Monday, January 30, 2012

خلف علي الخلف - عن البلاد التي بلا أمل, الأسد الابن..مملكته ومعارضته


إنها بلا أمل .. لكنها بلادنا
إنها أيامي لا شيء آخر.. وإنها «بلادي» التي تمضي بعيداً؛ لا هي تنتظر ولا العمر ينتظر أيضاً. حينما أقرأ ما دونته في هذا الكتاب؛ الذي يبدو شبيها بـ«اليوميات»! أشكر الظروف التي جعلتني دائما خارج «البلاد»؛ فما كان ممكنا لأي صوت أن يعلو مسميّاً السجون بأسمائها ومطالباً بالهواء، أن يظل «خارج السرب» وبعيداً عن القضبان.. شكراً للمصادفات؛ فلم أكن في بقعة الضوء فأهملتني اليد العمياء التي قطفت أجمل ما في بلادنا لتضعهم في السجون؛ أو تشردهم في المنافي. ليس هناك «بطولات» لأسردها؛ كل ما في الأمر أني كتبت ونشرت وأنا في الغالب خارج «البلاد» ولم أدفع ثمناً لما كتبت كما دفع غيري من أعمارهم في الزنازين الرطبة وفي أقبية التعذيب.. بالمقارنة مع هؤلاء؛ وبالمقارنة مع الذين مضت أعمارهم في المنافي؛ سأخجل حتماً من ذكر أني اشتقت لسوريا.. «بلادي».
إنه زمننا السوري الذي يمضي بطيئاً، وما كتبوه أمس يصلح لـ«سوريا اليوم» وما نكتبه الآن يصلح لـ «سوريا الغد».
منذ أكثر من أربعين عام وبلادنا «وناسها» تتجرع المرارة.. تتجرع الصمت والسجون والمنافي والتعذيب والنهب المنظم وقمع أصواتنا. لقد دفعت سوريا وشعبها ثمناً فادحاً عبر هذي السنين وتحولت من مشروع دولة الى مجرد «مشروع» للنظام وأجهزته وأتباعه وتحولت بلادنا الى «بلاد بلا أمل».. نعم لم يعد هناك أمل وهذا أفدح الخسارات التي منيت بها سوريا في ظل حكم الأسد الأب والابن وسيرياتيل.. لم تعد هناك أحلام أيضاً لا على المستوى الشخصي ولا على مستوى «البلاد».
تعالوا أيها الموتى تعالوا.. يا من دفعتم حياتكم حالمين بسوريا الجميلة.. حالمين بغدٍ أفضل لأبنائكم؛ تعالوا لترو كم من البشر استهلكتها السجون وآلة القتل «المبصرة» لكل من راوده الأمل، كم من الأعمار استهلكت في المنافي حالمة بالعودة الى ترابها ومائها...
ها نحن رهائن في يد نظام لا يبصر غير «لعبة الكراسي» وحساباته التي تتكدس في بنوك الغرب «الإمبريالي: سابقاً» ولا ندري ولا أحد يدري متى يفرج عنا...
في هذه المقالات المنشورة جميعها على مدار أكثر من نصف عقد من الزمن في ظل «مسيرة التطوير والتحديث»؛ كنت أحياناً أقترب من حافة الأمل؛ وفي الغالب أتلمس يأسي وأستدل به على عمري الذي يمضي.. لم أكن على صواب دائماً ولم تكن رهاناتي صائبة دائماً خصوصاً في رهان «أمل التغيير» لكني كتبت رأيي في كل حين؛ وإذ لا يمكن وضع سلطة كالتي تحكم «بلادنا» بنفس السلة مع «معارضتها» إلا أن ذلك يجب أن لا يدعنا نغفل عن وضع هذه «المعارضة» الذي أيضاً يبدد الأمل..
إنها يوميات عن «سوريا» تترافق احيانا مع أحداث "جسيمة"؛ وأحيانا يحركها الألم. لم يكن هناك بد من السخرية فهي طافحة في أغلب ما دوّنته هنا، لكنها تخفت أحياناً مع «الأمل» والخضّات المرعبة التي تعرضت لها «البلاد» وتطفو على السطح مع اليأس في الغالب.. سنمضي حتى لو لم يكن «هناك ضوء في آخر النفق».. حتى لو تحول حاضرنا الى كتلة من اليأس؛ ومستقبلنا بلا أمل فلا بد أن نحلم بعودة «سوريا» لأبنائها في زمن آخر...
بقي أن أشير أن المقالات تتبع الترتيب الزمني معكوساً لنشرها في الغالب؛ إلا في حال ارتباط بعضها بموضوع واحد؛ في تاريخ مختلف. كما أنها لاتشمل كل ما نشرته في تلك الفترة...

خلف علي الخلف 20/8/2009 - الإسكندرية 




إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/





Sunday, January 29, 2012

إلياس خوري - مجمع الأسرار



بدأت الحكاية هكذا. في ذلك الزمان جاءت نورما إلى حبس الرمل. كانت في الثالثة والعشرين، حنطية اللون، كبيرة النهدين، في عينيها ماء يشبه دموعاً تكاد تسقط. تنتعل سكربينة سوداء بكعبٍ عالٍ كي تبدو أطول من قامتها قليلاً، تلبس فستاناً أصفر، وتحمل جزداناً أسود.
في ذلك الزمان، جاءت نورما إلى الحبس، وطلبت مقابلة حنا السلمان. حصل هذا، بعد صدور حكم الإعدام بأسبوع، وكانت نورما تعلم أن لا أحد يأتي لزيارة حنا. كانت تريد أن تفهم لماذا ارتكب حنا هذه الجرائم. كانت نورما هكذا، تحب أن تفهم الأشياء...




إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html

تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/


Thursday, January 26, 2012

بهيجة حسين - رائحة اللحظات (Font is modified for iPAD)


"
أحيانا أشعر أن الحكي هو كتابة لكنها لم تسجل على ورق، فالحكي في حياة النساء ليس قضية مجانية. كان لدي احتكاك بهم عام وخاص وحكايات كثيرة أردت أن أحكيها فحكيت. لدي رغبة دائمة أن أنتصر لفكرة أن أحكي، ويدخل في الحكي الخبرة والوعي والشخصية والثقافة وهو ما يشكل خصوصيتي، فالحكي هو أنا. أتذكر أنه وقعت في يدي ذات يوم رواية "وليمة لأعشاب البحر" للروائي السوري حيدر حيدر، الرواية تدور أحداثها في الجزائر وتتقاطع في أحيان كثيرة مع أحداث روايتي الأولى "رائحة اللحظات" التي اتخذت من الجزائر مجالا لكتابتها. راودني وقتها إحساس بأن حيدر حيدر كتب كتابة ضخمة في مقابل كتابة صغيرة لي عن نفس الموضوعات تقريبا، لكني الآن وعندما أسترجع هذه المشاعر أوقن أني كنت مخطئة، فكل منا لا يمكن أن يكون وهو يكتب أحدا آخر سواه."

http://www.mediafire.com/?olos7yi2guglevw



إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html

Wednesday, January 25, 2012

بهيجة حسين - حكايات عادية لملء الوقت



فاجأت الروائية بهيجة حسين الواقع الأدبي بهذا النص الممتع وهذه الحكايات التي هي من فرط عاديتها وتآلفنا معها واعتيادنا على وجودها لم نعد ننتبه لها ، وبهذا تصير \" غير عادية\" بالمرة ، لأنها تقدم الذات المكتنزة بكل المشاعر من كل مناحيها وتشخص كل المعاني المجردة مثل الحب والخوف والاحتياج النفسي والجسدي والكراهية والافتقاد والرومانسية وتميؤ المشاعر والانتهازية والايجابية ......وما سواها ، عبر الحكي وعبر بوابة الذكريات التي تتفجر لتغير موقعها من الدفن في صندوق تحت السرير إلى صدارة المشهد ، تنفخ الراوية الروح في صورها لتتخلق الحياة بكامل أوجهها وتحولاتها وكذا تؤسس لأيدلوجيتها اليسارية بلا أي خطابة أو زعيق قد يمثلان نتوءا في انسيابية النص . ولو حاولنا أن نطلق على هذه الكتابة عبارة \" رواية نسائية بامتياز ، أو كتابة بعين المرأة \" فإننا نفعل ذلك ، لا لكون النص يبدو منشغلا بالأساس بالحكي الصادر عن أنثى متناولا نساء ،بالأساس وفي الصدارة ، ورجالا في الخلفية أو لكونه يعرض الأعم الأشمل من مظاهر قهر النساء ومشاكلهن العامة والخاصة في القرية والمدينة عبر فترة ممتدة من تاريخ مصر ..ولكن لأن الرؤية التي قدمتها هذه الرواية تجاوزت الرصد الخارجي والتشويق الضيق والإثارة ، إلى مرحلة النفاذ تحت جلد الأنثى والتعبير عن أدق النبضات والخلجات في حياة الكائن الثري دراميا والمكتنز بالحياة المسمى بالمرأة ، وعن طريقها ، أي عن طريق مركزيتها في حياتنا ومصائرنا .. يمكن لنا تعرية المجتمع كله .. فكون المرأة منطلقا للحكي ثم مادته الخام وكون كل بطلة هي كتلة سردية في حد ذاتها فيكتمل في النهاية المعمار الدرامي للنص الكبير الذي هو الرواية ...كون المرأة كذلك في العمل جاء بمشروعية وانسيابية وبساطة بدون ركوب لموجة الكتابات النسوية المنتشرة حاليا وبدون التعامل مع مصائر النساء الأبطال على أنها حواديت فقط لملء الوقت – كما يصرح العنوان بمكر فني – بل إن الحكايات تلك في حد ذاتها تصلح تماما لإنتاج الدراما . وهناك بعد أساسي وملحوظ يبدو أنه كان ماثلا في أولويات مبدع النص وهو محاولة التصادق مع المتلقي عبر رؤية كل منا لذاته في جزء من الكتابة وبالتالي تصدير الإمتاع لذلك القارئ الذي سيصبح متورطا وهذا الأمر صار غائبا إلى حد ما في الكتابات الآنية وذلك لصالح فعل( الإدهاش ) . نجحت الكاتبة في ذلك عن طريق حيوية السرد وحساسيته وسيطرة المبدع على الكتابة ...ما أود الإشارة إليه هنا هو أن هذه المتعة لا تعود بالأساس إلى الحكايات وهي منطقة مضمونة في تصدير الإمتاع وثابتة في الذائقة عبر نموذج \" شهرزاد \" وحواديت الجدات .. ولكن لأن مبدع النص مارس لعبة الكتابة وكأنه ممسك بحبل مشدود ، يخفف القبضة حينا ويشدها حينا آخر وهكذا تتبادل المناطق الساخنة التي تحمل توترا والمناطق التي تؤدي إليها أو تخرج منها بنجاح وسيطرة وإحكام . يقدم النص مادة ثرية جدا من الأمثال الشعبية والمسرح ( الحي ) الذي تنتج فيه النصوص الشفاهية الدالة والموجزة والحكيمة والروائح والأصوات والممارسات الشعبية مثل طقوس ليلة الدخلة ( البلدي ) والتجاور بين البشر والحيوان في الريف ..الخ بشكل مبرر تماما وليس بشكل (سياحي ) ، بارد وبلا روح ، فقط لا ستدرار الترجمة أو حتى اقتناص نجاح مضمون ولكن كل تلك الطقوس جاءت كجزء حميم وأصيل من مصائر و حيوات المروي عنهن لهذا هو مسبوك تماما في لحم الحكي . وبذكاء صدّرت الكاتبة النموذج الذي تفضله للمرأة، برهافة وبدون فرض على منطق السرد .فالراوية معجبة في كل شخصية تصدّرها بملمح إنساني معين ، لكن بالنسبة لنموذج الأم ، ينجح النص في جعل المتلقي يتلقاها بالتفضيل ، فهو نموذج راق ٍ، تقدمي ، أنيق ، عنده كبرياء ، مكتفٍ ولا يفرض آرائه على الآخرين ..تتسرب إليك هذه المحبة لتلك الشخصية عبر المقارنة مع أخريات في النص أو داخلك أنت .. كذلك لابد وأن تتعاطف مع الراوية التي هي نتاج كل ما قدم من خلال السرد ومن أحداث كبيرة عبر الوطن أو صغيرة عبر المحيطين ثم لا تستكين لاتهامها بالسلبية لأنك تتذكر الأم طول الوقت في الخلفية حيث رسمت لها حياتها بهذا الشكل ، ثم تفيق على كون نموذج الراوية هو النموذج المناسب لتلخيص كل ما جرى لنا وليس فقط لهذا الجيل الذي تنتمي إليه ، وهو التالي لجيل \" الفعل \" السابق عليه ، ما أقصده أن هذا الالتباس يتماهى تماما مع التباسنا إزاء ما كان واضحا فيما سبق . السارد هنا متأرجح بين كونه راويا خارجيا أو راويا مشاركا ، لكن اللافت أن هذا الراوي الخارجي لا يصح أن يكون خارجيا بنقاء لأن مصير هذه الشخصية مرتبط بطريق أو بآخر بمن تحكي عنهن أو عنهم سواء بالقرابة أو تشرّب النموذج وكذا رفضه . وهناك إشكالية أخرى وهو أن هذا الراوي ، الذي يخرج الصور التي هي مفتاح الحكي ومنطلقه ومسرحه ، الساحر الذي يخرج الدهشة من الجراب ، يقدم السرد منطقا ومبررا لكونه راويا عليما ... نظرا لأنه حامل المفتاح وبادئ البهجة . في هذا العمل هناك ملمحان بارزان هما :- الحنين ، التعبير عن نتيجة مفادها أن الجسد هو محل الذكريات عبر الجنس .. أما الحنين فينقسم إلى صورتين . الحنين الشفيف الذي يتسلل إلى الروح ، الصورة الأخرى هي النوستالجيا وهي الحنين المرضي الذي يتسلط ويؤثر في المصائر . يراوح العمل بين الصورتين ، وطول الوقت لا نصل أبدا إلى الدرجة العاطفية الفاقعة رغم ميلودرامية بعض الأحداث . أما الجنس ، فهو مركزي وأساسي ويظهر كمفجر للأحداث أو يصير هو اللاوعي الذي تتصرف الشخصيات وهو ماثل وموجود وضاغط . لكن الشخصية الوحيدة التي لا يطل الجنس عبر نوافذها بجلاء وإعلان كامل هي الراوية ، حيث ينضاف إلى قيم ومشاعر كثيرة تلتبس إزاءها مشاعر الراوية ويأخذ الجنس شكل ( الجنس المضمر ) في حالة الأم ، حيث أومأت الكتابة إلى إمكانية حدوثه وبالتالي صار ينتج في ذهن المتلقي وفي النهاية صارت الحكايات هي حياة الراوية التي لم تعشها بعمق إلا من خلالها ، لقد عوضت كل ما كان يجب أن تحياه أو تتمثله أو تتمنى أن تختبره في حيوات الآخرين.. وتبقى الإشارة الأخيرة في العمل إشارة بليغة تصرح بأنها ستكمل هذا الدور لكنها ستنتقل من موقع المتلقي ، شبه المشارك إلى دور إعادة الخلق ، المتمثل في تجميع أجزاء الحكايات التي لم تكتمل بعد وجعلها صالحة لإثارة الدهشة
مؤمن سمير-مجلة الرواية





إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html

تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

Sunday, January 22, 2012

ياسين رفاعيه - رأس بيروت




"في روايتي "رأس بيروت" أخذت أتتبَّع بشكل شامل مصائر الناس في رأس بيروت، وما الذي حصل لهم. لم يكن في رأس بيروت مقاتلون، ولكن الحرب حوَّلت حياتهم إلى جحيم بسبب انقطاع الماء والكهرباء. كانت أياماً صعبة جداً. ماهو رأس بيروت الذي سيصبح عنواناً لرواية من روايات الحرب الأهلية. إنه مساحة ضيقة تمثِّل الخليط الاجتماعي الذي أراد المتحاربون أن تمتدَّ الحرب إليه..."



إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

الياس خوري - عن علاقات الدائرة


تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: مؤسسة الأبحاث العربية

"لم أكن أمشي عادة أترك لحذائي حرية تقرير مصيره، فيقر مصيري ويأخذني عبر الشوارع والأزقة، ثم عندما يتعب يأمرني أن أنام، وأنام وأنا أحلم، وأنهض في الصباح أو في المساء أحمل حذائي ثم يحملني ويتابع سياسة تقرير مصيري. ينزلق فوق برك المياه محدثاً أصواتاً لها قيمتها التاريخية دون أن تفقد قيمتها المعنية المباشرة. فحذائي قديم في هذه الأرض وعلاقاته قديمة. وهو يعلم المناطق الأساسية في جسد الأرض، فيحكها ويتركها أمامي وهي تتلوى. لا ليست الأحذية متشابهة، فلكل حذاء رائحة. الأحذية مثل المدن والسجون. والحذاء حالة شاملة لا تستطيع أن تمر بها هكذا. عليك أن تناقشها. أن تفسرها، لكن الأحذية لا قيمة لها. قيمتها في فاعليتها...".
نبذة النيل والفرات



إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html



تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

Friday, January 20, 2012

بشرى محمد أبو شرار - إقتلاع (Font is modified for iPAD)



تنهمر لفظة (اقتلاع ) ـ التي اختارتها الكاتبة ( بشرى أبو شرار) عنواناً لأقاصيصها المجمعة ـ دلالات و معاني واضحة في الوجدان الفلسطيني تتجاوز ما رسخ في ذاكرة الآخرين.
الاقتلاع من الأرض و البيت و بئر الماء و نصاعة الحلم الذي كان فسيحاً يتسع الجهات كافة، بحيث أضحت تلك اللفظة شاهداً على بشاعة الجريمة التي حدثت، حينما يستوطن الوافد من وراء البحار و المحيطات برك و بحرك و سماواتك فيما يتحول صاحب الحق إلى لاجئ ، مشتت، تتقاذفه المخيمات و المنافي.
هذه الخصوصية للفظة الاقتلاع لم تمنع الكاتبة أن تنسج من خلال مغزلها طُرقاً مفضية إلى عوالم تبحر أكثر فأكثر صوب عناوين الوطن و فضاءاته .
يمكن للمتتبع لقصص مجموعة ( اقتلاع ) أن يقسمها إلى محورين من حيث دلالات المكان و الزمان :
المحورالأول : يرصد حنين الكاتبة التي تعيش في مصر لجهات الوطن و رموزه عبر استقطار مرايا ذاكرتها و تذكاراتها .
حنينها هنا ليس ذلك الحنين الدامع المشبع بالعويل ، لكنه الحنين الذي يحفظ أشياء الوطن بوصلة انطلاق تشع وضوحاً و ثباتاً و امتداداً .و يمكن في ظل هذا المحور إدراج القصص التي يتشابك فيها الهمّ المصري بالهمّ الفلسطيني في حنين موصول بكل ما هو إنساني.
ـ ترصد قصة ( اقتلاع ) في يسر و عذوبة المشاعر الإنسانية لتلك المرأة العائدة بعد غياب طويل إلى بيت الطفولة و الصبا الذي خلا برحيل الأم و الأب ـ بما يشكلانه من ماضٍ مفعم بالفخار ـ حيث تنهمر ذكرياتها الملتصقة بكل ذرة من ذرات البيت الذي يسكنه أخوها الآن .
و عبر اختلاط السارد الموضوعي العليم بتيار وعي تلك المرأة نتلمس دفق أحاسيسها الإنسانية و هي تفتش في غرفة أبيها عن حوائجه و أشيائه ، تتشممها ، تفجعها ملابس أخيها المصفوفة بعناية ظاهرة تحتل الخزانة ، فيما انزاحت ملابس الأب صرة متهالكة مكومة في الزاوية يعلوها التراب ، في الوقت الذي قبعت فيه نظارته في آخر الدُرج باهتة ، مطفئة ، شاحبة .
و عندما تبدي المرأة احتجاجها على هذا التجاهل و الجحود ينصحها أخوها دون اكتراث بأن تذهب بالحوائج إذا ما رغبت إلى أحد الجوامع أو دور المسنين.
لتلوذ المرأة إلى عوالمها الداخلية ، تستكشف الحقيقة المتوارية في أعماقها ، تطالعها غرفة الصالون التي بدت لها مهزومة مأزومة ، يطمرها غبار الزمن ( سقطت حبات الدمع تطوف بالذكرى البعيدة ، حيث الأريكة العريضة ، يوم جلس عليها المأذون ليعقد عقد زواجها ...صوت أمها يناديها بأن تأتي و معها قطعة القماش لتمسح التراب من على المقاعد ...كان عمل الصباح و المساء ، كان مكان أمها هناك في الزاوية يوم دخل المعزون البيت ملتفين حولها لتخفيف حزنها على زوجها ، ظلت هناك في مقعدها لا تبرحه ، و بجوارها المصحف تقرأ ثم ترفع عينيها بعيداً بعيداً نحو الفضاء العريض تنتظر لحظة رحيلها إليه لتكتمل الرحلة ) ص25 ـ 26 .
و عندما تلامس يدها صورة أبيها المصلوبة على الجدران ، تقرر أن تبعدها عن هذا الواقع الذي يئن تحت وطأة خواء المشاعر الإنسانية ونضوبها ، تودع الصورة حقيبتها، تضمها بين جوانحها قطعة منها و كأنها تضم عالماً من البراءة المفقودة ، عالماً اكتشفت الآن حجم فجيعتها بفقدانه .
النص صيحة تحذير ، فنسيج العلاقات الاجتماعية حتى بين أفراد الأسرة الواحدة آخذ بالتحلل و التفكك في ظل زحف قوانين السوق ، تراجع منظومة القيم ، غياب التواصل الإنساني عبر ذلك الأنموذج ـ الابن ـ الذي يجسد رموز المرحلة بضبابيتها و أنانيتها و عدم اكتراثها بالهم العام حتى لو كانت وصايا الأب و الأم و تذكاراتهم المشعة المضيئة .
في المقابل يُعلي إيقاع السرد من خلال الاحتفاء بأنموذج تلك المرأة من قيمة الأحاسيس الإنسانية المشحونة بالدفء الذي لا بد أن يسود مهما توالت الخيبات و تعالت أكوام الصقيع و الجحود .
ـ نطالع في قصة ( حناء ) عرساً فلسطينياً يعبق بالعادات و الطقوس التراثية التي لم تنطفئ (الثياب المطرزة ، السحجة ، الدبكة ، المواويل ، الزجل ) ومن خلال ذلك كله تعبر شخصية أم نور الآتية من العراق وهي تسوق إجابات عن نهر دجلة ، باب المعظم ، باب عشتار ، و كل بوابات بغداد الموصلة إلى بوابات فلسطين ، لتمتزج المواويل الفلسطينية بالمواويل العراقية في إشارات رامزة إلى التلاحم العربي الذي تنشده الكاتبة ، و يمكن أن نأخذ على القصة جنوحها إلى الاسترسال خاصة في بعض الأسئلة الموجهة للقادمة من العراق .
ـ في قصة ( صندوق البريد) يتحول الصندوق رقم 1007 المزروع في بناية البريد في شارع عمر المختار بغزة إلى شريان يضخ الحياة لعيون الغياب المتطلعة إلى العودة للوطن رغم أغلال المحتل .
ـ في قصة (بوابة السلام) نتتبع المرأة التي هدم اليهود بيتها الكائن في المخيم و هي تكد في البحث عن أوراق بيت (الرملة) السليب ، تزيح عنها الركام و الهدم ، تنتشلها شاهدة على خصوصية الاستمرار ، التلاحم بين الماضي و الحاضر ، و فيما ينشغل طفلها في البحث عن لعبته بين الأنقاض ، تمعن عيون المرأة في الارتحال صوب الشرق ، حيث مدينتها (الرملة) البعيدة التي لم ينطفئ أوارها من الوجدان .
- ترصد قصة (يوم الفرح الحزين) المشاهد الخلفية الكئيبة المخفية ليوم افتتاح مكتبة الإسكندرية ، حين يغدو الاحتفاء بصورة الزعيم التأشيرة التي تفتح مغاليق بوابات الرزق ، فصناديق محمد الديبة و سلاله تصبح عرضة للانتهاك لأنه نسي التأشيرة ، في الوقت الذي يكتسب فيه عم فؤاد التواجد عبر تلك التأشيرات التي تعلو رزم كتبه المرصوصة المتراكمة ، فيما يمتلئ المشهد بالرجال المدججين بأصوات اللاسلكي التي تجز حرابها رقبة المكان الذي ركنت إليه تلك الفتاة جهة سور البحر في محاولة منها للفرار من تلاحق الصور التي تنضح كآبة، وفي وقفتها تلك تلاحقها أطياف الوطن القابع خلف الأسلاك ، فتزداد في داخلها أحاسيس الغربة و الانسحاق خاصة عندما يقترب منها رجلان تطل المسدسات من خاصرتهما طالبين منها مغادرة المكان و إلا....لتمضي و هي تحس بضباب يملأ المشهد ويطوقه بأسلاك من القهر والاغتراب تلاحقها حتى في مناسبة افتتاح مكتبة يُفترض أن تكون مخصصة للإنسانية.
ـ تتحدث قصة ( و همي المطر ) عن هموم الإنسان الفلسطيني عبر تلك الفتاة التي تعيش بعيداً عن غزة ، لكن الوطن يحيا في قلبها ، حين يصبح استدعاؤها مشروعاً من قبل أجهزة الأمن ، تصبح عرضة للملاحقة و التفتيش في أدق خصوصياتها و هواجسها ، لأنها تتعامل مع الورق و الأقلام و الأحلام .

المحور الثاني : نصوص يبدو من خلالها انعجان الكاتبة بالنماذج الإنسانية المنتزعة من الواقع المصري بحيث يمكن التعامل معها و كأنها نماذج تراها في أكثر من مكان لأولئك المنسيين من أبناء الفقر و الصمت المحملين بالأمل رغم قسوة الواقع و شظف الحياة .
ـ تغوص قصة (سلطان) في أعماق الساعي الجديد ـ سلطان ـ كاشفة عن طيبة يتعامل معها مدير المكتب بتسلط و قهر و عنجهية مستغلاً حاجة ذلك الأنموذج و عوزه ، و عندما يصل الأمر حد نعت أمه بأقذع الأوصاف يتحول سلطان إلى النقيض ، رافضاً الانكسار تحت وطأة الفتات المغمس بالذل فهو لم يركن إلى الإذعان إلا من أجل توفير لقمة عيش كريمة لتلك الأسرة المسحوقة التي تنتظره (أخته الصغرى تنتظر الهدية ، العيدية ، أمه التي سكنت الفراش و لم تبرحه ، اعتاد أن يدس يده تحت وسادتها مما قد تحتاج إليه ) ، لذا نجده يقذف مفاتيح المكتب كأنها العار، مطالباً بحقوقه المنهوبة حتى آخر مليم ، متنازلاً عن عمل يستبيح أدميته و يصادر في إنسانيته أجمل أبهى الرموز التي يعتز بها .
ـ نتتبع في قصة (شارعنا البعيد) تلك المرأة الكادحة التي تصطف بين جموع الواقفين على عتبات الفرن ، يضاعف من همها ولدها المريض النائم على كتفها و هي تكافح من أجل إبعاد الأحذية المتدافعة عن عملتها الورقية ـ نصف الجنيه ـ التي سقطت منها على أرضية الفرن ، في الوقت الذي يلاحقها فيه صوت صاحب الفرن مؤنباً بكلمات كأنها السياط ، متعجلاً الثمن .
و ما إن تتمكن تلك المرأة من فرد طولها و تناوله حقه حتى تتهاوى من بين يديها أصابع المحمصات التي اشترتها ، متهشمة على أرضية الفرن ، لتمتد ركامات من المرارة المتصلة في أعماقها امتداد الشارع المعتم البعيد الذي ابتلعها مشيَّعة بواقع يشر قسوة و اضطهاداً.
ـ في قصة ( فوق السحاب نطير ) نطالع رجلاً يعدو لاهثاً بعربة خشبية متآكلة استأجرها لبيع حبات الترمس ، متشبثاً بها في عناد و كأنه يتشبث بعروق الحياة و هو يدفعها صوب الأزقة و الشوارع الضيقة المنسية لإخفائها من مطاردات الشرطة ، إلى أن تهدأ العاصفة ، لتعود عجلات العربة المهترئة إلى الدوران بحبات الترمس و الليمون المذبوحة ، يعب بها المسافات و الريح العاوية ، و رغم الأسوار و الملاحقات و البوابات الموصدة لا تتوقف العربة عن المضي خلف الدخان و فوق السحاب بحثاً عن لقمة مغموسة بقطرات الدم في عالم لا يأبه بأوجاع الفقراء .
ـ ذلك الإصرار على البقاء نلمحه في قصة ( دخان ) عبر شخصية (صالح) بائع حبات البطاطا المشوية الذي لا يكل و هو يدفع عربته المتهالكة التي تئن و تئز فوق أرصفة و شوارع المدينة و وحلها ، فيما نبتت على حواف العربة صور منتزعة من ماضٍ متوهج بالبراءة لأناس لم تغب وقفتهم من ذاكرته إلى جواره في أزمنة الشدة ، حينما جمعوا له أخشاب العربة و مساميرها و قوائمها الحديدية و قواطعها و عجلاتها ، في المقابل تحتل المشهد صورة متفردة للرجل الذي يقاسمه رزقه بعد أن أخذ منه نصف ملكيتها في إشارة إلى غياب الأمن و الأمان بغياب العلاقات الإنسانية السوية .
ـ ترصد قصة (و قال الوالد) شخصية ( أبو يوسف) الرجل الذي أوصت اللجنة التي عاينت مكنه المتوارث عن أبيه بتفكيكه قطعة قطعة والتخلص منها لانتهاء عمره.
أربعون عاماً من معاناة متصلة بين إبر الغزل والخيوط و البكرات و العنابر و النسيج تتحول إلى خردة لا يعلم بعدها كيف و إلى أين السبيل .
و عندما يأتيه صوت ولده الصغير مغنياً للأمل ، للسد العالي ، تتدفق من محجريه الدموع في صمت ناجم عن إحساسه بالعجز فيما تتسمر نظرات زوجته عزيزة في الفراغ و إحباطات تتنامى في أعماقهما لتطاول قامة تلك المسلة التي تزفر دخاناً أسود يسافر بعيداً و يعود ملفعاً بسواد يفضي إلى مجهول يحاصره بأنياب لا ترحم ، ما دام الخلل الاجتماعي هو السائد .
 بشرى محمد أبو شرار ، اقتلاع ، إبداعات فلسطينية ، غزة ، 2004 .
 كاتبة فلسطينية مقيمة في مصر ، صدرت لها ثلاث مجموعات قصصية و رواية في الإسكندرية .
زكي العيلة



http://www.mediafire.com/?ik2111avv3m6sem


إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


Wednesday, January 18, 2012

سناء أبو شرار - في إنتظار النور




قالت الروائية سناء أبو شرار إن حالة تقمص الألم والكتابة عنها هي الهاجس الذي رافقها أثناء كتابتها لروايتها (في انتظار النور)، التي تتحدث عن قصة سيدة تعرضت لحريق في جسدها، جاء ذلك في شهادتها التي قدمتها مساء أمس الأول ضمن برنامج كتاب الأسبوع الذي تقدمه المكتبة الوطنية.
وأضافت أبو شرار أن مرضى الحروق لم يحظوا باهتمام كبير من الأدب والمجتمع، وأنها اضطرت للجلوس مع إحدى المريضات في المستشفى لأكثر من عشر جلسات لتتعرف إلى جوانب من معاناتها، خاصة وهي تواجه ألم الحروق، أو في ما يتبع ذلك من تشوهات في الوجه والجسد، لافتة إلى أنها أدخلت في متن روايتها كثيرا من تفاصيل العلاقات الاجتماعية، وفي مقدمتها العلاقات الأسرية والزوجية، لتسليط الضوء على جوانب مخفية في هذا الجانب في حياة الناس، مؤكدة أن روايتها تناولت جوانب إنسانية متعددة في الحياة، وإن انطلقت من زاوية امرأة تعاني الحروق في جسدها، ذاهبة إلى تقديم استشهادات من نص الرواية تدعم وجهة نظرها في ما حاولت توضيحه أو التأشير عليه.

 سناء أبو شرار من مواليد غزة تقيم في عمان، وتعمل محامية، لكنها تنحاز للأدب، وقد صدرت لها مجموعتان قصصيتان هما “اللاعودة” و”جداول دماء وخيوط الفجر”، وخمس روايات هي “أنين مدينة” و”غيوم رمادية مبعثرة” و”أساور مهشمة “ و”أوراق الميرامية” و”رحلة ذات لرجل شرقي”.




إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html
تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

Monday, January 16, 2012

صدقي إسماعيل - الله والفقر




 ساخراً في جريدته المخطوطة «الكلب».. متألماً في «الله والفقر»
في مدينة أنطاكية في لواء اسكندرون، ولد «صدقي بن علي علام إسماعيل» في السادس والعشرين من أيار عام 1924. عاش بداية حياته في أنطاكية، وتابع دراسته في مدن سورية، بعد أن تسلَّل، في العام 1937، مع أخيه وبعض رفاقه إلى الحدود بين سورية وتركيا، ليستقرَّ في دمشق في العام 1940.
وكانت قصة صدقي إسماعيل، المأخوذة عن مجموعته القصصية «الله والفقر» التي صدرت في دمشق عام 1970، مِفصلاً مهماً، من حيث الإعلان الصارخ عن آلام وأوجاع الفقراء في مجتمع يحكمه الاحتلال والتخلف وقسوة العيش؛ التي جعلت من العادات البالية في المجتمع تزعزع ما هو أصيل.

وجسَّد صدقي إسماعيل ذلك الإنسان الفقير الطيب، طاهر القلب واللسان، والذي يتعرَّض للقهر والظلم، فيواجه الطغيان الاجتماعي بقلبه النظيف، كما يواجه الاحتلال الفرنسي بشهامة غريزية فطرية في حقبة العشرينات من القرن الماضي. رسم الكاتبُ الراحل شخصيَته من روح المجتمع، في واحدة من أشهر مؤلفاته القصصية، لتستوحي الدراما السورية سلسلةً بعنوان «أسعد الوراق» للمخرج علاء الدين كوكش، حيث برع الفنان الراحل هاني الروماني في تجسيده دور تلك الشخصية في سبعينات القرن الماضي ولاقت تلك الشخصية قبولاً وانتشاراً في قلوب الناس، لتعيد الدراما صياغتها من روح قصة صدقي إسماعيل الأصلية، وتحمل سلسلة بالعنوان نفسه «أسعد الوراق» الموسم الفائت للمخرجة رشا شربتجي، حيث جسَّد بطولته الفنان تيم حسن.
يعدّ صدقي إسماعيل، الذي توفي في 26/9/1972، نموذجاً عن كاتب متعدّد المواهب. فثمانية وأربعون عاماً عاشها وهو يكتب القصص والرواية، كما اشتغل في الدراسات الفكرية، وله «رامبو، قصة شاعر متشرد»، التي صدرت في دمشق 1952، وكتب رواية «العصاة» الصادرة في بيروت 1964، وله كتاب عن «العرب وتجربة المأساة» صدرت في العام 1963.
وألّف الكاتب الراحل في المجال المسرحي؛ فله «سقوط الجمرة الثالثة»، و«الأحذية»، و«أيام سلمون»، و«عمار يبحث عن أبيه».
وابتدع الراحل «جريدة الكلب»؛ حيث فجّرها ثورة في عالم النشر آنذاك، كتبها بخط يده، وصاغ كلَّ مقالاتها شعراً في مطلع الخمسينات، ولم يتسنَّ له أن يرى جريدته مطبوعة علانية، حيث طبعت بعد عشر سنوات من رحيله، ونظم كلّ ما فيها شعراً ساخراً لاذعاً، يستعرض فيه من حياته وتجربته ومشاهداته.
ولم يكن لصدور جريدته موعد محدد؛ حيث يُعدّ منها نسخة أو نسختين، لينقلها بعد ذلك منه من يحبّ، يتناول فيها الأحداث والأوضاع العامة بسخريته الفريدة وتعليقاته المعروفة، فيتوزّعه القارئون من الأصدقاء في المدن السورية. وفي إجابة عن سؤال لمراسل مجلة الأسبوع العربي البيروتية عام 1963 حول سبب اختياره تسمية جريدته «الكلب»، أجاب الراحل ساخراً: «لأنَّ الكلب هو الكائن الذي يحقّ له أن ينبح دون أن يلزمه أحد بشيء»، وكان شعارها: «جريدة مختصة بالشعر.. تصدر مرتين كل شهر.. إنَّ خير القراء من لايضوج.. ذَنَب الكلب دائماً معووج».

 تخرج صدقي إسماعيل في دار المعلمين بدمشق عام 1948، ونال الإجازة في الفلسفة من جامعة دمشق، ودبلوم التربية عام 1952، وعمل مدرساً في حلب ودمشق، وعُيِّنَ أميناً للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في العام 1968، كما أسهم في العام 1969 في تأسيس اتحاد الكتاب العرب، وتولّى رئاسته حتى العام 1971، ورئاسة تحرير مجلة الموقف الأدبي، وكان عضواً في جمعية القصة والرواية.
(عبد الحسيب زيني)



إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html



تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

Sunday, January 15, 2012

بشرى محمد أبو شرار - أعواد ثقاب (Font is modified for iPAD)





ثمانية وعشرون عود ثقاب، تشعلها من ذاكرتها التصويرية الحديدية الكاتبة الفلسطينية بشرى أبو شرار، في أولى رواياتها "أعواد ثقاب" (244 صفحة) الصادرة عن مطبوعات القصة بندوة الاثنين بالإسكندرية، بإشراف الناقد عبد الله هاشم. لكل عود ثقاب اسم تطلقه عليه الكاتبة، فيكون هذا الاسم عنوان الفصل فالعود الأول، على سبيل المثال بعنوان "وطني قطعة جبن مثقوبة"، والعود الأخير بعنوان "قد نموت بعيدا"، وما بينهما أعواد ثقاب تشعلها الكاتبة من وحي زيارتها أو رحلتها من الإسكندرية، إلى مدينتها غزة الفلسطينية، بعد غيبة أعوام كثيرة، فتجئ بقية الأعواد أو الفصول عبارة عن (فلاشات باك أو ومضات من الذاكرة) ذات إضاءات قوية، تحمل حنينا جارفا لأيام الطفولة، وما جرى فيها من أحداث سياسية وعسكرية واجتماعية واقتصادية.
ما أن تدخل الساردة بيت العائلة، وتلتقي بأمها، وتطمئن عليها، إلا ويبدأ شريط الذكريات، وتقفز الصور إلى الوجود، وتتحرك الأشياء إلى الماضي، ويعود الزمن مع الذاكرة إلى الوراء (أنزلت حقيبتي، أرقب الشارع الخالي، بعد غيبة سنوات طويلة .. أعود إلى بيتنا مرتع طفولتي) لتجد غرف البيت وأسرَّته خاوية، ووسائده حزينة لغياب أحباب من أهل الدار، فتدخل حجرة المطبخ لتعد فنجان قهوتها، فتجد علبة الثقاب ساكنة، فتمتد إليها أصابعها، وتبدأ في إشعال أعوادها بضغطة ناعمة على جدار العلبة، فيشتعل ويتوهج كل عود، وتبدأ أحداث الرواية.
وعلى ذلك تقف الساردة ـ في مطبخ العائلة ـ على حافة عالمين: عالمها الآني بكيانها الحالي في دار العائلة، وعالم الطفولة، الذي يبدأ في الصعود إلى الرواية اعتبارا من قولها في العود الثاني: (أنزل على عتبات سلم بيتنا أتقافز من عليها ذات اليمين مرة، وذات الشمال مرة، ومرات آخذة حافة الجدار حيث ألقي بجسدي الصغير على ملمسه الناعم فأجد نفسي أسفل الدرج، وأحيانا تلمحني أمي .. تصيح بي .. ألن تكفي عن هذا .. لِمَ لمْ يخلقك الله صبيا ويكمل الجميل .. الخ).
من هنا تبدأ الرواية رجوعا إلى الوراء، واشتعالا لأعواد الذاكرة المحبة للناس والأرض والوطن، فنرى لوحات جميلة لطبيعة الأرض الفلسطينية في غزة، ونستمع إلى حكايات العائلات والناس، ونعيش أحداث الوطن، ونشارك الفدائيين عملياتهم ضد العدو، منذ ما قبل صيف السابع والستين، وحتى عام 1987.
إنه رجوع إلى الوراء، به تقدم إلى الأمام، خلال سنوات السرد.
لقد رأت الساردة في طفولتها (الجنود المصريين يندفعون عبر الممرات والشوارع الخلفية، يقفزون فوق الأسلاك على أسطح المنازل في المناطق المهجورة إلى أن حطوا في حديقتنا. خرج أبي إليهم .. حفاة مهلهلين الثياب .. مجردين من السلاح .. بزاتهم العسكرية قد يظهر منها شيء .. عليهم بنطال .. قميص يترنح من على الأكتاف .. ذقونهم .. شعورهم كثة .. وقف أبي بينهم تهامس معهم .. أتى بالخرائط يشرح لهم ليعبروا إلى ممرات آمنة، وسط نظرات زائغة وقلوب كسيرة شق طريقه بينهم ليحمل ملابس يرتدونها ليواصلوا طريقهم عبر الحدائق وبيارات البرتقال إلى حيث خط لهم أبي على ورقة الخريطة ..).
ومن ساعتها لم يكف أهل غزة عن المعاناة، والتفتيش، وحظر التجول، ومداهمات البيوت والمنازل، بحثا عن فدائيين مصريين أو فلسطينيين، كل هذا ـ وغيره ـ ترصده الساردة بلغة كاشفة واصفة تميل إلى البساطة والشاعرية، رغم العذاب النفسي والبدني، وطقوس المعيشة اليومية الصعبة في أحياء غزة وشوارعها، التي لم تنس الساردة تفاصيلها الصغيرة. ومن ثم نكون أمام تحليل أو تشريح لواقع المجتمع الغزَّاوي منذ سنوات ما قبل هزيمة 1967 وحتى اشتعال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، من خلال السرد الروائي الكاشف. حيث تكشف لنا الساردة سلاحا من أهم الأسلحة الفلسطينية، وهو الإنجاب (نحن نحتاج إلى شعب لتبقى المقاومة كالشلال الدافق) فضلا عن سلاح اليقين بأن كل ما يفعله الإسرائيليون إلى زوال.
تتذكر الساردة بداية علو الأبنية والجسور والإشارات المرورية الإلكترونية الحديثة، فتقول لوالدها: انظر يا أبي هذه أشياء لم نرها من قبل. فيلتفت الأب إلى أولاده الصغار، ويعاود النظر إلى البنايات واللافتات البراقة للمطاعم والسينمات وبيوت اللهو، ويرد قائلا: كل هذا سيزول .. كل هذا لن يدوم لهم.
أحيانا تدخلنا الساردة إلى منطقة أخرى من الذكريات، أسميها ذكريات الذكريات، وذلك من خلال تقنية روائية استخدمتها (الكاتبة) بنجاح في أكثر من منطقة سردية، فالساردة تستدعي من خلال ذكرياتها شخصية ما من كبار شخصيات العائلة، تقوم بالتذكر والحكي والعودة إلى الوراء، فكأننا بذلك أمام فلاش باك من داخل فلاش باك.
وعلى سبيل المثال تتذكر الساردة عمتها التي (تشعل عود ثقاب) فتنهض بقامتها الممشوقة تخاطب الرجال في مجالسهم، فتذكر الجدة زبيدة التي حكت لهم عن غزو الرومان، حيث كان النساء يتقدمن الصفوف وينزعن أوتاد الخيام ويتصدرن (كتبت خطأً: ويتصدروا) المعارك قبل أن يصل إليهن الرجال.
وفي المقابل يتذكر الرجال الاحتلال الذي حطَّ في بلادهم دون طلقة رصاص واحدة. ويقصدون (الأراضي التي ضمها الملك إلى مملكته في ضفة شرقية، بعدما كانت تسمى صحراء فلسطين).
وعلى هذا النحو تمضي الحكايات ويمضي السرد من داخل السرد، إلى أن يعلن الرجل المبروك من مغارته الرمزية، موت جمال عبد الناصر، (يغرس أنامله في الثلج، ويمرغ جبينه فيه، ويرفع هامته، ويعيد كلماته، فيرددها الصدى، فيحملها تدق على النوافذ، على الأبواب الموصدة، والعيون المترقبة: مات جمال). وكانت لحظة غرق فيها الجميع، وخاصة المدرِّسة ربيحة ـ في مدرسة المأمونية للاجئات ـ التي هوت على مقعدها، وانفجرت في بكاء محموم تناثرت حممه على دفاتر التلاميذ وأقلامهم وأحلامهم.
وتتذكر الساردة أنه كان لجمال مكان بينهم، بصوته الساحر الذي كان يغرس مع أبيها دوالي العنب، ويضرب بالمطرقة معه يدا بيد. ويتذكر أبوها خطاب جمال في قطاع غزة 20/3/1955 حينما قال: "لن ننسى فلسطين أبدا".
هنا يقفز أيضا إلى ذاكرة الساردة الضحكات الماجنة والرشاشات المصوبة إليهم، والنظرات الساخرة، والكلمات التي ينطقونها بعربية ركيكة من أفواههم: "لقد مات حبيبكم".
إنه عود الثقاب التاسع، ولهب من شعلة العود الثامن، خصصتهما الساردة لجمال عبد الناصر، وجنازته المهيبة.
ويمضي قطار الذكريات السريع، لنرى الأب يجهز نفسه، مع اشتعال العود الحادي عشر، في أول أيام عيد الفطر، لزيارة المعتقلين، بناء على أوامر الحاكم العسكري الإسرائيلي، فيأخذ معه الحلوى التي كان يرفض صاحب محل الحلويات أخذ ثمنها عندما عرف أنها ستذهب للمعتقلين، وأمام إصرار الأب وقسمه، انصاع البائع وأخذ نصيبه.
وهنا نلاحظ أن قائد المعتقل يقول للأب بلغة عربية ركيكة: كل عيد وأنتم بخير.
ولم أدر هدف (الكاتبة) من سرد هذه الواقعة، هل هو تجميل لصورة العدو الذي أعرف أنها تكرهه؟ أم هي أمانة العرض؟ أم هدفها وضع أيدينا على الأساليب الملتوية التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مرة بالترغيب وأخرى بالترهيب؟ أم أن السبب هو انتصار السادس من أكتوبر ـ العاشر من رمضان ـ لقد خطب الأب في المعتقلين قائلا: عبر المصريون القنال ... أفيقوا .. استيعدوا أنفاسكم الهاربة من صدوركم.
وفي جميع الأحوال ستظل هذه الملحوظة تشغل بال القارئ، إلى أن يجد تفسيرا مقنعا لها.
إن الأب بعد عودته من زيارة المعتقل يحكي لأبنائه وزوجته شريفة ـ التي أهدتها الكاتبة روايتها ـ ما حدث أثناء الزيارة، وهو ما حفظته ووعته الساردة طوال هذه السنوات لتسرده علينا، وتتذكر أنه في هذا اليوم وجدت نورا يملأ جوانب خزانتها، وهواء يدور في أرجاء كانت مظلمة.
وهنا أتساءل: ألم يعرف رجال المعتقل أن النصر قد حدث في العاشر من رمضان، وقبل زيارة الأب لهم أول أيام عيد الفطر، أي بعد عشرين يوما من بداية المعارك؟ ألم تتناه إلى أسماعهم أخبار عبور القنال، واشتعال الحرب على ضفة القناة وداخل سيناء المحتلة؟ وهل انتظرت الساردة عشرين يوما حتى ترى النور يملأ جوانب خزانتها، وتشم الهواء النظيف؟
ومن خلال الذكريات، وذكريات الذكريات، ومع اشتعال العود الثاني عشر، نقرأ إن معزوزة ـ زوجة إبراهيم أبو دية ـ تخرج للإنجليز منتفخة الجسد، تلف على جسدها البارود والسلاح، وتمضي أمامهم بخطى متئدة واثقة مرفوعة الرأس تمضي بأحمالها تحمل عبق الأرض الذي ضمخ جسدها بقطع السلاح. لتكون مثالا بعد ذلك لشادية أبو غزالة (1968) وسناء محيدلي (شهيدة الجنوب اللبناني 1985) ودلال المغربي (1987)، وآيات الأخرس (2002) ودارين أبو عيشة (2002) وعندليب طقاطقة (2002) وهبة دراغمة (2003) والمحامية هنادي جرادات (2003) وريم الرياشي (2004)، وطابورا آخر من الفدائيات اللواتي فجرن أنفسهن مثل معزوزة، أو بطرق أخرى.
ويكشف العود الخامس عشر، الخطط الفلسطينية البسيطة التي يضعها الناس كي يلتقوا بأحبابهم وأبنائهم وذويهم المبعدين، وكي يعبروا من حواجز التفتيش المنتشرة في كل مكان على الأرض الفلسطينية، وهو ما حدث مع الجدة (حورية) التي اشتاقت لابنها كاظم، فانتحلت اسم ابنتها (فاطمة عبد القادر)، ويظل أفراد العائلة يرددون الاسم الجديد على مسامعها حتى تحفظه وتعيه، خوفا من كشف الأمر لدى سلطات الاحتلال فتكون العواقب وخيمة.
وتنجح الجدة في مهمتها وتعود بكاظم الذي يفاجأ بموت ابنته (ابتسام) التي لم يرها، نتيجة ابتلاعها لسائل دهن الشعر، فسرى السم في جسدها الصغير. وهي حكاية إنسانية، أو مشهد إنساني مؤثر نسجته يد الكاتبة باقتدار، وكأنه قصة قصيرة تفرعت عن الرواية الأصلية، أو عود ثقاب ذو طبيعة خاصة عن بقية الأعواد، إنه العود السابع عشر الذي أسمته الكاتبة "مَنْ كسر القمر؟"، والذي كان له أكبر الأثر في اشتعال العود الثامن عشر "تحت أوراق التين" حيث مشهد آخر أكثر تأثيرا تتذكر فيه الساردة قصة موت فايزة في مستشفى هداسا، بعد مرض عضال ألم بها بعد موت ابنتها ابتسام.
وقصص وحكايات أخرى، أو أعواد ثقاب وأحاديث عن الوشايات التي بدأت تدب في أوصال الشعب الفلسطيني، وعلى أثرها تحلق الطائرات المروحية فوق الرؤوس لتقتل مَنْ تقتل وتجرح مَنْ تجرح، ويظل السؤال حائرا (من أين أتت الوشاية؟) وتكون الإجابة (رجالنا سيعرفون حتما من أين جاءت الوشاية).
وتكبر الطفلة التي تتكئ عليها الساردة في إشعال أعوادها، وتبدأ أنواع أخرى من أعواد الثقاب في الاشتعال، إنه العود الثالث والعشرون، حيث اشتعال الحب والعاطفة في أجواء الرواية، ولأول مرة نجد في الرواية سطورا مثل (أنا أحب عبد الحليم حافظ .. "لست وحدك حبيبها"). وتبدأ بنات المدارس في الحديث عن الحب والعاطفة، وخاصة بنات أهل يافا اللواتي ـ من وجهة نظر الساردة ـ يحببن الطرب وساعات المرح.
ولكن خطاب العاطفة لا يجئ على حساب خطاب المقاومة، فإذا كانت أغاني عبد الحليم تدور همسا وسرا بين البنات، فعلى سبورة الفصل كتبت أبيات من شعر كمال ناصر:
(يا فلسطين لا تراعي ففينا همة تصفع الزمان القاهر).
وهناك أيضا أشعار محمود درويش: (سجل أنا عربي).
وهناك أيضا مقاومة من المدرسات والتلميذات لإبراهام الذي يحمل أكياس الملبس الملون، ويوزعها على فصول المدرسة، ويطمئنهم أنه يجيد العربية، وأنه من مواليد حي الأعظمية ببغداد، وجاء إليهن لتوفير الأجواء الدراسية كي يتقدمن ويتفوقن، ولكن أحدا من البنات لم يقرب من أكياس الملبس الملون.
ولا ينتهي اشتعال العود الثالث والعشرين، إلا باشتعال أكثر حرارة وسخونة عالمية، إنه اشتعال الانتفاضة الفلسطينية، وخروج المظاهرات التي تهتف ضد الاحتلال من جميع المدارس، وتتوقع إحدى الطالبات عودة الجيش المصري وجنوده، (يا رفيقتي بعودتهم سأعود إلى مدرستي .. لقد مللت الانتظار) ويظهر إبراهام ثانية محذرا ومهددا (التزموا الهدوء .. لا فائدة من كل هذا .. ستتعرضون للسجن وأهلكم سيتعذبون من جراء أفعالكم). فتجيب التلميذة بهية في تحدٍ وصلابة (اخرجوا من بلادنا .. وعد إلى العراق إلى الأعظمية، واترك لنا فلسطيننا).
وكانت النتيجة بعد اشتعال العود الرابع والعشرين (عاجلونا داخل الفصول وأوصدوا الأبواب علينا وتناوبوا الضرب وتكسير العظام .. نزف .. وصراخ .. تفتيت سواعد ..) فتلتهب الحناجر بكلمات كمال ناصر، ومعلمهم محمد عدوان.
ومع اشتعال الانتفاضة وتصاعدها على هذا النحو، يتوقف قلب الأب، الذي كان يعمل محاميا، ويرحل يوم استشهاد المهندس يحيى عياش (الجمعة الخامس من يناير 1996م)، ويدفنان في مقبرة واحدة على أطراف غزة.
تستمر الانتفاضة، ويشتعل العود السادس والعشرون مضيئا مشاهد أخرى للأخت التي تعالج في إحدى المستشفيات الأمريكية من مرض السرطان الذي يفتك بجسدها ووصل إلى مرحلة متأخرة. ويبدأ شريط الذكريات الجميلة بين الأختين في الإسكندرية حيث التجوال في شارع البحر أو الكورنيش (كلماتك تسبح في كياني يوم ركبت السيارة تجوبين شارع البحر، وتفتحين النافذة فيطير هواؤه شعرك الغجري .. كم هي رائعة رائحة البحر .. إنه اليود .. وكنت تأخذين نفسا عميقا وتزفرين .. تزفرين بلاد العجائب .. وتتنفسين هواء هو سر حياتنا هنا ..).
وحين يريد أحد الأخوة السفر إلى أخته للوقوف معها في محنتها الكبيرة، التي تعادل محنة الوطن، ترفض السفارة الأمريكية ـ في إسرائيل ـ سفره، فيقول لموظف بلاد العجائب: (أختي تموت في بلادكم .. أعطني موافقة لا وقت لدي لأضيعه).
فيرد عليه الموظف بنظرة غضب وزفرة مارد خرج من أتون النار قائلا: أنت كثير الكلام. ويختم على جواز سفره بعبارة (مرفوض) وينادي رجال الأمن ليلقوا به في الخارج.
وبإيحاء فني مؤثر تطرح علينا الساردة الموقف الأمريكي تجاه الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة.
وتنتهي الرواية بعد إشعال العود الثامن والعشرين، (وكأنه العود الأخير في إبجدية الذكريات، أو أبجدية الاشتعال) بوقوف الساردة أمام أحد شبابيك مكتب البريد بالإسكندرية، لترسل لأختها عددا من أعداد مجلة الدوحة (القطرية) التي نشرت لأخيها الشهيد ماجد (ماجد أبو شرار) موضوعا بعنوان "الرحيل"، ومن خلفها تقف امرأة فلسطينية عجوز تريد إرسال رسالة إلى فلسطين، فتكتب على المظروف كلمة (إسرائيل)، فتقنعها الساردة بأن العنوان غير واضح، ولن يصل البريد بهذه الطريقة، وتأخذ منها الرسالة وتضعها في مظروف جديد تكتب عليه: فلسطين / القدس .. مع بقية العنوان. وتطمئنها بأنها امرأة فلسطينية مثلها، وأن خطابها سيصل.
ومع نهاية لهيب العود الأخير، يدور حوار بين الساردة وتلك المرأة الفلسطينية التي تعيش بمفردها في الإسكندرية، بعد وفاة زوجها المصري، وعندما فكرت في العودة إلى القدس، وذهبت إلى (سفارتهم) في أحد شوارع القاهرة، لأخذ تصريح بالدخول، قذفت المرأة الإسرائيلية بالأوراق من فتحة أسفل القاطع الزجاجي، وقالت لها: مرفوض دخولك هناك يا ست.
فتوضح لها المرأة الفلسطينية الأمر قائلة: أنا ولدت هناك في بلدتي القدس في بيت حنينا .. خلف أسوار القدس العتيقة. فترد عليها قائلة: هيا افسحي مجالا لغيرك ويبقى اشتعال النفوس على ما هو عليه من شوق للعودة.
هكذا تطوف بنا بشرى أبو شرار من خلال أعواد ثقابها الثمانية والعشرين، في قلب التاريخ الفلسطيني والمصري والعربي الحديث، من خلال ذاكرة قوية وعين لاقطة، ومن خلال انفعالها بكل حدث يمر بالوطن منذ صغرها وحتى ما بعد أحداث الانتفاضة الفلسطينية، لتقدم بذلك شهادتها الفنية، من خلال القالب الروائي، على الأحداث.
ولتكمل بذلك ما بدأه غريب عسقلاني في روايته "جفاف الحلق" التي أشرنا إليها في مقال سابق، من خلال ما يرويه الطفل الشاهد على الأحداث والأزمنة والتحولات الكبرى للشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحتل، بعد عام النكبة وخلال سنوات الخمسينيات. مع ملاحظة اختلاف أسلوب التعبير، وطرائق استخدام التقنيات الروائية الجديدة، لقد حاول الطفل غريب في "جفاف الحلق" إبراز الجانب الإنثروبولوجي للمكان، فلم يكن حديثه عن القضية زاعقا، فبرزت تقنياته الروائية بشكل جيد، على عكس ما فعلته الساردة في رواية "أعواد ثقاب" التي كان كل همها إبراز جوانب القضية منذ طفولتها وحتى اللحظة الراهنة، حتى لو كان على حساب الجماليات الفنية أو التقنيات الروائية الجديدة، فكان السرد والوصف (من خلال الفلاش باك) مع الحوار، السمة الغالبة، فلم نجد على سبيل المثال مكانا لتيار الوعي، أو المونولوج الداخلي، وما شابه ذلك، ولم نجد توظيفا للهجة الغزَّاوية مثلما رأيناها عند عسقلاني، بل كان حوار الأعواد كله بالفصحى المبسطة، ولم نجد كلمة نابية أو غريبة، أو غارقة في محليتها، مثلما قرأنا عند عسقلاني.
وليس غريبا أن تتفق الروايتان على حب جمال عبد الناصر، وإبرازه في صورة أقرب ما تكون إلى القداسة، فالأب في "جفاف الحلق" عاد من مصر قبل أسبوع (من وقوع الاعتداء الثلاثي عام 1956)، متحدثا بإعجاب وتقديس عن جمال عبد الناصر والجيش المصري حول القناة وفي سيناء.
وتتذكر الساردة في "أعواد ثقاب" أن لجمال مكانا بينهم، بصوته الساحر الذي كان يغرس مع أبيها دوالي العنب، ويضرب بالمطرقة معه يدا بيد. ويتذكر أبوها خطاب جمال في قطاع غزة 20/3/1955 حينما قال: "لن ننسى فلسطين أبدا".
إن "أعواد ثقاب" تشعل حماس القارئ، لمعرفة تفاصيل المعيشة في مدينة غزة، وكيف تواجه جيش الاحتلال الإٍسرائيلي بها، من خلال معايشة واقعية، وأساليب أدبية وفنية، لا يمل منها القارئ، بل تجعله أكثر انفتاحا على قضايا إنسانية عميقة، في تلك البقعة من فلسطيننا، ومن وطننا العربي الكبير.


http://www.mediafire.com/?6zdr5vj2kx7vxp6



إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html

 

روزا ياسين حسن - حراس الهواء




لو طلبنا من الكاتبة السورية روزا ياسين حسن أن تعود اليوم إلى بداياتها مع الكتابة، لجاء ردّها بأنها لم تعد تجد حاليا «أيّ حدود واضحة بين زمن ما قبل الكتابة وما بعدها»! تعيد ذلك إلى أمر جوهري مارس طقوسه عليها مذ كانت صغيرة، إذ: «ربما كوني كبرت في بيت يعجّ بالكتب، وهاجس الكلمات يسكنه أينما حللت، على طاولة الطعام وفي الصالون وصولاً إلى قصص ما قبل النوم، جعل عشق الكلمات يتلبّسني. ولكني أذكر أن أول قصة قصيرة كتبتها، ذهبت بها إلى أبي ولن أنسى كيف لمعت عيناه وقتذاك. في ما بعد، بعد وفاته بسنوات، وحين قرأت مذكراته عثرت على تلك اللحظة بالذات مدونة. وفيها قال، بعد أن فازت تلك القصة الأولى بمسابقة محلية للقصة القصيرة: «كنّا ما نزال نبحث في الأمور، عندما غطّت ضجة صوتنا. كان أولادنا يتجادلون، ملأوا الساحة وما رأونا. فانتحينا جانباً مستغربين. سمعنا لغطاً، ولكن ما فهمنا: قد حلّ وقت تبديل اللاعبين». كان هذا في أوائل العام 1993».
هل فعلا يتبدل اللاعبون؟ ربما. وربما أيضا، أحب بو علي ياسين (وروزا هي ابنته) أن يذهب في حلمه – كما كتب عنه في هذه المذكرات – إلى أقصاه، أو ربما رغب في أن يشير إلى استمراريته من بعده؛ إذ ما من كتابة تلغي كتابة أخرى بشكل جذري، لأنها ليست في النهاية سوى تراكم فوق آخر. ومع ذلك، ذهبت روزا ياسين حسن، إلى دراسة الهندسة المعمارية لتحصل على شهادتها، لكنها، في ما بعد، لم تعد ترغب في الاستمرار بها لأنها حين قررت «ألا أمارس عملاً لا أحبه تركت العمارة واتجهت إلى الأدب بكلّيتي. لكني اليوم ممتنة لتلك الدراسة فقد لفتت ذائقتي إلى جماليات كثيرة مشتركة بين العمارة والآداب».
هذا الاتجاه إلى الأدب، بدأ مع مجموعة قصصية العام 2000 بعنوان «سماء ملوثة بالضوء»، إلا أن رحلتها الفعلية، أو بداية تموضع حضورها الحقيقي، في قلب المشهد الروائي، جاء مع رواية «أبنوس» في العام 2004، التي حازت عنها «جائزة حنا مينة للإبداع الروائي» (المرتبة الثانية). رواية تغرف مناخاتها من «سلالة من النساء السوريات تبتدئ مع أول القرن العشرين وتنتهي بنهايته، وربما تعكس كلّ شخصية نسائية طوراً اجتماعياً وإلى حد كبير سياسياً مرّ بالبلد، حتى الوصول إلى أحداث الثمانينيات. يجمعهن صندوق أبنوس يمثل تركة تتناقلها نساء السلالة منذ جدتهم الأولى تركية الأصل وحتى الجيل الأخير في السلالة الذي هو جيلي. وكلّ واحدة من النساء تستخدم تلك التركة/ الصندوق بطريقتها الخاصة وفهمها الخاص أيضاً» (ترجمت مؤخرا إلى الألمانية). بعد أربع سنوات (2008) جاء كتابها الثالث: «نيغاتيف: من ذاكرة المعتقلات السياسيات»، الذي تصفه بأنه «رواية توثيقية» حاولت فيه أن توثق بقالب روائي للتفاصيل التي عاشتها المعتقلات السياسيات في السجون. وهي بعيدة عن الجوانب السياسية ولكنها تعمل في التفاصيل والدقائق الإنسانية الصغيرة وفي دواخل الشخصيات وحالاتها المتبدلة عبر حوالى 16 معتقلة سياسية من مختلف الاتجاهات الإيديولوجية».
حراس الهواء
آخر إصدارات الكاتبة، رواية «حراس الهواء» («الكوكب – رياض الريس للنشر») التي ترسم فيها لوحة أخرى من لوحات المجتمع السوري الحديث، عبر شخصية عنات، العاملة كمترجمة في السفارة الكندية في دمشق، والتي تشكل همزة الوصل ما بين طالبي الهجرة وبين المفوضية العليا للاجئين. شخصية، تبدو «كمتكئ» للكاتبة، لتدخل منها إلى العديد من الشخصيات الأخرى التي تفتح على قضايا إنسانية وسياسية شتى، وبخاصة موضوع الأقليات في العالم العربي، حيث نقع على هؤلاء الراغبين في مغادرة ديارهم، لأسباب شتى. من هنا، إذا كانت الكاتبة في «نيغاتيف» تشير إلى موضوع السجينات السياسيات، فإننا نجد أن رواية «حراس الهواء» تأتي لتشير إلى مسألة الأقليات، على الأقل من حيث جعلها هذا الموضوع خلفية للوحة التي تبني عليها عملها بأسره. موضوعات شائكة، إذا جاز القول، تعمل روزا ياسين حسن على حفر مناخاتها، لذلك ثمة سؤال لا بدّ أن يطرح نفسه: «ما الدافع إلى اختيار موضوعات كهذه»؟ حول ذلك، تقول روزا ياسين حسن: «أعتقد أن الموضوعات هي التي تختار المبدع لا هو من يختارها. إنها هواجس وأشباح تحيط به وحوله في كل وقت وتفرض نفسها على الكلمات. في النهاية هناك دوماً ما سنكتب عنه، أليس كذلك؟ لكن في كلا العملين لم تكن تلك المواضيع بمعناها الشمولي هي التي تهمّني. في «نيغاتيف» تحدثت عن تفاصيل السجينات السياسيات الصغيرة، والصغيرة جداً إن شئت، في السجون، عنهن كنساء وليس عن كونهن سياسيات أو مناضلات البتة. حضور السياسي لا يبدو إلا في اختلاف انتماءاتهن الإيديولوجية فحسب. أما كتابتي عن الأقليات في «حراس الهواء» فهي أيضاً تندرج تحت السطوة التي تمارسها عليّ تفاصيل البشر الداخلية والحميمة. الأقليات بتنوعاتها المتباينة هي الفراغات التي تخلخل السائد، وخربشات الهامش التي تشوّش صلابة المتن وخطوطه المرسومة المطلقة. الحديث عن الأقليات هو حديث عن دوامة إنسانية ضاربة في القدم، وما يعنيني هو الهواجس الداخلية لتلك الشخصيات المهمّشة وما عاشته بغض النظر عن أحقية انتماءاتها وظرفيتها. ذلك أن أحداً لا يملك الحقيقة كاملة، إنها كما أحب أن أقتنع مقسّمة كقطعة الحلوى ليخال كل من ملك قطعة أنه ملك الحقيقة كاملة»!!
في «حراس الهواء» هناك أيضا قراءة لحركة المجتمع السوري الحديث. هل بهذا المعنى ترغب الكاتبة، من الرواية أو من الكتابة بشكل عام، في أن تكون أداة لتفكيك آليات المجتمع والسلطة»؟ تقول الكاتبة إنها ترغب من الرواية في أن «تكون الرواية أداة للمتعة بالدرجة الأولى، ولنقل إنها تخرجنا بالكلمات من رتابة العيش وظاهريته إلى منطقة أخرى أكثر عمقاً وحياة. ولنقل أيضاً إنها تعتبر الظاهر غلالة سميكة وعليها إزاحتها ليرى قارئها الأثير ما يختبئ هناك في الداخل. أرى إلى الرواية باعتبارها مسبراً لا مرئياً للحفر في الدواخل، دواخل الشخصيات والمجتمعات والأحداث والتواريخ، وربما كان المبدع الحقيقي هو الذي يجعل مسبره اللامرئي يحفر بدون صوت ولا ضجة، يحفر برقة نحات يحتّ في الصلصال بروية كي لا تتداعى كامل الكتلة إن هو أسرف في إظهار صلابته»!!
الرواية والسياسية
وعلى الرغم من ذلك لا بد أن نستعيد ما يقال عادة من أن «الرواية السورية تبدو وكأنها تميل أكثر إلى السياسي» حول هذه المقولة ترى روزا أنه ربما تكون كذلك، وتضيف: «ولكنه السياسي المتخلّص من أعباء المجموع (الجمعية)، أي السياسي برؤاه الفردانية الذي يتكاثف بتأثيراته على الإنسان والمجتمعات وحركة التاريخ وأحداثه، وليس بمعناه التنظيري بالتأكيد. وإذا اتفقنا أن ليس المهم ماذا تكتب ولكن المهم كيف تكتب، فسنرى أن هناك هماً سياسياً ما في أعمال كبار الروائيين العالمين، يوسا أو كوتزي أو كونديرا وغيرهم وكذا الروائيون الشباب في معظمهم. البوكر الإنكليزية مثلاً ولثلاث سنوات متتالية أعطت الجائزة لروايات مغرقة في السياسي، ونوبل أعطيت خلال سنوات متتالية إلى روائيين لديهم هواجس سياسية واضحة من باموق إلى نايبول إلى غيرهما. ولكن هل هي روايات مناشير أو تقارير حزبية، لا بالطبع. أعتقد أن سورية كانت بحاجة إلى إماطة اللثام إبداعياً عن كثير من المناطق المظلمة في تاريخها وحاضرها، ولا ننسى أن روائيي الستينيات بدأوا بكتابة الرواية السياسية منذ هاني الراهب ونبيل سليمان وحتى روائيي الثمانينيات والتسعينيات كفواز حداد وممدوح عزام، وكل تجربة رأت إلى السياسي من منظورها الخاص الذي وقع في كثير من الأحيان في مطبات إيديولوجية ثم راح يتخلص من إيديولوجياته شيئاً فشيئاً. الجيل الجديد الذي هو امتداد، شاء أم أبى، لمسيرة الرواية كمنجز إبداعي تراكمي يحاول أن يكتب السياسي اليوم من منظور أعتقده مختلفاً قليلاً، ولنقل إنه يكتب السياسي من منظور جيل كانت لدية سمات خاصة به أحاطت نشأته السياسية تاريخياً وإيديولوجياً، وجعلته يقتنع، بطريقة ما، أن الشيء يحمل نقيضه في داخله، وأن المسلّمات ليست مسلّمات، وأن الحقيقة متنوعة الوجوه، وربما هذا ما يميزه قليلاً عن الأجيال الروائية الأخرى».
روزا ياسين حسن، هي اليوم واحدة من الروائيات اللواتي يشكلن المشهد الجديد في الرواية السورية، ومن هنا ثمة ملاحظة لا بد أن تلفت انتباهنا، في كون أن من ينظر اليوم إلى الجيل الروائي الجديد في سوريا، لا بد أن يلاحظ الحضور الكبير للروائيات فيه. وهي تفسر هذا الأمر بالتالي: «أعتقد أنه أمر طبيعي كصيرورة إبداعية تاريخية أن تكثر الأقلام النسائية. كان هناك يوم سيأتي وتتشبث النساء بالقلم ليكتبن خارجاً عن السطوة، ليكشفن للعالم شكله بأعين نسائية. ودعني أقول إن كثرة عدد المبدعات من النساء اليوم هو ما جعل الأنظار تلتفت إليهن وليس قلة عدد المبدعين الرجال، وربما وصل ذلك إلى ذروته لجهة أن الوقت قد آن كي تكتب النساء بعد أطوار طويلة من الصمت الذي فرض عليهن. وقد أتى هذا اليوم قبلاً على بعض الآداب الأوروبية بحكم أسبقيتها في التاريخ الإبداعي الحديث. فبين العام 1860 والعام 1940 كتبت 400 رواية نسائية إنكليزية بقلم 300 روائية، هذا ما جعل النقاد الإنكليز يلتفتون إلى هذه الظاهرة المهمة ومن ثم يخترعون مصطلح: الكتابة النسائية».
«حراس الهواء»، رواية مفاجئة على أكثر من صعيد. رواية، تفسح مكانا لكاتبة حقيقية، لا بد أن تجعلنا ننتظر إصداراتها اللاحقة.
اسكندر حبش - السفير


http://www.mediafire.com/?c6yz9mi2j5amr4y


تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

Saturday, January 14, 2012

بشرى محمد أبو شرار - من هنا وهناك (Font is modified for iPAD)




في روايتها الثالثة من هنا وهناك, تواصل الروائية بشرى محمد أبو شرار البحث في أجندتها الذاتية, وتقطير معاناتها نموذجا شاهدا على معاناة الشعب الفلسطيني, وذلك من خلال رحلة الوصول إلى الوطن علي هدير نزف لا يتوقف, وفقد متواصل, ميز حياتها, فقد نشأت في بيئة شكل الهم الوطني زادها اليومي, فانعكس في أدق التفاصيل, فأبوها الذي رافق عبد القادر الحسيني وإبراهيم أبو دية فرسان المقاومة في معارك النكبة, وتصدى لمشروع ضم الضفة الغربية لإمارة شرق الأردن ونزع الصفة الفلسطينية عنها, فطورد لاجئا سياسيا في كنف جمال عبد الناصر تاركا قريته دورا في جبل الخليل إلى غزة, ليصبح مسقط رأسه أمامه على مرمى حجر, ما جعله ينذر حياته للدفاع عنها, وهذا ما جعل أخاها ماجد يؤجل أحلامه في الأدب, ويلتحق بالمقاومة مقاتلا وقائدا ثائرا, حتى تناثر مع متفجرة غادرةَ نالت منه في روما فلا غرابة والأمر كذالك أن يرفرف طائر الأحزان حول رأسها في صحّوها ونومها ,يبحث عن حقل حنطة بيضاء. حرث الآخرون تربته بمحاريث أخذت البذور إلى التفحم قبل أن تمارس شهيق الحياة
لكن غيث المعاناة يأتي مع شمس الحقيقة, ليصير الحقل إلى خضرة دائمة, تستقبل روح الندى مع مولد الفجر المتخلق من ثوب ليل رهيف, يبشر بتسابيح النهارات القادمة.  

بوابة الدخول..بوابة الخروج 
الحياة لا تتوقف, وها هي زهرة ابنة ماجد تتهيأ للفرح, وتستدعي اللوعة عند كتابة الدعوة لعرس ابنة المرحوم ماجد أم ابنة الشهيد," والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون" لا فرق فالرجل لن يقف لاستقبال المهنئين ,ولن يطبع قبلة الخروج على جبين العروس, ولن يأخذا العريس إلى صدره, فقط سيتنحى جانبا حتى تأخذ لحظة الفرح توهجها..أي لوعة تداهم العمة /الراوية, تدك عظامها مع صقيع الغربة, وحيدة في حجرتها المطلة علي بحر الإسكندرية تبحث عن سلوى, هاربة تبحث عن حيوات أخرى مع تولستوى وقسطنطين سيمونوف وحكايات همنجواى عن البيت الذي يموت قبل أن يموت الذين عاشوا فيه ..وكل البيوت التي سكنتها ماتت ماعدا ذلك البيت في غزة الذي يسكنها ومازال يردد سيرة من سكنوه ولم يغادروه..فهل ما تكتبه بشرى أبو شرار معاناة ألم فردي أم صدى للعذاب الإنساني, في عالم تصطرع فيه الشهوات المدمرة وتقذف الحقيقة في جب العدم وظلمة النسيان, من يأخذ القاصة إلى صدر الأم فهي التي ترى الذهول في عروقها وتسمع هديره يصطرع في داخلها.
ربما لا يتجاوز القارئ مدار الأحداث المباشرة, وربما تأخذه شفرات النص إلى مزيد من الأسئلة حول الجور والعسف والاستلاب والانفجارات. فكيف للرواية تحقيق الانتصارات والعالم يتسلى بمراقبة المشهد عن بعد.؟  

شخصيات عابرة وشخص مقيم   
تستدعي الرواية عددا كبيرا من الشخصيات الحقيقة " منها الحي ومنها الميت " تظهر وتغيب, تبدو للوهلة الأولى شخصيات عابرة لا تترك بصماتها, ما يحير القارئ في مبرر حضورها على أرضية الرواية, وإذا ما توفرت لها شروط الشخصية الروائية, وما موقعها في السرد, وهل كون العمل يقوم على السيرة الذاتية, يملك الحق في الانتشار المتشعع كما هي الحياة في تداعياتها, وهل استطاعت الكاتبة ترويض السيرة إلى نسق فني مقنع ؟
الشخصيات في محطات تعكسها مرايا الكاتبة إن قدرة الكاتبة على التقاط العادي, وإعادة إنتاجه في مرجل تجربتها المنقوعة بالألم والفقد ودفع فواتير العقوق والخذلان, والصعود به إلي سياقات تتناغم مع الهم الإنساني الأشمل يؤكد وفي أكثر من موضع, أن الكاتبة تعيش مع وبين الناس, ويسكنها وعلى مدار الوقت شخص راصد يصارع الأسئلة .وعندما يتقاطع الحدث اليومي مع السؤال القابع والمتحفز يتحول التقاطع إلى تأويل طازج يأخذ مكانه الصحيح في معمار الرواية ,وعلى ذلك تحضر مع الأسئلة :
لماذا حدث ذلك؟ ولماذا فعلوا ذلك؟ وأي حال يجب أن يكون عليه الأمر؟
لا حدث مركزي تتراكم عليه سلاسل أو عناقيد أحداث تأتي صعودا أو هبوطا, لأن الفعل الشعوري والرصد النفسي هو سّيد الحالة, يتنامى بالتراكم حتى ذروة المعاناة, ما يجعل حالة الفقد حاضرة ,ساخنة حضور الدم في الأوردة وما يجعل الغياب حضورا والحضور إرهاصا بالغياب .فمعظم الشخصيات على قيد الحياة "منهم من غادروا الحياة بعد زمن القص ,مثل عبد الرحمن منيف", والغائبون القدامى حضروا بأعمالهم ,والجميع رسموا تفاصيل الحاضر للغائب ماجد أبو شرار..فها هو إسماعيل شموط يتحدث عن موت أخيه توفيق ويستدعي قصة هارون الساقي الذي سقى العطشى أربعين سنة ولم يجد من يقدم له شربة ماء شموط يرسم السيرة والمسيرة فيخّلد أحلام الشهيد, وعز الدين المناصرة يعتز بماجد شاهدا على عقد قرانه من زوجته كاملة, ويعاهده على التغني بسيرة باجس أبو عطوان ونبيل عمرو الذي دربها في إذاعة الثورة يأتي مع أصداء محاولة اغتياله وتهديد ساقه بالبتر نبيل هو من كتب كلمة تأبين وقدمها للأب المكلوم ليلقيها في أربعين الشهيد, فيمزقها الأب المناضل القديم ويصدح محذرا :
"نركب السيارات الفارهة ..نبني القصور ..ونلبس من صناعة الأزياء العالمية ,وتبغون الأرض لن تحرر الارض هكذا .." ويصّر الأب المقاتل العنيد على حفظ رفات ابنه في صندوق من معدن لا يصدأ, ويدفنه في مرقد مؤقت في حضن بيروت, إلى أن يعود إلى تربته الأم. ليلتقي مع ناجي العلي الذي أخذته رصاصة غادرة, لكن حنظلة توقف عند مرحلة الطفولة شابكا كفيه خلف ظهره ينظر للعالم باستخفاف.كما ظلت قصص ماجد علي الصفحة الأخيرة من مجلة الثورة, درسا يتعلمه جهاد هديب وموسى حوامده من الأجيال اللاحقة0ففي الرواية نجد الغائب حاضرا, والحاضر شاهدا, والمتخيل يقفز من أحشاء الواقع لينعكس على مرايا الكاتبة المزحومة لحد الفيض 0

الاغتراب /المنفى/ التشظي  
يظهر المنفى والاغتراب وطمس الهوية بوضوح في الرواية, لكن ثمة منفى أعمق هو المغترب الداخلي, يمزق الفرد في ظل خيبات تنتهي مشاويرها قبل الولوج إلى البدايات, ما يجعل الأيام محطات حارقة, تلّون ما يتلوها بالحسرة ..فها هو جابر رفيق صباها يذّكرها بعد عشرين سنة بمن أحبوها, فيحضرها بسام الكسيح الذي اختزن عواطفه واكتفى بافتراش الشارع يبشر بقدومها, تقرأ في عينيه آيات عشق محرم, وتأخذه في صدرها إلى منطقة بين الشفقة والرحمة, فقد كانت مشغولة بصبي في المخيم يجاور الباخرة المهشمة, لا تدري أن حلمها سيتحطم تحت رفض الأم الارتباط بفتى فقي, ومراوغة الأب بتأجيل الأمر إلي ما بعد إكمال الدراسة .
وفي الجامعة تلتقي بالشاب الذي لم تجرؤ على البوح له بحبها, ولا هو يجرؤ على اتخاذ المبادرة, ويغادر مع حبه وصمته إلى المخيم في بيروت, وعندما تذهب لزيارته هناك يصدها الباب, فيما فيروز تغني (لا تندهي..ما في حدا) وعندما يقابلها بعد عقد من الزمن, يخبرها أنه كان في المنزل وخجل من مقابلتها فقد كان يعاني من المرض والفقر. أي لعبة قاتلة يلعبها معها القدر؟ فتدفعها لحظة ضعف إلى من يريد جسدها دون روحها "أعطيت زوجي عشرين سنة ولم أستطع أن ابني معه علاقة من خلال جسد أعطيه في ..جسدي وعاء روحي .وفي آخر المشوار أتلاشى." وها هي تجمع نثار ذاتها, من خلال تقصيها سيرة أخيها, وحكايات أبيها, ترهف السمع لعبد الرحمن الربيعي وهو يؤكد إن المرأة والرجل ضفتي نهر, واحد وتدهشها رهافة ذلك المثقف الكبير الذي التقط رائحة عطرها (مرياج) وقد تعطرت به على عجل, كما تأخذها عذابات جبار ياسين المنفي الذي يحمل أحلام المثقفين المتعبين بأوطانهم أينما ذهب.وجميلة كلما زاد إحساسها بالفقد تعمق شعورها بالاستلاب ,فنراها ترفض اغتيال فتاة بوسطجي يحيى حقي, وهنادي دعاء الكروان, وذبح حسنة بنت أبو حسين الذي قتلها أخوها, وتستهجن قبول أبوها المحامي محمد أبو شرار الدفاع عنه واعتبار الأمر قضية شرف..
جميلة/الراوية تعيش الحصار لدرجة الانفجار, فالحياة التي تنشدها يجب أن تعاش بالامتلاء وامتلاك الحضور المتكافئ, بعيدا عن توصيف الجنس وجغرافيا الجسد.ولكن تكون رقصا على إيقاعات التفاعل الايجابي الذي يتصاعد بالطاقة الإنسانية إلى ذروة تجلياتها, فالذي لا ينشد الذروة يفقد إنسانيته وتركبه شهوة الوصول إلى غير المتاح. 

الزمن فاعل متربص   
ثمة شيء يتربص بالراوية, حدث فاصل, شخص مفاجئ ,تفصيل صغير.لا شيء من هذا أو ذاك, فالأمور تسير مع إيقاعاتها, والفصول تسكن مقاماتها دون إرهاص بإشارة.ما عدا الزمن. ذلك المتوثب للانقضاض, يتقدم خطوة ليعود إلي البعيد, ثم يسكن الآني خطفا ويتربع عند مشارف الآتي .الزمن هنا وبمشاغبة غير مرّوضة فنيا يجيد العبث, يومض مثل برق, ثم يتراخى إلى لزوجة جلد ثعبان مراوغ, يهرب من الواقع إلي الحلم, يسكن بين الذاكرة والحضور.شاهد على نزف المظلومين, يتجلى في عذاب الراوية مع شريك يطأ لحمها ولا يصل روحها, موهوما بحقه الشرعي, لا يدرك أنه يمارس القتل اليومي ,ما يجعل الأجندة متعددة القراءات, طيّعة للتأويل.فالحاضر مذبوح بين المقاومة والاغتراب, والدهشة حاضرة كالانفجار الداخلي الذي زلزل صديقها راسم, عندما اكتشف أن صديق عمره عثمان يبيع كتبه (جهد عمره ) ذلك الصديق الذي يضعف أمام حفنة نقود, هو ذات المبدع الذي يتملكه الشعور بالولادة من جديد ,عندما يرى اسمه ورسمه, في معجم أدباء مصر..! أي مفارقة يشهدها هذا الزمن ,وكيف لمن يقتل جهد أخيه أن يبحث عن الخلود؟..لكن الزمن أيضا هو من يخرج الكاتبة من كابوس التداعيات على جناح خبر قبولها عضوا عاملا في اتحاد كتاب فلسطين المحاصرة .
هكذا يلعب الزمن لعبته ,ولذا كانت الإشارة في الصفحة الأولى من الرواية,عندما وقف طائر الأحزان على ساق واحدة, وقد ضم جناحيه على جسد منتوف الريش يرتجف من صقيع الغربة يتزود بلهاث الصبر حتى يعود له ريشه الذي احترق في أتون النّوات, فهل يطير من رماد الوقت كما العنقاء مبشرا بالأسطورة الفلسطينية ؟ وهل طمحت الرواية إلى ذلك ؟وهل قدمت الرواية وميضا أو شرر؟
أعتقد أن الفن الذي ينشغل بالإرهاص ويحذر فرقعات البالونات المعبأة بالهواء الفاسد هو الفن الذي يليق بالحياة وأعتقد أن رواية من هنا وهناك, حاولت الاستشراف ونجحت
غريب عسقلاني - أدب فن

http://www.mediafire.com/?9l5j3rnp17476nc

Friday, January 13, 2012

مظفر النواب..الاعمال الشعرية الكاملة



Hardcover, 457 pages
Published by دار الأوديسا

إغفروا لي حزني وخمري وغضبي
وكلماتي القاسية
سيقول البعض
بذيئا
لا بأس
أروني موقفا أكثر بذائة مما نحن فيه
مظفر النواب


http://www.mediafire.com/?qjqyqtyiami

Thursday, January 12, 2012

بشرى أبو شرار - قمر في الظهيرة



مع رواية "قمر في الظهيرة"بشرى أبو شرار تستشرف ثورة الملايين"فاجأ نهيل تحول طرأ على شخصية جنى ، صارت مثلها سجينة مساحة شاشة صغيرة، ترقب أحوالها دون أن تشعر بها ، لا تكف عن البحث عن نشرات الأخبار في محطات متنوعة، لم تعد لمحطات الموضة وبيوت الأزياء ، أو الأفلام والأغاني ، تعيش حالة الحرب، مع أمها، وبين الحين تسألها عن خالها وخالاتها."وملازمة المحطات الإذاعية تضمر تعطشا للمعرفة أو لهفة......
سعيد مضيه

http://www.mediafire.com/?q7ouczcv8oms3pb


تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

Wednesday, January 11, 2012

خيري شلبي - أنس الحبايب




ينقسم كتاب "أنس الحبايب" الذي يعد الجزء الأول من السيرة الذاتية للروائي المصري الكبير خيرى شلبي إلى سبعة فصول، يتحدث الفصل الأول عن التحاقه بمدرسة عبدالله نديم عام 1944 وحصوله على الشهادة الابتدائية، وفى الفصلين الثاني والثالث يتحدث شلبي عن الشخصيات التي أضاءت أيام طفولته وصباه، ويتحدث أيضا عن عائلته وأهل بلدته، ويتناول ثورة يوليو وكيف أثرت في إدراكه ووعيه بما يدور في البلاد وفي الدنيا.
وفي الفصلين الرابع والخامس يتحدث عن ذكرياته مع الأدب والكتب التي سحرت خياله ومنها الف ليلة وليلة التي جعلت الكاتب يتخيل خروج النداهة له من بين صفحات الكتاب، ويتحدث كذلك عن الحكايا والطرائف والأمثال والفلكلور الشعبي ويحكي عن لجوء أهل البلدة للعرافين وفتح المندل عند حدوث سرقات فى القرية.
أما الفصلان السادس والسابع من الكتاب الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في 198 صفحة، فيتناول فيهما خيري شلبي كتابته للقصة التي وصفها بالرومانسية، ويحكي كيف أعطاها لصديقه إسحاق ليأخذ رأيه فيها، ثم يتحدث عن أساتذته في معهد المعلمين العام بمدينة دمنهور.
(نقطة ضوء)


http://www.mediafire.com/?97agu3ujh6eapvw

تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

Tuesday, January 10, 2012

الناقد 074




http://www.mediafire.com/?z5csaf08p8fihwg

تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/

Sunday, January 8, 2012

لؤي حسين - برهان غليون..النخبة و الشعب



"النخبة والشعب" كتاب في شكل حوار أجراه الأستاذ لؤي حسين مع البروفسور برهان غليون. اتصف بعمق التحليل ووضوح في الرؤية، إجابة عن تساؤلات ذكية ساقها المحاور، أثارت سجالاً مفتوحاً، يحرض على ابتكار الأسئلة. ولأن النص إذ خرج إلى الضوء لم يعد ملكاً لصاحبه، كان لنا الحقّ في إبداء رأينا.
في مفهومه لنشوء النخب يرى غليون : " أنه لا يمكن لنخبة أن تنشأ وتكون فاعلة وقادرة على إنشاء جماعة سياسية من دون تحقيق شرطين : الاستقلال عن أصحاب المشاريع والأعمال والمال من جهة - في إشارة إلى الحالة الأمريكية – وتكوين وعي واضح بالمسؤولية تجاه المجتمع والرأي العام من جهة ثانية. وعلى درجة هذا الاستقلال والشعور بالمسؤولية لدى النخب تتوقف مقدرتها على تأسيس جماعة سياسية مستقرة وفاعلة". ( ص14 )
الكلام بالمبدأ مهمّ جدّا، لكنّ الواقع محكوم بآليات معقدة ومتغيرة، تجعل حتى استنساب المفاهيم غاية في التعقيد وذلك للطبيعة الحركية المتبدلة للمجتمعات والأفكار. إنّ حصر نشوء النخب ضمن هذين الشرطين، يجعل منه قانوناً إن لم نقل فكرة منتهية، وهو ما يقودنا إلى استحضار الأسئلة بشكل مغاير للمثال المطروح حول الحالة الأمريكية، والسؤال هنا : هل يمكن أن تنشأ هناك نخبة حقيقية تكون مؤثرة وفاعلة في الدولة والمجتمع، بعيداً عن حزبين يحتكران صنع القرار والسياسات في الدولة؟
ألا يحتاج العمل في السياسة هامشا من المرونة، لإيجاد دعم تقبل به النخبة ضمن خطوطها العريضة لمشروعها الثقافي والسياسي، خدمةً منها لمجتمعاتها، وإلا أضحت بثبات مبادئها طائفة من الدراويش والمهمّشين!
أما ما يجب أن تكون عليه النخب العربية، فإنه يقول : "نخب مقطوعة نسبياً عن الثقافة الاجتماعية التقليدية، وهذا أهم عنصر قوّة فيها ومبرّر وجودها. فمن دون هذه القطيعة الفكرية والنفسية والسياسية لا يمكن للنخبة أن تخرج من إطار التقاليد السائدة ولا أن تجسّد أيّ إضافة أو معرفة استثنائية. وهي كذلك بالتعريف نخبة تغييرية، فالهدف من إنشائها أو نشوئها هو الخروج من الجمود ومسايرة التبدلات والتحولات العالمية". ( ص19-20 )
وفي مكان آخر يعتبر : "المطلوب إعادة بناء العلاقة الجدلية والتواصلية بين الشعب والنخب، أي نقد الثقافة التي تعيد إنتاج القطيعة، مهما كانت مصادرها". (ص91)
بين المقطعين يوجد التباس لمفهوم القطيعة، إن لم نقل تناقضا. فمن ناحية لا تكون النخب نخبا عنده إلا من دون "هذه القطيعة الفكرية والنفسية والسياسية" ومن ناحية أخرى ينتقد "الثقافة التي تعيد إنتاج هذه القطيعة، مهما كانت مصادرها"!.
القطيعة النسبية للثقافة التقليدية، ربما تكون مدخلاً للتغيير لا يختلف عليه عاقلان، لكن ما تجدر الإشارة إليه هو قطيعة تستوجب إعادة النظر في التراث من كافة جوانبه، لا أن نكتفي بالقول بأنها "أصبحت وراءنا"، معقباً: "إن استبداد الماضي لا يفسر استبداد العصر الحديث"(ص103). كلام قطعي كهذا يصادر تعدد الاحتمال ويبقي الاستنتاج بحكم اليقين.
لم يأت استبداد العصر الحديث من فراغ، فالقطيعة الكلية والنهائية لم تنجز، وإن حدثت على مستوى الأنا "القانونية والوطنية" فقد ظلّت ملتبسة حول نظرتها إلى الآخر، كونها استدعت حضور مخيال جمعي، أعاد تشكيل هويات نكوصية غير مؤنسنة على المستوى العالمي، الأمر الذي أبقى العصبية التاريخية حاضرة في كل صدام.

حول العلمانية والاستبداد:
في الكتاب نظرة غير موفقة تتمثّل في اعتبار الأنظمة الشمولية أو اللادينية علمانية. فالعلمانية قامت على فكرة الإيمان بالتعددية ونسبية الحقيقة، واستمرارها مرهون ببقاء هذه التعددية. لذلك، فإنّ افتراض أن كل من يرفع شعار العلمانية هو بالضرورة علماني، رأي يجافي الصواب، وما ينطبق على العلمانية يمكن أن يقال عن أي فكر آخر كالاشتراكي والديمقراطي. إن كثيرا من الأنظمة المستبدة تقدم نفسها على أنها اشتراكية أو ديمقراطية، فهل هي كذلك!.
ألا يغالي أستاذنا، عندما يعتبر "نقد العلمانية للتراث الإسلامي، هو حماية للأنظمة" (ص103)، حيث يعتبر أن "الانكفاء على التراث مرده إلى الاحتجاج على الحداثة"؟ لا أدري مدى دقة هذا الكلام، إذ يفهم منه أن مجتمعاتنا أنجزت مشروع تحولها إلى الحداثة ثم صدمت بها، فانكفأت عنها!.
إن النظرة النقدية التي يسوقها غليون عن العلمانيين العرب، والسوريين بشكل أخص- وإن من باب الحرص على العلمانية كما يفترض– لا يعفيه من مهمة تفكيك الرأسمال الرمزي الإسلامي كونه يشكل مرجعية متعالية على الواقع، بما هو نسبي ومتغير.
إن الأصولية الإسلامية عبر التاريخ وحتى الآن تنشط وتضعف نتيجة لمتغيرات السياسة السلطوية، لكنها تبقى حاضرة وبقوة في المخيال الثقافي والسيسيوسياسي وهو ما يجعلها عامل كبح ونكوص عند كل منعطف تمر به هذه المجتمعات.
يبدو أننا بحاجة إلى مجهود كبير، لإعادة فهم التراث الإسلامي من منظور نقدي "معقول" تشارك فيه كافة النخب الفكرية ومن بينها الإسلامية. كما فعل الغرب عند ولوج حداثته. أما إطلاق النار على الأنظمة ووضع العلمانيين في نفس الخانة، أمر ينطوي على خلط كبير يصب في نفس السياق والتوجه الإسلامي الذي لا يخدم سوى أنظمة الأمر الواقع، ومن خلفها التنظيمات الإسلامية، متجاهلاً الوضع الدقيق الذي يتحرك فيه العلمانيون العرب، فلا يرى أنهم بين مطرقة الأنظمة وسندان الأصوليات الدينية. أما اعتبار ظهور الحركات الإسلامية نتيجة لممارسات الأنظمة الاستبدادية، فهو جزء من معادلة منقوصة تنطوي على تبسيط يخدم حتمية الاستنتاجات التي سيقت.
لا يمكن خلخلة هياكل هذه الأنظمة إلا بانفتاح الإسلاميين على تاريخهم ومجتمعاتهم، بعيداً عن التقديس، وأن يقابلوا الاستبداد بمنطق الحرية والتحرر المسؤول. البعيد عن الشعارات الدوغمائية مثل "الإسلام هو الحل".
حين تنتقد الأحزاب الإسلامية في العالم العربي ممارسات الأنظمة القمعية، وهي محقة في نقدها، فذلك لا يجعل منها حامية الحرية والديمقراطية، فهي مطالبة وقبل أي شيء آخر أن تقوم بنقد موروثها ومسارها، كي تكون لها مصداقية فيما تدَعي.

بين الديمقراطية والعلمانية:
يرى غليون أنّ النخب العلمانية : "لا ترى في الأكثرية الاجتماعية إلا عامة من الناس، لا شخصية لها ولا قوام، ولا وعياً بالحرية ولا مطالب أخلاقية ممكنة أو كامنة، الخوف من تبني خيار الديمقراطية الحديث، لما يمكن أن يتضمنه الاعتراف بحقوق الناس المتساوية وحرياتهم، من مخاطر على المدنية نفسها. فلا يقبل العلمانيون أو من يسمون أنفسهم كذلك مثل هذا الاعتراف إلا إذا كان جزءاً من سلة واحدة. أما الإسلاميون فالديمقراطية لا تعني في نظرهم التنازل عن حق العلماء والفقهاء في الوصاية على الإيمان وحفظ حقوق الدين وإنما أكثر من ذلك تقديم حقوق الإنسان على حقوق الله". (ص49 )
 كما يعتبر أن : "الديمقراطية ليست إجراءً شكلياً يتحقق مع فرز حكم الأغلبية، أي أغلبية عددية. إنها عملية تاريخية طويلة يتم من خلالها تحويل الجماعة إلى شعب (…) الشعوب تتعلم بالتجربة وعبر التاريخ وتتحول، ولا تولد حديثة مرة واحدة، ولذلك أيضاً لا يمكن للحداثة أن تكون سلة واحدة". (ص 64-65 )
تنطوي المقاطع الواردة على ثلاث إشكاليات، أولاً : يضع العلمانيون في خانة الإسلاميين وعلى نفس السوية في النظرة إلى الديمقراطية. في الشق الإسلامي قد يكون محقاً، ونقول قد، لأن الكثير من التيارات الإسلامية أصبحت تطالب بالديمقراطية للوصول إلى السلطة ومن بعدها تصبح الديمقراطية في حال شكلت خطراً عليها، في خبر كان. أما العلمانيون فلديهم تصور آخر في رؤية الديمقراطية، يهدف إلى صونها وتعزيز مشروعها، من حيث هي رؤية أعمق وأشمل في فهم المسار الديمقراطي. الديمقراطية تحتاج قبل كل شيء إلى ديمقراطيين بالطرح والفكر قبل الممارسة، ومن بديهيات الديمقراطية قبل الولوج إليها أن يعترف كل طرف سيشارك بها بالآخر المختلف، ولا ضير أن تكون الديمقراطية "في الرأس قبل الصندوق" كما يراها جورج طرابيشي، فالتأسيس الفكري والسياسي لهذه التجربة يجعل حظوظ نجاحها أكثر من أن تترك للعصبيات والشموليات، تعيد من خلالها إنتاج تسلطها.
قد تكون المشكلة عند غليون هي في استحضاره شكلاً افتراضيا لعلمانية يختلف معها، بعد أن اكتشف أن الديمقراطية الآن، أهم من اشتراكية كان ينادي بها لعقود طوال.
ثانياً: في السلة الواحدة : هناك خلاف حول مفهوم السلة وطريقة الدمج التي أراد تمريرها، حيث يحاول هنا وعلى طريقته، تنسيب مفهوم سلة الحداثة إلى سلة الديمقراطية، للطعن بنظرة العلمانيين، عبر مقارنة شكلية تجعل من الأولى مطابقة للثانية، والغريب في الأمر أن العلمانية التي تقوم على النسبية المتغيرة في التعامل مع تجربة الحداثة بإخفاقاتها ونجاحاتها، لم تدَع يوماً حداثة منجزة كمعطى نهائي، وقول البعض وهو حق لهم لا يمثل الكل.
ثالثا: تحول الجماعة إلى شعب : توصيف الواقع بكل تعقيداته لا بد أن يتأتى عنه تحديد البنيات والأنساق السوسيولوجية والفكرية المعطلة لكل حالة انفتاح تخرج هذه المكونات من سياجاتها الدغمائية، وهذا جزء من رؤية تغييرية، لا تعكس حالة اتهامية يتصورها كاتبنا للنيل من خصومه العلمانيين. إن التجميل في انتقاء العبارات لوصف هذه البنية البطريركية، لا يخفي الطبيعة المتأخرة لفضائها الرمزي، الممأسس بمخيال ثقافي شفاهي يرتكز على نص متعالٍ يستمد حضوره من تراث، ما زال حاضراً، يقوم على ثلاثة مكونات أساسية، الأول قبلي، مشيخي والثاني ديني، ملي، والثالث ذو طابع اثني وهو ما يبقي الشعب في أغلب عالمنا العربي والإسلامي "رعية"، واقع مهما غيَرنا من نظرتنا إليه لا يحرمه حقيقته، ولا يصبح شعباً إلا بقدر ابتعاده عن هذه المكونات.
من هنا يمكن لنا فهم طبيعة الأنظمة والأحزاب الشمولية في إنتاجها لاستبداد يوائم بنيتها السوسيوثقافية، لتبقى الرعية منتجا للاستبداد ومحفزا له من خلال تماهيها مع دور الضحية، وستبقى الحال على ما هي عليه إلى حين تبلور برجوازية وطنية، تكون قادرة على كسر الانقسامات العمودية المغذية للسلطة في مجتمعاتنا وتحويلها إلى انقسامات أفقية، تؤسس لنمو بيئات وتجمعات مجتمعية خارج جغرافية القبائل والطوائف المنغلقة، ليسهل فتح الطريق أمام ظهور وتشكل الشعب.
يبقى أن نشير إلى اللغة في خطاب غليون، ومحاولة تحميل العلمانيين سبب القطيعة والنظرة المتخلفة إلى الشعب، بأنها تنطوي على تحامل كبير لا يمكن تبريره، ومن ثم زجهم في خانة الأنظمة، وكأنهم شريحة غير واعية و غير مدركة للعمل الثقافي والسياسي، لغة تعكس الطبيعة الوصائية والتعليمية في خطابه الموجه إلى النخبة، جاعلاً من خطابه مرجعية متعالية على الجميع!.
بين الطائفية والعصبية القبلية :
في معرض سجاله، يسأل الأستاذ لؤي حسين محاوره الأستاذ غليون : " ترى أن (الطائفية لا تنطبق على استخدام الدين، بل على استخدام كل أشكال التضامنات الخاصة ما قبل السياسية الناجمة عن تعبئة العصبيات القائمة على القرابة المادية، كالعشيرة والعائلة والاثنية أو المذهب) لكن ألا تفترق الرابطة الطائفية- الدينية عن الرابطة القبلية والعشائرية من ناحية الانفراط والزوال. فروابط الدم تبقى أسهل في التفكك من الرابطة الطائفية التي تعتمد الذاكرة الدينية والنص الديني الذي يبشر أفرادها بحظوتهم في الآخرة. وهو ما يجعل منها راسخة عنيدة على التفكيك". (ص108)
في سياق رده يجيب غليون : "أكبر دليل على تفوق العصبية القبلية والعشائرية على مشاعر الولاء للجماعة الدينية. فلم يمنع الحماس الديني في عهد الدعوة نفسها من بروز القبلية وتقدمها على الرابطة الدينية. وقد فسر العديد من الباحثين والمؤرخين، في مقدمتهم ابن خلدون، نجاح الأمويين على الهاشميين بقوة العصبية الأموية على العصبية الهاشمية. وكان خالد ابن الوليد يوزع قواته في معارك الفتح الإسلامي حسب انتماءاتهم القبلية". ( ص122-123 )
"الولاء للجماعة الدينية" "الحماس الديني" هو قبل أي شيء لا يعتبرها عصبية، ولا يحب أن يراها كذلك، لكن ممكن للعصبية العائلية بين الأمويين والهاشميين أن تصبح قبلية عنده. علماً أن معظم القبائل انقسمت على ذاتها، وهو ما يؤكد حضور عصبية دينية جديدة دون أن تلغي العصبية القديمة.
ثم لماذا الإصرار على الفكرة بالمطلق حول أن القبلية أقوى من الطائفية والاستدلال بذلك من التاريخ والواقع الراهن، ولو أخذنا ذات المنحى لأكدنا عدم دقة الاستنتاج وهو ما يحيلنا إلى إبقاء الاحتمالين، فالكثير من البنى الاجتماعية في عالمنا العربي المتموضعة في المدن، تفككت روابطها القبلية وحلت مكانها الطائفة، وهذه صيرورة المجتمعات ولو نظرنا إلى جارنا الأوربي لأدركنا زوال القبائل أمام المذاهب الدينية، وهذه الأخيرة ليست معطى نهائيا ولكنها طبيعة الأشياء في تحولها اللامتناهي.
ما يحاول غليون تقديمه هنا، لا يعدو تفنيد الأسئلة، ففي الوقت الذي يعري فيه الأنظمة وهو محق في جل ما يراه، نراه أكثر تساهلاً مع الحامل الديني المشُكل الأساس للتراث والمولد لثقافة التمييز والإقصاء، ولنا في جغرافيتنا المتصحرة أكبر دليل، حيث غابت عنها التعددية والتنوع، لصالح خطاب لا يقبل له كفؤاً أحد.
في مداخلته الأخيرة يتحدث الأستاذ لؤي : "حاولت قدر استطاعتي التقاطع معك على نقاط نتفق عليها في الموقف من الاستبداد لكن تراءى لي أنك تشترط عدم المساس بالموضوع الديني، وكأنه أصبح خلفنا مع بقايا عصر الأنوار". (ص132)
بكل أسف يأتي الرد بطريقة انفعالية يشخصن من خلالها الحوار، قائلاً له: "أنتم العلمانيين لسان حالكم يقول : إما أن تكون علمانياً على الطريقة التي أنظر إليها (… ) أو انك بالضرورة ديني أو إسلامي يتخفى وراء علمانية شكلية ولفظية. وأكاد أشعر أنك تضعني تماماً في هذه الدائرة". (ص137)
كلام يتدخل في النوايا، ويضيَق من مساحة قبول الآخر، فهذه الاتهامات التي ساقها كاتبنا، لا تليق بحجم مفكر كبرهان غليون، وهو ما يحيلنا إلى ما قلناه سابقاً، من أن مجتمعاتنا تحتاج إلى ديمقراطيين قبل الديمقراطية.
بشير عيسى - الأوان


أو



Friday, January 6, 2012

إدريس علي - الزعيم يحلق شعره


تصدرت صورة كاريكاتورية للعقيد الليبى معمر القذافي، الطبعة الثانية لرواية «الزعيم يحلق شعره» للأديب المصري الراحل إدريس علي، والتى سبق أن تمت مصادرتها من دار وعد للنشر خلال مشاركتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الأخيرة.
الرواية تدور فى فلك معاناة المصريين فى ليبيا والحالة السياسية المضطربة بين مصر وهذه الدولة، فى فترة الزعيم الراحل «أنور السادات»، وكان واضحًا للقارئ أن الدولة المقصودة هي ليبيا، وهو ما جعل لجنة النشر بالمجلس الأعلى للثقافة تبدى تخوفها من نشر الرواية إبان فترة حكم الرئيس المخلوع «مبارك»، كما يشير موقع الكتابة.
إدريس على حصل على جائزة «أركانسوا» الأمريكية عن ترجمة دنقلة للإنجليزية عام 1997م، وجائزة أفضل رواية صدرت عام 1998م، من معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1999م، والجائزة الثانية لمسابقة نجيب محفوظ لرواية العربية من المجلس الأعلى للثقافة عام 2004م، وجائزة اتحاد الكتاب عن رواية «مشاهد من قلب الجحيم» عام 2009م.

الزعيم يحلق شعره.. رواية أغضبت القذافي

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

Thursday, January 5, 2012

إبراهيم صموئيل - المنزل ذو المدخل الواطئ







http://www.mediafire.com/?crqasenixa76i0m

تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/


Tuesday, January 3, 2012

إبراهيم صموئيل - رائحة الخطو الثقيل



..أما "القضية" -والتي يتعامل معها إبراهيم صموئيل بعد التجربة في قصصه كلها- فتبدو خاصة وشخصية. إنها تفاصيل من الحياة، ولأنها تفاصيل صغيرة وخاصة وشخصية، فإنها أكثر إنسانية من الشعار السياسي. فهي، حتى حين تغرق في الخصوصية والشخصية، تصبح أكثر شمولية لأنها تشبهنا، وتصبح أيضاً أكثر تأثيراً لأنها تدخلنا في باب القلب: سيد الحياة، بينما يدخلنا الشعار السياسي من باب العقل: قاتل الأدب.
ما الذي يفعله بنا أدب كهذا؟
باختصار: يذكرنا بإنسانيتنا، وهذا إنجاز عظيم. كأننا كنّا مشدودين إلى مباراة حامية في كرة القدم. عقولنا وعيوننا كلها مركزة على أرجل اللاعبين والكرة والمرمى والأهداف، وبعد أن تنتهي المباراة نحس أنه لم تعد لنا علاقة بالملعب، ثم يأتي إبراهيم صموئيل ليتفقد أرض الملعب، ويدلنا على الزهور التي استحقت، والزرع الذي اختنق في الأرض التي صارت ملعباً، وليذكرنا بأن الساعة قد صارت كذا، وأننا قد تأخرنا كثيراً على حياتنا، وبأننا، ونحن جالسون، قد سرقنا: سنعود إلى بيوتنا دون أحلام، ودون آمال، ودون أوهام.
ممدوح عدوان


http://www.mediafire.com/?ciwpqo9f9ovg5zw


تحتاج إلى أحدث نسخة من أكروبات ريدر لتتمكن من فتح هذا الكتاب. إذا طلب منك باسوورد, فهذا يعني أن نسختك قديمة!! رجاءا تنزيل أحدث نسخة من:
http://get.adobe.com/uk/reader/