كرم صابر كاتب مصري، بدأ العمل بالمحاماة عام 1989، نشر العديد من الأعمال السردية ما بين رواية وقصص قصيرة منها “المتهم، وأين الله، ورائحة الأنوثة، وعشق الحياة، وفؤاد المدينة، وطائر النسيان، ومريم العذراء، وكلاب السكك” واتجه لكتابة الشعر مؤخرا، وقد سببت له مجموعة “أين الله” خلافا كبيرا مع الأزهر وواجه حكما قضائيا بالسجن، حاورته “كتابات” لمناقشة إبداعه:
“كتابات” متى بدأت رغبة الكتابة لديك؟ وماذا تعنى الكتابة بالنسبة لك؟
كنت ابن ثقافة ريفية بسيطة تعتمد على قيمة العمل، في غضون سنوات بسيطة انتشرت تجارة الأراضي وقيم السماسرة وواكب ذلك انتشار تجارة المخدرات والسلاح، وفى فترة زمنية قصيرة تحولت هذه القرية إلى مكان موحش يصعب على الناس العيش فيه بسلام.
لم أتمكن من فهم هذه التغيرات وأنا طفل رغم محاولات بعض المدرسين مساعدتي للتعايش معها، وكان هناك أستاذ “سيد محمود” مدرس العربي الذي كان يأخذنا إلى “مسرح السامر” و”سور الأزبكية” المشهور ببيع الروايات والملاحم الشعرية، كان يكتب القصص ويقرئها لنا ويمثلها معنا، حاولت خلال هذه الفترة مقاومة كل صور القبح والشر الوافدة علينا بمحاولاتي المستمرة في تسجيل وقائع ما يجرى وكانت الكتابة هي الأمل الباقي كي استمر في الحياة، فبدونها تتوه منى الخيوط والمؤشرات التي يستكمل بها البشر حياتهم.
“كتابات” كتبت القصة والرواية والشعر، لماذا التنوع في الإبداع.. وأي نوع من الكتابة تفضل؟
لا أدرى ولكنني اعتبر كتاباتي تدريب على فهم مشاعري ومعالجة التناقضات التي أحيا في ظلها، فعندما أضع الأحداث والعواطف على الورق أشعر بوجودي كإنسان.
أنا لا أختار شكلاً للكتابة، فالسرد عمومًا يحتاج لتقنيات مختلفة كي يتمكن الخيال بصبر ودأب من هضم وخلق عالم بديل موازى لقوانين الشر التي تتحكم بحياتنا، بينما القصيدة تفجر مشاعرك وتجبرك على كتابتها ونقلها على الورق بصرف النظر عن موقعك في تلك اللحظة بمحطات الحياة، تجبرك على التوقف أثناء سيرك بالشارع أو إيقاظك من النوم لتنزل على أقرب مقهى لتنقلها من أعماقك كي تهدأ روحك.
“كتابات” تحمل كتابتك موقف سياسي معارض حدثنا عن ذلك؟
لا أفهم كلمة موقف سياسي ولكنى اعتقد بأنني منحاز لهؤلاء الناس الذين عشت بينهم ودعموني بالقيم الجمالية التي أعتبرها مرجعي للحكم على الأمور, منحاز لحقهم في البهجة والمتعة والأمل والسعادة, واعتقد أن هذه القيم المسروقة منهم ليست بفعل الطبيعة، بل بفعل فاعل يدير العالم بأجمعه وينظم الكون كي يعيد إنتاج الاستغلال والقهر والشر.
وربما لأنني انخرطت لفترة وسط الحركة الطلابية والعمالية والفلاحية فتأسس بداخلي هذا الفهم، ربما يظهر هذا الانحياز في أعمالي, لكنني اعتقد أنني حين أكتب لا أرى العالم من هذا المنظور الضيق، فالعالم للأسف مكان للقبح ويحتاج من الكاتب الكفاح من أجل هزيمة كل هذا الشر وإعادة إنتاج الخير والمساواة والمحبة والسعادة حتى ولو على الورق.
ربما يكون بيت الشاعر العراقي “مظفر النواب” هو أفضل إجابة لهذا السؤال “ألا يحتاج كل هذا الدم إلى معجم طبقي كي يفهمه”.
“كتابات”ما حكاية مجموعة “أين الله” وكيف أودت بك إلى المحكمة؟
“أين الله” مجموعة قصصية مؤلفة من 11 قصة قصيرة تحكى كيفية اتجار السلطة المجتمعية بالدين, تلك السلطة التابعة لمن يحكم وينتج النظام والقيم والأفكار والتي عن طريقها يدير عجلة الاستغلال والقهر, وتكشف القصص رؤية البسطاء أيضاً لمفهوم الدين المؤسس على أن الإله هو رب للقلوب لا تهمه المظاهر، سواء كانت طقوس أو نصوص, هو يرمز للمحبة والسعادة, فكيف يترك كل هذا الظلم والقبح ليتحكم بحياتنا.
تستعرض القصص بعض المفاهيم مثل علاقة المرأة بالرجل سواء في مؤسسة الزواج القائمة على مستندات وأوراق وحجج مزيفة أو خارجها، القائمة على التغاضي عن إنسانية المرأة باعتبارها ضلعاً أعوج, والمواريث وتقسيم التركات على أساس أن للذكر مثل حظ الأنثيين, وعدم المساواة الذي نعيش في ظله بسبب هذه الأفكار الغريبة عن الأديان، ومازالت تتحكم في حياتنا، ولا يمكن أن يكون هذا الظلم نتاج للقدر أو رغبة إلهية لتعذبينا بل هو أفعال وممارسات يقوم بها تجار الأديان والحكومات من أجل التحكم في مصائرنا.
المجموعة في تقديري، وربما أكون خاطئ، تدعو للتدين ولكن التدين الصوفي الذي يمجد المحبة والسعادة والأمل والبراح، وتنتقد الظلام والقسوة والأذى الذي يدعى المتدينين أنهما يعودان إلى نصوص وتشريعات ربانية لا يجوز لأحد مخالفتها، ومن هنا تأتي خطورة المجموعة التي تستغيث بالإله ليأتي وينقذنا من كل هذا العبث الذي خرب حياتنا، وحولنا إلي أدوات وأرقام في معدلات الربح والسوق، والأهم أن قصص المجموعة تتساءل “أين الله” الذي ترك هؤلاء الظالمين يتحكمون بأقدارنا وحياتنا.
وبخصوص كيف ذهبت هذه القصة للمحكمة؟ لا أدرى, ولكن ربما كان من حرك القضية منذ البداية كان يبغى القصاص منى حيث أنني خلال هذه الفترة كنت أعمل مع فريق “مركز الأرض” لدعم الفلاحين في تأسيس منظماتهم النقابية لتدافع عن حقهم في العيش الكريم والزراعة الآمنة، وكنت أؤمن بأن الثورة، أية ثورة، لا يمكن أن تنجح دون أن تنظم الناس صفوفها لتنزع حقوقها من المستغلين والمستبدين.
وخلال شهر مارس 2011 والذي تقدم فيه البلاغ ضد “أين الله” كان فريق مركز الأرض أسس أكثر من عشرين نقابة فلاحية, وكنا نعتمد في هذا البرنامج على المجهود الذاتي للفلاحين والمحامين والصحفيين،والقيادات العمالية الذين تفانوا جميعًا وقاموا بعملهم كمتطوعين لتنفيذ برنامج تنظيم الفلاحين، واعتقد أن من حرك القضية كان يهدف إلي منعي من استكمال تنفيذ هذا البرنامج، ولم يكن هناك أي تهديد بالنسبة لي وسط المجموعات الفلاحية المتدينة أقسى من اتهامي بالكفر وازدراء الأديان.
وبالفعل كان للبلاغ والقضية والمعركة القانونية التي دارت في المحاكم تأثير سلبي على حياتي الشخصية وعلاقاتي المجتمعية، وأدى في النهاية إلي صدور حكم بحبسي خمس سنوات, ولم يتمكن فريق الدفاع، ولا كل الجمعيات والمؤسسات الثقافية الحكومية والأهلية والتي تقدم إليها فريق الدفاع لوقف هذه المهزلة، بداية من وزير الثقافة، واتحاد الكتاب، والمجلس الأعلى للثقافة، وأتيليه القاهرة، ونوادي الأدب والقصة، وعشرات الكتاب والنقاد القريبين من السلطة والمعارضين لها, كلهم كتبوا عن أن هذا القصص هي عمل خيالي ولا يجوز محاكمه الخيال في القرن الواحد والعشرين، وأعلنوا أنهم ضد الحكم الذي خالف بشكل صريح نصوص الدستور.
تحركت كل هذه الجحافل الثقافية في كل الاتجاهات أثناء حكم “مرسى” و “المجلس العسكري” و”عدلي منصور” و”السيسي” لإلغاء هذا الحكم المجحف لأبسط قواعد القانون وبديهيات الإبداع الأدبي, لكنى اعتقد أن من حرك القضية كان أقوى من كل هؤلاء إذا كيف يجرؤ مثقف فضح وسائل السلطة المعتمدة على الدين لقهر البشر واستغلالهم.
ولكنى حين رأيت وجوه جحافل المحامين الذين حضروا ليأكدوا على كفري وازدرائي الأديان ولم يفرقوا بين كوني مسيحي أو مسلم بسبب اسمي وقاموا بإحضار تقارير من الكنيسة، والأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية، ولجنة الفتوى والشريعة، تؤكد جميعها خروجي من الملة، وردتي، وقدموا مذكرات تزيد صفحاتها عن مائتين صفحة امتلأت بحروف سوداء قاسية تتهمني بالكفر والإلحاد ونشر الرذيلة, وحينما أصدر القاضي الحكم الذي زاد عن عشر صفحات يؤسس فيه كيف أن المجموعة القصصية تؤدى لهدم الوحدة الوطنية وتعيب في الذات الإلهية أكتشفت أن القضية ليست السلطة الحاكمة، وفقط بل العقول التي تسيطر على مجتمعنا وتعيق تقدمه، وكانوا طبقاً لرؤيتهم المبنية على نصوص الدين الذي يدعو لاستغلال الناس وظلمهم وقبولهم الفوارق الطبقية والطبيعية بين المرأة والرجل، أن يحتشدوا بقوة ليدينوا كاتب قصة مثلى ويحطموا حياتي ومشروعي الإبداعي وعملي بسبب ملاحقات أمنية لم تنته.
“كتابات”هل تعتبر نفسك كاتب غزير الإنتاج؟
لا أعرف على الرغم من إنتاجي لخمسة عشر مجموعة قصصية، و 13 رواية، وسبعة دواوين، لكنى أعتقد أن الفترة التاريخية والمنطقة الجغرافية التي نعيش فيها تحتاج من الفنان أو الأديب التفرغ التام، لنقل كل هذه المشاعر الإنسانية الفياضة، والتناقضات بين البؤس الذي نعيشه والسلام الذي نحلم به، لعل هذه الكتابة أن تزيح القبح الذي أنتجته هذه السياسات والأفكار الموحشة التي تحكمنا.
وكلها تخلق طريق ينجينا من كل هذا العبث والظلم, أو يعطينا الأمل كي نستكمل حياتنا بإمكانية وسط هذه القبح والسواد, وربما هذا الأمل هو ما يدفعني للاستمرار في الكتابة، ذلك على الرغم أن نتائج هذا الإبداع لا تهم القارئ أو الناقد أو حتى السلطة، فمعظم هؤلاء الآن يهتمون بأنواع أخرى من الإبداع, أنواع تساهم في إعادة إنتاج الفقر والجهل والاستبداد والقبح.
“كتابات”ما رأيك في حال الثقافة في مصر والعالم العربي؟
لا أفهم معنى كلمة ثقافة بشكل عام، لأنها من زاوية القارئ والمتفرج والمستمتع بالحياة هي ضرورة لتوفير قاعات للمسارح والسينما والمكتبات وحفلات الموسيقى ومعارض للوحات الفنية.
وهذه الإمكانية بالنسبة لقطاع عريض من الناس في مجتمعنا لا تتوافر, لأنها تحتاج إلى دخول مرتفعة نسبيًا ونصف السكان في بلادنا تقريباً تحت خط الفقر، أو عاطلين عن العمل، ولا يعرفون القراءة والكتابة ولا يملكون أدوات تمكنهم من الذهاب للسينما أو المسرح أو المعارض الفنية وغيرها من الوسائل التي تقدم وتعرض الفنون والأدب.
أما بالنسبة للأجيال الجديدة فإن الزيف الإعلامي المتنوع والغزير جعل أغلبهم غير مهموم بهذه النوعية من التغذية الروحية, وهناك وسائل جديدة يفرغون بها طاقتهم حسب ما ترغب وتحدد الآلة الإعلامية التي تنتج أفكارهم وتدير عقولهم، ولكن بالنسبة للأديب أو الفنان للأسف فإن ظروف النشر والنقد والجوائز لا تتوافر إلا لنوعية معينة من الكتاب الذين يقدمون تنازلات مباشرة أو غير مباشرة للسلطة التي تتحكم في مصير البشر وحياتهم.
ربما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة منفذا لبعض الفنانين والكتاب، ولكن في مجتمع لا يعرف أكثر من نصفه القراءة والكتابة ولا يهتم معظم المتعلمين إلا بصفحات الشيوخ، و”البورنو”، والعطور والأطعمة والملابس، فإن حال الفنانين والأدباء الذين يقبلون الفقر والتجاهل ثمنًا لإبداعاتهم يدعو للرثاء.
بينما بالنسبة للسلطة فإن الثقافة هي طريقهم للتحكم في عقول الناس وهى بالفعل تستخدم أقصى طاقتها للسيطرة على وسائل الإعلام المتنوعة والمنابر الثقافية الحكومية والخاصة، كي تظل مكبلة ومطيعة ومروجة لأفكارها المهيمنة على كل صنوف الحياة، وربما لو استمر هذا الوضع أن تحدد طريقتهم في الموت.
“كتابات”بصفتك أحد رموز العمل الأهلي في الوقت الحالي، ما رأيك فيما يحدث من تضييق على العمل الأهلي في مصر؟
العمل الأهلي مثله مثل أي عمل عام يتأثر بالمناخ العام للحريات في البلد, ولا شك أن هذه الفترة العصيبة التي نحياها في مصر من أسوأ فترات تاريخها الحديث.
فالقيود التي تضعها سلطات الدولة, والقوانين التي تصدرها لتكبيل عمل الأحزاب ضخمة، وتؤدى لعجزهم عن العمل والحركة وسط الناس، لدرجة أن أي حزب لا يستطيع تنظيم مظاهرة وإلا تم القبض على أعضاءه، وهناك مئات الأعضاء من الأحزاب بالفعل في السجون.
وكذلك النقابات المهنية والعمالية لا يمكن أن تخالف أوامر السلطة والتي تعرض أعضاءها لعقوبات قد تصل للسجن، وهناك المئات من قيادات النقابات الفلاحية والعمالية ونقابات الصيادين موجودين بالسجون, وليس أدل على ذلك قيام الدولة بحبس نقيب الصحفيين وعدد من أعضاء مجلس النقابة السابقة لتجرئهم على فتح مبنى النقابة أمام الصحفيين المطالبين بوقف بيع السلطة أراضى المصريين للأجانب.
هذا النظام الذي يكمم الأفواه ويخنق المجال العام لحركة الجماهير ويرفض أية طريقة للسماح لهم للتعبير عن آرائهم أو ممارسة حقهم في التجمع والتنظيم، لا يسمح في وسائل الإعلام إلا بعرض رؤيته, وقانونه واضح الآن لا صوت معارض حتى ولو كان هذا الصوت لأحد أنصاره, وهناك أمثلة كثيرة تعرض لها كتاب وصحفيين أدت إلى حبسهم ومحاكمتهم على الرغم من إعلان ولائهم الدائم للسلطة.
لكن طبيعة هذه السلطة تكشف عن عدم وجود أي رادع لديها يمنعها من استخدام القمع وبأقصى درجة خاصة في ظل ضعف التنظيمات النقابية والأحزاب والبرلمان والقضاء وتبعية هذه المؤسسات لسلطة الحكم.
فرسالتهم واضحة لا يوجد أمام مؤسسات المجتمع المدني إلا إتباع أوامر الدولة, والدولة في مفهومهم هم رجال الأعمال وقادة الجيش والشرطة والقضاء والمختارون في بعض الهيئات الأخرى، مثل الإعلام والخارجية أو البنوك وغيرها من هيئات الدولة، والذين يتقاضون شهريًا راتبًا يزيد عن مليون جنيهًا ويمكن أن يصل مرتبهم لأكثر من عشرة ملايين جنيه ويسمونهم تهذباً بالمستشارين.
“كتابات”هل استطاع الكتاب التعبير عن ثورة يناير؟ وهل كان لتلك الثورة تأثير على الأدب في مصر؟
لا شك أن خروج الناس للشوارع وتمكنهم من إسقاط نظام مبارك عبر المظاهرات وحرق رموز القهر مثل أقسام الشرطة وتحطيم جدران السجون ومبنى مباحث أمن الدولة, والخبرات التي اكتسبوها واكتشفوها بأنفسهم من التعامل مع الحكم العسكري وحكم الإخوان أدت إلي إنتاج وعى جديد مختلف, وبصرف النظر عن محاولات السلطة منذ سقوط مبارك في تنفيذ خطة التراجع التدريجي لإرجاع الناس من الميادين إلي منازلهم لكي تدور عجلة النهب من جديد, ومحاولتهم الناجحة في ترويض معظم النخب وهزيمتها, هذا بالإضافة إلى الأحداث الكثيرة التي وقعت منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن, كل ذلك أدى إلى خلله النظام والسلطة.
بالطبع فإن الكتاب المصريين عاشوا هذه الأحداث، وبالطبع أثرت الثورة على معظم الأعمال الأدبية والفنية ولا يمكن أن ننسى آلاف الجداريات التي امتلأت بها ميادين وشوارع مصر تعبيراً عن غضب الناس وأحلامهم، لكن هضم هذه التغيرات واكتشاف التناقضات وتعرية الجناة والمجرمين ليتمكن الناس من اكتشاف الحقيقة والاختيار الصحيح المؤدى لتحقيق أحلامهم ربما يحتاج إلى فترة أطول أو إلى مناخ وظروف مختلفة, وربما هناك حكمة في العقل الجمعي المصري مازالنا نحاول فهمها كما أبهرونا لحظة خروجهم بالملايين إلى الشوارع وأسقطوا سلطة لم يتوقع أحد في مصر والعالم انهيارها بهذه القوة والسرعة وبأقل خسائر ممكنة في الأرواح.
kitabat.com حاورته: سماح عادل
إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما