يذكر الذين كنت أريدهم مناضلين حقيقيين أني لم اتكلم عن السياسة إلا مكرها خلال خمسة عشر عاما، مكتب الحزب كان مدرسة فقط قرأنا فيه القرآن والإنجيل والشعر، لم يعننا من التوجيه الحزبي إلا ما أنسجم مع عقلنا الجديد، السياسة كانت عندنا شيئاً آخر، بناء عالم رواده أطفال يكبرون ولا يهربون يظلون على براءة الطفل، عالم فنان، هذه الصورة، يجهلها عني البشر، يعرفون السيد الوزير الذي نسي الطفل مراث كثيرة وصرخ علياً أحياناً. يعرفون الصورة التي فررت منها سنوات خمس ثم وجدتها أمامي بعدها، تطاردني، تملأ فجاج حياتي شقاء.
"في كسرة خبز يكتب الوزير والمؤلف سامي الجندي" ما طواه الزمن من حياة الطفولة، يكتب يلفه القاص الصغير ليعالج أموراً كبيرة هي في أساسها مشاكله ومشاكل مجتمعه الذي يعيش، بكلماته رسم صوراً عن ماضيه وذكرياته خارج السلك الحكومي وخارج لغة السياسيين، فجاءت قصصه واقعية حية، عبرت بلغة الكتابة عن الواقع وبالأفكار عن الذات.
أو