدمر إلى هارفارد, رحلة سجين عديم الرأي


يروي الدكتور براء السراج قصة اعتقاله الممتدة لإثني عشر عامًا، وتفاصيلها التي يعيشها في السجون السورية. وبالتحديد سجن تدمر، ومن ثَمَّ سجن صيدنايا..
ويقول أنه لولا الثورة في سورية لما بدأ بكتابة هذه المذكرات في 25 آذار 2011، لكنه واجب وطني وإنساني فضح المجرمين أينما كانوا وحيثما حلوا

أو


 

سمير الحاج شاهين - صعلوك المدينة

شريف الراس - طاحونة الشياطين





شريف الراس من مواليد مدينة حماة السورية عام 1930، وخريج قسم الفلسفة بجامعة دمشق التي انتسب إليها عام 1952، وكان خلال دراسته الأول على قسم الفلسفة، وأعفته الجامعة من رسوم الدراسة وقدرها 75 ليرة سورية في حينها، وعمل في الصحافة منذ انتسب إلى الجامعة، فكتب في عدد من الصحف اليومية والأسبوعية، في سوريا، ولبنان والعراق والكويت والإمارات وسواها، وتميز بأسلوبه الساخر، حتى عُدّ "الكاتب الساخر الأول"، كما دعاه الكاتب المصري: محمود السعدني.
تُوفّي في العاصمة الأردنية عمّان صباح الأربعاء الماضي (17-5-2000م) عن عمر يناهز سبعين عاماً، بعد إصابته بجلطة دموية ، ودُفن في مقبرة "سحاب" جنوب عمّان
 (طاحون الشياطين) تفضح بعض الممارسات القمعية في سوريا
--------------------------------------------------------------------
شريف الراس  بقلمه
أنا عبد الله محمد شريف بن خالد بن حسن الرأس، المعروف باسم شريف الراس.
ولدت في مدينة حماة في يوم غير معروف، لأنه مذكور في سجلّي أنني ولدت في سنة 1930 (من غير تحديد اليوم أو الشهر) بينما أخي محمد أديب رحمه الله، وكان أكبر مني بسنتين مسجّل في ولادات سنة 1930.
أبي رحمه الله هو الحاج خالد بن حسن السكاف (تم تعديل اسم العائلة من السكاف إلى الراس سنة 1950، وإن  شهادة الدراسة الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية مكتوبة باسم: محمد شريف إسكاف). كان تاجر منتجات زراعية "بوايكي" حسب تعبير الدمشقيين و "عَلْوَجي" حسب تعبير البغداديين، حيث يُنزل الفلاحون عنده محاصيلهم الزراعية والألبان والأجبان فيبيعها لحسابهم بالجملة.
كان رحمه الله شديد التقوى والإيمان، حجّ إلى مكة ثلاث عشرة حجة، وعندما وفقه الله لبناء بيت سنة 1939 نذر الغرفة الملاصقة للباب مسجداً لأهل الحي، وكان يرفع الأذان فوق سطح البيت إلى أن مات، وكانت هذه الغرفة "مضافة" لرجال الحي (حي بيت الحوراني) وللفلاحين والبدو. وكان يتفرغ لها منذ صلاة العصر، فيحمص القهوة العربية ويصنعها، وبعد صلاة العشاء يوزع المصاحف على الحاضرين ليقرأ كل منهم صفحتين بالتتالي، وكان الشيخ عبد الله الصباغ إمام مسجد حارتنا (جامع رستم بك) مكلّفاً بالانتباه لتصحيح أخطاء أي قارئ. وبعد ذلك تبدأ السهرة العادية، ما عدا مساء الخميس إذ كانوا بعد الانتهاء من قراءة القرآن يقيمون حفلة مولد نبوي شريف، فتقرأ قصيدة البردة للبوصيري ثم ينشد الصوّيتة الأغاني الدينية والتواشيح والأناشيد في مدح الرسول، ويُختتم المولد بتوزيع كؤوس الشاي، وأحياناً كان يقام احتفال على طريقة المتصوفة النقشبندية، وكان أبي رحمه الله من جماعة الشيخ أبي النصر خلف (حمص) وكان شيخاه اللذان يقبّل أيديهما في حماة: الشيخ محمود الشقفة، والشيخ أحمد سليم المراد رحمهما الله.
في سنة 1940 أنشأ أبي، مع شيخه الشيخ محمود الشقفة ورجال كرام من أفاضل حماة المدرسة المحمدية الشرعية، حيث بنوا غرفها فوق سطح جامع الشرقية، فكان من الطبيعي أن ننتسب إليها أنا وأخوايَ إبراهيم وأديب اللذان ما لبثا أن تركا الدراسة بعد نيلهما شهادة الدراسة الابتدائية، وثابرت وحدي إلى الصف النهائي، وهو الصف التاسع (شهادة البروفيه - المتوسطة) كان المنهاج نفس منهاج وزارة المعارف، مضافاً إليه باهتمام شديد أربعة علوم: الفقه والتوحيد والقرآن والحديث، وبدلاً من جرس التنبيه المدرسي كان على واحد منا أن "ينبّه" بأن يهتف بأعلى صوته: إن الله وملائكته يصلّون على النبي.. يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً.
كان من أهم الأساتذة الذين فضّلوا علينا في هذه المدرسة الفقيرة والعظيمة والتي كان معظم طلابها من أبناء الفلاحين والفقراء: الشيخ محمود الشقفة، والأستاذ محمد فؤاد الشقفة، والشيخ محمد علي الشقفة، والشيخ محمد النبهان، والشيخ أديب هزاع، والأستاذ جميل الشقفة.
ثم أنشأ الشيخ محمود مع والدي ورفاقهم جمعية لبناء المساجد في قرى العلويين، وكان لهم نشاط ملحوظ، لكن جهدهم لم يثمر إلا في ترميم مسجد تكية أبي الهدى الصيادي في حماة (التي دمرها حافظ أسد بعد ذلك، بعد أن أرسل إليها مجرماً اغتال الشيخ محموداً طعناً بخنجر في بطنه، فمات رحمه الله عن أكثر من ثمانين عاماً).
توفي والدي رحمه الله في أواخر عام 1958، وكانت أمنيته أن أسافر إلى مصر للدراسة في الأزهر، لكنني كنت راغباً بالسفر إلى مصر لدراسة فن الرسم، فكان الحل الوسط أن أنتسب إلى جامعة دمشق عام 1952 - قسم الفلسفة.
وتوفيت والدتي أديبة بنت الشيخ رضا الصباغ رحمه الله بعد والدي بعشر سنوات، وكم آلمني أن غربتي في بيروت آنذاك (1968) حالت دون سفري إلى حماة لتشييعها، ذلك أنني منذ 1965 لم أتمكن من العودة إلى سورية أبداً. ماتت رحمها الله بتفتت الكبد، لكثرة ما بذلت من جهد في هذه الحياة الصعبة بعد أن أنجبت اثني عشر ولداً، ثلاث إناث وتسعة ذكور. وسافَرَتْ إلى الحج ثلاث مرات.. وكان الحلم الأكبر في حياتي أن أرتمي باكياً على قبرها إذا كتب الله لي أن أعود إلى الوطن، ولكن الطاغية حافظ أسد نسف قبرها وقبر أبي أثناء المذبحة، فطار الحلم.
انتقلت من المدرسة المحمدية الشرعية إلى ثانوية أبي الفداء، ودرست في الفرع العلمي ثلاث سنوات، ولكنني فشلت في امتحان شهادة الدراسة الثانوية فشلاً ذريعاً، فزعلت من "العلم" وقررت أن أشتغل معلماً، فتوظفت لدى مديرية المعارف معلماً في مدرسة قرية السقيلبية، وهي قرية مسيحية تبعد 60 كيلو متراً غربي حماة، على تخوم منطقة الغاب وجبال العلويين، وكان زميلاي في السكن والتدريس مصطفى بن مصباح الغنّامة، والشاعر رضوان الدرع الذي كان مأخوذاً إلى حد الهوس بالشاعرين أحمد الصافي النجفي، وإلياس أبي شبكة، وكان يحاول جهده أن يجرّنا إلى عالم الأدب مع إغراءٍ خاص بالتعلّق بالغناء البدوي، كان يغنّي مواويل ريفية عراقية.
كان أهل السقيلبية طيبين جداً معنا، وقامت علاقة صداقة وطيدة مع معظمهم ممن لا يمكن أن ننساهم أبد الدهر، بالإضافة إلى معزّة خاصة مع خوري القرية "أبو إبراهيم" إن ذكريات تلك السنة –على بساطتها وفقرها- أجمل وأنشط ذكرياتي، ربما لأنني كنت في ريعان الصبا وقتذاك (1950).
وفي السنة التالية استقلت وانصرفت لدراسة منهاج شهادة الدراسة الثانوية (الفرع الأدبي) في البيت، كانت أغنى سنة بالقراءة والمطالعة، توسعت بقراءة طه حسين والعقاد، وكتب كثيرة كنت أستعيرها من مكتبة جامع المدفن أو أستعيرها من المكتبات بالأجرة، وكان يطير عقلي نشوة واعتزازاً عندما نشرت لي جريدة "اليقظة" أول مقال في حياتي، كان تلخيصاً لأحد كتب الفيلسوف الإنكليزي المعاصر "هاكسكي".
يقع بيتنا في "حي بيت الحوراني" لذلك كان انتماؤنا "للجمعية الخيرية" التي كان عمادها المرحوم واصل حوراني، ثم انتماؤنا إلى حزب الشباب بعد ذلك انتماءً عفوياً طبيعياً، وهو الحزب الذي أصبح اسمه "العربي الاشتراكي" وأذكر أننا في سنة 1948 ذهبنا على شكل وفد يضم معظم شباب الحي إلى مركز الحزب في شارع المرابط، فأقسمنا اليمين على الانتماء رسمياً.
انتسبت للجامعة سنة 1952 وعندما اندمج "العربي الاشتراكي" مع "البعث العربي" إبّان محنة دكتاتورية الشيشكلي، صرت عضواً في حزب البعث العربي الاشتراكي، وكنت نشيطاً ومتحمساً ومقاتلاً ومبشراً، وفي سنة 1956 قدت المظاهرة الشهيرة التي أدت لاستقالة وزارة المرحوم سعيد الغزي، وفي سنة 1958 انفرط الحزب إكراماً للوحدة، وفي سنة 1962 جمع الأستاذ ميشال عفلق مؤتمراً قومياً للحزب في منزل الأتاسي بحمص (وقد أُعدم هذا الشخص بعد ذلك بتهمة التجسس لأمريكا) فقرر المؤتمر فصل الأستاذ أكرم الحوراني من الحزب.. فانتهى موضوعنا نهائياً، وبقيت منذ ذلك التاريخ منتمياً لعقيدتي في وحدة أمتنا العربية وفي الانحياز للفقراء والمضطهدين، وغير ملتزم بأي تنظيم سياسي.
كنت الأول على زملائي في دراسة الفلسفة، ولذلك كانت الجامعة تعفيني من رسوم الدراسة (75) ليرة كل سنة. وكنت في السنة النهائية من المرشحين للعمل في منظمة الأمم المتحدة بنيويورك كمترجم قدير باللغة الفرنسية، ولكنني انسحبت لأنني أعرف أن لغتي الفرنسية لا تؤهلني لربع عمل كهذا، ومع ذلك فقد أقنعني الأستاذ أنطون مقدسي بأن أقدّم أطروحة التخرج على شكل ترجمة لدراسة كتبها برغسون عن أستاذه رافيسون. وصدر الكتاب (مئة نسخة) عن مطبعة النواعير في حماة ولكن الواقع أن الأستاذ أنطون، بصفته المشرف تحمّل ثلاثة أرباع الجهد في الترجمة.
اقتحمت عالم الكتابة الأدبية من خلال مجلة الآداب البيروتية عندما نشرت لي تعليقاً نارياً رددت فيه على مقالةٍ لكاتب شيوعي مصري اسمه إسماعيل المهدوي، كان يدعو إلى القطرية وكنت أنادي بالوحدة (1954) ثم صرت أنشر في الآداب قصصاً قصيرة لاقت ثناءً وترحيباً من معارفي وأصدقائي، وفي سنة 1956 عندما صدرت جريدة "البعث" أسبوعية صرت أنشر فيها مقالة دورية بعنوان "لوحات من حياة الشعب".
ثم عملت مديراً لمدرسة التربية الاجتماعية (مدرسة الحزب في حماة) سنتين، كنت خلالهما ألقي دروس علم النفس في المدارس الثانوية الحكومية في حماة والسلمية.
وفي عام 1958 سافرت إلى الكويت للعمل، فحصلت على وظيفة في إدارة الميناء، ولكنني لم ألبث أن تركتها بعد أسبوع لأنني رفضت أن يكون رئيسي حاملاً شهادة الدراسة الثانوية وأنا أحمل ليسانس، وجاءت أخبار مقلقة عن تعرّض سورية لهجوم من تركيا فرجعت إلى دمشق.. حيث بقيت ستة أشهر أبحث عن عمل إلى أن قامت الوحدة وأُعلن عن وظائف شاغرة في مديرية الدفاع المدني، فتقدمت إلى المسابقة ونجحت الأول، ثم انتقلت إلى وزارة الثقافة رئيس شعبة الفنون الشعبية وبقيت فيها إلى يوم 8 آذار 1963 حيث كنت أول ضحاياها إذ اعتقلت في سجن المزّة أربعة أشهر لأنني كنت أشد الناس سفاهة في لعن طغيان جمال عبد الناصر، وكان صديق عمري الدكتور سامي الجندي (وزير الثقافة في عهد الثورة) قد أرسل إليّ قرار تسريحي من الوظيفة كأول سوري يسرّح في يوم 10 آذار. وربما كان ذلك أول أعماله الثورية، وعندما خرجت من السجن اشتغلت خطاطاً ومصمم كتب ومصلح بروفات طباعية وصاحب دار للإعلان ولصناعة أقواس النصر إلى أن تيسّر لي في الأسبوع الأخير من عام 1965 أن أغادر سورية إلى لبنان، ولم أكن أتوقع أن تطول المسألة كل هذه السنين.
عشت في لبنان أجمل عشر سنوات في حياتي، عملت صحفياً في مجلة الجديد (توفيق المقدسي) وفي مجلة الأحد (المرحوم رياض طه) ومدرّساً في المدارس الثانوية الخاصة لمواد الفلسفة وعلم النفس والأدب العربي، ونعمت بالحرية واشتريت بيتاً لأول مرة في حياتي وإنني لا أنسى ما حييت فضل صديقي المحامي الكويتي الأستاذ حمد يوسف العيسى الذي وظّفني مشرفاً على طباعة ما يجدّ من تعديلات على "موسوعة القوانين الكويتية" التي يصدرها لقاء راتب 500 ليرة شهرياً، على أن أكبر مردود مالي كان يأتيني من تأليف البرامج الإذاعية والمسلسلات التلفزيونية لشركات الإنتاج الفني الخاصة.
في سنة 1970 كنت أسكن بيتاً بالأجرة في شارع غنّوم في حي الرمانة ببيروت، سكن في جوارنا شاب عراقي ما لبث أن أصبح من أعز الأصدقاء، وهو الأستاذ نديم أحمد الياسين، وكان ملحقاً صحفياً في السفارة العراقية ببيروت، فوجّه لي دعوة لزيارة العراق، بصفتي صحفياً في مجلة الأحد، ضمن الوفد اللبناني إلى مهرجان المربد الأول، وفي بغداد والبصرة شعرت بأن "البعثيين" هنا يختلفون عن أولئك الأوغاد الذين في دمشق، كانوا يرحبون بي بحرارة وصدق واحترام، ورجوتهم أن يسعوا لي بجواز سفر فلبّوا طلبي، وبذلك فإنني عشت في بيروت ما بين عامي 1970 و 1975 بصفة مواطن عراقي، وعملت لمدة سنتين مراسلاً أدبياً لجريدة الثورة لقاء 60 ديناراً شهرياً.
وفي 25/10/1975 غادرنا لبنان إلى العراق نهائياً بسبب الحرب والمذابح، ومنذ يوم 26/10/1975 وأنا موظف في دار ثقافة الأطفال بوزارة الإعلام، وهو عمل أسفر عن وصولي إلى الحصول على الجائزة الأولى في تأليف كتب الأطفال من المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم (الجامعة العربية).
الرجال الذين تأثرت بسيرهم وتمنيت أن أكون مثلهم كثيرون، والأدباء الذين أعجبت بهم وتمنيت أن أكتب مثلهم كثيرون، ولكنني في النتيجة لم أكن إلا "أنا" أما ما لمسه النقاد في رواياتي الأخيرة مما سمّوه "النفس الإسلامي" أو التوجه الديني الأصيل فلا فضل فيه إلا لعفويتي في الكتابة حين أكتب، إذ أنني أترك يدي تكتب بحرية من غير تخطيط مسبق أو تدخّل تنظيمي من "العقل".



إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما




Wednesday, June 22, 2011

فارس زرزور - لن تسقط المدينة




فارس زرزور: روائي سوري كبير من مواليد دمشق 1930 يعد الأديب فارس زرزور من أبرز كتّاب الأدب الواقعي، ومن أهم كتّاب الرواية التاريخية في الأدب السوري المعاصر.
ولد ونشأ في حي شعبي في دمشق عام 1929م والبعض يرجح أنه ولد عام 1930.
نال الشهادة المتوسطة في عام 1947 وعين معلماً في محافظة الجزيرة. ثم نال الشهادة الثانوية في عام 1949، فانتسب إثرها إلى الكلية العسكرية، متأثراً برواية «كل شيء هادئ على الجبهة الغربية» للكاتب الألماني إريش ماريا ريمارك[ر]، وتخرج فيها ضابطاً.
لم ينل زرزور ما يستحقه من الاهتمام، وعانى كثيراً من المشكلات العائلية في السنوات الأخيرة من حياته بسبب ابنه المعوق ومرض زوجته، لهذا آثر العزلة وأهمل مظهره الخارجي وغدا لا مبالياً، فأعرض عنه كثير من زملائه ومعارفه، ونسيته الصحافة أو تناسته لما صار إليه.
توفي في دمشق وكانت وفاته مفاجئة، وتم تشييعه إلى مثواه الأخير في الرابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) من العام 2003، وسط إهمال الزملاء والأصدقاء، فضلاً عن إهمل اتحاد الكتاب العرب له، حيث لم يسر خلف جنازته من أدباء سوريا سوى اثنين فقط! هما عبد الرحمن الحلبي وخيري الذهبي، ويعتقد أن إهمال النقاد السوريين نتاج فارس زرزور الأدبي عائد إلى عبثية ومزاجية الكاتب، وعدم انضوائه تحت جنح شلة أو حزب رغم ميوله الاشتراكية والقومية الواضحة في أدبه، وابتعاده عن كل عصبية وتعصب.

or



نبيل المالح - كومبارس (1993




«كومبارس»: الحب ينتهي بصفعة من رجل الأمن
إبراهيم العريس
حين عرض المخرج السوري نبيل المالح فيلمه «كومبارس» في مهرجان معهد العالم العربي في باريس عام 1994 كانت سنوات عدة قد مرت عليه منذ حقق آخر أفلامه قبل ذلك الفيلم، ومن هنا كان استقبال «كومبارس» في تلك المناسبة الباريسية التي كانت مرموقة في ذلك الحين كبيراً وعابقاً بالفضول. وهكذا بعد ان شوهد الفيلم كان ثمة إجماع على ان صاحب «الفهد» و «السيّد التقدمي» وأحد أعمدة التجديد في السينما العربية انما يعود هذه المرة بفيلم جديد يسجل تحولاً نوعياً على مستوى التوجه والأسلوب، فـ «كومبارس» يقول في شكل موارب وفني حميم أشياء كثيرة عن القمع والاستلاب، عن عنف المجتمع وخضوع الأفراد، معتمداً لغة سينمائية شديدة الانضباط، لتصوير عالم مغلق لا يزيد عدد ساكنيه على الشخصين، فيما يقتصر وجوده الفعلي على ساعتين من الزمن.
 ساعتان وغرفة مغلقة وعاشقان وكاميرا تصوّر هذا كله. ذلك هو، باختصار، الشكل الحدثي لفيلم «كومبارس» الذي سجل عودة المخرج نبيل المالح الى السينما، لكن عودة السينمائي السوري كانت في حد ذاتها إعلاناً عن تحول نوعي على مستوى التوجه والأسلوب. فهذه المرة هناك قطيعة واضحة من «انفلاشية» عرفتها التجارب السابقة التي تميزت غالباً بتشعب الأماكن والمواضيع والشخصيات والأحداث، وبتركيبات لغوية كانت تعقّد حتى أبسط المواضيع («الفهد») أو تثقل الشريط بادعاءات لا طاقة له على احتمالها («السيد التقدمي»). في «كومبارس»، اختار المالح أسلوباً متقشفاً، ولغة سينمائية شديدة الانضباط والحصر، وتوليفاً وظائفياً دقيقاً. وأتى كل ذلك يومها ليكشف عن الخبرة التي اكتسبها المخرج خلال السنوات السابقة، حيث ان لغة «الحد الأدنى» التي اعتمدها في فيلمه الجديد – من الناحية الظاهرية على الأقل -، اشتملت على ثراء فاحش في رسم المناخ العام للفيلم، والكشف عن دواخل شخصيتيه الرئيستين.
 لذا كان يمكننا يومها المجازفة بالقول ان المالح تمكن - عبر رسم عالم مغلق لا يزيد عدد ساكنيه عن شخصين، وتاريخه عن ساعتين كما اشرنا - من ان يرسم صورة ذكية وأمينة لعالم من الخوف والرعب، تتواجه فيه أوضاع اجتماعية وسياسية بادية القسوة والتعقيد. ومن الواضح ان السينمائي استخدم لغة التقشف وأسلوب التكثيف لرصد أحدات وأجواء وعوالم تتجاوز ما يقوله ظاهر الفيلم والجانب المعلن منه، الى حد بعيد.
 في الغرفة المغلقة إذاً، وعلى مدى ساعتين من الزمن، تمكن نبيل المالح - على طريقة الإيطالي ايتوري سكولا في «يوم خاص» - من ان يقول أشياء كثيرة حول القمع والاستلاب، حول عنف المجتمع وخضوع الأفراد. غير ان الاكتفاء بمثل هذا الجزم، كان من شأنه ان يشكل ظلماً لفيلم لا تنحصر قوته في مضمونه (الثوري في شكل موارب إذا شئنا!)، بل تكمن أيضاً وبخاصة في أشكاله الفنية، وفي قوته التعبيرية. فرؤيته السينمائية تقوم على مبدأ تقاطع زمنين: ساعتا عرض الفيلم هما في الوقت نفسه الفترة التي يستغرقها الحدث الرئيس، أي اللقاء السري والمنتظر لعاشقين في شقة صديق، بعد ثمانية أشهر من اللقاءات العابرة في الشوارع والحدائق العامة.
 العاشقان في الفيلم هما سالم وندى، اللذان قدمهما نبيل المالح في شكل مكثف وسريع، كعاشقين عاديين جداً. هي أرملة شابة تعمل لتعيل نفسها، وهو عامل ميكانيكي يهوى الفن ويعمل في المساء كـ «كومبارس» في المسرح القومي. والشقة التي يلتقيان فيها، بقدر ما تعزلهما عن العالم الخارجي، بقدر ما تكشف حتمية انتمائهما اليه وارتباطهما به. فالشقة التي تحتضن عزلتهما، من ناحية مبدئية، تعكرها بين الحين والآخر زيارة بائعة أو طلّة مباغتة من رجال المخابرات، ما يعني ان العاشقين، الى حميميتهما يمارسان في الغرفة (وهذه نقطة بدت محيّرة في الفيلم يومذاك!) مجابهتهما مع العالم الخارجي... حيث نجد ان سالم بدأ يعيش حريته، فيقوم بأداء أدواره المسرحية، متحولاً من مجرد كومبارس، الى شخصية رئيسة أمام متفرجته الوحيدة، ومن متلعثم في الحياة العادية الى فصيح منطلق في خطابه. ولهذا الانقلاب، دلالة نفسانية لا يخفى بعدها السياسي. فالتلعثم انعكاس للاستلاب وتعبير عنه، ويأتي التخلص منه دليلاً على توصل الشخصية الى تحرر معين.
 وفي هذا الفضاء المغلق، يبدو العالم الخارجي الذي يهرب منه العاشقان اكثر حضوراً. يصل هذا الحضور الى ذروته في المشهد الأخير، حيث تنزل على وجه «الكومبارس» صفعة حقيقية من رجل الأمن تذهله وتعرّيه تماماً، هو الذي اعتاد ككومبارس على تلقي عشرات الصفعات فوق الخشبة. هذه الصفعة، على رغم ان الفيلم كله أعدّنا لتلقيها، لم تأتِ من الناحية التقنية بالقوة المفترضة. فحركة الكاميرا البطيئة، جرّدت عنف الصدمة من دلالتها الفيزيولوجية. لكنها حضّرت وحددت نهاية الفيلم بمعناها الفصيح، ووضعت حداً لذاك اللقاء الذي كان وعداً بين حبيبين. فوسط ذهول سالم وإحساسه بالعار، وتصرّف ندى كأنها لم تر شيئاً، ينتهي الزمن الموقت، وتترك ندى الشقة متماسكة أول الأمر لكي تنهار بعد ذلك أمام مدخل البناية. ثم تتابع سيرها وسط مدينة مزدحمة، قبل ان يخرج سالم هو الآخر ويسير وسط الزحام في اتجاه آخر، فيما تستقر كاميرا نبيل المالح على المدينة. المدينة الصاخبة المزدحمة التي بدت شبيهة بما كانت عليه مدينة بيروت عشية حربها الطاحنة. فماذا سيحدث بعد ذلك؟
 ربما لا شيء. ربما يواصل العاشقان لقاءاتهما على هامش العالم، وربما يتحول سالم من كومبارس الى ممثل ذي شأن - وهو يستحق ذلك على أي حال - لكننا لن ننسى، أثناء ذلك، ان الفيلم الذي عاد به نبيل المالح الى السينما السورية عرف كيف يعبّر عن آليات القمع الداخلي وعن ظواهر الاستلاب. المالح يقول استحالة ان تكون فرداً طبيعياً في مجتمع طاحن، من دون ان يرفع أي شعار، أو يستند الى أية ادعاءات سياسية من النوع المعتاد.
 بهذا المعنى، يمكن القول ان «كومبارس» أتى يومها فيلماً ناضجاً وجريئاً ومبتكراً، ولو أنه كان يحيلنا أحياناً الى أفلام سبق لنا رؤيتها، (مثل «يوم خاص» للإيطالي سكولا). لكنه بدا في الأحوال كافة عملاً سينمائياً من طراز جيد بخاصة ان المالح عرف كيف يجعل كاميراه تتجاوز «كلاوستروفوبية» المكان (أي انغلاقه الذي يبعث على الاختناق)، مستفيداً الى أقصى الحدود من إمكانات ممثليه. فهما نجحا في التعبير، بكل شفافية وإخلاص، عن حميميتهما الموؤودة، وعن حنانهما اللامتناهي. و «كومبارس» في النهاية، فيلم مخرج وممثلين. لا يهم وبعد ذلك كثيراً ان يتسم الحوار بشيء من الثقل. وأن تتعثر بعض المشاهد بذهنية تفقد الفيلم إيقاعه (مشهد دخول خطيبة صاحب الشقة وتصرفاتها). إذ بعد كل شيء أتت عودة نبيل المالح عبر هذا الفيلم في ذلك الحين، لتمثل عودة شيء من الأمل الى السينما العربية.
إبراهيم العريس
الحياة

http://www.filesonic.com/file/1285897681/Alkombars.part01.rar
http://www.filesonic.com/file/1285406241/Alkombars.part02.rar
http://www.filesonic.com/file/1285795971/Alkombars.part03.rar
http://www.filesonic.com/file/1285834121/Alkombars.part04.rar
http://www.filesonic.com/file/1285925111/Alkombars.part05.rar
http://www.filesonic.com/file/1285962281/Alkombars.part06.rar
http://www.filesonic.com/file/1285996691/Alkombars.part07.rar
http://www.filesonic.com/file/1286036001/Alkombars.part08.rar
http://www.filesonic.com/file/1286071141/Alkombars.part09.rar
http://www.filesonic.com/file/1286105311/Alkombars.part10.rar
http://www.filesonic.com/file/1286134521/Alkombars.part11.rar
http://www.filesonic.com/file/1286177701/Alkombars.part12.rar
http://www.filesonic.com/file/1286220211/Alkombars.part13.rar
http://www.filesonic.com/file/1286259971/Alkombars.part14.rar
http://www.filesonic.com/file/1286295491/Alkombars.part15.rar
http://www.filesonic.com/file/1286318861/Alkombars.part16.rar