تضع تهامة الجندي كتابها «صورنا الماكرة» بين يدي القارئ دون أن تخبره شيئاً عن سيرتها الذاتية، فهي كما تُعرّف نفسها في كتابها: «حياتي الفقيرة، المسروقة، المحروقة، المهتوكة، مثل حيوات أغلب السوريين، لم تكن استعادتها سهلة عليّ». والاستعادة هنا بمعنى نكأ الجراح (وما أكثرها) في كتب السيرة الذاتية. فهي تقدم سيرتها للقارئ بجمل مثل: «تعودت أن أطمسها لأحمي نفسي، وكان عليّ أن أرتق ثقوب ذاكرتي، وأرمم مناطقها التالفة، أدخل دهاليزي ببطء، وأنكأ جراحي جرحاً بعد جرح، أنبش أسراري، وأبكي وأنا أحرّرها وأبصر على الأوراق خيبتي». وعبر بوح حار عالي الشجن، تضع القارئ في خانة الاصطفاف معها في وجه الفساد الذي ينهش جسد بلد جميل، بلد أجهزت الحرب على بقاياه أو على آخر قطرات خيره.
سيرتها تشبه سيرة آلاف من المثقفين السوريين ومن يماثلهم في إنتاج المعرفة، لكنها سيرة مليئة بالحسرات، ربما لأن الإرث العائلي يلعب دوراً سلبياً، تطبيقاً للمثل الشعبي «الآباء يأكلون والأبناء يضرسون»، حيث على الكاتبة أن تدفع ثمن مواقف عائلتها الأب والأعمام وغيرهم ممن يتواشجون معهم بصلة الدم والنسب. وهو ما يشبه كثيراً قصص جمهوريات الموز في أميركا اللاتينية مع فارق أن سوريا لا تنتج هذه الثمرة ولكنها تنتج الظلم بما يفوق ما كتبه ماريو بارغاس يوسا في روايته الشهيرة «حفلة التيس».
تهامة الجندي:
كاتبة وصحافية، أخصائية في المجال الثقافي، ولي أكثر من ألف مادة منشورة ما بين المقالة والحوار والتحقيق الصحفي والدراسة، في دوريات ومواقع منها: التلفزيون البلغاري، وايتهاوس إن أرابيك، المدن، جيرون، العربي الجديد، القدس العربي، المستقبل، البيان، نزوى
وُلدتُ في اللاذقية لعائلة تضم العديد من الشخصيات الثقافية والمعارضين السياسيين. سافرتُ إلى بلغاريا وحصلت على الدبلوم والماجستير والدكتوراه في كلية الصحافة والاتصالات بـ جامعة صوفيا "القديس كليمنت أوهريدسكي"
بعد تخرجي عدّتُ إلى سوريا، ومنذ عام 1995 بدأتُ أغطي الحياة الثقافية في دمشق لعدد من الصحف والمجلات مثل: الكفاح العربي، السياسة، الرأي، فنون. انتسبتُ إلى "اتحاد الصحفيين السوريين"، وصدرتْ لي خمسة كتب ما بين الشعر والدراسة. كما عملتُ محاضرة في جامعة دمشق، كلية الصحافة عام 1996
أيدتُ المظاهرات السلمية عام 2011، وغادرتُ إلى بيروت أوائل عام 2013. عملت في صحيفة المستقبل "ملحق نوافذ"، ثم انتقلت إلى بلغاريا أواسط عام 2014، ولا أزال أقيم فيها، وأتابعُ عملي كمراسلة صحفية وكاتبة
إلى ذلك عام 2014 عملت مترجمة لحوالي شهر في الإذاعة البلغارية - القسم العربي. 2016 عملتُ لثلاث شهور في "غالوب الدولية" لاستطلاعات الرأي. 2017 صدر كتابي السادس "صورنا الماكرة". 2021 أصدرتُ كتابين آخرين عن كيندل للنشر الذاتي.
عضوة "رابطة الصحفيين السوريين" و "رابطة الكتاب السوريين"
أتقن العربية والبلغارية، معرفتي بالإنكليزية متوسطة، وبكل اللغات أكتب للحرية
أو
No comments:
Post a Comment