Saturday, June 14, 2014

عبد القادر الجنابي - معارك من أجل الرغبة الاباحيه



منشورات الجمل, كولونيا  1990  |  سحب وتعديل جمال حتمل | 152 صفحة | PDF | 3.48 MB

http://www.4shared.com/office/plwMfvKice/___-_____.html
or
http://www.mediafire.com/view/wh55o53d99hcj7c/عبد_القادر_الجنابي_-_معارك_من_أجل_الرغبة_الاباحيه.pdf

الجنابي: من يكون؟
 شاعر وفنان وناقد مثقف عراقي، ولد ببغداد في الاول من تموز/ يوليو 1944. لم يستفد من " المدرسة " شيئا اذ كانت شقاوته وعبقريته اكبر منها فصار يدخل عالم الشعر مترجما عن الانكليزية من الشعر الزنجي.. اختنق في العراق على مدى سنتين من حكم البعثيين، فهرب الى لندن في العام 1970، واندمج بالحركة التروتسكية معبّرا مخلصا عن " الثورة العربية " لسان حال الاممية الرابعة، ثم اكتشف أنه لم يبق من ديناميكية في هذه الأممية سوى نقاوة تروتسكي الثورية، فتمّرد عليها وانخرط في عالم السوريالية كي يتحرر كليا من اي تبعية وخصوصا بعد هجرته لندن نحو باريس التي استقر فيها بعد ان قّضى في لندن سنتين وستة اشهر. نشر " الرغبة الاباحية " في العام 1973 بعد وصوله باريس، وأجده هنا قد تأثّر وتشّبع بما يسمى بـ الثقافة الضدّ Counter Culture التي راجت في الستينيات وأوائل السبعينات من القرن العشرين. نعم، لقد خرج من التروتسكية الى حركة المجالسية المضادة لكل لينينية وحزبوية، ومن هنا كان اسم اول مجلة اطلقها في العام 1973 هو "الرغبة الإباحية". والإباحية ترجمة وجدها الجنابي مناسبة بالرغم من الالتباس الشائع عنها للكلمة الفرنسية التي تطلق على تيار الماركسية الفوضوية Libertaire.
تمّكن الجنابي من الثقافتين الانكليزية والفرنسية، واصدر عدة كراريس شعرية ومجلات بالانكليزية والفرنسية والعربية منها: "في هواء اللغة الطلق" (197، "ثمة موتى يجب قتلهم" (1982)، "مصرع الوضوح" (1984). واصدر في العام 1982 مجلة "النقطة" التي استمرت عامين وظهر منها اربعة أعداد فقط، ثم اعقبها بمجلة "فراديس" التي اشتهرت كثيرا لدى المثقفين العرب المتحررين من كل القيود والتي كانت أول من فتحت ملف جيل الستينات العراقي، ومن هنا اصدر في العام 1992 أضخم انطولوجيا موثقة لشعرية هذا الجيل ومعاركه الضارية، تحت عنوان "انفرادات الشعر العراقي الجديد" (528 صفحة، منشورات الجمل). بعد ذاك اصدر الجنابي كتابا بعنوان: "مرح الغربة الشرقية" في العام 1988، وترجمتين لشعر جويس منصور وباول تسيلان و ثم اصدر "رسالة مفتوحة إلى أدونيس: في الصوقية والسوريالية ومدارس أدبية أخرى.. (دار الجديد 1994)، وكتابيه "حياة ما بعد الياء" (فراديس 1995)، و"تربية عبد القادر الجنابي" (دار الجديد 1995)، وأخيرا، اصدر كتابه "الافعى بلا رأس ولا ذيل: انطولوجيا قصيدة النثر الفرنسية" عن دار النهار في العام 2001. ناهيك عن عدة انطولوجيات للشعر العربي بالفرنسية. ولقد وّضحت اعمال الجنابي الابداعية والنقدية قدرته العالية في التفوق الذي نجح في التوّصل اليه من خلال غنى تجربته الثقافية وعمق وعيه بالحداثة الغربية.

من هو الرجل؟
 لم اكن اعرفه معرفة شخصية، ولكنني كنت اتابع انشطته وابداعاته التي عادة ما يجسدها باشعار تعد ومضات في قلب دنيا مظلمة.. مذ كنت اعيش في كل من بريطانيا والمانيا الغربية قبل عشرين عاما. كنت اقرأ للجنابي فراديسه واشعاره واستمتع بمجادلاته الاباحية ونقداته الشرسة لبعض من عدّوا انفسهم سدنة مهترئين للثقافة العربية المعاصرة.. ثم حكمت الصدف وما احلى الصدف، ان تتوثق عرى صداقتنا كأثنين من المثقفين العراقيين الذين يشتركون في نهر عجائبي من الهموم.. وكان أن أهدى لي منذ زمن ليس بالقصير بعض أعماله الادبية والنقدية والابداعية، وقسم منها نادر جدا، خصوصا وأنني أعمل على توثيق مضامين كتابي "انتلجينسيا العراق: النخب المثقفة في القرن العشرين"، فصرت أمام عالم مترع بالجمال، عالم من مخلوقات عبد القادر الغريبة.. كنت انتزع من زمني قليلا لأهرع اليه وابتهج قليلا وافكر طويلا بما يريد ان يقوله، وكأنه يرتّل الكلمات ترتيلا، ثم اعود لأجده وكأنه يصوغ فلسفة صعبة تتخاصم فيها الاشياء ! انها مخلوقات جميلة لم اكن قد اطلّعت على بعضها، فضلا عن انشطة غرائبية أخرى كان قد كرّسها في اصداره مجلتين جريئتين بباريس قبل قرابة عشرين سنة ! وصف لي اعترافاته: " شئ من حياة مستمرة بشكل آخر ". ووصفني في مكان آخر كوني: " فاتح آفاق الذاكرة العراقية " ولا اعتقد اني كذلك!
لقد شدّتني شجاعة هذا المثقف العراقي الذي عاش بوهيميا في متاهة ثلاث عواصم كبرى في هذه الدنيا: بغداد ولندن وباريس، وخصص من الستين سنة التي يمتلكها ثلثا للعراق وقرابة ثلاث سنوات في لندن وما تبّقى جعله لباريس.. وفي كل واحدة منها، سجّل له تاريخ معّين يعّج بمختلف العجائب والغرائب والبدائل والصور ما بين شقاوة شاب بغدادي ينهل من ثقافة عراقية يجدها اينما يلتفت ولا يعرف الا التمرد على الواقع الكئيب.. وما بين جنونية شاب ماركسي فوضوي مغترب يهوى حياة الهيبيز في اعماق لندن ويقتات على مسروقاته من الكتب، ويبيح لنفسه ان يفعل ما يشاء من اجل لقمة العيش ! وما بين مخلوقات شجاعة لمثقف عربي في باريس يلتزم بما يعتقده هو ولا يلتزم البتة بما يريده الاخرون!

مثقف في زحمة الصراع والتناقضات
 ان ما يثير التفكير في هذا الصديق الجنابي ثقافته الادبية وخزينه اللغوي ومهارته في الترجمة منذ صغره وجرأته مقتحما كل الابواب الموصدة ومغامراته من اجل ان يعيش وتورّطه بألعابه وسط هذه الكوميديا الدنيوية المضحكة. وبرغم ذلك، فهو لم يستسلم للسلطة في العراق ابدا. لقد بقي نقّيا يستفز الاخرين الى حد الابكاء، ثم يحيلهم الى طور الاضحاك بتعليقات قلما يجيد صنعها الاخرون، له سخريته من اناس يجدهم لا يستحقون الاهتمام بحكم سخريته من الواقع ومضامينه الموشاة بالدجل والاوحال والازبال هنا وهناك ! لم يكن يطيق سلطة فاشية زرعت نفسها في العراق لمرتين في عامي 1963 و1968، فهو انسان لا يحتمل أبدا الدق في كل اللحظات على مفاخر هذا ومديح ذاك.. وجد انه قد اكتشف الحياة على حقيقتها في اعماق امرأة، وهتك الاستار منذ طفولته اللعينة، فهو لا يقدر ان تحّركه هذي او يستغله ذاك..
لقد وجد نفسه ليس بيدقا كبقية البيادق التافهة التي استخدمتها السلطة الفاشية في كل مكان.. لقد هرب ليس من واقع سياسي حسب، بل من واقع اجتماعي كان سببا في خلق ذلك الواقع السياسي بكل رموزه الكريهة التي تمّثل الجهالة والبلادة والاهتراء والعفونة. انني اعتقد بأن ما أرعبه حقا ان يرى عددا من اليهود العراقيين وقد تدلوا باجسادهم بعد تعليقهم من اعناقهم من قبل البعثيين على المشانق من دون اكياس تغطي وجوههم في ساحة (التحرير) اكبر ساحات بغداد في العام 1968- 1969، لقد اعدموا لمجرد كونهم من اليهود العراقيين.. وكل عراقي اصيل يرى في اقوام العراق القديمة وبضمنهم يهود العراق القدماء مصادر اثنوغرافية لولادة مشروع حضاري متنوع جديد، فكيف بنا ازاء مشروع قهر بعثي شوفيني وفد العراق ليحكمه منذ اربعين سنة بعدما صدّرته الينا مجموعة العفالقة المتوحشة من قلب احدى مقاهي دمشق!؟
 انني اعتقد بأن من يمتلك روحا عراقية لم تلوثّها الشوفينية، ولم تغدر بها العصبيات المذهبية والطائفية والدينية، او لم يكوها الاضطهاد الاجتماعي اللئيم، فهي نقّية تلتقي مع كل العراقيين اينما كانوا منتشرين في دياسبورا العالم وشتات الآفاق.. فلا غرابة ان يعقد الجنابي صداقات له مع شعراء وأدباء يهود عراقيين يسكنون في اسرائيل، فتقوم الدنيا ولا تقعد ضدّه من دون ان يستحي العرب من جماعاتهم السياسية ونخبهم المثقفة في الطوق حيث يقيمون علاقاتهم السياسية وروابطهم الثقافية وتجاراتهم ومصالحهم مع دولة اسرائيل.. انه كأي عراقي اصيل يرى في العراقيين كلهم وطنا حقيقيا له، فالعراقيون متنوعون على أشد انواع التنوع، وكل عراقي هو العراق نفسه فلا يمكن لواحد منه او عشيرة او طائفة او ملة او مذهب او اقلية او قومية ان تحتكر المواطنة العراقية لنفسها ابدا، ذلك ان ما يجمع العراقيين هو ترابهم القديم جدا، ومياه الفراتين كشريانين ازليين وروح لا يمتلكها الاخرون الذين لا يعرفون انفسهم الا نوعا واحدا!
ان الجنابي واحد من الذين آمنوا بالماركسية وتعلقوا بها وتنقلوا من التروتسكية الى المجالسية المضادة لكل حزبوية وسبقوا في ذلك غيرهم من الماركسيين العرب، كّون ثقافة عبد القادر قد ارتوت في حضن بيئة غارقة بالادب والشعر، كان يبحث له عما يسّد به رمقه في شوارع رئيسية ومقاه مكتظة بالافندية البغداديين.. انه احد مثقفين خوارج عراقيين يعشقون الفن والشعر والقراءة والانجذاب نحو المقاهي (والبارات)، ويهوون المجون والعربدة والغناء والخمر، أذكر منهم: معروف الرصافي ويونس بحري واحمد الصافي النجفي وذنون ايوب وناظم الغزالي وحسين مردان وعبدالأمير الحصيري ومظفر النواب وجان دمو ومؤيد الراوي وعبدالرحمن طهمازي وغانم الدباغ وسركون بولص وامير الدراجي وعبد المحسن عقراوي وجبر علوان وغيرهم كثير ان من بين هؤلاء وغيرهم: سمات من جنون وفنون وعبقرية شيطانية وبوهيمية طبيعية لعشق ارض عراقية عتيقة، هي: سومرية هي اكدّية هي بابلية هي اشورية هي آرامية هي عربية وكردية.. وهلم جرا.
لقد كان مثقفا يبتهج ببوهيميته العراقية وهو شاب في مقتبل العمر يضمنها تفصيلاته الكثيرة التي ربما يدور أغلبها حول التاريخ الشخصي في حياته ويغترف نماذجها من خصوصياته. كان بطلا يتمتع باستقلالية التفكير عن محيطه المنهك، ويقرأ كتبا متمردة المضمون وذات شحن حداثوية تساهم في شحذ التأمل المطلوب لمعرفة الواقع المعاش ناهيك انه عاصر صعود ثقافة الضد في بيئاتها لندن وباريس وخالط بعض تجمعاتها كالحركة السوريالية وأممية مبدعي الأوضاع التي لعبت دورا هائلا في احداث ايار الطلابية عام 1968.. وهذا لا يتأتى لدى اي مثقف عربي يعيش في بيئة عربية أخرى متنافرة على أشد ما يكون التنافر والتنابز عن العراقيين وبيئتهم. ولن يستطيع أي متحرر عربي أن يمتلك التفاوض مع واقعه وعناصر ذلك الواقع مهما كانت قدرته في المناورة غير العادية ! لقد قال لي أحد اصدقائي وهو مفّكر عربي معروف بنزعته القومية قبل ايام وهو يحادثني هاتفيا: لقد تجاوز عمري السبعين يا سّيار، وقد زرت العراق مرارا واقمت فيه احيانا وقرأت تاريخه كما تعرف وعرفت الكثير عن مجتمعه.. لكنني لم اعرف العراق على حقيقته الا هذه الايام عندما انكشفت عن العراق أغطيته السميكة، وانطلق العراقيون يعّبرون عن حقائقهم التي اخفوها ردحا طويلا من السنين، فسألته: هل صدق كلامي الذي خالفتني به عندما قلت بخصوصية العراق وصعوبة فهم الوان العراقيين قبل سنين؟ قال: صدقت!
من صلب التروتسكية الى جذب الليبرالية
 يتمتع الجنابي بشخصية لها جاذبيتها تتقاطع همومها الانسانية ومعاناتها العراقية مع واقع صعب جدا التلاؤم معه، فيفّضل الهروب كبقية أقرانه من المثقفين المتمردين العراقيين سواء كانوا من الليبراليين ام كانوا من الماركسيين.. لم يكن ساذجا في الكشف عن مستوراته التي يحرص عليها الاخرون بكل بلادة.. انه يهرب الى واقع جديد ربما تكون قسوته أرخى عليه لأنه سيتنسم هواء الحرية ويتذوق طعم الانطلاق بتحريض من عشقه لهما. ولكن هل تنتهي معاناته؟ الجواب: لا، لأن المعاناة الجديدة لا تعني شيئا لشعوره بالضياع وهو ما يحملها على العودة دوما الى مكوناته الاولى التي يريد بترها بترا.. انه متمرد وضائع وتحّول من صعلكة بغدادية شقّية ليجد نفسه في آن بوهيميا وتروتسكيا في شوارع لندن يلاحقه طيف نادجا (بطلة أندريه برتون).. انه متشرد في مجتمع غريب حيث لا يعرفه أحد في لندن التي لم يكتف بشوارعها الخلفية التي تنطلق حياتها في الليل من علب الليل، وانما لا يجد فيها صمتا يقطعه بكاء او عويل او صوت سكير في بغداد وازقتها المظلمة العتيقة!
المتمرد.. المتشظي والمتحّور
كان الجنابي نموذجا حقيقيا للمثقف العراقي المتمرد والثوري على كل مكوناته الاولى التي اعتبرها غثّة وبليدة، لكنه يحتفظ في اعماقه بذكرى عائلته.. بذكرى أمه وابيه واخيه.. ولعل الجنابي كان ابرز مثقف عراقي يفصح باعترافات مكشوفة عن خصوصياته وعلاقاته الجنسية التي يعتبرها: مضامين اخلاقية لانسان عراقي متحضر يعيش ويفّكر كما هو حال المثقفين التقدميين في العالم بعيدا عن الزخرفة والبهرجة والطلاءات التي تخفي تحتها مناظر بشعة.. انه لا يريد ان يتوقف عند زمن معين، بل يمتد نحو أعماق الازمنة العراقية الاولى، وكأنه وصل الى حافات التاريخ الاولى عندما خلق الانسان اول تكوين حضاري له عند شواطىء ميزوبوتيميا الجميلة، اي: ضفاف وادي الرافدين المكسو باخضرار الطبيعة، وجماليات الليل والنهار.
انه يصطحب معه عاطفة قوية لا ينطفئ أوارها، فالعراقيون اينما ذهبوا وحيثما حّلوا يصطدمون بجفاف عاطفي شنيع - كما يصفونه - لدى الاخرين ! جفاف لم يعرفونه هم قط، لأنهم الشعب الوحيد في هذا الكون وهو يمتلك من العاطفة بحورا.. يغني فيبكي، يعشق فيبكي، يثور فيبكي، يقرأ القرآن فيبكي.. يجتمع في الشوارع ليبكي بكاء الصعب.. انه يغسل بدموعه كل ما يعلق بأعماقه من أدران.. انه يدّق على رأسه بحركاته او يثور مجنونا ولكنه سرعان ما يبرد ويندم على ما فعله.. وكلها تأتي عفوية في غالب الاحيان.. ويحدّد من خلال عواطفه الثائرة كل مظاهر الحياة المختلفة في مكان مركزي يقع في قلب هذا العالم.. انه بقدر ما يفخر كونه ينتمي اليه، فهو يهرب منه لأنه مكان ابتلي بالشقاء والاكدار منذ عصور ودهور!
هذا المثقف المتمرد لا يريد أن يسدل الستار على حياة مليئة بالوحشة والالم.. انه مقتنع تمام القناعة بأن كلماته تموت وتفنى عندما يجعلها تحيا جافة من أجل لا شئ في هذا الوجود. انه نموذج لعراقي حقيقي مقتنع حتى الثمالة بأن الالتزام بهذا الواقع وتحديثه أجدى نفعا من اي التزام لاصلاحه او ترقيعه.. انه لا يعترف بأن المفاخرة بالشرف الرفيع مثلا لا تمر الا من خلال الاعضاء الجنسية التناسلية، فهذه مجرد آليات جميلة لاستمرار الحياة بكل ما فيها من مباهج ترضي العواطف والشهوات، لا ان يجعلها الانسان محور شرفه وما يتفجر عنها من موبقات ولعنات تلحق بها المصائب والثارات وتجري من خلالها الدماء!
انه يرى بأن التزامه عراقيا وبكل ما ورثه على ارضه أجدى نفعا له ولأمثاله من مجرد أداء طقوس ليس لها اية معاني. انه يرى الخطيئة في ان يترك هذا الشعب الذي يقطن وادي الرافدين كل أرثه وملاحمه واساطيره وقوانينه واشعاره ومخلوقاته الرائعة التي امتدت عنها كل الاديان والفلسفات والادبيات والافكار والمشروعات في العالم شرقا وغربا.. ليردد بضعة نصوص لا يفقه معانيها ولا علاقة لها بأي واقع.. انه يسلّط الضوء بابداعه وكلماته واشعاره على وطنه الذبيح وكأنه يرى فيه أمرأة تتمتع بقوى خارقة تعينها على قراءة المستقبل، ولكنها أمرأة مقّيدة من مئات السنين بقيود ثقيلة من حديد تشقى بها ! انه يرى ان من الاهمية بمكان كشف ملابسات وقائع واحداث مهمة تورط فيها العراقيون منذ القدم، وما زالوا يتعّلقون بأهدابها، فتضيع عليهم فرص الحياة والجمال.
كلمة في شعره
 ونتساءل: هل ثمة متغيرات في ذهنية مثل هذا المثقف الجرئ المبدع ابان صعلكته او عند استقراره؟ وقبل أن أجده وقد هجع قليلا عما كان يفعله كما يخبرنا هو نفسه باعترافاته عن تاريخه المتقّلب وخصوصا في (تربيته) التي ضمنها كتابه المثير وهو اشبه باعترافات مكشوفة عن ادق الخصوصيات.. انني اراه مجتهدا وبالغ الحس في كل قصيدة من قصائده التي يوهم الاخرين بما فيها.. وسواء كتب الجنابي قصائده ام ترجمها، فانه يرسم اجزاء من صورة غير متكاملة وعن واقع ملئ بالتناقضات المريبة، وهو من ادق الناس باستخدام اللغة لغته مرهفة كأنها مجرد ومضات سريعة في ليل بهيم، وقلما نجد من يمهر في ذلك عربيا. انه شاعر فنان ويحس بالاشياء ووقع الاصوات والاجراس ونداءات الطبيعة الخفية. انه يعقد مع الطبيعة اكثر من صفقة ليرتوي منها طويلا.
انه ليس كالآخرين، لأنه لا يعرف الزيف أبدا.. ما يؤمن به يصّرح عنه، وما يكمن في قلبه يطلقه بقوة على لسانه ويعرضه مكشوفا على الناس بلا رتوش ابدا، وكأنني امام تشيكوف في صراحته وجان جينييه في مكاشفاته.. لذا، فانني لا أفكر في لغته ولا في خداع كلماته كالذي افعله وأنا اقرأ الاخرين.. انه ليس مثل صاحبنا نزار قباني يصّور للاخرين نفسه بلغة خادعة كلها مفاتن نفسه التي يجعل منها ينبوعا للاخرين وشجرة كروم تتلبس بالعناقيد.. والحقيقة غير ذلك، فقد كان نزار بخيلا جدا ولا يمكن تخّيل بخله ! ان الجنابي لا يعرف المراوغة ولا دواعي الكذب. وعلى الرغم من قلّة النقاد الذين تعمّقوا في مكنون بحره، الا انهم لم يكتشفوا من يكون!
خصوماته ومشكلاته
 ان خصوماته مع بعض الشعراء العرب تقع في هذا الباب، اذ ليس بمقدورهم تحمّل طروحاته القوية، وهو يكشف عن خفايا تزويراتهم وخداعهم ليس الاخرين، بل خداع حتى انفسهم. وفي هذا الصدد، يبدو الاكثر اثارة الى حد الان ضد كل من ادونيس ومحمود درويش وغيرهما. وليس غريبا أن ينشر الجنابي في العدد الثاني من "الرغبة الإباحية" (1974) ترجمة لمقالة الشاعر السوريالي بنجاما بيريه "مثلبة الشعراء" التي جاء فيها: "الشعر، بالنسبة إليهم، لا يعدو أن يكون ترف الغني ارستقراطيا أو صيرفيا، وإذا أراد أن يكون (مفيدا) للجماهير، عليه أن يخضع إلى قدر الفنون (المطبقة) فنون (الزخرفة) الفنون (المنزلية)..إلخ. بيد أنهم يشعرون بالغريزة، إن الشعر هو نقطة ارتكاز التي كان ينشدها أرخميدس، ويخشون أن العالم إذا رفع سوف يسقط على رؤوسهم. وهذا يفسر طموحهم إلى تحقيره، إلى تجريده من كل فاعلية، من كل قيمة عظيمة، لإعطائه دورا مؤاسيا، نفاقا هو دور الراهبة. على أنه لاينبغي للشاعر أن يغذي عند الآخرين رجاء وهميا؛ إنسانيا كان أو سماويا، ولا أن يعجز الأذهان بحقنها بثقة غير محدودة في أب أو قائد يصبح كلُ نقد يوجه إليه تدنيسا، بل بالعكس، عليه أن يتكلم الكلام المدنّس دوما والسباب المستمر".
كما ان الجنابي يكره الشعراء الدجالين والمشعوذين والمطبلين والمزمرين الذين يقتاتون على المكرمات.. اذ انه آخر من يتاجر بكلماته ومواقفه. قال لي يوما: ان ناشري كتبه ودواوينه يأكلونه اكلا ! قد يفرض بفرض المنطق، ولكنه لا يقتنع بزيف المواقف.. وهذا ما اسماه بخطاب الغياب عن الواقع في معرض انتقاده الشرس تلك العلاقة المتوترة بين شعراء العربية بتصويرهم الواقع تصويرا مزيفا وبليدا يضحكون فيه على الناس. انه يبدو من مظهرهم الخارجي وافتتانهم بالحد الادنى من الشهرة والمواصفات العقيمة.. وبخاصة في استخدامهم اللغة استخداما غير طبيعي، اذ يبحثون على الاشكال الجميلة فيها من دون ان ينتجوا معنى له روعته ! وتراهم جميعا وقلوبهم شتى، فهذا يكّرس طائفته من وراء ستار، وذاك يكّرس قضيته ولا يضيره ان احترق العالم، والاخرون يكرسون شوفينية قذرة من وراء حجب، وبعضهم ينحرون العالم من اجل " نص " لا يفكرون فيه، وبعضهم تجده يتعبد في جحور قبيلته بما فيها من رؤوس وبطون وافخاذ واطراف.. الخ من نماذج تحركها الامراض وبقايا التاريخ وترسباته الماضوية العتيقة!
واخيرا: نماذج من شعره وتفكيره !
انني ارى الجنابي شاعرا وناقدا على حد سواء.. لما ابداه من كبر اهتمام بالمنطلقات الفكرية لمن يكتب قبل ان يحّضر كالاخرين ادواته ومحابره وفرشاته واقلامه.. ويستحضر عاطفة مستعارة ولغة شكلية تثير الشهوة وخيالا مريضا يزدحم بالطوباويات والاطنابات المميتة. انه سريع البديهة. ربما لا يتدفق بعطائه كثيرا، فهو ينحت كلامه نحتا ولا يطلقه على عنانه ليكون اسهابا واطنابا عاديا كما عودّنا غيره من الشعراء والنقاد العرب. انه مثقف تجاوز العربية وعبر منذ زمن بعيد الى ضفاف ثقافات اخرى، وبدأ يمضي في اعماقها. اتمنى عليه في المستقبل ان يتبنى مشروعا نقديا او ابداعيا كي يتدارس فيه الشعر العربي ابان القرن العشرين ليتشكّل موقفه عن كل مجايليه العرب ويقدمه باكثر من لغة عالمية.. وأحب أن أختم كلمتي هذه ببعض المقتطفات من كراريسه وكتبه:
***
لأن الشاعر العربي أسير تعثرات تاريخ العرب، فإنه بقي "عقلنة" هامشية في حال نشوب أزمة المجتمع. ففيما يتعلق بالثورة الاجتماعية، كان المجتمع يلجأ إلى الأسطورة عندما تشتد حدّة التناقضات الطبقية، في حين أن الشاعر العربي يلجأ إلى الرمز لاعبا دور عدو الجدل.
الشاعر العربي حالة استمنائية. إنه جندي الرضوخ والتواطؤ. الوهم هو واقعه الوحيد والواقع الحقيقي هو ليس سوى حافز للاستمناء. وكما أنه شاعر هجري؛ ارتداد إلى الخلف، فإنه إدانةٌ لمكانته كشاعر ذي دور في التاريخ. الشاعر العربي يتهاون بالتاريخ بقدر ما التاريخ يهينه ويلفظه. (1975)
***
الثورة آلة قديمة نزيّت دواليبها المسننة، كل مساء، قبل أن ننام
لنستبدل الثورة، هذا المهدي المنتظر، بما تتغذى به حركة التاريخ، أصلا: التمرد. وها إننا نتخلص، بقدر الامكان، من المكبوت ومن عودته التي نضيق بها ذرعا. لقد قالها الجاحظ، عن حق، أن "بتغيّر الزمان يتغيّر الفرض وتتبدل الشريعة"! (1979)
***
اللغة العربية أرض معبدة بروح التجديد بقدر ما هي مغطاة بأعقاب الماضي. ويقينا أن لغة كهذه لابد وأن تشعر في خلاياها بقشعريرة الخوف من الانتفاض؛ من نقد تاريخ استخدامها برمته. ففي كل مرجل من مراجل مكوناتها التعبيرية والنحوية يوجد صمام أمان يمنعها من الانفجار.
الكتابة المحرِّرة والمحرَرة من ثنائية صراعية، تجعل من التمرد الذاتي، في ظروف موت الثورة، لعبا حقيقيا غايته اللاغاية أي الانتعاش بموت الأشياءن الرموز؛ وكل غد يعمل على تنميط الحقيقة. الكتابة ليست إعلانا عن افكار بل هي بيان شعري يمرئ موت هذه الأفكار. (1979)
ما أسوأك أيها العيش! ها أنك تتركنا نتسقّط الحياة، ونحن قابعون في ركن خوفنا منها. (1983)
***
الشعراء الحقيقيون هائمون في خرائب مخطوطاتهم، يشمّرون في غرفة مبهمة، عن ساعد التأمل، فيترملون بغبار البعيد. بهيمتهم لها غطيط يجرس في وضح الكتابة، كأنه خلخال حقيقة. أسفل السلم، هراوات التعتيم تنتظرهم بالمرصاد! (1981)
****
في ذكرى ليو شتراوس: مجتمع سياسته الاضطهاد يفسح، بالضرورة، المجال لظهور تقنية كتابية جديدة تعرف بالـ"كتابة ما بين السطور". أي أن الكاتب الذي يريد إيصال أفكاره المشككة بأفكار السلطة الحاكمة اضطهادا، دون أن يجازف برقبته، عليه أن يقون أن عمرو هو زيد. على أنه، ما بين السطور، يذكّر وعلى نحو دائم، الذين يوجه رسالته إليهم بأن عمرو ليس بزيد. وهكذا يسلل الفكرة المقصودة إلى الداخل. وهو يدرك تمام الادراك أن هناك قراء أذكياء يعرفون كيف يتم لهم اغتصاب هذه المتسللة؛ العارية من كل تواطؤ، ليستولدوها معنى مرادا. عندها ينفتح أفق جديد في مخيلتهم المستعدة لكل طارئ رقابوي يتهدد حياتهم، دون أية وشاية بالكاتب. وها أن ما رمى إليه الكاتب قد أنجز بلا ضجيج إعلامي او مواجهة قد تكون وخيمة العواقب وهذا لايعني ثمة تفضيل كتابة مغلقة على مواجهة مفتوحة. وعندها يبرر سكوت معظم الكتاب على ما يجري وما سيجري في واقع الحياة اليومية، بحجة أنهم كتّاب "ما بين السطور". كلا فالكتابة مواجهة مفتوحة مع الواقع في لحظة تخليها عن ادعائها رصد الواقع. إذ ما يخيف السلطة هو الانفلات وما لا يدخل ضمن تسمية. كما ان الكتابة تذكير بالتمرد في لحظة ممارسة الرقابة عليها، مثلما "الفضيحة تبدأ حين تأتي الشرطة لايقافها" كما يقول كارل كراوس. (1979)
***
حتى لا تموت أميا، اعلمْ:
أن "الملحد أقرب الناس إلى الله" (أدورنو)
أن "القصيدة تبقى جيدة حتى نعرف من كتبها" (كارل كراوس)
أن "المتمرد ليس في حاجة إلى أسلاف" (أندريه بروتون) (1981)
***
كل لغة في هذا العالم لها شعراء – مفاتيح تاريخها الذين خرجوا من محليتها مرتقين ذرى الكونية الحقة فصاروا قوتا شعريا للغات الأخرى. اللغة العربية؟ كان لها في قديم الزمان شعراء – مفاتيح صاروا بفضل الأعاريب اليوم أقفالا تبحث عن مفتاح – قارئ واحد يفكّها من صدأ القرون فيطلقها في هواء المعنى الطلق. كم من معري، من باطن دغلها، يصيح: (افتح يا سمسم أريد أن أخرج!)" (198
***
ذات ظهيرة، تضورت جوعا في جادات باريس الرحبة. لم يكن لدي ولا فرنك واحد. لمحت شاعرا فركضت إليه وسألته إن كان في مقدوره اعارتي بضع فرنكات أشتري بها سندويتشة.. ناوشني نسخة من ديوانه الأول وقال: كل. فأكلت! (1982)
***
أنا حلمي!
تركت العربيةُ، مئبر التاريخ، أثرا لا يمحى في ذهن العرب. لقد غلطت كإنسان.
أنى أذهب، أحمل قلما بيدي، فلا تهاجمني الأفكار.
ليس من مجال للإدانة في مجتمع كل أعضائه مدانون!
الخطأ النحوي غالبا ما يكون زفيرا ترتاح له اللغة!
على الشاعر أن يحترق حتى الفجر. كيف لمهمة بسيطة كهذه أن تثبت وجودها!
الشعر صراط غير مستقيم.
الفكرة طمث الدماغ!
الملحدون، في مجهول الشقاء، تتلاعب بهم رياح الإيمان!
القصيدة، بعد سنوات، بعدة دقائق!
مقدار تفاهة الشعراء العرب يكون على مقدار ما في القارئ الذي يتغنون به من اطلاعات تافهة!
الأوضاع العربية الحقيرة هذه، لو أصابتها ذرة تغيير لوقعت أكبر أزمة بطالة في التاريخ! (1979-1989)
***
مرحبا بك أيها العجز المنتشر على صفحة أعماقنا
حاصرا كل الأسئلة في حدقة شاردة الذهن
هكذا كان
وهكذا سيكون
للصحراء أبوابها الموصدة! (1983)
نقلا عن "إيلاف" الالكترونية  -  د. سيّار الجميل
                 

للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

جنان حاسم حلاوي - ياكوكتي



رياض نجيب الريس للنشر, لندن 1991 |   سحب وتعديل محسوبكم أبو عبدو | 260 صفحة | PDF | 2.40 MB

http://www.4shared.com/office/CtsxvPGmba/___-_.html
or
http://www.mediafire.com/view/mifdfo8zxi9nrnx/جنان_حاسم_حلاوي_-_ياكوكتي.pdf

من هناك... من شط العرب... من البصرة تنبثق خيالات هذه الرواية لتكون البصيرة مسرح أحداثها... فانطفاء الأضواء وتوهجها المفاجئ، على ضفتي الشط خلف الستائر أو أمام الأبواب، أو فوق صفحة المياه نفسها، يوحي بحياة خلفية... ترصدها جنان جاسم حلاوي... تحكيها من خلال نص متميز بلغته وبنائه: فاللغة ثرية، دقيقة لاقطة للتلاوين والتفاصيل، والبناء يقوم على مشاهد وفضاءات وتذكرات كأنما تلتقها عين كاميرا متجولة عبر الحقب والأمكنة بلا حدود أو حواجز، وداخل مسار متصاعد من الفرد إلى الجماعة، ومن اليومي إلى الأسطوري فكان هذا البناء الروائي، بناءً مفتوحاً... قائماً على تجاور الفضاءات والمشاهد والأحداث، وإضفاءً للطابع الأسطوري على اليومي المعتاد.
نبذة النيل والفرات

للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com



Saturday, June 7, 2014

صالح عضيمة - تحليل رفعت الأسد



مؤسسة الاثني عشر, بيروت  1992 |  سحب وتعديل محسوبكم أبو عبدو | 696 صفحة | PDF | 12.3 MB


ياشباب, مافي داعي لسبّ الأبّ..... لقيت الكتاب وقلت خليني شوف شو بيطلع من تحليل السفاح!
أبو عبدو


http://www.4shared.com/office/S6MQ_crNce/__-___.html
or
http://www.mediafire.com/view/0mbdc1nh633ccg2/صالح_عضيمة_-_تحليل_رفعت_الأسد.pdf

للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com



ج.ب.بيري - فكرة التقدم



وزارة الثقافة, دمشق 1988 |  سحب وتعديل جمال حتمل | 245 صفحة | PDF | 5.92 MB

https://www.mediafire.com/folder/undefined/
or
http://www.4shared.com/office/GnMes8h8ce/_-__.html

للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com



مفلح العدوان - الرحى



دار أزمنة للنشر, عمان,  1993 | سحب وتعديل جمال حتمل | 84 صفحة | PDF | 2.14 MB

http://www.mediafire.com/view/8a7wwrb16vhuhwk/مفلح_العدوان_-_الرحى.pdf
or
http://www.4shared.com/office/JoUtsUlCba/__-_.html

للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

مركز الشعر الدولي في مرسيليا - طنجة..مرسيليا



مركز الشعر الدولي, مرسيليا  2003 | سحب وتعديل جمال حتمل | 83 صفحة | PDF | 1.25 MB

http://www.4shared.com/office/G0sCx-DDba/_____-_.html
or
http://www.mediafire.com/view/x3zwq0jc35yxhe5/مركز_الشعر_الدولي_في_مرسيليا_-_طنجة..مرسيليا.pdf

للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

Friday, June 6, 2014

عيسى مخلوف - عين السراب



دار النهار للنشر, بيروت  2000 | سحب وتعديل جمال حتمل |  149 صفحة | PDF | 2.95 Mb

http://www.mediafire.com/view/q6yldh9iewoax26/عيسى_اسرب_-_عين_السراب.pdf
or
http://www.4shared.com/office/dBEV84Igce/__-__.html

للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

محمود شاهين - النحات مظهر برشين



وزارة الثقافة, دمشق 2000 |  سحب وتعديل محسوبكم أبو عبدو | 160 صفحة | PDF | 11.1 MB

للأمانة الأدبية, فإن الدهّان محمد شاهين لم يؤلف هذا الكتاب, فقد عمل عليه أصدقاء مظهر وفاءً لذكراه, ومن ثم قدموه ل أبوحميد كي يساعدهم في نشره, فبصم حافره عليه ونشره!
أبو عبدو


http://www.4shared.com/office/zXU2SSKcce/__-___.html
or
http://www.mediafire.com/view/9p32kgsbmpd5o5r/محمود_شاهين_-_النحات_مظهر_برشين.pdf

يعدُّ النحت أحد أهمّ أركان الفنون التشكيلية لما له من تأثير مباشر في عواطف الإنسان وحواسه، ويمتلك النحت ديمومة وخلوداً في ذاكرة الإنسان أكثر من أنواع الفنون الأخرى وذلك لأن المادة التي تجلى فيها هذا الفن كانت خالدة ومقاومة لأنه يتعامل مع مواد موجودة منذ الصيرورة الأولى للحياة والإنسان كالحجر والبرونز والخشب والمرمر والطين وكلّ ما تيسّر من مواد صلبة. ويعدّ النحات والرسام "مظهر برشين" أحد أهمّ من ملكوا ملكة النحت في سورية.
ولد "مظهر برشين" عام /1957/ ميلادية في قرية "أيّو" والتي تبعد حوالي عشرة كيلومترات جنوب مدينة "حماة"، لعائلة تعمل في الزراعة.
التحق "برشين" في عام 1975 بكلية الفنون الجميلة بدمشق وتخرج فيها عام 1982 من قسم النحت.
كان لتردد مظهر على محترف النحات السوري الكبير "سعيد مخلوف" أثر كبير لاحقاً في أسلوبية تعامله مع الخشب وجذوع الشجر والعمل على رموز مرتبطة بالحضارة السورية القديمة لكونه اختار أن يكون أحد أعضاء الحزب السوري القومي الاجتماعي.
يقول الدكتور "محمود شاهين" عنه في كتابه "مظهر برشين- حياته وأعماله": «لقد وجد "مظهر" من خامة الخشب الوسيلة التعبيرية الأقدر على احتواء أفكاره ومضامينه حول جماليات الجسد الأنثوي العاري وقضايا هموم الأمّة، غير أن تعرّفه على فكر "سعادة" حوّل أفكاره وأسئلته وقلقه إلى حوارات وقراءات واستدلالات ستنتج بعد حين سلسلة من الأعمال الفنية المتميزة في التاريخ المعاصر للفن السوري».
تغلب على أعمال التشكيلي "مظهر" النحتية الوجوه الإنسانية والأنثوية بشكل خاص، وهي مفردة تكون أحياناً مرتبطة بوجه لرجل أو بيت أو بوجه حصان؛ بسيطة ومختزلة وخالية من الزخارف والتطاريز والرموز؛ أو حاضنة لها وقد يربط الوجه بالجسد بصيغة غير واقعية تقترب من خواص "السوريالية" والتعبيرية وتقترب أعماله من الخطاب الأدبي "الرومانتيكي" المصوغ نحتياً.
قدّم "مظهر" أيضاً منحوتاته على شكل أقنعة "ماسكات" وهو قناع العصر وكلّ عصر وهو مازال في حالة من التصاعد فهو مع كل تبدل يتبدل في داخلنا.
يقدّم "مظهر برشين" مفهوماً مختلفاً في تبريره لنحت الأقنعة فيقول: «عندما كانت الشعوب القديمة تلبس القناع "الماسك" في أعياد الخصب والحرب، كانت توحّد أي شكل متناقض لأفرادها، ثم تمارس طقوسها متوحدة مع رموزها، فالقناع هو حالة تذوب فيها شخصية الفرد في شخصية الجماعة».
ويقول رداً على سؤال وجهته له مجلة "دنيا العرب" عن خصوصية الملامح الأساسية للماسكات السورية القديمة: «"الماسكات" السورية القديمة كانت قليلة جدّاً، وفيها نقرأ رموزاً للحالة النفسية، فداخل "الماسك" نجد تعددية كبيرة. التمثال اليوناني، عندما نقرأ جانب الوجه منه، غالباً ما نجده محايداً، الآشوري أكثر شدّةً، السومري تستطيع من خلاله قراءة الخوف أو الفرح، الروحانية الشرقية نجدها متجسدّة في الماسك القديم».
قدّم "مظهر" أعمالاً مجسّمة ولكنها قليلة، الأولى تشمل الوجود "البورتريهات"، والثانية تناول فيها كامل الجسد، إضافة إلى رسومه التي اعتمد فيها على قلم الرصاص والحبر السائل وقد عني برسم "الاسكتشات" وبالتحديد موضوع المرأة بحالات ووضعيات مختلفة.
قال فيه شقيقه السيد "أمين برشين" «تمتلئ منحوتاته بالحياة وتتمرّد على التقليد والمسبق الصنع، منطلقه من الماضي السحيق لتعبر الحاضر حاملة إلى المستقبل قيماً مجتمعيةً أصيلةً تنادي جيلاً جديداً، تتخطى المقاييس والأبعاد، ذات تناغم فني بين الفراغ والكتلة، تنم عن دراسة عميقة للحجوم والمناسيب، مرتدية مادة الخشب النبيل قالباً، حيث يشعر المرء عندما ينظر إليها بانعتاق روحي في فناء حرّ مقدّس من الوجود والمعرفة، حاملة هجوم أمّة بأسرها».
لم يقف مظهر عند نحته ورسوماته بل أيضاً كتب الشعر النثري والخواطر، يقول: حينما تهامسني حبيبة/ تسرح قطعاني في الوهاد/ مليكتي/ حب اللؤلؤ يحطم الأصفاد/ غجري سأبقى/ أغني لقرصة البرد عند الفجر/ ونشوة الشمس ساعة دفء/ وأنا لا أسمع إلا صدى لهمسة واحدة/ أنت حبيبتي.
يقول التشكيلي السوري الكبير الراحل "فاتح المدرس" في أعمال "مظهر برشين": «يتجه نحو أفق مشوب بالمأساة تراجيدي يمنح الناظر عاطفة متمردة مبتعدة به نحو تحطيم الشكل».
شَعَرَ "مظهر" أنه سيرحل باكراً، فكتب ذات مرّة:
«عندما يصبح الموت/ عندما يتساوى الظلّ والنور/ فليحيا الموت/ بخصب الأرض...».
غيّب الموت مظهر في حادث سير في سنة /1995/ ورثاه أصدقاء كثيرون.
يقول الروائي "عبد الرحمن منيف" في غيابه: «"مظهر" خسارةٌ للنحت في هذا البلد».
ويقول الفنّان السوري "بسّام كوسا" عنه: «الخشب الوطن.. لم يكن الوطن عند "مظهر" مصنوعاً من خشب بل كان يصنع من الخشب وطناً جميلاً مملوءاً بالروح والآمال». ويضيف "بسّام كوسا" في مكان آخر: «"مظهر" لم يمت، صدقوني، لقد  قتله الشوق إلى الخشب الوطن».
للفنان والنحات المرحوم "مظهر" معارض فنية عديدة منها:
عام 1981 المعرض الأول في صالة المركز الثقافي العربي بدمشق.
عام 1983 معرض في مكتبة الأسد.
عام 1984 معرض في صالة المتحف الوطني بحلب.
عام 1985 معرض في الثقافي الاسباني بدمشق.
عام 1987 معرض في صالة "سوبير مدريد" اسبانيا.
عام 1989 معرض في صالة "عشتار" بدمشق.
إضافة إلى تصميم ديكور لكثير من الأعمال التلفزيونية منها:
"هجرة القلوب إلى القلوب"، "نهاية رجل شجاع"، "عائلة خمس نجوم".
(خالد درويش- حسّان الأخرس)

للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

تنويه بكتاب.....خطيب بدلة - قصص وحكايات وطرائف من عصر الديكتاتورية في سورية


صدر مؤخراً عن دار نون للنشر (قصص وحكايات وطرائف من عصر الديكتاتورية في سورية) للقاص والصحافي السوري خطيب بدلة .يسعى الكتاب الى توثيق الثورة السورية منذ بدايتها بأسلوب ساخر ولاذع في آن، حيث يشير بدلة في كتابه إلى أنه بدأ بتحرير هذا الكتاب، مع بداية الثورة السورية التي انطلقت في الثامن عشر من شهر مارس 2011، وبقي يعملُ فيه، بهدوء، وروية حتى انتهى من تحريره بتاريخ في 7 / 12 / 2013. وجاء الكتاب في 176 صفحة من القطع الوسط، وصمم غلافه الشاعر الفلسطيني خالد سليمان الناصري.ومن أجواء الكتاب، يقول خطيب بدلة: “حُكمت سورية منذ استيلاء الجنرال حافظ الأسد على السلطة يوم «16/11/1970» وحتى تاريخ تحرير هذا الكتاب، من خلال تحالف قوتين جبارتين هما: قوةُ الأجهزة الأمنية التابعة لمجموعة الأسر الحاكمة، وقوة الإعلام.. فالأجهزةُ الأمنية تُرَاقِبُ، وتتنصت، وتَعْتَقِلُ، وتَسْجُنُ إلى آجال غير مسماة، وتُطَارِدُ، وتُشَرِّد، وتُصَفِّي، وتَقْتُل، وتُمَثِّلُ بجثث المواطنين السوريين المعترضين على هذا النهج،.. والأجهزةُ الإعلاميةُ تختلقُ الأكاذيب التي تموه الحقائق، وتَخترع و«تُفَبْرِكُ» أكاذيبَ موازيةً لها، وتحاولُ، من خلال هذه الأكاذيب، إيهامَ الرأي العام، في الداخل والخارج، بأن «النظام» بريء مما حصل، وأن ثمة قوى وَ.. جِهَات أخرى تقصدت ارتكابَ تلك الأفعال، تنفيذاً لمؤامرات و«أجندات» استعمارية خارجية، ورجعية داخلية مرتبطة بالخارج، لكي تسيء للشعب، والقيادة الحكيمة في آن معاً".يذكر أن قاص والصحافي والسيناريست خطيب بدلة من مواليد محافظة إدلب شمالي سورية عام 1952 ويرأس حاليا اللجنة الثقافية في رابطة الكتاب السوريين، وأمين تحرير مجلة «أوراق » التي تصدرها الرابطة. ومؤسس ومالك ورئيس تحرير مجلة «كش ملك » الإلكترونية الساخرة.ويجيء كتابه الأخير قصص وحكايات وطرائف من عصر الديكتاتورية في سورية الرابع عشر ضمن ما أصدره على مرِّ تجربته في الكتابة والتي بدأها ب "حكى لي الأخرس- سخريات صغيرة 1987"، بالإضافة إلى كتاب المستطرف الليلكي «ديوان الطرائف المعاصرة » بالإشراك مع القاص إياد جميل محفوظ والذي صدر عن دار نون للنشر أيضاً، وكذلك إعداد كتاب "الساخرون - نماذج من القصة الساخرة"، كما قدم للتلفزيون والإذاعة العديد من الأعمال الدرامية والإذاعية
محمد مندور - صدى البلد

سارة ديكان واصف - معجم الكتّاب الفلسطينيين



معهد العالم العربي, باريس  1999 | سحب وتعديل جمال حتمل | 323 صفحة | PDF | 8.01 MB

http://www.mediafire.com/view/dav6306ulimvm80/سارة_ديكان_واصف_-_معجم_الكتّاب_الفلسطينيين.pdf
or
http://www.4shared.com/office/uuxYzC09ba/___-___.html


للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

حسن الكامح - اعتناق ما لايعتنق



دار قرطبة, الدار البيضاء  1992 | سحب وتعديل جمال حتمل | 87 صفحة | PDF | 1.44 MB


http://www.mediafire.com/view/evlv8k056eco5je/حسن_الكامح_-_اعتناق_ما_لايعتنق.pdf
or
http://www.4shared.com/office/8cDF0TVuba/__-___.html

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

قتيبة الشهابي - مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية



وزارة الثقافة, دمشق 1995 |  سحب وتعديل محسوبكم أبو عبدو | 659 صفحة | PDF | 61.9 MB

http://www.4shared.com/office/58v_uGO8ce/__-______.html
or
http://www.mediafire.com/view/qvh1byj6la219e9/قتيبة_الشهابي_-_مشيدات_دمشق_ذوات_الأضرحة_وعناصرها_الجمالية.pdf

الدكتور قتيبة الشهابي (1934 ـ 2008) أحد أهم الكتاب عن دمشق في القرن العشرين وأحد أهم المؤرخين في تاريخ دمشق.
حياته
من مواليد دمشق عام 1934. والده الأمير أحمد الشهابي الذي كان أحد دعائم الثورة السورية الكبرى في غوطة دمشق، حيث كان طوال فترة الثورة رئيساً لمحكمة الاستقلال في قرية «الحتيتة» في الغوطة، والذي عانى طويلاً مرارة النفي واللجوء إلى شرقي الأردن حتى صدور العفو عن الثوار من قبل سلطات الانتداب الفرنسي. ثم سكن الأمير أحمد والد قتيبة مدينة الحسكة، حيث كان قاضياً (نائب عام)، ثم عمل محامياً.
درس الدكتور قتيبة الشهابي المرحلة الابتدائية في مدرسة دوحة الأدب أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا حيث كان مدرسوه عربا في تلك المدرسة التي أسست خصيصا للرد على المدارس الفرنسية آنذاك.
أحب الشهابي التصوير الفوتوغرافي منذ طفولته، فاقتنى أول كاميرا وكان ثمنها آن ذاك ليرة سورية واحدة، فبدأ بممارسة الهواية حتى أصبح محترفاً.
أما في الإعدادية فقد أضاف إلى جعبة هواياته هواية المطالعة وكتابة القصة، وقد فاز بمسابقة القصة التي أجرتها مجلة عصا الجنة لصاحبها الأديب المرحوم نشأت التغلبي.
وبالرغم من أن والد الدكتور الشهابي كان محامياً، لم يسمح له بدارسة الحقوق بعد نيله شهادة الثانوية العامة في الفرع الأدبي. فما كان من الشهابي إلا أن يختار دراسة طب الأسنان، وكان في ذاك الوقت مسموحاٌ لحملة الشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي بأن يدرسو طب الأسنان في سوريا. بالرغم من ذلك، لم يحب الشهابي أبداٌ طب الأسنان، فكان في أول شهر من الدراسة يبكي لعدم فهمه شيئاً من المنهج. ولكن بتصميمه وقوة إرادته، خاض سنين الدراسة الجامعية والدراسات العليا وأصبح من المميزين بعمله بشهادة زملائه ومرضاه.
بدأت رحلته بالبحث التاريخي والتوثيق بالصور حينما كلفته الدكتورة نجاح العطار في العام 1985 بالبحث التاريخي للمدينة. واجه الشهابي العديد من الصعوبات في البحث بسبب قلة المصادر وقلة التوثيقات الخاصة بالأحداث التاريخية التي مرت بها مدينة دمشق.
انجازاته ومناصبه
يحمل دكتوراه في جراحة الأسنان‏ من لندن كما تخصص بالتصوير الضوئي العلمي والمجهري والفني وكان له عدة معارض تشكيلية وفنية داخل سوريا وخارجها. وعمل في المناصب التالية:
عضو في الهيئة التعليمية في كلية طب الاسنان بجامعة دمشق 1963-.1994‏
أستاذ التشريح الفني في كلية الفنون الجميلة - جامعة دمشق.‏
عضو نقابة الفنون الجميلة بدمشق.‏
عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب.‏
متخصص بالتصوير الضوئي من لندن.‏
خبير ثقافي في وزارة السياحة.‏
مستشار وزير السياحة (2000 - 2007).‏
عضو هيئة تحرير مجلة دليل السائح.‏
المؤلفات
كتب الراحل قتيبة الشهابي 27 مؤلفاً مطبوعاً، ستة منها مؤلفات علمية تتضمن أربعة كتب جامعية تدرس في كلية طب الأسنان في جامعة دمشق بالإضافة إلى معجمين إنكليزي - عربي عن مصطلحات طب الأسنان والمصطلحات الطبية. إضافة لذلك، يوجد سبع عشرة مؤلفاً من مؤلفاتة التسع والعشرين في مكتبة الكونغرس الأمريكي.
أما كتبه في مجال التاريخ والتراث والآثار فهي:‏
دمشق تاريخ وصور.‏
هنا بدأت الحضارة (سورية تاريخ وصور)‏
أسواق دمشق القديمة ومشيداتها التاريخية.‏
مآذن دمشق تاريخ وطراز.‏
معجم ألقاب أرباب السلطان في الدول الإسلامية.‏
مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية.‏
معالم دمشق التاريخية.‏
أبواب دمشق وأحداثها التاريخية.‏
زخارف العمارة الإسلامية في دمشق.‏
النقوش الكتابية في أوابد دمشق.‏
دمشق الشام في نصوص الرحالين والجغرافيين والبلدانيين العرب والمسلمين.‏
طريف النداء في دمشق الفيحاء.‏
صمود دمشق أمام الحملات الصليبية.‏
معجم دمشق التاريخي (ثلاثة أجزاء).‏
الطيران ورواده في التاريخ الإسلامي.‏
نقود الشام.‏
عباقرة وأباطرة من بلاد الشام.‏
أديرة وكنائس دمشق وريفها.‏
أضرحة آل البيت والمقامات الشريفة في سورية (بالعربية والفارسية).‏
معجم المواقع الأثرية في سورية.‏
تاريخ ما أهمله التاريخ.
وفاته
توفي الدكتور قتيبة الشهابي عن عمر ناهز 74 عاماً بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

عبد القادر الشاوي - من قال أنا, تخييل ذاتي



منشورات الفنك, الدار البيضاء  2006 | سحب وتعديل جمال حتمل | 102 صفحة | PDF | 3.24 MB

http://www.4shared.com/office/tgSt2Lnvce/___-_____.html
or
http://www.mediafire.com/view/3m5zj1ougd63g48/عبد_القادر_الشاوي_-_من_قال_أنا,_تخييل_ذاتي.pdf

محمود عبد الغني-جريدة حالش
 عبد القادر الشاوي ليس فقط اسم كاتب معروف ومعتقل سياسي سابق، بل هو عنوان تجربة خاصة، ومرحلة تاريخيّة مهمّة طبعت الوعي المغربي منذ السبعينيات. كثيرون يعرفونه داخل المغرب وخارجه، بدءاً برفاقه الكثر على درب النضال السياسي الذي أدخله دهاليز الخيمة الإسمنتية محكوماً بثلاثين عاماً، فلم يغادرها إلا بعدما قضى نصف محكوميّته. ١٥عاماً من عمره أمضاها في السجن المركزي في مدينة القنيطرة... اكتسب عبد القادر الشاوي الكثير من تجربة السجن. قبل أن يدخل في تجربة أقوى وأجمل منها، هي قتاله الباسل ضدّ مرض السرطان، وتغلّبه عليه باسم التمسّك بالحياة، والإصرار على مواصلة الطريق. ينتمي عبد القادر إلى ذلك النوع من الناس الذين يجدون أنفسهم باستمرار داخل حالة انتقالية، يصعب فهمها أو شرحها وتبسيطها، ذلك أن هذا الصنف من البشر يحمل دائماً قدره داخله. لذلك فإن ذاكرة عبد القادر قوية. هي كل شيء، أو أصل كل شيء. ولذلك كرّس عبد القادر جزءاً كبيراً من نشاطه الفكري والإبداعي كي يثبت أنّ الكتابة هي انفتاح على الذاكرة التي هي بدورها جزء من العيش والتطور والتغيّر. نفكّر على وجه الخصوص في كتابه: «الكتابة والوجود» (2000). منذ الثمانينيات أصدر هذا الكاتب والروائي المغربي، مجموعة من الكتب والدراسات الأدبية والفكرية. ما زال القرّاء العرب يذكرون ربّما ذلك العمل المفاجئ الذي صدر من دمشق بعنوان «سلطة الواقعية» (1981 ــــ منشورات اتحاد كتاب العرب). كانت رحلة لافتة وفذّة قام بها الكاتب، ولمّا يتجاوز الواحدة والثلاثين، في رحاب مجموعة من النصوص الروائية الراهنة. بعدها مباشرة، أصدر كتاباً نقدياً آخر هو «النص العضوي»، وكان عبارة عن دراسة مكرسة لمجموعة محمد برادة القصصية «سلخ الجلد». تلك الكتب، كان الشاوي يبعث بمخطوطاتها إلى الناشر من بعيد... من خلف قضبان سجنه الرهيب في القنيطرة. وقد كان لبرادة الدور الأكبر في نشرها... وإمعاناً في تأكيد مركزية الذات والذاكرة، كتب الشاوي سيرته الذاتية وحكايته مع السجن تحت عنوان «كان وأخواتها» (1987). وطبعاً صادرت السلطة الكتاب ومنعته من التداول سنوات عديدة، ما زاد من لهفة القرّاء وفضولهم، فتناقلوا طبعته السريّة المستنسخة. تلك السيرة التي تحوّلت إلى أسطورة، ضمّنها الشاوي تجربته، ومعاناته، ونظرته النقديّة إلى الصراع بمختلف وجوهه الإنسانيّة والفكريّة. مباشرة بعد خروجه من السجن في عام 1987، عمل الشاوي صحافياً في جريدة «الاتحاد الاشتراكي» في الرباط إلى جانب الشاعر (والوزير لاحقاً) محمد الأشعري والقاص المشاكس إدريس الخوري. الشاوي الذي كان أستاذاً في مدينة الدار البيضاء، ثم معتقلاً، صار محرراً في واحدة من أكبر الصحف المغربيّة وأهمّها. لكنّه لم ينجح منذ ذلك اليوم بأن يعود جزءاً من كلّ. بقي غريباً وخائفاً... ذلك القلق النفسي حمله معه متنقلاً بين الوظائف. استقال من الصحافة، وبقي أشهراً بلا عمل، يهيم في الشوارع ويكتب ويلتقي الأصدقاء ويعشق ويقتني الملابس الجميلة. التقيناه ذات صباح من عام 1998 في مقهى «بليما»، للحصول على مجموعة مراجع لم تكن متوافرة إلا عنده. سلمنا حقيبة ملأى بالكتب. مدّها لنا وابتسم. شربنا قهوة وتبادلنا الحديث والحكايات. ثم ودّعناه ومضينا. التفتنا خلفنا ونحن نبتعد، فإذا بوجهه شجرة قرب نافذة المقهى. عندما التقينا مجدّداً بعد سنة، كانت السماء تمطر. دعانا إلى الانخراط معه في مشروع أدبي ملحّ، هو تعريب أهم النصوص النقدية والنظرية الغربية التي تناولت الكتابة الذاتية. اتفقنا ذلك الصباح على تسمية المشروع «دفاتر الأدب الذاتي». وصدر النص الأول فعلاً عن «منشورات موجة»، تلك الدار الصغيرة التي كان يملكها عبد القادر. لكن بعد أشهر، أخبرنا أحمد المديني أنّ صاحب «كان وأخواتها» طريح فراش. حدث ذلك بعد عودته من بيروت حيث دعي للمشاركة في أحد النشاطات الفكريّة. لاحقاً، شاعت أخبار عن تسمّم غذائي. ثمّ جاءت نتائج الفحوصات الطبيّة بالخبر السيّئ: عبد القادر الشاوي مصاب بالمرض الخبيث. كثيرون هرعوا إلى المستشفى في وسط الرباط، ليجدوا أنفسهم أمام رجل نحيف، تلتمع عيناه، ويشرد نظره إلى هناك في الأعالي. بعد شهر، غادر المصحة إلى «مستشفى الشيح زايد». زرناه مع المديني وعبد الفتاح الحجمري فوجدناه يبتسم، ويروي الطرف والنوادر. كيف تغلّب الرجل على مرضه؟ تلك من الألغاز التي لا يملك مفاتيحها إلا القدّيسون والثوّار. كان يرقد على سرير شديد البياض، وقد بدا الاختلاف على سحنته، وقد تأجج ذلك البريق في العينين. ما زلنا نذكر أشعة الشمس الآتية من مسافة خرافية لتلفّ عبد القادر بهالة من نور. وكان عبير الزهور أيضاً يصلنا من حديقة المستشفى. عندها فهمنا أن الكاتب والمثقف اليساري سيفلت من فخّه، هذه المرّة أيضاً. وعندما عدنا إلى البيت في المساء، كانت جملة تنتظرنا في كتاب: «إن الوعي عملية طويلة، قوامها الانفتاح على الحزن، واعتباره جزءاً من العيش والتطور والتغير». يجسد الشاوي صورة نموذجيّة للإنسان المقاوم. يكفي أن نستشهد بجملة من كتابه النقدي «المتكلم في النص»: «ليس لمعنى المقاومة أي تعريف آخر، إلا أن يكون من الناحية اللغوية، شرحاً وبناءً لمفهومي الانتصاب والمضادة اللذين يردان في المعجم للتعبير عن القوام والمقاومة». الشاوي اليوم في سانتياغو. إنّه سفير المغرب في بلد بابلو نيرودا. اختير على الأرجح لتجربته السياسية، لكن أيضاً بحكم تجربته الأدبيّة. لأن التشيلي هو بلد السياسيين الأدباء والأدباء السياسيين، ولأن عبد القادر يستطيع أكثر من سواه أن يعيش إلى جوار تلك الأحلام القديمة، المجهضة التي حملها، ذات يوم، إلى العالم... سلفادور أليندي. 5 تواريخ 1950 الولادة في باب تازة (شمال المغرب) 1981 صدور «سلطة الواقعية» عن «منشورات اتحاد الكتاب العرب» 1989 الإفراج عنه بعد ١٥ عاماً هي نصف محكوميّته. وكان قد اعتقل في عام ١٩٧٤ في ثانوية مولاي اسماعيل 2008 عُيِّن سفيراً للمغرب في التشيلي 2009 صدور «من قال أنا» (دار الفنك ــــ الدار البيضاء)

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

Thursday, June 5, 2014

قاسم حداد - يمشي مخفورا بالوعول



رياض نجيب الريس للنشر, لندن 1990 |  سحب وتعديل جمال حتمل | 106 صفحة | PDF | 1.31 MB
http://www.mediafire.com/view/f250st0d02de8s9/قاسم_حداد_-_يمشي_مخفورا_بالوعول.pdf
or
http://www.4shared.com/office/X7h8dSy4ce/__-___.html

قاسم حداد (مواليد 1948، البحرين) شاعر معاصر من البحرين. شارك في تأسيس (أسرة الأدباء والكتاب في البحرين) عام 1969. وشغل عدداً من المراكز القيادية في إدارتها. تولى رئاسة تحرير مجلة كلمات التي صدرت عام 1987 وهو عضو مؤسس في فرقة (مسرح أوال)، ترجمت أشعاره إلى عدد من اللغات الأجنبية.
تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي. التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975 ثم عمل في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام من عام 1980. شارك في تأسيس (أسرة الأدباء والكتاب في البحرين) عام 1969. شغل عدداً من المراكز القيادية في إدارتها. تولى رئاسة تحرير مجلة كلمات التي صدرت عام 1987 عضو مؤسس في فرقة (مسرح أوال) العام 1970. يكتب مقالاً أسبوعياً منذ بداية الثمانينات بعنوان (وقت للكتابة) ينشر في عدد من الصحافة العربية. كتبت عن تجربته الشعرية عدد من الأطروحات في الجامعات العربية والأجنبية، والدراسات النقدية بالصحف والدوريات العربية والأجنبية. ترجمت أشعاره إلى عدد من اللغات الأجنبية. متزوج ولديه ولدان وبنت (طفول - محمد - مهيار) وحفيدة واحدة (أمينة). حصل على إجازة التفرق للعمل الأدبي من طرف وزارة الإعلام نهاية عام 1997.

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

عز الدين ملا - حي الأكراد في مدينة دمشق (Repost)



طباعة المؤلف, دمشق   1998 |  سحب وتعديل محسوبكم أبو عبدو | 287 صفحة | PDF | 7.44 MB

http://www.mediafire.com/view/nld32ut5ibr513d/عز_الدين_ملا_-_حي_الأكراد_في_مدينة_دمشق.pdf
or
http://www.4shared.com/office/M02lYRm0ba/___-_____.html

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

Tuesday, June 3, 2014

غابرييل غارسيا ماركيز - كوبا في زمن الحصار



دار الطليعة الجديدة, دمشق  1998 |  سحب وتعديل جمال حتمل | 116  صفحة | PDF | 2.59 MB

http://www.mediafire.com/view/0ryb46l4adztnnf/غابرييل_غارسيا_ماركيز_-_كوبا_في_زمن_الحصار.pdf
or
http://www.4shared.com/office/lm20tNBSce/___-____.html

يقدم غابرييل غارسيا ماركيز ببراعة مذهلة بانوراما مكثفة عن كوبا، ينتقل من تفصيل إلى تفصيل، يقدم مشهداً عاماً حيناً، وتفصيلاً لا يرى إلا بالمجهر في حين آخر، ولكنه مبدع في كل ما يقدمه... فبدع من هذه المقالات حول كوبا والتي تتحول ناطقة حية من خلال أسلوبه وعباراته، حتى كان القارئ يسمع نبضها ويحس كأن الحياة هي التي تتحدث، وتصرخ وتهمس، وتختفي وتبوح.

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

Thursday, May 29, 2014

ادريس الخوري - مدينة التراب



دار الكلام للنشر, الرباط  1988 |  سحب وتعديل جمال حتمل | 110  صفحة | PDF | 3.08 MB
http://www.4shared.com/office/D54XTDctce/__-__.html
or
http://www.mediafire.com/view/f74483ln1s0xx6t/ادريس_الخوري_-_مدينة_التراب.pdf

