Thursday, October 29, 2015

أبو عمران الشيخ, رندة بعث - مسألة الحرية في الفكر الإسلامي, الحل المعتزلي



إذا أعجبكم الكتاب وقررتم لطشه فحلال عليكم, فقط رجاءا أن لاتحذفوا علاماتنا المائية من عليه, تعبنا حتى حصلنا على الكتاب, قضينا ساعات في سحبه وتعديله. فأقل مايمكن هو أن ننسبه لهذه المجموعة. وشكرا لتفهمكم



https://drive.google.com/file/d/0Bxu9nt7A-tWSdkQzVTBzeENKT0U/view?usp=sharing



يحرص كتاب «مسألة الحرية في الفكر الإسلامي»، لمؤلفه أبو عمران الشيخ، على كشف الصدام بين الفلسفة المعتزلية وفلسفة الجبريين، في مسألةٍ مركزية نشبت في القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي، ذلك حين طرحت قضية فحواها: «ما علاقة القدرة الإلهية بحرية البشر؟ ماهي علاقة الإنسان بأفعاله؟». إذ وجد المعتزلة أنفسهم في حضور أزمة في الوعي الجماعاتي.
وذلك إثر التباينات التي ظهرت بين مناصري النظام السياسي، آنذاك. وبين خصومه. فلم تتوقَّف المناظرات أبداً، وسرعان ما تحوَّلت إلى مواقف مذهبية صارمة، إلى هذا الحد أو ذاك. إذ تمثَّلت المسألة الأساسية في معرفة ما إن كان الإنسان حرَّ التصرُّف ـ ينبغي حينذاك اعتباره مكلَّفاً ـ أم أنَّ الله وحده يتمتع بالقدرة. وفي هذه الحالة تصبح حرية الإنسان وهماً. ويلفت المؤلف إلى أنه، من يومها وإلى الوقت الحالي، لا تزال راهنية الفكر المعتزلي تقوم بتجديد الثقافة العربية والإسلامية.
إذ إنَّها طرحت مسألة الحرية باكراً جداً على الوعي الإسلامي. كما ان الحل المعتزلي أثَّر عميقاً في كل تيارات الفكر في هذه الثقافة، سواءً تعلَّق الأمر بالمجادلة العقيدية (الكلام)، أم بالفلسفة ذات الاستلهام الهيليني (الفلسفة)، أم بالتصوُّف: الصراطي أو غير الصراطي.
ويوضح الشيخ أنه اتخذت كل مدرسة موقفاً من مذهب المعتزلة، ومن المنهج المطبق. وطوال قرون، تغذَّت النقاشات والمناظرات من موضوعات ذلك المذهب، سواءً لإقراره أم رفضه. وتجلَّى تجدُّد للاعتزال في مطلع القرن التاسع عشر. إذ استلهمه المجدِّدون، من أمثال :جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد إقبال، لصياغة مذهبهم عن الحرية الإنسانية واستثارة حركة تحويلٍ للمجتمع الإنساني، بهدف إدماجه في تيار الحضارة العالمية، بعد قرون من الانحطاط.
ويرى المؤلِّف أنَّ جميع المصادر التي لجأ إليها في بحثه، تؤكِّد أنَّ «معبد الجهني» هو أوَّل مُنظِّر أبدى رد فعل منهجياً، على هذه القدرية السياسية الدينية، التي أكَّدها الأمويون وحلفاؤهم. إذ شجب الجهني بحدة استبداد الحكم القائم في دمشق، وفكرة استناده إلى إرادة الله. ما دفع الخليفة عبد الملك بن مروان إلى اعتقال معبد وإعدامه في دمشق عام 80 هـ ــ 699م.
كما رفض المعتزلة، حسب المؤلف الشيخ، استخدام العنف، حيث ظلوا على ارتباطهم القوي بآل النبي (ص). فهم كما يُعرف عنهم بأنهم (شيعة) معتدلون. واصطدم المعتزلة مع المذهب الجبري، ومع المدرسة الحنبلية، ومع المدرسة الأشعرية، ومع المدرسة الصوفية التي كان على رأسها المفكِّر الصوفي (المحاسبي).
ويشير المؤلف إلى أنَّ المجبرة ـ الجبريين ـ وهم أنداد المعتزلة، يخلطون بين الخلق والخالق، بهدف تعزيز أطروحتهم التي تنص على عجز الإنسان عن الفعل. في ما تتجنَّب مدرسة المعتزلة بعناية، مثل هذا الخلط.
ويخلص المؤلِّف أبو عمران الشيخ، إلى أنَّ المعتزلة أوجدوا علم الكلام. وكانت غايتهم أن يستخدموا العقل في الدفاع عن ما جاء به النقل. ثمَّ ابتعدوا عن تلك الغاية وصاروا يشتغلون في التوفيق بين النقل والعقل، على اعتبار أنَّهما متَّفقان متساويان في الحقيقة. وهنا يجب أن نذكِّر، طبقا للمؤلف، بأنَّ العقلانية المعتزلية تبقى خاضعة للوحي، وأنَّ التأويل لا يستطيع أن يناقض النص القرآني. ويركِّز معظم شيوخ المعتزلة مثل القاضي عبد الجبار، على أنَّ العقل وحده لا يستطيع تفسير كل شيء وإدارة كل شيء.
كما يؤكد المؤلف، منح مذهب المعتزلة مكانة كبيرة للعقل والجدل. وأكَّد على المقتضيات الأساسية للعدل والحرية، عبر منهجيته وحسِّه البحثي. وسمح بجهد ذهني مستدام، يتأسَّس على تفاؤل معقلن وعلى ضرورة وجود فعل متماسك. إذ انفتح الاعتزال على الثقافات الأجنبية في زمنه، وحرص على الحفاظ على أصالته عبر تطوير إجمال يتجاوز التباينات العميقة في أنظمة العصر.
يوضح مؤلف الكتاب، أن فلسفة الاعتزال تتعارض بصدد الفعل، تعارضاً منهجياً، مع التصوُّف والتوكُّل، لا بل مع القدرية الكسولة التي تنجم عنهما، في غالب الأحيان. لأنَّ هذا التوكُّل مناقض لعقيدة الحرية التي تقتضي القدرة على الفعل والجهد الشخصي. وبعد، لو أمعنا النظر، سنجد أنَّ مواقف المعتزلة بصدد (الحرية) لا تزال راهنة.
 المؤلف في سطور
أبو عمران الشيخ. كاتب ومفكِّر جزائري. حاصل على دكتوراه الدولة في الفلسفة ـ جامعة باريس، السوربون، عام 1974. شغل منصب أمين عام اللجنة الوطنية لليونسكو بين عام 1963 ـ 1964. عمل أستاذا للفلسفة في جامعة الجزائر 1965 ـ 1991، ووزيرا للثقافة والاتصال عام 1991، ورئيساً لاتحاد الكتاب الجزائريين 1995 ـ 1996. من مؤلفاته: ابن رشد، الفكر الإسلامي.. نظرة شاملة مع لويس غاردي.
أنور محمد - البيان


للاطلاع على الكتب المعروضة سابقا:
http://abuabdoalbagl.blogspot.com


1 comment: