(محال أن يحيط العقل بأحداث حكم آذار وتطوره، لأنه ضد العقل والمنطق، كل عقل، وكل منطق ...
زالت كل القيم وكل ما يحدد الروابط الاجتماعية).
هذه الكلمات، الحادة والشفافة والكاشفة والبليغة، كتبها قبل أكثر من أربعة عقود، واحد من أعظم رجالات سوريا في القرن العشرين، ليوّصف الحال التي انتهت إليها ما يسمى (ثورة الثامن من آذار) التي أوصلت حزب البعث إلى حكم سورية على ظهر دبابة عام 1963.
هذا الرجل هو د.
سامي الجندي، صاحب الكتاب- الصفعة (البعث) والذي مرت ذكرى رحيله الثامنة عشرة، في الرابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) الجاري.
الطبيب والرجل العلماني المتنور، وابن مدينة (السلمية) عنوان الوحدة الوطنية الحقيقية والعفوية، رأى طائفية حزب البعث باكراً بعد استيلاء العسكريين العلويين على قرار الحزب ومساره.
تحدث عنها بوضوح وشفافية في كتابه المذكور، الذي صدر عام 1969 في بيروت.
لم يدفن رأسه في الرمال كما يفعل كثير من المثقفين المغرمين بالشعارات، ممن ظلوا يدفنون رؤوسهم في رمالٍ أنتجت بعد كل هذه العقود، عشرات المذابح الطائفية بحق أبناء السنة في سوريا.
• حزب وراء الحزب! قال الجندي عن صلاح جديد مثلاً: " يتساءل الناس: هل هو طائفي أم لا؟ قد يكون وقد لا يكون – أقبل الاعتقاد أنه غير طائفي – ولكنه مسؤول عنها، اعتمد عليها ونظمها وجعلها حزباً وراء الحزب.
قد يقول قارىء: ما ينبغي لي أن أتعرض إلى الطائفية وأن أجانبها.
أما أنا فأعتقد أنه يجب أن نعالج كل قضايانا بجرأة وبروح علمية.
أو
No comments:
Post a Comment