Friday, February 14, 2014

عبد الرحمن منيف - أسماء مستعارة



المؤسسة العربية للدراسات والنشر, المركز الثقافي العربي  2006 | سحب وتعديل جمال حتمل | 160 صفحة | PDF | 26.7 MB

http://www.4shared.com/office/efZ0crsoba/___-__.html
or
http://www.mediafire.com/view/0cb60u2gz0h2d97/عبد_الرحمن_منيف_-_أسماء_مستعارة.pdf

نُشر هذا الكتاب بعد رحيل (عبدالرحمن منيف)، وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر قبل أشهرٍ قليلة. ولأول مرة يتعرف القارئ العربي على (منيف) في القصة القصيرة لا الرواية. وكما تقول (سعاد منيف) في مقدمة الكتاب: "كُتبت هذه القصص بين عامي 1969-1970 والتي كانت مرحلة تجريبية في حياة الكاتب عبدالرحمن منيف وامتحانٍ أولي لممارسة الكتابة".
وكالعادة لا تجد (منيف) في تقنية سردية أو أسلوب قصصي واحد، فهو يهوى التجريب واكتشاف المقاربات الممكنة للأدب.
في القصة الأولى بعنوان "أسماء وهمية" نجد أسلوبًا إبداعيًا جديدًا، حيث يضرب (منيف) على وتر شخصية (زوربا اليوناني) في رواية نيكوس كازنتزاكي. نجد شخصية المغترب الذي ينسجم مع العالم من خلال قراءاته، ففي بلغاريا يلتقي بنادلٍ يوناني يسمّيه "زوربا"، ويتعامل معه كأنه يعرفه منذ زمن. يتفاعل هذا الرجل مع النادل ويصادقه وكأنه استكمال لزوربا اليوناني بكل جنونه ومرحه واندفاعه.
وفي قصة "قصة تافهة" نعيش مع كاتبٍ مُفلس يريد أن يكتب وأن يحيا ولكنه لا يعرف ماذا يريد، فيدخل أحد المقاهي علّه يكتب عن روّاده شيئًا. يتفرّس في الوجوه ويطلق تفكيره في أشياء كثيرة قد تبدو تافهة، ولكنها مفارقةً تحمل الكثير من الحكمة. يقول في مقطعٍ: "كل إنسان مهزوم بمعنىً معين، مع الحب، مع الإله، مع المال..مع شيءٍ ما". هذه القصة من النوع الذي تتعدد قراءاته، ولا يُمكن البتَ في حقيقة مغزاها، غير أنها بشكلٍ أو بآخر، ممتعة.
ونجد الإبداع أيضًا في القصة الثالثة "خطاب العرش"، حيث ملكٌ مُهاب يتلو لشعبه خطابًا بمناسبة عيد جلوسه الثالث والخمسين. ومن يقرأ الخطاب يجده مليئا بالسخرية اللاذعة المغلّفة بالجدية، وكأننا نقرأ "مقترح متواضع" لـ(جوناثان سويفت)، أو بعض قصائد (أحمد مطر). شمل خطاب الملك إعلان تحرير العبيد، والأمر بأداء صلاة الاستسقاء حين يوجد غيم، واستشارة المنجمين، وعدم التعرض للبغايا دافعات الضرائب، وغيرها. وفي نهاية القصة نكتشف شيئًا يقلب الحكاية رأسًا على عقب.
وفي قصة "البدء من النهاية" يحدّثنا شخصٌ كان مُصابًا بضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز، وكيف أنه زار طبيبًا وقرأ كتابًا لعلاج هذا المرض فاستطاع التخلص منه باستخدام بعض الأساليب الذهنية. يتابع القارئ مع هذا الشخص تطور هذه الأساليب ونتائجها، أثناء السرد.
أما قصة "أكفان البلدية" وهي الأخيرة في هذه المجموعة القصصية، فقد تكون الأروع. هي حكاية امرأةٍ فقيرة ينعتها الناس بالخبل، واسمها (تمام). تخدم في البيوت وتنام في البيت الذي تخدم فيه، وقليلا ما تعود إلى بيتها. تموت ابنتها الصغيرة، ولا تجد المال الكافي لشراء كفنٍ لها، يغنيها عن كفن البلدية الهش الذي لا يكاد يستر الجسد. وتظلّ (تمام) تعمل بنشاط وهمّة لتجمع المال اللازم لتأمين كفنٍ لها بعد مماتها، وتضع المال عند امرأةٍ في الحيّ الذي تعمل فيه. وتحدث بعد ذلك أحداث غاية في التشويق والألم.
لكل من يهوى (منيف)-ككاتب هذه السطور- أنصح بهذه المجموعة القصصية التي تعكس التجارب الأولى لهذا الكاتب العملاق.
مدونة أكثر من حياة

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html
 

Wednesday, February 12, 2014

عبد الحليم يوسف - الرجل الحامل



طبعة المؤلف  1991 | سحب وتعديل جمال حتمل | 114 صفحة | PDF | 10.8 MB

http://www.4shared.com/office/QVvQbCh-ba/___-__.html
or
http://www.mediafire.com/view/wc2kwdce35gi5wf/عبد_الحليم_يوسف_-_الرجل_الحامل.pdf
 

عبد الحليم اليوسف اسم كاتب قصة كثير الطموحات، قدم إلى حلب دارساً في كلية الحقوق، وأجمل شيء فعله هذا الكاتب في حياته العملية أنه كتب عن حياته بصدق وبجنون غير مألوفين عن أقرانه الشباب، دون أن يكذب على نفسه أو يختبئ خلف الستائر.‏
فاشتغل على تقنيات كتابية متنوعة وفق تجسيد حي لتجارب تحكي عن حياة شاب محبط لا يجد ما يهمه في هذه الحياة سوى إشباع روحه بالمعرفة والاطلاع على أبعد مما هو موجود في حياتنا العادية، فأصدر بألم كتاباً ملفتاً، غير متوقع منه، كتاب فيه صراخ طويل وضحك مرير على هذه الحياة سواء عبر الكوميديا السوداء، والسخرية المريرة من مفارقات اجتماعية لا تثير سوى القهقهة أو عبر ذلك الحزن المقيت الذي يهز الواحد فينا، يدفعه نحو التهلكة برموزٍ مهمة وإشارات ودلالات تحوي الكثير من اللامبالاة الملغمة بهذا الواقع، وهروب واضح نحو الأماكن المظلمة في الأنفاق، وسمى كتابه الهروبي هذا "الرجل الحامل" دمشق 1991- بإخراج ملفت لأحمد معلا، فبدا كالبوم قصص وصور، تحسه أحياناً، أحد مفرزات العمل الكتابي السوريالي.‏
على كل حال، وزع هذا الكتاب وأثار ما فيه ضجة، تعرض بموجبها الكاتب إلى محاولات للاعتداء الجسدي، وما شابه ذلك، لأن الكتاب يشرح بطريقة ساخرة بعض حالات استثنائية لشخصية معروفة في بلدته "عامودا" على الأقل، فيه فضائح ومكائد. الجنس أولاً من ثم السرقة والدين وأخيراً ذلك الخيال المبهر الذي يضيع القارئ وينفيه.‏
 إبراهيم حسو

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html



Tuesday, February 11, 2014

بشير بن بركة - المهدي بن بركة, الموروث المشترك



دفاتر, وجهات نظر, الرباط  2009 | سحب وتعديل جمال حتمل | 316 صفحة | PDF | 13.7 MB

http://www.4shared.com/office/JzmYZU9Qba/___-_____.html
or
http://www.mediafire.com/view/r6x86ljmm016a97/بشير_بن_بركة_-_المهدي_بن_بركة,_الموروث_المشترك.pdf

لا زال الغموض يكتنف لغز اغتيال المناضل المغربي المهدي بن بركة رغم مرور 45 سنة على اختطافه و تصفيته بباربس، و لا زالت أسرة فقيد المعارضة المغربية و العالمية تصارع الجبال في سبيل الوصول إلى الحقيقة المفتقدة و تحقيق العدالة من خلال تعرية كل الحقائق المرتبطة بهاته القضية الشائكة، و من ثم إعلان المسؤولين الحقيقية عن هاته الجريمة.
و لأن بن بركة رحمه الله لم يكن فقط مناضلا مغربيا، و لأن توجهاته الفكرية اتخذت أبعادا وطنية أول الأمر،قارية بعد ذلك، ثم عالمية قبيل اغتياله، فإنه من الطبيعي بل من العادل أن يصبح مطلب تحقيق العدالة في ملفه مطلبا تبنته أكبر المنظمات الحقوقية في العالم أجمع.
المهدي بن بركة "الموروث المشترك" هو عبارة عن تقرير مفصل للندوة الدولية التي أقيمت يومي 29 و 30 أكتوبر 2005 تحت عنوان "من منظمة القارات الثلاث إلى حركة العولمة البديلة" بمناسبة مرور 40 سنة على عملية الاغتيال تلك.
تضمن الكتاب جردا للمداخلات الكاملة مترجمة للغة العربية لكل المفكرين و المناضلين الذين حضروا الندوة يتقدمهم نجل الفقيد بشير بن بركة و محاميه موريس بوتان
من الصعب بما كان تلخيص كل تلك المداخلات في بضعة أسطر نظرا لغناها و شموليتها، و لكن يمكننا أن نصنفها إلى ثلاث محاور أساسية :
- الاغتيالات السياسية : بن بركة نموذجا
انتشرت عمليات الاغتيال السياسي بشكل كبير أواسط القرن العشرين في إفريقيا و آسيا و أمريكا اللاتينية و حتى في أوروبا، و قد اعتبرها المؤرخون حرب استنزاف حقيقية شنتها القوى الامبريالية العظمى أولا ضد حركات التحرير، ثم ضد المناضلين الذين نادوا بمحاربة الاستعمار الحديث و تحرير الدول المستقلة من التبعية؛ و قدى أدى هذا الاستنزاف فعلا إلى تغييرمسار التاريخ في عدة دول بعد أن فقدت قادة سياسيين و مفكرين و مناضلين حملوا رسائل نبيلة و أفكار رائدة كان من شأنها أن تقود هاته البلدان إلى تحقيق الاستقلال الحقيقي و بناء شخصيات مستقلة و كيانات أقوى.
و يكفي أن نذكر مثلا أن اغتيال بن بركة جاء في خضم إعداد هذا الأخير لتنظيم مؤتمر القارات الثلاث - أكبر حركة نضالية ضد الاستعمار الحديث في القرن العشرين -، و الذي كان رئيسا للجنته التحضيرية.
- اغتيال بن بركة " اللغز الذي لم يحل"
من قتل بركة؟: سؤال ظل مطروحا 40 سنة دون إجابة، و على الرغم من كل الرويات التي قيلت في الحادث إلا أن الغموض لا زال يكتنف الملف إلى الآن لأسباب ربما يعرفها الجميع، و لكن ما نتفق عليه هو أن اغتيال بن بركة كان وراءه عناصر من المغرب و فرنسا (و اللذان يتحملان المسؤولية المباشرة) بتزكية و تنسيق من عناصر من دول أخرى كان لها مصلحة في تصفية المناضل المغربي، و يكفي أن نذكر أنه - رحمه الله - كان ينسق في سبيل تحقيق حلم تأسيس منظمة القارات الثلاث مع مناضلين سوفيات و فلسطينيين و أفارقة و كوبيين مثلا لكي نعرف من كان له مصلحة مباشرة في التخلص منه.
- من منظمة القارات الثلاث إلى حركة العولمة البديلة
يعتبر بن بركة أشهر من طالب باتحاد دول العالم الثالث في القارات الثلاث المستضعفة في مواجهة القوى الاستعمارية العظمى، فبعد قيادته للنضال في المغرب أولا ضد الاستعمار ثم في سبيل تحقيق الديمقراطية، انتقل إلى العمل القاري من خلال نشاطه في حركة التضامن الإفريقي الآسيوي متبنيا فكرا جديدا آنذاك يركز على النضال ضد الاستعمار الحديث في الدول المستقلة، و مواجهة التغلغل الفكري و السياسي للغرب داخل الأنظمة المستضعفة، ثم بعد ذلك العمل على تحقيق حلم العمر بالنسبة لبن بركة، ألا و هو تأسيس كيان صلب يوحد دول إفريقيا و آسيا و أمريكا اللاثينية، و هو ما تأتى له فعلا بعد اختياره رئيسا للجنة التحضيرية لمؤتمر القارات الثلاث الذي أقيم في كوبا سنة 1966، و لكن للأسف نالت منه يد الشر سنة قبل ذلك، فاغتيل قبل أن يشاهد حلمه يتحقق.


إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html



طه خليل - ملك أعمى



دار الكنوز الأدبية, بيروت  1995 | سحب وتعديل جمال حتمل | 104 صفحة | PDF | 3.95 MB

http://www.4shared.com/office/wBRoJ20Mce/__-__.html
or
http://www.mediafire.com/view/1pynolqby51edfg/طه_خليل_-_ملك_أعمى.pdf

أربيل27 كانون الثاني/ يناير (PNA)- يشتهر الشاعر السوري الكردي طه خليل بقصيدته الطويلة "حلبجة"، التي كتبها بعد مجزرة حلبجة الرهيبة في كردستان العراق، والتي اعتبرها بعض النقاد من أجمل ما كتب عن تلك المأساة شعريا، بالإضافة إلى قصيدة "مهاباد" لسليم بركات. 
 وينتمي خليل  إلى جيل الثمانينيات، لكنه أصدر باللغة العربية عدة مجموعات شعرية مثل "قبل فوات الأحزان" و"ملك أعمى" و"أينما ذهبت"، ورغم أنه ظل يكتب بالكردية، فإنه لم ينشر نصوصه الشعرية بهذه اللغة إلا مؤخرا، عبر مجموعته "أثرها"، الصادرة عن مؤسسة سما للثقافة الكردية في دبي عام 2012.
ويبدو أن زيارته إلى كردستان تركيا للمشاركة في مهرجان ديار بكر الثقافي قد شجعته لتقديم تجربته الشعرية الكردية إلى القارئ الكردي، وخصوصا القارئ الكردي في سوريا، الذي مل ضجيج الشعراء الذين لا يزالون يعيشون في قوقعتهم بعيدا عما توصلت إليه الشعرية الحديثة، والمنجز الشعري الكردي في كردستان العراق وإيران وتركيا، وخصوصا في السنوات الأخيرة بعد أن ازدهرت حركة الترجمة من اللغات العربية والفارسية والتركية، وحتى الإنجليزية والفرنسية، إلى الكردية.
وتقدم الشاعر بهدوء وصمت حاملا قصائده التي باغت المشهد الشعري الكردي بمجموعة شعرية بها، لتشكل إضافة حقيقية للقصيدة الكردية الكرمانجية التي تعاني وبوضوح من نبرة قومية عالية لا تزال تخاطب الجبال والرفاق والثوار بإنشائية أكل عليها الزمن وشرب.
ويقول خليل عن تجربته الجديدة هذه "أخيرا تشجعت وأصدرت ديواني الأول باللغة الكردية، أقول تشجعت لأنني بقيت مترددا سنوات طويلة في إصدار ديوان باللغة الكردية، رغم أنني أكتب باللغتين العربية والكردية منذ أكثر من عقدين من الزمن. والسبب كان يعود إلى فكرة في رأسي هي أن ليس هناك قراء باللغة الكردية، والقراء هم كتاب، والكتاب عندنا قلما يقرأون، ولا أدري إن كانوا يقرأون نتاجاتهم أصلا، أو يراجعونها. يبدو أنني كنت على خطأ".
م.ش م ح

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


The Lebanese Rocket Society (2012)


