ولد الشاعر الفلسطيني علي فودة في الاول من نيسان عام 1946 في قنير قضاء حيفا، قبل حلول نكبة فلسطين بعامين ، حرم من العيش على ارض وطنه ، فشرد مع مئات الالاف من الفلسطينيين شيبا وشبانا نساءا واطفالا ، تاركين ورائهم ذكريات اليمة نقشت باحرف سوداء في الضمير الانساني، الذي وقف عاجزا عن حماية طفل يصر على اللعب، في ازقة وحارات قريته كبقية اطفال العالم ، يصر على البقاء في قرية ولد فيها، كي ينعم بخيراتها وينهل من عاداتها وثقافتها ، ويوهبها حياته ثمنا لحريتها واستقلالها.
لجأ مع اسرته الى مخيم نور شمس في طولكرم ، ودرس الصفوف الابتدائية في مدارس المخيم واكمل دراسته الثانوية في مدرسة الخضوري عام 1964، ومن ثم انتقل الى مدينة اربد للدراسة بمعهد معلمين حواره ، حيث تخرج عام 1966، وعمل مدرسا في مدرسة ام عبهره التابعة لوزارة التربية والتعليم في ناعور ، ظهرت اولى اعماله في عام 1969 باصدار اول ديوان له " فلسطيني كحد السيف" وكان متأثرا بالمناخ السياسي الذي كان سائدا، وبروز حركة المقاومة الفلسطينية ، التي وصفها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بانها انبل ظاهرة برزت في التاريخ المعاصر.
انضم علي الى رابطة الكتاب الاردنيين منذ تأسيسها عام 1973، ولم يمض طويلا في عضويتها فغادر الاردن صيف عام 1976 متجها الى الكويت ومن ثم الى بغداد الى ان استقر في بيروت واستشهد على ارضها.
مثلت شخصيته الرافضة والمتمردة نموذجا مميزا في الوسط الادبي ، ينتمى علي الى ادب المقاومة الذي ازدهر في تلك الحقبة، متقاطعا مع نضالات المقهورين في مختلف ارجاء المعمورة ، ضد المحتلين والمستغلين اينما وجدو برؤية اممية انسانية واجتماعية . كان علي من الشعراء المتميزين والمتمردين كتب قصائد الرصيف والصعلكة والثورة. يقول عزالدين مناصره ان علي كان غجريا صعلوكا في حياته اليومية وكان ذئبا في معاركه وكان طيبا لم يعرف الحقد ولا التآمر وظل شعبيا بروليتاريا شوارعيا حتى لحظة استشهاده ،وكانت (حيفا- طولكرم – عمان – بغداد- بيروت) اهم محطات حياته.
اصدر علي مجلة الرصيف في بيروت (1981-1982)مع زملائه ، وواصل على اصدارها كجريدة يومية اثناء الحصار الاسرائيلي لبيروت، استشهد بقذيفة اسرائيلية في اب عام 1982 وهو يوزع الرصيف على المقاتلين اثناء الحصار. وكان مقهى ام نبيل مقابل جامعة بيروت العربية مقر المجلة ، التي كانت تمثل الرفض للمؤسسة السلطوية. كان علي صاحب تجربة مختلفة ودافئه ورصيفية ماتت باستشهاده، كما يقول الروائي يحيى يخلف، ويضيف المحسوب لعلي ان معظم الشعراء كانوا يتأثرون بدرويش وادونيس ويوسف الخال، الا ان علي لم يتأثر باحد وكان نسيج نفسه، كانت له لغته الخاصة النابعة من شخصية شعبية فلسطينية، جميلة وشفافه، وبسيطة ، كان فلسطينيا طيبا مثل روايته (الفلسطيني الطيب)،
شاعر فلسطيني كرس حياته دفاعا عن قضايا شعبه
ووطنه، متحديا كافة أشكال القهر والاحتلال، مناضلا من
اجل الحرية والقيم الإنسانية، فطبعت شخصيته بطابع
الثورة والتمرد على الظلم والطغيان، استشهد في حصار بيروت عام 1982
من قصائده الأكثر انتشارا قصيدة( الفهد ) التي انشدها الفنان اللبناني مارسيل خليفة
منها:
إني اخترتك يا وطني
حبّاً وطواعية
إني اخترتك ياوطني
سراً وعلانية
إني اخترتك ياوطني
فليتنكر لي زمني
ما دمت ستذكرني
يا وطني الرائع ياوطني ...
إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما