“ستة رجال مشهورين يروون لكم هنا كيف بدلوا رأيهم حول الشيوعية”. بهذه العبارة قدم الناشرون عام 1948 للكتاب الجماعي الذي صدر في ذلك العام تحت عنوان “الصنم الذي هوى”. والحقيقة أنه بهذه العبارة، أو من دونها، كان مقدراً لذلك الكتاب أن يحدث دوياً هائلاً، وأن يثير من السجالات ما لم يثره في ذلك الحين أي كتاب آخر، ذلك أن موضوع “الشيوعية والانتماء إليها والعودة عنها” كان الشغل الشاغل للعدد الأكبر من مثقفي العالم، من ناحية تحت ضغط ما كانت الستالينية قد أوصلت الفكر الشيوعي إليه عبر حكم توتاليتاري، كان البعض يحاول أن يقول إنه مجرد طارئ ستاليني على الماركسية – اللينينية كما مورست خلال النصف الأول من القرن الـ20، ومن ناحية ثانية تحت ضغط ما كان يحدث في الولايات المتحدة الأميركية من استشراء الظاهرة الماكارثية – نسبة إلى السيناتور السيئ الذكر ماكارثي الذي جعل من مطاردته اليساريين في طول أميركا وعرضها “حملة” صليبية بائسة – التي طاولت الشيوعيين الأميركيين ظاهرياً، لكنها في حقيقتها طاولت كل الديمقراطيين وحتى الروزفلتيين الأميركيين في الجيش والخارجية، قبل أن تخبط ضد كل صاحب فكر يساري في هوليوود وغيرها. انطلاقاً من ذلك كله، إذاً، كانت القضية الشيوعية، محور السجالات والأفكار. ومن هنا حين ظهر “الصنم الذي هوى”، كان من الطبيعي له أن يسيل حبراً كثيراً وحماوة نقاش مدهشة.
أو
No comments:
Post a Comment