Saturday, May 17, 2025

مازن عرفة - وصايا الغبار



وصايا الغبار هي الرواية الأولى للكاتب والروائي مازن عرفة. وقد طُبعت عن دار التكوين في دمشق عام 2011 بعدها صدر له روايتان أخريان هما: "الغرانيق" و"سرير على الجبهة" بالإضافة إلى كتب في المجال البحثي وهي: العـالم العـربي في الكتابات البولونيـة   في القـرن التاسـع عـشر باللغـة البولونيـة. سـحر الكتاب وفتنة الصورة من الثقافة النصية إلى سلطة اللامرئي 2008.
 وإذا بدأنا من العنوان "وصايا الغبار" نلاحظ أنه يثير الكثير من الجماليات والدلالات التي تفتح ذهن القارئ على آفاق متخمة بتساؤلات جمة، ما يجعله يبحر في بحر من التأويلات المتضادة، ويقحمه في صراع مع ذاته ومع بياض المحيط به. 
فأي وصايا يشير إليه المؤلف؟ ولماذا سمّى الكاتب هذه الوصايا غباراً؟ استفهامات وتساؤلات كثيرة تربك القارئ لكنه سرعان ما يرسي على برّ حين يفكك العنوان ليعطيه تأويلاً يطابق شعوره الباذخ به. العنوان هو هوية النص والعتبة الأولى التي يطؤها القارئ ليسبر أغوار النص وهنا تفوّق مازن عرفة على نفسه في اختيار هذا العنوان المميز الذي يجذب القارئ من حيث لا يدري ويجعله يغوص في عوالم الرواية المثيرة. 
حين يقرأ المرء الرواية للوهلة الأولى يشعر أنها رواية إيروتيكية بامتياز وذلك من خلال شخصية "ورد" التي يجدها البطل فجأة في سريره ومظهرها الذي يوحي أنه قضى معها ليلة مثيرة، لتتجدد هذه اللقاءات كلما أمطرت لتدخل "ورد" من النافذة وتحلق مع البطل في سماوات الشهوة، شخصية لطيفة تأتي مع هطول المطر تداعب البطل كما تداعب زخات المطر بشرته، هي حنينه للمطر ورغبته التي تلبيها له دون نقاش. لكن الأمر بعيد كل البعد عما يشعر به المرء للوهلة الأولى. إنه أمر آخر، تابوهات ممنوعة باتت تهدد الإنسانية جمعاء.
الرواية تعرّي السلطة، الواقع المعاش والجماعات المتطرفة من خلال تجربة البطل وتقرّبه من هذه التابوهات بحكم عمله في مركز ثقافي تابع للسلطة.

أو


 

No comments:

Post a Comment