 DVDrip | 720x552 | MKV/x264 @ 1715 Kbps | 92mn | Audio: English AC3 448 kbps, 6 channels | Subs: English | 1.42 GB , Genre: Documentary
 From 1960 to 1966, a space project was undertaken in Lebanon. Several rockets, which became larger and more powerful with time, were launched from the hills surrounding Beirut by a group of scientists, university students and army experts. This group, led by Manoug Manougian, was called: The Lebanese Rocket Society.


http://rapidgator.net/file/d6c3be788aae3f6b95108476c9be89b4/lebaneserocket.part1.rar
http://rapidgator.net/file/5f9340228e9cc36fe70b31b98bb2657c/lebaneserocket.part2.rar
http://rapidgator.net/file/00e8ff5e3b5b5f4cf002a00290a05ebe/lebaneserocket.part3.rar
http://rapidgator.net/file/c1d116bccaad955e56cf8d5c239d6bb2/lebaneserocket.part4.rar
http://rapidgator.net/file/2731c55a0bad05b2c22eaf378dcce70f/lebaneserocket.part5.rar


Sunday, February 9, 2014

عبد الكريم الخطيبي - المناضل الطبقي غلى الطريقة التاوية



دار توبقال للنشر, الدار البيضاء 1986 | سحب وتعديل جمال حتمل | 116 صفحة | PDF | 6.23 MB

http://www.mediafire.com/view/5xtm4r7rcbbei41/عبد_الكريم_الخطيبي_-_المناضل_الطبقي_غلى_الطريقة_التاوية.pdf
or
http://www.4shared.com/office/D2q-OJp4ce/___-_____.html

عبد الكبير خطيبي روائي مغربي وعالم اجتماع، وأخصائي بالأدب المغاربي. ولد بمدينة الجديدة المغربية سنة 1938، وتوفي في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين 16 مارس 2009 في أحد المستشفيات بالرباط، عن عمر يناهز 71 عاما، بعد معاناة مع المرض.
درس علم الاجتماع بجامعة السوربون، بباريس حيث قدم مبحثا حول الرواية المغاربية (Le Roman Maghrébin) حيث تطرق إلى إشكالية تجنب روائيٍّ الدعايةَ في سياق مجتمع في حقبة ما قبل الثورة. أصدر سنة 1971 روايته الأولى، الذاكرة الموشومة (La Mémoire Tatouée). نشر قصصا وروايات ونظم قصائد وكتب محاولات كثيرة حول المجتمعات والفن الإسلاميان. ينتمي إلى الجيل الشاب للستينيات الذي تحدى المعايير الاجتماعية والسياسية التي انبنى عليها المغرب العربي.
يدرس عبد الكبير الخاطبي الأدب. يحظى هذا الأستاذ الجامعي بتقدير كبير ويعد من أهم المعلقين على الساحة السياسية المغربية.
مهامه
وتقلد الخطيبي عدة مناصب أكاديمية،
حيث شغل أستاذا جامعيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط،
وأستاذا مساعدا ،ثم مديرا لمعهد السوسيولوجيا السابق بالرباط،
فمديرا للمعهد الجامعي للبحث العلمي.
انضم عبد الكبير الخطيبي إلى اتحاد كتاب المغرب في ماي عام 1976.
وعمل رئيسا لتحرير "المجلة الاقتصادية والاجتماعية للمغرب "، كما كان يدير مجلة)علامات الحاضر).
وتتميز مجالات إنتاجه بالتعدد والتنوع بين الكتابة الإبداعية (الشعر، الرواية، المسرح...) والدراسة الأدبية
وبتعليمات خاصة من ملك المغرب محمد السادس سيحتفظ الخطيبي مدى الحياة بصفته كأستاذ جامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، مع تمتيعه بكافة الامتيازات ذات الصلة.
في روايته الأولى ـ وهي سيرة ذاتية ذات طابع فكري ـ (الذاكرة الموشومة ـ La Mémoire Tatouée) الصادرة عام 1971 والعابرة إلى العربية على يد المترجم السوري بطرس الحلاق العام 1984 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ: «كان الاسمُ مني جرحاً». بهذه الحدة والكثافة والأسى عبر الخطيبي عن اسمه (عبد الكبير) في إشارة إلى ولادته بعيد الأضحى (العيد الكبير) عام 1938 بمدينة الجديدة على الساحل المغربي. لا يشير اسمه حسب الخطيبي نفسه إلى مكان بعينه، إنه عبدٌ للكبير، عبودية جعلت من حفر الاسم على مقياس أضحية العيد جرحاً في المسمَّى الذي لن يألو جهداً في استنطاق جرح الجسد على وهج عشق اللسان الذي غدا لسانين، العربية والفرنسية، في كتابه (عشق اللسانين ـ Amour bilingue) الصادر عام 1983.
رواية غرامية، لكن شخصيتها الرئيسية هي اللغة، وفي السنة نفسها سيصدر كتابه (المغرب في صيغة الجمع). يذكر أن الخطيبي بدأ شاعراً بالعربية والفرنسية وهو في الثانية عشر من عمره متأثراً بلامارتين وبودلير على الأخص. هذا العاشق الفريد والمؤول المتبحر والمنقسم عن حب جارف بين الفرنسية والعربية، سيحصل على دكتواره من السوربون عن أطروحته حول الرواية المغاربية عام 1968 (ترجمت إلى العربية من قبل الروائي والناقد محمد برادة) راصداً التربة الفكرية الخفية التي نهلت منها الرواية لغتها وطرائق كتابتها في فترة ما قبل الاستقلال منبهاً إلى أن الرؤية العامة التي حكمت الرواية المغاربية سواء كتبت بالفرنسة أم العربية، وهذا يلغي وهم الاختلاف الجذري بينهما.
هذا المناضل النقي والمفكر النزيه، المحاضر الجامعي والروائي والباحث الاجتماعي والاقتصادي سيترأس تحرير مجلة العلوم الاقتصادية الاجتماعية وكذلك مجلة علامات الحاضر. لدى سماعي نبأ رحيله، الاثنين 16/3/2009، تذكرت كتابيه (المناضل الطبقي على الطريقة الطاوية ـ شعر) عام 1976 الذي سينتظر عشر سنوات حتى يترجم إلى العربية عن دار توبقال على يد الشاعر العراقي والمترجم كاظم جهاد، و(مسرحية النبي المقنع ـ Le prophète voilé) عام 1979 المنقولة إلى العربية في أول شباط سنة 1993 بترجمة وتقديم محمد الكغاط في سلسة المسرح العالمي الكويتية . سبق أن قرأت أجزاء من (الاسم العربي الجريح) بترجمة وعنوان مختار من الشاعر محمد بنيس لكتابه (جرح الاسم الشخصي). تولى ترجمة الخطيبي إلى العربية لجنة تألفت من الخطيبي نفسه إضافة إلى كل من محمد بنيس وعز الدين الكتاني وفريد الزاهي، هذا ما نقرأه في الصفحة الثانية من رواية (صيف في استوكهولم) المنشورة بترجمة الزاهي عن دار توبقال عام 1992. عكف الخطيبي على العمل بصمت خلاق، كما هي عادة ودأب الأكاديمي المثابر الذي ظل على الدوام منفصلاً ومحترساً من إسار (الأستاذية العامة) مفضلاً العمل على الشهرة والرصانة على المجاملة والحفر على الخدش.
سيقدم الخطيبي طوال عقود نموذج المثقف ذي الاهتمامات المتنوعة، المخلص للدقة العلمية، والمحاضر المتعمق برهافة الأديب الوديعة. لم يحجب اهتمامه الخاص بالثقافة المغربية تنظيراً وتحليلاً على أكثر من وجه: في الرواية والتشكيل والخط والصورة والوشم والاجتماع والاقتصاد والسياسة، حيث وجه نقداً لاذعاً لأفكار عبد الله العروي حول التراث ومتطلبات الولادة العربية الجديدة، لم يحجب كل ذلك عن أن يجمع بدقة وشغف بين فلسفة موغلة في القدم كالتاوية الصينية (لاوتسو) والصراع الطبقي وفق ما تجلى لدى ممثله الأبرز كارل ماركس في كتابه الشعري/الفكري: المناضل الطبقي على الطريقة التاوية. وفي هذا يشبه الخطيبي ما تراه الثقافة الصينية الكلاسيكية عن عمل الكاتب الذي لا يهمه الاختصاص بمجال معرفي أو أدبي واحد فقط. الكاتب أديب وناقد ومسرحي وشاعر. كل تصنيف يضيق على منجز الخطيبي الشديد التنوع والثراء. لن نقول انه مثقف عالمي. يبدو لنا وصفه بالمثقف الإنساني أبلغ وأدق من حيث كون انتمائه إلى تلك القطعة الصافية والقلقة من جوهر الكائن المتلهف صوب فكر لا يضحي بفردية الإنسان أمام الكراهية القومية ولا يقسر الفروقات الثقافية على العداء والصراع العقيم، بل إن سؤال الاختلاف ظل سؤال الخطيبي الأعمق والأكثر تطلباً وشقاء. يؤكد الخطيبي أن تجاوز الأزمة الثقافية العربية وانغلاقها المزمن يأتيان من تشوه فهمنا لمسائل دقيقة في الفكر العربي القديم أدى مع تواتر الأجيال إلى التقوقع حول المذاهب وثبات الميتافيزيقا الدينية أمام تبدلات الحياة العاصفة، مع تنويهه بأن المراحل التي قطعها الغرب، مقياسنا وجهلنا في آن ، لا تستدعي منا المرور بالمراحل نفسها.
ومن هنا فخاخ القياس الأعمى وخطورته على الفكر والثقافة. يبقى الخطيبي محللاً بارعاً للصور ودارساً لأشكال الخطوط ، ومؤولاً خطراً للحكايات، يشهد على ذلك ما حققه في (الاسم العربي الجريح) كتاباً سعى بجدارة إلى كسر الهوة بين الجسد الفيزيائي والجسد الاسمي، بين ملموسية الحياة الفعلية وتجريديتها الدينية المفرطة. كل تراث ثقافي هو ملك لكل إنسان، هو ذا منجز الخطيبي الأكثر أهمية، حيث يغدو عناء البحث عن مرجع (نقي) أمراً نافلاً. البشرية متضامنة ومتلاقحة ومتفاعلة في بحثها وتقصيها عن تحليلات وكشوفات تظل دائماً بحاجة لمن يعيد النظر فيها . إن مهمة المفكر ليست إدارة المؤسسات ولا احداث توافقات زائفة، بل تحليل الواقع والفكر ربما عبر أكثر الأشياء ضآلة وإهمالاً كوشم على ذقن فتاة أو مغزى حكاية شعبية غدا نسيانها الآن أكثر الأمور سهولة. يشير الخطيبي كذلك إلى أن (النسيان) لا يعني (العدم).
رأى الخطيبي أن على المثقف تحليل الفكر ونقد المجتمع، وفي هذا السياق لام المثقف المغاربي لكونه لم يقدم على دراسة فعالة لأحوال مجتمعه: «ليس هناك شيء كبير في الثقافة المغربية حول الطبقات الاجتماعية والدولة وحول تحولات المجتمع المغربي. إن ما لم يأخذه المثقفون على عاتقهم، هو العلاقة بين المجتمع والسياسة والدين، وهو شيء مهم ». يقول الخطيبي أيضاً: « يريد الآخرون أن يؤطروني في خانة ما؛ والحال أني ممتهن لقياس المساحات» ويضيف في مكان آخر حين سئل عن طبيعة التزامه النظري: «الالتزام بالنسبة لي هو تحويل ما أحسه وما أفكر به إلى شكل أدبي وإلى شكل كتابة ». يجيبنا الخطيبي في سياق مغاير وغير مباشر، حين يقول إن المثقف: « سواء أكان مناصراً للعقل المطلق أو للحكمة في خدمة الإنسان، أو كان مناصراً لقضية أو مثل أعلى، فهو مطالب بأن يتكيف باستمرار مع المبادئ والقيم التي يدافع عنها، وبالتالي فهو مرغم على سلوك موجه لذاته لأن عمله هو تحريك الفكر وتحليل المجتمع لا إدارته ». إذا كنا بحاجة إلى نموذج يحمل القرب المحلي المتفحص والغرابة الاستثنائية المهاجرة وحس المسؤولية الرفيع فلا شك في أن الخطيبي هو أفضل مثال على هكذا نموذج منفتح وصارم، أليف وغريب في آن. كتابة الخطيبي كتابة قلبيةٌ من حيث حميميتها الخالصة وانقلابها على السائد والمستقر، فالقلب مصدر عشق ومحل تبدل مستمر. على أن حياة ورحيل مثقف موسوعي كالخطيبي تذكرنا بأساة متكررة: ثقافة تنمو وتتسع وتمضي في الهامش، ليس لنا أمامها سوى الإحساس بالخجل من أنفسنا.
عن ملحق السفير الثقافي

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html



Saturday, February 8, 2014

هام........حسن أوريد - الموريسكي




دار أبي الرقراق للطباعة والنشر, الرباط   2011 | سحب وتعديل جمال حتمل | 222 صفحة | PDF | 9.12 MB

http://www.mediafire.com/view/bead9zy4p7y4b90/حسن_أوريد_-_الموريسكي.pdf
or
http://www.4shared.com/office/qzlh3lh8ba/__-_.html

حينما قرأت رواية "الموريسكي" للمرة الأولى إبان صدورها عام 2011، أحسست أن كاتبها حسن أوريد لم يقصد فقط استعادة تفاصيل مأساة المورسيكيين الذين استوطنوا المغرب وبلدان المغرب الكبير بعد طردهم النهائي من وطنهم الأندلس، وإنما قصد أيضا رسم معالم ’آليات‘ الحكم والتحكم من داخل القصر كمؤسسة يتربع على هرمها السلطان، صاحب الملك، وأصحاب السند وهم أركان المؤسسة من وزراء وقواد الجيش وعلماء، ثم أتباع السند من خدم ورعية ومنافقين ومشائين بالنميمة وأصحاب المصالح.
خلال قراءتي الثانية للرواية حاولت التركيز فقط على هذين التساؤلين: هل هناك فرق في آليات الحكم والتحكم داخل مؤسسة القصر بين الأمس واليوم؟ وهل في الرواية "إسقاطات" من الواقع الراهن على أحداث مضت، لاسيما أن الكاتب كان في وقت من الأوقات ينتمي هو أيضا للدائرة الضيقة المحيطة بالملك؟
بطل الرواية المبنية على أحداث واقعية مستوحاة من سيرة حياة أحمد شهاب الدين أفوقاي الموريكسي الأندلسي، ينتقل بسبب محاكم التفتيش في إسبانيا بعد استرجاعها من يد المسلمين، إلى المغرب أملا في أن يبدأ حياة جديدة قائمة على ما كان يتصوره في مخيلته عن الحياة الهادئة في بلاد إسلامية. انتقال أفوقاي إلى المغرب صادف حكم السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي الذي كانت عاصمة ملكه في مراكش. وبما أن البطل كان يتقن اللغتين القشتالية/الإسبانية واللغة العربية فضلا عن إلمامه باللغة الفرنسية، فقد اشتغل لدى القصر مترجما ثم سفيرا له إلى هولندا. الأحداث التاريخية كما صاغها كاتب الرواية الدكتور حسن أوريد مقتبسة من كتاب أفوقاي: "ناصر الدين على القوم الكافرين"، إلا أن الكاتب أغنى شخصية بطل الرواية ليجعلها "شاهدة" على فترات تاريخية مهمة من تاريخ المغرب على عهد الدولة السعدية وتاريخ القرصنة في ’جمهورية سلا‘ التي تربع على مسؤوليتها قراصنة آفاقيون حاولوا إقامة علاقات خارجية بعيدا عن السلطة المركزية المنقسمة على نفسها بعد وفاة أحمد المنصور الذهبي.
ليس التاريخ هو ما يهم في هذه الرواية، وإنما تلك الآليات التي أشرت إليها في بداية هذه القراءة. فها هو بطل الرواية يصف إجراءات لقائه الأول بالسلطان في مراكش بعد انتظار طويل:
"كان موعد مقابلة السلطان يُؤخر في كل مرة .. ظهيرة كل يوم يأتينا وصيف لخيمتنا يخبرنا، بأدب جم، بأن السلطان سيستقبلنا. انتهيت إلى إدراك أن الانتظار طريقة لتدبير شؤون الناس وصيغة لإقرار التمييز والفرادة والسمو. يخلق الانتظار لدى الشخص الذي ينتظر حالة نفسية سلبية ويعظم الشخص موضع الانتظار" (صص. 64-65).
حتى "طقوس" الاستقبال يُتحكم فيها بشكل لا يترك مجالا للصدفة أو المفاجأة. بعد التفتيش الدقيق والتأكد من المظهر الخارجي يُلقن المقبل على حضرة السلطات بما يتوجب عليه القيام به. "لا تُكلم الملك إلا إذا كلمك، وابتعد عنه بذراعين" (ص.69). كما أن الاستقبال نفسه يتم في حفل مهيب، فيه "يستقبل السلطان الأعيان" (ص.69). وقبل الوصول إلى حضرته لا بد من المرور عبر عدد من المحطات منها محطة "علماء" القصر وكتابه، في ما يشبه مقام "مؤرخ المملكة" في الوقت الراهن الذي يسجل الأحداث بما يرضي السلطان دون أن ينسى إسداء النصائح. "السلطان يحب المديح، خصوصا إذا جاء من أجانب"، يوضح مؤرخ القصر الفقيه الركراكي للبطل، وفقا لما جاء في الرواية (ص.71).
قضى شهاب الدين 12 سنة في قصر السلطان السعدي تعرف فيها على رجالات الدولة من مختلف الطبائع. ويصف شهاب الدين كيف ساهم المرتد البرتغالي دوغا السلطان على إخماد تمردات داخلية، إلا أنه بعد استقرار الوضع لصالح السلطان "فقد الحظوة" واستغنى السلطان عن خدماته بلا رحمة. ثم يتطرق لطبائع المتسلقين والمتملقين للسلطان بلا وازع أخلاقي أو ديني. لم يكن الدين لمثل هؤلاء يمثل "فلسفة ولا أخلاقا وإنما دين السلطان". (ص.77). وبحسب احتكاك البطل بتفاصيل الحياة في القصر وتعرفه على مختلف الأنواع من طبائع البشر، خلص إلى القول: "البلاطات وحدها تستطيع تجميع عناصر متنافرة". ويضيف شارحا الفكرة: "هناك دائما الصدفة في تحديد تركيبة البلاط، لكن ليست الصدفة وحدها هي من تتحكم في التركيبة، فالحسابات السياسية تتدخل أيضا في تزكية هذا العنصر وعزل ذاك". أحمد شهاب الدين الذي كانت له نظرة مثالية عن القصر وصاحب القصر لم يلبث أن صدمه الواقع. "فمع مرور السنين وباحتكاكي مع من سبقوني (....) تعلمت كيف أتجرد من رؤيتي المثالية التي كانت لي عن السياسة وعن البلاط. إنهما كم هائل من الحسابات ومن الضربات ومن الدسائس. في هذا المجال لم أكن فاعلا وإنما ملاحظا وانتهت ملاحظتي أن بينت لي كنه الأمور".(صص.79 - 80).
إشغال الجمهور واحدة من الآليات التي يتقنها البلاط. "حينما يستولي الملل على ساكنة مراكش [عاصمة الملك]، أو حينما يحس السلطان بروح التمرد تسري فيها، كان ينظم مهرجانا كبيرا لجيشه المظفر في أحواز مراكش فتنسى المدينة مشاكلها ولا تتحدث إلا عن عظمة جيش مولاي أحمد المنصور وقوته الضاربة وتنظيمه المحكم". (ص. 83). ثم هناك بطبيعة الحال المراسم التي يحرص السلطان على القيام بها، مثل "خروجه في جولات محاطة بأبهة كبيرة تتخللها زيارات للأولياء الصالحين مع عطايا، والقطع الذهبية تلقى على الفقراء وهم يتزاحمون أمامه. لم يكن شيء يملؤه فرحا مثل تلك المشاهد". (ص. 83).
كما لاحظ شهاب الدين كيف "يتشبه" العامة بالسلطان من حيث الملبس. "كنا نرى السلطان وهو قبالة القبة الزجاجية التي خرج منها. كان واقفا يرتدي جبة بيضاء من الحرير الرقيق (....) أعد لباسُه هذا من لدن خياطي القصر، وأخذ الناس يقلدونه". (ص. 95).
إلا أن البلاط لا يخلو من بعض المثقفين الجادين، إلا أن هؤلاء غالبا ما يحاصرهم الوشاة ويهملهم السلطان، كحالة "أنتاتي" ذلك المثقف الأمازيغي الذي يعمل في القصر والمعروف بانفتاحه الذهني وسعة اطلاعه على الأدب والفلسفة. هذا المثقف الأمازيغي "كان يعتقد بأن السلطان صادق، وبينت له مجريات الأمور اللاحقة بأنه كان مخطئا". (ص. 88). ألا يعبر حال أنتاتي عن حال الكاتب حسن أوريد نفسه؟ هذا أنتاتي يصفه شهاب الدين (ص. 88):
"اعترف لي بأنه عانى كثيرا من اختزاله إلى لا شيء أو أقل من لا شيء. صورة تزين البلاط، وتحفة من بقايا مصمودة (....) كان أنتاتي يعرف بأن المنصور لا يحب الأمازيغ ويتظاهر بأنه لا يدرك ذلك. حينما تكون الموازين غير متكافئة من الأفضل أن يلعب الواحد دور الأبله، كان يقول لي دائما. كان يلعب دور من لا يفهم ومن لا يعلم، رغما أنه كان يعرف جيدا ما يدور (.....) فأنتاتي، لنقل ذلك، لم يكن محبوبا من طرف الحاشية. كان يعرف ذلك، وكان لا يأبه به".
يمكن القول إن في رواية "الموريسكي" ما يكفي من إيحاءات لفهم آليات تحكم القصر في تفاصيل الحياة السياسية للبلاد حتى في الوقت الراهن، ما دامت عجلة الزمن توقفت عن الدوران خلف أسواره. صحيح أن الأشخاص يتغيرون إلا أن النظام يبقي على حاله. "سيكون الغد مثل الأمس (...) لا شيء سيتغير في هذا البلد الموبوء"، يقول أحد شخوص الرواية الذي فكر في الهجرة إلى عالم آخر بعيد.
سامي الفرقدي

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


Wednesday, February 5, 2014

يحيى يخلف - المهرة



دار الحقائق, بيروت 1981 | سحب وتعديل جمال حتمل | 86 صفحة | PDF | 4.72 MB

http://www.4shared.com/office/Uj79okaIba/__-_.html
or
http://www.mediafire.com/view/zbi58yblc2e5054/يحيى_يخلف_-_المهرة.pdf

استخدم يحيى يخلف في مجموعته القصصية "المهرة"، شتى التقنيات والأساليب الفنية ليصور عبرها الجراح الفلسطينية وحربها المشتعلة... فاعتمد على السرد المباشر في قصة "الطائر الأخضر" واستخدم الرمز في قصة "العجز"، واعتمد على التعبيرية في قصة "يوميات المواطن سين"، وهذا ليس جديداً ولا تستمد منه قصص الكاتب أهميتها لأن القيمة التي تحظى بها هذه المجموعة القصصية آتية من الدلالة المعبرة عن مأساة وألم الفلسطيني ـ خارج الوطن المحتل ـ الذي تزداد مقاومته ضراوة وعناداً كلما اتسعت جراحه!... وتصويرها لوضع القضية الفلسطينية وهي تتعرض للممارسات التصفوية والخيانة العظمى متمثلة بقمعية السلطة وتخاذل الأشقاء

يحيى يخلف ولد في سمخ (قرية بالقرب من طبريا) في فلسطين عام 1944.
عمل أميناً عاماً لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
عضو جمعية القصة والرواية.
شغل منصب وزير الثقافة والإعلام في السلطة الوطنية الفلسطينية
ورئيس المجلس الأعلى للتربية والثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية
إنتخبته مؤخراً لجنة الإعلام والثقافة والشؤون الفكرية المنبثقة عن المؤتمر العام السادس لحركة فتح رئيساً لها
مؤلفاته:
1-المهرة- قصص- بغداد 1973- ط2- بيروت 1981.
2-نجران تحت الصفر- رواية- بيروت 1977.
3-نورما ورجل الثلج- قصص- بيروت 1978.
4-ساق القصب- قصة للأطفال- بيروت 1981.
5-تفاح المجانين- رواية- بيروت 1982.
6-نشيد الحياة- رواية- بيروت 1983.
7-تلك المرأة الوردة.
8-بحيرة وراء الريح- رواية- 1993.
9 - نهر يستحم في البحر
10- نشيد الحياة
11- رواية :ماء السماء

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html



الحبيب السالمي - متاهة الرمل



المؤسسة العربية للدراسات والنشر, بيروت 1994 | سحب وتعديل جمال حتمل | 235 صفحة | PDF | 12.6 MB

http://www.4shared.com/office/96km8WJnba/__-__.html
or
http://www.mediafire.com/view/wo9t2oa1vjt0d2v/الحبيب_السالمي_-_متاهة_الرمل.pdf
 
شغلت العلاقة بين العرب و أوربّا أو بين المشرق و الغرب اهتمام كثير من الدارسين و المبدعين ، ومنذ الطهطاوي و تخليص الابريز في تلخيص باريس و الأعمال تتوالى مادحة جوانب  أو قادحة في أخرى، متأملة في الواقع الاجتماعي والاقتصادي والفكري وتغذّي هذا التفكير دوافع متنوعة كلّها  تسعى إلى تحديد هذه العلاقة .
ولو عدنا إلى الشعر لوجدنا قائمة الشعراء الذين تحدثوا عن العواصم الأوروبية تضمّ عديد الأسماء و الذين تحدّثوا عن باريس بصفة خاصة مثل الميداني بن صالح ( الليل و الطريق ) علي عارف (أبعاد) وأدونيس   و نزار قباني ...إلخ
و الفنّ الروائي لم يتخلّلف عن الشعر بل لعله من أبرز الأشكال الأدبية  التي اهتمّت بالموضوع فظهرت أعمال عديدة شغلت الدارسين زمنا طويلا من ذلك :
توفيق الحكيم : عصفور من الشرق
الطيب صالح : موسم الهجرة إلى الشمال
سهيل ادريس : الحي اللاتيني
و في هذا الباب صدرت رواية الحبيب السالمي " متاهة الرمل " (صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات و النشر -بيروت 1994) مساهمة في إثراء هذا التيّار من خلال قصّة طالب في كلية الآداب يذهب إلى فرنسا ذات صيف  للبحث عن عمّه الذي انقطعت أخباره منذ مدّة  .
و " متاهة الرمل " على درجة كبيرة من الأهمية تمكن القارئ من مجالات بحث متنوعة و من بين هذه المواضيع نجد " المكان  " يحتل‎ حيزا هامّا و ثريّا بالدلالات يلتقي مع مشاغل النقّاد في الدراسات الحديثة .
والمكان يكتسب أهمية في النقد الحديث لأنه لم يعد وعاء ومجرّد إطار تدور  فيه الأحداث بل صار فاعلا في الأحداث ومحدّدا لأمور كثيرة تعتبر أساسيا في الرواية . وفي رواية الحبيب السالمي تعدّدت الأمكنة  والفضاآت و لعبت دورا أساسيا  ويمكن اعتبارها أهم عنصر إذ لو لم تكن هذه الحركة في المكان ما كان للرواية أن توجد، والمتاهة حسب التعريف اللغوي يمكن أن تكون نفسية و لكنها متصلة بالمكان أكثر وفي أغلب الأحيان يكون جديدا وغريبا عن الشخصية التائهة  .
كان المكان واضحا  و بكلّ دقّة و كان وظيفيا لو تغّير لتغيرت أشياء كثيرة في الرواية و هذه الفضاءات عديدة متنوعة بعضها جغرافي له مكان محدد في الخارطة و بعض الفضاءات الأخرى قصصية يمكن أن توجد في هذا المكان أو ذاك ، و لكننا سنعرض إلى المكان حسب تقسيمات لها صلة بالشخصيات فيحركتها المادية أو النفسية .
فضاءات الانتــقال
مدينة الراوي  (العلا): مدينة تونسية تقع في ولاية القيروان تعيش على الفلاحة و إليها ينتمي  المؤلف الأمر الذي يجعل العلاقة  بينه و بين الراوي عميقة من غير أن تتحول الرواية إلى سيرة ذاتية .
لم يذكر  الراوي من القرية غير بيته و المكان الذي جمعه مع أمه تحت شجرة التوت حين عرضت عليه المهمة التي سيسافر من أجلها إلى فرنسا فوظيفة المكان كانت قادحة للسفر حتّى يعود العمّ و يخلف الأب في  احتضان العائلة و الاعتناء بالأرض . و قد تحضر القيروان  وأزقة العلا في حديث الراوي عن بعض ذكرياته مع أبيه دون أن تلعب دورا أساسيا في الرواية .
باريــس :  تركّز الاهتمام على العاصمة الفرنسية  رغم ذكر مدن عديدة عاشت فيها  شخصية العمّ على امتداد أعوام :1962 تولوز ، 1963 أنغوليم ، 1965 غرونوبل ، 1972 ديجون ، 1994 تور ، 1975 باريس  1976 نانسي، 1981 أفينون ،1982 نيم، 1983 باريس من جديد .(ص12)
و هذا التعداد يفيد عمق تجربة العمّ و توزعها على كلّ هذه المدن  وبعض البلدان المجاورة في رحلات قصيرة .
و تحتل باريس أهمية خاصة لهذا تركزت عملية البحث عليها و لم تتجاوزها و قام المؤلف  بالتركيز على عدد من الأحياء الباريسية ذاكرا أسماءها و أسماء الشوارع و المقاهي و المطاعم و محطات المترو  : باربيس - بلفيل - 12 شارع أوغست تيريه 75019 باريس - شارع الغوتدور - شارع بوريغو - مطعم السعادة (باربيس ) - مقهى لافايوز - محطات (باربيس - باستيل -سان بول - أوتل دي فيل - الشاتليه -لي هال -سان دوني ...إلخ)
و إذا توقف الأمر عند مجرد ذكر محطات المترو فإن السالمي لم يصف لنا باريس ومعالمها المشهورة بل  لا يرد ذكرها أصلا و لم يتوقف بالوصف إلا عند مكانين بارزين هما باربيس و بلفيل
باربــيس :رغم إقامة الراوي في فندق قريب من محطة ليون فإن أغلب الأحداث تدور في حيّ باربيس و هو حيّ مشهور بطابعه المميّز فأغلب سكانه من العرب و بالذات من سكان شمال إفريقيا (تونس و الجزائر و المغرب ) و المطاعم و المقاهي العربية متوفرة فيه كما لا تتوفر في حي آخر في باريس و فيه تجد كلّ أنواع المأكولات و التقاليد و الملابس  والأغاني العربية حتّى لكأن المتجول يحسّ أنه موجود في  تونس أو الجزائر أو الدار البيضاء :
* لما خرجت من محطة باربيس وجدت نفسي في سوق صغيرة شبيهة بالأسواق الشعبية في "الحفصية" و الحلفاوين"  (ص35)
* ماسحو أحذية يتطلعون إلى العابرين و هم ينقرون على صناديقهم الخشبية الصغيرة بالفراشي .نساء يرتدين ملابس تقليدية جالسات على كراس واطئة خلف أكوام من باقات النعنع و البقدونس .رجال متجمعون حول علبة كرتون يقامرون و هم يلتفتون حولهم بعيون  حذرة .متسولون انتصب أحدهم في مدخل المحطة وراح يدعو للمارة بالخير "حويجة لربي..ربي يتوب عليك و يغفر لك ذنوبك ... (ص36-37)
* أعترف أن الشارع كان مفاجأة بالنسبة لي .كنت أعرف أن متواجدون بكثرة في باربيس لكني لم أكن أتصور أبدا أنه يوجد في قلب باريس شارع مليء بالعرب إلى هذا الحدّ و لولا مخفر البوليس الذي يقع بالقرب من الساحة الصغيرة لخلت نفسي في شارع شعبي في تونس أو الجزائر .وجوه سمراء منغلقة.عيون سوداء حذرة.مقاصب كتب على واجهاتها البلورية بخطوط مختلفة "لحم حلال" مطاعم تعرض لأطباقها و حلوياتها الشرقية ..دكاكين لبيع الأشرطة الغنائية : عبد الحليم ، فريد الأطرش ، أم كلثوم ، علي الرياحي ، الهادي الجويني سميرة سعيد ،  صليحة ، نورة الجزائرية ، فيروز ، ناظم الغزالي ،حميد الزاهر ، رابح درياسة ، شيخة حليمة...(ص37-38)
لكن الفكرة الأولى التي حصلت للراوي عن هذا الحيّ كانت عن طريق مدام ميشون :
" - الحيّ خطر قليلا .. انتبه إلى أوراقك ومالك " (ص31)
وممّا يؤكد خصوصية هذا الحيّ أننا لم نعترض شخصيات فرنسية ، واقتصر الحضور على شخصيات عربية و إفريقية  و في أقصى الحالات يذكر شخصيات  نكرات كالمسافرين والشيوخ و العجائز في الحدائق والمهمّشين ، و ليس في الرواية تواصل بينهم و بين الراوي .
* كانت الأرصفة خالية إلا من متشردين نائمين على المقاعد الخشبية و في مداخل العمارات  أو واقفين تحت الأشجار و أمام المقاهي و الدكاكين يتطلعون حولهم بعيون منتفخة وهم يسعلون أو يحكون رؤوسهم (ص89)
* عبرت البهو الواسع و الطويل متطلعا إلى المقاهي و المطاعم  والدكاكين و أكشاك الصحف .كانت كلّلها مليئة بالمسافرين عجائز و شباب .نساء و أطفال .كهول و مراهقون .جنود و سياح رنين أجراس .وقع أقدام .صرير أبواب ...(ص145)
بلـــفيل: لم يتوسع الحبيب السالمي في وصف هذا الحيّ بنفس الطريقة التي فعلها مع باربيس ، و قد يعود هذا إلى التشابه بين المنطقتين من حيث أهمية حضور المهاجرين من مختلف الجنسيات  وحتـى لا يكرر وصف المشاهد المتشابهة و حتّى إن وصف بعض الشوارع فهو وصف خال من الدلالات و لا يكاد يكون وظيفيا كما ظهر ذلك في وصفه شارع بوريغو : " سرت مسافة قصيرة في شارع عريض تعبره السيارات بسرعة محاذيا جدار مقبرة لم أنتبه إليها في البداية ، ثم انعطفت إلى اليمين وانطلقت في زقاق لا يتسع رصيفه الضيّق إلا لعابر واحد و لما اجتزته كلّه نظرت حولي فاكتشفت أني في منتصف "بوريغو". كان شارعا قصيرا لا يتعدّى طوله بضع المئات من الأمتار و كانت بناياته قديمة و قليلة الارتفاع باستثناء عمارات ذات لون مائل إلى البياض تقوم في نهايته ..." (ص185)
وقد يكون الحضور العربي في حي بلفيل بدأ يتناقص وبدأ الحضور الآسوي يأخذ مكانه  و السالمي يلحّ على ذلك في مشهد له أبعاد رمزية  : " كان المكان خاليا إلا من طفل آسوي الملامح وهو يمسك بمسدس بلاستيكي برتقالي اللون .لمّا لاحظ أنني أنظر إليه رفع المسدّس و صوّبه إليّ للحظة " (ص185)
محـــطات المــتــرو :     هي فضاآت تعتبر منغلقة رغم صلتها بالسفر و بالانتقال من مكان إلى آخر لأنها تحت الأرض وتمتاز بالممرات الطويلة الضيقة قد يشعر فيها المرء بالضيق والسالمي  ركز الكاتب على ما تتميز به محطات المترو من تعقيد يجعلها أشبه ما تكون بالمتاهة ،يضيع فيها مثل هذا البدويّ  رغم ثقافته و تكوينه الجامعي و هل الرواية في عنوانها و مضمونها إلا "متاهة" تعيد الراوي إلى نقطة البداية  :
" عدت إلى الفندق متأخرا ، فقد قضيت وقتا طويلا في البحث عن المكان الذي يجب أن أركب فيه المترو في محطة الشاتليه . وبالرغم من أنني رسمت خريطة صغيرة للاستعانة بها في التنقل من الحيّ الذي تقيم فيه مدام ميشون إلى المكان الذي أقيم فيه فقد تهت في تلك الممرات الطويلة التي تتقاطع في عدّة أمكنة ." (ص25-26)
فهل تكون هذه المتاهة بمثابة ضياع الراوي  في الحضارة الغربية فتصبح الرحلة بين مكان إقامته و مكان إقامة مدام ميشون على قصرها و وضوحها  طويلة محفوفة بمخاطر الضياع و التيه ، و يتأكد هذا المعنى في آخر الرواية فرغم الطول النسبي للمدة التي قضاها الراوي في باريس وتمرّس خلالها بمحطات المترو فهو تائه يبحث عن طريق الخلاص من الممرات الطويلة : " و في محطة الشاتليه ركبت قطارا آخر.  قضيت وقتا طويلا في البحث عن المكان الذي ينطلق منه ، فقد تهت مرة أخرى في تلك الممرات الطويلة و المتشابهة ." (ص231)
و يتجاوز وصف محطات المترو مجرّد سرد الأحداث و تتبع حركة الراوي و حالته  إلى إقرار بالانبهار . فالكاتب و إن لم يصف معالم باريس المشهورة فقد ركز على انبهار الراوي بالحضارة الحديثة متمثلة في تطور وسائل النقل :   "كانت محطة الشاتليه التي تلتقي فيها خطوط كثيرة أشبه بمتاهة كبيرة. أدراج واسعة و سلالم كهربائية . ممرات طويلة و ضيقة ذات سقوف واطئة تتوزع جدرانها الرمادية ملصقات إعلانية كبيرة .أرصفة عريضة تضيئها ألوان كابية قطارات تقف و تنطلق . أبواب تنفتح وتنغلق. رجال شرطة يسيرون بتمهّل و هم يتطلعون حولهم. متشردون ينامون على كراس خشبية . متسولون من كلّ الأعمار. باعة متجولون يعرضون بضاعتهم على العابرين . مغنون و فرق موسيقية صغيرة .وجوه بألوان و أشكال مختلفة .أصوات متداخلة  أقدام تتسارع في كلّ الاتجاهات ..(ص26)
و مما لا شك فيه أن ضياع الراوي في محطة المترو كان فرصة لوصف انبهاره بهذا العالم المتشعب و المعقد الذي تسيّره أيد خفية  مما جعل الوصف لوحات متتابعة لها دلالة أعمق من مجرّد الوصف . و قد يكون السالمي أراد أن يبرز أن الراوي لم يأت للنزهة و الاطلاع على معالم  باريس في حدّ ذاتها لأن مسيرته محدّدة  و حتىّ حين اهتمّ بمحطات المترو و ركز عليها وهو يطالعها على الخريطة كان منشغلا بتقدير المسافة التي تفصله عن باربيس أين يمكن أن يجد عمّه   :
" تناولت خريطة المترو التي أخذتها من سعيد و أحصيت المحطات التي يمرّ بها القطار قبل أن يصل إلى باربيس ، إحدى عشر محطة ، قرأت أسماءها باهتمام كأنني أريد أن أحفظها : باستيل ، سان بول ، أوتيل دو فيل ، الشاتليه ، لي هال ، اتيان مارسيل ، ورويومير سيباستيول بول ، ستراسبورغ سان دوني ، شاتو دو ، غاردوليست ، غاردونور،  قدرت أن  ثلاثين دقيقة كافية لقطع المسافة إذا لم أضع في متاهة الشاتليه ... انتبهت إلى أن هناك محطات تحمل أسماء كتّاب و فلاسفة معروفين : فولتير ، إميل زولا ، فكتور هوغو ، ألكسندر دوما...(ص32)
 
بقية باريــــس : رغم الطول النسبي للمدّة التي قضاها الراوي في باريس فلم يصف لنا بقية الأحياء و المعالم المشهورة رغم أنها الزيارة الأولى له لهذا البلد و بإمكانها أن تحدث فيه دهشة لكنّ السالمي لم  يحمل  الرواي في جولة سياحية وإنما جعل الهدف يسيطر على بقية الأحداث و حتّى إن وصف أمرا ما أو لاحظ شيئا مثيرا  فليتنزّل في مسار القصة ، و مثال ذلك أن ما شدّ انتباهه هو الحضور العربي في مستوى المكان من خلال تسمية مكان هامّ باسم قرية ليبية " بئر حكيم"  :
" بينما كنت أتخيل تلك الشبكة المعقدة من الأنفاق الطويلة...لفت وقعت عيناي على اسم محطة أثار انتباهي :بير حكيم .تساءلت و أنا أغير قليلا من وضع جسدي :بير حكيم ؟ ..أليست قرية ليبية على الحدود المصرية ؟ ..استغربت اطلاق اسم قرية عربية مغمورة على محطة قطارات في مدينة كبيرة كباريس ...(ص33)
و حين مرّ بكتدرائية نوتردام لم يقدّم  أي تعليق و كأنها بناية عادية و بدا و كأنه يعرفها من قبل في حين لفتت انتباهه الأشجار الكبيرة : (انطلقت في شارع واسع و خال من العمارات كان يحدّه يمينا نهر السان و يسارا سياج حديدي مرتفع تقوم خلفه أشجار ضخمة تشابكت أغصانها .عبرته كله ثم اجتزت جسرا آخر فوجدت نفسي أمام كاتدرائية نوتردام . تمشيت قليلا حولها متأملا النقوش على جدرانها و أبوابها ثم دخلت حديقة صغيرة خلفها ... ص89)
و هذا التغييب للجانب الفرنسي من باريس  يجعل الرواية تقف عند حدود رحلة في الواقع العربي و الإفريقي الموجود في باريس ،  وسيتدعّم هذا بالتركيز على الشخصيات العربية و الإفريقية و لا يتحدث الكاتب عن  الشخصيات الفرنسية لذاتها بل من خلال علاقاتها  مع الشخصيات العربية في الرواية  .
فضاآت التواصل :
هذه الفضاآت عديدة و لعبت دورا أساسيا  في دفع الحركة القصصية و كانت همزة الوصل بين الشخصيات ، يمرّ بها الراوي لينطلق في رحلته من جديد دفعا لمسار الرواية .
الفندق : رغم كثرة الفنادق في باريس فإن الحبيب السالمي لم يصف إلا واحدا متواضعا أسكن فيه راوي القصة و لكنه بقدر ما  اهتم بتوثيق جوانب عديدة و تفاصيل كثيرة عن المكان الذي تتحرك فيه الشخصيات فإنه لم يذكر اسم الفندق و لم يحدّده إلا بقربه من محطة ليون ، و لعلّه لم يشأ أن يعطي الفندق قيمة توثيقية واكتفى منه بكونه نقطة انطلاق  للبحث و مأوى في أوقات الفراغ . فحين أرادت مدام ميشون أن تربط الصلة معه من جديد كان الفندق نقطة التقاء  و لعب كذلك دورا في جعل الراوي يتقاطع مع شخصيات أخرى كالحارس المغربي و الأمريكيين و المنظفة الجزائرية .
و ركّز على وصف بعض غرف الفندق لإبراز تواضعه من خلال وصف غرفته ثم غرفة امرأة مجاورة :
أ-)   " كانت الغرفة ضيّقة جدّا . كان سقفها واطئا ، و كانت جدرانها مكسوة بورق رمادي تزينه نباتات خضراء . كانت تحتوي على خزانة قديمة و كرسي و طاولة و مغسل تعلوه مرآة مغبرة . كنت أعرف أن الفندق متواضع جدّا لكن لم أكن أتصور أبدا أنه توجد في باريس غرفة إلى هذا الحدّ  ...أخذت أنظر إلى السرير كانت هناك لطخة سوداء على الموكيت تكسوها طبقة خفيفة من الغبار  " (ص31)
ب-) و حين استمع إلى حديث بين رجل و امرأة تسكن إلى جواره خمّن أنها إسبانية ، أدرك أيّ نوع من الفنادق نزل :
" ... لم أحتج إلى كلام آخر كي أكتشف وظيفة المرأة و أعرف نوعية العلاقة التي تربطها بالرجل .انتابني احساس بالخيبة مصحوب بانفعال خفيف ...قلت في نفسي و أنا أغادر الفراش "يبدو أنني أقيم في فندق من نوع خاص ." (ص81)
المقاهي و المطاعم :حرص السالمي على وصف المقاهي بدقة متناهية ، كما في وصف المقهى الأول في باربيس الذي يملكه القبائلي فيستطيع القارئ أن يتصور المقهى بطاولاته و كراسيه  والكونتوار و الصور المعلقة على الجدران ( أم كلثوم و عبد الوهاب و فرق كرة القدم ) ...و قد يفسر هذا التدقيق  بأنه نوع من انشغال الراوي بتتبع التفاصيل و لكنه ليس وظيفيا في كلّ أجزائه لأن هذا المقهى ظلّ آخر الأمر نكرة لم يحمل اسما كما حملته بقية الفضاآت الشبيهة به .
مقهى " لافايوز ": ستكون له أهمية لأنه كان مكان التقاء مدام ميشون بعمّ الراوي .و سيمثل بالنسبة للراوي فضاء يجمعه بنماذج من المجتمع العربي و الفرنسي لا يجمعها إلا فضاء مشترك هو المقهى ، و هذه النماذج تمثلت في:
* النادل :" كان النادل شابا فرنسيا في عمري .كان لطيفا و بشوشا" (ص151)
*الرجل الكهل العنصري :  " قال بصوت رقيق لا يتناسب مع جسده الممتلئ : - تونسي ، جزائري سينغالي ، مغربي ، لا فرق كلّهم أجانب ..فرنسا امتلأت بالأجانب ...السود و العرب غزوا بلادنا فرنسا صارت مزبلة العالم ...تحيا فرنسا حرّة مستقلة ..تحيا جان دارك ..يحيا نابليون ..تحيا جان دارك ..يحيا لويس السادس عشر ...يحيا شارل مارتال ..." (ص153)
* الشاب الجزائري  إنه بربري عائلته من منطقة "  القبائل " وهو لا يفهم العربية لأنه من الجيل الثاني ولد و نشأ في فرنسا وهو الذي سيدله على عمارات السوناكوترا .
أما المطاعم فمثلت نقطة التقاء بعدد وافر من الشخصيات العربية و تكاد لا تختلف عن المقاهي إلا بما تقدّمه لحرفائها .
مطعم السعادة : إنه في حيّ باربيس بعيد عن الشوارع الرئيسية اكتسب أهمية لأنه سيحضر في الأحداث مرّات عديدة و سيكون بحقّ نقطة انطلاق لبحث الراوي عن عمّه عبر شخصيات عرفته و يلعب هذا الفضاء دور مطعم و مقهى في آن واحد :
" كان المطعم صغيرا و قذرا .فوق المدخل علقت لافتة كتب عليها بخط رديء" مطعم السعادة " و على جدرانه التي تناثرت فوقها شقوق كثيرة صور ملونة لفرق تونسية لكرة القدم ." (ص44)
و هذا الوصف له أكثر من دلالة و مع بؤس المكان و قسوة الظروف يحضر الحنين إلى الوطن مجسما في صور نجومه في الرياضة الشعبية وهم  يمثلون البطولات و يحملون راية البلاد دون تعصب لجمعية بذاتها .
مقهى الزنوج :  إنه فضاء منغلق يكاد  خاصا بالزنوج و يلعب وظيفة هامة لأنه يجعل الراوي يكتشف عالم الزنوج  وسيجمع بينه و بين سامبا ومرياما :
"كان المقهى صغيرا و كان يشبه أغلب المقاهي العربية في الغوتدور،  وكنت أنظر إلى وجوه الرواد الذين كانوا كلّهم زنوجا..."  (ص199)
المقهى الفرنسي : لم يتحدث السالمي عن المقاهي الفرنسية و لم يحمل إليها الراوي باستثناء مقهى واحد في باربيس أشار إليه إشارة قصيرة  ولكنها ذات دلالة عميقة تبرز الفارق بينه و بين بقية المقاهي العربية والإفريقية  و رغم أن الانطباع كان من الخارج و سريعا إلا أنه يصدر أحكاما على المقاهي الأخرى :
(في نهاية البولفار توقفت أمام مقهى فرنسي ، بدا لي جميلا و هادئا من الخارج ... - ص55 -)
الفضاآت المنفتحة : (الحدائق و المقبرة ):
مثلت هذه الفضاآت مكانا عموميا مختلفا عن المقاهي لا يلزم المرء بشيء و الحضور فيها غير محدود بوقت  و غالبا ما تجمع الشيوخ و العجائز و المحرومين الذين يبحثون عن الألفة أو عن اللذة كما فعلت الروسية نينا مع على الجندوبي  أو كما فعلت البرتغالية فرناندا مع الراوي و قد يشعر الانسان في هذا الفضاء المنفتح بجمال الطبيعة على خلاف ما يشعر به في المحلات
الفضـــاآت الحمـــيمـة ( المنازل و الشقق):
تختلف هذه الفضاآت عن بقية الأماكن لأنها ارتبطت ببعض الشخصيات و جعلت الراوي يوغل في المكان و يعرفه عن قرب في أدق تفاصيله الحميمة التي لا تتيسر لسائح يقضي أيامه في الفندق و الشوارع و المقاهي . فالعمارات و الشقق تترجم نمط الحياة الحقيقي بعيدا عن أقنعة الشارع و الأماكن العمومية ، و هذه الرحلة في البيوت ستقود الراوي إلى شقق عربية و فرنسية و إفريقية .
شقة مدام ميشون :  تتصف أغلب العمارات بالبؤس وتقع في باربيس و بلفيل و وحدها العمارة التي تقيم فيها مدام ميشون كانت خارج هذين المكانين و تبدو أحسن حالا مجهزة بالأنترفون : "عندما وصلت إلى العمارة توقفت قليلا و اخذت أتطلع إليها . كانت واطئة فهي تتكون من ثلاثة طوابق فقط و كان بابها الخشبي مدهونا بلون كستنائي . سويت ربطة عنقي ثم انحنيت على الأنترفون و أخذت أقرأ الأسماء ." (ص15)
و في وصفه بيت هذه السيدة الفرنسية ركّز السالمي على ما فيه من اتساع لأنه سيتقابل مع ما في بيوت العمال المهاجرين من ضيق  ومظاهر بؤس : " دفعت الباب و اجتزت ممرا ضيقا و قصيرا يفضي إلى صالون واسع ...كان المكان يعبق برائحة غريبة، مزيج من رائحة التبغ المحترق و رائحة أثاث لم يعرض للشمس و الهواء منذ فترة طويلة و كان الصالون غارقا في العتمة..." (ص17-18)
ومع هذا لم يتردد الراوي في الاعتراف برهبته من المكان وهو إحساس  يتجاوز الموقف من  المكان ليشمل شعوره وهو يواجه  الحضارة الغربية لأول مرة مواجهة حقيقية من الداخل  :
" حين بلغت الطابق الثالث توقفت محاولا أن أتمالك نفسي . كانت تلك هي المرّة الأولى التي أدخل فيها بيتا فرنسيا ..فجأة انتابني إحساس بالخجل ممزوج بقليل من الخوف ..." (ص17)
شقة خليفة الخياري : كل‎ الأوصاف التي جاءت عنها وعن العمارة التي تقع فيها تشير إلى البؤس و الإهمال و القتامة ، وتوحي تالتفاصيل بأنها قطعة من عالم عربي مغترب ، وهي تقع في الطابق الخامس من إحدى العمارات :
" كانت العمارة قديمة جدّا و كان بابها الخشبي مفتوحا عبرت ممرا ضيقا و معتما ينتهي بباب واطئ يعلوه زجاج مكسور، دفعته ببطء فوجدت نفسي في باحة صغيرة تخترق فضاءها حبال نشر عليها غسيل كثير توقفت للحظات تطلعت خلالها بحذر إلى النوافذ المفتوحة التي كانت تنبعث منها روائح أطعمة و أغنيات عربية ثم أخذت أتسلق درجا خشبيا تناثرت عليه أعقاب سجائر و علب كرتونية و أكياس بلاستيكية و قوارير فارغة ، ..." (ص64)
و يركز السالمي على غياب الإحساس بالأمن و الأمان بين سكان العمارة رغم انتمائهم إلى حضارة واحدة و تجمعهم روابط الماضي و الحاضر :   " في الطابق الرابع  انفتح فجأة أحد الأبواب و أطلت منه امرأة خمنت أنها مغربية ، تفرست في وجهي بعينين واسعتين كأنها تستغرب وجودي هناك ثم أغلقت الباب بقوة ...استدرت فشاهدت رجلا يطل برأسه من أحد الأبواب تفحصني بنظرة حذرة ثم سألني بلهجة بدت لي حادّة : - ماذا تريد ؟ ...إلخ
بعد أن دخلت أغلق الباب بالمفتاح و بقفلين كبيرن ثم قال قبل أن يستلقي على سرير واطئ تكدّست فوقه أغطية ولحافات ومخدات كثيرة : ـ هنا كلّ  شخص يحمي نفسه بما يستطيع ..الحي خطر جدّا.. أعيش في هذا البلد منذ ثمانية عشر عاما و أعرفه جيّدا ...هنا يسرقونك و يقتلونك في وضح النهار..." (ص64-65)
و على خلاف شقة مدام ميشون فإن شقة خليفة الخياري ليست إلا غرفة واحدة تلعب أكثر من دور : " جلت بنظري في المكان ، كانت الغرفة التي يقيم فيها واسعة نظيفة في ركن قريب من النافذة الوحيدة مطبخ صغير و في ركن آخر طاولة عليها جهاز تلفزيون و مسجل كبير و بالقرب من الباب صندوق خشبي تراكمت فوقه حقائب قديمة و أمام السرير منضدة مستطيلة عليها قداحة و غليون و منفضة سجائر و مقلمة أظافر ." (ص66)
السوناكوترا : " هي عمارات يقيم فيها العمال المهاجرون "(ص159)
وهذه العمارات التي يبدو أنها تؤلف تجمعا سكنيا لا تختلف عن بقية منازل العمال المهاجرين : " قضيت وقتا طويلا أتنقل من عمارة إلى أخرى و من طابق إلى آخر عابرا ممرات هادئة و أخرى ضاجة ، متسلقا أو نازلا أدراجا ضيقة و قذرة كتبت على جدرانها بألوان  وخطوط و أحجام مختلفة كلمات بذيئة و عبارات جنسية فاحشة وشعارات سياسية . قابلت عربا و سودا و أتراكا و برتغاليين وبولونيين و فيتناميين ..." (ص160)
بيت مارياما : " ألقيت نظرة داخل البيت ، كانت هناك طاولة واطئة عليها جهاز تلفزيون كبير و فوقه علقت على الجدار صورة ملونة لشاطئ مهجور و على الأرض حوض كبير ممتلئ بالماء ...كان البيت عبارة عن غرفة واحدة .." (ص189)
بيت رحمتو : " كان البيت عبارة عن غرفة واحدة ذات سقف مائل و كان أثاثه إفريقيا و كان مرتبا بذوق وعناية  ..."(ص207)
هذه الفضاءات تعكس الفوارق الاحتماعية القائمة بين العمّال المهاجرين و أبناء البلد و هي و إن تعرّبت أو تأفرقت بفعل الديكور  ونظام الحياة و الأكل و صارت عالما عربيا أو افريقيا مصغّرا نزل في عمارات شاهقة ،  فإنها تميّزت بالضيق والإهمال وكأن السكان لا ينوون الاستقرار فيها فلا يولونها اهتماما كبيرا لذا كانت في حالة سيئة ، تترجم المستوى الحضاري وعقلية اللامبالاة والاهمال،  وتوحي بالخطر وانعدام الأمن .
و الذي يجمع بين مختلف الفضاءات المغلقة سواء تلك التي تسكنها شخصيات عربية أو أخرى يتمثل في حضور القتامة بصفة كبيرة  فالنوافذ قليلة والشمس غائبة و كلّ هذه الأجواء توحي بالكآبة و العزلة التي تعيش فيها مختلف الشخصيات ( مدام ميشون - خليفة الخياري - فرناندا ...إلخ )
و قد تتقابل هذه الأجواء الكالحة و رائحة الرطوبة و ضيق المكان  بصفة واعية من الكاتب أو غير واعية مع شدّة الحرارة والحياة في الطبيعة في العلا كما جاء في أول الرواية مع ما في اسم العلا من الدلالات الإضافية : " ذلك الصباح مقترن في ذهني بالحرارة ، حرارة لاهبة و ثقيلة ...تجولت قليلا بين الحقول و لما لم أعدج أحتمل وطأة الحرارة  فككت أزرار قميصي و انبطحت على الأرض تحت شجرة التوت التي أمام بيتنا ..." (ص5)
إن المكان في رواية الحبيب السالمي " متاهة الرمل " تجاوز كونه إطارا للأحداث و فضاءا تتحرك فيه الشخصيات ليصبح فاعلا في الرواية و محدّدا لتفاصيل صغيرة و كبيرة  و لو كان المكان غير المكان لجاءت الأحداث مختلفة و كذلك تفاعل الشخصيات معها لأن هذا المكان بأبعاده الجغرافية والحضارية أعطى لمسيرة الراوي أبعادا هامّة   وجعل الرواية تتجاوز مجرد البحث عن شخصية انقطعت أخبارها في فرنسا  و لو انتهت الرواية بالعثور على العمّ لفقدت أغلب دلالاتها العميقة و لكانت قصة اجتماعية عادية جدّا . فهل سيكون للزمن في الرواية و للشخصيات نفس الدور و الأهمية ؟
محمد البدوي

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


Saturday, February 1, 2014

مروان البرغوثي - ألف يوم في زنزانة العزل الإنفرادي


الدار العربية للعلوم, بيروت  2011 |  سحب وتعديل جمال حتمل  | 258 صفحة | PDF | 16.4 Mb

http://www.4shared.com/office/a4riXL9Ace/__-______.html
or
http://www.mediafire.com/view/4j1okgnig734i1d/مروان%20البرغوثي%20-%20ألف%20يوم%20في%20زنزانة%20العزل%20الإنفرادي.pdf

زاهي وهبي: وعدُ الحُر... والحُريّة
  تقديم كتاب "ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي" للمناضل الأسير مروان البرغوثي.
July 4, 2011 at 5:23pm
 
الإهداء:
 
إلى حارسة حلمي ورفيقة دربي وشريكة عمري...
إلى حبيبتي وزوجتي وأمّ أولادي الأستاذة المحامية المناضلة فدوى البرغوثي التي قدّمتْ نموذجاً ومثالاً رائعيْن للمرأة الفلسطينية والعربية...
إلى أولادي الأحبّة: القسّام، رُبى، شرف وعرب...
إلى أبناء الشعب العربي الفلسطيني العظيم...
إلى أبناء الأمة العربية والإسلامية...
إلى كلّ المناضلين والمقاومين للاحتلال والاستعمار والاستبداد والظلم والقهر في كل مكان...
إلى أخوة القيْد والزنزانة والأسر والاعتقال
 
مروان البرغوثي
 
 
ثمّة وعدٌ يجمعُني بمروان البرغوثي. وعدٌ خاصّ، يُضاف إلى مُشتركات وأحلام كثيرة. وعدُ حريةٍ آتيةٍ لا مَحال واستضافة مُنتظرة في برنامج "خليك بالبيت". سبق لي أنْ تمنيتُ الأمرَ نفسه لسهى بشارة، أنور ياسين، نبيه عواضة، عبد الكريم عبيد، سمير القنطار والعشرات من الأسرى، وتحققت الأمنية.
نعم، تحققت الأمنية، خرج أولئك المناضلون من زنازين أسْرهم الطويل، تحرروا من قبضة الاحتلال الإسرائيلي البغيض، وانطلقوا في فضاء الحرية التي استحقوها بجدارة بعد أن منحوها زهرة العمر ونضارة الأحلام، وحلّوا ضيوفاً استثنائيين في برنامج حملَ صوتهم وقضيّتهم على مدار الأيام.
والأمنيات لا تتحقق بسحر ساحر، أو بمصادفاتٍ قدريّة. إنها حتميّة الأمل. لا يستطيعُ سجّانٌ مهما أوتي من مقدرة على الظلم والعسف والجور كسرَ إرادة مناضل حرّ، ولا يقوى سجنٌ مهما بلغتْ قضبانه الحديدية من صلابة أن تحجبَ شمسَ الحرية المُشرقة حتماً في سماء مروان البرغوثي ورفاقه الأسرى الذين تزجّ بهم دولة الاغتصاب الإسرائيلي بالآلاف في سجونها وزنازينها وهي تحاول عبثاً اعتقالَ الحلمَ الفلسطينيّ بالحرية والاستقلال.
طبعاً، ليست الأمنياتُ وحدها التي تصنعُ الحرية، ولا الأمل الذي نعتصمُ بحبله يكفينا شرَّ القتال. فالحرية دونها تضحياتٌ تُكتَبُ بالدم والدمع والحِبر وكل ما نستطيعُ إليه سبيلاً من أشكال مقاومة المُحتلّ الذي لا يفهمُ لغة أخرى ولا يرضخُ للقوّة. وأمثال مروان البرغوثي من المناضلين والقادة هم مَكْمَنُ القوة وصُنّاعها، لذا، فإنهم يغدُون هدفاً ثميناً لعدوّ شرس مُتغطرس لكنه مهزومٌ حتماً في نهاية المَطاف.
لا يستطيعُ الحِبرُ مجاراةَ الدم أو الدمع، وليس مطلوباً منه ذلك. لكنه على الأقلّ يستطيعُ المساهمة في التصدّي لعمليّات الطمْس والنسيان، و"قرع جدران" الخزّان كي لا يصيبَنا ما أصابَ رجال غسان كنفاني، فلا نعطي ذريعة لمُتخاذلٍ أو مُتآمرٍ أو لامُبالٍ ليسألنا بعد فوات الأوان: "لماذا لم تدقّوا على الخزّان". لنرفعْ الصوتَ عالياً دفاعاً عن قضية عادلة نبيلة هي قضية الشعب الفلسطيني في جُلجلته المتواصلة لأجل قيامة الحرية ودولة الاستقلال، ومن ضمن هذه القضية تتفرّع قضايا لا يجوز إهمالها أو تجاوزها، ومنها بل وفي مقدّمتها، قضية آلاف الأسرى القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعتقلاته، من دون أن تحظى ولو بالحدّ الأدنى من الاهتمام الأدبي والإعلامي، والسؤال المُحيّر، هو التالي: إذا كنا قد بتنا يائسين من "الواقع الرسمي" العربي، فما الذي يمنع الأدباء والفنانين والإعلاميين من إيلاء هذه القضية السامية بعضَ ما تستحق؟ أم أنّ هناك "استقالة" جماعية من كلّ ما يمتّ للضمير بِصِلة؟! إنّ الخزّان الذي لم يدقّ على جدرانه أبطال غسان كنفاني في روايته الفريدة رجال في الشمس في ترميز بالغ الدلالة، يغدو هنا الصمتُ المُريب الذي نشاركُ فيه جميعاً حيال قضية أخلاقية/ثقافية بامتياز قبل أن تكون فقط وطنية أو قومية وهي قضية الأسرى التي تكادُ تجلعنا جميعاً أسرى عجزنا أو لامبالاتنا.
بدأتُ هذا التقديم بالإشارة إلى وعد استضافة مروان البرغوثي في "خليك بالبيت"، لأنّ هذا البرنامج كان صلة الوصْل الأولى بيني وبين مروان، ليس فقط من خلال استضافة زوجته المناضلة الفاضلة المحامية فدوى البرغوثي والعلاقة الأسَريّة التي نشأتْ بين أُسرتي وأُسرته، بل من خلال تبنّي البرنامج لقضيّة الأسرى وتسليط الضوء عليها مراراً وتكراراً منذ انطلاقته قبل عقد ونصف العقد من السنين. ولعلّ خَوْضي التجربة نفسَها ذات اجتياح (صيف العام 1982) في المُعتقلات الإسرائيلية في "عتليت" (فلسطين المُحتلّة) و"أنصار" (جنوب لبنان) جعلني أكثر إدراكاً لأهميّة حضور قضية الأسرى في رفع معنوياتهم. خصوصاً إذا ما تسنّى لهم مشاهدة التلفزيون كما يحصل في بعض سجون الاحتلال، لا بفضْل "الديمقراطية الإسرائيلية" المزعومة، بل بفعل النضال المَرير الذي خاضتْه "الحركة الأسيرة" عير عقود من الزمن في سبيل تحقيق بعض الإنجازات وتحصيل بعض الحقوق المشروعة دافعةً في مشوار كفاحِها لأجْل ذلك العديدَ من الشهداء والجرحى.
في هذا الكتاب الذي راجعتُهُ من دون تدخّل كبير في صياغته أو ما يتضمّنه من مواقف وآراء هي ملكُ صاحِبها، وتركتُهُ ينسابُ بلغة التجربة الحارّة وعفويّة السَرْد التلقائي، لأنّ المُتحدّثَ هنا هو القائد والمناضل السياسي والميداني وليس الأديب أو الشاعر، فعلى الرغم من الثقافة العالية وسِعة الاطلاع اللتين يتمتّع بهما مروان، يظلّ لكلٍّ من لغتُه وأسلوبُه، في هذا الكتاب الذي يأتينا من خلف القضبان الحديدية ليُنيرَ بحِبره عتمة الزنزانة، يروي البرغوثي الذي لا يزال حتى الآن قابعاً في سجنه تجربةَ العزل الانفرادي خلال الفترة الممتدّة من العام 2002 إلى العام 2005 ليقدّم شهادة مناضل استثنائي أمضى جُلّ عمره في الميدان، لم يكتفِ من النضال بالتنظير أو التحريض، بل نزل إلى الساحة وخاض كسواه من أبناء شعبه صراعاً يوميّاً مع الاحتلال، ومارسَ المقاومة بأشكالها كافّة وعاش الاعتقال والتحقيق والإبعاد، قبل أن "يعودَ" مجدداً إلى زنزانة العزل الانفراديّ التي لم يستطعْ جلاّدوها، كما يتّضح في الصفحات التالية، كسرَ إرادة قائد فرضَ احترامَهُ على خصومه قبل مؤيّديه. وهي شهادة مكتوبة بحِبر الصبر والصمود، مثلما هي مكتوبة بحِبر الوعي والمعرفة وثقافة التجارب الكبرى التي خاضها أسوة بشعبه الجبّار، وسيستشفّ قارىء الكتاب مدى الإدراك الذي يتمتّع به هذا المناضل لكلّ ما يحيط به ويجري حوله، كما سيكتشف الأبعادَ المُتعدّدة لشخصيّته الفذّة: القائد، المناضل، السياسي، المُثقف، الزوج، الأب، وكلها صفات مسبوقة بصفة أنبل وأهمّ هي صفة الإنسان التي يجسّدها مروان البرغوثي.
يُعرّي مروان البرغوثي في كتابه الوحشيّة الإسرائيلية كاشفاً الطبيعة "النازيّة" لمُعتقلات الاحتلال الإسرائيلي وأساليب التعذيب الهمجيّ التي يمارسُها ضبّاط الاحتلال وجنودُه بحقّ الأسرى والمُعتقلين. ولئن كان قائدٌ سياسيّ وعضو برلمان مُنتخب من قبل شعبه قد تعرّض لكل هذه الوحشيّة، فما بالُنا ببقيّة الأسرى والمُعتقيلن ممّن لم يحظوْا بفرصة اهتمام إعلاميّ أو سياسيّ... أو حتى بمجرّد محاكمة باطلة بطلان الاحتلال نفسه كما أكّدَ مروان في مُرافعته أمام التاريخ لا أمام المحكمة؟!
لا تكتملُ كتابة عن مروان البرغوثي من دون إشارة – غير مُنصفة مهما بلغتْ لأن "أمّ القسّام" تستحقّ أكثر دائماً – إلى المناضلة فدوى البرغوثي أو "حارسة الحلم" كما يسمّيها مروان في الكتاب، وإلى نضالها المُستمرّ كي تبقى قضية زوجها ورفاقه الأسرى حيةً في الضمير والوجدان. فهذه المناضلة التي جالتْ أكثر من أربعين دولة – وكان لي شرف مشاركتها إحداها واستضافتها ثلاث مرّات في "خليك بالبيت" – تمثّل نموذجاً حيّاً للمرأة الفلسطينية: حبيبةً وزوجةً وأمّاً مناضلة على كل الجبهات، مثلما يمثّل مروان نموذجاً حياً، لا للمناضل فحسب بل أيضاً للزوج والأب كما نستشفّ من رسائله إلى زوجته وأبنائه الذي خاض أكبرثهم كما أبيه تجربة الأسْر والاعتقال.
أكتبُ هذه الكلمات مشحوناً بقوة الأمل التي تؤكّد لي أنّ اليومَ الذي سيكسر فيه مروان البرغوثي أبوابَ سجنه آتٍ لا ريبَ فيه، مثلما هو آتٍ يومُ إعلان الدولة الفلسطينية الحُرّة المُستقلّة وعاصمتها القدس وسكون لقاؤنا – كما كتب لي في إحدى رسائله – "في القدس المُحرّرة حيث ستحظى بمُتعة الجلوس على أسوار القدس لتشعر أنكَ تتربّع على عرش حضاريّ يمتدّ آلاف السنين، وحيث نحتسي فنجان قهوة في البلدة القديمة على أصداء أذان المسجد الأقصى وصوت أجراس كنيسة القيامة، ومن ذلك البهاء تقدّم برنامجاً بعنوان "خليك بالقدس"..."
كلّي ثقة أنّ هذا سيحصل، لا لمجرّد الحماسة ورفع المعنويّات، ولا لمجرّد المجاز والاستعارة والإنشاء اللغوي، بل لأنّ لديّ إيماناً عميقاً راسخاً أخضر مُثمراً بأنّ تضحيات الشعب الفلسطيني ستُزهر يوماً في رايات النصر اليانعة وفي بيارق الحُريّة السمراء كوجوه أبناء التراب الذين ملّحوا الأرضَ بأجسادهم ووسّعوا الفضاءَ بأرواحهم الحُرّة المُحلّقة رغم قيد السجّانين وكيْد المُحتلّين.
 
غداً
لن يبقى من الجدار سوى أثر الجدار
لن يبقى من الحصار سوى حكايات الحصار
لن يبقى من النار سوى بقايا النار.
غداً
تتهاوى غربانُ الفولاذ
تصيرُ مُصفّحاتُهم خُردة
وعلى نجمة الضغينة يدوسُ طفلٌ من فلسطين
 
من الآن وإلى حينه، تحيّة لمروان البرغوثي وأسرته (فدوى، ربى، القسّام، شرف، عرب) وإلى شعبه الذي يجعلنا بصبره وصموده، كلّما ازداد الاحتلالُ الإسرائيليّ بطْشاً وضراوة، نزدادُ إيماناً بأنّ هذا الاحتلال إلى زوال محتوم، وبأنّ الصبح قريبٌ مهما طال الليل، والاتّكالُ ليس فقط على حتميّة التحرير، وهذا ما نستشفّه بكلّ عذوبة وسلاسة من هذا الكتاب – رغم قساوة التجربة – الذي يعلّمنا أمثولة في الصبر والصمود في مواجهة أساليب التعذيب الدنيئة التي يمارسُها السجّان الإسرائيلي، فضلاً عن معاناة الأسْر وصلابة المُناضل حين يكون "بصيغة" مروان البرغوثي. ويشكّل وثيقةً هامّة من الذاكرة النضاليّة للشعب الفلسطيني وهي ذاكرة للمستقبل الحامل معه لا مناصّ، الحرية الساطعة في قسَمات أبي القسّام وفاقه.
زاهي وهبي

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html

 

Friday, January 31, 2014

هام.........محمد شحرور - القصص القرآني, قراءة معاصرة -2 من نوح إلى يوسف



دار الساقي, بيروت  2012 |  سحب وتعديل محسوبكم أبو عبدو | 288 صفحة | PDF | 8.12 Mb

http://www.4shared.com/office/YtonSqIjba/__-_____-2____.html
or
http://www.mediafire.com/view/rpq38o1rjs87ieo/محمد%20شحرور%20-%20القصص%20القرآني%2C%20قراءة%20معاصرة%20-2%20من%20نوح%20إلى%20يوسف.pdf

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html



هام.........محمد شحرور - القصص القرآني, قراءة معاصرة -1 مدخل إلى القصص وقصة آدم



دار الساقي, بيروت  2012 |  سحب وتعديل محسوبكم أبو عبدو | 368 صفحة | PDF | 10.8 Mb

http://www.4shared.com/office/SHrQGLPwce/__-_____-1_____.html
or
http://www.mediafire.com/view/wmr07ygpqzd63fd/محمد%20شحرور%20-%20القصص%20القرآني%2C%20قراءة%20معاصرة%20-1%20مدخل%20إلى%20القصص%20وقصة%20آدم.pdf

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html

Thursday, January 30, 2014

بوعلي ياسين - شمسات شباطية


شكرا للأخ فادي الطويل على تنبيهنا إلى هذا الكتاب


http://www.4shared.com/office/yVkIe15pba/__-__.html
or
http://www.mediafire.com/view/0zqjek3at5wya2a/بوعلي%20ياسين%20-%20شمسات%20شباطية.pdf

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html



بوعلي ياسين - عين الزهور, سيرة ضاحكة



دار الحصاد, دمشق  1993 |  سحب وتعديل جمال حتمل  | 240 صفحة | PDF | 18.8 Mb

http://www.mediafire.com/view/heup0s5601x5i3g/بوعلي%20ياسين%20-%20عين%20الزهور%2C%20سيرة%20ضاحكة.pdf
or
http://www.4shared.com/office/jX4GeO5_ba/__-____.html

لقد تقصدت أن تكون السيرة ضاحكة، غير متحرج من الضحك حتى على نفسي. ذلك لأنني رغبت مرة أن لا يزيد مع الزائدين بؤسي وغمي على بؤس القراء وغمهم. فللحياة، كيفما كانت، وجهان: وجه عابس طاغي الصورة والصوت، ووجه باسم خجول. في الأحوال العادية لحياتنا يختفي الوجه الباسم وراء الوجه العابس، بقدر ما تتغلب العلاقات الطبقية الكريهة على علاقات التعاون والتضامن والتآلف الإنسانية. فإذا كانت الأمور هكذا، قلت لنفسي، لماذا لا أقوم –على مبدأ السحر- بقلبها ثقافياً؟ وهكذا فعلت، فقمت قسرياً بإبراز الوجه المشرق الضحوك ما منع قط معرفة ولا قصّر في تقديم فائدة، ومع ذلك فهو الجميل والأليف والمحبوب. أردته أن يضحك تيّمن الإيحائي بالخير وتسلّح العلمي بما يعينه على صنع حياة أفضل.
نبذة الناشر

تاريخ من العصيان .. "بو علي ياسين" مثقف سوري نقدي غيبه الإقصاء
ولد بوعلي ياسين عام 1942 في قرية عين الجرب التابعة لمدينة اللاذقية، ولد وأسمته امه عدنان لكن والده المنحدر من أسرة متدينة فضل تسميته اسما دينيا فكان "ياسين الحسن"، لقب نفسه "بو علي ياسين" في دلالة واضحة على قربه من البيئة الشعبية التي أولاها اهتماما خاصا .
تأثر بعبد الناصر إثر تأميم القناة والعدوان الثلاثي علي مصر، فانتمي الي حزب البعث الذي كان يسعي الي التلاقي مع عبد الناصر آنذاك.
ومن فطرته كمثقف نقدي بدأ بانتقاد عبد الناصر ونظامه القمعي، قبل أن يغادر صفوف الحزب.
بُعيد الانفصال. ذهب الي ألمانيا الغربية في بعثة تعليمية لدراسة الإحصاء التطبيقي، فقرأ ماركس بلغته الأم. وشارك في الحركة الطلابية في ألمانيا عام 1968.
لم يلتحق بالحركة الشيوعية التقليدية، بل غاص في بحار الاشتراكية العلمية كما صاغها ماركس وآنجلز والتي رآى فيها تمثيلا للديمقراطية الثورية التحررية.
عارض فكرة الدولة اللينينية /الستالينية وهيمنة الحزب الواحد واستقى تجاربه من مشاركات ميدانية ك كومونة فرانكفورت ومن الماركسيين الأوائل كروزا لوكسمبورغ والتي أثرت فيه حتى سمّى ابنته الكبرى "روزا".
ويعتبر ما مر به من مراحل لتكوين وعيه السياسي دليلا على أنه تعامل مع الفكر السياسي بعقل نقدي جريء.
انتسب بوعلي في ماركسيته إلى ماركس وليس إلى الماركسية بطبعاتها المختلفة. وانطلق في ذلك من قوله أن ما تحتاجه البشرية من الماركسية هو علميتها وليس تعاليمها. ورفض اعتبار ماركس صاحب تعاليم دوغمائية.
و حاول دوماً نقل الفكر الماركسي من القيد الإيديولوجي إلى الفضاء الدلالي، ومن الخانة السياسية الضيقة إلى حقل الفكر النقدي.
شكل بو علي ياسين على الصعيد الشخصي والثقافي مثالاً أخلاقياً في زمن كثر فيه المثقفون الرسوليون .
وصبّ اهتمامه على نقد الظواهر الاجتماعية والتقاليد الفكرية التي ينتمي إليها، وأهمها تعاقب التشكيلات الاجتماعية الخمس (المشاعية البدائية، العبودية، الإقطاع، الرأسمالية، الاشتراكية) التي قدّمها السوفييت على أنها أساسية في مادّية ماركس التاريخية.
وسبق أبناء عصره في القول أن نظرية تعاقب التشكيلات الاجتماعية الخمس نظرية فرضها ستالين وأنها غير صحيحة على الأقل بالنسبة لنا في آسيا وإفريقيا التي لا تخضع لهذا التعاقب الحتمي.
وسبق "الأنتروبولوجيين" المختصين بالثقافة الشعبية، واهتم بوضع المرأة وقضاياها واعتمد لغة بسيطة قريبة من العموم حيّد ذاته عنها حيث نفر دوماً من أوهام «الفرادة» في كل مستوياتها.
 ينتمي الكاتب السوري بوعلي ياسين إلى طراز خاص من المثقفين النقديين. وعلى الرغم من تعدد الحقول المعرفية التي كتب فيها فإن السمة النقدية كانت مرافقة له في كل حقل دخله.
و حاول دوماً الغوص إلى عمق الثنائيات الحادة التي تطبع الثقافة العربية، لينتج منظومات تحرر لا منظومات سيطرة.
وتأثر بالمدرسة الفرانكفورتية ومحاولتها في دمج علم النفس بالماركسية ليخوض في سنوات بحث عن المرأة والجنس والدين.
ابتعد كمثقف نقدي عن الأسر في نتاجه الفكري فمس بأعماله وأبحاثه الأحزاب السياسية والأجهزة الأمنية والقوالب المجتمعية الجامدة والمؤسسات الدينية الأمر الذي جعل جزءاً كبيراً من نتاجه الفكري والثقافي مغيباً وبحاجة إلى إعادة قراءة جدية وتفكيك ونقاش.
كتب في بداية مشواره "الثالوث المحرم": )الدين والجنس والصراع الطبقيّ): كتاب فكريّ يعالج قضايا فكرية، وحقّق نجاحا هائلا، وما زال يطبع ويعتبر من أهمّ الكتب والمراجع في تاريخ الفكر العربيّ ليخط لاحقا كتبا تتعلق بالثقافة الشفهية، بعيدا عن الثقافة الأكاديمية كمثال "بيان الحدّ بين الهزل والجد: دراسة في أدب النكتة".
وهو ما يبين لنا خروجه على قيود الإيديولوجيا ودوغمائيات النظرة السكونية وهو ما يتوقع منه كمثقف يدفعه هم العالم والمنظور الوطني الشخصي لا المنظور المتخشب المدفوع من أيديولوجيات جزبية أو سياسية مفروضة.
وذلك انطلاقا من فكره وبحثه الصادق عن جذور النقدية الحقيقية. وسبق الكثيرين إلى الاهتمام بالثقافة الشعبية والذاكرة الجمعية، انطلاقا من نظرته العميقة لأهميتها.
توفي بو علي ياسين عام 2000 ولم ينته من هاجسه وهو تدقيق الطبعة العربية من ماركس عن لغته الأصلية الألمانية، فقد راودته شكوك كثيرة في صحة بعض ترجمات ماركس، الأمر الذي أدى إلى سوء فهمه.
توفي وقد حظي في حياته بقسط وافر من التغييب والتهميش في الإعلام العربي، تاركا وراءه أكثر من 20 مؤلفا في الفكر والسياسة والاقتصاد والثقافة والفن إضافة إلى ترجمات أغنت المكتبة العربية.
 

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html



Wednesday, January 29, 2014

محمد برادة - ودادية الهمس واللمس



نشر الفنك, الدار البيضاء  2004 |  سحب وتعديل جمال حتمل  | 110 صفحة | PDF | 5.14 Mb

http://www.4shared.com/office/dEZ9giI5ba/__-___.html
or
http://www.mediafire.com/view/8cm6w27drpe1san/محمد_برادة_-_ودادية_الهمس_واللمس.pdf


بمجموعته القصصية الجديدة «ودادية الهمس واللمس» الصادرة حديثا عن «دار الفنك»، يدشن الكاتب المغربي محمد برادة، مغامرة سردية أخرى، عبر اضمومة مكونة من عشرة نصوص تقدم مشاهد ولقطات قصصية يربط بينها خيط واضح يتجلى في رصد تغيرات القيم وتحولات المدينة المغربية وأهلها عبر العقود الثلاثة الأخيرة.
يبدو محمد برادة إذن منشغلا هنا بغير ما ركز عليه في خطاطات رواياته ونصوصه السردية الأخرى («الضوء الهارب»، مثل «صيف لن يتكرر» و«لعبة النسيان»). فبدلا من الانكفاء على الذات وسيرتها وثناياها ومراحل تطورها النفسي، يبدو الكاتب هذه المرة مهتما اساسا بالشأن العام، بالتطور الاجتماعي والاقتصادي لبلده، وانعكاسات ذلك على المفاهيم والقيم والأفكار والأخلاق في مجتمع مغربي عاش العقود الاخيرة من وجوده في ظل الصراع بين القديم والحديث، الاصيل والوافد، الركود والاصلاح.
وينعكس هذا الانشغال بالشأن العام، وبتطور المجتمع، على بنية معظم قصص المجموعة الواقعة في 114 صفحة من القطع المتوسط، الى درجة ان معظم شخصياتها لا تحمل اسماء معروفة، بل يبرز لنا السارد فقط انتماءها الطبقي وخلفياتها الثقافية، لتتحول من شخصيات فردية الى كائنات ذات وظيفة رمزية تمثل فئات معينة في المجتمع، ومراحل متوالية لتطور أفكار وقيم هذه الفئات حسب ما يستجد في الواقع الاقتصادي والاجتماعي المغربي من احداث
على مستوى الاماكن التي تدور فيها اللقطات القصصية. اختار محمد برادة ان يوزع حبكات نصوصه على مدن مثل فاس وطنجة والرباط التي يستعرض بعضا من معالمها المشهورة قبل ان يرسم تحركات بعض الشخصيات بين ضواحيها الراقية وأحيائها الشعبية، خاصة في نصوص مثل «حالة سفر» و«امرأة، شاي، ومدينة»، فيما تحفل نصوص أخرى بإشارات لمدن مغربية ) أخرى وأماكن لا يسميها السارد لكنه يدفع القارئ لتخمينها.
على مستوى الشخصيات اعتمد صاحب «لعبة النسيان» على بنية التضاد والحوار بينها في معظم نصوصه، وعلى الجمع بين مصائر أناس يقطنون اجزاء متناقضة من فضاء المدينة، بشكل يحيل على التناقضات الاجتماعية التي تحفر الهوة بين الشخصيات وتجعلها تعيش في اطار نوع من الاغتراب عن بعضها البعض من جهة، وعن المكان الذي تعيش فيه من جهة أخرى. لذا يمكن اعتبار فضاء الأحداث جزءا اساسيا من الحبكة في هذه المجموعة. والدليل على ذلك هو السؤال المركزي الذي تطرحه بطلة إحدى القصص بقولها: «هل نستطيع الاستمرار في حبنا للمدينة بعد ان نكتشف طبقاتها المستترة ووجوهها وأصباغها؟». وهو سؤال ستتجه كل النصوص لمحاولة تقديم الجواب عليه، بطريقة أو بأخري.
القصة الاولى، التي تحمل عنوان «محطة»، تصلح لتوضيح هذا البعد، فهي تقدم لقطة سردية ترصد شخصيات بلا أسماء، ينحصر وجودها في أدائها لمجموعة من الأدوار في مجتمع القاع: متسولين، عمال بسطاء، شباب فقير يجرفه الانحراف في اطار مكاني بالغ الرمزية، فاللقطة تدور في محطة حافلات موجودة قرب مقبرة، بشكل يجسد التضاد بين وظيفتي المكانين: المحطة المعدة للعبور. وهكذا يصبح هذا التضاد عنوانا لتصوير كناية المدينة في عيون أبنائها الذين يظلون أسرى هذه الاماكن، وتنتهي القصة بتدخل السارد لإنهاء وضعية التردد والانتظار.
القصة الثانية «خلف جدار من زجاج»، تتخذ من نفس المدينة مجالا للتفكير بواسطة تداعيات شخصية رجولية لا وجه لها، شخصية تحاول في احلام اليقظة، استعادة طفولتها في المدينة التقليدية القديمة، طفولة الاحتشام والحلم والقيم الواضحة المعالم، التي تدخل في تناقض مع مدينة اليوم التي يعيش فيها البطل ـ السارد: مدينة الاستهلاك والدعارة وتضخم القيم المادية والكثافة السكانية. ويتم هناك كذلك استحضار تدخلات شخصيات تنتمي لعالم الماضي، شخصيات باحثة عن الحكمة وعن معنى للحياة من خلال التساؤل عن جدوى الانجاب. وبحكم كون الانجاب امتدادا للفرد والمجتمع عبر الزمن، فالسؤال حول جدواه والتخوف على مصير الذرية، يجعل الحلم الصباحي بمثابة كابوس يحيل على سؤال الوجود في مجتمع منذور للأزمات ولصعوبة الحياة.
«امرأة، شاي ومدينة»، قصة تحمل علامات متعددة على ان مكانها هو فضاء مدينة طنجة، بطلتها تحمل اسم «حنان» تشتغل مدرسة للغة الفرنسية وتنظر للمدينة عبر زاوية قراءاتها باللغة الأجنبية. انها فتاة متحررة تمارس تجارب الحياة من دون رقابة، هاجسها معرفة قاع المدنية وطبقاتها المستترة الغامضة بالنسبة لذوي النظرة السطحية. لكن مجهود المساءلة ينتهي باستسلام البطلة لتجربة الرقص على ايقاع موسيقى البوب الاميركية. تمر حنان من استلاب الى آخر، مجددة تيهها وغربتها بمدينة طنجة، رغم استحضار السارد لبعض المعالم السياحية المعروفة عالميا بهذه البلدة (الكورنيش، فندق ، المنزه).
تصبح حنان الشابة الحائرة وهي في مقتبل العمر، شخصية اشكالية توجد خارج القوالب النمطية، شخصية تائهة لا تدري على أي قيم ترسو، امرأة تعيش بين ثقافات متعددة في مدينة كوسموبوليتية تقدم نماذج متناقضة للحياة، نماذج فكرية وحسية ذات أفق غربي يحبل بالتضاد مع الواقع المغربي، وتتحول البطلة في الأخير الى شخصية مقتلعة تماما من جذورها بالمقارنة مع شخصيات باقي قصص المجموعة.
وبعد مدينة طنجة يعود محمد برادة لاستلهام فضاءات الرباط في «ودادية الهمس واللمس»، حيث يؤاخذ العاصمة على استغراقها في ايقاع يشبه البيات الشتوي باستمرار. ويفرد مجالا واسعا لوصف المدينة وشوارعها ومقاهيها ووضعية العلاقات الاجتماعية بها بين الماضي والحاضر، هاته العلاقات التي تتكلس وتغرق في الرتابة قبل ان يقترح البطل مشروعا يقع بين الواقع والخيال، ويقدم وصفة سحرية لتجديد طعم الحياة بالنسبة لموظفي المكاتب المكتبيين.
قصة «حالة سفر» تدور كذلك في مدينة الرباط في سنة 2001، إبان تولي حكومة التناوب (اليسار المغربي) تسيير مقاليد الحكم. غير ان هذه القصة تصور التناقض بين الأحياء الراقية للمدينة ومناطقها الشعبية البسيطة. البطلة تحمل الاسم الدال «أحلام»، فتاة في مقتبل العمر، بنت محام ثري اختارت الاقتران بمختار، الشاب الطموح الذي درس الاقتصاد، بعدما نشأ بحي «العكاري» الشعبي المعروف بالرباط، وعندما ترفض أسرة أحلام مصاهرة مختار القادم من فضاء اجتماعي فقير، يفضل العاشقان الهجرة الى كندا والانطلاق هناك من الصفر. فهل يحل السفر نحو مكان قصي وأجنبي التناقضات المكانية والاجتماعية للعاصمة المغربية ولشبابها؟ وهل يشكل السفر مهربا ومخرجا من هذه الحالة المستعصية التي تحيل على تناقضات أكبر تنخر جسد المجتمع؟ وهل بإمكان التطور السياسي للمدينة/ الدولة ان يحل معضلة الانسجام الاجتماعي؟
وعلى النقيض من «حالة سفر» يرسم النص الذي يحمل عنوان «قصة تقليدية»، نمطا اجتماعيا ثابتا للبورجوازية المغربية: نمط المقاولة الفلاحية العائلية، الأسرة الكبيرة ذات الثروة الزراعية المتطلعة لتوسيع علاقتها ونشاطها التجاري مع الغرب، مع الحفاظ على الطابع التقليدي الموروث لعاداتها وتقاليدها وأساليب تفكيرها. في هذا النص يستسلم الجميع لخدر العادة ورتابة القيم والبنيات الاجتماعية المتوارثة. وما يضمن الحفاظ على هذه القيم هو الطبيعة الفلاحية لنشاط الأسرة في ميدان زراعة الزيتون وعصره، لكن، أمام أعين الزوار الاميركان، يتحول هذا النمط من الحياة الى مجرد فولكلور مفرغ من كل مضمون انساني، فولكلور ينخره الخواء والتفاهة. والشخص الوحيد الذي تلقى تكوينا علميا عاليا في الاقتصاد يتم اقصاؤه من طرف الأب المحتضر الذي يرتب انتقال الثروة والسلطة الى يد نجله الاكبر. لكن سهولة وسلاسة هذا الانتقال تثير الشك في مستقبله، بسبب ضعف الحس النقدي لدى الشخصيات الى حد البلادة، مما يوحي بجمود البنية الاجتماعية الموصوفة هنا رغم كل مظاهر التمدن، ويجعلها معرضة للاضطراب بسبب الإفراط في التفاؤل المشوب بالغباء!
وإذا كنت النصوص المذكورة تشكل لوحات مفصلية لما يعتمل في كنف المجتمع المغربي، من تحولات فإن كلا من قصة «مثل أيام آتية» و«أي صورة ستشبهين هذا المساء؟»، تطرحان معا اشكالية العلاقة مع الزمن، فهما قصتان عن الماضي، وعن الحاضر المتعلق بخيط من الماضي. في النص الاول يعيش البطل اغترابه داخل مدينته الساحلية الصغيرة التي يقصدها السياح، ويعود سبب ذلك لتعرفه على السائحة الفرنسية، شانتال، ذات صيف، ثم لاستمرار العلاقة بالمراسلة وبالهاتف بينه وبينها رغم زواجه، لذا يظل مشدوها منجذبا الى حلم زيارتها في بلدها البعيد حتى بعد بلوغه السبعين من العمر. انها اشكالية العلاقة بالآخر التي تحول الوجود العادي الى حياة اشكالية.
أما في «أي صورة ستشبهين هذا المساء؟»، فيتلقى البطل المجهول الملامح دعوة لحضور حفل زفاف ابنة حبيبته السابقة، مما ينتشله من زحمة الحياة وايقاع الزمن ويذكره بالتقدم في السن، بزحف الحاضر على الماضي الجميل، برهافة وخفة هذا الماضي، وبهشاشة الحياة البشرية في مجملها، هذه الحياة التي تصبح رهينة خيوط غير مرئية من الذكريات، ذكريات تصنع المستقبل بشكل من الاشكال.
الرباط : رشيد مرون

محمد برادة - حيوات متجاورة



نشر الفنك, الدار البيضاء  2009 |  سحب وتعديل جمال حتمل  | 196 صفحة | PDF | 11.5 Mb

http://www.4shared.com/office/ZJ0USV_5ba/__-__.html
or
http://www.mediafire.com/view/4ml25l0ecamyqe4/محمد%20برادة%20-%20حيوات%20متجاورة.pdf

في عمل محمد برّادة الأخير «حيوات متجاورة» ما يوحي بمحصلة مسار كتابي وبقول إنساني «أخير». تصرّح المحصلة بخبرة كتابية عمرها أربعون عاماً تقريباً، مرّ فيها هذا المثقف المغربي على المقالة والرواية والنقد الأدبي، وتآلف مع «جيل الستينيات»، كما يقال واندفع أماماً..
بحرص شديد، إلى كتابات الأجيال الأدبية المتلاحقة. وجاء القول الأخير من إنسان تمكّنت منه الشيخوخة، وأجبرته على معاينة ما عاش وتسجيله في «رواية» ، حيث لما كان حنين يلتفت إليه، وأسئلة لم تصبح متاحة إلا بعد حين. يجعل هذا من رواية برّادة سيرة ذاتية كتابية، تكشف عمّا تعلمه وتحاول السيطرة عليه، بقلق نجيب واستسلام حزين معاً، وسيرة ناقصة الفصول لإنسان « بطل الرواية» صنع سيرته من سير متقاطعة، فالإنسان المكتفي بسيرة ذاتية محضة لا وجود له. ولعل هذا التقاطع، الذي يأتي إلى الإنسان ولا يذهب الإنسان إليه، إلا صدقة، هو الذي يحوّل حياة الإنسان إلى مرايا ، فيها حيّز خاص ومساحات لشخصيات حملها إليه القدر.
أقام برّادة عمله على المفارقة، فهو يستهل بذات واضحة الاسم، تريد أن تكتب سيرتها الذاتية، موكلة ما أرادت القيام به إلى حرفة محددة لا ينقصها الرضا تدعى الكتابة. بيد أن الحرفة السعيدة المشدودة إلى «ذات نرجسية»، لا تلبث أن تصطدم بما لم تتوقعه تماماً، لأن الذات المفترضة، التي تشهر اسمها عالياً، محتشدة بذوات داخلية وخارجية: فما كانه الإنسان طفلاً محاه زمن الشيخوخة، وما أصبحه في أزمنة «الاغتيال والرصاص» يغاير ما سيكونه، وما بدا متعة عارضة في زمن الطموح واللهب، يصير متعة جوهرية في أوان الرماد. بيد أن خيبة «الذات النرجسية»، التي تستنجد بالكتابة وتهزمها الكتابة، تتكشف في جموع الشخصيات التي تتسلل إليها، أو تدخل إليها عنوة، مبرهنة لها أنها قائمة في غيرها وأن غيرها قائم فيها، وأن مركز الأنا والغير لا وجود له فهو ينصاع، شاء أم أبى، إلى مركز الحياة الوحيد، الذي يأخذ أسماء مختلفة، ليس آخرها: الصدفة، التي هي ليست بالصدفة تماماً.
تفشل الذات الكاتبة، وبفضل الكتابة، مرّتين: مرة أولى حين تبدأ بذاتها وتنتهي إلى شخصيات الحياة»، ومرة ثانية حين تحاول القبض على «الحياة» وتخرج بكِسر محدودة. لن تكون الكتابة الروائية، بالمعنى الذي مارسه برّادة، إلاّ إعلاناً عن محدودية الإنسان وانزياح الكتابة، ومرآة لإخفاق موجع نبيل، يجبر الإنسان على خلع تميّزه المتوهم والسير وراء الجموع التي تقودها الحياة. وبسبب ذلك تكون الشخصية الروائية، الساردة والمسرود لها في آن، شخصية عادية، قابلها الإنسان لبرهة بين الجموع وانسلت، أو قابلها طويلاً في طائرة وفندق وبيت مريح، أو سيقابلها ذات مرة في مكان لا يزال محتجباً. لهذا يعود الراوي، حداثياً كان أم بعد حداثي أم تائهاً بينهما، إلى بلزاك وديكنز: «كثيراً ما كنت أصادف رجالاً ونساء أحسبهم خارجين من ثنايا روايات لبلزاك أو ستندال أو ديكنز،…. ص : 45» ، مصرّحاً بأن التقنية الروائية «المعقّدة» لا تهمّش «عالم الإنسان»، بل تقوله بشكل مختلف، وبأن الفضاء الروائي والفضاء الواقعي وحدة لا تقبل الانقسام. ولعل هذه الوحدة التي لا سبيل إلى تبيّن حدودها، هي التي تجعل الراوي شخصية تختلط بالشخصيات الواقعية والمتخيلة، وتحوّل الشخصيات الواقعية إلى شخصيات متخيلة قادرة على السرد الروائي، ما دامت الحدود النهائية بين المتخيّل والمعيش لا وجود لها، وأن للبشر تجارب تختلط بغيرها ومتخيلاً، قادراً على الحذف والاقتراح والإضافة. أعلن محمد برّدة، وهو يلتفت بحذق كبير، إلى أطلال ملوّنة مختلفة الأعمار، عن تصور ديمقراطي روائي، أوعن «ديمقراطية الفعل الروائي»، الذي يساوي بين البشر ويلغي المراتب.
مقادير أربعة
كيف قدّم محمد برّادة ذاته الكتابية في روايته «حيوات متجاورة» ؟ فعل ذلك بمقادير أربعة متكاملة، تتداخل وتتخارج، وتخبر عن كاتب يتأمل صنعته الروائية، ويتأمل فيها حياته، التي تسبق الكتابة وتتلوها. فهو الناقد الذي يتابع النظريات النقدية ويتعلّم منها، محاولاً أن يكون مجدداً، وهو الروائي الذي يمارس في نصه فلسفته الروائية، وهو المثقف الذي يختلف إلى كتب الشعر والفلسفة والرواية والفلسفة السياسية ويستخلص منها ما يلبي أفكاره، وهو الإنسان الذي عاش تاريخ المغرب، في النصف الأول من القرن الماضي، والشيخ الذي جلس فوق رابية عالية تشرف على قطارات صدأ بعضها وتداعى بعض آخر ووصل حديثاً وأنيقاً لا جلبة ولا عويل. جمع برّادة بين البكاء ونشيد الحياة وبين التجربة ولوعة كتابتها . ومع أن الناقد الروائي المثقف محا المسافة بين المقادير المختلفة، مستجيراً بالصنعة الكتابية ، فإن القارئ يستطيع أن يفككها إلى أجزاء، متجاورة ويعيد توحيدها. يسفر الناقد عن وجهه في ترتيب مادته الروائية: ما يسبق عتبة النص، الذي يرشد القارئ إلى القول الروائي الذي ينتظره، والقائل بأن في أقدار كل إنسان مقادير من أقدار غيره من البشر. لم يعط الناقد الاستهلال عنواناً، اكتفى بجملة ماكرة معابثة: «كاتب سها البال عن اسمه»، الذي يمكن أن يكون «برّادة» نفسه، فلا إنسان يذكر دائماً ما هجس به، أو كاتباً آخر، أعجب به الكاتب ـ القارئ ونسي اسمه. يتلو العنوان، الذي لا وجود له، عنوان «نقدي» أكثر وضوحاً: «على عتبى النص»، ويحيل مباشرة على «نظريات» نقدية، تحتفي بالاستهلال وتنسى، غالباً، النهاية. استفاد الكاتب من «عتبته» وقال بأمرين: يتخفّى الكاتب وراء السارد، بحثاً عن قول أكثر حرية وهروباً من مصيدة «الحقيقة»، ويتواطأ الكاتب والسارد في شبه قسمة عادلة، تدع للسارد حرية تصنيف «الوقائع» وتقنعه بالاستفادة مما تركه الكاتب بين يديه، من مذكّرات متقطعة الكتابة وحكايات ، واقعية أو مختلفة. تعقب هذا إضاءة عن معنى الرواية والزمن عنوانها «تقول نعيمة»، تفصل بين طبائع البشر وتمحو الانفصال بسطوة الزمن، التي تلقى، في نهاية المطاف، بالراوي وسارده ومخلوقاتهما في مكان يتوّجه الأسى. يأتي بعد ذلك عنوان تقني لا تخطئه عين المهتم بالنقد الأدبي: السارد ـ المسرود، حيث الشخصية الروائية تسرد حياتها وهي تسرد حياة غيرها. يتكئ الراوي، أو السارد، هنا على كلام واضح مأخوذ من بول فاليري: «إذا لم يستطع كل واحد أن يعيش كمية من حيوات أخرى غير حياته، فإنه لا يستطيع أن يعيش حياته». أخذ الروائي بفلسفة بول فاليري، وصيّر عتبة النص والعتبة الصامتة والسارد والمسرود له ولعبة الوجوه والأقنعة تقنية كتابية، تشرح معنى «الحيوات المتداخلة»، التي يضع فيها «التجاور» أسئلة متشابهة.
سرد الروائي محمد برّادة تصوّره الروائي، القائل بالمتعدد والمتنوّع والنسبي، وبالعجز عن الوصول إلى الحقيقة، مقرراً التعدد المتنوع آية على اللايقين. خلق شخصيات متباينة الظروف والمصائر: الأنثى التي عرفت أكثر من مكان ومهنة، وتعرّفت على أنواع من البشر لهم أحوال اجتماعية غير متساوية، وانتقلت من الطائرة «مضيفة» إلى المصرف إلى تجارة المخدرات، فسجينة تلتمس الدفء لدى غيرها من النساء… والمثقف التقليدي، الذي يحترم السلطة ويهابها، ويدفعه الاحتفاء بـ «الجسد» إلى منظور ديني ـ دنيوي يوحّد بين إيمان موروث والقدرة على التساؤل والتجدد . والسارد والمسرود له، مختلفان ومتكاملان، يطلب ثانيهما من الأول أن يعطي روايته «حيوات متجاورة» عنواناً آخر أكثر ملاءمة. وهناك الشاب الفقير، الذي لا يحسن التعامل مع القراءة والكتابة ويعمل بما أتيح له أن يعمل به. وطّد الروائي تعددية البشر بتعددية الأمكنة والأزمنة : باريس ومدريد وألمانيا وأكثر من مدينة وقرية في المغرب، وأزمنة متعاقبة ، تبدأ من منتصف خمسينات القرن الماضي وتعبر، متقطعة، العقود المتلاحقة، التي تتضمن هزيمة 1967 وسبعينات القمع والاعتقال وانفراً ينكمش ويتسع، وتترجم مسار المجتمع المغربي وأطوار إنساني يخشى الزمن ويحب الحياة. وتأكيداً لتعددية المنظور الروائي، وضع الروائي في عمله أكثر من أسلوب: العاميّ تماماً المسرود بلهجة مغربية حرة وطليقة، لا تعرف كلام المثقفين ولا تريد أن تعرفه، والأسلوب الأدبي المصقول، ولغة التأمل النظري التي تقرأ في صدر الإنسان آثار إزميل الزمن، ولغة تقريرية تسرد أطوار الأنثى الجميلة، التي عرفت حياة السجن وحياة الأغنياء، سارقين كانوا أو لصوصاً محدودي الموهبة. وإذا كان في الأساليب مرايا لـ «حيوات متجاورة»، لم تعش المساواة، فإن الشكل الفني المتعدد من اختصاص الروائي وحده، الذي جمع في عمله بين الرواية والمسرحية و «الوثائق» والبوح الفكري المشدود إلى قطار الحياة.
اضاء برادة نصه بـ «استشهادات ثقافية» ، تنسب ما قال به إلى غيره وتنسب إلى نصه ما قال به غيره محوّلاً، بعفوية، الأقنعة التي نسجها السارد والمسرود له إلى غلالات شفافة، تعلن أن في القول الروائي قولاً آخر، وأن حكمة الإنسان تأتي بالجمع وتنهى عن المفرد. ولهذا يلتقي القارئ بالعناوين والكتب والأسماء التالية: حزن وجمال للياباني يوسوناري كواباتا، وبعض أفكار ماشادو دو أسيس، حياتي لإزادورا دينكان، توريني لندكرين ، بول فاليري وصلاح جاهين …. يبني الإنسان سيرته بسير الآخر، وثقافته بثقافة الآخرين، ويبني رؤاه برؤى من جاؤوا وسيجيئون، لأن تغيير الطبيعة الإنسانية الجوهرية يستعصي على الأزمنة، فهي موزّعة على ما تحقق وبقي ناقصاً، وعلى المتبقي الأخير، الذي لا يسمح الزمن بتحقيقه.
ماذا يقول الخطاب الذي أنتجه عمل محمد برادة؟ صعوبة الاقتراب من الحقيقة، وأولوية الإحساس والرأي والبصيرة على الواقع، ومأساة الإنسان المعلنة، التي تبدأ بشيء يشبه اللعب وتنفتح على الموت. سرد الروائي سير بشر روّضهم الزمن،ونظروا إليه بعتاب أسيان ، وسيرة مثقف اختبر أحوال المغرب ومذاق الحياة في عقود متلاحقة، وأغلق قوله بالكلمة التي تحاشها منذ البداية: الموت. استهل نصه بالشكل التالي: «في البدء تطالعنا حيرة الراوي الذي لا يعرف كيف يشرع في حكي الرواية التي تجمعت خيوطها لديه.. ص : 7». عالج الروائي حيرته بترحيل أسئلته إلى غيره، وعثر على إجاباته الناقصة في فضاء قوامه البشر والكتب والصدف والنوادر، وفي حنين يتقاسمه البشر إلى «حالة أولى» نورها أكثر من عتمتها. وواقع الأمر أنه لم يعثر إلا على الجواب المتاح، فقد نظر إلى المجموع الإنساني بصيغة «المفرد»، وأدرك أن المفرد الإنساني لهو أمر مستحيل. وهذا ما حمله على أن يستنجد في الإجابة الأخيرة بالتنويري الفرنسي ديدرو: «ليس هناك سوى فضيلة واحدة هي العدل، وسوى واجب واحد هو إسعاد النفس، واستنتاج مفرد ألا نشتط في الحياة ولا نخشى الموت. ص 239». بعد صفحات طويلة، أجرى الروائي فيها سيلاً من الحكايات، جاء الأمر الوحيد الذي لا يقبل بالتعدد: الموت . كتب الروائي عمله بهذا المعنى، من وجهة نظر الموت المنتظر، الذي يضيء مسرات الحياة المتوالدة ويلقي عليها نظرة أخيرة.
تصدر جمالية «حيوات متجاورة» ، وهي نص روائي بامتياز، عن «سردية المعنى» ، التي تحتفل بجماليات الحياة متوسلة تقنيات فنية متعددة ، نافذة إلى الجوهر الإنساني موحّدة بين القارئ والكاتب وأنماط البشر المتنوعة، بعيداً عن المراتب وإعلاء إنسان فوق آخر. ولعل هذا التصوّر، الذي يمحو المسافة بين الذين يحسنون الكتابة وهؤلاء الذين لا يحسنونها ، هو الذي أفضى إلى قول متسامح شفاف وبسيط، لا يبشّر ولا يلتفت إلى الموعظة، التي لا تأتلف مع التصوّر الروائي للعالم.
الحياة هي الجمال المتاح للبشر، الذي يعي الإنسان دلالته متأخراً، والرواية وجه من وجوه الحياة، تبدأ بقضايا كبيرة وتأوي أخيراً إلى القلب الإنساني.
عن جريدة السفير

إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html