يستهل الكاتب روايته هذه بقصيدة بعنوان «الغريب». وبكلمة قصيرة يشير فيها إلى دواعي انقطاعه وتوقفه عن الكتابة، ثم عودته إليها بعد ثماني سنوات أو أقل، ضاق فيها ذرعا بما يدور في الوطن العربي من أحداث، وما يتعرض له من انتهاكات، ومن مؤامرات تعود به إلى زمن ملوك الطوائف، وحرب البسوس، ومسؤولية هذا التقهقر في رأيه، تعود إلى الطائفيين في المقام الأول، وإلى المثقفين والمتدينين المذهبيين والديمقراطيين والتنويريين والقومجيين واليساريين، الذين شيدوا لنا في الخمسين عاما الماضية قصورا في الهواء، ملأوا جدرانها بالشعارات عن الحرية والعدالة الاجتماعية ومكافحة الإرهاب والفساد، وهي في الحقيقة قبض ريح.
يزعم المؤلف بعيد هذه الكلمات أن روايته هذه لا يَدَ له في نسج حوادثها، أو سرد وقائعها، وإنما هو راو من الدرجة الثانية، أما الراوي ذو الدرجة الأولى، فهو يحيى بركات، بطل هذه الحكاية التي وقعت مجرياتها ودارت في الرقة، بعيد سقوطها وتسليمها للدواعش مثلما يصرح في إحدى الصفحات.
إو
No comments:
Post a Comment