تشكل القصة القصيرة بالمغرب، إحدى العلامات البارزة على مدى غنى المشهد الثقافي، ولحظة من أهم اللحظات الإبداعية على ما عرفه المغرب، خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وما عرفه كذلك خلال بداية القرن الحالي، من تحولات اقتصادية واجتماعية وسياسية وفكرية وغيرها. وقد كان من الطبيعي أن تساوق هذه التحولات المختلفة محطات أدبية تسجل درجات هذا التحول الجديد، وما يعكسه من حركية دائبة ودينامية ظاهرة. ومن ثمة، كانت القصة القصيرة أسبق هذه المحطات الإبداعية، فاعتبرت بحق مظهرا من مظاهر الوعي الثقافي والجمالي.
ئ ولعل ما تتيحه القصة القصيرة من إمكانيات متنوعة للتعبير والتخيل، لغة وصورا ودلالة، هو ما يعكس قوة هذا الحضور، من خلال توالي الإصدارات الإبداعية وما صاحبها من متابعات وقراءات. فالقصة غدت مختبرا إبداعيا حقيقيا احتضنت مجموعة من الموضوعات، كان الواقع واليومي، وكذا الذاتي والمتخيل أحد محاورها. قصة تحاور القارئ وتربط معه جسور الحوار والتواصل، بما توافر لدى القاص المبدع من إمكانات ومهارات تعبيرية. ولا شك أن براعة القاص/ القاصة، في صنع الحكاية وتدبر عوالمها السردية، شخوصا وأحداثا وأمكنة وغيرها، سبب وراء العديد من التنويعات الجمالية، التي تسحر ذهن القارئ والناقد على السواء. 
إدريس الخوري مرجع للقصة القصيرة
يحظى المحكي القصصي في أعمال الكاتب المغربي إدريس الخوري، باهتمام كبير من لدن عدد من القراء والمهتمين، بالنظر لما يزخر به هذا المحكي من رصد عميق لسير وأحوال الناس في علاقتهم بالواقع وبما حولهم، من جهة، ومن حرص شديد على ضبط إيقاع السرد، بما يستدعيه من لغة تعبيرية وبلاغة تصويرية، من جهة ثانية. فالكاتب إدريس الخوري صاحب مسار حافل بالإبداع والعطاء، خبر الحكاية وأجاد الإنصات لنبض الوطن والإنسان. كان من الأوائل الذين لعبوا أدوارا طلائعية في إغناء المشهد القصصي، منذ بداية الستينيات، وطبعه بميسمه وحضوره الوازن، حيث أهدى الخزانة المغربية والعربية مجموعات قصصية منها: (حزن في الرأس وفي القلب 1974)، (ظلال 1977)، (البدايات 1980)، (الأيام والليالي 1982)، (مدينة التراب 1988)، (يوسف في بطن أمه 1994)، ثم (بيت النعاس 2009)، علاوة على مقالاته الرائقة في الفن والتشكيل والرحلة والسينما والمسرح، وكذا نصوصه المفتوحة على التأمل والتفكير والحياة.
لقد سافر الكاتب بين المقالة والقصة وراوح بينهما، جيئة وذهابا، واعتبرهما معا، وجهين لعملة واحدة، هي الكتابة، معتبرا إياها جزءا من النضال والمواجهة. لذلك صنع لنفسه فسحة أدبية للتحرر من اليومي القاتل. فسحة قوامها اللغة والمجتمع والمتخيل. ولأنه ظل وفيا لذاته ومبادئه وتطلعاته، فقد جاءت نصوصه مضمخة بدم مغربي أصيل. دم يخترق دروب البوح ويقاوم بلادة الصمت. دم يتجدد باستمرار(1).
ولأن الواقع الإنساني، في حلاوته ومرارته، وكذا في نجاحاته وخسارته، هو ما كان يشغل ذهن الكاتب قصصيا، فإن النصوص السردية التي يقترحها على قارئه المفترض، لا تبتعد عن هذا المسعى الأدبي والفني.  ومن ثمة يحضر الإنسان كطرف أساس في عملية السرد، في بعديه الواقعي والمتخيل. لقد رام الكاتب، غير ما مرة، في سائر أعماله السابقة واللاحقة على النبش في مختلف القضايا والموضوعات، التي تمس حياة أبطاله، من البسطاء والمثقفين وما يعانوه من تهميش وقهر وكبت وغربة ويأس وقنوط، وما يجسدونه من حالات الثورة والاحتجاج على القيم المنهارة والعلاقات الإنسانية المبتذلة.
ولما كانت القصة القصيرة ترتكز على مكونات بنائية بعينها، كالشخصية القصصية وعنصري المكان والزمان، وكذا الوصف بما يقتضيه من ترتيب المشاهد وتهذيب المواقف، فقد عني الكاتب بهذه المكونات جميعها واعتبرها عنصرا مركزيا لتأثيث عالمه القصصي، بقصد تبين جدلية الأشياء وفهم العلائق المتشابكة داخل هذه الحكاية أو تلك، مع ما يستتبع ذلك من تقارب أو تباعد بين هذه المكونات وما سواها، تلك التي كانت معبرا للكاتب في أن يمارس ما أسماه ذات مرة، في تقديمه إحدى مجاميعه القصصية بـ«النميمة القصصية(2) على الواقع والإنسان معا.
للاقتراب أكثر من هذه المكونات القصصية، كما قدمها الكاتب في كثير من نماذجه السردية المتنوعة، نستعرض بعض الصور والملامح التي اتخذها أبطال الخوري، كشخصيات قصصية وإنسانية في ذات الآن، كن نساء أم كانوا رجالا. فكيف تم التعامل مع شخصية المرأة مثلا، في منجز الخوري؟ وإلى أي حد تم استحضارها استحضارا قصصيا يجاوز حضورها كإنسان فقط؟…
الظهور الفني للشخصية القصصية
(الحالات والمواقف):
نستطيع، من خلال عينة من النماذج القصصية، التي كتبها الخوري، أن نتبين بعض الملامح الأولية عن صورة المرأة، كما ظهرت في نصوصه كشخصية قصصية، واقعية أو متخيلة، حيث اتخذت أشكالا متعددة وصورا متباينة، تنوعت بتنوع أفضيتها، المنفتح منها والضيق، سواء في علاقتها بالرجل، أو في علاقتها بالمرأة ذاتها، مع لفت الانتباه إلى أن حضور الرجل، كطرف طبيعي في هذه العلاقة، كان حضورا وافرا، كما وكيفا. ومع ذلك لم يأل الكاتب جهدا في تقصي أوضاع المرأة النفسية منها والاجتماعية، وبالتالي ملاحقتها وتعقب مساراتها الحياتية، في تحولاتها وثباتها، تارة بوصف دقيق لما يراه في الواقع، وتارة أخرى بتخيل أحداث ومشاهد تكون فيها المرأة مجرد بطلة من ورق.
وتبعا لذلك، نصادف جملة من المواصفات، التي تم التركيز فيها على ما يميز شخصية المرأة ويحدد انتماءها الاجتماعي، كأن نتعرف على اسمها أو لقبها، مثلا، أو نجد في السرد معبرا أساسيا لاستجلاء صور مركزة عنها، نحو ما نقرأ هذا المقطع: «تلك هي زليخة الزعرية، سواء في بيتها أو عند الزبناء، مع رجال الشرطة أو الموظفين الكبار، مع السماسرة وبائعي السيارات وقطع الغيار، موظفي الأبناك وأرباب المقاهي. زليخة هي زليخة لا ترد الغريب خائبا وتصدق على الفقراء والمساكين كل يوم جمعة وتترحم على أمها في المقبرة، تعطي من مالها ومن جسدها بشرط أن تكون راجل، تلك هي زليخة منذ أن استوطنت الحي»(3). ففي هذا المقطع وأشباهه صورة لإحدى الوضعيات التي تعيشها المرأة في خضم همومها ومشاكلها اليومية، وما تواجهه كذلك من مصاعب ومتاعب مقابل لقمة العيش، من ناحية، وما تصادفه من بؤس وقهر وهي تحاول صد الواقع الكالح ودفع الرتابة القاتلة، من ناحية ثانية.
هذه الوضعية وغيرها لا تختلف عما تعانيه المرأة عموما، في واقعها من اضطراب نفسي وقهر اجتماعي وهيمنة رجولية، سواء كانت زوجة أو عشيقة أو غير ذلك. يقول الكاتب على لسان إحدى بطلاته: «كانوا يعطونني أجرا ضئيلا بالإضافة إلى الماكلا الشايطة عليهم. كنت أنام في الكوزينا وكان رب العائلة يراودني عن نفسي وغير ما مرة تبعني... يريد القبض على مؤخرتي.»(4) ومن هنا، تكتسب نصوص الخوري القصصية، بعدها الموضوعي والواقعي.
وهكذا حين يعرض الكاتب لعلاقة المرأة بالمرأة، يحيلنا في غير ما موضع من قصصه، إلى بعض التفاصيل والجزئيات، قصد تحديد سلوكها ومحيطها ونوعية تفكيرها، ابتداء من فضائها الأنثوي المتعدد، داخل البيت أو المطبخ وعلاقتها بالأطفال والزوج وبالضيوف، مرورا بلغوها وثرثرتها المعتادة، كفسحة نفسية مؤقتة، حيث الحديث «عن العطل والأفراح، عن العلاقات وأفلام الفيديو، عن المغنيات المغربيات وعن المصريات، عن الصديقات المطلقات...»(5)، أما علاقتها بالرجل، فلم ترق إلى مستوى التحرر المطلوب، لأنها ظلت حبيسة جسدها وحاجتها الملحة إلى (رجل) يضمن أمنها الذاتي والنفسي معا. ولأن هذه الحاجة تصبح ضرورة ملحة، فإن المرأة تلجأ إلى استخدام إغرائها الجسدي، حتى تبلغ حاجتها وتلبي رغبتها. يقول الكاتب في إحدى قصصه، على لسان المرأة نفسها: «لقد أغراني جاك، تصوري، منذ أكثر من شهر لم ينم معي عندما سأعود سأبحث عن شاب مغربي فحل. وهكذا سنصبح متساويين أنا وجاك. هو بقوته وأنا بجسدي.»(6). أما إن غابت المتعة مع الرجل/ الزوج، فإن المرأة، بهذا المعنى أو ذاك، تبحث – في بعض النماذج القصصية - عن تحقيق رغبتها بأية وسيلة، وإن اقتضى الأمر الخيانة، تحت اسم مستعار، كما في مشاهد مختلفة (انظر مثلا قصة ما وراء اللعبة).(7) أو تراها تبحث عن بديل يمنحها نفسا جديدا لتحقيق ذاتها وإثبات وجودها. يقول الكاتب في أحد مشاهده القصصية: «كانت رحمة تهذي، وبالتدريج بدأت تفقد التواصل مع ذاتها ومع الآخرين الذين لا يزالون يدخنون ويشربون، التواصل مع ذاتها وهذا المكان. كانت رحمة تتنفس بصعوبة أكثر فيسمع زفيرها كحيوان جريح  !
- تريدين الماء؟ سألها الرحموني:
- أريد ماءكم، أحب ملوحة البحر
- نحن بحر
 - أريد مدكم لا جزركم، أريد أن تكتسحوا في كل شيء، أنا غابة محروقة، لقد دخت.
 - نحن معك»(8).
فالمرأة دائمة الطلب
وحين ينتقل الكاتب لملامسة موضوع الحرية أو تحرر المرأة، تبعا للتطورات الحاصلة في المجتمع، فلا يغدو أن يكون الأمر مجرد فسحة ضمن فضاء ضيق آخر، تحولت خلاله المرأة إلى إنسانة لعوبة أطاحت بكل القيم والمبادئ، فقد اتخذت المقهى/ البار مكانا لتفجير مكبوتاتها، وداومت على حضوره كالتجار والموظفين والسماسرة وغيرهم. يقول الكاتب: «إحدى الفتيات اللعوبات تجالس عضوا برلمانيا في ركن مظلم من قبو بار بغداد، وهما يكرعان كؤوس الويسكي ويقرقبان الناب حتى الصباح دون أن ترافقه إلى البيت»(9).
ولما كان الجسد فضاء رمزيا، يضمر دلالات عميقة تشع بالامتلاك والرغبة، فقد تابعه الكاتب من خلال توقيف عملية السرد مرحليا، سانحا الفرصة لتقنية فنية أخرى بالظهور تتمثل في تقنية الوصف. ومن ثمة نجد حضور الأوصاف والنعوت من قبيل: الأرداف المكتنزة، العيون الغائرة، الأذرع البضة والأجساد المترهلة والسيقان القويمة.. وما شابه من أوصاف ونعوت كالنحولة والسمرة والرشاقة.. وغيرها. ولا شك أن مثل هذه المواصفات تغري الرجل، لكونه رجلا، فتقوده رأسا إلى استحضار الفعل الجسدي لاكتمال اللذة، مع الطرف الآخر الأنثى. وفي هذا السياق يقول الكاتب: «في الغرفة أحس أنه بحاجة إلى جسد الزاهية.. الجسد أفضل من الكتاب الآن، أفضل من البار وجلول والحسناوي، أفضل من الشارع والحافلات الخانزة...»(10).
إن تعامل الرجل مع المرأة، في نصوص الخوري الحكائية، لم يجاوز معناه النفعي، بل أكثر من هذا، تظهر المرأة مجرد لعبة هزلية تصلح للتسلية وتزجية الوقت تارة، أو نشوة عابرة تنتهي باختراق جسدها. ولعلها إشارة، جديدة، من الكاتب لتوضيح تلك النظرة الدونية، التي يحملها الرجل عن المرأة، تصل إلى حدود تصبح فيها هذه المرأة مجرد شيء من الأشياء، لا قيمة له إلا داخل المتعة.(11)
بهذه الكيفية، تقصى المرأة، حيث لا ينظر إليها الرجل إلا كعنصر تأثيثي لفضائه الرجولي وتكملة لحياته اليومية تارة، حيث يقول في نص قصصي: «هل تريد رقية أن تعيش معي إلى الأبد؟ كيف سيكون علي أن أتحمل يوميا جسدا بجانبي لا يفعل شيئا سوى أنه يعرف كيف يفرق ما بين ساقيه؟»(12)، أو ينظر إليها، تارة أخرى، كلحظة منغصة جالبة للمتاعب من خلال كثرة طلباتها، مثلما نجده يقول في قصة بيت النعاس مثلا: «قالت المرأة الباردة: أنا، ثم أضافت بانفعال،: لماذا تزوجتني؟ أجاب: كنت أبحث عن عواطف فلم أجدها فيك، آه وجدتها في الكأس، هو كذلك شرب الرجل جغمة ونثر نثرتين ونفث الدخان. منذ أن تزوجا وهي تحلم ببيت النعاس، أليست امرأة مثل جميع النساء؟ تساءل ثم ماذا ينقصك أيتها المرأة؟ ينقصني بيت النعاس مثل لالياتي، فعلا قالت أمه المتسلطة، إن بيت النعاس وجد لإنتاج التريكة التي ستتركني، عندما أبلغ من العمر عتيا»(13).
وإذا كان الكاتب قد لفت الانتباه إلى نتيجة مفادها أن المرأة ضحية الرجل والمجتمع معا، تعاني القهر والقمع على مستويات متعددة، فإن هذه الوضعية سرعان ما تصل عدواها إلى شريكها الطبيعي الرجل، فهو الآخر ضحية لمخالب السلطة والسياسة. وهنا يلتقي الاثنان، في الكآبة والكبت، حتى لأنها يشكلان ما سمي بـ(الذات الفردية). يقول القاص أحمد بوزفور حين قراءته لمجموعة (مدينة التراب): «...هذه الذات التي تمسحها القصة أو تطمسها ولكنها تظل مع ذلك وعلى استحياء من بين ثنايا القصة المتميزة في المجموعة(العلاقات الخطرة). هذه القصة التي يمكن اعتبارها قاع المجموعة أو لا شعورها الخاص... وهي في شكل حوار مكتوب بين رجل وامرأة. والغريب أننا نجد هذه الذات الفردية على لسان المرأة أوضح مما هي على لسان الرجل إلى الحد الذي يمكن أن يقول الكاتب معه (هذه المرأة هي أنا)»(14).
الحضور الفني للمكان القصصي
(المظاهر والتجليات)
لما كان الكاتب أكثر التصاقا بالواقع وتمظهراته المختلفة، وهو يروم مساءلة شخوصه القصصية ويعرض لحالاتها المختلفة، سلبا وإيجابا، فقد كان أيضا أكثر ارتباطا بعنصر المكان، في ارتباطه بالشخصية والحدث. وتبعا لذلك، لم يتخذ الكاتب المكان، باعتباره مكونا قصصيا في بناء عالم الحكاية فحسب، وإنما باعتباره فضاء لا يخلو من حساسية ورمزية وجمالية أيضا. ولأن مقاربتنا تنحو منحى تحليليا بالأساس، فلن نعرض للجوانب النظرية التي احتفل أصحابها بـ«المكان» كمكون للعمل الفني عموما، نظرا لتعدد هذه النظريات ولاختلاف المرجعيات المعرفية، التي تصدر عن أصحابها.(15)
فكيف تعامل الكاتب إدريس الخوري مع هذا المكون قصصيا، وكيف تم استحضاره له داخل منجزه الإبداعي؟ وهل تم التعامل معه كمكان واقعي أم كمكان متخيل رمزي؟. وبالتالي، هل كان الكاتب، وهو يقدم أمكنته، أمينا في تناول الأشياء في هيئاتها وأحوالها كما تظهر في العالم الخارجي، أم أنه استخدم هذا الوصف استخداما جماليا عبر التحويلات الممكنة؟..
بالعودة إلى مجاميع إدريس الخوري القصصية يلفت انتباهنا تعدد واختلاف أفضيته المكانية، الأمر الذي يفسر كبير العناية بهذا المكون القصصي الهام. فقد سعى إلى توظيف كل أنماط الفضاء الممكنة، ووزعها بحسب الوقائع والأحداث التي يريد التعبير عنها، مستعينا في ذلك بتقنية الوصف وما تمنحه للعين القصصية من إمكانية التعرف إلى خبايا النفس البشرية. ومن ثمة، يحضر الفضاء المكاني الأول، الذي يبدو مهيمنا بشكل بارز، ممثلا في فضاء «المدينة»، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ ودلالات. فهو الفضاء/ المركز المتضمن لفضاءات أخرى جانبية كالشارع والحي والمقهى والعمارة، وغيرها من الأمكنة التي تشكل في النهاية، بنيات صغرى للبنية المحلية الكبرى(المدينة). ولعل جنوح القاص، الواعي أو اللاواعي، إلى تهميش المجتمع القروي قصصيا ومركزية المجتمع المديني، هو إعادة إنتاج لما هو حاصل وتكريس له. هو «علامة قصصية» تؤكد «العلامة الإيديولوجية»(16).
ولتلمس البنية المكانية عند القاص إدريس الخوري، نتوقف عند ثلاثة أمكنة قصصية هي: (المدينة) و(الشارع) و(الغرفة) في علاقتها، المباشرة وغير المباشرة بالحدث وبالشخصية القصصية، في ذات الآن، قصد التمثيل لا الحصر(17).
فضــاء المدينة
تحضر المدينة في قصص إدريس الخوري، من خلال تصوير  فوتوغرافي يشمل بعض التفاصيل والجزئيات الخارجية توهم القارئ بموضوعية ومعقولية ما يصفه. والمدينة التي يعنيها الكاتب، في هذا السياق، هي مدينة الدار البيضاء. وقد تم الإعلان عنها، غير ما مرة.
إنها الدار البيضاء فضاء الولادة والنشأة. مدينة أهم ما يميزها جانبها الاقتصادي الذي يجعل منها قلب المغرب النابض. كما أن المساحة الجغرافية، التي تتوفر عليها البيضاء تمكنها من احتضان أكبر تجمع سكاني. وهذا يعنى أنها خلية اجتماعية تمج بشبكة من العلاقات والتناقضات، وبالتالي، تكرس الفروقات الطبقية بين الفئات الاجتماعية، وتتركها حبيسة الصراع والصدام. هذا الوضع الذي يسم هذه المدينة الضخمة، يجعل الإنسان البيضاوي، والمغربي بوجه عام، يفقد هويته داخل فضائها المترامي الأطراف، مسلوبا بمظاهرها المتعددة والمتنوعة، الشيء الذي يؤدي به في النهاية إلى فقدان توازنه. يقول الكاتب: «تتمطط المدينة طرقات وشوارع وأزقة وأضواء وبنايات عالية وبنايات واطئة، تتمطط فقرا وغنى، في هذا المساء ستعلن المدينة عن نفسها بمنتهى الوقاحة، الفتيات يسرن جماعات والشبان جماعات والجميع يراقب الجميع من طرف خفي»(18)، حيث يقدم الخوري المدينة كفضاء مكاني منفتح يضم كل التناقضات الممكنة. ويستمر الخوري في تقصي هذا الفضاء، فيخصص له مشاهد وصفية لا تخلو من بعض الإسقاطات الذاتية والإديولوجية أحيانا، حيث تبدو المدينة راكدة وراء شؤونها غير عابئة بالبشر، ولا تهتم إلا بنفسها... فتعطي المرء إحساسا بالغربة والضياع.
وقصد استكمال الصورة الحقيقية لهذه المدينة، نجد الكاتب يجهد نفسه في رسم المدينة في علاقتها الحميمة مع الناس، حيث تتعرى الأشياء وتنكشف الغوامض. وهكذا يعيش الفرد، داخل هذه المدينة الطبقية، التي لا حكم فيها إلا للقوي. يقول الكاتب: « كنت أدخن وأحدق في وجوههم. كان هناك تباعد بيني وبينهم. لكنني تعاطفت معهم جميعا لأنهم مجرد أشقياء في هذه المدينة. بدأت أغير حديثي حتى أندمج معهم رغم أني لست أفضل منهم. كنا جميعا أشقياء»(19).
يتوصل الخوري، عبر هذه الملامسات المكانية، إلى أن فضاء المدينة يموج بمختلف التناقضات الاجتماعية منها والنفسية. إنها فضاء ضبابي وقاتم، بل هي فضاء للمجهول ومبعث للخوف. ومع ذلك، يبقى العزم منتصبا لإدراك حقيقة هذه المدينة، والتوغل في خبايا عالم الطبقات الاجتماعية، التي تضمها. ووفق ذلك تتحول الرؤية، عند الخوري، من عرض ماكروسكوبي لأشياء وعلامات المدينة، إلى عرض ميكروسكوبي، حيث يتم التركيز على المظاهر الباطنية لهذه الأشياء والعلامات، ويظل اكتشاف المدينة الهاجس الرابض في إحساس الفرد «سألها الرحموني: ماذا تفعلين هنا بالضبط؟ أجابت رحمة: أتشرد فقط وأكتشف المدينة وأكتشفكم..»(20).
لقد قصد الخوري، بشكل أو بآخر، إلى فضح هذه المدينة الكبيرة، بكل ما تحويه من تناقضات، بل أكثر من هذا، عمد إلى إثارة مجموعة قضايا وأزمات تتخبطها المدينة، رغم الصورة الجمالية، التي تظهر بها كمدينة باهرة بهندستها المعمارية وانفتاحها على الحضارة الغربية، من بينها أزمة النقل والسكن والعمل.. وغيرها. فالدار البيضاء، كمكان قصصي، في نظر الكاتب، مدينة كبيرة، متناقضة منفتحة ومنغلقة، في آن، باهرة بروعتها وقاهرة بسلطتها، مظلمة ومنيرة. مدينة ليست ببناياتها وعماراتها فحسب، وإنما بكـل علاقاتها وامتداداتها. 
تبقى الإشارة أخيرا، إلى أن فضاء المدينة القصصي، الذي تتحرك داخله مختلف الشخوص ينشطر إلى: فضاء خارجي يتمظهر في الشوارع والدروب والطرقات والأحياء... وفضاء داخلي يتمظهر في الغرف والبيوت...، إلا أنه رغم ذلك، يبقى هذا الفضاء بشقيه، فضاء مغلقا. فالمدينة «هي (قفص) أكبر ينطوي على (أقفاص) صغرى. هي قفص طبوغرافي وإيديولوجي أيضا»(21).
فضـــاء الشارع
 يأتي فضاء الشارع مباشرة بعد فضاء المدينة، فهو جزء لا يتجزأ منها. فضاء يتحرك الناس داخله ويواصلون نشاطهم الإنساني المتنوع. هو أكثر من جغرافية، من حيث إنه الخيط الفاصل بين عالمين: عالم السر وعالم الجهر. في الشارع تنكشف الأسرار، وتعلن الأعماق عن خفاياها فتصطخب المظاهرات، وتنعقد الأفراح، والجنازات، والاختطافات، والاغتيالات وما إليها.
ومع ذكر الشارع ومصاحبته قصصيا، نجد الكاتب إدريس الخوري يعنى بوصفه فلا يترك تفصيلا أو جزئية إلا ألم بها ووثقها فنيا. وهكذا تصادفنا أرصفة ودروب وأكشاك وواجهات متاجر.. وغيرها. كما تطالعنا حركات الشارع في غليانه واحتكاكه بالسكان والعابرين. يقول الكاتب: «كان عبدو يسير في شوارع الدار البيضاء المزدحمة، شوارع طويلة وعريضة، وأزقة قصيرة تفضي إلى فضاء مطلق لكنه ثقيل»(22). إضافة إلى ذلك يخبرنا الكاتب، عبر مشاهد وصفية لشوارع المدينة، ببعض علامات وسمات هذه الشوارع. فثمة «الشارع الأنيق كسكانه»، وثمة الشارع الذي «يفضي إلى الحي اليهودي»، وهناك الشارع الكبير الذي «يتشكل مثل سيرك رديء». والملاحظ، أن ما يميز فضاء الشارع، عند الخوري، كمكان شاسع ومنفتح، تلك المراقبة والمتابعة البصرية، التي يمارسها فضولا بعض الرواد بعضهم البعض. والواضح أن الخوري لم يكتف بتقديم شارعه، كإطار وفضاء واقعي فحسب، وإنما بذل جهدا في رسم تشكلاته المختلفة ووصف ما يجري داخله من أحداث ووقائع، من خلال الصورة العلائقية، التي تجمع هذا الفضاء/الشارع بناسه وجمهوره على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية.  
فضـــاء المقهى
تعد مقهى المدينة المكان الذي يستوعب كل الفئات الاجتماعية. أفرد له الخوري حيزا مهما، في سائر نصوصه القصصية، عبر المتابعة والوصف الدقيق. وأهم شيء يمكن تسجيله بخصوص هذا الفضاء كونه يشكل فضاء مستقرا لأبطاله. يقول الكاتب: «ليس للدراري بديل آخر غير المقهى، ففيها يأكلون ويشربون ويتناقشون ويضحكون ويتخاصمون ويقبلون بعضهم بعضا من فرط الحب والضحك والشرب.. كانت المقهى لازمة يومية لهم»(23)، وعليه فلا المدينة ولا الشارع استطاع احتضان الشخصية القصصية كما احتضنها فضاء المقهى. فهي الملجأ الوحيد، الذي يبعث على الاطمئنان والتأمل والمحاسبة النفسية والتذكر، بل هي المكان الذي يساعد على التلاقي والتعارف، من ناحية، والمكان الذي يجسد بعض أنواع الصراع والتنافر، من ناحية ثانية.
وبناء على ذلك، تتحول المقهى إلى ملتقى لمختلف النماذج البشرية الهاربة من المشاكل والمشاغل اليومية. يقول الكاتب: «هنا يتواجدون هنا يحسون أنهم يمتلكون هذا المكان وليس أحد آخر غيرهم»(24). علاوة على ذلك، تتحول المقهى إلى مكان للمعاينة والمراقبة.
وثمة، إلى جانب المقهى، فضاء آخر يقابله ويقاسمه الأهداف، هو فضاء الحانة. وأهم مواصفاته أنه مكان مريح تلفه الحرية من كل جوانبه، بل هو مكان للشرب والتدخين والإدمان والثرثرة والتحديق والغمزات ذات المعنى وكذا تفتيت المطلق والغياب الكلي عن العالم.
إنه مكان منفتح على عوالم تختلف باختلاف رغبات المرتادين. يقول الكاتب: «كل واحد يشكل عالما خاصا به، لكنهم يلتقون في كثير من الأهداف والرغبات: لا وعي بالزمن، لا وعي بالذات، لا وعي بالآخرين»(25). دون أن يغفل القاص التلميح إلى ما في هذا الانفتاح المطلق من مظاهر تجسم انحلالا أخلاقيا واضحا يتمثل في سلوكيات بعض الشخوص القصصية/الواقعية.
فضـــاء الغرفة
تمثل الغرفة أضيق مكان تتحرك فيه الشخصية القصصية. إنها على حد تعبير باشلار «تشكل عالمنا وجوهر وجودنا إذ فيها نمارس أحلام يقظتنا، ونستشعر الهدوء الوريف الذي نستعيد من خلاله ذكرياتنا المواضي، ونخطط لمشاعرنا»(26).
وهكذا نجد الخوري يقدم كل ما يتعلق بالبناء الطوبوغرافي للغرفة من حيث الموقع والضيق أو الاتساع، بل وما تحتويه الغرفة من أشياء، أكانت وضيعة أم رفيعة. والملاحظ أن أشياء هذه الغرفة أو تلك، تحيل إلى تلك الوضعية التي يحياها قاطنها، فرحا وقلقا، تأزما وانفراجا. إن الغرفة هنا، تصبح مكانا يحفل بالأسرار والمعاني، وفضاء يسمح للنفس الإنسانية أن تتعرى قليلا لتجابه ذاتها بعيدا عن كل رقيب أو غريب. يقول الكاتب: «نظر إلى سقف الغرفة كانت عيناه مشدودتين (ليست الغرفة على كل حال غرفة تعذيب) كان يسترخي ويفرغ تعبه اليومي فوق الكرسي الهزاز»(27). إنها غرفة آمنة وهادئة لأنها في انغلاقها بعيدة عن أعين المدينة.
وتبعا لذلك، تتلون الغرفة بتلون الحالات النفسية التي تعرفها الشخصية المحور. وذلك حين تستحضر الغرفة واقعها لتحيا وعيها بنفسها، فتبدو مكانا آمنا لا يفشي الأسرار. وحين تغلق أبوابها ونوافذها يتم مباشرة الفعل/الأفعال دون خوف أو تردد ولأنها كذلك تصبح الغرفة خير ملجأ يقصد إليه هربا من الواقع المر ورغبة في نسيانه والتملص منه.
وبين هذا وذاك، يقربنا الكاتب من فضاء الغرفة حين يشير إلى ما يدور داخلها من حوارات ونقاشات. ولأن الغرفة سجينة الزمن الواحد والزمن سجين الغرفة الواحدة، فقد كان لابد لهذه الغرفة أن تتحرر من انغلاقيتها، وذلك عندما تفتح نافذتها على العالم الخارجي. يقول الكاتب: «أطلت الزاهية من النافذة ونادت على عبدو، تعال، الشمس في الخارج قوية والمدينة مصهدة مثل الفران. لم أقم من مكاني..نادت علي الزاهية مرة أخرى.. فانتفضت من شرودي، قمت إلى شرفة النافذة وأطللت: تحت العمارة يقبض شرطي احتياطي على شاب بتهمة مطاردة امرأة متزوجة في الشارع..»(28). وهكذا تنفتح الغرفة/النافذة على المدينة، ومن خلال هذه الإطلالة يشعر المرء بنوع من الارتياح حيث يشم قليلا من الهواء، إلا أنه سرعان ما يسارع إلى إغلاقها حين تحضر إلى السماع هدير السيارات والحافلات والدراجات النارية وصراخ المارة الذي يحطم الأعصاب ويوترها.
فضـــاء الجسد
يحضر الجسد في قصص إدريس الخوري، كما تحضر الأمكنة الأخرى، بنفس القيمة والتركيز لما يشكله هذا الجسد لدى الشخصية القصصية، من أهمية مركزية ورمزية، وبكل ما يتصل به من أشياء في العالم الخارجي. يقول الكاتب: «إنه الآن أمام المرآة...وكان يبدو أنه لا يريد أن يغادرها حتى يتحقق من اكتمال جسمه» ص30. وهكذا، عندما تكبر المدارك وتنمو الحواس يكبر معها الإحساس بالجسد وبأهميته، وربما بذلت جهود قصوى لكي يحافظ الفرد على سلامة جسده حتى يبدو أكثر اتساقا وانسجاما «لماذا لا يهتم بنفسه؟ أمام المرآة رأى نفسه من جديدي وتحقق من أن كل شيء على ما يرام وأنه صغير بالنسبة للبعض ومقرف بالنسبة للبعض الآخر ومكروه بالنسبة للبعض، لكنه جميل بالنسبة إلى نفسه»(29).
ولما ارتبط وجود الجسد بالامتلاك والرغبة، فإن صاحبه يعلن سفره المطلق نحو تحقيق الذات. يقول الخوري: «كانت الزاهية تحس الانتشاء والدفء يسريان عبر أوصالها المتقطعة كشجرة عطشى، وتخيلت أنها محمولة إلى عالم آخر وردي، وقد نسي عبدو نفسه فوق جسد الزاهية، لكن الزاهية كانت قد رغبت في ذلك»(30). وبحصول الرغبة، يشتعل الجسد وينادي على نظيره لتكتمل اللذة، وتدب النشوة في سائر الأعضاء. ومن ثمة يكون حضور جسد المرأة حضورا مبررا حيث الجاذبية والإغراء، مثلما نجد في مقطع قصصي: «مرت فتاة جميلة فرآها البعض من الداخل في حين اشتهاها البعض من الخارج»(31)، غير أنه حين تغيب الرغبة ويفقد الجسد حرارته أو يصاب صاحبه بالبرود، فإن الرغبة تصبح بلا معنى، لأنها ستفقد حرارتها وهويتها هي الأخرى، حين تصدر عن طرف واحد. وإن لم يستطع الجسد تحقيق ذاته أو أن يكون جسدا حقيقيا، كأي جسد في العالم، فمعنى ذلك أنه يعلن عن صمته وموته.
لعله، من خلال هذه المؤشرات والإحالات المكانية داخل المنجز القصصي الخور، تبين أن الكاتب في رصده لهذا المكون الفضائي يصدر عن وعي معرفي وجمالي، حيث الحديث عن المكان أو وصفه قصصيا، لم يكن وصفا كجغرافية فقط، وإنما كفضاء يحمل دلالات أعمق من خلال رصد التفاعلات، التي تنشأ بينه وباقي العناصر الأخرى.
خلاصة تركيبية
تقدم تجربة إدريس الخوري القصصية، صورة تقريبية عن القصة القصيرة بالمغرب، من خلال ما لمسناه من أفق فني وجمالي طبع محكيه القصصي، سواء تعلق الأمر بالحديث عن فضاء الشخصيات وعوالمها أو الحديث عن الفضاء في بعده المكاني. تجربة تعكس وعيا بالواقع المجتمعي الذي يتحرك داخله. فتمثيل الواقع، كان الهم الشاغل لدى الخوري يظهر ذلك من خلال اعتماده الصورة الفوتوغرافية للأشياء والعلامات كما هي في العالم الخارجي، وبالتالي تصبح كتابته كتابة بصرية تصف حركية الواقع وصيرورته، وتأبى بحال من الأحوال الترفع عن موقع طبقتها، بل إنها تسايرها فنيا واجتماعيا، كما عبر عن ذلك ذات حوار.
لقد كان الخوري، وهو يعرض لمختلف الحالات والمواقف الإنسانية ويقدم صورا لمظاهر وتجليات الأمكنة، قريبا من كل شرائح المجتمع، غير أنه وهو يتفاعل مع الواقع ويرتبط به ارتباطا قويا، من خلال التعبير عن مشاعر الإنسان، في صمته واحتجاجه، فإن متابعته لهذ المشاعر وتفاعله مع أجواء اليومي والهامشي، لم يمنع من حصول المتعة الحكائية.
بهذا المعنى أو ذاك يظل الكاتب إدريس الخوري، كاتبا من عيار ثقيل، بل فارسا من فرسان القصة القصيرة بالمغرب، ومرجعا من مراجعها العليا، بامتياز. 
الهوامش والإحالات
1 - انظر نص الشهادة التي ألقيناها خلال المهرجان الوطني للقصة المغربية القصيرة. دورة إدريس الخوري. ببني ملال 14-15 ماي 2010. الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي. العدد 9491
2 - انظر تقديم الكاتب لمجموعته (البدايات) حيث اعتبر الكتابة «نميمة»، وبرر رأيه في كونها تطمح دوما إلى كشف وفهم جدلية الأشياء والعلاقات. رآها نميمة مزدوجة، لأنها نميمة في الأنا وفي الآخر. ومن ثمة، تكون الكتابة نميمة تستمد طاقتها التعبيرية مما تمنحه الحياة من مشاهد وأحداث وما تفرزه الذات من مواقف واختيارات. ص: 3-5
3 - قصة: مثل وجه مثل كل الوجوه. مدينة التراب. ص: 93
4 - قصة: من كل حدب وصوب. البدايات. ص: 103
5 - قصة: ما وراء اللعبة. مدينة التراب. ص:49
6 - قصة: في البحيرة. الأيام والليالي. ص: 137
7 - قصة: ما وراء اللعبة. مدينة التراب. ص:52
8 - قصة: من كل حدب وصوب. البدايات. ص:108
9 - قصة: ولادة. مدينة التراب. ص: 9
10 - قصة: الأيام والليالي. البدايات. ص: 58
11 - يمكن العودة إلى قراءة مفصلة بعنوان: جدل الثابث والمتغير في قصص إدريس الخوري، ضمن كتابنا (قبعة الساحر قراءات في القصة القصيرة بالمغرب). منشورات دار التوحيدي. 2009
12 - قصة: قصة واقعية. الأيام والليالي. ص: 93
13 - قصة: بيت النعاس. بيت النعاس. ص 33
14 - أحمد بوزفور. مجلة آفاق. اتحاد كتاب المغرب ع 1. س 1989. ص: 125
15 - يمكن العودة إلى الفصل الأول من دراستنا (جمالية المكان في قصص إدريس الخوري) منشورات دار التنوخي. 2009، حيث عرضنا لأهم التحديدات المفاهيمية التي أنجزت حول مصطلح المكان، تلاه رصد لمختلف العلاقات، التي تجمع هذا المكون القصصي بالإنسان، من جهة، وبالعمل الإبداعي، من جهة ثانية.
16  - نجيب العوفي. مقاربة الواقع في القصة القصيرة المغربية. المركز الثقافي العربي. 1987. ص571
17 - يمكن العودة إلى الفصل الثاني من دراستنا (جمالية المكان في قصص إدريس الخوري) قصد استكمال مفاصل الموضوع
18 - البدايات. ص 55
19 - البدايات ص126
20 - البدايات ص 104
21 - نجيب العوفي. مقاربة الواقع في القصة القصيرة المغربية. المركز الثقافي العربي. 1987. ص571
22 - البدايات. ص 2
23 - البدايات ص 67
24 - البدايات ص 97
25 - البدايات ص 98
26 - غاستون باشلار. جمالية المكان. ترجمة غالب هلسا. المؤسسة الجامعية للدراسات والتوزيع. ص60
27 - البدايات.. ص 29
28 - البدايات. ص 76
29 - البدايات. ص 31
30 - البدايات. ص 58
31 - البدايات. ص100
أحـمـد زنـيـبـر - باحث وشاعر من المغرب
مجلة نزوى

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

Wednesday, May 28, 2014

قتيبة الشهابي - أبواب دمشق وأحداثها التاريخية (Repost)



وزارة الثقافة, دمشق 1996 |  سحب وتعديل محسوبكم أبو عبدو | 370 صفحة | PDF | 22.8 MB

http://www.4shared.com/office/Ju9itXPmba/__-____.html
or
http://www.mediafire.com/view/3qutkbb3ak7g1bt/قتيبة_الشهابي_-_أبواب_دمشق_وأحداثها_التاريخية.pdf

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

قتيبة الشهابي - دمشق, تاريخ وصور (Repost)



وزارة الثقافة, دمشق 1986 |  سحب وتعديل محسوبكم أبو عبدو | 417 صفحة | PDF | 31.7 MB

http://www.4shared.com/office/ay3BTHotce/__-___.html
or
http://www.mediafire.com/view/0qx8fr70ojs5jtk/قتيبة_الشهابي_-_دمشق,_تاريخ_وصور.pdf

الدكتور قتيبة الشهابي (1934 ـ 2008) أحد أهم الكتاب عن دمشق في القرن العشرين وأحد أهم المؤرخين في تاريخ دمشق.
حياته
من مواليد دمشق عام 1934. والده الأمير أحمد الشهابي الذي كان أحد دعائم الثورة السورية الكبرى في غوطة دمشق، حيث كان طوال فترة الثورة رئيساً لمحكمة الاستقلال في قرية «الحتيتة» في الغوطة، والذي عانى طويلاً مرارة النفي واللجوء إلى شرقي الأردن حتى صدور العفو عن الثوار من قبل سلطات الانتداب الفرنسي. ثم سكن الأمير أحمد والد قتيبة مدينة الحسكة، حيث كان قاضياً (نائب عام)، ثم عمل محامياً.
درس الدكتور قتيبة الشهابي المرحلة الابتدائية في مدرسة دوحة الأدب أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا حيث كان مدرسوه عربا في تلك المدرسة التي أسست خصيصا للرد على المدارس الفرنسية آنذاك.
أحب الشهابي التصوير الفوتوغرافي منذ طفولته، فاقتنى أول كاميرا وكان ثمنها آن ذاك ليرة سورية واحدة، فبدأ بممارسة الهواية حتى أصبح محترفاً.
أما في الإعدادية فقد أضاف إلى جعبة هواياته هواية المطالعة وكتابة القصة، وقد فاز بمسابقة القصة التي أجرتها مجلة عصا الجنة لصاحبها الأديب المرحوم نشأت التغلبي.
وبالرغم من أن والد الدكتور الشهابي كان محامياً، لم يسمح له بدارسة الحقوق بعد نيله شهادة الثانوية العامة في الفرع الأدبي. فما كان من الشهابي إلا أن يختار دراسة طب الأسنان، وكان في ذاك الوقت مسموحاٌ لحملة الشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي بأن يدرسو طب الأسنان في سوريا. بالرغم من ذلك، لم يحب الشهابي أبداٌ طب الأسنان، فكان في أول شهر من الدراسة يبكي لعدم فهمه شيئاً من المنهج. ولكن بتصميمه وقوة إرادته، خاض سنين الدراسة الجامعية والدراسات العليا وأصبح من المميزين بعمله بشهادة زملائه ومرضاه.
بدأت رحلته بالبحث التاريخي والتوثيق بالصور حينما كلفته الدكتورة نجاح العطار في العام 1985 بالبحث التاريخي للمدينة. واجه الشهابي العديد من الصعوبات في البحث بسبب قلة المصادر وقلة التوثيقات الخاصة بالأحداث التاريخية التي مرت بها مدينة دمشق.
انجازاته ومناصبه
يحمل دكتوراه في جراحة الأسنان‏ من لندن كما تخصص بالتصوير الضوئي العلمي والمجهري والفني وكان له عدة معارض تشكيلية وفنية داخل سوريا وخارجها. وعمل في المناصب التالية:
عضو في الهيئة التعليمية في كلية طب الاسنان بجامعة دمشق 1963-.1994‏
أستاذ التشريح الفني في كلية الفنون الجميلة - جامعة دمشق.‏
عضو نقابة الفنون الجميلة بدمشق.‏
عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب.‏
متخصص بالتصوير الضوئي من لندن.‏
خبير ثقافي في وزارة السياحة.‏
مستشار وزير السياحة (2000 - 2007).‏
عضو هيئة تحرير مجلة دليل السائح.‏
المؤلفات
كتب الراحل قتيبة الشهابي 27 مؤلفاً مطبوعاً، ستة منها مؤلفات علمية تتضمن أربعة كتب جامعية تدرس في كلية طب الأسنان في جامعة دمشق بالإضافة إلى معجمين إنكليزي - عربي عن مصطلحات طب الأسنان والمصطلحات الطبية. إضافة لذلك، يوجد سبع عشرة مؤلفاً من مؤلفاتة التسع والعشرين في مكتبة الكونغرس الأمريكي.
أما كتبه في مجال التاريخ والتراث والآثار فهي:‏
دمشق تاريخ وصور.‏
هنا بدأت الحضارة (سورية تاريخ وصور)‏
أسواق دمشق القديمة ومشيداتها التاريخية.‏
مآذن دمشق تاريخ وطراز.‏
معجم ألقاب أرباب السلطان في الدول الإسلامية.‏
مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية.‏
معالم دمشق التاريخية.‏
أبواب دمشق وأحداثها التاريخية.‏
زخارف العمارة الإسلامية في دمشق.‏
النقوش الكتابية في أوابد دمشق.‏
دمشق الشام في نصوص الرحالين والجغرافيين والبلدانيين العرب والمسلمين.‏
طريف النداء في دمشق الفيحاء.‏
صمود دمشق أمام الحملات الصليبية.‏
معجم دمشق التاريخي (ثلاثة أجزاء).‏
الطيران ورواده في التاريخ الإسلامي.‏
نقود الشام.‏
عباقرة وأباطرة من بلاد الشام.‏
أديرة وكنائس دمشق وريفها.‏
أضرحة آل البيت والمقامات الشريفة في سورية (بالعربية والفارسية).‏
معجم المواقع الأثرية في سورية.‏
تاريخ ما أهمله التاريخ.
وفاته
توفي الدكتور قتيبة الشهابي عن عمر ناهز 74 عاماً بعد صراع طويل مع مرض السرطان.


عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com


Monday, May 26, 2014

معلا غانم - طرب وعرب, نظرية حركات حروف اللغة في الغناء والموسيقا واللحن -2



اصدار مجلة دبي الثقافية, دبي   2014 |  سحب وتعديل محسوبكم أبو عبدو | 374 صفحة | PDF | 4.94 MB

http://www.mediafire.com/view/gaqh2w348t4m5bm/معلا_غانم_-_طرب_وعرب,_نظرية_حركات_حروف_اللغة_في_الغناء_والموسيقا_واللحن_-2.pdf
or
http://www.4shared.com/office/HpXqe9_ice/__-___________-2.html


عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

معلا غانم - طرب وعرب, نظرية حركات حروف اللغة في الغناء والموسيقا واللحن -1



اصدار مجلة دبي الثقافية, دبي   2014 |  سحب وتعديل محسوبكم أبو عبدو | 382 صفحة | PDF | 4.85 MB

http://www.mediafire.com/view/jpzxuc88jxwkbvw/معلا_غانم_-_طرب_وعرب,_نظرية_حركات_حروف_اللغة_في_الغناء_والموسيقا_واللحن_-1.pdf
or
http://www.4shared.com/office/p5ISF5Mpba/__-___________-1.html

يكشف كتاب "طرب وعُرب نظرية حركات حروف اللغة في الغناء والموسيقى واللحن" لمؤلفه معلا غانم، الذي صدرعن مجلة "دبي الثقافية" ، ثغرات الثقافة العربية الموسيقية، لا سيما وإن البعض أحبوا أن يلبسوا موسيقانا ثوباً غربياً تحت عنوان الحداثة، بدلاً من أن يغوصوا في تحليلها وتفسيرها وفهم كنهها.
واعتمد معلا الغانم في إعداد كتابه المكون من جزأين، على دقة سمعه وسلامة تفكيره، خاصة وإنه لا توجد مراجع علمية موسيقية تحليلية دقيقة، وشدد على ضرورة دراسة الموسيقى بشكل صحيح لكي نسمو باللغة العربية وبموسيقانا نحو العالمية .
أصوات فنية
ومرّ الغانم في كتابه على بعض الأصوات الفنية وأبرزها: المغني أبو بكر سالم، الذي كانت شخصيته ترتسم في مخيلة الغانم وهو يتحدث عن تحليل شيفرات العُرب الفرعية، وقد أكد بأنه يصعب تقليد أبو بكر سالم لأن شخصيته تتجسد في كل أغنياته، فضلاً عن إنه ينفرد بانتقال مرعب من طبقة إلى أخرى ويمتلك حنجرة عملاقة ومعاناة التعبير ولحن الصوت، وهذا ما يجعلنا بحاجة إلى هكذا رواد في الغناء الشرقي.
أما عن أغنية "عيناك ليال صيفية" للمغنية ماجدة الرومي، فأوضح الغانم بأنه إذا أردنا لأغانينا الخلود فإن علينا دراسة تلحين الإيقاع العروضي الشعري الموسيقي لكلمات أغانينا.
وفي أغنية "غيبي يا شمس" ألبس المغني ملحم زين الكلمة القديمة اللحن أو النبرة الصوتية فأخرج الكلمة من حروفها إلى المجال الواسع من الفضاء الرنيني الصدوي الصوتي، وكذلك المغني وائل كفوري في أغنية "تبكي الطيور"، حيث ارتقى بأغنيته تصاعدياً ليدخلنا منها إلى الفضاء الأوبرالي المبدع.
خسارة
على جهة أخرى طالب الغانم أن يتم التعامل مع عظماء المطربين بدقة عالية، فالمطربة الراحلة ربا جمال كانت تمتلك صوتاً مشابهاً لصوت أسمهان ولكن لم يتنبه الملحنون العرب إلى هذه الميزة ولم يتفضلوا بإهدائها أغاني وألحان متماشية مع روح ومكانة أسمهان، بالإضافة إلى أن أغاني أسمهان لم تتم إعادتها بصوت ربا جمال التي رحلت ولم تنل ما تستحق، وفي هذه الحالة لم يخسر العالم العربي ربا جمال فقط، بل أسمهان جديدة أيضاً.
فسر الغانم في كتابه الانزعاج الشديد الذي يعانيه المطرب إن لم يجد الهدوء والإصغاء الضروريين لأداء طربه، لكون هذا الهدوء ضرورياً لتحديد موضع وزمن التسكين أو حتى السكون الطبيعي، فلكي يطرب المطرب علينا تأمين الطرب له، والمطرب الذي يستطيع أن يطرب في أي جو يكون موجوداً فيه فهو ليس بمطرب،
ريما عبدالفتاح - "البيان

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com

عبد اللطيف اللعبي - الهوية..شاعر



منشورات الفنك, الدار البيضاء  1997 | سحب وتعديل جمال حتمل | 114 صفحة | PDF | 3.66 MB

http://www.4shared.com/office/jA26yZ6Tce/___-_.html
or
http://www.mediafire.com/view/4ra0z0l8lx0c47t/عبد_اللطيف_اللعبي_-_الهوية..شاعر.pdf

ما زال مسكوناً بالروح القلقة التي رافقته منذ الستينيات. نجده على كل الجبهات: التطرّف وتمكين المرأة والتعددية والحريات الفرديّة... وإنقاذ الذاكرة الثقافيّة المعاصرة. عشية اليوم العالمي للشعر، تحيّة إلى الشاعر المغربي الذي حلّ بالأمس القريب ضيفاً على الفلسطينيين في رام الله والقدس المحارب القديم ما زال قادراً على تجديد أسلحته. عبد اللطيف اللعبي (1942)، الشاعر المغربي بالفرنسية والمناضل الماركسي اللينيني الذي قضى الفترة من 1972 حتى 1980 في سجون الحسن الثاني غيَّر الكثير من قناعاته وأولوياته. لكنّه ما زال محافظاً على الروح المتوثبة القلقة التي بدأ بها منذ أواخر الستينيات مساره السياسي والشعري. لم تزهر شجرة الحديد في بلاد المغرب الأقصى، خلافاً لما حلم به الشاعر في ديوانه الأول «وأزهرت شجرة الحديد» (1974). لكنّ «مجنون الأمل» الذي حرّك مياه المشهد الشعري المغربي الراكدة عام 1972 بمجلته الرائدة «أنفاس»، ما زال يحلم بالحريّة، ويعمل من أجلها... وينتظر أن يرى زهرة الحياة تطلع فوق الأغلال الحديدية التي تكبّل منّا الوجدان والأذهان. المحارب القديم صار اليوم شاعراً أكثر ممّا كان. الهوية شاعر. والمهنة شاعر. شاعر بالأساس. شاعر جداً. لكنّه لا يستغني بقصيدته عن العالم، ولا يذهله سحر اللغة عن روح الإنسان. لذا، فهو دائم الارتياب من أوهام الشعراء: «لديَّ تحفّظ بخصوص موضوع تفجير اللغة. وأفضّل توسيع مجال التعبير، وأبذل جهداً لأقترب أكثر من الأحاسيس الدقيقة للإنسان. فالمبدع هو الذي يخلق الحياة في اللغة. أما المعاجم والقواميس، فليست في النهاية أكثر من مقابر. والشاعر هو الذي يزرع الحياة في هذه المقابر. هذه بالضبط وظيفته». أما الهوية التي عاش اللعبي دوماً قلقها في الكتابة والحياة، هو المغربي العربي الذي يكتب بالفرنسية، فقد هرَّبها من جحيم السجال والتنابز إلى فردوس الشعر. ومع ذلك، فـ «ليست هناك هوية خالصة. الهوية الصافية ليست أكثر من فكرة فاشيّة تدفع إلى مجموعة من الانزلاقات كالعنف والتعصب وإلغاء الآخر»، هكذا تكلّم صاحب «تجاعيد الأسد». ولأنّ القصيدة كانت دوماً خيمة اللعبي الأثيرة، ففيها سيطلق صرخاته القوية ضدّ الاستبداد السياسي خلال سنوات الرصاص في بلاده المغرب: من «مملكة البربرية» (1980)، و«قصة مصلوبي الأمل السبعة» (1980) إلى «خطاب فوق الهضبة العربية» (1985). وعندما تعرضت مدريد عام 2004 لتفجيرات إرهابية اتُّهم متطرفون مغاربة بالضلوع فيها، لم يتردّد اللعبي في الاعتذار لأهالي الضحايا ـ بصفته مواطناً مغربياً ـ في قصيدة طويلة بعنوان «صفحكم يا أهل مدريد». حتى عندما أصدر في باريس أول انطولوجيا للشعر المغربي باللغة الفرنسية بعنوان «انطولوجيا الشعر المغربي من الاستقلال إلى اليوم» (2005 ـ منشورات La Différence)، اكتشف الجميع أنّ مزاج الشاعر وذائقته الشخصية لم يحتكرا المهمة، فالمناضل الديموقراطي كان هنا أيضاً، حاضراً بقوّة! وهذا الأخير ـ أي المناضل الديموقراطي في أعماق اللعبي ـ غافل الشاعر ليراعي مبدأ الكوتا (نظام الحصص)، ضامناً في الأنطولوجيا نوعاً من الحضور المتوازن للغات القصيدة المغربية (العربية الفصحى، الفرنسية، الأمازيغية، والمغربية الدارجة). بل ذهب أبعد من ذلك: إذ مارس ما يطلق عليه «التمييز الإيجابي» لصالح الشعر المؤنث، ما ضمن له تكريس حضور نسائي متألق لشاعرات المغرب في هذه الأنطولوجيا. شعلة القلق المتوقّدة هذه التي نسمّيها في المغرب عبد اللطيف اللعبي لا ترسو على برّ، ولا تطمئن لمشروع. «على قلق كأن الريح تحتي» يردّد مجنون الأمل مع المتنبي. لهذا لم يعد يحدث شيء في المغرب، إلّا وننتظر ماذا سيقول اللعبي، وكيف سيكون ردّ فعله. مبادراته تكاد تفوق تحرّكات «اتحاد الكتّاب» مجتمعةً... يُذكّرنا يومياً بأن المثقف مواطن أيضاً. ودوره لا يقتصر على الإنتاج الإبداعي والرمزي فقط، بل على «كتلة المثقفين الانخراط في فعل جماعي لدعم المشروع المجتمعي الحداثي». لهذا، عندما كان المغرب على موعد مع الانتخابات التشريعية في أيلول (سبتمبر) الماضي، أصدر اللعبي بياناً يدعو فيه المثقفين إلى تشكيل جبهة ضد الظلامية، وإلى الانخراط في معركة الدفاع عن قيم الحداثة وتوسيع الهامش الديموقراطي. وعندما تعرضت مجلة «نيشان» للمنع والمحاكمة بعدما نشرت نكاتاً عن السياسة والدين والجنس، أصدر اللعبي بياناً ندّد فيه بـ «الحقيقة الحزينة» التي تريد أن «تظل الفكاهة حبيسة المجال الخاص»، مؤكداً على أنّ «المجتمع الذي لا يضحك من نفسه آيل بالضرورة إلى الانزلاق نحو التطرف». وعندما اعتُقل مواطنون في مدينة القصر الكبير قبل فترة على خلفية حفلة أقاموها واتهموا بأنهم مارسوا خلالها «الشذوذ الجنسي»، أطلق اللعبي «نداءً للدفاع عن الحريات الفردية»، وقّعه إلى جانبه مئة مثقف طالبوا فيه الدولة المغربية بـ«حماية الحريات الفردية وتجريم دعوات التحريض على العنف ضد الأفراد بسبب معتقداتهم أو اختياراتهم الشخصية». لكنّ معركة اللعبي الأهم يخوضها ضد النسيان من أجل معهد للذاكرة المعاصرة في المغرب. فروّاد الأدب والفن المغربي المعاصر بدأوا يرحلون تباعاً، تاركين مخطوطاتهم وأرشيفهم الشخصي عرضةً للإهمال. يكفي أن نذكر محمد عزيز الحبابي، وعبد الله راجع، ومحمد الركاب، ومحمد زفزاف... مروراً بمحمد القاسمي، ووصولاً إلى محمد شكري وإدريس الشرايبي... ذاكرة ثقافية تتبدّد أمام أعيننا من دون أن نفعل شيئاً. لهذا، اختار اللعبي أن يقود أشرس معاركه في هذا المعترك بالضبط، مطالباً بإنشاء معهد للذاكرة. وفي السياق نفسه، يقود معركة أخرى لإدراج الأدب المغربي بلغتيه، العربية والفرنسية، في المناهج الدراسية، «كي يتمكن أبناؤنا من اكتشاف أسئلة الإنسانيّة وحقائقها، من خلال عبر مخيّلة قريبة منهم». القضايا التي يناضل من أجلها عبد اللطيف اللعبي تتجدد باستمرار. وقرينه «النزق الذي يعرف كيف يلهو بخجله» ـ وهو خصص له ديواناً كاملاً بعنوان «قريني العزيز» (صدر أخيراً عن «دار لاديفيرانس») ـ يمعن في التنكيل به، ليفتح شخصية اللعبي، الشاعر والإنسان، على المزيد من التعقيد: «أحياناً/ أجده جالساً مكاني/ ولا أجرؤ على أن أطلب منه/ النهوض». قرين «يزعم أنه أرجنتيني/ فيما لم أعتبر نفسي قط فرنسياً/ مع أنه مغربي حتى النخاع». هل هي شيزوفرينيا، تلك التي تلبّست مجنون الأمل؟ يجيب عبد اللطيف اللعبي: «ربما عليَّ أن أعترف بأنني، إلى حد ما، سكيزوفريني سعيد». لكنّ سر سعادة اللعبي هو مصالحته العميقة مع ذاته. قد نختلف مع اختياراته ومبادراته وبعض أفكاره وآرائه. لكنّ الجميع، في المغرب على الأقل، يقدّرون الصدق الكبير والنبل الإنساني العميق الذي يحرّك مبادرات هذا المثقّف ومواقفه. أما بالنسبة إليه، فكل شيء محسوم: «سأبقى دائماً أطرح قناعاتي في أي قضية من القضايا السياسية والثقافية من داخل الهامش الذي أعيش فيه. لم انخرط لا في الدولة ولا في الأحزاب. بقيت في الهامش الخصب. وربما يكون هذا الهامش هو المركز. لأنه مجال الحرية، والحرية هي مركز القيم». محرّر وصاياه  نجوان درويش ولد عبد اللطيف اللعبي في فاس عام 1942، نشر بالفرنسية 30 كتاباً بين الشعر والرواية والمسرحية والنقد ومجموعة من الترجمات إلى الفرنسية مثل «أنطولوجيا شعر المقاومة الفلسطينية»، و«أنطولوجيا الشعر المغربي الحديث»... وما زال يجد متعة في نقل أعمال يحبّها إلى الفرنسية، معتبراً أن الاهتمام بإنتاج الآخرين هو تغلّب على نرجسية الشاعر، ومطبات الانغلاق على الذات. أسس عام 1966 مجلة «أنفاس» وقضى ثماني سنوات (1972-1980) سجيناً في المغرب بسبب نشاطه الفكري والسياسي. يعيش اللعبي في باريس منذ 1985. وفي التسعينيات، صار يتردّد على المغرب بعد عقد من المنفى. يُعدّ اللعبي اليوم من أبرز الشعراء الفرنكوفونيين في العالم العربي وخارجه، وقد حاز عام 2006 جائزة «الآن بوسكيه» عن مجمل أعماله. عضو في «أكاديمية مالارميه»، وأعماله مترجمة إلى لغات عدّة من بينها العربية. يصف الكتابة بأنها عملية تحرير دائم لوصية غير مادية.
ياسين عدنان - "الأخبار" الناطق الرسمي باسم حالش

عذرا للعلامة المائية البارزة, اضطررنا لذلك بسبب سرقة كتبنا.
للتبليغ عن أي رابط غير فعال, الرجاء إرسال رسالة إلى:
abuabdo101@gmail.com